9 مصاحف الكتاب الاسلامي

9 مصاحف هيتميل 9 و 12 مصحف

 

الجمعة، 12 أغسطس 2022

مجلد 2. : معجم البلدان المؤلف : ياقوت بن عبد الله الحموي أبو عبد الله

 

مجلد 2. : معجم البلدان
المؤلف : ياقوت بن عبد الله الحموي أبو عبد الله

بعنيها بعين في الجنة فقال يا رسول الله ليس لي ولعيالي غيرها لا استطيع ذلك فبلغ ذلك عثمان فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم الحديث كذا قال رومة الغفاري ثم قال عين يقال لها رومة وقال مصعب بن عبد الله الزبيري يذكر رومة ويتشوقها وهو بالعراق أقول لثابت والعين تهمي دموعا ما أنهنهها انحدارا أعرني نطرة بقرى دجيل تحايلها ظلاما أو نهارا فقال أرى برومة أو بسلع منازلها معطلة قفارا وقال أهل السير لما قدم تبع المدينة وكان منزله بقباء واحتفر البئر التي يقال لها بئر الملك وبه سميت فاحتوى ماءها فدخلت عليه امرأة من بني زريق يقال لها فاكهة فشكا إليها وباء بئره فانطلقت واستقت له من ماء رومة ثم جاءته به فشربه فأعجبه فقال لها زيدي فكانت تصير إليه مقامه بالماء من رومة فلما ارتحل قال لها يا فاكهة ما معنا من الصفراء ولا البيضاء شيء ولكن ما تركنا من أزوادنا ومتاعنا فهو لك فلما سار نقلت جميع ذلك فيقال إنها وأولادها أكثر بني زريق مالا حتى جاء الإسلام وقال عبد الله بن الزبير الأسدي يرثي يعقوب بن طلحة بن عبيد الله ومن قتل معه بالحرة لعمري لقد جاء الكروس كاظما على خبر للمسلمين وجيع شباب ليعقوب بن طلحة أقفرت منازلهم من رومة وبقيع بئر رئاب بالمدينة قال الشاعر أسل عمن سلا وصالك عمدا وتصابى وما به من تصاب ثم لا تنسها على ذاك حتى يسكن الحي عند بئر رئاب بئر الشعوبي بفتح الشين المعجمة والشعوب قرية من نواحي اليمن في مخلاف سنحان
بئر شوذب الذال معجمة مفتوحة والباء موحدة بئر بمكة تنسب إلى مولى معاوية بن أبي سفيان يقال له شوذب
وقد دخلت في المسجد ويقال إن شوذب كان مولى لطارق بن علقمة بن عريج ابن جذيمة بن مالك بن سعد بن عوف بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة ويقال بل كان مولى لنافع ابن علقمة بن صفوان بن أمية بن محرث بن جمل بن شق الكناني خال مروان بن الحكم بن أبي العاص
بئر عائشة بالمدينة منسوبة إلى عائشة بن نمير ابن واقف رجل من الأوس وليس هو اسم امرأة عن أحمد بن يحيى بن جابر
بئر عروة بعقيق المدينة تنسب إلى عروة بن الزبير ابن العوام رضي الله عنه قال علي بن الجهم هذا العقيق فعد أيدي العيس من غلوائها وإذا أطفت ببئر عر وة فاسقني من مائها إنا وعيشك ما ذمم نا العيش في أفنائها قال الزبير بن بكار كان من يخرج من مكة وغيرها

إذا مر بالعقيق تزود من ماء بئر عروة وكانوا يهدونه إلى أهاليهم ويشربونه في منازلهم قال الزبير ورأيت أبي يأمر به فيغلى ثم يجعله في القوارير ويهديه إلى الرشيد وهو بالرقة قال السري بن عبد الرحمن الأنصاري كفنوني إن مت في درع أروى واجعلوا لي من بئر عروة مائي سخنة في الشتاء باردة الصي ف سراج في الليلة الظلماء بئر عكرمة بمكة تنسب إلى عكرمة بن خالد ابن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
بئر عمرو بمكة منسوبة إلى عمرو بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي وإليه أيضا ينسب شعب عمرو بمكة
بئر أبي عنبة بلفظ واحدة العنب بئر بينها وبين مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم مقدار ميل وهناك اعترض رسول الله صلى الله عليه و سلم أصحابه عند مسيره إلى بدر وفي حديث لقد ربيته حتى سقاني من بئر أبي عنبة أو لفظ هذا معناه وقد جاء ذكره في غير حديث
بئر غدق بالتحريك أوله غين معجمة وآخره قاف غدقت العين والبشر فهي غدقة أي عذبة وماء غدق أي عذب وهي بئر بالمدينة وعندها أطم البلويين الذي يقال له القاع
بئر مرق بفتح الميم وسكون الراء وقاف ويروى بفتح الراء بئر بالمدينة ذكرها في حديث الهجرة
بئر مطلب بضم الميم وفتح الطاء وكسر اللام قال أحمد بن يحيى بن جابر بئر المطلب على طريق العراق وهي منسوبة إلى المطلب بن عبد الله بن حنظب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم هكذا يقول النسابون حنظب بضم الحاء المهملة والظاء المعجمة والمحدثون يفتحون الحاء ويهملون الطاء والحنطب الذكر من الجدي والحنظب لا أدري ما هو قيل قدم صخر بن الجعد الخضري المحاربي إلى المدينة فأتى تاجرا يقال له سيار فابتاع منه بزا وعطرا وقال له تأتيني غدوة فأقضيك وركب من تحت ليلته وخرج إلى البادية فلما أصبح سيار سأل عنه فعرف خبره فركب في جماعة من أصحابه في طلبه حتى أتوا بئر مطلب وهي على سبعة أميال من المدينة وقد جهدوا من الحر فنزلوا عليها وأكلوا تمرا كان معهم وأراحوا دوابهم وسقوها حتى إذا أراحوا انصرفوا راجعين وبلغ الخبر صخرا فقال أهون علي بسيار وصفوته إذا جعلت صرارا دون سيار إن القضاء سيأتي بعده زمن فاطو الصحيفة واحفظها من الفار يسائل الناس هل أحسستم أحدا محاربيا أتى من دون أظفار وما جلبت إليهم غير راحلة وغير قوس وسيف جفنه عار

وما أريتهم إلا ليدفعهم عني ويخرجني نقضي وإمراري حتى استغاثوا بألوى بئر مطلب وقد تحرق منهم كل تمار وقال أولهم نصحا لآخرهم ألا ارجعوا واتركوا الأعراب في النار بئر معاوية بين عسفان ومكة منسوبة إلى أبي عبيد الله معاوية بن عبد الله وزير المهدي كان المهدي أقطعه هذا الموضع فيما أقطعه لما استوزره فسميت به
بئر معونة بالنون قال ابن إسحاق بئر معونة بين أرض بني عامر وحرة بني سليم وقال كلا البلدين منها قريب إلا أنها إلى حرة بني سليم أقرب وقيل بئر معونة بين جبال يقال لها أبلى في طريق المصعد من المدينة إلى مكة وهي لبني سليم قاله عرام
وقال أبو عبيدة في كتاب مقاتل الفرسان بئر معونة ماء لبني عامر بن صعصعة وقال الواقدي بئر معونة في أرض بني سليم وأرض بني كلاب وعندها كانت قصة الرجيع والله أعلم
بئر الملك بالمدينة منسوبة إلى تبع وقد ذكرت في بئر رومة
بئر أبي موسى هو الأشعري قال أبو عبد الله محمد ابن إسحاق الفاكهي في كتاب مكة من تصنيفه شلقان وكيل بغا مولى المتوكل هو الذي بنى بئر أبي موسى الأشعري كانت مدكوكة وهي قائمة إلى اليوم على باب شعب أبي دب بالحجون
بئر ميمون بمكة منسوبة إلى ميمون بن خالد بن عامر بن الحضرمي كذا وجدته بخط الحافظ أبي الفضل بن ناصر على ظهر كتاب ووجدت في موضع آخر أن ميمونا صاحب البئر وهو أخو العلاء بن الحضرمي والي البحرين حفرها بأعلى مكة في الجاهلية وعندها قبر أبي جعفر المنصور وكان ميمون حليفا لحرب بن أمية بن عبد شمس واسم الحضرمي عبد الله بن عماد قال الشاعر تأمل خليلي هل ترى قصر صالح وهل تعرف الأطلال من شعب واضح إلى بئر ميمون إلى العيرة التي بها ازدحم الحجاج بين الأباطح بئر يقظان بالظاء المعجمة أوله ياء ماء لبني نمير وأكثرها ما يقال لها البئر غير مضافة قال أبو زياد وكان يقظان قد أهتر أي ذهب عقله
باب الباء والألف وما يليهما
با أيوب هو تخفيف أبي أيوب هكذا جاء قرية كبيرة بين قرميسين وهمذان عن يمين الطريق للقاصد من بغداد إلى همذان منسوب فيما قيل إلى رجل من جرهم يقال له أبو أيوب وكانت بها أبنية نقضت وتعرف هذه القرية بالدكان وبالقرب منها بحيرة صغيرة في رأي العين يقال إنه غرق فيها بعض الملوك فبذلت أمه لمن يخرجه الرغائب فلما أعياها إخراجه عزمت على طمها فحشرت الناس وجاؤوا بالتراب وألقوه فيها فلم يؤثر شيئا فأيست من ذلك فجاءت أخيرا بحملة من التراب واحدة فأمرت بصبها على شفير البحيرة فكانت تلا عظيما فهو إلى الآن باق وأرادت أن تعرف الناس أنها لم تعجز عن شيء ممكن وماء هذه البحيرة يصب في واد حياض تحتها

بابان باءان وألف ونون بأي بابان محلة بأسفل مرو ينسب إليها أبو سعيد عبدة بن عبد الرحيم ابن حبان الباباني المروزي سمع الكثير وسافر إلى الشام والعراق ومصر ومات بدمشق سنة 442
الباب ويعرف بباب بزاعة بليدة في طرف وادي بطنان من أعمال حلب بينها وبين منبج نحو ميلين وإلى حلب عشرة أميال وهي ذات أسواق يعمل فيها كرباس كثير ويحمل إلى مصر ودمشق وينسب إليها
باب جبل قرب هجر من أرض البحرين
و باب أيضا من قرى بخارى حدث من أهلها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إسحاق الأسدي البابي روى عنه خلف الخيام ونسبه قاله ابن طاهر وقال أبو سعد بابة بالهاء وستذكر إن شاء الله تعالى
باب الأبواب ويقال له الباب غير مضاف والباب والأبواب وهو الدربند دربند شروان قال الإصطخري وأما باب الأبواب فإنها مدينة ربما أصاب ماء البحر حائطها وفي وسطها مرسى السفن وهذا المرسى من البحر قد بني على حافتي البحر سدين وجعل المدخل ملتويا وعلى هذا الفم سلسلة ممدودة فلا مخرج للمركب ولا مدخل إلا بإذن وهذان السدان من صخر ورصاص وباب الأبواب على بحر طبرستان وهو بحر الخزر وهي مدينة تكون أكبر من أردبيل نحو ميلين في ميلين ولهم زروع كثيرة وثمار قليلة إلا ما يحمل إليهم من النواحي وعلى المدينة سور من الحجارة ممتد من الجبل طولا في غير ذي عرض لا مسلك على جبلها إلى بلاد المسلمين لدروس الطرق وصعوبة المسالك من بلاد الكفر إلى بلاد المسلمين ومع طول السور فقد مد قطعة من السور في البحر شبه أنف طولاني ليمنع من تقارب السفن من السور وهي محكمة البناء موثقة الأساس من بناء أنو شروان وهي أحد الثغور الجليلة العظيمة لأنها كثيرة الأعداء الذين حفوا بها من أمم شتى وألسنة مختلفة وعدد كثير وإلى جنبها جبل عظيم يعرف بالذئب يجمع في رأسه في كل عام حطب كثير ليشعلوا فيه النار إن احتاجوا إليه ينذرون أهل أذربيجان وأران وأرمينية بالعدو إن دهمهم وقيل إن في أعلى جبلها الممتد المتصل بباب الأبواب نيفا وسعبين أمة لكل أمة لغة لا يعرفها مجاورهم وكانت الأكاسرة كثيرة الاهتمام بهذا الثغر لا يفترون عن النظر في مصالحه لعظم خطره وشدة خوفه وأقيمت لهذا المكان حفظة من ناقلة البلدان وأهل الثقة عندهم لحفظه وأطلق لهم عمارة ما قدروا عليه بلا كلفة للسلطان ولا مؤامرة فيه ولا مراجعة حرصا على صيانته من أصناف الترك والكفر والأعداء فممن رتبوا هناك من الحفظة أمة يقال لهم طبرسران وأمة إلى جنبهم تعرف بفيلان وأمة يعرفون باللكز كثير عددهم عظيمة شوكتهم والليران وشروان وغيرهم وجعل لكل صنف من هؤلاء مركز يحفظه وهم أولو عدد وشدة رجالة وفرسان وباب الأبواب فرضة لذلك البحر يجتمع إليه الخزر والسرير وشنذان وخيزان وكرج ورقلان وزريكران وغميك هذه من جهة شماليها ويجتمع إليه أيضا من جرجان وطبرستان والديلم والجبل وقد يقع بها شغل ثياب كتان وليس بأران وأرمينية وأذربيجان كتان إلا بها وبرساتيقها وبها زعفران ويقع بها من الرقيق من كل نوع وبجنبها مما يلي بلاد الإسلام رستاق يقال له مسقط ويليه بلد اللكز

وهم أمم كثيرة ذوو خلق وأجسام وضياع عامرة وكور مأهولة فيها أحرار يعرفون بالخماشرة وفوقهم الملوك ودونهم المشاق وبينهم وبين باب الأبواب بلد طبرسران شاه وهم بهذه الصفة من البأس والشدة والعمارة الكثيرة إلا أن اللكز أكثر عددا وأوسع بلدا وفوق ذلك فيلان وليس بكورة كبيرة وعلى ساحل هذا البحر دون المسقط مدينة الشابران صغيرة حصينة كثيرة الرساتيق وأما المسافات فمن إتل مدينة الخزر إلى باب الأبواب اثنا عشر يوما ومن سمندر إلى باب الأبواب أربعة أيام وبين مملكة السرير إلى باب الأبواب ثلاثة أيام وقال أبو بكر أحمد بن محمد الهمداني وباب الأبواب أفواه شعاب في جبل القبق فيها حصون كثيرة منها باب صول وباب اللان وباب الشابران وباب لازقة وباب بارقة وباب سمسجن وباب صاحب السرير وباب فيلانشاه وباب طارونان وباب طبرسران شاه وباب إيران شاه وكان السبب في بناء باب الأبواب على ما حدث به أبو العباس الطوسي قال هاجت الخزر مرة في أيام المنصور فقال لنا أتدرون كيف كان بناء أنو شروان الحائط الذي يقال له الباب قلنا لا قال كانت الخزر تغير في سلطان فارس حتى تبلغ همذان والموصل فلما ملك أنوشروان بعث إلى ملكهم فخطب إليه ابنته على أن يزوجه إياها ويعطيه هو أيضا ابنته ويتوادعا ثم يتفرغا لأعدائهما فلما أجابه إلى ذلك عمد أنوشروان إلى جارية من جواريه نفيسة فوجه بها إلى ملك الخزر على أنها ابنته وحمل معها ما يحمل مع بنات الملوك وأهدى خاقان إلى أنوشروان ابنته فلما وصل إليه كتب إلى ملك الخزر لو التقينا فأوجبنا المودة بيننا فأجابه إلى ذلك وواعده إلى موضع سماه ثم التقيا فأقاما أياما ثم إن أنوشروان أمر قائدا من قواده أن يختار ثلاثمائة رجل من أشداء أصحابه فإذا هدأت العيون أغار في عسكر الخزر فحرق وعقر ورجع إلى العسكر في خفاء ففعل فلما أصبح بعث إليه خاقان ما هذا بيت عسكري البارحة فبعث إليه أنوشروان لم توت من قبلنا فابحث وانظر ففعل فلم يقف على شيء ثم أمهله أياما وعاد لمثلها حتى فعل ثلاث مرات وفي كلها يعتذر ويسأله البحث فيبحث فلا يقف على شيء فلما أثقل ذلك على خاقان دعا قائدا من قواده وأمره بمثل ما أمر به أنوشروان فلما فعل أرسل إليه أنوشروان
ما هذا استبيح عسكري الليلة وفعل بي وصنع فأرسل إليه خاقان ما أسرع ما ضجرت قد فعل هذا بعسكري ثلاث مرات وإنما فعل بك أنت مرة واحدة
فبعث إليه أنوشروان هذا عمل قوم يريدون أن يفسدوا فيما بيننا وعندي رأي لو قبلته رأيت ما تحب قال وما هو قال تدعني أن أبني حائطا بيني وبينك وأجعل عليه بابا فلا يدخل بلدك إلا من تحب ولا يدخل بلدي إلا من أحب فأجابه إلى ذلك وانصرف خاقان إلى مملكته وأقام أنوشروان يبني الحائط بالصخر والرصاص وجعل عرضه ثلاثمائة ذراع وعلاه حتى ألحقه برؤوس الجبال ثم قاده في البحر فيقال إنه نفخ الزقاق وبنى عليها فأقبلت تنزل والبناء يصعد حتى استقرت الزقاق على الأرض ثم رفع البناء حتى استوى مع الذي على الأرض في عرضه وارتفاعه وجعل عليه بابا من حديد ووكل به مائة رجل يحرسونه بعد أن كان يحتاج إلى مائة ألف رجل ثم نصب سريره على الفند الذي صنعه على البحر وسجد مسرورا بما هيأه الله على يده ثم

استلقى على ظهره وقال الآن حين استرحت قال ووصف بعضهم هذا السد الذي بناه أنوشروان فقال إنه جعل طرفا منه في البحر فأحكمه إلى حيث لا يتهيأ سلوكه وهو مبني بالحجارة المنقورة المربعة المهندمة لا يقل أصغرها خمسون رجلا وقد أحكمت بالمسامير والرصاص وجعل في هذه السبعة فراسخ سبعة مسالك على كل مسلك مدينة ورتب فيها قوم من المقاتلة من الفرس يقال لهم الانشاستكين وكان على أرمينية وظائف رجال لحراسة ذلك السور مقدار ما يسير عليه عشرون رجلا بخيلهم لا يتزاحمون
وذكر أن بمدينة الباب على باب الجهاد فوق الحائط أسطوانتين من حجر على كل أسطوانة تمثال أسد من حجارة بيض وأسفل منهما حجرين على كل حجر تمثال لبوتين وبقرب الباب صورة رجل من حجر وبين رجليه صورة ثعلب في فمه عنقود عنب وإلى جانب المدينة صهريج معقود له درجة ينزل إلى الصهريج منها إذا قل ماؤه وعلى جنبي الدرجة أيضا صورتا أسد من حجارة يقولون إنهما طلسمان للسور
وأما حديثها أيام الفتوح فإن سلمان بن ربيعة الباهلي غزاها في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتجاوز الحصنين وبلنجر ولقيه خاقان ملك الخزر في جيشه خلف نهر بلنجر فاستشهد سلمان بن ربيعة وأصحابه وكانوا أربعة آلاف فقال عبد الرحمن ابن جمانة الباهلي يذكر سلمان بن ربيعة وقتيبة بن مسلم الباهليين يفتخر بهما وإن لنا قبرين قبر بلنجر وقبر بصين استان يا لك من قبر فهذا الذي بالصين عمت فتوحه وهذا الذي يسقى به سبل القطر يريد أن الترك أو الخزر لما قتلوا سلمان بن ربيعة وأصحابه كانوا يبصرون في كل ليلة نورا عظيما على موضع مصارعهم فيقال إنهم دفنوهم وأخذوا سلمان بن ربيعة وجعلوه في تابوت وسيروه إلى بيت عبادتهم فإذا أجدبوا أو أقحطوا أخرجوا التابوت وكشفوا عنه فيسقون
ووجدت في موضع آخر أن أبا موسى الأشعري لما فرغ من غزو أصبهان في أيام عمر ابن الخطاب في سنة 91 أنفذ سراقة بن عمرو وكان يدعى ذا النون إلى الباب وجعل في مقدمته عبد الرحمن بن ربيعة وكان أيضا يدعى ذا النون وسار في عسكره إلى الباب ففتحه بعد حروب جرت فقال سراقة بن عمرو في ذلك ومن يك سائلا عني فإني بأرض لا يواتيها القرار بباب الترك ذي الأبواب دار لها في كل ناحية مغار نذود جموعهم عما حوينا ونقتلهم إذا باح السرار سددنا كل فرج كان فيها مكابرة إذا سطع الغبار وألحمنا الجبال جبال قبج وجاور دورهم منا ديار وبادرنا العدو بكل فج نناهبهم وقد طار الشرار على خيل تعادى كل يوم عتادا ليس يتبعها المهار وقال نصيب يذكر الباب ولا أدري أي باب أراد ذكرت مقامي ليلة الباب قابضا على كف حوراء المدامع كالبدر

وكدت ولم أملك إليك صبابة أطير وفاض الدمع مني على نحري ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة كليلتنا حتى أرى وضح الفجر أجود عليها بالحديث وتارة تجود علينا بالرضاب من الثغر فليت إلهي قد قضى ذاك مرة فيعلم ربي عند ذلك ما سكري وينسب إلى باب الأبواب جماعة منهم زهير بن نعيم البابي وإبراهيم بن جعفر البابي قال عبد الغني ابن سعيد كان يفيد بمصر وقد أدركته وأظنهما يعني زهيرا وإبراهيم ينسبان إلى باب الأبواب وهي مدينة دربند والحسن بن إبراهيم البابي حدث عن حميد الطويل عن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم تختموا بالعقيق فإنه ينفي الفقر روى عنه عيسى بن محمد بن محمد البغدادي وهلال بن العلاء البابي روى عنه أبو نعيم الحافظ
وفي الفيصل زهير بن محمد البابي ومحمد بن هشام بن الوليد بن عبد الحميد أبو الحسن المعروف بابن أبي عمران البابي روى عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج الكندي روى عنه مسعر بن علي البرذعي وحبيب بن فهد ابن عبد العزيز أبو الحسن البابي حدث عن محمد بن دوستي عن سليمان الأصبهاني عن بختويه عن عاصم بن إسماعيل عن عاصم الأحول حدث عنه أبو بكر الإسماعيلي وذكر أنه سمع قبل السبعين ومائتين على باب محمد بن أبي عمران المقابري ومحمد بن أبي عمران البابي الثقفي واسم أبي عمران هشام أصله من باب الأبواب نزل ببرذعة روى عن إبراهيم بن مسلم الخوارزمي
باب البريد بفتح الباء الموحدة وكسر الراء بلفظ البريد وهو الرسول اسم لأحد أبواب جامع دمشق وهو من أنزه المواضع وقد أكثرت الشعراء من ذكره ووصفه والتشوق إليه فمن ذلك قول علي بن رضوان الساعاتي شارع عصري ألمت سليمى والنسيم عليل فخيل لي أن الشمال شمول كأن الخزامي صفقت منه قرقفا فللسكر أعناق المطي تميل تلاقت جفون ما تلاقى قصيرة وليل مشوق بالغرام طويل شديد إلى باب البريد حنينه وليس إلى باب البريد سبيل ديار فأما ماأها فمصفق زلال وأما ظلها فظليل نحلت وما قولي نحلت تعجبا هل الحب إلا لوعة ونحول باب التبن بلفظ التبن الذي تأكله الدواب اسم محلة كبيرة كانت ببغداد على الخندق بإزاء قطيعة أم جعفر وهي الآن خراب صحراء يزرع فيها وبها قبر عبد الله بن أحمد بن حنبل رضي الله عنه دفن هناك بوصية منه وذاك أنه قال قد صح عندي أن بالقطيعة نبيا مدفونا ولأن أكون في جوار نبي أحب إلي من أن أكون في جوار أبي وبلصق هذا الموضع مقابر قريش التي فيها قبر موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين ابن الإمام الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ويعرف قبره بمشهد باب التبن مضاف إلى هذا الموضع وهو الآن محلة

عامرة ذات سور مفردة
باب توماء بضم التاء أحد أبواب مدينة دمشق لما حاصر المسلمون دمشق في أيام أبي بكر رضي الله عنه نزل أبو عبيدة من قبل باب الجابية ونزل خالد بن الوليد بدير يقال له دير خالد بالجانب الشرقي ونزل يزيد بن أبي سفيان بباب توماء فقال عبد الرحمن ابن أبي سرح وكان من أصحاب يزيد بن أبي سفيان ألا ابلغ أبا سفيان عنا بأننا على خير حال كان جيش يكونها وأنا على باب لتوماء نرتمي وقد حان من باب لتوما حيونها باب الجنان جمع جنة وهي البستان باب من أبواب مدينة الرقة وباب من أبواب مدينة حلب ذكره عيسى بن سعدان الحلبي فلذلك ذكرناه فقال يا لبرق كلما لاح على حلب مثلها نصب عياني بات كالمذبوب في شاطي قويق ناشر الطرة مسحوب الجران كلما مرت به ناسمة موهنا جن على باب الجنان ليت شعري من ترى أرسله أنسيم البان إم رفع الدخان باب الحجرة بضم الحاء موضع بدار الخلافة المعظمة ببغداد حرسها الله تعالى وهي دار عظيمة الشأن عجيبة البنيان فيها يخلع على الوزراء وإليها يحضرون من أيام الموسم للهناء وأول من أنشأها الإمام المسترشد بالله أبو منصور الفضل ابن الإمام المستظهر بالله
باب حرب يذكر في الحربية إن شاء الله تعالى وهو حرب بن عبد الملك أحد قواد أبي جعفر المنصور وفي مقبرة باب حرب أحمد بن حنبل وبشر الحافي وأبو بكر الخطيب ومن لا يحصى من العلماء والعباد والصالحين وأعلام المسلمين
باب الخاصة كان أحد أبواب دار الخلافة المعظمة ببغداد أحدثه الطائع لله تجاه دار الفيل وباب كلواذا واتخذ عليه منظرة تشرف على دار الفيل وبراح واسع واتفق أن كان الطائع يوما في هذه المنظرة فجوزت عليه جنازة أبي بكر عبد العزيز بن جعفر الزاهد المعروف بغلام الخلال فرأى الطائع منها ما أعجبه فتقدم بدفنه في ذلك البراح الذي تجاه المنظرة وجعل دار الفيل وقفا عليه ووسع به في تلك المقبرة وهي الآن على ذلك إلا أن هذا الباب لا أثر له اليوم ويتلو هذا الباب من دار الخلافة باب المراتب ولهذا الأبواب ذكر في التواريخ
باب دستان بفتح الدال والسين مهملة والتاء فوقها نقطتان موضع معروف بسمرقند ينسب إليه أبو الحسن علي بن الحسن بن نصر بن خراسان بن عبد الله البابدستاني فقيه حنفي فاضل ثقة توفي بسمرقند في صفر سنة 368
بابرتي بفتح الباء الثانية وسكون الراء والتاء فوقها نقطتان مقصورة قرية من أعمال دجيل بغداد ينسب إليها أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحسن بن أبي الأصابع الحربي البابرتي ولد بقرية بابرتي ونشأ بالحربية من بغداد ذكره أبو سعد في شيوخه
بابرت بكسر الباء الثانية قرية كبيرة ومدينة حسنة من نواحي أرزن الروم من نواحي أرمينية خبرني بها رجل من أهلها فقيه

بابسير بفتح الباء الثانية وكسر السين المهملة وياء ساكنة وراء بلدة من نواحي الأهواز منها أبو الحسن علي بن بحر بن بري البابسيري روى عن ابن عيينة توفي سنة 432 قال أبو سعد عقيب هذا البابسيري نسبة إلى بابسير وهي قرية من قرى واسط وقيل من قرى الأهواز منها أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن موسى البابسيري ومحمد بن كامل البابسيري روى عنه الحسن بن علي ابن محمود بن شيرويه القاضي الشيرازي
باب الشام محلة كانت بالجانب الغربي من بغداد منها أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن كثير الصيرفي البابشامي روى عن أبي نواس الشاعر
بابش بكسر الباء والشين معجمة من قرى بخارى من ظن أبي سعد ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إسحاق بن عبد الله بن جدير البابشي مات سنة 303
باب الشعير محلة ببغداد فوق مدينة المنصور قالوا كانت ترفأ إليها سفن الموصل والبصرة والمحلة التي ببغداد اليوم وتعرف بباب الشعير وهي بعيدة من دجلة بينها وبين دجلة خراب كثير والحريم وسوق المارستان وقد نسب إليها بعض الرواة
باب شورستان بضم الشين المعجمة وسكون الواو وكسر الراء محلة بمرو
بابشير الباء الثانية ساكنة والشين مكسورة وياء ساكنة وراء قرية على مقدار فرسخ من مرو منها إبراهيم بن أحمد بن علي البابشيري مات سنة 036
باب الطاق محلة كبيرة ببغداد بالجانب الشرقي تعرف بطاق أسماء وقد ذكرت في موضعها واجتاز عبد الله بن طاهر بها فرأى قمرية تنوح فأمر بشرائها وإطلاقها فامتنع صاحبها أن يبيعها بأقل من خمسمائة درهم فاشتراها بذلك وأطلقها وأنشد يقول ناحت مطوقة بباب الطاق فجرت سوابق دمعي المهراق كانت تغرد بالأراك وربما كانت تغرد في فروع الساق فرمى الفراق بها العراق فأصبحت بعد الأراك تنوح في الأسواق فجعت بأفرخها فأسبل دمعها إن الدموع تبوح بالمشتاق تعس الفراق وبت حبل وتينه وسقاه من سم الأساود ساق ماذا أراد بقصده قمرية لم تدر ما بغداد في الآفاق بي مثل ما بك يا حمامة فاسألي من فك أسرك أن يحل وثاقي وقد روي أن صاحب القصة في إطلاق القمرية هو اليمان بن أبي اليمان البندنيجي الشاعر الضرير مصنف كتاب التفقيه وقد ذكرته في كتاب معجم الأدباء
بابغيش الغين معجمة وياء ساكنة والشين معجمة ناحية بين أذربيجان وأردبيل يمر بها الزاب الأعلى
بابقران بفتح القاف والراء وألف ونون من قرى مرو منها أبو الحسن أحمد بن محمد بن عيسى البابقراني سمع بالعراق الحسين بن إسماعيل المحاملي
باب كس بكسر الكاف والسين مهملة محلة كبيرة بسمرقند يقال لها بالفارسية دروازه كش

ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر ابن داود الزاهد البابكسي السمرقندي توفي في رمضان سنة 752
باب كوشك بضم الكاف وسكون الواو والشين وكاف أخرى محلة كبيرة بأصبهان ينسب إليها أحمد بن إبراهيم البابكوشي توفي في سنة 872
بابلا بكسر الباء وتشديد اللام مقصور قرية كبيرة بظاهر حلب بينهما نحو ميل وهي عامرة آهلة في أيامنا هذه وقد ذكرها البحتري فقال أقام كل ملث الودق رجاس على ديار بعلو الشام أدراس فيها لعلوة مصطاف ومرتبع من بانقوسا وبابلا وبطياس منازل أنكرتنا بعد معرفة وأوحشت من هوانا بعد إيناس وقال الوزير أبو القاسم بن المغربي حن قلبي إلى معالم بابل لا حنين المولة المشعوف مطلب اللهو والهوى وكناس ال خرد العين والظباء الهيف حيث شطا قويق مسرح طرفي والأسامي موانسي وأليفي ليس من لم يسل حنينا إلى الأو طان أن شتت النوى بظريف ذاك من شيمة الكرام ومن عه د الوفاء المحبب الموصوف باب لت بضم اللام وتشديد التاء المثناة قرية بالجزيرة بين حران والرقة ينسب إليها أبو سعيد يحيى بن عبد الله بن الضحاك البابلتي مولى بني أمية وأصله من الري وهو ابن امرأة الأوزاعي سكن حران وحدث عن الأوزاعي وابن أبي مريم ومالك ابن أنس وجماعة كثيرة ومات فيما ذكره القاضي أبو بكر بن كامل سنة 812 وهو ابن تسعين سنة
بابل بكسر الباء اسم ناحية منها الكوفة والحلة ينسب إليها السحر والخمر قال الأخفش لا ينصرف لتأنيثه وذلك أن اسم كل شيء مؤنث إذا كان علما وكان على أكثر من ثلاثة أحرف فإنه لا ينصرف في المعرفة وقد ذكرت فيما يأتي في ترجمة بابليون معنى بابل عند أهل الكتاب وقال المفسرون في قوله تعالى وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت قيل بابل العراق وقيل بابل دنباوند وقال أبو الحسن بابل الكوفة وقال أبو معشر الكلدانيون هم الذين كانوا ينزلون بابل في الزمن الأول ويقال إن أول من سكنها نوح عليه السلام وهو أول من عمرها وكان قد نزلها بعقب الطوفان فسار هو ومن خرج معه من السفينة إليها لطلب الدفء فأقاموا بها وتناسلوا فيها وكثروا من بعد نوح وملكوا عليهم ملوكا وابتنوا بها المدائن واتصلت مساكنهم بدجلة والفرات إلى أن بلغوا من دجلة إلى أسفل كسكر ومن الفرات إلى ما وراء الكوفة وموضعهم هو الذي يقال له السواد وكانت ملوكهم تنزل بابل وكان الكلدانيون جنودهم فلم تزل مملكتهم قائمة إلى أن قتل دارا آخر ملوكهم ثم قتل منهم خلق كثير فذلوا وانقطع ملكهم وقال يزدجرد بن مهبندار تقول العجم إن الضحاك الملك الذي كان له بزعمهم ثلاثة أفواه وست أعين بنى مدينة بابل العظيمة وكان ملكه ألف سنة إلا يوما واحدا

ونصفا وهو الذي أسره أفريدون الملك وصيره في جبل دنباوند واليوم الذي أسره فيه يعده المجوس عيدا وهو المهرجان قال فأما الملوك الأوائل أعني ملوك النبط وفرعون إبراهيم فإنهم كانوا نزلا ببابل وكذلك بخت نصر الذي يزعم أهل السير أنه ممن ملك الأرض بأسرها انصرف بعدما أحدث ببني إسرائيل ما أحدث إلى بابل فسكنها قال أبو المنذر هشام بن محمد إن مدينة بابل كانت اثني عشر فرسخا في مثل ذلك وكان بابها مما يلي الكوفة وكان الفرات يجري ببابل حتى صرفه بخت نصر إلى موضعه الآن مخافة أن يهدم عليه سور المدينة لأنه كان يجري معه قال ومدينة بابل بناها بيوراسب الجبار واشتق اسمها من اسم المشتري لأن بابل باللسان البابلي الأول اسم للمشتري ولما استتم بناؤها جمع إليها كل من قدر عليه من العلماء وبنى لهم اثني عشر قصرا على عدد البروج وسماها بأسمائهم فلم تزل عامرة حتى كان الإسكندر وهو الذي خربها
وحدث أبو بكر أحمد بن مروان المالكي الدينوري في كتاب المجالس من تصنيفه حدثنا عمرو بن ناجية حدثنا نعيم بن سالم بن قنبر مولى علي ابن أبي طالب عن أنس بن مالك قال لما حشر الله الخلائق إلى بابل بعث إليهم ريحا شرقية وغربية وقبلية وبحرية فجمعهم إلى بابل فاجتمعوا يومئذ ينظرون لما حشروا له إذ نادى مناد من جعل المغرب عن يمينه والمشرق عن يساره فاقتصد البيت الحرام بوجهه فله كلام أهل السماء فقام يعرب ابن قحطان فقيل له يا يعرب بن قحطان بن هود أنت هو فكان أول من تكلم بالعربية ولم يزل المنادي ينادي من فعل كذا وكذا فله كذا وكذا حتى افترقوا على اثنين وسبعين لسانا وانقطع الصوت وتبلبلت الألسن فسميت بابل وكان اللسان يومئذ بابليا وهبطت ملائكة الخير والشر وملائكة الحياء والإيمان وملائكة الصحة والشقاء وملائكة الغنى وملائكة الشرف وملائكة المروءة وملائكة الجفاء وملائكة الجهل وملائكة السيف وملائكة البأس حتى انتهوا إلى العراق فقال بعضهم لبعض افترقوا فقال ملك الإيمان أنا أسكن المدينة ومكة فقال ملك الحياء وأنا معك فاجتمعت الأمة على أن الإيمان والحياء ببلد رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال ملك الشقاء أنا أسكن البادية فقال ملك الصحة وأنا معك فاجتمعت الأمة على أن الشقاء والصحة في الأعراب وقال ملك الجفاء أنا أسكن المغرب فقال ملك الجهل وأنا معك فاجتمعت الأمة على أن الجفاء والجهل في البربر وقال ملك السيف أنا أسكن الشام فقال ملك البأس وأنا معك وقال ملك الغنى أنا أقيم ههنا فقال ملك المروءة وأنا معك وقال ملك الشرف وأنا معكما فاجتمع ملك الغنى والمروءة والشرف بالعراق
قلت هذا خبر نقلته على ما وجدته والله المستعان
وقد روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل دهقان الفلوجة عن عجائب بلادهم فقال كانت بابل سبع مدن في كل مدينة أعجوبة ليست في الأخرى فكان في المدينة التي نزلها الملك بيت فيه صورة الأرض كلها برساتيقها وقراها وأنهارها فمتى التوى أحد بحمل الخراج من جميع البلدان خرق أنهارهم فغرقهم وأتلف زروعهم وجميع ما في بلدهم حتى يرجعوا عما هم به فيسد بأصبعه تلك الأنهار

وكان قد اتهمهم بممالأة عدوه إلى مصر فنزلوا من الفسطاط بموضع يقال له الظاهر فقال فساروا بحمد الله حتى أحلهم ببليون منها الموجفات السوابق فأمسوا بحمد الله قد حال دونهم مهامه بيد والجبال الشواهق وحلوا ولم يرجوا سوى الله وحده بدار لهم فيها غنى ومرافق فأمسوا بدار لا يفزع أهلها وجيرانهم فيها تجيب وغافق باب محول بضم الميم وفتح الحاء وتشديد الواو ولام محلة كبيرة من محال بغداد كانت متصلة بالكرخ وهي الآن منفردة كالقرية المنفردة ذات جامع وسوق مستغنية بنفسها في غربي الكرخ مشرفة على السراة والله الموفق
باب المراتب هو أحد أبواب دار الخلافة ببغداد كان من أجل أبوابها وأشرفها وكان حاجبه عظيم القدر ونافذ الأمر فأما الآن فهو في طرف من البلد بعيد كالمهجور لم يبق فيه إلا دور قوم من أهل البيوتات القديمة وكانت الدور فيه غالية الأثمان عزيزة الوجود في أيام السلاطين ببغداد لأنه كان حراما لمن يأوي إليه فأما الآن فليس للمساكن فيه قيمة ورأيت به دورا كثيرة احتاج أهلها وأرادوا بيعها فلم تشتر منهم فباعوا أنقاضها وساحها ممن يعمر به موضعا آخر
والذي أوجب ذكر ذلك كثرة مجيء ذكرها في التواريخ والأخبار
بابونيا بضم الباء الثانية وسكون الواو وكسر النون وياء وألف من قرى بغداد منها أبو الفضل موسى بن سلطان بن علي المقري الضرير البابوني دخل بغداد فسمع بها وقرأ القرآن بالروايات روى عن أبي الوقت السجزي وغيره مات سنة 995
بابه من قرى بخارى منها إبراهيم بن محمد بن إسحاق الأسدي البخاري البابي حدث عن نصر بن الحسن حدث عنه خلف بن محمد الخيام
البابة مثل الذي قبله قال الأزهري البابة ثغر من ثغور الروم وما أظنه أراد إلا البابة الذي هو عند النصارى بمنزلة الخليفة الإمام يجب عليهم طاعته ومقامه بمدينة رومية وحكمه سار في جميع بلاد الفرنج ومن يقاربهم
بابين تثنية باب موضع بالبحرين وفيه قال قائلهم أنا ابن برد بين بابين وجم والخيل تنحاه إلى قطر الأجم وضبة الدعمان في روس الأكم مخضرة أعينها مثل الرخم باتكرو قرأت بخط الحافظ أبي عبد الله محمد بن النجار صديقنا قرأت بخط أبي الفوارس الحسن بن عبد الله بن بركات بن شافع الدمشقي قال أخبرنا القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن الحسن بن علي بن عبد العزيز الباتكروي الباتكرو قلعة حصينة على شط جيحون بقراءتي عليه في جامعها الإمام محمود ابن يوسف بن عطاء وذكر خبرا
باجاخسرو بالجيم ثم الخاء بعد الألف مضمومة كورة من كور بغداد في شرقي دجلة منها النهروانات
باجبارة باء أخرى مشددة وألف وراء قرية في شرقي مدينة الموصل على نحو ميل وهي كبيرة

عامرة فيها سوق وكان نهر الخوسر قديما يمر بها تحت قناطرها وهي باقية إلى هذه الغاية وجامعها مبني على هذه القناطر رأيتها غير مرة
الباج بالجيم قال أحمد بن يحيى بن جابر مر علي ابن أبي طالب عليه السلام بالأنبار فخرج إليه أهلها بالهدايا إلى معسكرة فقال اجمعوا الهدايا واجعلوها باجا واحدا ففعلوا فسمي موضع معسكره بالأنبار الباج إلى الآن
باجخوست بفتح الجيم وضم الخاء المعجمة وواو ساكنة وسين مهملة ساكنة أيضا وتاء مثناة قرية كبيرة من قرى مرو على فرسخين من مرو منها أبو سهل النعمان الأكار الباجخوستي كان صالحا عابدا ذكره أبو سعد في شيوخه وقال إنه مات في رمضان سنة 845
باجدا بفتح الجيم وتشديد الدال والقصر قرية كبيرة بين رأس عين والرقة
قال أحمد بن الطيب عليها سور وكان مسلمة بن عبد الملك أقطع موضعها رجلا ما أصحابه يقال له أسيد السلمي فبناها وسورها وفيها بساتين تسقيها عين تنبع من وسطها يشرب منها الناس وما فضل يسقي زروعها وهي قرب حصن مسلمة بن عبد الملك منها محمد بن أبي القاسم الخضر بن محمد الحراني يعرف بابن تيمية وهو اسم لجدته وكانت واعظة البلد يعرف بالباجداي وكان شيخا معظما بحران وخطيبها وواعظها ومفتيها ولأهل حران فيه اعتقاد طاهر صالح وكان نافذ الأمر فيهم مطاعا سمع الحديث ورواه ولي منه إجازة ورأيته غير مرة ومات سنة 612 وقد أسن
و باجدا أيضا من قرى بغداد ينسب إليها أبو الحسين سلامة بن سليمان بن أيوب بن هارون السلمي الباجداي حدث ببغداد عن أبي يعلى الموصلي وعلي بن عبد الحميد الغضائري وأبي عروبة الحراني روى عنه أبو الحسن بن رزقويه
باجرا بالراء من قرى الجزيرة أيضا ينسب إليها أبو شهاب عبد القدوس بن عبد القاهر الباجراي روى عن سفيان بن عيينة كذا ضبطه أبو سعد
باجربق بضم الجيم وسكون الراء وفتح الباء الموحدة وقاف قرية من قرى بين النهرين كورة بين البقعاء ونصيبين
باجرما بفتح الجيم وسكون الراء وميم وألف مقصورة قرية من أعمال البليخ قرب الرقة من أرض الجزيرة
باجرمق بالقاف في كتاب الفتوح باجرمق كورة قرب دقوقا
باجروان آخره نون قرية من ديار مضر بالجزيرة من أعمال البليخ
و باجروان أيضا مدينة من نواحي باب الأبواب قرب شروان عندها عين الحياة التي وجدها الخضر عليه السلام وقيل هي القرية التي استطعم موسى والخضر عليهما السلام أهلها
باجسري بكسر الجيم وسكون السين وراء والقصر بليدة في شرقي بغداد بينها وبين حلوان على عشرة فراسخ من بغداد وهي عامرة نزهة كثيرة النخل والأهل
خرج منها جماعة من أهل العلم والرواية منهم أبو القاسم عبد الغني بن محمد بن حنيفة الباجسراوي كان صالحا وله شعر حسن ورغبة في الأدب توفي سنة 135
وابنه أبو المعالي أحمد روى قطعة من كتب الأدب
وقال عبيد الله بن الحر يذكرها

ويوم بباجسرى هزمت وغودرت جماعتهم صرعى لدى جانب الجسر فوالوا سراعا هاربين كأنهم رعيل نعام بالفلا شرد ذعر ووجد على حائط مكتوب أقول والنفس لهوف حسرى والعين من طول البكاء عبرى وقد أنارت في الظلام الشعرى وانحدرت بنات نعش الكبرى يا رب خلصني من باجسرى وابدل بها يا رب دارا أخرى باجميري بضم الجيم وفتح الميم وياء ساكنة وراء مقصورة موضع دون تكريت
ذكر الأخباريون أن عبد الملك بن مروان كان إذا هم بقصد مصعب بن الزبير بالعراق يخرج في كل سنة إلى بطنان حبيب وهي من أدنى قنسرين إلى الجزيرة فيعسكر بها ويخرج مصعب بن الزبير إلى مسكن فيعسكر بباجميرى من أرض من أرض الموصل كل واحد منهما يرى صاحبه أنه يقصده ولا يتم كل واحد منهما قصده فإذا اشتد الشتاء وارتج الثلج انصرف عبد الملك إلى دمشق ومصعب إلى الكوفة فكان عبد الملك يقول إن مصعبا قد أبى إلا جميراته والله موقدهن عليه فقال أبو الجهم الكناني أكل عام لك باجميري تغزو بنا ولا تفيد خيرا باجنيس بفتح النون والسين مهملة كذا وجدته بخط أبي الفضل العباس بن علي الصولي المعروف بابن برد الخيار مضبوطا وهو بلد قديم يذكر مع أرجيش من أعمال خلاط وهو من أرمينية الرابعة فتحها عياض بن غنم وهي في الإقليم الخامس طولها سبعون درجة ونصف وعرضها أربعون درجة وسدس
وقال مسعر بن مهلهل باجنيس بلد بني سليم بها معدن الملح الأندراني ومعدن مغنيسيا ومعدن نحاس وبها منبت الشيخ الذي يستخرج الدود والحيات من الجوف إلا أن التركي خير منه وبها أبسنتين وأستوخودوس
باجوا موضع ببابل من أرض العراق في ناحية القف
باجة في خمسة مواضع منها باجة بلد بإفريقية تعرف بباجة القمح سميت بذلك لكثرة حنطتها بينها وبين تنس يومان
وحدثني من أثق به أن الحنطة تباع فيها كل أربعمائة رطل برطل بغداد بدرهم واحد فضة
قال أبو عبيد البكري ومدينة باجة إفريقية مدينة كثيرة الأنهار وهي على جبل يقال له عين الشمس في هيئة الطيلسيان يطرد حواليها وفيها عيون الماء العذب ومن تلك العيون عين تعرف بعين الشمس هي تحت سور المدينة والباب هناك ينسب إليها ولها أبواب غير هذا
وفي داخل البلد عين أخرى عذبة وحصنها أزلي مبني بالصخر الجليل أتقن بناء يقال إنه من عهد عيسى عليه السلام وفيها حمامات ماؤها من العيون وفنادق كثيرة وهي دائمة الدجن والغيم كثيرة الأمطار والأنداء قلما يصحى هواؤها وبها يضرب المثل في كثرة المطر ولها نهر من جهة المشرق يجيء من جهة الجنوب إلى القبلة على ثلاثة أميال منها وحولها بساتين عظيمة تطرد فيها المياه وأرضها سوداء مشققة تجود فيها جميع الزروع وبها

حمص وفول قلما يوجد مثله
وتسمى باجة هذه هري إفريقية لريع زرعها وكثرة أنواعها فيها ورخصة فيها أمحلت البلاد أو أمرعت
وإذا كانت أسعار القيروان نازلة لم يكن للحنطة بها قيمة وربما اشتري وقر البعير بها من تمر بدرهمين ويردها في كل يوم من الدواب والإبل العدد العظيم الألف والأكثر لنقل الميرة منها فلا يزيد في سعرها ولا ينقص
وامتحن أهل باجة في أيام أبي يزيد مخلد ابن يزيد بالقتل والسبي والحريق وقال الراجز في ذلك وبعدها باجة أيضا أفسدا وأهلها أجلى ومنها شردا وهدم الأسوار والمعمورا والدور قد فتش والقصورا ولم يزل الناس يتنافسون في ولاية باجة
وكان المتداولون لذلك بني علي بن حميد الوزير فإذا عزل منهم أحد لم يزل يسعى ويتلطف ويهادي ويتاحف حتى يرجع إليها فقيل لبعضهم لم ترغبون في ولايتها فقال لأربعة أشياء قمح عندة وسفرجل زانة وعنب بلطة وحوت درنة
وبها حوت بوري ليس في الآفاق له نظير يخرج من الحوت الواحد عشرة أرطال شحم وكان يحمل إلى عبيد الله يعني الملقب بالمهدي جد ملوك مصر حوتها في العسل فيحفظه حتى يصل طريا
وينسب إلى باجة هذه أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الباجي الأندلسي أصله من باجة إفريقية سكن إشبيلية كذا نسبه ونسب ابنه أبا عمر أحمد بن عبد الله أبو موسى محمد بن عمر الحافظ الأصبهاني وأبو بكر الحازمي في الفيصل ونسبه أبو الفضل محمد بن طاهر إلى باجة الأندلس كذا قال أبو سعد
وقد رد ذلك عليه أبو محمد عبد الله بن عيسى بن أبي حبيب الحافظ الإشبيلي وقال إنه من باجة إفريقية فأما الحافظ عبد الغني بن سعيد فإنه قال في قرينة الناجي بالنون وأبو عمر أحمد بن عبد الله الباجي الأندلسي من أهل العلم كتبت عنه وكتب عني ووالد أبي عمر هذا من أجلة المحدثين كان يسكن إشبيلية ولم يزد
وقال غيره روى عنه أبو عمر بن عبد البر وغيره مات قريبا من سنة أربعمائة
وأما أبو الوليد بن الفرضي فإنه قال عبد الله بن علي بن شريعة اللخمي المعروف بالباجي من أهل إشبيلية يكنى أبا محمد سمع بإشبيلية من محمد بن عبد الله بن الفوق وحسن بن عبد الله الزبيدي وسيد أبيه الزاهد وسمع بقرطبة عن محمد ابن عمر بن لبانة وذكر غيره ورحل إلى إلبيرة فسمع بها من محمد بن فطيس كثيرا وكان ضابطا لروايته صدوقا حافظا للحديث بصيرا بمعانيه لم ألق فيمن لقيته بالأندلس أحدا أفضله عليه في الضبط وأكثر في وصفه ثم قال وحدث أكثر من خمسين سنة وسمع منه الشيوخ إسماعيل بن إسحاق وأحمد ابن محمد الجزار الإشبيلي الزاهد وعبد الله بن إبراهيم الأصيلي وغيرهم قال وسألته عن مولده فقال ولدت في شهر رمضان سنة 192 ومات في السابع عشر من شهر رمضان سنة 873 قال عبيد الله المستجير بعفوه فهذا الإمام ابن الفرضي ذكر أبا محمد هذا وهذا الإمام عبد الغني ذكر ابنه أبا عمر ولم ينسب واحد من الإمامين واحدا من الرجلين إلى باجة إفريقية
وقد صرحا بأنهما من الأندلس وفي هذا تقوية لقول ابن طاهر والله أعلم والذي صحح لنا نسبته إلى باجة إفريقية فأبو حفص عمر بن محمود بن غلاب المقري الباجي قال أبو طاهر السلفي هو

من باجة إفريقية وكان رجلا من أهل القرآن صالحا قال وسألته عن مولده فقال في رجب سنة 434 بباجة القمح بإفريقية لا باجة الأندلس وتوفي سنة 025 في صفر قال وكتبت عنه أشياء كثيرة وصحب عبد الحق بن محمد بن هارون السبتي وعبد الجليل بن مخلوق وغيرهما وباجة الزيت بإفريقية أيضا وقرأت بخط الحسن بن رشيق القيرواني الأزدي الشاعر الإفريقي قال محمد بن أبي معتوج من أهل باجة الزيت بالساحل من كورة رصفة وبها نشأ وتأدب وكان من تلاميذ محمد بن سعيد الأبروطي وكان بديهيا هجاء لا يتقي دائرة وهو القائل في أبي حاتم الزبني وكان مولعا بهجائه أبا حاتم سد من أسفلك بشيء من الشطر من منزلك باحسيثا بكسر السين المهملة وياء ساكنة وثاء مثقلة وألف محلة كبيرة من محال حلب في شماليها ينسب إليها قوم وأهلها على مذهب السنة
باحمشا بسكون الميم والشين معجمة قرية بين أوانا والحظيرة وكانت بها وقعة للمطلب في أيام الرشيد وهو المطلب بن عبد الله بن مالك الخزاعي ينسب إليها من المتأخرين أحمد بن علي الضرير المقري الباحمشي سمع أبا محمد عبد الله بن هزارمرد الصريفيني وحدث عنه ومات في العشرين من ذي الحجة سنة 525
وروى محمد بن الجهم السمري عن الفراء أن أبا الحسن علي بن حمزة الكسائي المقري النحوي الإمام كان أصله من باحمشا هذه وأنه رحل إلى الكوفة وهو غلام
باخديدا بضم الخاء المعجمة وفتح الدال وياء ساكنة ودال أخرى مقصور قرية كبيرة كالمدينة من أعمال نينوي في شرقي مدينة الموصل والغالب على أهلها النصرانية
باخرز بفتح الخاء وسكون الراء وزاي كورة ذات قرى كبيرة وأصلها بادهرزه لأنها مهب الرياح وهي باللغة البهلوية تشتمل على مائة وثمان وستين قرية قصبتها مالين خرج منها جماعة كثيرة من أهل الأدب والفقه والشعر منهم علي بن الحسن الباخرزي صاحب كتاب دمية القصر وأبوه كان أديبا فاضلا وهي بين نيسابور وهراة
باخمرا بالراء موضع بين الكوفة وواسط وهو إلى الكوفة أقرب
قالوا بين باجرا والكوفة سبعة عشر فرسخا بها كانت الوقعة بين أصحاب أبي جعفر المنصور وإبراهيم بن عبد الله بن حسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام فقتل إبراهيم هناك فقبره به إلى الآن يزار وإياها عنى دعبل بن علي بقوله وقبر بأرض الجوزجان محله وقبر بباخمرا لدى الغربات باخوخا بخاءين قلعة من أعمال روزان لصاحب الموصل
باخة من قرى مصر من ناحية الشرقية
باداما الدال مهملة قرية من قرى حلب من ناحية إعزاز ذكرها في حديث آدم عليه السلام
بادران بالراء وألف ونون من قرى أصبهان ثم من أعمال نائين منها أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله ابن محمد البادراني مات في ذي الحجة سنة 156
بادرايا ياء بين الألفين طسوج بالنهروان وهي بليدة بقرب باكسايا بين البندنيجين ونواحي واسط منها يكون التمر القسب اليابس الغاية في الجودة

واليبس ويقال إنها أول قرية جمع منها الحطب لنار إبراهيم عليه السلام وينسب إليها أبو المكارم المبارك بن محمد بن المعمر البادرايي حدث عن أبي الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وأبي الحسن علي بن محمد بن العلاف وغيرهما شيخ صالح صحيح السماع مات سنة 225 ويوسف بن سهل البادرايي روى عنه أبو الفرج أحمد بن علي الحنوطي القاضي شيخ القاضي أبي يعلى الواسطي وجميل بن يوسف بن إسماعيل أبو علي البادرايي نزيل أكواخ بانياس من أرض دمشق سمع بدمشق أبا القاسم بن أبي العلاء وطاهر بن بركات الخشوعي وحدث عن أبي الحسن محمد بن محمد بن حامد القاضي البادرايي وأبي بكر زكرياء بن عبد الرحيم بن أحمد البخاري سمع منه غيث بن عبد الرحيم بن أحمد البخاري سمع منه غيث بن علي ببانياس وقدم دمشق سنة 465 ومات بالأكواخ في شهر ربيع الآخر سنة 484 قال غيث حدثنا جميل بن يوسف المادرايي حدثنا محمد بن محمد بن حامد بن بنبق بمادرايا كذا في كتاب الحافظ تارة بالباء وتارة بالميم وليست مادرايا وبادرايا واحدا فلم يتحقق إلى أيهما ينسب هذا
بادس بكسر الدال المهملة وسين غير معجمة اسم لموضعين بالمغرب قال أبو طاهر أحمد بن محمد سمعت أبا الحجاج يوسف بن عبدون بن حفاظ الزناتي بالإسكندرية يقول سمعت أبا عبد الله البادسي الفقيه وهو من بادس فاس لا من بادس الزاب وبادس فاس على البحر قرب فاس قال سألني أبو إسحاق الحبال بمصر أن أسمع عليه الحديث وقال إني كبير السن كثير السماع عالي الإسناد وعبد الله بن خالد أبو محمد البادسي روى عن أبي عبد الله محمد بن محمد بن بسطام المجالس التي أملاها عبد الله بن محمد ابن إبراهيم بن عبدوس حدث عنه أبو بكر أحمد ابن عبد الرحمن شيخ لأبي عبد الله محمد بن سعدون ابن علي القروي
بادن بفتح الدال ونون من قرى سمرقند وقيل من قرى بخارى منها أبو عبد الله محمد بن الحسن ابن جعفر بن غزوان البادني البخاري توفي في صفر سنة 267
بادوريا بالواو والراء وياء وألف طسوج من كورة الاستان بالجانب الغربي من بغداد وهو اليوم محسوب من كورة نهر عيسى بن علي منها النحاسية والحارثية ونهر أرما وفي طرفه بني بعض بغداد منه القرية والنجمى والرقة قالوا كل ما كان من شرقي السراة فهو بادوريا وما كان في غربيها فهو قطربل قال أبو العباس أحمد بن محمد ابن موسى بن الفرات من استقل من الكتاب ببادوريا استقل بديوان الخراج ومن استقل بديوان الخراج استقل بالوزارة وذاك لأن معاملاتها مختلفة وقصبتها الحضرة والمعاملة فيها من الأمراء والوزراء والقواد والكتاب والأشراف ووجوه الناس فإذا ضبط اختلاف المعاملات واستوفى على هذه الطبقات صلح للأمور الكبار وقال يذكر بادوريا فعربها بتغييرين كسر الراء ومد الألف فقال فداء أبي إسحاق نفسي وأسرتي وقلت له نفسي فداء ومعشري أطبت وأكثرت العطاء مسمحا فطب ناميا في نضرة العيش وأكثر وأديت في بادور ياء ومسكن خراجي وفي جنبي كنار ويعمر وقد نسب المحدثون إليها أبا الحسن علي بن أحمد بن سعيد البادوريي حدث عن مقاتل عن ذي النون

المصري روى عنه ابن جهضم وكان قد كتب عنه ببادوريا
بادولي روي بفتح الدال وضمها موضع في سواد بغداد ذكره الأعشى فقال حل أهلي ما بين درتا فبادو لي وحلت علوية بالسخال وقيل بادولي موضع ببطن فلج من أرض اليمامة فمن قال هذا روى بيت الأعشى درنا بالنون لأنه موضع باليمامة
البادية ضد الحاضرة من قرى اليمامة ولتسميتها بذلك سبب ذكرته في حجر اليمامة وسميت البادية في أصل الوضع بادية لبروزها وظهورها وهو من بدا لي كذا بدوا إذا ظهر
باذان فيروز بالذال المعجمة وألف ونون وهو اسم أردبيل المدينة المشهورة بأذربيجان أنشأها فيروز أحد ملوك الفرس الأول
باذبين بكسر الباء الموحدة وياء ساكنة ونون قرية كبيرة كالبلدة تحت واسط على ضفة دجلة منها جماعة من التجار المثرين ومنها جماعة من رواة العلم منهم أبو الرضا أحمد بن مسعود بن الزقطر الباذبيني سمع من أبي البركات يحيى بن عبد الرحمن ابن حبيش الفارقي قاضي المارستان توفي سنة 295 والزقطر بالزاي والقاف والطاء المهملة والراء مشددة
باذ من قرى أصبهان وقيل من قرى جرباذقان ينسب إليها الحسن بن أبي سعد بن الحسن الفقيه الباذي مات بعد سنة ثلاث وستمائة
باذغيس بفتح الذال وكسر الغين المعجمة وياء ساكنة وسين مهملة ناحية تشتمل على قرى من أعمال هراة ومرو الروذ قصبتها بون وبامئين بلدتان متقاربتان رأيتهما غير مرة وهي ذات خير ورخص يكثر فيها شجر فيها شجر الفستق وقيل إنها كانت دار مملكة الهياطلة وقيل أصلها بالفارسية باذخيز معناه قيام الريح أبو هبوب الريح لكثرة الرياح بها نسب إليها جماعة من أهل الذكر منهم أحمد بن عمرو الباذغيسي قاضيها يروي عن ابن عيينة
باذن بالنون من قرى خابران من أعمال سرخس منها أبو عبد الله الباذني شاعر مجود كان يمدح البلعمي الوزير وغيره وكان ضريرا ذكره الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور
الباذنجانية بلفظ الباذنجان الذي يطبخ قرية من قرى مصر من كورة قوسنيا وإليها فيما أحسب ينسب محمد بن الحسن الباذنجاني النحوي المصري كان من أيام كافور
باذورد بفتح الذال والواو وسكون الراء ودال مهملة اسم مدينة كانت قرب واسط بينها وبين البصرة وقد خربت وإلى هذه الغاية يسمون دجلة البصرة العظمى باذورد تسمية بهذا الموضع والله أعلم
باراب بالراء وألف وباء موحدة اسم لناحية كبيرة واسعة وراء نهر جيحون ويقال فاراب أيضا بالفاء وقد ذكر في موضعه وإليها ينسب أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري صاحب كتاب الصحاح في اللغة وخاله إسحاق بن إبرهيم صاحب ديوان الأدب اللغويان وأبو زكرياء يحيى بن أحمد الأديب البارابي أحد أئمة اللغة كذا قال أبو سعد ولا أعرفه أنا

باران بالنون من قرى مرو ويقال لها دزه باران منها حاتم بن محمد بن حاتم الباراني
بارجاخ قيل تل بينه وبين الشاش بما وراء النهر في أطراف بلاد الترك أربعون فرسخا حول الف عين تجيء من المشرق إلى المغرب وتسمى بركوب آب أي الماء المغلوب يصاد فيه الدراج الأسود
بارجان بسكون الراء من قرى خانلنجان من أعمال أصبهان
بارديزه بكسر الدال المهملة وياء ساكنة وزاي من قرى بخاري منها أبو علي الحسن بن الضحاك بن مطر بن هناد البارديزي البخاري مات في شعبان سنة 236
بار من قرى نيسابور ينسب إليها الحسن بن نصر النيسابوري أبو علي الباري حدث عن الفضل بن أحمد الرازي حدث عنه أبو بكر بن أبي الحسين الحيري ومات بعد سنة 033 و سوق البار بلد باليمن بين صعدة وعثر وهو على التحديد بين الخصوف والمينا وقيل البار بلد قبلي توراب وشرقيها شامي يسكنه بنو رازح من خولان قضاعة وقال الأمير أبو نصر بن ماكولا عبد الله بن محمد بن حباب بن الهيثم بن محمد بن الربيع ابن خالد بن سعدان يعرف بالباري وليس من بار نيسابور وهو قرابة قحطبة بن شبيب
بارسكث بكسر الراء وسكون السين المهملة وفتح الكاف والثاء مثلثة من مدن الشاش منها أبو أحمد بن حماد الشاشي البارسكثي
بارق بالقاف ماء بالعراق وهو الحد بين القادسية والبصرة وهو من أعمال الكوفة وقد ذكره الشعراء فأكثروا قال الأسود بن يعفر أهل الخورنق والسدير وبارق والقصر ذي الشرفات من سنداد و بارق أيضا في قول مؤرج السدوسي جبل نزله سعد بن عدي بن حارثة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة بن امرىء القيس بن ثعلبة بن مازن ابن الأزد وهم إخوة الأنصار وليسوا من غسان وهو بتهامة أو اليمن وقال ابن عبد البر بارق ماء بالسراة فمن نزله أيام سيل العرم كان بارقيا ونزله سعد بن عدي بن حارثة وابنا أخيه مالك وشبيب ابنا عمرو بن عدي فسموا بارقا وقال أبو المنذر كان غزية بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن نديما لربيعة بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم فشربا يوما فعدا ربيعة على غزية فقتله فسألت قيس خندف الدية فأبت خندف فاقتتلوا فهزمت قيس فتفرقت فقال فراس بن غنم بن ثعلبة بن مالك بن كنانة بن خزيمة أقمنا على قيس عشية بارق ببيض حديثات الصقال بواتك ضربناهم حتى تولوا وخليت منازل حيزت يوم ذاك لمالك قال فظعنت قيس من تهامة طالعين إلى نجد فهذا دليل على أن بارق موضع بتهامة نص وقال هشام في موضع آخر وأقامت خثعم بن أنمار في منازلهم من جبال السراة وما والاها أو قاربها من البلاد في جبل يقال له شن وجبل يقال له بارق وجبال معهما حتى مرت بهم الأزد في مسيرها من أرض سبأ وتفرقهم في البلدان فقاتلوا خثعما فأنزلوهم من جبالهم وأجلوهم عن مساكنهم ونزلها أزد شنوءة غامد وبارق ودوس وتلك القبائل من الأزد فظهر

الإسلام وهم أهلها وسكانها
وبارق الكوفة أراد أبو الطيب بقوله تذكرت ما بين العذيب وبارق مجر عوالينا ومجرى السوابق و بارق ركن من أركان عرض اليمامة وهو جبل
و بارق نهر بباب الجنة في حديث ابن عباس رضي الله عنه ذكره أبو حاتم في التقاسيم والأنواع في حديث الشهداء
باركث بسكون الراء وفتح الكاف والثاء مثلثة قرية من قرى أشروسنة ثم حولت إلى سمرقند منها أبو سعيد أحيد بن الحكم بن خداش بن عرفج المعلم الباركثي سمع موسى بن هارون القروي
بارما بكسر الراء وتشديد الميم جبل بين تكريت والموصل وهو الذي يعرف بجبل حمرين يزعمون أنه محيط بالدنيا قال أبو زيد وجبل بارما تشقه دجلة عند السن والسن في شرقي دجلة فتجري بحافتيه وفي الماء منه عيون للقار والنفط
وجبل بارما يمتد على وسط الجزيرة مما يلي المغرب والمشرق حتى يتصل بكرمان وهو جبل ما سبذان
و بارما أيضا قرية في شرقي دجلة الموصل وإليها نسب السن فيقال سن بارما
بارناباذ بسكون الراء ونون وبين الألفين باء موحدة وذال معجمة في آخره محلة بمرو عند باب شورستان منها أبو الهيثم وقيل أبو القاسم بزيع بن الهيثم البارناباذي كان إمام محلته وكان مولى الضحاك بن مزاحم يروي عن عكرمة وعمرو ابن دينار
بارنبار الباء موحدة وألف وراء هكذا يتلفظ به عوام مصر وتكتب في الدواوين بيورنبارة وهي بليدة قريب دمياط على خليج أشموم والبسراط
بارنجان بكسر الراء وسكون النون وجيم وألف ونون بلد بالبحرين فتحة العلاء بن الحضرمي سنة 31 أو 41 في أيام عمر بن الخطاب
وبارنجان قرية وبها خان وعين قرب سنجار
باروا بفتح الراء وتشديد الواو وهو اسم مدينة حلب بالسريانية وقد ذكر في حلب
باروذ بضم الراء وسكون الواو والذال معجمة من قرى فلسطين عند الرملة منها أبو بكر أحمد ابن محمد بن محمد بن بكر الباروذي الأزدي
باروس بالسين المهملة من قرى نيسابور على بابها ينسب إليها أبو الحسن سلم بن الحسن الباروسي ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في تاريخ الصوفية وقال من قدماء الصوفية بنيسابور مجاب الدعوة أستاذ حمدون القصاب
باروسما الواو والسين ساكنتان ناحيتان من سواد بغداد يقال لهما باروسما العليا وباروسما السفلى من كورة الاستان الأوسط
باروسما الواو والسين ساكنتان ناحيتان من سواد بغداد يقال لهما باروسما العليا وباروسما السفلى من كورة الاستان الأوسط
باروشة الشين معجمة مدينة من غربي سرقسطة من نواحي الأندلسي شرقي قرطبة بقرب من أرض الفرنج وهي اليوم في أيديهم ولها بسيط وحصون
البارة بليدة وكورة من نواحي حلب وبها حصن وهي ذات بساتين ويسمونها زاوية البارة
و البارة أيضا إقليم من أعمال الجزيرة الخضراء بالأندلس فيه جبال شاخمة وثارت من أهله فتن قديما وحديثا وهو بلد ثمر لا بلد زرع
بارين بكسر الراء وياء ساكنة والنون والعامة

تقول بعرين مدينة حسنة بين حلب وحماة من جهة الغرب
باري بكسر الراء قرية من أعمال كلواذا من نواحي بغداد وكان بها بساتين ومتنزهات يقصدها أهل البطالة قال الحسين بن الضحاك الخليع أحب الفيء من نخلات باري وجوسقها المشيد بالصفيح ويعجبني تناوح أركتيها إلي بريح حوذان وشيح ولن أنسى مصارع للسكارى ونادبة الحمام على الطلوح وكأسا في يمين عقيد ملك تزين صفاته غرر المديح بازبدى بفتح الزاي وسكون الباء الموحدة مقصور كورة قرب باقردي من ناحية جزيرة ابن عمر وبازبدي في غربي دجلة وباقردي في شرقيه كورتان متقابلتان وبازبدي هو اسم قرية في قبالة جزيرة ابن عمر سميت الكورة بأسرها بها وبالقرب منها جبل الجودي وقرية ثمانين وهما في قصة سفينة نوح عليه السلام ينسب إليها أبو علي المثنى بن يحيى بن عيسى بن هلال التميمي يعرف بالبازبداي جد أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى سكن بغداد وحدث بها وتوفي في سنة 322 وقال بعض الشعراء يفضلها على بغداد بقردى وبازبدى مصيف ومربع وعذب يحاكي السلسبيل برود وبغداد ما بغداد أما ترابها فحمى وأما بردها فشديد بازبدى بفتح الزاي وسكون الباء الموحدة مقصور كورة قرب باقردي من ناحية جزيرة ابن عمر وبازبدي في غربي دجلة وباقردي في شرقيه كورتان متقابلتان وبازبدي هو اسم قرية في قبالة جزيرة ابن عمر سميت الكورة بأسرها بها وبالقرب منها جبل الجودي وقرية ثمانين وهما في قصة سفينة نوح عليه السلام ينسب إليها أبو علي المثنى بن يحيى بن عيسى بن هلال التميمي يعرف بالبازبداي جد أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى سكن بغداد وحدث بها وتوفي في سنة 322 وقال بعض الشعراء يفضلها على بغداد بقردى وبازبدى مصيف ومربع وعذب يحاكي السلسبيل برود وبغداد ما بغداد أما ترابها فحمى وأما بردها فشديد بازة بزيادة هاء في آخرها بلد بأرض السودان وراء سواكن يذكر مع نافة يجلب منه الحمام البازي إلى مكة شرفها الله
بازفت بكسر الزاي وسكون الفاء والتاء فوقها نقطتان من قرى أصبهان وهي اليوم متصيف سلطان إيذج ينتقل إليها بعساكره ويقيم هناك أشهرا في بيوت مبنية وأكواخ
بازكل الزاي ساكنة والكاف مضمومة واللام مشددة قال أبو سعد بلدة على البحر بأسفل البصرة ولا أعرفها أنا ونسب إليها أبا الحسن محمد ابن يحيى البازكلي المعروف بهلال الصيرفي ومات بعد سنة 024 ومحمد بن عبد الرزاق البازكلي وأخاه عليا من تلاميذ أبي إسحاق الشيرازي وهما فقيهان
بازكند بسكون الزاي وفتح الكاف وسكون النون بلدة بين كاشغر وختن من بلاد الترك منها أحمد بن محمد بن علي أبو نصر الأسترسني البازكندي ذكره ابن الدبيثي وذكر ما تقدم ذكره في أسترسن
بازوغى بضم الزاي والغين معجمة وهي بزوغى في شعر بعضهم وهي من قرى بغداد عند المزرفة ذكرت في بزوغي

باسبيان بكسر السين وباء موحدة ساكنة وياء وألف ونون من قرى بلخ ينسب إليها أبو القاسم الحسين بن محمد بن الحسين الباسبياني يروي عن إبراهيم بن عبد الله الكجي البصري ببغداد
الباسرة بكسر السين وراء ماء لبني أبي بكر ابن كلاب بأعالي نجد عن الأصمعي
باسلامة من قرى بغداد كانت بها وقعة بين الحسن ابن سهل وابن أبي خالد وأبي الشوك أيام المأمون
باسند بفتح السين وسكون النون ودال مدينة منها أبو المؤيد مفتي بن محمد بن عبد الله الباسندي روى عن أبي الحسين محمد بن الحسن الأهوازي الكاتب روى عنه أبو سعد أحمد بن محمد الماليني
باسورين ناحية من أعمال الموصل في شرقي دجلتها لها ذكر في أخبار حمدان
باسيان بكسر السين وياء وألف ونون قرية بخوزستان قال الإصطخري من أرجان إلى آسك مرحلتان ثم إلى دبران مرحلة ودبران قرية وإلى الدورق مرحلة ومن الدورق إلى خان مردويه مرحلة وهو خان تنزله السابلة ومنه إلى باسيان مدينة وسطة في الكبر عامرة يشق النهر فيها فتصير نصفين مرحلة ومن باسيان إلى حصن مهدي مرحلتان ويسلك من باسيان إلى الدورق في الماء وكذلك إلى حصن مهدي وهو أيسر من البر
باسين حدثني الفقيه محمد بن صديق الباسيني ثم الخانقاهي قال باسين العليا وباسين السفلى كورتان قصبتهما أرزن الروم
باشان الشين معجمة من قرى هراة منها أبو عبيد أحمد بن محمد الهروي صاحب كتاب الغريبين وأبو سعيد إبراهيم بن طهمان الخراساني من أهل هراة من قرية باشان لقي جماعة من التابعين منهم عمرو بن دينار وغيره ومات بمكة سنة 163 وفاشان من قرى مرو بالفاء
باشتان بسكون الشين والتاء فوقها نقطتان موضع باسفرايين
باشزى بفتح الشين وتشديد الزاي مقصور بليدة من كورة بقعاء الموصل قرب برقعيد فيها سوق وبازار بين جزيرة ابن عمر ونصيبين تنزلها القوافل وسوقها يقام في كل يوم خميس واثنين وهي في جنب تل وفيها نهر جار
باشغرد بسكون الشين والغين معجمة وبعضهم يقول باشجرد بالجيم وبعضهم يقول باشقرد بالقاف بلاد بين القسطنطينية وبلغار وكان المتقدر بالله قد أرسل أحمد بن فضلان بن العباس بن راشد ابن حماد مولى أمير المؤمنين ثم مولى محمد بن سليمان إلى ملك الصقالبة وكان قد أسلم هو وأهل بلاده ليفيض عليهم الخلع ويعلمهم الشرائع الإسلامية فحكى جميع ما شهد منذ خرج من بغداد إلى أن عاد وكان انفصاله في صفر سنة 903 فقال عند ذكر الباشغرد ووقعنا في بلاد قوم من الأتراك يقال لهم الباشقرد فحذرناهم أشد الحذر وذاك لأنهم شر الأتراك وأقذرهم وأشدهم إقداما على القتل يلقى الرجل الرجل فيفرز هامته فيأخذها ويتركه وهم يحلقون لحاهم ويأكلون القمل يتتبع الواحد منهم دروز قرطقه فيقرص القمل بأسنانه ولقد كان معنا رجل منهم قد أسلم وكان يخدمنا فرأيته يوما وقد أخذ قملة من ثوبه فقصعها بظفره ثم لحسها وقال لما رآني جيد وكل واحد منهم قد نحت خشبة

على قدر الإكليل ويعلقها عليه فإذا أراد سفرا أو لقاء عدو قبلها وسجد لها وقال يا رب افعل بي كذا وكذا فقلت للترجمان سل بعضهم ما حجتهم في هذا ولم جعله ربه فقال لأني خرجت من مثله فلست أعرف لنفسي موجدا غيره ومنهم من يزعم أن له ثلاثة عشر ربا للشتاء رب وللصيف رب وللمطر رب وللريح رب وللشجر رب وللناس رب وللدواب رب وللماء رب ولليل رب وللنهار رب وللموت رب وللحياة رب وللأرض رب والرب الذي في السماء هو أكبرهم إلا أنه يجتمع مع هؤلاء باتفاق ويرضي كل واحد منهم ما يعمل شريكه جل ربنا عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا قال ورأينا طائفة منهم تعبد الحيات وطائفة تعبد السمك وطائفة تعبد الكراكي فعرفوني أنهم كانوا يحاربون قوما عن أعدائهم فهزموهم وأن الكراكي صاحت وراءهم فانهزموا بعدها هزموا فعبدوا الكراكي لذلك وقالوا هذه ربنا لأنها هزمت أعداءنا فعبدوها لذلك هذا ما حكاه عن هؤلاء وأما أنا فإني وجدت بمدينة حلب طائفة كثيرة يقال لهم الباشغردية شقر الشعور والوجوه جدا يتفقهون على مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه فسألت رجلا منهم استعقلته عن بلادهم وحالهم فقال أما بلادنا فمن وراء القسطنطينية في مملكة أمة من الأفرنج يقال لهم الهنكر ونحن مسلمون رعية لملكهم في طرف بلاده نحو ثلاثين قرية كل واحدة تكاد أن تكون بليدة إلا أن ملك الهنكر لا يمكننا أن نعمل على شيء منها سورا خوفا من أن نعصي عليه ونحن في وسط بلاد النصرانية فشمالينا بلاد الصقالبة وقبلينا بلاد البابا يعني رومية والبابا رئيس الأفرنج هو عندهم نائب المسيح كما هو أمير المؤمنين عند المسلمين ينفذ أمره في جميع ما يتعلق بالدين في جميعهم قال وفي غربينا الأندلس وفي شرقينا بلاد الروم قسطنطينية وأعمالها قال ولساننا لسان الأفرنج وزينا زيهم ونخدم معهم في الجندية ونغزو معهم كل طائفة لأنهم لا يقاتلون إلا مخالفي الإسلام فسألته عن سبب إسلامهم مع كونهم في وسط بلاد الكفر فقال سمعت جماعة من أسلافنا يتحدثون أنه قدم إلى بلادنا منذ دهر طويل سبعة نفر من المسلمين من بلاد بلغار وسكنوا بيننا وتلطفوا في تعريفنا ما نحن عليه من الضلال وأرشدونا إلى الصواب من دين الإسلام فهدانا الله والحمد لله فأسلمنا جميعا وشرح الله صدورنا للإيمان ونحن نقدم إلى هذه البلاد ونتفقه فإذا رجعنا إلى بلادنا أكرمنا أهلها وولونا أمور دينهم فسألته لم تحلقون لحاكم كما تفعل الأفرنج فقال يحلقها منا المتجندون ويلبسون لبسة السلاح مثل الأفرنج أما غيرهم فلا قلت فكم مسافة ما بيننا وبين بلادكم فقال من ها هنا إلى القسطنطينية نحو شهرين ونصف ومن القسطنطينية إلى بلادنا نحو ذلك وأما الإصطخري فقد ذكر في كتابه من باشجرد إلى بلغار خمس وعشرون مرحلة ومن باشجرد إلى البجناك وهم صنف من الأتراك عشرة أيام
باشك شين مفتوحة وكاف ناحية بالأندلس من أعمال طلبيرة
باشمنايا الشين مضمومة والميم ساكنة ونون وألف وياء وألف من قرى الموصل من أعمال نينوي في الجانب الشرقي منها عثمان بن معلي الباشمناني سمع أبا بكر محمد بن علي الجناي بالموصل سنة 755

باشو الشين مشددة مضمومة والواو ساكنة قال ابن حوقل وجزيرة شريك إقليم له مدينة تعرف بمنزل باشو واسعة العمل خصيبة حصينة ومنها إلى القيروان مرحلة
باشيا بفتح الشين وتشديد الياء مقصور قرية في شعر البحتري
باشينان من قرى ما لين من نواحي هراة سكنها عبد المعز بن علي بن عبد الله بن يحيى بن أبي ثابت الفارسي أبو الفتح الهروي سمع القاضي أبا العلاء صاعد بن سيار بن يحيى الكناني سمع منه أبو سعد حديثا واحدا بقريته ومات في جمادى الأولى سنة 945
باصر من قرى ذمار باليمن
باصفرا قرية كبيرة في شرقي الموصل في لحف الجبل كثيرة البساتين والكروم يجيء عنبها في وسط الشتاء
باصلوخان بالخاء المعجمة واللام مفتوحة وآخره نون مدينة قديمة كانت بين المدائن والنعمانية خربت منذ زمان طويل إلا أن بعض آثارها باقية
باضع الضاد معجمة والعين مهملة
جزيرة في بحر اليمن لها ذكر في حديث عبد الله وعبيد الله ابني مروان بن محمد الحمار آخر ملوك بني مروان لما دخلا النوبة ونساء أهل باضع يخرقن آذانهن خروقا كثيرة وربما خرقت إحداهن عشرين خرقا وكلامهم بالحبشية وتأتيهم الحبشة بأنياب الفيلة وبيض النعام وغير ذلك مما يكون في بلادهم فيبيعونه منهم ويشترون من أهل باضع القسط والأظفار والأمشاط وأكثر ما في بلادهم من الظرائف تأتيهم من باضع وباضع اليوم خراب ذكرها أبو الفتح نصر الله بن عبد الله بن قلاقس الإسكندري في قصيدته التي وصف فيها مراسي ما بين عدن وعيذاب فقال فنقا مشاتيري فصهريجي دسا خراب باضع وهي كالمعمورة باطرنجى بضم الطاء والراء وسكون النون وجيم والقصر قرية قرب القفص من نواحي بغداد ذكرها أبو نواس فقال وباطرنجى فالقفص ثم إلى قطربل مرجعي ومنقلبي في أبيات ذكرت في القفص
باعث الثاء مثلثة جفر باعث في بلاد بكر بن وائل منسوب إلى باعث بن حنظلة بن هانىء الشيباني
باعجة ويقال باعجة القردان موضع معروف
باعذرا بالذال معجمة من قرى الموصل
باعربايا بالراي الساكنة والباء الموحدة وبين الألفين ياء بلد من أعمال حلب من مضافات أفامية و باعربايا أيضا من قرى الموصل
باعشيقا الشين معجمة مكسورة وياء ساكنة وقاف مقصورة من قرى الموصل وهي مدينة من نواحي نينوى في شرقي دجلة لها نهر جار يسقي بساتينها وتدار به عدة أرحاء وبها دار

إمارة ويشق النهر في وسط البلد والغالب على شجر بساتينها ا لزيتون والنخل والنارنج ولها سوق كبير وفيه حمامات وقيسارية يباع فيها البز وبها جامع كبير حسن له منارة وبها قبر الشيخ أبي محمد الراذاني الزاهد وبينها وبين الموصل ثلاثة فراسخ أو أربعة وأكثر أهلها نصارى وإلى جنبها قرية أخرى كبيرة ذات أسواق وبساتين متصلة
باعقوبا قال أبو سعد قرية بأعلى النهروان وكذا قال الخطيب قال وظني أنها غير بعقوبا القرية المشهورة التي على عشرة فراسخ من بغداد فإن كانت تلك فلعله ألحق فيها الألف ونسب إليها أبو هشام الباعقوبي روى عن عبد الله بن داود الخريبي
باعيناثا ياء ساكنة ونون وألف وثاء مثلثة وألف أخرى قرية كبيرة كالمدينة فوق جزيرة ابن عمر لها نهر كبير يصب في دجلة وفيها بساتين كثيرة وهي من أنزه المواضع تشبه بدمشق ذكرها أبو تمام في شعره فقال لولا اعتمادك كنت ذا مندوحة عن برقعيد وأرض باعيناثا باغاية الغين معجمة وألف وياء مدينة كبيرة في أقصى إفريقية بين مجانة وقسنطينية الهواء ينسب إليها أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله الربعي الباغابي المقري يكنى أبا العباس دخل الأندلس سنة 736 وقدم للإقراء بالمسجد الجامع بقرطبة واستأدبه المنصور محمد بن أبي عامر لابنه عبد الرحمن ثم عتب عليه فأقصاه ثم رقاه المويد بالله هشام بن الحكم في دولته الثانية إلى خطة الشورى بقرطبة مكان أبي عمر الإشبيلي الفقيه وكان من أهل العلم والفهم والذكاء وكان لا نظير له في علوم القرآن والفقه على مذهب مالك روى بمصر عن أبي الطيب بن غلبون وأبي بكر الأدفوني وتوفي لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي العقدة سنة 104 ومولده بباغاية سنة 543 وقرأت في كتاب لأبي بكر الخطيب بإسناده إلى أبي بكر محمد بن أحمد المفيد الجرجاني أنشدني الحسن بن علي الباغايي من أهل المغرب قال أنشدني ابن حماد المغربي متنقصا لأصحاب الحديث أرى الخير في الدنيا يقل كثيره وينقص نقصا والحديث يزيد فلو كان خيرا كان كالخير كله ولكن شيطان الحديث مريد ولابن معين في الرجال مقالة سيسأل عنها والمليك شهيد فإن تك حقا فهي في الحكم غيبة وإن تك زورا فالقصاص شديد باغز بكسر الغين المعجمة والزاي موضع
باغش بالشين المعجمة من قرى جرجان في حسبان أبو سعد منها أبو العباس أحمد بن موسى بن عمران المستملي الباغشي الجرجاني يروي عن أبي نعيم الاستراباذي
باغ قرية بينها وبين مرو فرسخان يقال لها باغ وبرزن منها إسماعيل الباغي يروي عن الفضل بن موسى
باغك بفتح الغين وكاف من محال نيسابور ينسب إليها أبو علي الحسين بن عبد الله بن محمد بن مخلد الباغكي الحافظ النيسابوري سمع أبا سعيد الأشج
باغناباذ الغين ساكنة والنون وبين الألفين باء موحدة أحسبها من قرى مرو منها أبو

عمرو محمد بن عبد العزيز بن محمد الباغناباذي الزاهد
باغند بفتح الغين وسكون النون قال تاج الإسلام أظنها من قرى واسط ينسب إليها أبو بكر أحمد بن محمد بن سليمان الأزدي المعروف بالباغندي كان عارفا حافظا للحديث توفي في ذي الحجة سنة 213 وأخوه أبو عبد الله محمد بن محمد حدث عن شعيب بن أيوب الصريفيني روى عنه أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ وذكره أنه سمع منه بالموصل
باغون بضم الغين بلدة من عمل بوشنج من نواحي هراة ذكرها في الفتوح فتحها المسلمون عنوة سنة 13
باغة مدينة بالأندلس من كورة إلبيرة بين المغرب والقبلة منها وفي قبلي قرطبة منحرفة عنها يسيرا ولمائها خاصية عجيبة فإنه ينعقد حجرا في حافات جداوله التي يكثر فيها جريه ويجود فيها الزعفران ويحمل منها إلى البلدان وبين باغة وقرطبة خمسون ميلا منها عبد الرحمن بن أحمد بن أبي المطرف عبد الرحمن قاضي الجماعة بقرطبة قال ابن بشكوال أصله من باغة استقضاه الخليفة هشام بن الحكم بقرطبة في دولته الثانية سنة 204 وكان من أفاضل الرجال وكان قد عمل القضاء على عدة كور من كور الأندلس وكان محمود السيرة جميل الطريقة وكان الأغلب عليه الأدب والرواية وكان قليل الفقه ثم واصل الاستعفاء حتى أعفاه السلطان في رجب سنة 304 ولزم العبادة حتى مات للنصف من صفر سنة 704
بافخاري بالفاء والخاء المعجمة مشددة قرية من أعمال نينوى في شرقي الموصل
بافد بسكون الفاء بلدة بكرمان على طريق شيراز من البلاد الحارة روى أبو عبد الله إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي عن جماعة من أهلها
باف من قرى خوارزم منها أبو محمد عبد الله بن محمد البافي الأديب الفقيه الشافعي وقال الخطيب هو بخاري وله أدب وشعر مأثور مات ببغداد سنة 893 وهو القائل على بغداد معدن كل طيب ومغنى نزهة المتنزهينا سلام كلما جرحت بلحظ عيون المشتهين المشتهينا دخلنا كارهين لها فلما ألفناها خرجنا مكرهينا وما حب الديار بها ولكن أمر العيش فرقة من هوينا وهو القائل أيضا ثلاثة ما اجتمعن في أحد إلا وأسلمنه إلى الأجل ذل اغتراب وفاقة وهوى وكلها سابق على عجل يا عاذل العاشقين إنك لو أنصفت رفهتهم من العذل فإنهم لو عرفت صورتهم عن عذل العاذلين في شغل بافكى بفتح الفاء وتشديد الكاف المفتوحة مقصور ناحية بالموصل من أرض نينوى قرب الخازر تشتمل على قرى يجمعها هذا الاسم ومن قراها تل عيسى وهي قرية كبيرة وبيت رثم والقادسية والزراعة والسعدية

باقدارى بكسر القاف ودال مهملة وألف وراء مفتوحة مقصور من قرى بغداد قرب أوانا بينها وبين بغداد أربعون ميلا وتعمل بها ثياب من القطن غلاظ صفاق يضرب أهل بغداد بها المثل ينسب إليها أبو بكر محمد بن أبي غالب بن أحمد الباقداري الضرير أحد الحفاظ قدم بغداد في صباه واستوطنها إلى أن مات بها سمع أبا محمد سبط أبي منصور الخياط المقري وأبا الفضل بن ناصر وأبا المعالي الفضل بن سهل الحلبي وأبا الوقت وجماعة غيرهم وكان حريصا ذا همة في الطلب سمع منه أقرانه لحفظه وثقته ومعرفته ومات في ذي الحجة سنة 575 ودفن في مقبرة باب البصرة قرب رباط الزوزني وابنه أبو عبد الله بن محمد الباقداري سمع الكثير بإفادة والده قيل إن ثبت مسموعاته كانت أربعة عشرة جزءا سمع ابن الخشاب ويحيى بن ثابت البقال وأبا زرعة بن المقدسي وكان خياطا يسكن القرية بدار الخلافة ولم يرزق الرواية وتوفي في جمادى الأولى سنة 640
باقدرا بفتح القاف وسكون الدال وراء مقصور من قرى بغداد من نواحي طريق خراسان منها الحسين بن علي بن مهجل أبو عبد الله الضرير الباقدراي المقري سمع الحديث من البارع أبي عبد الله الحسين بن محمد الدباس وأبي القاسم هبة الله ابن محمد بن الحصين وغيرهما وروى عنهما وكان صالحا ومات في شهر ربيع الأول سنة 285
باقرحا بفتح القاف وسكون الراء والحاء مهملة من قرى بغداد من نواحي النهروان نسب إليها جماعة من رواة الحديث وغيرهم منهم أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن جعفر الباقرحي الناقد الصيرفي البغدادي كان من أهل بيت علم وحديث وقضاء وعدالة مات في شهر رمضان سنة 184 عن أربع وثمانين سنة
باقردى بكسر القاف وفتح الدال وياء ممال الألف كذا جاء اسمها في الكتب وأهلها يقولون قردى وينشدون بقردى وبازبدى مصيف ومربع وقد وصفت في بازبدى
الباقرة من قرى اليمامة وهما باقرتان
باقسياثا بضم القاف وسكون السين وياء وألف وثاء مثلثة وألف أخرى ناحية بأرض السواد من عمل بارسما أوقع عندها أبو عبيد الثقفي بالجالينوس صاحب جيش الفرس فهزمه وذلك في سنة 31 للهجرة في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه
باقطايا ويقال باقطيا من قرى بغداد على ثلاثة فراسخ من ناحية قطربل ينسب إليها الحسين بن علي الكاتب الأديب ذكرته في كتاب معجم الأدباء
باقطنايا بضم القاف وسكون الطاء ونون وياء بين ألفين أكبر محلة بالبندنيجين وقد وصف في البندنيجين
باكسايا بضم الكاف وبين الألفين ياء بلدة قرب البندنجيين وبادرايا بين بغداد وواسط من الجانب الشرقي في أقصى النهروان قالوا لما عمر قباذ بلاده نقل الناس وكان ممن نقله إلى بادرايا وباكسايا الحاكة والحجامون وإليها ينسب أبو محمد عباس ابن عبد الله بن أبي عيسى الباكسائي ويعرف بالترقفي أحد أئمة الحديث توفي سنة 268

باكلبا من قرى إربل منها صديقنا الفقيه أبو عبد الله الحسين بن شروين بن أبي بشر الجلالي الباكلبي تفقه للشافعي وأعاد في عدة مدارس في الموصل وحلب وسمع الحديث من جماعة وهو شاب فاضل مناظر والجلالي نسبة إلى قبيلة من الأكراد
باكويه بضم الكاف وسكون الواو وياء مفتوحة بلد من نواحي الدربند من نواحي الشروان فيه عين نفط عظيمة تبلغ قبالتها في كل يوم ألف درهم وإلى جانبها عين أخرى تسيل بنفط أبيض كدهن الزيبق لا ينقطع ليلا ولا نهارا تبلغ قبالته مثل الأول وحدثني من أثق به من التجار أنه رأى هناك أرضا لا تزال تضطرم نارا وأحسب أن نارا سقطت فيه من بعض الناس فهي لا تنطفىء لأن مادتها معدنية
باكة بتشديد الكاف حصن بالأندلس من نواحي بربشتر وهو اليوم بيد الأفرنج
بالا من قرى مرو والعجم يسمونها كوالا والمشهور بالنسبة إليها أبو الحسن عمارة بن عتاب البالاي صحب ابن المبارك
البالدية نخل لبني غبر باليمامة عن الحفصي
بالس بلدة بالشام بين حلب والرقة سميت فيما ذكر ببالس بن الروم بن اليقن بن سام بن نوح عليه السلام وكانت على ضفة الفرات الغربية فلم يزل الفرات يشرق عنها قليلا قليلا حتى صار بينهما في أيامنا هذه أربعة أميال قال المنجمون طول بالس خمس وستون درجة وعرضها ست وثلاثون درجة وهي في الإقليم الرابع قال البلاذري سار أبو عبيدة حتى نزل عراجين وقدم مقدمته إلى بالس وبعث جيشا عليه حبيب بن مسلمة إلى قاصرين وكانت بالس وقاصرين لأخوين من أشراف الروم أقطعا القرى التي بالقرب منهما وجعلا حافظين لما بينهما من مدن الروم فصالحهم أهلها على الجزية أو الجلاء فجلا أكثرهم إلى بلاد الروم وأرض الجزيرة وقرية جسر منبج ولم يكن الجسر يومئذ وإنما اتخذ في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه للصوائف ويقال بل كان له رسم قديم وأسكن بالس وقاصرين قوما من العرب والبوادي ثم رفضوا قاصرين وبلغ أبو عبيدة إلى الفرات ثم رجع إلى فلسطين فكانت بالس والقرى المنسوبة إليها في حدها الأعلى والأوسط والأسفل أعذاء عشرية
فلما كان مسلمة ابن عبد الملك توجه غازيا إلى الروم من نحو الثغور الجزرية عسكر ببالس فأتاه أهلها وأهل بويلس وقاصرين وعابدين وصفين وهي قرى منسوبة إليها فسألوه جميعا أن يحفر لهم نهرا من الفرات يسقي أرضهم على أن يجعلوا له الثلث في غلاتهم بعد عشر السلطان الذي كان يأخذه فحفر النهر المعروف بنهر مسلمة ووفوا له بالشرط ورم سور المدينة وأحكمه فلما مات مسلمة صارت بالس وقراها لورثته فلم تزل في أيديهم حتى جاءت الدولة العباسية وقبض عبد الله بن علي أموال بني أمية فدخلت فيها فأقطعها السفاح محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس فلما مات صارت للرشيد فأقطعها ابنه المأمون فصارت لولده من بعده وقال مكحول كل عشري بالشام فهو مما جلا عنه أهله فأقطعه المسلمون فأحيوه وكان مواتا لا حق فيه لأحد فأحيوه بإذن الولاة قال ابن غسان السكوني أمن الله بالمبارك يحيى خوف مصر إلى دمشق فبالس وينسب إليها جماعة منهم أبو المجد معدان بن كثير

ابن علي البالسي الفقيه الشافعي كان تفقه علي أبي بكر محمد بن أحمد بن الحسين الشاشي ومدحه فقال قد قلت للمتكلفين لحاقه كفوا فما كل البحور تعام غلست في طلب الرشاد وهجروا وسهرت في طلب المراد وناموا يا كعبة الفضل افتنا لم لم يجب شرعا على قصادك الإحرام ولمه يضمخ زائروك بطيب ما تلقيه وهو على الحجيج حرام وكان لمعدان معرفة جيدة بالأدب واللغة وممن ينسب إلى بالس أيضا الحسن بن عبد الله بن منصور بن حبيب بن إبراهيم أبو علي الأنطاكي يعرف بالبالسي حدث بدمشق ومصر عن الهيثم بن جميل وإسحاق بن إبراهيم الجنيني وغيرهم وروى عنه جماعة منهم أبو العباس بن ملاس وأبو الجهم بن طلاب ومكحول البيروتي وإسماعيل بن أحمد بن أيوب بن الوليد بن هارون أبو الحسن البالسي الخيزراني سمع خيثمة بن سليمان بأطرابلس وبالرقة أبا الفضل محمد بن علي بن الحسين بن حرب قاضي الرقة وببالس أبا القاسم جعفر بن سهل بن الحسن القاضي وأباه أحمد بن أيوب الزيات وأبا العباس أحمد بن إبراهيم بن محمد بن بكر البالسي وجماعة وافرة سواهم ببلدان شتى روى عنه أبو الفرج عبيد الله بن محمد بن يوسف المراغي النحوي وأبو بكر محمد بن الحسن الشيرازي وأحمد ابن إبراهيم بن فيل أبو الحسن البالسي ثم الأنطاكي نزل أنطاكية روى عن هشام بن عمار والمسيب بن واضح وطبقتهما كثيرا روى عنه أبو عبد الرحمن النسائي في سننه وخيثمة وأبو عوانة الأسفراييني وسليمان الطبراني وخلق كثير ومات بأنطاكية سنة 482
بالعة من قرى البلقاء من أرض دمشق كان ينزلها بلعام بن باعورا المنسلخ الذي نزل فيه قوله تعالى واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها
بالقان بفتح اللام والقاف وألف ونون من قرى مرو وخربت الآن وبقي النهر مضافا إليها فيقال نهر بالقان منها أبو الفتح محمد بن أبي حنيفة النعمان بن محمد بن أبي عاصم البالقاني المعروف بأبي حنيفة كان عالما متفننا إلا أنه كان يشرب المسكر حدثنا عنه أبو المظفر عبد الرحمن بن أبي سعد السمعاني
بالك آخره كاف قال أبو سعد أظنها من قرى هراة أو نواحيها منها أبو معمر أحمد بن عبد الواحد البالكي الهروي الفقيه وغيره
بالوان بفتح اللام قرية من نواحي الدينور قال السلفي بينها وبين بالوانة أربعة فراسخ قال وهما من أعمال الدينور قال سمعت أبا زرعة عمر بن محمد بن عمر بن صالح الأنصاري ببالوان وذكر خبرا
بالوجوزجان بضم الجيم وسكون الواو وفتح الزاي وجيم وألف ونون من قرى سرخس على طريق هراة ينسب إليها بالوجي منها أبو الحجاج خارجة بن مصعب بن خارجة الضبعي البالوجي شهد أبوه مصعب صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأدرك خارجة قتادة بن دعامة فلم يكتب عنه وروى عن يونس بن يزيد الأيلي وغيره
بالوز بالزاي من قرى نسا على ثلاثة فراسخ منها ومنها كان أبو العباس الحسن بن سفيان بن

عامر بن عبد العزيز بن النعمان بن عطاء الشيباني النسوي ويقال النسائي كان إمام عصره في الحديث غير مدافع مات في سنة 303 وقبره ببالوز يزار
بالو قلعة حصينة وبلدة من نواحي أرمينية بين أرزن الروم وخلاط بها معدن الحديد
بالة موضع بالحجاز ويعده بعضهم في الحرم وروي عن بعضهم بالنون أي ما ناله وقرب منه ومن تخومه
باماورد بفتح الواو ناحية بفارس ينسب إليها عبيد الله وعبد الرحيم ابنا المبارك بن الحسن بن طراد الباماوردي يكني عبيد الله أبا القاسم بن أبي النجم ويعرفان بابني القابلة من ساكني قطيعة العجم بباب الأزج من بغداد سمعا أبا القاسم يحيى بن ثابت بن بندار وغيره وكان مولد عبيد الله في سنة 935 تقريبا وتوفي سنة 651
بامردني بفتح الميم والراء ساكنة ودال مفتوحة ونون مقصور قرية من ناحية نينوى من أعمال الموصل بالجانب الشرقي وإليها والله أعلم ينسب القاضي أبو يحيى أحمد بن محمد بن عبد المجيب البامردني سمع من أبي زكرياء يحيى بن علي التبريزي كتاب تهذيب إصلاح المنطق وكتبه بخط حسن مضبوط وقرأه عليه
بامردي بغير نون قرية من أعمال البليخ من نواحي ديار مضر بين الرقة وحران بالجزيرة
بامنج هي بامئين المذكورة بعد هذا ينسب إليها البامنجي فلذلك أفردت
بامهر بكسر الميم قرية بينها وبين الري مرحلة على طريق طبرستان
باميان بكسر الميم وياء وألف ونون بلدة وكورة في الجبال بين بلخ وهراة وغزنة بها قلعة حصينة والقصبة صغيرة والمملكة واسعة بينها وبين بلخ عشر مراحل وإلى غزنة ثماني مراحل وبها بيت ذاهب في الهواء بأساطين مرفوعة منقوش فيه كل طير خلقه الله تعالى على وجه الأرض ينتابه الذعار وفيه صنمان عظيمان نقرا في الجبل من أسفله إلى أعلاه يسمى أحدهما سرخبد والآخر حنكبد وقيل ليس لهما في الدنيا نظير خرج من هذه المدينة جماعة من أهل العلم منهم أبو محمد أحيد بن الحسين بن علي بن سليمان السلمي البامياني يروي عن مكي بن إبراهيم وأبو بكر محمد بن علي بن أحمد البامياني محدث مكثر ثقة روى عن أبي بكر الخطيب وغيره مات سنة 093 في سلخ رجب
بامئين بعد الميم همزة وياء ساكنة ونون والنسبة إليها بامنجي مدينة من أعمال هراة وهي قصبة ناحية باذغيس رأيتها غير مرة نسب إليها جماعة منهم أبو الغنائم أسعد بن أحمد بن يوسف البامنجي الخطيب سمع منه أبو سعد ومات في صفر سنة 845 وأبو نصر إلياس بن أحمد بن محمود الصوفي البامنجي سمع منه أبو سعد أيضا ومات سنة 245 وكان مولده سنة 460 أو قريبا منها
باناس من أنهار دمشق وصفه في بردى قال الحسن بن عبد الله بن أبي حصينة يا صاحبي سقى منازل جلق غيث يروي محلات طساسها فرواق جامعها فباب بريدها فمشارب القنوات في باناسها بانب بفتح النون والباء موحدة من قرى بخارى ينسب إليها حلوان بن سمرة بن ماهان بن خاقان بن

عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أمية أبو الطيب البانبي البخاري يروي عن القعنبي وأبي مقاتل عصام النحوي وغيرهما وروى عنه سهل ابن شاذويه وكان من العباد وأبو سفيان وكيع ابن أحمد بن المنذر الهمداني البابني البخاري حدث عن إسرائيل بن السميدع روى عنه خلف الخيام في جماعة نسبوا إليها ذكرهم الأمير
بانبورا بالراء ناحية بالحيرة من أرض العراق صالح عليها خالد بن الوليد سنة 21 وكتب لأهلها كتابا وأرسل إليها عاملا من قبله قالوا أرسل خالد عماله فأنفذ بشير بن الخصاصية على النهرين فنزل الكويفة ببانبورا
بانقوسا بالقاف جبل في ظاهر مدينة حلب من جهة الشمال قال البحتري أقام كل ملث القطر رجاس على ديار بعلو الشام أدراس فيها لعلوة مصطاف ومرتبع من بانقوسا وبابلى وبطياس منازل أنكرتنا بعد معرفة وأوحشت من هوانا بعد إيناس يا علو لو شئت أبدلت الصدود لنا وصلا ولان لصب قلبك القاسي هل من سبيل إلى الظهران من حلب ونشوة بين ذاك الورد والآس بانقيا بكسر النون ناحية من نواحي الكوفة ذكرها في الفتوح وفي أخبار إبراهيم الخليل عليه السلام خرج من بابل على حمار له ومعه ابن أخيه لوط يسوق غنما ويحمل دلوا على عاتقه حتى نزل بانقيا وكان طولها اثني عشر فرسخا وكانوا يزلزلون في كل ليلة فلما بات إبراهيم عندهم لم يزلزلوا فقال لهم شيخ بات عنده إبراهيم عليه السلام والله ما دفع عنكم إلا بشيخ بات عندي فإني رأيته كثير الصلاة فجاؤوه وعرضوا عليه المقام عندهم وبذلوا له البذول فقال إنما خرجت مهاجرا إلى ربي
وخرج حتى أتى النجف فلما رآه رجع أدراجه أي من حيث مضى فتباشروا وظنوا أنه رغب فيما بذلوا له فقال لهم لمن تلك الأرض يعني النجف قالوا هي لنا قال فتبيعونيها قالوا هي لك فوالله ما تنبت شيئا فقال لا أحبها إلا شراء فدفع إليها غنيمات كن معه بها والغنم يقال لها بالنبطية نقيا قال أكره أن آخذها بغير ثمن فصنعوا ما صنع أهل بيت المقدس بصاحبهم وهبوا له أرضهم فلما نزلت بها البركة رجعوا عليه وذكر إبراهيم عليه السلام أنه يحشر من ولده من ذلك الموضع سبعون ألف شهيد فاليهود تنقل موتاها إلى هذا المكان لهذا السبب
ولما رأى عليه السلام غدرهم به تركهم ومضى نحو مكة في قصة فيها طول وقد ذكرها الأعشى فقال فما نيل مصر إذ تسامى عبابه ولا بحر بانقيا إذ راح مفعما بأجود منه نائلا إن بعضهم إذا سئل المعروف صد وجمجما وقال أيضا قد سرت ما بين بانقيا إلى عدن وطال في العجم تكراري وتسياري وأما ذكرها في الفتوح فقال أحمد بن يحيى لما قدم خالد بن الوليد رضي الله عنه العراق بعث بشير ابن سعد أبا النعمان بن بشير الأنصاري إلى بانقيا فخرج

عليه فرخبنداذ في جيش فهزمهم بشير وقتل فرخبنداذ وانصرف بشير وبه جراحة فمات بعين التمر ثم بعث خالد جرير بن عبد الله إلى بانقيا فخرج إليه بصبهري بن صلوبا فاعتذر إليه وصالحه على ألف درهم وطيلسان وقال ليس لأحد من أهل السواد عهد إلا لأهل الحيرة وأليس وبانقيا فلذلك قالوا لا يصلح بيع أرض دون الجبل إلا أرض بني صلوبا وأرض الحيرة وذكر إسحاق بن بشيرأبو حذيفة فما قرأته بخط أبي عامر العبدري بإسناده إلى الشعبي أن خالد بن الوليد سار من الحيرة حتى نزل بصلوبا صاحب بانقيا وسميا على ألف درهم وزن ستة وكتب لهم كتابا فهو عندهم إلى اليوم معروف قال فلما نزل بانقيا على شاطىء الفرات قاتلوه ليلة حتى الصباح فقال في ذلك ضرار ابن الأزور الأسدي أرقت ببانقيا ومن يلق مثل ما لقيت ببانقيا من الحرب يأرق فلما رأوا أنه لا طاقة لهم بحربه طلبوا إليه الصلح فصالحهم وكتب لهم كتابا فيه بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من خالد بن الوليد لصلوبا بن بصبهري ومنزله بشاطىء الفرات إنك آمن بأمان الله على حقن دمك في إعطاء الجزية عن نفسك وجيرتك وأهل قريتك بانقيا وسميا على ألف درهم جزية وقد قبلنا منك ورضي من معي من المسلمين بذلك فلك ذمة الله وذمة النبي محمد صلى الله عليه و سلم وذمة المسلمين على ذلك شهد هشام بن الوليد وجرير بن عبد الله بن أبي عوف وسعيد بن عمرو وكتب سنة 31 والسلام ويروي أن ذلك كان سنة 21 و بانقيا أيضا من رستاق منبج على أميال من المدينة
بانك بضم النون وكاف من قرى الري نسبوا إليها بعض أهل العلم
البان قال الكندي أسفل من صفينة في صحراء مستوية عمودان طويلان لا يرقاهما أحد إلا أن يكون طائرا فيقال لأحدهما عمود البان والبان موضع والآخر عمود السفح وهو من عن يمين طريق المصعد من الكوفة على ميل من أفيعية وأفاعية
و ذو البان جبل في ديار بني كلاب بحذاء مليحة ماء هناك و ذو البان أيضا في مصادر وادي المياه لبني نفيل بن عمرو بن كلاب و ذو البان أيضا بأطراف الرقق لبني عمرو بن كلاب و ذو البان أيضا جبل من إقبال هضب النخل وراء ذلك قاله ابن السكيت وفي رواية ذو البان من ديار بني البكاء وقال أبو زياد وذو البان هضبة تنبت البان وقال الطويق بن عاصم النميري عرفت لحبي بين منعرج اللوى وأسفل ذات البان مبدى ومحضرا إلى حيث فاض المذنبان وواجها من الرمل ذي الأرطى قواعد عقرا بها كن أسباب الهوى مطمئنة ومات الهوى ذاك الزمان وأقصرا قال المذنبان واديان بذات البان وبان من قرى مصر وبان من قرى نيسابور ثم من قرى ارغيان منها سهل بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن الباني الأرغياني وابنه أبو بكر أحمد بن سهل
بانوب بضم النون وسكون الواو والباء موحدة اسم لثلاث قرى بمصر في الشرقية والغربية والأشمونين

باوجان بكسر الواو من قرى أصبهان وهي غير بارجان ذكرهما الحافظ ابن النجار في معجمه
باور بفتح الواو وراء موضع باليمن ينسب إليه الحسين بن يوحن بن أبوية بن النعمان الباوري أبو عبد الله اليمني خرج من بلده يطلب العلم فطاف البلدان ثم استقر بأصبهان روى عن جماعة منهم الفضل بن محمد النيلي وأبو الفضل الأرموي وابن ناصر السلامي وغيرهم كتب عنه محمد بن سعيد الدبيثي الحافظ وأبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري وغيرهما ومات بأصبهان في شهر ربيع الأول سنة 785
باورد بفتح الواو وسكون الراء وهي أبيورد بلد بخراسان بين سرخس ونسا ينسب إليها بهذا اللفظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن عقيل الباوردي كان معتزليا غاليا سكن أصبهان وروى بها الحديث ومات بعد سنة 024
باوري وملندي بكسر الراء مدينتان متقاربتان من بلاد الزنج يجلب منهما العنبر
باوشنايا الشين معجمة ساكنة ونون وبين الألفين ياء قرية كبيرة من قرى الموصل قرب بلد من أعمال البقعاء خرج منها قوم من أهل العلم والذكر
باول نهر كبير بطبرستان
بايان سكة بنسف معروفة نزلها محمد بن إسماعيل البخاري ينسب إليها أبو يعلى محمد بن أبي الطيب أحمد بن ناصر الباياني كان إماما في الأدب توفي سنة 367
باي بابان ذكر في بابان لأن النسبة إليها باباني
بايات آخره تاء فوقها نقطتان من حصون صنعاء اليمن
باب الباء والباء أيضا وما يليهما
ببا بالفتح مدينة بمصر من جهة الصعيد على غربي النيل وبمصر عدة قرى تشتبه في الخط وتختلف في اللفظ لا بأس بذكرها ههنا ليفرق بينها ثم نذكر كل واحدة في موضعها وهي ببا بالفتح وهي المذكورة في هذا الباب من كورة البهنسا وبنا بفتح الباء ونون من كوره السمنود وتتا بتاءين مثناتين من فوقهما من كورة المنوفية وننا بنونين مفتوحتين من كورة البهنسا أيضا وبيا بباء موحدة وياء في كورة حوف رمسيس ويقال لها بياء الحمراء
ببز بالفتح ثم الضم مشدد وزاي قرية كبيرة على نهر عيسى بن علي دون السندية وفوق الفارسية وهي وقف على ورثة الوزير رئيس الروساء وكان لأهله بها حصة رأيتها مرارا ذكرها نصر في كتابه
ببشتر بالضم ثم الفتح وسكون الشين المعجمة وفتح التاء فوقها نقطتان وراء حصن منفرد بالامتناع من أعمال رية بالأندلس بينه وبين قرطبة ثلاثون فرسخا وربما أشبعوا الباء الثانية فنشأت ألفا فقالوا بباشتر
ببشى بالفتح ثم السكون والشين مفتوحة مقصور ممال بلد في كورة الأسيوطية بمصر
ببق قال الرهني وذكر خبيصا من بلاد كرمان ثم قال وبناحيتها خبق وببق ولا أدري ما هما
ببليون هي بابليون وقد تقدم ذكرها جاءت بهذا اللفظ في قول عمران بن حطان حيث قال

فساروا بحمد الله حتى أحلهم ببليون منها الموجفات السوابق ببمبم بفتحتين بوزن غشمشم موضع أو جبل وكذا ذكره الأزهري والخارزنجي ولم تجتمع الباء والميم في كلمة اجتماعهما في هذه الكلمة ورواه بعضهم يبمبم وقد روي على اللغتين قول حميد بن ثور حيث قال إذا شئت غنتني بأجزام بيشة وبالرزن من تثليث أو من ببمبما ببنة بالفتح ثم السكون ونون مدينة عند بامئين من أعمال باذغيس قرب هراة افتتحها سالم مولى شريك بن الأعور من قبل عبد الله بن عامر في سنة 13 عنوة قال أبو سعد ببنة هي بون غير أنهم قد نسبوا إليها ببني واشتهر بالنسبة هكذا جماعة منهم أبو عبد الله محمد بن بشر بن علي الببني حدث عن أبي بكر أحمد بن محمد البرديجي الحافظ حدث عنه محمد بن أحمد بن الفضل
ببة بتشديد الثانية دار ببة بمكة على رأس ردم عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ببيج بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وجيم سبع قرى بمصر وهي في جزيرة بني نصر وببيج قمن في البوصيرية
وفي الفيوم خمسة ببيج ببيج أندير وببيج أنقاش وببيج أنشو وببيج غيلان وببيج فرح
باب الباء والتاء وما يليهما
بتا بالفتح وتشديد الثاني مقصور وقد يكتب بالياء أيضا من قرى النهروان من نواحي بغداد وقيل هي قرية لبني شيبان وراء حولايا كذا وجدته مقيدا بخط أبي محمد عبد الله بن الخشاب النحوي قال عبيد الله بن قيس الرقيات أنزلاني فأكرماني ببتا إنما يكرم الكريم الكريم بتان من نواحي حران ينسب إليها محمد بن جابر البتاني صاحب الزيج ذكره ابن الأكفاني بكسر الباء
بتان بالضم والتخفيف من قرى نيسابور من أعمال طريثيث منها
أبو الفضل البتاني ساكن طريثيث أحد الزهاد الفضلاء من أصحاب الشافعي ومحمد بن عبد الرحمن البتاني من آل يحيى بن أكثم يروي عن علي بن إبراهيم البتاني من أصحاب ابن المبارك وقد ذكرنا في بنان ما قيل في علي بن إبراهيم البتاني
البت بالفتح ثم التشديد قرية كالمدينة عن أعمال بغداد قريبة من راذان وكان أهلها قد تظلموا قديما إلى الوزير محمد بن عبد الملك بن الزيات من آفة لحقتهم فولى عليهم رجلا ضعيف البصر فقال شاعر منهم أتيت أمرا يا أبا جعفر لم يأته بر ولا فاجر أغثت أهل البت إذا أهلكوا بناظر ليس له ناظر وإليها ينسب أبو الحسن أحمد بن علي الكاتب البتي أديب كيس له نوادر حسنة مات سنة 504 وكان قد كتب للقادر بالله مدة و البت أيضا قرية بين بعقوبا وبوهرز كثيرة و بتة بالهاء قرية من أعمال بلنسية منها أبو جعفر البتي له أدب وشعر
بتخذان بالضم ثم السكون وفتح الخاء المعجمة وذال معجمة وألف ونون من قرى نسف منها أبو علي الحسن بن عبد الله بن محمد بن الحسن البتخذاني المقري النسفي توفي بعد سنة 155

البتراء كأنه تأنيث الأبتر موضع ذكره في غزوة النبي صلى الله عليه و سلم لبني لحيان قال ابن هشام سلك النبي صلى الله عليه و سلم على غراب ثم على مخيض ثم على البتراء وذكر ابن إسحاق في مساجد النبي صلى الله عليه و سلم في طريقه إلى تبوك فقال ومسجد بطرف البتراء من ذنب الكواكب
بتران بالضم موضع في بلاد بني عامر قال المجنون أنشده أبو زياد وأشرفت من بتران أنظر هل أرى خيالا لليلى راية وترانيا فلم يترك الأشراف في كل مرقب ولا الدمع من عيني إلا المآقيا المآقي جمع مأق
بتر أجبل من الشقيق مطلات على زبالة قال الشاعر رعين بين لينة والقهر فالنجفات فأميل البتر فغرفتي صارة بعد العصر وقال مالك بن الصمصامة الجعدي واجتازت به صاحبته التي يهواها وأخوها حاضر فأغمي عليه فلما أفاق قال ألمت وما حيت وعاجت فأسرعت إلى جرعة بين المخارم فالنحر خليلي إن حانت وفاتي فاحفرا برابية بين المحاصر فالبتر لكيما تقول العبدلية كلما رأت جدثي حييت يا قبر من قبر وقيل البتر أكثر من سبعة فراسخ عرضا وطولا أكثر من عشرين فرسخا في بلاد بني عمرو بن كلاب وقال القتال الكلابي عفا النجب بعدي فالعريشان فالبتر فبرق نعاج من أميمة فالحجر إلى صفرات الملح ليس بجوها أنيس ولا ممن يحل بها شفر شفر أي إنسان يقال ما بها شفر ولا كتيع ولا دبيج و البتر أيضا موضع بالأندلس ينسب إليه أبو محمد مسلمة بن محمد البتري الأندلسي روى عنه يوسف بن عبد الله بن عبد البر الأندلسي الإمام
بترير بالكسر ثم السكون وكسر الراء وياء ساكنة وراء أخرى حصن من أعمال مرسية بالأندلس
بتسابور بالضم والسين مهملة صقع من سواد واسط الحجاج بالعراق
بتعة قال الأصمعي وبجلذان موضع قرب الطائف هضبة سوداء يقال لها بتعة وفيها نقب كل نقب قدر ساعة كان يلتقط فيها السيوف العادية والخرز ويزعمون أن فيها قبورا لعاد وكانوا يعظمون ذلك الجبل
بتمار بالفتح ثم التشديد والكسر قرية من قرى بغداد ينسب إليها أبو إبراهيم نصر الله بن أبي غالب ابن أبي الحسن البتماري ذكره أبو سعد في شيوخه وقال سمعت منه سنة 735 ومحمد بن مرجا بن أبي العز بن مرجا البتماري أبو الوليد روى شيئا من الحديث عن أبي علي الحسن بن إسحاق الباقرجي
البتم بالضم ثم الفتح والتشديد اسم حصن ببلاد فرغانة وفيه قال الكميت

أباحت حمى الصين والبتم وقيل البتم حصن منيع جدا وفيه معدن الذهب والفضة والزاج والنوشاذر الذي يحمل إلى الآفاق وهو جبل فيه مثل الغار قد بني عليه بيت يستوثق من بابه وكوائه يرتفع من هذا الموضع بخار يشبه بالنهار الدخان وبالليل النار فإذا تلبد هذا البخار كان منه مثل النوشاذر فلا يتهيأ لأحد أن يدخل هذا البيت لشدة حره إلا أن يلبس لبودا يرطبها بالماء ثم يدخله كالمختلس فيأخذ ما يقدر من ذلك ويسرع الخروج وهذا البخار ينتقل من مكان إلى مكان فيحفر عليه حتى يظهر وإذا لم يكن عليه بناء يمنع البخار من التفرق لم يضر من قاربه حتى إذا احتقن ومنع من التفرق أحرق من يدخله من شدة الحر والبتم جبال يقال لها البتم الأول والبتم الأوسط والبتم الداخل ومياه بخارى وسمرقند وجميع الصغد من البتم الأوسط يجري هذا الماء إلى برغر ثم إلى منجيكث ثم إلى سمرقند ونهر الصغانيان أيضا منه
بتنين بالضم ثم الفتح وكسر النون وياء ساكنة ونون أخرى من قرى صغد سمرقند من ناحية دبوسية منها جعفر بن محمد بن بحر البتنيني روى عنه ابنه القاسم قاله أبو سعد ثم قال بتيتن بتاءين مثناتين من فوق من قرى دبوسية ونسب إليها القاسم بن جعفر بن محمد ولا أدري ما الصواب منهما
بتيل بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة ولام جبل بنجد منقطع عن الجبال وقيل جبل يناوح دمخا وقال الحارثي بتيل واد لبني ذبيان وجبل أحمر يناوح دمخا من ورائه في ديار كلاب وهناك قليب يقال له البتيلة وبتيل حجر بناء هناك عادي مرتفع مربع الأسفل محدد الأعلى يرتفع نحو ثمانين ذراعا وقيل بتيل اليمامة جبل فارد في فضاء سمي بذلك لانقطاعه من غيره وقال موهوب بن رشيد مقيم ما أقام ذرى سواج وما بقي الأخارج والبتيل وقال سلمة بن الخرشب الأنماري إذا ما غدوتم عامدين لأرضنا بني عامر فاستظهروا بالمرائر فإن بني ذبيان حيث عهدتم بجزع البتيل بين باد وحاضر يسدون أبواب القباب بضمر إلى عنن مستوثقات الموائر وقال أبو زياد الكلابي وفي دماخ وهي بلاد بني عمرو بن كلاب بتيل وأنشد لعمري لقد هام الفؤاد لجاجة بقطاعة الأعناق أم خليل فمن أجلها أحببت عونا وجابرا وأحببت ورد الماء دون بتيل بتيلة مثل الذي قبله وزيادة هاء ماء لبني عمرو ابن ربيعة بن عبد الله رواء ببطن السر وهو إلى جنب بتيل المذكور قبله وفي كتاب نصر بتيلة قليب عند بتيل في ديار بني كلاب وقال ابن دريد البتيلة ماء لهم رواء ببطن السر إلى جنب بتيل وبتيل جبل أحمر يناوح دمخا من ورائه وقال أبو زياد خاصم عبيد الله بن ربيع قوم من بني أبي بكر في ماء لهم يقال له بتيل فأطالوا لهم الخصومة وعلى المدينة رجل من قريش يقال له خالد واستعمل خالد رجلا يقال له عثمان على ضرية فكان عبيد الله وأصحابه يختصمون إلى عثمان فجعل البكريون لعثمان

مالا على أن يقضي لهم على عبيد الله فلما تخوف عبيد الله ذلك ارتحل حتى وقع بين يدي خالد بالمدينة فقال إلى الله أشكو أن عثمان جائر علي ولم يعلم بذلك خالد أبيت كأني من حذار قضائه بحرة عباد سليم الأساود تكلفت أجواز الفيافي وبعدها إلي وعظمي خشية الظلم بارد وبيضاء إمليس إذا بت ليلة بها زارني عاري الذراعين مارد عوى عند نضوي يستغيث أليفه بمنزلة لا تعتفيها العوائد فلما رآني قد حنست لقتله مبارزة واشتد بالسيف ساعدي فولى فتى شاكي السلاح لو أنه أخي لم أبعه من معد بواحد فتى يكسب المعدوم حتى رقيقه مدل بشدات الكمي المناجد إلى خالد إما أموت فهين وإما طريد مستجير بخالد فهل أنت من أهل البتيلة منقذي فقد كدت عن لحمي بسيفي أجالد أرادوا جلائي عن بلاد ورثتها أبي وإمام الناس والدين واحد أما بعد أن يرموا بدلوي عن التي ضربت برومي حديد الحدائد فأمكنتها من منحر غير قاطع له نفيان طيب الطعم بارد فإنكما يا ابني علية كنتما يدا وأخي يرجي قليل الفوائد وقال ذروة بن جحفة الكلابي شهد البتيل على البتيلة أنها زرواء فانية على الأوراد منع البتيلة لا يجوز بمائها قمر تثور جحاشها بشراد قبح الإله وخصهم بملامة نفرا يقال له بنو رواد نفرا يقيم اللؤم وسط بيوتهم والمخزيات كما يقيم نضاد بتينق بالتفح ثم التشديد والكسر وياء ساكنة ونون مفتوحة وقاف مدينة في ساحل جزيرة صقلية
باب الباء والثاء وما يليهما
البثاء بالفتح والمد موضع في بلاد بني سليم قال أبو ذؤيب يصف عيرا تحملت رفعت لها طرفي وقد حال دونها رجال وخيل بالبثاء تغبر وقال أبو بكر البثاء الأرض السهلة واحدتها بثاءة وأنشد بميت بثاء تبطنته دميث به الرمث والحيهل قال الأهزري ولعل بثاء لماء في ديار بني سعد أخذ من هذا قال وهو عين ماء عذب تسقي نخلا قال ورأيتها في ديار بني سعد بالستارين فتوهمت أنه سمي بذلك لأنه قليل ترشح فكأنه عرق يسيل وقال مالك بن نويرة وكان نزل بهذا على بني سعد

فسابقهم على فرس له يقال له نصاب فسبقهم فظلموه فقال قلت لهم والشىء مني باد ما غركم بسابق جواد يا رب أنت العون في الجهاد إذ غاب عني ناصر الأرفاد واجتمعت معاشر الأعادي على بثاء باهظ الأوراد البثراء بالفتح ثم السكون وراء وألف ممدودة اسم جبل وقيل شجر ذكر في غزوة الرجيع
البثر قال الأزهري البثر القليل والبثر الكثيرة وأنشد لأبي ذؤيب فافتنهن من السواء وماؤه بثر وعارضه طريق مهيع وجعله السكري موضعا بعينه فإنه قال بثر هو ماء معروف بذات عرق
وقال ذلك غيره وأنشد لأبي جندب الهذلي ألا ابلغ معقلا عني رسولا مغلغلة ووائلة بن عمرو إلى أي نساق وقد بلغنا ظماء عن سميحة ماء بثر بثرون بالتحريك والراء حصن بين جبيل وأنفة على ساحل بحر الشام
البثنون بالتحريك وبين النونين واو ساكنة بليدة من نواحي مصر في كورة الغربية
البثنة بالفتح ثم السكون ونون قال ثعلب البثنة الزبدة والبثنة النعمة والبثنة الرملة اللينة والبثنة المرأة الحسناء الغضة الناعمة وهو اسم ناحية من نواحي دمشق وهي البثنية وقيل هي قرية بين دمشق وأذرعات عن الأزهري وكان أيوب النبي عليه السلام منها
البثنية بالتحريك وكسر النون وياء مشددة وهي التي قبلها بعينها يقال بثنة وبثنية وفي حديث خالد بن الوليد أنه خطب فقال إن عمر استعملني على الشام وهو له مهم فلما ألقى الشام بوانيه وصار بثنية وعسلا عزلني واستعمل غيري يقال إن البثنية حنطة منسوبة إلى بلدة معروفة بالشام يقال لها البثنية ويقال أن البثنية اللينة وذلك أن الرملة اللينة يقال لها بثنة وتصغيرها بثينة
قال الغنوي بثنية الشام حنطة أو حبة مدحرجة قال ابن رويد الهذلي فأدخلتها لا حنطة بثنية تقابل أطراف البيوت ولا حرفا وقد نسب إليها قوم منهم النضر بن محرز بن بعيث أبو الفرج الأزدي البثني من أهل البثنية من نواحي دمشق حدث عن محمد بن المنكدر وأبي الزعزيقة وهشام بن عروة روى عنه الوليد بن سلمة الطبراني وأبو بكر عبد الرحمن بن عبد العزيز ويقال ابن عبد الله الفارسي وأبو العباس الوليد بن المهلب الأزدي وسهيل بن عبد الرحمن العكي وأحمد بن سليمان قال ابن حبان هو منكر الحديث جدا لا يجوز الاحتجاج به
بثينة مصغرا بلفظ صاحبة جميل وقد تقدم اشتقاقه هضبة على طريق السفر بين البحرين والبصرة
باب الباء والجيم وما يليهما
البجادة بالكسر من مياه أبي بكر بن كلاب ثم لبني كعب بن عبد بن أبي بكر وفيها قال السري

ابن حاتم دعاني الهوى يوم البجادة قادني وقد كان يدعوني الهوى فأجيب في أبيات ذكرت في العوقبين
بجان بالفتح ثم التشديد وآخره نون موضع بين فارس وأصبهان واللفظ بجيمه على مذهب الفرس بين الجيم والشين
بجانة بالفتح ثم التشديد وألف ونون مدينة بالأندلس من أعمال كورة إلبيرة خربت وقد انتقل أهلها إلى المرية وبينها وبين المرية فرسخان وبينها وبين غرناطة مائة ميل وهي ثلاثة وثلاثون فرسخا منها أبو الفضل مسعود بن علي بن الفضل البجاني روى عن أبي القاسم أحمد بن عبيدة وأبو الحسن علي بن معاذ بن سمعان بن موسى الرعيني البجاني سمع ببجانة من سعيد بن قحلون وعلي بن الحسن المري ومسعود بن علي وسمع بقرطبة من قاسم بن أصبغ بن أبي دليم محمد بن عيسى الفلاس ومحمد بن معاوية القرشي وغيرهم وكان فصيحا شاعرا عالما بالنسب طويل اللسان مفوها كثير الأذكار سمع منه الناس ببجانة وقرطبة قال ابن الفرضي وسمعت منه وكان يكذب وقفت على ذلك وعلمته قال لي ولدت سنة 703
بجاوة بفتح الواو قال الزمخشري بجاوة أرض بالنوبة بها إبل فرهة وإليها تنسب الإبل البجاوية منسوبة إلى البجاء وهم أمم عظيمة بين العرب والحبش والنوبة مر ذكرهم قبل هذا
بجاية بالكسر وتخفيف الجيم وألف وياء وهاء مدينة على ساحل البحر بين إفريقية والمغرب كان أول من اختطها الناصر بن علناس بن حماد بن زيري بن مناد بن بلكين في حدود سنة 754 بينها وبين جزيرة بني مزغناي أربعة أيام كانت قديما ميناء فقط ثم بنيت المدينة وهي في لحف جبل شاهق وفي قبلتها جبال كانت قاعدة ملك بني حماد وتسمى الناصرية أيضا باسم بانيها وهي مفتقرة إلى جميع البلاد لا يخصها من المنافع شيء إنما هي دار مملكة تركب منها السفن وتسافر إلى جميع الجهات وبينها وبين ميلة ثلاثة أيام وكان السبب في اختطاطها أن تميم بن المعز بن باديس صاحب إفريقية أنفذ إلى ابن عمه الناصر بن علناس محمد بن البعبع رسولا لإصلاح حال كانت بينهما فاسدة فمر ابن البعبع بموضع بجاية وفيه أبيات من البربر قليلة فتأملها حق التأمل فلما قدم على الناصر غدر بصاحبه واستخلى الناصر ودله على عورة تميم وقرر بينه وبين الناصر الهرب من تميم والرجوع إليه وأشار عليه ببناء بجاية واستركبه وأراه المصلحة في ذلك والفائدة التي تحصل له من الصناعة بها وكيد العدو فأمر من وقته بوضع الأساس وبناها ونزلها بعسكره ونمى الخبر إلى تميم فأرصد لابن البعبع العيون فلما أراد الهرب قبض عليه وقتله وألحق به عاقبة الغدر
بج حوران الجيم مشددة من أعمال دمشق قال الحافظ أبو القاسم العساكري محمد بن عبد الله أبو عبد الله البجي من بج حوران قرية كانت على باب دمشق حكى عن الأوزاعي روى عنه العباس بن الوليد بن مزيد ومنها أبو عبد الله جعفر ابن محمد بن سعيد بن شعيب بن عبد الله بن عبد الغفار وقيل ابن شعيب بن ذكوان بن أبي أمية العبدري مولى بني عبد الدار قال الحافظ أبو القاسم من أهل بج حوران من إقليم باناس حدث عن الفضل

ابن العباس وأبي علي الحسين بن محمد بن جعفر الحلبي المعروف بابن البطناني وأبي محمد عبد الرحيم بن علي بن محمد الأنصاري المؤذن وأحمد بن عبد الوهاب بن نجدة وأبي عبد الملك بن البسري وزكرياء ابن يحيى السجزي وأحمد بن أنس بن مالك وأبي زرعة الدمشقي روى عنه أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران وأبو العباس محمد بن موسى السمسار وأحمد بن عبد الله البرامي وإبراهيم ابن محمد بن سنان وأبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد وأبو الحسين الكلابي مات في ربيع الأول سنة 923 وعبد الرحمن بن الحسين بن عبد الله ويقال عبد الرحمن بن يزيد بن تميم السلمي الحوراني ويقال البج حوراني من بج حوران روى عنه أبيه والوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب ومروان الفزاري روى عنه القاسم بن عيسى العطار وأبو الحسن بن جوصا وأحمد بن عامر البرقعيدي وأبو بشر الدولابي وجماعة غير هؤلاء
بجدان بالضم ثم السكون اسم جبل في طريق مكة من المدينة روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان على بجدان فقال هذا بجدان سبق المفردون قالوا ومن المفردون قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات كذا رواه الأزهري بالضم ثم السكون والدال مهملة وأكثر الناس يرويه جمدان وقد ذكر في موضعه
البجرات بالتحريك وقيل البجيرات بالتصغير مياه كثيرة من مياه السماء في جبل شوران المطل على عقيق المدينة يجوز أن يكون جمع بجرة وهو عظم البطن
بجستان بكسر أوله وثانيه وسكون السين المهملة وتاء فوقها نقطتان وألف ونون من قرى نيسابور منها أبو القاسم موفق بن محمد بن أحمد البجستاني الميداني من أهل نيسابور من أصحاب محمد ابن كرام كان له قبول عند العامة سمع من أبي القاسم بن الحصين نحو سنة 025
البجسة بالكسر موضع باليمامة
بجمزا بالفتح ثم الكسر وسكون الميم والزاي وألف مقصورة قرية من طريق خراسان كانت بها وقعة بين المقتفي لأمر الله وكون خر ومسعود البلال أصحاب السلطان محمد بن محمود في سنة 945 ويقال لهذه القرية بكمزا وقد ذكرت
بجوار بالفتح محلة كبيرة بأسفل البلد وإنما قيل لها بجوار بمرو لأن على رأس السكة بجورا للماء أي مقسما للماء نسبت السكة إليها منها أبو علي الحسن بن محمد بن سهلان الخياط البجواري الشيخ الصالح
البجوم بالضم بلد يضاف إليه كورة من كور أسفل الأرض بمصر فيقال كورة الأوسية والبجوم
بجة بالفتح والتشديد مدينة بين فارس وأصبهان والله الموفق
باب الباء والحاء وما يليهما
بحار بكسر أوله كأنه جمع بحر قال الأصمعي البحار كل أرض سهلة تحفها جبال وأنشد للنمر ابن تولب وكأنها دقرى تخيل نبتها أنف يغم الضال نبت بحارها الدقرى الروضة الكثيرة الماء والندى
و ذو بحار جبلان في ظهر حرة بني سليم قاله

إسماعيل بن حماد وقال نصر ذو بحار ماء لغني في شرقي النير وقيل في بلاد اليمن وأنشد غيره للنابغة الجعدي في يوم شعب جبلة ونحن حبسنا الحي عبسا وعامرا بحسان وأبي الجون إذ قيل أقبلا وقد صعدت عن ذي بحار نساؤهم كإصعاد نسر لا يرومون منزلا عطفنا لهم عطف الضروس فصادفوا من الهضبة الحمراء عزا ومعقلا وقال أبو زياد ذو بحار واد بأعلى التسرير يصب في التسرير لعمرو بن كلاب وأنشد عفا ذو بحار من أميمة فالهضب وأقفر إلا أن يلم به ركب ورواه الغوري بفتح الباء وأنشد لبشر بن أبي خازم لليلى على بعد المزار تذكر ومن دون ليلى ذو بحار فمنور بحار بالضم كذا رواه السكري في قول البريق الهذلي ومر على القرائن من بحار فكاد الوبل لا يبقي بحارا وقال بشامة بن الغدير لمن الديار عفون بالجزع بالدوم بين بحار فالشرع درست وقد بقيت على حجج بعد الأنيس عفونها سبع إلا بقايا خيمة درست دارت قواعدها على الربع بحت بالضم ثم السكون والتاء مثناة وادي البحت قريب من العذيب يطؤه الطريق بين الكوفة والبصرة قال الحازمي ولا أحقه
بحتر بالضم روضة في وسط أجإ أحد جبلي طيء قرب جو كأنها مسماة بالقبيلة وهو بحتر ابن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء
بحران بالضم موضع بناحية الفرع قال الواقدي بين الفرع والمدينة ثمانية برد وقال ابن إسحاق هو معدن بالحجاز في ناحية الفرع وذلك المعدن للحجاج بن علاط البهزي قال ابن إسحاق في سيرة عبد الله بن جحش فسلك على طريق الحجاز حتى إذا كان بمعدن فوق الفرع يقال له بحران أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرا لهما كانا يعتقبانه وذكر القصة كذا قيده ابن الفرات بفتح الباء ههنا وقد قيده في مواضع بضمها وهو المشهور وذكره العمراني والزمخشري وضبطاه بالفتح والله أعلم
بحثر بلد باليمن كان لسبإ بن سليمان الخولاني سكن بها الفقيه أحمد بن مقبل الدثني صنف كتابا في شرح اللمع لأبي إسحاق سماه المصباح وهو من مخلاف جعفر
ذكر البحار أما اشتقاق البحر فقال صاحب كتاب العين سمي البحر بحرا لاستبحاره وهو سعته وانبساطه ويقال استبحر فلان في العلم وتبحر الراعي في رعي كثير وتبحر في المال إذا كثر ماله
والماء البحر هو الملح وقد أبحر الماء إذا صار ملحا قال نصيب وقد عاد ماء البحر ملحا فزادني إلى مرضي أن أبحر المشرب العذب

وأما ماء البحر فذكر مقاتل أنه فضلة ماء السماء المنهمر منها في الطوفان واحتج بقوله تعالى وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي فلما بلعت الأرض ماءها بقي ماء السماء على وجهها وهو ماء البحر قال وإنما كان ملحا لأنه ماء سخط كذا نزل ولم يذكر أحد من المفسرين في هذا شيئا وهو قول حسن يتقبله القلب وكذا قيل في الماء الذي تبديه الأرض إلينا وهو نبع من ماء السماء أيضا واحتج بقوله تعالى وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وقوله تعالى ألم ترى أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض وأذكر ما يضاف إليها من حروف المعجم
بحر بنطس كذا وجدته بخط أبي الريحان بالباء الموحدة ثم النون الساكنة وضم الطاء والسين مهملة قال وفي وسط المعمورة بأرض الصقالبة والروس بحر يعرف ببنطس عند اليونانيين ويعرف عندنا ببحر طرابزندة لأنها فرضة عليه يخرج منه خليج يمر بسور القسطنطينة ولا يزال مضايقا حتى يقع في بحر الشام الذي في ساحله الجنوبي بلاد الشام ومصر والإسكندرية وإفريقية
بحر تولية من البحار العظام وأظنه يستمد من المحيط قال الكندي في طرف العمارة من ناحية الشمال بحر عظيم تحت قطب الشمال وبقربه مدينة يقال لها تولية بعدها عمارة وأهلها أشقى خلق الله ولم تقرب منها سفينة
بحر الخزر بالتحريك وهو بحر طبرستان وجرجان وآبسكون كلها واحد وهو بحر واسع عظيم لا اتصال له بغيره ويسمى أيضا الخراساني والجيلي وربما سماه بعضهم الدوارة الخراسانية وقال حمزة اسمه بالفارسية زاره أكفوده ويسمى أيضا أكفوره دريار وسماه ارسطاطالس أرقانيا وربما سماه بعضهم الخوارزمي وليس به لأن بحيرة خوارزم غير هذا تذكر في موضعها إن شاء الله وعليه باب الأبواب وهو الدربند كما وصفناه في موضعه وعليه من جهة الشرق جبال موقان وطبرستان وجبل جرجان ويمتد إلى قبالة دهستان وهناك آبسكون ثم يدور مشرقا إلى بلاد الترك وكذلك في جهة شماله إلى بلاد الخزر وتصب إليه أنهار كثيرة عظام منها الكر والرس وإتل وقال الإصطخري وأما بحر الخزر ففي شرقيه بعض الديلم وطبرستان وجرجان وبعض المفازة التي بين جرجان وخوارزم وفي غربيه اللان من جبال القبق إلى حدود السرير وبلاد الخزر وبعض مفاوزة الغزية وشماليه مفازة الغزية وهم صنف من الترك بناحية سياه كوه وجنوبيه الجيل وبعض الديلم قال وبحر الخزر ليس له اتصال بشيء من البحور على وجه الأرض فلو أن رجلا طاف بهذا البحر لرجع إلى الموضع الذي ابتدأ منه لا يمنعه مانع إلا أن يكون نهر يصب فيه وهوبحر ملح لا مد فيه ولا جزر وهو بحر مظلم قعره طين بخلاف بحر القلزم وبحر فارس فإن في بعض المواضع من بحر فارس ربما يرى قعره لصفاء ما تحته من الحجارة البيض ولا يرتفع من هذا البحر شيء من الجواهر لا لؤلؤ ولا مرجان ولا غيرهما ولا ينتفع بشيء مما يخرج منه سوى السمك ويركب فيه التجار من أراضي المسلمين إلى أرض الخزر وما بين أران والجيل وجرجان وطبرستان وليس في هذا البحر جزيرة مسكونة فيها عمارة كما في بحر فارس والروم وغيرهما بل فيه جزائر فيها غياض

ومياه وأشجار وليس بها أنيس منها جزيرة سياه كوه وقد ذكرت وبحذاء نهر الكر جزيرة أخرى بها غياض وأشجار ومياه يرتفع منها الفوه ويحملون إليها في السفن دواب فتسرح فيها حتى تسمن وجزيرة تعرف بجزيرة الروسية وجزائر صغار وليس من آبسكون إلى الخزر للآخذ على يمنى يديه على شاطىء البحر قرية ولا مدينة سوى موضع من آبسكون على نحو خمسين فرسخا يسمى دهستان وبناء داخل البحر تستتر فيه المراكب في هيجان البحر ويقصد هذا الموضع خلق كثير من النواحي فيقيمون به للصيد وبه مياه ولا أعلم غير ذلك فأما عن يسار آبسكون إلى الخزر فإنه عمارة متصلة لأنك إذا أخذت من آبسكون يسارا مررت على حدود جرجان وطبرستان والديلم والجيل وموقان وشروان والمسقط وباب الأبواب ثم إلى سمندر أربعة أيام ومن سمندر إلى نهر إتل سبعة أيام مفاوز ولهذا البحر من ناحية سياه كوه زنقة يخاف على المراكب منها إذا أخذتها الريح إليها أن تنكسر فإذا انكسرت هناك لم يتهيأ جمع شيء منها من الأتراك لأنهم يأخذونه ويحولون بين صاحبه وبينه ويقال إن دوران هذا البحر ألف وخمسمائة فرسخ وقطره مائة فرسخ والله أعلم
بحر الزنج هو بحر الهند بعينه وبلاد الزنج منه في نحو الجنوب تحت سهيل وله بر وجزائر كثيرة كبار واسعة فيها غياض كثيرة وأشجار لكنها غير ذات أثمار وإنما هي نحو شجر الابنوس والصندل والساج والقنا ومن سواحلهم يلتقط العنبر ولا يوجد في غير سواحلهم وهم أضيق الناس عيشا وحدثني غير واحد ممن شاهد تلك البلاد أنهم يرون القطب الجنوبي عاليا يقارب أن يتوسط السماء وسهيل كذلك ولا يرون الجدي قط ولا القطب الشمالي أبدا ولا بنات نعش وأنهم يرون في السماء شيئا في مقدار جرم القمر كأنه طاقة في السماء أو شبه قطعة غيم بيضاء لا يغيب قط ولا يبرح مكانه وسألت عنه غير واحد فاتفقوا على ما حكيته بلفظه ومعناه وله عندهم اسم لم يحضرني الآن وأنهم لا يدرون أيش هو ولهم هناك مدن أجلها مقدشو وسكانها عرباء واستوطنوا تلك البلاد وهم مسلمون طوائف لا سلطان لهم لكل طائفة شيخ يأتمرون له وهي على بر البربر وهم طائفة من العربان غير الذين هم في المغرب بلادهم بين الحبشة والزنج وسنذكرهم بعد إن شاء الله تعالى ثم يمتد بر البربر على ساحل بحر الزنج إلى قرابة عدن وأقصى هذا البحر يتصل بالبحر المحيط
بحر فارس هو شعبة من بحر الهند الأعظم واسمه بالفارسية كما ذكره حمزة زراه كامسير وحده من التيز من نواحي مكران على سواحل بحر فارس إلى عبادان وهو فوه دجلة التي تصب فيه وأول سواحله من جهة البصرة وعبادان أنك تنحدر في دجلة من البصرة إلى بليدة تسمى المحرزة في طرف جزيرة عبادان تتفرق دجلة عنده فرقتين إحداهما تأخذ ذات اليمين فتصب في هذا البحر عند سواحل أرض البحرين وفيه تسافر المراكب إلى البحرين وبر العرب وتمتد سواحله نحو الجنوب إلى قطر وعمان والشحر ومرباط إلى حضرموت إلى عدن وتأخذ الفرقة الأخرى ذات الشمال وتصب في البحر من جهة بر فارس وتصير عبادان لانصباب هاتين الشعبتين في البحر جزيرة بينهما وعلى سواحل بحر فارس من جهة عبادان من مشهورات المدن مهروبان قال حمزة وههنا يسمى هذا البحر

بالفارسية زراه أفرنك قال وهو خليج منخلج من بحر فارس متوجها من جهة الجنوب صعدا إلى جهة الشمال حتى يجاوز جانب الأبلة فيمتزج بماء البطيحة آخر كلامه ثم يمر من مهروبان نحو الجنوب إلى جنابة بلدة القرامطة ومقابلها في وسط البحر جزيرة خارك ثم يمر في سواحل فارس بسينيز وبوشهر ونجيرم وسيراف ثم بجزيرة اللار إلى قلعة هزو ومقابلها في البحر جزيرة قيس بن عميرة تظهر من بر فارس وهي في أيامنا هذه أعمر موضع في بحر فارس وبها مقام سلطان البحر والملك المستولي على تلك النواحي ثم هرموز في بر فارس ومقابلها في اللجة جزيرة عظيمة تعرف بجزيرة الجاسك ثم تيز مكران على الساحل فبحر فارس وبحر البحرين وعمان واحد على ساحله الشرقي بلاد الفرس وعلى ساحله الغربي بلاد العرب وطوله من الشمال إلى الجنوب
بحر القلزم وهو أيضا شعبة من بحر الهند أوله من بلاد البربر والسودان الذين ذكرنا في بحر الزنج وعدن ثم يمتد مغربا وفي أقصاه مدينة القلزم قرب مصر وبذلك سمي بحر القلزم ويسمى في كل موضع يمر به باسم ذلك الموضع فعلى ساحله الجنوبي بلاد البربر والحبش وعلى ساحله الشرقي بلاد العرب فالداخل إليه يكون على يساره أواخر بلاد البربر ثم الزيلع ثم الحبشة ومنتهاه من هذه الجهة بلاد البجاء الذين قدمنا ذكرهم وعلى يمينه عدن ثم المندب وهو مضيق في جبل كان في أرض اليمن يحول بين البحر وامتداده في أرض اليمن فيقال إن بعض الملوك القدماء قد ذلك الجبل بالمعاول ليدخل منه خليجا صغيرا يهلك به بعض أعدائه فقد من ذلك الجبل نحو رمية سهمين أو ثلاثة ثم أطلق البحر في أراضي اليمن فطفا ولم يمكن تداركه فأهلك أمما كثيرة واستولى على بلدان لا تحصى وصار بحرا عظيما فهو يمر بساحله الشرقي على بلاد اليمن وجدة والجار وينبع ومدين مدينة شعيب النبي عليه السلام وأيلة إلى القلزم في منتهاه وهو الموضع الذي غرق فيه قوم فرعون وفرعون أيضا وبين هذا الموضع وفسطاط مصر سبعة أيام ثم يدور تلقاء الجنوب إلى القصير وهو مرسى للمراكب مقابل قوص بينهما خمسة أيام ثم يدور في شبه الدائرة إلى القلزم كانت جزيرة العرب بين الخليجين يحيطان بثلاثة أرباع بلاد العرب
البحر المحيط ومنه مادة سائر البحور المذكورة ههنا غير بحر الخزر وقد سماه أرسطاطاليس في رسالته الموسومة ببيت الذهب أوقيانوس وسماه آخرون البحر الأخضر وهو محيط بالدنيا جمعيها كإحاطة الهالة بالقمر ويخرج منه شعبتان إحداهما بالمغرب والأخرى بالمشرق فأما التي بالمشرق فهي بحر الهند والصين وفارس واليمن والزنج وقد مر ذكر ذلك والشعبة الأخرى في المغرب تخرج من عند سلا فتمر بالزقاق الذي بين البر الأعظم من بلاد بربر المغرب وجزيرة الأندلس وتمر بإفريقية إلى أرض مصر والشام إلى القسطنطينية كما نذكره وهذا البحر المحيط لا يسلك شرقا ولا غربا إنما المسلك في خليجيه فقط واختلفواهل الخليجان ينصبان في المحيط أم يستمدان منه فالأكثر أن الخليجين يستمدان من المحيط وليس في الأرض نهر إلا وفضلته تصب إما في الشرقي أو في الغربي إلا في مواضع تصب في بحيرات منقطعة نحو جيحون

وسيحون فإنهما يصبان في بحيرة تخصهما والأردن يصب في البحيرة المنتنة كما نذكره إن شاء الله تعالى
بحر المغرب وهو بحر الشام والقسطنطينية مأخذه من البحر المحيط ثم يمتد مشرقا فيمر من شماليه بالأندلس كما ذكرنا ثم ببلاد الأفرنج إلى القسطنطينية فيمر ببنطس المذكور آنفا ويمتد من جهة الجنوب على بلاد كثيرة أولها سلا ثم سبتة وطنجة وبجاية ومهدية وتونس وطرابلس والإسكندرية ثم سواحل الشام إلى انطاكية حتى يتصل بالقسطنطينية وفيه من الجزائر المذكورة الأندلس وميورقة وصقلية واقرايطش وقبرص ورودس وغير ذلك كثيرة وقرأت في غير كتاب من أخبار مصر والمغرب أنه ملك بعد هلاك الفراعنة ملوك من بني دلوكة منهم دركيون بن ملوطس وزمطرة وكانا من ذوي الرأي والكيد والسحر والقوة فأراد الروم مغالبتهم على أرضهم وانتزاع الملك منهم فاحتالا أن فتقا البحر المحيط من المغرب وهو بحر الظلمات فغلب على كثير من البلدان العامرة والممالك العظيمة وامتد إلى الشام وبلاد الروم وصار حاجزا بين بلاد الروم وبلاد مصر وهذا هو البحر الذي وصفناه قبل وعلى هذا منجر الأندلسي وبحر المغرب وبحر الإسكندرية وبحر الشام وبحر القسطنطينية وبحر الأفرنج وبحر الروم جميعه واحد وليس لهذا اتصال ببحر الهند إلا أن يكون من جهة المحيط وأقرب موضع بين البحر الهندي وهذا البحر عند الفرما وهي على ساحل بحر المغرب والقلزم وهو على ساحر بحر اليمن سوى أربعة أيام
ولو أراد مريد أن يسير من سلا إلى إفريقية ثم سواحل مصر والشام ثم الثغور إلى طرابزندة ويقطع جبل القبق ويدور من أطراف بلاد الترك إلى القسطنطينية فيصير البحر على جهته الجنوبية بعد أن كان من جهته الشمالية ويمر بسواحل الأفرنج حتى يدخل الأندلس فيقابل سلا التي بدأ بها من غير أن يقطع بحرا أو يركب مركبا ويمكنه ذلك إلا أن المسافة بعيدة والمشقة في سلوكه صعبة لمروره بين أمم مختلفة الأديان والألسنة وجبال مشقة وبواد موحشة
بحر الهند وهو أعظم هذه البحار وأوسعها وأكثرها جزائر وأبسطها على سواحله مدنا ولا علم لأحد بموضع اتصاله بالمحيط محدودا لعظم اتصاله به وسعته وامتزاجه به وليس كالمغربي لأن اتصال المغربي من المحيط ظاهر في موضع يقال له الزقاق بين ساحله الجنوبي الذي عليه بلاد البربر وساحله الشمالي الذي هو بلاد الأندلس أربعة فراسخ بين كل ساحل من الآخر وليس كذلك الهندي ويتشعب من الهندي خلجان كثيرة إلا أن أكبرها وأعظمها بحر فارس والقلزم اللذين تقدم ذكرهما
وقد كنا ذكرنا أن أول بحر فارس التيز آخذا نحو الشمال فأما أخذه نحو الجنوب فهي بلاد الزنج وينعطف من تيز الساحل مشرقا متسعا فتمر سواحله بالديبل والقس وسومنات وهو أعظم بيوت العبادات التي بالهند جميعه هو عندهم بمنزلة مكة عند المسلمين ثم كنباية ثم خور يدخل منه إلى بروص وهي من أعظم مدنهم ثم ينعطف أشد من ذلك حتى يمر ببلاد مليبار التي يجلب منها الفلفل ومن أشهر مدنهم منجرور وفاكنور ثم خور فوفل ثم المعبر وهو آخر بلاد الهند ثم بلاد الصين فأولها الجاوة يركب إليها في بحر صعب المسلك سريع المهلك ثم إلى صريح بلاد الصين وقد أكثر الناس في وصف هذا البحر وطوله وعرضه وقالوا فيه أقوالا متفاوتة

تقدح في عقل ذاكرها وفيه من الجزائر العظام ما لا يحصيه إلا الله ومن أعظمها وأشهرها جزيرة سيلان وفيها مدن كثيرة وجزيرة الزابج كذلك وجزيرة سرنديب كذلك وجزيرة سقطرى وجزيرة كولم وغير ذلك وإنما أرسم لك صورة المحيط وكيف تشعب البحار منه في الصورة التالية لتعرفه إن شاء الله تعالى
بحرة موضع من أعمال الطائف قرب لية قال ابن إسحاق انصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم من حنين على نخلة اليمانية ثم على قرن ثم على المليح ثم على بحرة الرغاء من لية فابتنى بها مسجدا فصلى فيه فأقاد ببحرة الرغاء بدم وهو أول دم أقيد به في الإسلام رجل من بني ليث قتل رجلا من هذيل فقتله به
و البحرة أيضا من أسماء مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم و البحيرة أيضا من أسمائها و البحرة أيضا من قرى البحرين لعبد القيس واشتقاقها يذكر في البحيرة
البحرين هكذا يتلفظ بها في حال الرفع والنصب والجر ولم يسمع على لفظ المرفوع من أحد منهم إلا أن الزمخشري قد حكى أنه بلفظ التثنية فيقولون هذه البحران وانتهينا إلى البحرين ولم يبلغني من جهة أخرى وقال صاحب الزيج البحرين في الإقليم الثاني وطولها أربع وسبعون درجة وعشرون دقيقة من المغرب وعرضها أربع وعشرون درجة

وخمس وأربعون دقيقة وقال قوم هي من الإقليم الثالث وعرضها أربع وثلاثون درجة وهو اسم جامع لبلاد على ساحل بحر الهند بين البصرة وعمان قيل هي قصبة هجر وقيل هجر قصبة البحرين وقد عدها قوم من اليمن وجعلها آخرون قصبة برأسها
وفيها عيون مياه وبلاد واسعة وربما عد بعضهم اليمامة من أعمالها والصحيح أن اليمامة عمل برأسه في وسط الطريق بين مكة والبحرين
روى ابن عباس البحرين من أعمال العراق وحده من عمان ناحية جرفار واليمامة على جبالها وربما ضمت باليمامة إلى المدينة وربما أفردت هذا كان في أيام بني أمية فلما ولي بنو العباس صيروا عمان والبحرين واليمامة عملا واحدا قاله ابن الفقيه وقال أبو عبيدة بين البحرين واليمامة مسيرة عشرة أيام وبين هجر مدينة البحرين والبصرة مسيرة خمسة عشر يوما على الإبل وبينهما وبين عمان مسيرة شهر قال والبحرين هي الخط والقطيف والآرة وهجر وبينونة والزارة وجواثا والسابور ودارين والغابة قال وقصبة هجر الصفا والمشقر وقال أبو بكر محمد بن القاسم في اشتقاق البحرين وجهان يجوز أن يكون مأخوذا من قول العرب بحرت الناقة إذا شققت أذنها والبحيرة المشقوقة الأذن من قول الله تعالى ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام والسائبة معناها إن الرجل في الجاهلية كان يسيب من ماله فيذهب به إلى سدنة الآلهة ويقال السائبة الناقة التي كانت إذا ولدت عشرة أبطن كلهن اناث سيبت فلم تركب ولم يجز لها وبر وبحرت أذن ابنتها أي خرقت
والبحيرة هي ابنة السائبة وهي تجري عندهم مجرى أمها في التحريم قال ويجوز أن يكون البحرين من قول العرب قد بحر البعير بحرا إذا أولع بالماء فأصابه منه داء ويقال قد أبحرت الروضة إبحارا إذا كثر إنقاع الماء فيها فأنبت النبات ويقال للروضة البحرة ويقال للدم الذي ليست في صفرة دم باحري وبحراني قلت هذا كله تعسف لا يشبه أن يكون اشتقاقا للبحرين والصحيح عندنا ما ذكره أبو منصور الأزهري قال إنما سموا البحرين لأن في ناحية قراها بحيرة على باب الإحساء وقرى هجر بينها وبين البحر الأخضر عشرة فراسخ قال وقدرت هذه البحيرة ثلاثة أميال في مثلها ولا يفيض ماءها وماءها راكد زعاف وقال أبو محمد اليزيدي سألني المهدي وسأل الكسائي عن النسبة إلى البحرين وإلى حصنين لم قالوا حصني وبحراني فقال الكسائي كرهوا أن يقولون حصناني لاجتماع النونين وإنما قلت كرهوا أن يقولوا بحري فتشبه النسبة إلى البحر وفي قصتها طول ذكرتها في أخبار اليزيدي من كتابي في أخبار الأدباء وينسب إلى البحرين قوم من أهل العلم منهم محمد بن معمر البحراني بصري ثقة حدث عنه البخاري والعباس ابن يزيد بن أبي حبيب البحراني يعرف بعباسوية حدث عن خالد بن الحارث وابن عيينة ويزيد بن زريع وغيرهم روى عنه الباغندي وابن صاعد وابن مخلد وهو من الثقات مات سنة 852 وزكرياء بن عطية البحراني وغيرهم
وأما فتحها فإنها كانت في مملكة الفرس وكان بها خلق كثير من عبد القيس وبكر بن وائل وتميم مقيمين في باديتها وكان بها من قبل الفرس المنذر بن ساوي بن عبد الله ابن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم وعبد الله بن زيد هذا هو الأسبذي نسب إلى قرية بهجر وقد ذكر

في موضعه
فلما كانت سنة ثمان للهجرة وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم العلاء بن عبد الله بن عماد الحضرمي حليف بني عبد شمس إلى البحرين ليدعو أهلها إلى الإسلام أو إلى الجزية وكتب معه إلى المنذر بن ساوي وإلى سيبخت مرزبان هجر يدعوهما إلى الإسلام أو إلى الجزية فأسلما وأسلم معهما جميع العرب هناك وبعض العجم
فأما أهل الأرض من المجوس واليهود والنصارى فإنهم صالحوا العلاء وكتب بينهم وبينه كتابا نسخته بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما صالح عليه العلاء بن الحضرمي أهل البحرين صالحهم على أن يكفونا العمل ويقاسمونا الثمر فمن لا يفي بهذا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
وأما جزية الرؤوس فإنه أخذ لها من كل حالم دينارا
وقد قيل إن رسول الله صلى الله عليه و سلم وجه العلاء حين وجه رسله إلى الملوك في سنة ست
وروي عن العلاء أنه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى البحرين أو قال هجر وكنت آتي الحائط بين الأخوة قد أسلم بعضهم فآخذ من المسلم العشر ومن المشرك الخراج
وقال قتادة لم يكن بالبحرين قتال ولكن بعضهم أسلم وبعضهم صالح العلاء على أنصاف الحب والتمر
وقال سعيد بن المسيب أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم الجزية من مجوس هجر وأخذها عمر من مجوس فارس وأخذها عثمان من بربر
وبعث العلاء بن الحضرمي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم مالا من البحرين يكون ثمانين ألفا ما أتاه أكثر منه قبله ولا بعده أعطى منه العباس عمه
قالوا وعزل رسول الله صلى الله عليه و سلم العلاء وولى البحرين أبان بن سعيد ابن العاصي بن أمية وقيل إن العلاء كان على ناحية من البحرين منها القطيف وأبان على ناحية فيها الخط والأول أثبت فلما توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم أخرج أبان من البحرين فأتى المدينة فسأل أهل البحرين أبا بكر أن يرد العلاء عليهم ففعل فيقال إن العلاء لم يزل واليا عليهم حتى توفي سنة 02 فولى عمر مكانه أبا هريرة الدوسي ويقال إن عمر ولى أبا هريرة قبل موت العلاء فأتى العلاء توج من أرض فارس وعزم على المقام بها ثم رجع إلى البحرين فأقام هناك حتى مات فكان أبو هريرة يقول دفنا العلاء ثم احتجنا إلى رفع لبنة فرفعناها فلم نجد العلاء في اللحد
وقال أبو مخنف كتب عمر بن الخطاب إلى العلاء بن الحضرمي يستقدمه وولى عثمان بن أبي العاصي البحرين مكانه وعمان فلما قدم العلاء المدينة ولاه البصرة مكان عتبة بن غزوان فلم يصل إليها حتى مات ودفن في طريق البصرة في سنة 41 أو في أو سنة 51 ثم إن عمر ولى قدامة ابن مظعون الجمحي جباية البحرين وولى أبا هريرة الصلاة والأحداث ثم عزل قدامة وحده على شرب الخمر وولى أبا هريرة الجباية مع الأحداث ثم عزله وقاسمه ماله ثم ولى عثمان بن أبي العاصي عمان والبحرين فمات عمر وهو واليهما وسار عثمان إلى فارس ففتحها وكان خليفته على عمان والبحرين وهو بفارس أخاه مغيرة بن أبي العاص
وروى محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال استعملني عمر بن الخطاب على البحرين فاجتمعت لي اثنا عشر ألفا فلما قدمت على عمر قال لي يا عدو الله والمسلمين أو قال عدو كتابه سرقت مال الله قال قلت لست بعدو الله والمسلمين أو قال عدو لنا به ولكني عدو من عاداهما قال فمن أين اجتمعت لك هذه الأموال قلت خيل لي تناتجت وسهام اجتمعت قال فأخذ مني

اثني عشر ألفا فلما صليت الغداة قلت اللهم اغفر لعمر قال وكان يأخذ منهم ويعطيهم أفضل من ذلك حتى إذا كان بعد ذلك قال ألا تعمل يا أبا هريرة قلت لا قال ولم وقد عمل من هو خير منك يوسف قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم قلت يوسف نبي ابن نبي وأنا أبو هريرة ابن أميمة وأخاف منكم ثلاثا واثنتين فقال هلا قلت خمسا قلت أخشى أن تضربوا ظهري وتشتموا عرضي وتأخذوا مالي وأكره أن أقول بغير علم وأحكم بغير حلم
ومات المنذر بن ساوي بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم بقليل وارتد من بالبحرين من ولد قيس بن ثعلبة بن عكابة مع الحطم وهو شريح بن ضبيعة بن عمرو بن مرثد أحد بني قيس بن ثعلبة وارتد كل من بالبحرين من ربيعة خلا الجارود بن بشر العبدي ومن تابعه من قومه وأمروا عليهم ابنا للنعمان بن المنذر يقال له المنذر فسار الحطم حتى لحق بربيعة فانضمت إليه ربيعة فخرج العلاء عليهم بمن انضم إليه من العرب والعجم فقاتلهم قتالا شديدا ثم إن المسلمين لجؤوا إلى حصن جواثا فحاصرهم فيه عدوهم ففي ذلك يقول عبد الله ابن حذف الكلابي ألا أبلغ أبا بكر ألوكا وفتيان المدينة أجمعينا فهل لك في شباب منك أمسوا أسارى في جواث محاصرينا ثم إن العلاء عني بالحطم ومن معه وصابره وهما متناصفان فسمع في ليلة في عسكر الحطم ضوضاء فأرسل إليه من يأتيه بالخبر فرجع الرسول فأخبره أن القوم قد شربوا وثملوا فخرج بالمسلمين فبيت ربيعة فقاتلوا قتالا شديدا فقتل الحطم
قالوا وكان المنذر بن النعمان يسمى الغرور فلما ظهر المسلمون قال لست بالغرور ولكني المغرور ولحق هو وفل ربيعة بالخط فأتاها العلاء وفتحها وقتل المنذر معه وقيل بل قتل المنذر يوم جواثا وقيل بل استأمن ثم هرب فلحق فقتل وكان العلاء كتب إلى أبي بكر يستمده فكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد وهو باليمامة يأمره بالنهوض إليه فقدم عليه وقد قتل الحطم ثم أتاه كتاب أبي بكر بالشخوص إلى العراق فشخص من البحرين وذلك في سنة 21 فقالوا وتحصن المكعبر الفارسي صاحب كسرى الذي وجهه لقتل بني تميم حين عرضوا لعيره بالزارة وانضم إليه مجوس كانوا تجمعوا بالقطيف وامتنعوا من إداء الجزية فأقام العلاء على الزارة فلم يفتحها في خلافة أبي بكر وفتحها في خلافة عمر وقتل المكعبر وإنما سمي المكعبر لأنه كان يكعبر الأيدي فلما قتل قيل ما زال يكعبر حتى كعبر فسمي المكعبر بفتح الباء وكان الذي قتله البراء بن مالك الأنصاري أخو أنس بن مالك
وفتح العلاء السابور ودارين في خلافة عمر عنوة
بحطيط بالفتح ثم السكون وكسر الطاء قرية في حوف مصر بها قبة يقال إن فيها ذبحت بقرة بني إسرائيل التي أمروا بذبحها
بحير بلفظ تصغير بحر قال أبو الأشعث الكندي في أسماء جبال تهامة البحير عين غزيرة في يليل وادي ينبع تخرج من جوف رمل من أغزر ما يكون من العيون وأشدها جريا تجري في رمل ولا يمكن الزارعين عليها أن يزرعوا إلا في مواضع يسيرة بين أحناء الرمل فيها نخيل يزرع عليها البقول والبطيخ قال ومنها شرب أهل الجار
والجار مدينة على ساحل بحر القلزم قال كثير

رمتك ابنة الضمري عزة بعدما أمت الصبا مما تريش بأقطع فإنك عمري هل أريك ظعائنا غدون افتراعا بالخليط المودع ركبن اتضاعا فوق كل عذافر من العيس نضاح المعد بن مرفع جعلن أراحي البحير مكانه إلى كل قر يستطيل مقنع بحير بالفتح ثم الكسر جبل
بحراباذ من قرى مرو ينسب إليها أبو المظفر عبد الكريم الفضل بن عبد الوهاب البحيراباذي حدثنا عنه أبو المظفر عبد الرحمن بن عبد الكريم السمعاني عن أبي العباس الفضل بن عبد الواحد بن الفضل بن عبد الصمد المليحي التاجر
بحيراباذ بالضم ثم الفتح من قرى جوين من نواحي نيسابور منها أبو الحسن علي بن محمد بن حمويه الجويني روى عن عمر بن أبي الحسن الرواسي الحافظ سمع منه أبو سعد السمعاني ومات سنة 035 في نيسابور وحمل إلى جوين فدفن بها
وهم أهل بيت فضل وتصوف ولهم عقب بمصر كالملوك يعرف أبوهم بشيخ الشيوخ
ذكر البحيرات مرتب ما أضيفت البحيرة إليه على حروف المعجم والبحيرة تصغير بحرة وهو المتسع من الأرض قال الأموي البحرة الأرض والبلدة ويقال هذه بحرتنا ومنه الحديث المروي لما عاد رسول الله صلى الله عليه و سلم سعد بن عبادة في مرضه فوقف في مجلس فيه عبد الله بن أبي بن سلول فلما غشيت عجاجة الدابة خمر عبد الله بن أبي أنفه ثم قال لا تغبروا علينا فوقف رسول الله صلى الله عليه و سلم ودعاهم إلى الله وقرأ القرآن فقال له عبد الله أيها المرء إن كان ما تقول حقا فلا توذنا في مجلسنا وارجع إلى أهلك فمن جاءك منا فقص عليه ثم ركب دابته حتى وقف على سعد بن عبادة فقال أي سعد ألم تسمع ما قال أبو حباب قال كذا
قال سعد اعف عنه واصفح فوالله لقد أعطاك الله الذي أعطاك ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة على أن يتوجوه يعني يملكوه فيعصبوه بالعصابة فلما رد الله ذلك بالحق الذي جئت به شرق لذلك فذلك فعل به ما رأيت فعفا عنه النبي صلى الله عليه و سلم
فبحيرة ليس بتصغير بحر ولو كان تصغيرة لكان بحيرا ولكنهم أرادوا بالتصغير حقيقة الصغر ثم ألحقوا به التأنيث على معنى أن المونث أقل قدرا من المذكر أو شبهوه بالمتسع من الأرض والله أعلم والمراد به كل مجتمع ماء عظيم لا اتصال له بالبحر الأعظم ويكون ملحا وعذبا
بحيرة أرجيش وهي بحيرة خلاط التي يكون فيها الطريخ قال ابن الكلبي من عجائب أرمينية بحيرة خلاط فإنها عشرة أشهر لا يرى فيها ضفدع ولا سمكة وشهران في السنة يظهر بها حتى يقبض باليد ويحمل إلى جميع البلاد حتى إنه ليحمل إلى بلاد الهند وقيل إن قباذ الأكبر لما أرسل بليناس يطلسم بلاده طلسم هذه البحيرة فهي إلى الآن عشرة أشهر لا تظهر فيها سمكة قلت وهذا من هذيان العجم وإنما هناك سر خفي
وفي كتاب الفتوح سار حبيب بن مسلمة الفهري من قبل عثمان بن عفان حتى نزل بأرجيش وأنفذ من غلب على نواحيها وجبى جزية رؤوس أهلها وقاطعهم على خراج أرضها وأما بحيرة الطريخ فلم يعرض لها ولم تزل مباحة حتى ولي محمد بن مروان بن الحكم الجزيرة

وأرمينية فحوى صيدها وأباحه
بحيرة أرمية أما أرمية فقد ذكرت وبينها وبين بحيرتها نحو فرسخين وهي بحيرة مرة منتنة الرائحة لا يعيش فيها حيوان ولا سمك ولا غيره وفي وسطها جبل يقال له كبوذان وجزيرة فيها أربع قرى أو نحو ذلك يسكنها ملاحو سفن هذا البحر وربما زرعوا في الجزيرة زرعا ضعيفا وفي جبلها قلعة حصينة مشهورة أهلها عصاة على ولاة أذربيجان في أكثر أوقاتها وربما خرجوا في سفنهم وقطعوا على السابلة وعادوا إلى حصنهم فلا يكون عليهم سبيل ولا لأحد إليهم طريق
وقد رأيت هذه القلعة من بعد عند اجتيازي بهذه البحيرة قاصدا إلى خراسان في سنة 671 وقيل إن استدارتها خمسون فرسخا وربما قطع عرضها في المراكب في ليلة
ويخرج منها ملح يشبه التوتيا يجلو وعلى ساحلها مما يلي المشرق عيون تنبع ويستحجر ماأها إذا أصابه الهواء قاله مسعر
بحيرة أريغ بوزن أحمد بالراء وياء وغين معجمة هذه تستمد من بحر المغرب وهي صغيرة ترسي فيها المراكب الواردة من الأندلس وغيرها
ومنها على مرحلة من جهة الجنوب وادي فاس ومن ورائه إلى ناحية المشرق برغواطة وعلى بريد منها وادي سلة
بحيرة الإسكندرية هذه ليست بحيرة ماء إنما هي كورة معروفة من نواحي الإسكندرية بمصر تشتمل على قرى كثيرة ودخل واسع
بحيرة أنطاكية هذه بحيرة عذبة الماء بينها وبين أنطاكية ثلاثة أميال وطولها نحو عشرين ميلا في عرض سبعة أميال في موضع يعرف بالعمق
بحيرة الحدث قرب مرعش من أطراف بلاد الروم أولها عند قرية تعرف بابن الشيعي على اثني عشر ميلا من الحدث نحو ملطية ثم تمتد إلى الحدث
والحدث قلعة حصينة هناك
بحيرة خوارزم إليها يصب ماء جيحون في موضع يسكنه صيادون ليس فيه قرية ولا بناء ويسمى هذا الموضع خلجان وعلى شطه من مقابل خلجان أرض الغزية من الترك
ودور هذه البحيرة فيما بلغني نحو من مائة فرسخ وماؤها ملح وليس لها مغيض ظاهر وينصب إليها نهر جيحون وسيحون وبين الموضع الذي يقع فيه جيحون والموضع الذي يقع فيه سيحون سرى عدة أيام في هذه البحيرة ويصب فيها أنهار أخرى كثيرة ومع ذلك فماؤها ملح لا يعذب ولا يزيد فيها على صغرها ويشبه والله أعلم أن يكون بينها وبين بحر الخزر خروق ونزوز تستمد ماءها
وبين البحرين نحو من عشر مراحل على السمت دونهما رمال وسيع لا يمنع من النز
بحيرة زره بالزاي وراء خفيفة بأرض سجستان وهي بحيرة يتسع الماء فيها وينقص على قدر زيادة الماء ونقصانه وطولها نحو ثلاثين فرسخا من ناحية كرين على طريق قوهستان إلى قنطرة كريهان على طريق فارس وعرضها مقدار مرحلة وهي حلوة الماء يرتفع منها سمك كثير وقصب وحواليها قرى إلا الوجه الذي يلي المفازة فليس فيه شيء
بحيرة طبرية قال الأزهري هي نحو من عشرة أميال في ستة أميال وغور مائها علامة لخروج الدجال وروي أن عيسى عليه السلام إذا نزل بالبيت المقدس ليقتل الدجال عندها يظهر يأجوج ومأجوج وهم أربع وعشرون أمة لا يجتازون بحي

ولا ميت من إنسان إلا أكلوه ولا ماء إلا شربوه فيجتاز أولهم ببحيرة طبرية فيشربون جميع ما فيها ثم يجتاز الأخير منهم وهي ناشفة فيقول أظن أنه قد كان ههنا ماء ثم يجتمعون بالبيت المقدس فيفزع عيسى ومن معه من المؤمنين فيعلو على الصخرة ويقوم فيهم خطيبا فيحمد الله ويثني عليه ثم يقول اللهم انصر القليل في طاعتك على الكثير في معصيتك فهل من منتدب فينتدب رجل من جرهم ورجل من غسان لقتالهم ومع كل واحد خلق من عشيرته فينصرهم الله عليهم حتى يبيدوهم ولهذا الخبر مع استحالته في العقل نظائر جمة في كتب الناس والله أعلم
وأما بحيرة طبرية فقد رأيتها مرارا وهي كالبركة تحيط بها الجبال ويصب فيها فضلات أنهر كثيرة تجيء من جهة بانياس والساحل والأردن الأكبر وينفصل منها نهر عظيم فيسقي أرض الأردن الأصغر وهو بلاد الغور ويصب في البحيرة المنتنة قرب أريحا
ومدينة طبرية في لحف الجبل مشرفة على البحيرة ماأها عذب شروب ليس بصادق الحلاوة ثقيل وفي وسط هذه البحيرة حجر ناتىء يزعمون أنه قبر سليمان بن داود عليه السلام وبين البحيرة والبيت المقدس نحو من خمسين ميلا وقد ذكرت من وصفها في الأردن أكثر من هذا وإياها أراد المتنبي يصف الأسد أمعفر الليث الهزبر بسوطه لمن ادخرت الصارم المصقولا وقعت على الأردن منه بلية نضدت لها هام الرفاق تلولا ورد إذا ورد البحيرة شاربا ورد الفرات زئيره والنيلا بحيرة قدس بفتح القاف والدال المهملة وسين مهملة أيضا قرب حمص طولها اثنا عشر ميلا في عرض أربعة أميال وهي بين حمص وجبل لبنان تنصب إليها مياه تلك الجبال ثم تخرج منها فتصير نهرا عظيما وهو العاص الذي عليه مدينة حماة وشيزر ثم يصب في البحر قرب أنطاكية
بحيرة المرج بسكون الراء والجيم هي في شرقي الغوطة تنسب إلى مرج راهط بينها وبين دمشق خمسة فراسخ تنصب إليها فضلات مياه دمشق
البحيرة المنتنة وهي بحيرة زغر ويقال لها المقلوبة أيضا وهي غربي الأردن قرب أريحا وهي بحيرة ملعونة لا ينتفع بها في شيء ولا يتولد فيها حيوان ورائحتها في غاية النتن وقد تهيج في بعض الأعوام فيهلك كل ما يقاربها من الحيوان الإنسي وغيره حتى تخلو القرى المجاورة لها زمانا إلى أن يجيئها قوم آخرون لا رغبة لهم في الحياة فيسكنوها وإن وقع في هذه البحيرة شيء لم ينتفع به كائنا ما كان فإنها تفسده حتى الحطب فإن الرياح تلقيه على ساحلها فيوخذ ويشعل فلا تعمل النار فيه
وذكر ابن الفقيه أن الغريق فيها لا يغوص ولكنه لا يزال طافيا حتى يموت
بحيرة هجر قد ذكرت في البحرين وفيها يقول الفرزدق كأن ديارا بين أسنمة الحمى وبين هذاليل البحيرة مصحف وأسنمة كما ذكرنا موضع بنجد قرب اليمامة وفيه تأييد لقول الأزهري في البحرين
بحيرة اليغرا ياء مفتوحة وغين معجمة ساكنة وراء مقصور بين أنطاكية والثغر تجتمع إليها مياه العاصي ونهر عفرين والنهر الأسود ومجيئهما من

ناحية مرعش وتعرف ببحيرة السلور وهي السمك الجري لكثرة هذا النوع من السمك فيها
البحيرة موضع من ناحية اليمامة عن الحفصي بالفتح ثم الكسر
باب الباء والخاء وما يليهما
بخارى بالضم من أعظم مدن ما وراء النهر وأجلها يعبر إليها من آمل الشط وبينها وبين جيحون يومان من هذا الوجه وكانت قاعدة ملك السامانية قال بطليموس في كتاب الملحمة طولها سبع وثمانون درجة وعرضها إحدى وأربعون درجة وهي في الإقليم الخامس طالعها الأسد تحت عشر درج منه لها قلب الأسد كامل تحت إعدى وعشرين درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت العاقبة مثلها من الميزان ولها شركة في العيوق ثلاث درج لها في الدب الأكبر سبع درج وقال أبو عون في زيجه عرضها ست وثلاثون درجة وخمسون دقيقة وهي في الإقليم الرابع
وأما اشتقاقها وسبب تسميتها بهذا الاسم فإني تطلبته فلم أظفر به ولا شك أنها مدينة قديمة نزهة كثيرة البساتين واسعة الفواكه جيدتها عهدي بفواكهها تحمل إلى مرو وبينهما اثنتا عشرة مرحلة وإلى خوارزم وبينهما أكثر من خمسة عشر يوما وبينها وبين سمرقند سبعة أيام أو سبعة وثلاثون فرسخا بينهما بلاد الصغد وقال صاحب كتاب الصور وأما نزهة بلاد ما وراء النهر فإني لم أر ولا بلغني في الإسلام بلدا أحسن خارجا من بخارى لأنك إذا علوت قهندزها لم يقع بصرك من جميع النواحي إلا على خضرة متصلة خضرتها بخضرة السماء فكأن السماء بها مكبة خضراء مكبوبة على بساط أخضر تلوح القصور فيما بينها كالنواوير فيها وأراضي ضياعهم منعوتة بالاستواء كالمرآة
وليس بما وراء النهر وخراسان بلدة أهلها أحسن قياما بالعمارة على ضياعهم من أهل بخارى ولا أكثر عددا على قدرها في المساحة وذلك مخصوص بهذه البلدة لأن متنزهات الدنيا صغد سمرقند ونهر الأبلة وسنصف الصغد في موضعه إن شاء الله تعالى
قال فأما بخارى واسمها بومجكث فهي مدينة على أرض مستوية وبناأها خشب مشبك ويحيط بهذا البناء من القصور والبساتين والمحال والسكك المفترشة والقرى المتصلة سور يكون اثني عشر فرسخا في مثلها يجمع هذه القصور والأبنية والقرى والقصبة فلا ترى في خلال ذلك قفارا ولا خرابا ومن دون هذا السور على خاص القصبة وما يتصل بها من القصور والمساكن والمحال والبساتين التي تعد من القصبة ويسكنها أهل القصبة شتاء وصيفا سور آخر نحو فرسخ في مثله ولها مدينة داخل هذا السور يحيط بها سور حصين ولها قهندز خارج المدينة متصل بها ومقداره مدينة صغيرة وفيه قلعة بها مسكن ولاة خراسان من آل سامان ولها ربض ومسجد الجامع على باب القهندز وليس بخراسان وما وراء النهر مدينة أشد اشتباكا من بخارى ولا أكثر أهلا على قدرها ولهم في الربض نهر الصغد يشق الربض وهو آخر نهر الصغد فيفضي إلى طواحين وضياع ومزارع ويسقط الفاضل منه في مجمع ماء بحذاء بيكندإلى قرب فربر يعرف بسام خاس ويتخللها أنهار أخر وداخل هذا السور مدن وقرى كثيرة منها الطواويس وهي مدينة بومجكث وزندنة وغير ذلك
أخبرنا الشريف أبو هاشم عبد المطلب حدثنا الإمام

العدل أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر الحكمي حدثنا أبو اليسر إملاء حدثنا أبو يعقوب يوسف بن منصور السياري الحافظ إملاء وذكر إسنادا رفعه إلى حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ستفتح مدينة بخراسان خلف نهر يقال له جيحون تسمى بخارى محفوفة بالرحمة ملفوفة بالملائكة منصور أهلها النائم فيها على الفراش كالشاهر سيفه في سبيل الله وخلفها مدينة يقال لها سمرقند فيها عين من عيون الجنة وقبر من قبور الأنبياء وروضة من رياض الجنة تحشر موتاها يوم القيامة مع الشهداء من خلفها تربة يقال لها قطوان يبعث منها سبعون ألف شهيد يشفع كل شهيد في سبعين ألفا من أهل بيته وعترته قال فقال حذيفة لوددت أن أوافق ذلك الزمان فكان أحب إلي من أن أوافق ليلة القدر في أحد المسجدين مسجد الرسول أو المسجد الحرام
وكانت معاملة أهل بخارى في أيام السامانية بالدراهم ولا يتعاملون بالدنانير فيما بينهم فكان الذهب كالسلع والعروض وكان لهم دراهم يسمونها الغطريفية من حديد وصفر وآنك وغير ذلك من جواهر مختلفة وقد ركبت فلا تجوز هذه الدراهم إلا في بخارى ونواحيها وحدها وكانت سكتها تصاوير وهي من ضرب الإسلام وكانت لهم دراهم أخر تسمى المسيبية والمحمدية جميعها من ضرب الإسلام
ومع ما وصفنا من فضل هذه المدينة فقد ذمها الشعراء ووصفوها بالقذارة وظهور النجس في أزقتها لأنهم لا كنف لهم قال لهم أبو الطيب طاهر بن محمد بن عبد الله بن طاهر الطاهري بخارى من خرا لا شك فيه يعز بربعها الشيء النظيف فإن قلت الأمير بها مقيم فذا من فخر مفتخر ضعيف إذا كان الأمير خرا فقل لي أليس الخرء موضعه الكنيف وقال آخر أقمنا في بخارى كارهينا ونخرج إن خرجنا طائعينا فأخرجنا إله الناس منها فإن عدنا فإنا ظالمونا وقال محمود بن داود البخاري وقد تلوث بالسرجين باء بخارى فاعلمن زائده والألف الوسطى بلا فائده فهي خرا محض وسكانها كالطير في أقفاصها راكدة وقال أيضا ما بلدة مبنية من خرا وأهلها في وسطها دود تلك بخارى من بخارى الخرا يضيع فيها الند والعود وقال أبو أحمد بن أبي بكر الكاتب فقحة الدنيا بخارى ولنا فيها اقتحام ليتها تفسو بنا الآ ن فقد طال المقام وأما حديث فتحها فإنه لما مات زياد ابن أبيه في سنة ثلاث وخمسين في أيام معاوية فوفد عبيد الله بن زياد على معاوية فقال له معاوية من استخلف أخي

على عمله فقال استخلف خالد بن أسيد على الكوفة وسمرة بن جندب على البصرة فقال له معاوية لو استعملك أبوك لاستعملتك فقال له أنشدك الله أن لا يقولها أحد بعدك لو ولاك أبوك أو عمك لوليتك فعهد إليه وولاه ثغر خراسان وقيل إن الذي ولي خراسان بعد موت زياد من ولده عبد الرحمن قال البلاذري لما مات زياد استعمل معاوية عبيد الله بن زياد على خراسان وهو ابن خمس وعشرين سنة فقطع النهر في أربعة وعشرين ألفا وكان ملك بخارى قد أفضى يومئذ إلى امرأة يسمونها خاتون فأتى عبيد الله بيكند وكانت خاتون بمدينة بخارى فأرسلت إلى الترك تستمدهم فجاءها منهم دهم فلقيهم المسلمون فهزموهم وحووا عسكرهم وأقبل المسلمون يخربون ويحرقون فبعثت إليهم خاتون تطلب منهم الصلح والأمان فصالحها على ألف ألف ودخل المدينة وفتح زامين وبيكند وبينهما فرسخان وزامين تنسب إلى بيكند ويقال إنه فتح الصغانيان وعاد إلى البصرة في ألفين من سبي بخاري كلهم جيد الرمي بالنشاب ففرض لهم العطاء ثم استعمل معاوية على خراسان سعيد بن عثمان بن عفان سنة 55 فقطع النهر وقيل إنه أول من قطعه بجنده وكان معه رفيع أبو العالية الرياحي وهي مولى لامرأة من بني رياح فقال رفيع وأبو العالية رفعة وعلو فلما بلغ خاتون عبوره حملت إليه الصلح وأقبل أهل الصغد والترك وأهل كش ونسف إلى سعيد في مئة ألف وعشرين ألفا فالتقوا ببخارى فندمت خاتون على أدائها الإتاوة ونقضت العهد فحضر عبد لبعض أهل تلك الجموع فانصرف بمن معه فانكسر الباقون فلما رأت خاتون ذلك أعطته الرهن وأعادت الصلح ودخل سعيد مدينة بخارى ثم غزا سمرقند كما نذكره في سمرقند
ثم لم يبلغني من خبرها شيء إلى سنة 78 في ولاية قتيبة بن مسلم خراسان فإنه عبر النهر إلى بخارى فحاصرها فاجتمعت الصغد وفرغانة والشاس وبخارى فأحدقوا به أربعة أشهر ثم هزمهم وقتلهم قتلا ذريعا وسبى منهم خمسين ألف رأس وفتحها فأصاب بها قدورا يصعد إليها بالسلاليم ثم مضى منها إلى سمرقند وهي غزوته الأولى وصفت بخارى للمسلمين وينسب إلى بخارى خلق كثير من أئمة المسلمين في فنون شتى منهم إمام أهل الحديث أبو عبد الله محمد بن إسماعيل ابن إبراهيم بن مغيرة بن بردزبة وبردزبه مجوسي أسلم على يد يمان البخاري والي بخارى ويمان هذا هو أبو جد عبد الله بن محمد المسندي الجعفي ولذلك قيل للبخاري الجعفي نسبة إلى ولائهم صاحب الجامع الصحيح والتاريخ رحل في طلب العلم إلى محدثي الأمصار وكتب بخراسان والعراق والشام والحجاز ومصر ومولده سنة 491 ومات ليلة عيد الفطر سنة 526 وامتحن وتعصب عليه حتى أخرج من بخارى إلى خرتنك فمات بها ومنهم أبو زكرياء عبد الرحيم بن أحمد بن نصر بن إسحاق بن عمرو بن مزاحم بن أحمد بن نصر بن إسحاق بن عمرو بن مزاحم بن غياث التميمي البخاري الحافظ سمع بما وراء النهر والعراق والشام ومصر وإفريقية والأندلس ثم سكن مصر وحدث عن عبد الغني بن سعيد الحافظ وتمام بن محمد الرازي وعمن يطول ذكرهم وحكى عنه الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي أنه قال لي ببخارى أربعة عشر ألف جزء أريد أن أمضي وأجيء بها وقال أبو عبد الله محمد بن أحمد الخطاب سمع أبو

زكرياء البخاري ببخارى محمد بن أحمد بن سليمان الغنجار البخاري وأبا الفضل أحمد بن علي بن عمرو السليماني البيكندي وذكر جماعة بعدة بلاد وقال سمع عبد الغني بن سعيد بمصر ودخل الأندلس وبلاد المغرب وكتب بها عن شيوخها ولم يزل يكتب إلى أن مات وكتب عمن هو دونه وفي مشايخه كثرة وكان من الحفاظ الأثبات عندي عنه مشتبه النسبة لعبد الغني وقال أبو الفضل بن طاهر المقدسي في كتابه تكملة الكامل في معرفة الضعفاء قال عبد الرحيم أبو زكرياء البخاري حدث عن عبد الغني بن سعيد بكتاب مشتبه النسبة قراءة عليه وأنا أسمع قال ابن طاهر وفي هذا نظر فإني سمعت الإمام أبا القاسم سعد بن علي الزنجاني الحافظ يقول لم يرو هذا الكتاب عن عبد الغني غير ابن ابنته أبي الحسن بن بقاء الخشاب قال الحافظ أبو القاسم الدمشقي وفي قول الزنجاني هذا نظر فإنه شهادة على نفي وقد وجدنا ما يبطلها وهو أنه قد روى هذا الكتاب عن عبد الغني أيضا أبو الحسن رشاء بن نظيف المقري وكان من الثقات وأبو زكرياء عبد الرحيم ثقة ما سمعنا أن أحدا تكلم فيه وذكر أبو محمد الأكفاني أن أبا زكرياء البخاري مات بالحوراء سنة 461 وقال غيره سئل عن مولده فقال في شهر ربيع الأول سنة 283 ومنهم أبو علي الحسين بن عبد الله ابن سينا الحكيم البخاري المشهور أمره المقدور قدره صاحب التصانيف تقلبت به أحوال أقدمته إلى الجبال فولي الوزارة لشمس الدولة أبي طاهر بن فخر الدولة بن ركن الدولة بن بويه صاحب همذان وجرت له أمور وتقلبت به نكبات حتى مات في يوم السبت سادس شعبان سنة 824 عن ثمان وخمسين سنة وأما الفقيه أبو الفضل عبد الرحمن بن محمد بن حمدون بن بخارى البخاري وأبوه أبو بكر من أهل نيسابور فمنسوبان إلى جدهما وأما أبو المعالي أحمد بن محمد بن علي بن أحمد البغدادي البخاري فإنه كان يحرق البخور في جامع المنصور احتسابا فجعل أهل بغداد البخوري بخاريا وعرف بيته في بغداد ببيت ابن البخاري قالهما أبو سعد
البخارية سكة بالبصرة أسكنها عبيد الله بن زياد أهل بخارى الذين نقلهم كما ذكرنا من بخارى إلى البصرة وبنى لهم هذه السكة فعرفت بهم ولم تعرف به
بخجرميان بالفتح ثم السكون وفتح الجيم وسكون الراء وكسر الميم وياء وألف ونون من قرى مرو قرب أندرابة كان ينزلها عسكر بلخ كان يسكنها حفص بن عبد الحليم البخجرمياني رحل إلى الحجاز والعراق وذكر أبو زرعة السنجي هذه القرية فقال بغجرميان بالغين معجمة رواه حفص عن المقري
البخراء ممددة كأنها تأنيث الأبخر وهو نتن الفم وهي كذلك ماءة منتنة على ميلين من القليعة في طرف الحجاز قرأت بخط أبي الفضل العباس بن علي الصولي يعرف بابن برد الخيار عن حكم الوادي قال بينما نحن مع الوليد بن يزيد بن عبد الملك بالبخراء وهو يشرب إذ دخل عليه مولى له مخرق ثيابه فقال هذه الخيل قد أقبلت فقال هاتوا المصحف حتى أقتل كما قتل عمي عثمان فدخل عليه فقتل فرأيت رأسه في طشت ملقى ويده في الكلب ثم بعث برأسه إلى دمشق
باب الباء والدال وما يليهما
يدا بالفتح والقصر واد قرب أيلة من ساحل البحر وقيل بوادي القرى وقيل بوادي عذرة

قرب الشام قال بعضهم وأنت التي حببت شغبا إلى بدا إلي وأوطاني بلاد سواهما حللت بهذا حلة ثم حلة بهذا فطاب الواديان كلاهما وقال جميل العذري ألا قد أرى إلا بثينة ترتجى بوادي بدا فلا بحسمي ولا شغب ولا ببراق قد تيممت فاعترف لما أنت لاق أو تنكب عن الركب بداكر بالفتح وآخره راء من قرى بخارى منها أبو جعفر رضوان بن سالم البداكري البخاري وغيره
بدالة بالضم موضع في شعر عبد مناف بن ربع الهذلي إني أصادف مثل يوم بدالة ولقاء مثل غداة أمس بعيد البدائع بالفتح وياء موضع في قول كثير بكى سائب لما رأى رمل عالج أتى دونه والهضب هضب متالع بكى إنه سهل الدموع كما بكى عشية جاوزنا نجاد البدائع بدبد بالفتح والتكرير ماء في طرف أبان الأبيض الشمالي قال كثير إذا أصبحت بالجلس في أهل قرية وأصبح أهلي بين شطب فبدبد وقال قيس بن زهير يخاطب عروة بن الورد أذنب علينا شتم عروة حاله بقرة أحساء ويوما ببدبد رأيتك ألافا بيوت معاشر تزال يد في فضل قعب ومرفد بدخكث بالضم ثم الفتح وخاء معجمة ساكنة وكاف مفتوحة وثاء مثلثة من قرى أسفيجاب أو الشاش منها أبو سعيد ميكائيل بن حنيفة البدخكثي قتل شهيدا في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة
بدر بالفتح ثم السكون قال الزجاج بدر أصله الامتلاء يقال غلام بدر إذا كان ممتلئا شابا لحما وعين بدرة ويقال قد بدر فلان إلى الشيء وبادر إليه إذا سبق وهو غير خارج عن الأصل لأن معناه استعمل غاية قوته وقدرته على السرعة أي استعمل ملء طاقته وسمي بيدر الطعام بيدرا لأنه أعظم الأمكنة التي يجتمع فيها الطعام ويقال بدرت من فلان بادرة أي سبقت فعله عند حدة منه في غضب بلغت الغاية في الإسراع وقوله تعالى ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا أي مسابقة لكبرهم
وسمي القمر ليلة الأربعة عشر بدرا لتمامة وعظمه
وبدر ماء مشهور بين مكة والمدينة أسفل وادي الصفراء بينه وبين الجار وهو ساحل البحر ليلة ويقال إنه ينسب إلى بدر بن يخلد بن النضر بن كنانة وقيل بل هو رجل من بني ضمرة سكن هذا الموضع فنسب إليه ثم غلب اسمه عليه وقال الزبير بن بكار قريش بن الحارث بن يخلد ويقال مخلد بن النضر بن كنانة به سميت قريش فغلب عليها لأنه كان دليها وصاحب ميرتها فكانوا يقولون جاءت عير قريش وخرجت عير قريش قال وابنه بدر بن قريش به سميت بدر التي كانت بها الوقعة المباركة لأنه كان احتفرها وبهذا الماء كانت الواقعة المشهورة التي أظهر

الله بها الإسلام وفرق بين الحق والباطل في شهر رمضان سنة اثنتين للهجرة ولما قتل من قتل من المشركين ببدر وجاء الخبر إلى مكة ناحت قريش على قتلاهم ثم قالوا لا تفعلوا فيبلغ محمدا وأصحابه فيشمتوا بكم وكان الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى قد أصيب له ثلاثة من ولده زمعة بن الأسود وعقيل بن الأسود والحارث بن زمعة وكان يحب أن يبكي على بنيه قال فبينما هو كذلك إذ سمع نائحة بالليل فقال لغلام له وقد ذهب بصره انظر هل أحل النحيب وقد بكت قريش على قتلاهم لعلي أبكي على أبي حكيمة يعني زمعة فإن جوفي قد احترق فلما رجع الغلام إليه قال إنما هي امرأة تبكي على بعير لها أضلته فقال حينئذ أتبكي أن يضل لها بعير ويمنعها من النوم السهود فلا تبكي على بكر ولكن على بدر تقاصرت الجدود على بدر سراة بني هصيص ومخزوم ورهط أبي الوليد وبكي إن بكيت على عقيل وبكي حارثا أسد الأسود وبكيهم ولا تسمي جميعا وما لأبي حكيمة من نديد ألا قد ساد بعدهم رجال ولولا يوم بدر لم يسودوا وبين بدر والمدينة سبعة برد بريد بذات الجيش وبريد عبود وبريد المرغة وبريد المنصرف وبريد ذات أجذال وبريد المعلاة وبريد الأثيل ثم بدر وبدر الموعد وبدر القتال وبدر الأولى والثانية كله موضع واحد وقد نسب إلى بدر جميع من شهدها من الصحابة الكرام ونسب إلى سكنى الموضع أبو مسعود البدري واسمه عقبة ابن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج شهد العقبة الثانية وكان أصغر من شهدها وفي كتاب الفيصل أنه لم يشهد بدرا وقال ابن الكلبي شهد بدرا والعقبة وولاه علي الكوفة حين سار إلى صفين
و بدر جبل في بلاد باهلة بن أعصر وهناك أرمام الجبل المعروف وأحد جبلين يقال لهما بدران في أرض بني الحريش واسم الحريش معاوية بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة
وبدر أيضا مخلاف باليمن وهو غير الأول
بدس بالفتح وتشديد ثانية وفتحه وبدس من قرى اليمن
بدلان بوزن قطران ويقال بدلان موضع في قول امرىء القيس لمن طلل أبصرته فشجاني كخط زبور أو عسيب يمان ديار لهند والرباب وفرتنى ليالينا بالنعف من بدلان ليالي يدعوني الهوى فأجيبه وأعين من أهوى إلي روان بدليس بالفتح ثم السكون وكسر اللام وياء ساكنة وسين مهملة ولا أعلم نظيرا لهذا الوزن في كلام العرب غير وهبيل اسم بطن من النخع وأما في العجم ففيه تفليس وتبريز بلدة من نواحي أرمينية قرب خلاط ذات بساتين كثيرة وتفاحها

يضرب به المثل في الجودة والكثرة والرخص ويحمل إلى بلدان كثيرة وطولها خمس وستون درجة وعرضها ثمان وثلاثون درجة وقال أحمد بن يحيى بن جابر لما فرغ عياض بن غنم من الجزيرة دخل الدرب فبلغ بدليس فجازها إلى خلاط وصالح بطريقها وانتهى إلى العين الحامضة فلم يتجاوزها وعاد فضمن صاحب بدليس خراج خلاط وجماجمها ثم انصرف إلى الرقة ومضى إلى حمص ومات بها سنة 26 للهجرة وفي بدليس يقول أبو الرضا الفضل بن منصور الظريف بدليس قد جددت لي صبوة بعد التقى والنسك والسمت هتكت ستري في هوى شادن وما تحرجت ولا خفت وكنت مطويا على عفة مظنونة يمشي بها وقتي وإن تحاسبنا فقولي لنا من أنت يا بدليس من أنت وأين ذا الشخص النفيس الذي يزيد في الصوف على النعت من طبعك الجافي ومن أهله قد صرت بغداد على بخت بدن بالتحريك لهيم البدن يكذر في اللام
بدن بالضم موضع في أشعار بني فزارة عن نصر
بدوتان بفتح الواو وتاء فوقها نقطتان وألف ونون بلفظ التثنية دارة بدوتين لبني ربيعة بن عقيل وهما هضبتان بينهما ماء
بدوة واحدة الذي قبله جبل بنجد لبني العجلان قال عامر بن الطفيل يرثي ابن أخيه عبد عمرو بن حنظلة بن طفيل وهل داع فيسمع عبد عمرو لأخرى الخيل تصرعها الرماح فلا وأبيك لا أنسى خليلي ببدوة ما تحركت الرياح وكنت صفي نفسي دون قومي وودي دون حامله السلاح وقال تميم بن أبي بن مقبل أأنت محيي الربع أم أنت سائله بحيث أفاضت في الركاء مسايله وكيف تحيي الربع قد بان أهله فلم يبق إلا أسه وجنادله وقد قلت من فرط الأسى إذ رأيته وأسبل دمعي مستهلا أوائله ألا يا لقومي للديار ببدوة وأني مراح المرء والشيب شامله بدهة ناحية بالسند وقد كتبت بالنون مشروحة وأنا شاك فيها فليحقق
بديانا بعد الدال ياء وألف ونون من قرى نسف ينسب إليها بديانوي منها أبو سلمة البديانوي الزاهد له كلام في الرقائق
بديع بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وعين مهملة قال الحازمي بديع اسم بناء عظيم للمتوكل بسر من رأى وقال السكوني بديع ماء عليه نخل وعيون جارية بقرب وادي القرى وقال الحازمي أوله ياء وسنذكره في موضعه
البديعة بزيادة هاء ماءة بحسمي وحسمي جبل بالشام

بدين تصغير بدن اسم ماء
البدية بالفتح ثم الكسر وياء مشددة ماء على مرحلتين من حلب بينها وبين سلمية قال أبو الطيب وأمست بالبدية شفرتاه وأمسى خلف قائمه الحيار البدي قال أبو زياد كل ما كان في الجاهلية من الركي ينسب عاديا وأما ما حفر منذ كان الإسلام محدثا في جديد الأرض فإنه ينسب إسلاميا واحدته البدي وجماعته البديان وادي لبني عامر بنجد
و البدي أيضا قرية من قرى هجر بين الزرائب والحوضى قال لبيد غلب تشذر بالذحول كأنها جن البدي رواسيا أقدامها وقيل البدي في هذا البيت البادية وقد ذكر لبيد البدي في شعر آخر له فقال جعلن جراج القرنتين وعالجا يمينا ونكبن البدي شمائلا فهذا موضع بعينه ويقويه قول امرىء القيس أصاب قطاتين فسال لواهما فوادي البدي فانتحى لأريض باب الباء والذال وما يليهما بذان بالكسر والنون ناحية من أعمال الأهواز
البذان بالفتح وتشديد الذال تثنية البذ المذكور بعد هذا وقد يجيء في الشعر هكذا قال أبو تمام كأن بابك بالبذين بعدهم نوي أقام خلاف الحي أو وتد بذخشان بفتحتين والخاء معجمة ساكنة وشين معجمة محركة وألف ونون والعامة يسمونها بلخشان باللام وهو الموضع الذي فيه معدن البلخش المقاوم للياقوت وهو فيما حدثني من شاهده عروق في جبلهم يكثر لكن الجيد منه قليل رأيت مع هذا المخبر منه مخلاة ملأى لا ينتفع به وفي جبلهم هذا أيضا معدن اللازورد الذي يزوق ويعمل منه فصوص الخواتم ومن هذا الموضع يدخل التجار أرض التبت
وبذخشان بلدة في أعلى طخارستان متاخمة لبلاد الترك بينها وبين بلخ ما حكاه البشاري والإصطخري ثلاث عشرة مرحلة ومثلها بينها وبين ترمذ وبها رباط بنته زبيدة بنت جعفر ابن المنصور أم محمد الإمين زوجة الرشيد وبها حصن عجيب من بنائها قل ما رأى الناس مثله وفيها أيضا معدن البجادي حجر كالياقوت غير البلخش والبلور الخالص كل ذلك عروق في جبالها وفيها أيضا حجر الفتيلة وهو شيء يشبه البردي والعامة تظنه ريش طائر يقال له الطلق لا تحرقه النار يوضع في الدهن ثم يشعل بالنار فيقد كما تقد الفتيلة فإذا اشتعل الدهن بقي على ما كان لم يتغير شيء من صفته وكذلك أبدا كلما وضع في الدهن واشتعل وإذا ألقي في النار المتأججة لا تحرقه وينسج منه مناديل غلظ للخوان فإذا اتسخت وأريد غسلها ألقيت في النار فيحترق ما عليها من الدرن وتخلص وتطلع نقية كأن لم يكن بها درن قط
وهناك حجر يجعل في البيت المظلم فيضيء شيئا يسيرا كل ذلك ذكره البشاري
بذخش هي التي قبلها بعينها وقد نسب إليها بهذا اللفظ أبو إسحاق إبراهيم بن هارون البذخشي البلخي حدث عن سليمان بن عيسى السجزي بمناكير روى عنه علي بن سعيد بن سنان قاله يحيى بن مندة

بذ بتشديد الذال المعجمة كورة بين أذربيجان وأران بها كان مخرج بابك الخرمي في أيام المعتصم قال الحسين بن الضحاك لم يدع بالبذ من ساكنه غير أمثال كأمثال إرم وقال أبو تمام فالبذ أغبر دارس الأطلال ليد الردى أكل من الآكال وقال أيضا وكم خبل بالبذ منهم هددته وغاو غوى حلمته لو تحلما وقال البحتري لله درك يوم بابك فارسا بطلا لأبواب الحتوف قروعا حتى ظفرت ببذهم فتركته للذل جانبه وكان منيعا وقال مسعر الشاعر بالبذ موضع تكسيره ثلاثة أجربة يقال إن فيه موقف رجل لا يقوم فيه أحد يدعو الله إلا استجيب له وفيه تعقد أعلام المحمرة المعروفين بالخرمية ومنه خرج بابك وفيه يتوقعون المهدي وتحته نهر عظيم إن اغتسل فيه صاحب الحميات العتيقة قلعها وإلى جانبه نهر الرس وبها رمان عجيب ليس في جميع الدنيا مثله وبها تين عجيب وزبيبها يجفف في التنانير لأنه لا شمس عندهم لكثرة الضباب ولم تصح السماء عندهم قط وعندهم كبريت قليل يجدونه قطعا على الماء ويسمن النساء إذا شربنه مع الفتيت
بذر بفتح الذال وراء بوزن فعل وهو وزن عزيز لم تستعمل العرب منه في الأسماء إلا عشرة ألفاظ وهي بذر موضع وبقم للخشب الذي يصبغ به وشلم اسم للبيت المقدس وعثر موضع باليمن وخضم اسم موضع واسم العنبر بن عمرو بن تميم وخود اسم موضع وشمر اسم فرس واسم قبيلة من طيء ونطح اسم موضع أيضا فأما بذر فهو من التبذير وهو التفريق وهو اسم بئر فلعل ماءها قد كان يخرج متفرقا من غير مكان وهي بئر بمكة لبني عبد الدار قال الشاعر سقى الله أمواها عرفت مكانها جرابا وملكوما وبدر والغمرا وذكر أبو عبيدة في كتاب الآبار وحفر هاشم بن عبد مناف بذر وهي البئر التي عند خطم الخندمة جبل على شعب أبي طالب وقال حين حفرها أنبطت بذرا بماء قلاس جعلت ماءها بلاغا للناس البذرمان الذال ساكنة والراء مفتوحة قرية كبيرة في غربي نيل الصعيد
بذش بالتحريك
وشين معجمة قرية على فرسخين من بسطام من أرض قومس منها الإمام أبو محمد نوح بن حبيب البذشي يروي عن أبي بكر ابن عياش مات في رجب سنة 242 وعلي بن محمد ابن حاتم البذشي وروى عن أبي زرعة الرازي سمع منه أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهر الأزهري
بذقون بالتحريك وضم القاف كورة بمصر لها ذكر في الفتوح وهي من كورة الجوف الغربي
بذندون بفتحتين وسكون النون ودال مهملة وواو ساكنة ونون قرية بينها وبين طرسوس

يوم من بلاد الثغر مات بها المأمون فنقل إلى طرسوس ودفن بها
ولطرسوس باب يقال له باب بذندون عنده في وسط السور قبر أمير المومنين المأمون عبد الله بن هارون كان خرج غازيا فأدركته وفاته هناك وذلك في سنة 812
بذيخون بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وخاء معجمة من قرى بخارى ينسب إليها أبو إبراهيم إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن محمد المكتب البذيخوني
بذيس السين مهملة من قرى مرو منها أبو عبد الله عبد الصمد بن أحمد بن محمد البذيسي إمام مسجد الصاغة بمرو وتوفي في شعبان سنة 335
باب الباء والراء وما يليهما
براءان بالفتح وألف وهمزة وألف أخرى ونون قرية من نواحي أصبهان منها أبو بكر ذاكر بن محمد بن عمر بن سهل الجاري البراءاني
والجار أيضا من قرى أصبهان
البرابي بالفتح وبعد الألف باء أخرى وهو جمع بربا كلمة قبطية وأظنه اسما لموضع العبادة أو البناء المحكم أو موضع السحر قيل لما فرغت دلوكة ملكة مصر بعد فرعون من بناء حائطها كما ذكرته في حائط العجوز كانت بمصر عجوز يقال لها تدورة ساحرة وكان السحرة يقدمونها في العلم والسحر فبعثت إليها دلوكة الملكة وقالت إنا قد احتجنا إلى سحرك وفزعنا إليك في شيء تصنعينه يكون حرزا لبلدنا ممن يرومه من الملوك إذ كنا بغير رجال فأجابتها إلى ما أرادت وصنعت البربا بنته بحجارة في وسط مدينة منف وجعلت له أربعة أبواب إلى أربع جهات وصورت فيه الخيل والبغال والحمير والسفن والرجال وقالت قد علمت شيئا يهلك به كل من أراد البلد بسوء وهو يغنيكم عن الحصون والسلاح ويقطع عنكم مؤونة من أتاكم من أي جهة كان فإنهم إن كانوا من البر راكبين خيلا أو بغالا أو حميرا أو إبلا أو كانوا رجالة أو كانوا في السفن تحركت الصور التي تشاكلهم وأومأت إلى الجهة التي يجيئون منها فما فعلتم بالصور أصابهم مثل ذلك في أنفسهم على ما تفعلونه بالصور
ولما بلغ الملوك الذين حولهم أن أمرهم قد صار إلى النساء طمعوا فيهم وتوجهوا إليهم فلما قربوا منهم تحركت تلك الصور التي في البرابي وأومأت إلى الجهات التي كان منها من يريدهم فلما رأوا ذلك أقبلوا يقطعون رؤوس الدواب وسوقها وأقفاءها وعيونها وبقروا بطونها وفعلوا بالرجال أيضا ذلك فلم يفعلوا بتلك الصور شيئا إلا نال مثله القاصدين لهم فلما تسامعت الأمم بذلك تركوا قصدهم والتعرض لهم
قلت وبيوت هذه البرابي في عدة مواضع من صعيد مصر في إخميم وأنصنا وغيرهما باقية إلى الآن والصور الثابتة في الحجارة موجودة وهذه القصة المذكورة قل أن يخلو منها كتاب في أخبار مصر فلذلك ذكرت وإن كانت بالخرافة أشبه وقد ذكر في إخميم ما فيها من ذلك والله أعلم
براثا بالثاء المثلثة والقصر محلة كانت في طرف بغداد في قبلة الكرخ وجنوبي باب محول وكان لها جامع مفرد تصلي فيه الشيعة وقد خرب عن آخره وكذلك المحلة لم يبق لها أثر فأما الجامع فأدركت أنا بقايا من حيطانه وقد خربت في عصرنا واستعملت في الأبنية وفي سنة 923 فرغ من جامع براثا وأقيمت فيه الخطبة وكان قبل مسجدا يجتمع فيه قوم من الشيعة يسبون الصحابة فكبسه الراضي

بالله وأخذ من وجده فيه وحبسهم وهدمه حتى سوى به الأرض وأنهى الشيعة خبره إلى بجكم الماكاني أمير الأمراء ببغداد فأمر بإعادة بنائه وتوسيعه وإحكامه وكتب في صدره اسم الراضي ولم تزل الصلاة تقام فيه إلى بعد الخمسين وأربعمائة ثم تعطلت إلى الآن
وكان براثا قبل بناء بغداد قرية يزعمون أن عليا مر بها لما خرج لقتال الحرورية بالنهروان وصلى في موضع من الجامع المذكور وذكر أنه دخل حماما كان في هذه القرية وقيل بل الحمام التي دخلها كانت بالعتيقة محلة ببغداد خربت أيضا وينسب إلى براثا هذه أبو شعيب البراثي العابد كان أول من سكن براثا في كوخ يتعبد فيه فمرت بكوخه جارية من أبناء الكتاب الكبار وأبناء الدنيا كانت ربيت في القصور فنظرت إلى أبي شعيب فاستحسنت حاله وما كان عليه فصارت كالأسير له فجاءت إلى أبي شعيب وقالت أريد أن أكون لك خادمة فقال لها إن أردت ذلك فتعري من هيئتك وتجردي عما أنت فيه حتى تصلحي لما أردت فتجردت عن كل ما تملكه ولبست لبسة النساك وحضرته فتزوجها فلما دخلت الكوخ رأت قطعة خصاف كانت في مجلس أبي شعيب تقيه من الندى فقالت ما أنا بمقيمة عندك حتى تخرج ما تحتك لأني سمعتك تقول إن الأرض تقول يا ابن آدم تجعل بيني وبينك حجابا وأنت غدا في بطني فرماها أبو شعيب ومكثت عنده سنين يتعبدان أحسن عبادة وتوفيا على ذلك وأبو عبد الله بن أبي جعفر البراثي الزاهد أستاذ أبي جعفر الكريني الصوفي وله خبر مع زوجته يشبه الذي قبله وهو ما قال حليم بن جعفر كنا نأتي أبا عبد الله بن أبي جعفر الزاهد وكان يسكن براثا وكان له امرأة متعبدة يقال لها جوهرة وكان أبو عبد الله يجلس على جلة خوص بحرانية وجوهرة جالسة حذاءه على جلة أخرى مستقبلي القبلة في بيت واحد قال فأتيناه يوما وهو جالس على الأرض وليست الجلة تحته فقلنا يا أبا عبد الله ما فعلت الجلة التي كنت تجلس عليها فقال إن جوهرة أيقظتني البارحة فقالت أليس يقال في الحديث إن الأرض تقول يا ابن آدم تجعل بيني وبينك سترا وأنت غدا في بطني قال قلت نعم قالت فأخرج هذه الجلال لا حاجة لنا فيها فقمت والله وأخرجتها
قلت وقد ذكر الرجلين والقصتين الحافظ أبو بكر في تاريخه ومحمد بن خالد بن يزيد بن غزوان أبو عبد الله البراثي والد أبي العباس كان من أهل الدين والفضل والجلالة والنبل ذا حال من الدنيا حسنة معروفا بالبر واصطناع الخير وكان صديقا لبشر ابن الحارث الحافي يأنس إليه في أموره ويقبل صلته قال أبو محمد الزهري سمعت إبراهيم الحربي يقول والك يقع على أحد شيء من السماء ولكن كان لبشر صديق أشار إلى أنه كان يقبل منه الصلة ونحوها روى الحديث عن هاشم بن بشير روى عنه ابنه أبو العباس وابنه أحمد بن محمد بن خالد أبو العباس البراثي سمع علي بن الجعد وعبد الله بن عون الخراز وكامل بن طلحة ويحيى الحماني وأحمد بن إبراهيم الموصلي وشريح بن يونس والحسن بن حماد سجادة وأبا محمد بن خالد وإسماعيل بن علي الخطبي ومحمد بن عمر الجعابي وأحمد بن جعفر بن مسلم وهو ثقة مأمون قاله الدارقطني وقال ابن قانع مات في سنة 003 وقيل سنة 203 وجعفر بن محمد ابن عبد بقية أبو عبد الله المعروف بالبراثي مروزي الأصل حدث عن أبي عمر حفص الربالي ومحمد ابن الوليد البسري وإسماعيل بن أبي الحارث وزيد

ابن إسماعيل الصائغ وإبراهيم بن صالح الأدمي وإبراهيم ابن هانىء النيسابوري روى عنه أبو حفص بن شاهين والمعافي بن زكرياء الجريري وأحمد بن منصور النوشري وعبد الله بن عثمان الصفار وكان ثقة مات في سلخ جمادى الآخر سنة 523 قاله ابن قانع
و براثا أيضا قال أبو بكر الحافظ قرية من سواد نهر الملك منها أحمد بن المبارك بن أحمد أبو بكر البراثي براثا نهر الملك يعرف بأبي الرجال سمع بالبصرة من علي بن محمد بن موسى التمار البصري سمع منه أبو بكر الخطيب وقال كتبت عنه في قريته وكان صالحا من أهل القرآن كثير التعبد ومات سنة 034
برارجان بالفتح وبعد الألف راء أخرى وجيم وألف ونون معناه بالفارسية روح الأخ وربما قيل برارقان بالقاف وهي سكة كبيرة بأعلى الماجان من مرو كان فيها جماعة من العلماء منهم أبو محمد القاسم بن محمد بن علي بن حمزة البرارجاني كان إماما حافظا عارفا بالحديث وأبوه أيضا من مشاهير المحدثين توفي القاسم سنة 292
براز الروز بالزاي ثم ألف ولام وراء مضمومة وواو ساكنة وزاي من طساسيج السواد ببغداد من الجانب الشرقي من إستان شاذقباذ وكان للمعتضد به أبنية جليلة
براش الشين معجمة حصن باليمن من نواحي أبين لابن العليم
و براش أيضا حصن مطل على مدينة صنعاء على جبل نقم
براعيم جمع برعوم وهو الزهر قبل أن ينفتح وكذلك البرعم قال أبو بكر براعيم الجبال شماريخها قيل هو جبل في شعر ابن مقبل وقيل هو أعلام صغار قريبة من أبان الأسود في شعر ذي الرمة حيث قال بئس المناخ رفيع عند أخبية مثل الكلى عند أطراف البراعيم براغيل أمواه تقرب من البحر الواحدة برغيل
براقش بالقاف والشين المعجمة والبرقشة اختلاف اللون والبرقشة التفرق
تركت البلاد براقش أي ممتلئة زهرا مختلفة من كل لون وتبرقش الرجل أي تزين بألوان مختلفة قال الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء في قول عمرو بن معدي كرب ينادي من براقش أو معين فأسمع فاتلأب بنا مليع براقش ومعين حصنان باليمن كان بعض التبابعة أمر ببناء سلحين فبني في ثمانين عاما وبني براقش ومعين بغسالة أيدي صناع سلحين قال ولا ترى لسلحين أثرا وهاتان قائمتان وقال الجعدي تستن بالضرو من براقش أو هيلان أبو يانع من العتم يصف بقرا تستن بالشوك
والضرو شجر يستاك به والعتم شجر الزيتون وقال فروة بن مسيك المرادي أحل بحاجر جدي غطيفا معين الملك من بين البنينا وملكنا براقش دون أعلى وأنعم أخوتي وبني أبينا وفيهما يقول علقمة وهل أسوى براقش حين أسوى ببلقعة ومنبسط

أنيق وحلوا من معين يوم حلوا لعزهم لدى الفج العميق ذكر البراق البراق جمع برقة وقد مر ذكره في إبراق
براق بدر ذكرها كثير فقال فقلت وقد جعلن براق بدر يمينا والعنابة عن شمال براق جبا براق موضع بالجزيرة قتل عنده عمير ابن الحباب السلمي
و جبا براق أيضا موضع بالشام عن أبي عبيدة ذكرهما معا نصر
براق التين بلفظ التين من الفواكه جبل قال أبو محمد الخدامي ترعى إلى جد لها مكين أكناف خو فبراق التين براق ثجر قرب وادي القرى قال عبد الله ابن سلمة ولم أر مثل بنت أبي وفاء غداة براق ثجر أو أجوب براق حورة بفتح الحاء المهملة والراء موضع من ناحية القبلية قال الأحوص فذو السرح أقوى فالبراق كأنها بحورة لم يحلل بهن عريب براق خبت بفتح الخاء المعجمة وسكون الباء وتاء فوقها نقطتان وخبت صحراء بين مكة والمدينة وقيل خبت ماء لبني كلب قال بشر فأودية اللوى فبراق خبت عفتها العاصفات من الرياح وقال أيضا أتعرف من هنيدة رسم دار بأعلى ذروة وإلى لواها ومنها منزل ببراق خبت عفت حقبا وغيرها بلاها براق الخيل بلفظ الخيل التي تركب اسم موضع قرب راكس قال ضبعان بن عباد النميري ألا حبذا البرق اليماني وحبذا جنوب أتانا بالغبيط نسيمها أتتنا بريح من خزامى غريبة تمتع بيتا فاستقل عميمها هي المسك أو أشهى من المسك نشوة إذا هي شمت لو ينال شميمها بدور براق الخيل أو بطن راكس سقاها بجود بعد عقر غيومها براق سلمى قال المفضل النكري صبحنا عامرا ببراق سلمى طعانا مثل أفواه المزاد براق غضور بفتح الغين المعجمة وسكون الضاد المعجمة موضع كان فيه يوم من أيام العرب
براق غول بفتح الغين وسكون الواو ولام قال بعضهم فربى السلوطح فالكثيب فعاقل فبراق غول فاللوى المتخلل براق اللوى اللوى منقطع الرمل وقد ذكر في موضعه قال غنينا زمانا باللوى ثم أصبحت براق اللوى من أهلها قد تخلت براق لوى سعيد قال الطرماح بأبرق من

براق لوى سعيد تأزر وارتدى بالأقحوان براق النعاف بكسر النون قال المرقش الأكبر لمن الظعن بالضحى طافيات شبهها الدوم أو خلايا سفين جاعلات بطن الضباع شمالا وبراق النعاف ذات اليمين البراق مضاف اليها ذات في بلاد كلاب قال حكيم ابن عياش فهل تبلغنيها على نأي دارها بذات البراق اليعملات العرامس البراق يضاف إليها ذو قال حميد أربت رياح الأخرجين عليهما ومستجلب من ذي البراق غريب براق بالضم من قرى حلب بينهما نحو فرسخ حدثني غير واحد من أهل حلب أن بها معبدا يقصده المرضى والزمنى فيبيتون فيه فيرى المريض من يقول له شفاأك في كذا وكذا أو يرى شخصا يمسح بيده على مرضه فيبرأ وهذا مستفاض في أهل حلب والله أعلم ولعل الأخطل إياه عني بقوله وماء تصبح القلصات منه كخمر براق قد فرط الأجونا براق بالفتح وتشديد الراء جبل بين سميراء والحاجر وعنده المشرف كذا قالوا
براقة قرية عن يمين بلاد من أرض اليمامة
براكد بالفتح والتخفيف وفتح الكاف من قرى بخارى منها أبو العباس الفضل بن محمد بن سون البراكدي يروي عن بجير بن النضر
برام يروى بكسر أوله وفتحه والفتح أكثر قال نصر جبل في بلاد بني سليم عند الحرة من ناحية البقيع وقيل هو على عشرين فرسخا من المدينة وذكر الزبير أودية العقيق فقال ثم قلعة برام وفيها يقول المحرق المزني وهو ابن أخت معن بن أوس المزني وإني لأهوى من هوى بعض أهله براما وأجزاعا بهن برام وكان أوس بن حارثة بن لام الطائي قد أغار على هوازن في بلادهم فسبى منهم سبيا فقصده أبو براء عامر بن مالك فيهم فاطلقهم له وكساهم فقال أبو براء ألم ترني رحلت العيس يوما إلى أوس بن حارثة بن لام إلى ضخم الدسيعة مذحجي نماه من جديلة خير نام وفي أسرى هوازن ادركتهم فوارس طيء بلوى برام تقرب ما استطاع أبو بجير وفك القوم من قبل الكلام فما أوس بن حارثة بن لام بغمر في الحروب ولاكهام وكان عبد الله بن الزبير قد نفى من المدينة من كان بها من بني أمية وكان فيهم أبو قطيفة عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف فلحق بالشام فحن إلى أوطانه فقال أشعارا بتشوقه منها

ليت شعري وأين مني ليت أعلى العهد يلبن فبرام أم كعهدي العقيق أم غيرته بعدي الحادثات والأيام وبقومي بدلت لخما وعكا وجذاما وأين مني جذام وتبدلت من مساكن قومي والقصور التي بها الآطام كل قصر مشيد ذي أواسي يتغنى على ذراه الحمام أقر مني السلام إن جئت قومي وقليل لهم لدي السلام أقطع الليل كله باكتئاب وزفير فما أكاد أنام نحو قومي إذا فرقت بيننا الدا ر وحادت عن قصدها الأحلام خشية أن يصيبهم عنت الده ر وحرب يشيب فيها الغلام ولقد حان أن يكون لهذا ال بعد عنا تباعد وانصرام فبلغت هذه الأبيات وغيرها من شعره إلى عبد الله بن الزبير فقال حن أبو قطيفة ألا من رآه فليبلغه عني أني قد أمنته فليرجع
فرجع فمات قبل أن يبلغ المدينة
البرامكة كأنه نسبة إلى آل برمك الوزراء كالمهالبة والمرازبة اسم محلة ببغداد وقرية قال أبو سعد منها أبو حفص عمر بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البرمكي سمع أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي وإسماعيل الخطبي وغيرهما روى عنه ابنه علي وكان ثقة صالحا مات في جمادى الأولى سنة 983 وأبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي البغدادي قال أبو سعد كان أسلافه يسكنون محلة ببغداد تعرف بالبرامكة وقيل بل كانوا يسكنون قرية يقال لها البرمكية وكان صدوقا أديبا فقيها على مذهب أحمد بن حنبل وله حلقة للفتوى بجامع المنصور روى عنه القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي قاضي البيمارستان وأبو بكر الخطيب وغيرهما ومات في سنة 144 وقيل سنة 54 ومولده سنة 361 وأخوه علي بن عمر أبو الحسن البرمكي وهو الأصغر سنا سمع أبا القاسم بن حبابة ويوسف ابن عمر القواس والمعافى بن زكرياء الجريري وكان ثقة درس فقه الشافعي على أبي حامد الأسفراييني روى عنه الخطيب ومن بعده وكان مولده سنة 373 ومات في ذي الحجة سنة 054 وأخوهما أبو العباس أحمد بن عمر البرمكي سمع أبا حفص بن شاهين وغيره روى عنه الخطيب وقال كان صدوقا ومات في سنة 144 وأحمد بن إبراهيم بن عمر أبو الحسين بن أبي إسحاق بقية بيت البرامكة المحدثين سمع أبا الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ وغيره روى عنه القاضي محمد بن عبد الباقي وغيره
بران بتشديد الراء وآخره نون من قرى بخارى ويقال لها فوران على خمسة فراسخ من بخارى منها أبو بكر محمد بن إسماعيل البراني الفقيه وابنه أبو سهل محمود وابنه أبو المعالي سهل بن محمود بن محمد البراني كان إماما فاضلا واعظا اشتغل بالعلم وحصل منه الكثير ثم انقطع إلى العبادة وتلاوة القرآن وسمع أباه أبا سهل البراني وأبا الفرج المظفر ابن إسماعيل الجرجاني وغيرهما روى عنه ابنه وحمزة بن إبراهيم الخداباذي وغيرهما ومات

ببخارى في جمادى الأولى سنة 425 كله عن أبي سعد
براوستان من قرى قم منها الوزير مجد الملك أبو الفضل أسعد بن محمد البراوستاني وزير السلطان بركيارق بن ملكشاه كان غالبا عليه واتهمه عسكره بفساد حالهم وشغبوا حتى سلمه إليهم بشرط أن يحفظوا مهجته فلم يطيعوه وقتلوه وذلك في سنة 274
براهان بتخفيف الراء قلعة من نواحي همذان ويقال لها فردجان أيضا البراهق بالضم والهاء مكسورة وقاف جبل حوله رمل من جبال عبد الله بن كلاب في مجتاف الرمل
المجتاف الداخل في الأرض قاله أبو زياد وأنشد لامرىء القيس تخطف حزان البراهق بالضحى وقد جرت منه ثعالب أورال برباط بالفتح ثم السكون ثم باء موحدة وألف وطاء مهملة واد بالأندلس من أعمال شذونة قال ابن حوقل وفي المغرب في أقصاه إذا عطفت على البحر المحيط مدن كثيرة منها مدينة يقال لها برباط على شاطىء نهر سبة من شماليه
بربخ الخاء معجمة موضع في قول الشاعر حيث قال وقبر بأعلى مسحلان مكانه وقبر سقى صوب السحاب ببربخا البربر هو اسم يشتمل قبائل كثيرة في جبال المغرب أولها برقة ثم إلى آخر المغرب والبحر المحيط وفي الجنوب إلى بلاد السودان وهم أمم وقبائل لا تحصى ينسب كل موضع إلى القبيلة التي تنزله ويقال لمجموع بلادهم بلاد البربر وقد اختلف في أصل نسبهم فأكثر البربر تزعم أن أصلهم من العرب وهو بهتان منهم وكذب وأما أبو المنذر فإنه قال البربر من ولد فاران بن عمليق وقال الشرقي هو عمليق بن يلمع بن عامر بن اشيلخ بن لاوذ بن سام ابن نوح وقال غيره عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام والأكثر والأشهر في نسبهم أنهم بقية قوم جالوت لما قتله طالوت هربوا إلى المغرب فتحصنوا في جبالها وقاتلوا أهل بلادها ثم صالحوهم على شيء يأخذونه من أهل البلاد وأقاموا هم في الجبال الحصينة وقال أحمد بن يحيى بن جابر حدثني بكر ابن الهيثم قال سألت عبد الله بن صالح عن البربر فقال هم يزعمون أنهم من ولد بر بن قيس بن عيلان وما جعل الله لقيس من ولد اسمه بر وإنما هم من الجبارين الذين قاتلهم داود وطالوت وكانت منازلهم على الدهر ناحية فلسطين وهم أهل عمود فلما أخرجوا من أرض فلسطين أتوا المغرب فتناسلوا به وأقاموا في جباله وهذه من أسماء قبائلهم التي سميت بهم الأماكن التي نزلوا بها وهي هوارة
أمتاهة
ضريسة
مغيلة ورفجومة
ولطية
مطماطة
صنهاجة
نفزة
كتامة
لواتة
مزاتة
ربوحة
نفوسة
لمطة
صدينة
مصمودة
غمارة
مكناسة
قالمة
وارية
أتينة
كومية
سخور
أمكنة
ضرزبانة
قططة
حبير
يراثن واكلان
قصدران
زرنجي
برغواطة
لواطة
زواوة
كزولة
وذكر هشام بن محمد أن جميع هؤلاء عمالقة إلا صنهاجة وكتامة فإنهم بنو افريقس بن قيس بن صيفي بن سبأ الأصغر كانوا معه لما قدم المغرب وبنى إفريقية فلما رجع إلى بلاده تخلفوا عنه عمالا له على تلك البلاد فبقوا إلى الآن

وتناسلوا
والبربر أجفى خلق الله وأكثرهم طيشا وأسرعهم إلى الفتنة وأطوعهم لداعية الضلالة وأصغاهم لنمق الجهالة ولم تخل جبالهم من الفتن وسفك الدماء قط ولهم أحوال عجيبة واصطلاحات غريبة وقد حسن لهم الشيطان الغوايات وزين لهم الضلالات حتى صارت طبائعهم إلى الباطل مائلة وغرائزهم في ضد الحق جائلة فكم من ادعى فيهم النبوة فقبلوا وكم زاعم فيهم أنه المهدي الموعود به فأجابوا داعيه ولمذهبه انتحلوا وكم ادعى فيهم مذاهب الخوارج فإلى مذهبه بعد الإسلام انتقلوا ثم سفكوا الدماء المحرمة واستباحوا الفروج بغير حق ونهبوا الأموال واستباحوا الرجال لا بشجاعة فيهم معروفة ولكن بكثرة العدد وتواتر المدد
وتحكى عنهم عجائب منها ما ذكره ابن حوقل التاجر الموصلي وكان قد طاف تلك البلاد وأثبت ما شاهد منهم ومن غيرهم قال وأكثر بربر المغرب من سجلماسة إلى السوس وأغمات وفاس إلى نواحي تاهرت وإلى تونس والمسيلة وطنبة وباغاية إلى اكزبال وازفون ونواحي بونة إلى مدينة قسطنطينة الهواء وكتامة وميلة وسطيف يضيفون المارة ويطعمون الطعام ويكرمون الضيف حتى بأولادهم الذكور لا يمتنعون من طالب البتة بل لو طلب الضيف هذا المعنى من أكبرهم قدرا وأكثرهم حمية وشجاعة لم يمتنع عليه وقد جاهدهم أبو عبد الله الشيعي على ذلك حتى بلغ بهم أشد مبلغ فما تركوه قال وسمعت أبا علي ابن أبي سعيد يقول أن ليبلغ بهم فرط المحبة في إكرام الضيف أن يؤمر الصبي الجليل الأب والأصل الخطير في نفسه وماله بمضاجعة الضيف ليقضي منه وطره ويرون ذلك كرما والإباء عنه عارا ونقصا ولهم من هذا فضائح ذكر بعضها إمام أهل المغرب أبو محمد علي بن أحمد بن حزم الأندلسي في كتاب له سماه الفضائح فيه تصديق لقول ابن حوقل وقد ذكرت ذلك في كتابي الذي رسمته بأخبار أهل الملل وقصص أهل النحل في مقالات أهل الإسلام
وذكر محمد بن أحمد الهمذاني في كتابه مرفوعا إلى أنس بن مالك قال جئت إلى النبي صلى الله عليه و سلم ومعي وصيف بربري فقال يا أنس ما جنس هذا الغلام فقلت بربري يا رسول الله فقال يا أنس بعه ولو بدينار فقلت له ولم يا رسول الله قال إنهم أمة بعث الله إليهم نبيا فذبحوه وطبخوه وأكلوا لحمه وبعثوا من المرق إلى النساء فلم يتحسوه فقال الله تعالى لا اتخذت منكم نبيا ولا بعثت فيكم رسولا وكان يقال تزوجوا في نسائهم ولا تؤاخوا رجالهم ويقال إن الحدة والطيش عشرة أجزاء تسعة في البربر وجزء في سائر الخلق
ويروي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال ما تحت أديم السماء ولا على الأرض خلق شر من البربر ولئن أتصدق بعلاقة سوطي في سبيل الله أحب إلي من أن أعتق رقبة بربري قلت هكذا وردت هذه الآثار ولا أدري ما المراد بها السود أم البيض أنشدني أبو القاسم النحوي الأندلسي الملقب بالعلم لبعض المغاربة يهجو البربر فقال رأيت آدم في نومي فقلت له أبا البرية إن الناس قد حكموا أن البرابر نسل عنك قال أنا حواء طالقة إن كان ما زعموا بربرة هذه بلاد أخرى بين بلاد الحبش والزنج واليمن على ساحر بحر اليمن وبحر الزنج وأهلها سودان جدا ولهم لغة برأسها لا يفهمها غيرهم وهم بواد معيشتهم من صيد الوحش وفي بلادهم وحوش

غريبة لا توجد في غيرها منها الزرافة والببر والكركدن والنمر والفيل وغير ذلك وربما وجد في سواحلهم العنبر
وهم الذين يقطعون مذاكير بعضهم بعضا وقد ذكرت ذلك وسنتهم فيه في الزيلع وذكر الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني اليمني فقال ومن الجزائر التي تجاور سواحل اليمن جزيرة بربرة وهي قاطعة من حد سواحل أبين ملتحقة في البحر بعدن من نحو مطلع سهيل إلى ما شرق عنها وفيما حاذى منها عدن وقابله جبل الدخان وهي جزيرة سقوطرا مما يقطع من عدن ثابتا على السمت
وأما صفة صيدهم فحدثني غير واحد ممن دخل بلادهم أن عندهم نوعا من النبت يشبه الخباز يجمعونه ويطبخونه ويستخرجون ماءه ثم يطبخونه حتى ينعقد ويصير كالزفت فإذا أرادوا اختبار إحكامه جرح أحدهم ساقه فإذا سال دمه أخذ من ذلك السم قليلا وقربه من الدم في آخر سيلانه فإن كان قد أحكم طبخه تراجع الدم يطلب الجرح فيبادر ويقطعه قبل أن يصل إلى الجرح فإنه إن دخل في الجرح أهلك صاحبه وإن لم يتراجع الدم عاود طبخه إلى أن يرضاه ثم يجعل منه شيئا في حق ويعلقه في وسطه ويكمن للوحش في شجر أو غيره فإذا رأى الوحش جعل على رأس نصله منه قليلا ثم يرمي الوحش فحينما يخالط هذا السم دمه يموت فيجيء إليه فيأخذ جلده أو قرنه أو نابه فيبيعه ويأكل لحمه فلا يضره
ويقال لبلاد هؤلاء سواحل بربرة
بربروس وبعضهم يقول بربريس موضع في شعر جرير طال الثواء ببربروس وقد نرى أيامنا بقشاوتين قصارا بربسما بكسر الباء الثانية وسكون السين المهملة طسوج من كورة الإستان الأوسط من غربي سواد بغداد قال ابن كناسة لقي عمر بن أبي ربيعة مالك بن أسماء بن خارجة الفزاري فأنشده مالك من شعره فقال ما زلت أحبك من يوم بلغني قولك إن لي عند كل نفحة ريحا ن من الجل أو من الياسمينا نظرة والتفاتة أترجى أن تكوني حللت فيما يلينا إلا أن أسماء القرى التي تذكرها في شعرك قبيحة قال له مثل ماذا قال مثل قولك إن في الرفقة التي شيعتنا نحو بربيسما لزين الرفاق أشبع الكسرة فنشأت منها ياء ويروى بربسميا والصحيح هو المترجم به قال ومثل قولك أشهدتنا أم كنت غائبة عن ليلتي بحديثة القسب ومثل قولك حبذا ليلتي بتل بونا حيث نسقي شرابنا ونغنى بربشتر بضم الباء الثانية وسكون الشين المعجمة وفتح التاء المثناة من فوق مدينة عظيمة في شرقي الأندلس من أعمال بربطانية وقد صارت للروم في صدر سنة 254 حمل منها لصاحب القسطنطينية في جملة الهدايا سبعة آلاف بكر منتخبة ثم استعادها المسلمون في إمارة أحمد بن سليمان بن هود في سنة 75 بعد ذلك بخمسة أعوام فغنموا فيما غنموا عشرة آلاف امرأة ثم عادت إليهم خذلهم الله
ولها

حصون كثيرة منها حصن القصر وحصن الباكة وحصن قصر مينوقش وغير ذلك وينسب إليها خلف بن يوسف المقري البربشتري أبو القاسم روى عن أبي عمرو المقري وأجاز له وكان من أهل القرآن والحديث والبراعة والفهم وتوفي في شهر رمضان سنة 154 ويوسف بن عمر بن أيوب بن زكرياء التجيبي الثغري البريشتري أبو عمرو وله رحلة سمع فيها بمصر من الحسن بن رشيق وغيره وكان يسكن الإسكندرية وبها حدث وسمع من أبي صخر بمكة قاله السلفي
بربطانية بفتح الباء الثانية وطاء وألف ونون مكسورة وياء خفيفة وهاء مدينة كبيرة بالأندلس أيضا يتصل عملها بعمل لاردة وكانت سدا بين المسلمين والروم ولها مدن وحصون وفي أهلها جلادة وممانعة للعدو وهي في شرقي الأندلس اغتصبها الأفرنج فهي اليوم في أيديهم
بربعيص العين مهملة مكسورة وياء ساكنة وصاد مهملة في قول امرىء القيس يذكرها أوطانها تل ماسح منازلها من بربعيص وميسرا قال ابن السكيت في شرح هذا البيت تل ماسح قلت أنا هو من أعمال حلب بالشام
وميسر مكان قال وقال أبو عمرو كانت ببربعيص وميسر وقعة قديمة فإني سألت عنها من لقيت من العلماء فما أخبرني أحد عنها بشيء
بربغ اسم موضع
بربيطياء بكسر الباء الثانية وياء ساكنة وكسر الطاء وياء أخرى وألف ممدودة موضع ينسب إليه الوشي ذكره ابن مقبل في شعره فقال خزامى وسعدان كأن رياضها مهدن بذي البربيطياء المهذب وقال أبو عمرو البربيطياء ثياب
البرتان الراء مشددة مفتوحة تثنية برة هضبتان في ديار بني سليم يجوز أن يكون من البر ضد العقوق كأن هذا الموضع يبر أهله بالخصب والريع وقال طهمان بن عمرو الكلابي لقد سرني ما جرف السيف هانئا وما لقيت من حد سيفي أنامله ومتركه بالبرتين مجدلا تنوح عليه أمه وحلائله وقال ابن حبيب البرتان جبيلان بالمطلى أرض لبني أبي بكر بن كلاب وهي مختلطة فيها
والبرتان هضبتان حميراوان مقترنتان بأعلى خنثل من ديار بني كلاب
و البرتان أيضا رابيتان بالحجاز على ستة أميال من الجار
والجار فرضة على البحر بين ينبع وجدة وقال مطير بن الأشيم الأسدي يرثي قرة وعلقمة ابني عمه أحقا أن قرة لا أراه فما أنا بعده بقرير عين وعلقمة الذي قد كان عزي وإن حفل المجالس كان زيني إذا قال الخليل تعز عنهم ذكرت رئيس يوم البرتين ألا لا خلد بعدكما ولكن ضحاء الورد بينكما وبيني و البرتان البرة العليا والبرة السفلي بالعارض من أرض اليمامة وهي التي ذكرها يحيى بن طالب في شعره وقد ذكرتا في البرة

برت بالكسر ثم السكون والتاء فوقها نقطتان بليدة في سواد بغداد قريبة من المزرفة ينسب إليها القاضي أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى بن الأزهر البرتي ولي قضاء بغداد وكان عراقي المذهب من أصحاب يحيى بن أكثم وتقلد قبل ذلك قضاء واسط وقطعة من أعمال السواد وكان دينا صالحا عفيفا روى الحديث وصنف المسند حدث عن أبي الوليد الطيالسي وأبي عمر الحوضي وأبي نعيم الفضل بن دكين وغيرهم روى عنه أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ويحيى بن محمد بن صاعد ومات سنة 082 وابنه أبو حبيب العباس بن أحمد البرتي والقاسم بن محمد البرتي أبو الفضل حدث ببغداد عن حميد بن مسعدة حدث عنه الطبراني وزيدان بن محمد بن زياد البرتي حدث عن إبراهيم بن هانىء وزياد بن أيوب دلوية حدث عنه عمر بن أحمد بن شاهين في معجمه وأبو جعفر محمد بن إبراهيم البرتي الأطروش حدث عن أبي زيد عمر بن شبة النميري حدث عنه أبو الحسن علي بن عمر الحربي السكري وأحمد بن القاسم البرتي حدث عن محمد بن عباد المكي حدث عنه سليمان بن أحمد الطبراني وقال الخطيب أحمد ابن القاسم بن محمد بن سليمان أبو الحسن الطائي البرتي حدث عن بشر بن الوليد ومحمد وعثمان ابني أبي شيبة وداود بن رشيد وعبيد بن جناد حدث عنه ابن قانع وأبو عمرو بن السماك وعبد الصمد بن علي الطستي وأبو الحسن أحمد بن محمد بن مكرم بن خالد البرتي حدث عن علي بن المديني حدث عنه أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان الحافظ الأصبهاني في معجمه
برثان بالفتح ثم السكون والثاء المثلثة وألف ونون واد بين ملل وأولات الجيش كان عليه طريق النبي صلى الله عليه و سلم إلى بدر وبه كان أحد منازله
برث موضع ذكر في حديث نزول عيسى بن مريم عليهما السلام
برثم بضم أوله وثاء مثلثة وميم قال عرام بن الأصبغ وبين أبلى من قبل القبلة جبل يقال له برثم وجبل يقال له تعار وهما جبلان عاليان لا ينبتان شيئا فيهما النمران كثيرة وفي أصل برثم ماء يقال له ذنبان العيص وقال في موضع آخر يرثم أوله ياء تحتها نقطتان جبل شامخ كثير النمور والأروى قليل النبات إلا ما كان من ثمام وغضور وما أشبهه وقال آدم بن عمرو بن عبد العزيز وكان قدم الري فكرهها هل تعرف الأطلال من مريم بين سواس فلوى برثم فذات أكناف فقيعانها فجزع مذفوراء فالأحزم ما لي وللري وأكنافها يا قوم بين الترك والديلم أرض بها الأعجم ذو منطق والمرء ذو المنطق كالأعجم وقال ابن السلاماني فلو شئت إذ بالأمر يسر لقلصت برحلي فتلاء الذراعين عيهم إذا ما انتحت ما بين لحج وبرثم وأين لإبراهيم لحج وبرثم يريد إبراهيم بن العربي والي اليمامة لبني مرود
برثة بالفتح موضع بنواحي الكوفة له ذكر في الأخبار

برجان بالجيم بلد من نواحي الخزر قال المنجمون هو في الإقليم السادس وطوله أربعون درجة وعرضه خمس وأربعون درجة وكان المسلمون غزوه في أيام عثمان رضي الله عنه فقال أبو نجيد التميمي بدأنا بجيلان فزلزل عرشهم كتائب تزجي في الملاحم فرسانا وعدنا لأشيان بمثل غداتهم فعادوا جوالي بين روم وبرجانا البرج من قرى أصبهان أو ناحيته وهي إحدى الإيغارين ينسب إليها جماعة منهم أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق بن بندار الكاتب البرجي الأصبهاني حدث عن محمد بن عمر بن حفص الجورجيري وأبي عمرو بن حكيم وعلي بن محمد بن أبان روى عنه أبو الربيع الاستراباذي وأحمد بن جعفر الفقيه وأبو القاسم بن أبي بكر بن علي وسهل بن محمد البرجي وأبو مسعود سليمان بن إبراهيم الوراق مات يوم عيد الفطر سنة 046 وشيبان بن عبد الله ابن أحمد بن محمد بن شيبان بن محمد بن سمرة بن الفضل بن قيس بن عدنان بن نزار بن حرب بن ربيعة ابن الحسين بن المفضل الأسدي المحتسب أبو المعمر البرجي شيخ صالح صاحب سنة يعظ الناس في نواحي أصبهان سمع من أبي عبد الله محمد بن إسحاق ابن مندة الحافظ إملاء وأخذا وكتب عن أبي بكر ابن مردويه الحافظ وأبي سعد أحمد بن محمد الماليني وأبي عبد الله الجرجاني وأبي بكر بن أبي علي وغيرهم روى عنه يحيى بن مندة وغيره وسهل بن محمد بن سهل البرجي حدث عن جده أبي الفرج البرجي روى عنه الأصبهانيون ذكره يحيى بن مندة وروى عنه إجازة ومحمد بن الحسن البرجي الأديب الأصبهاني وتوفي في محرم سنة 884 سمع وحدث ذكره يحيى بن مندة ومنصور أبو سهل العروضي من أصحاب أبي نعيم الحافظ وكان يسمع الحديث إلى أن مات في نصف جمادى الآخرة سنة 884 وكان كثير السماع قليل الرواية وأبو القاسم غانم بن ابي نصر البرجي سمع أبا نعيم وغيره وأحمد بن سهل ابن محمد بن عبد العزيز بن سهل البرجي روى عن أبي منصور عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الله الصحاف وغيره روى عنه من أدركناه وعبيد الله ابن محمد بن عبيد بن قمن بن فيل البرجي أبو القاسم الصوفي من أهل أصبهان روى عن أبي الحسن علي ابن أحمد بن محمد بن الحسين بن إبراهيم الخرجاني روى عنه أبو علي الحداد وغيره وعدنان بن عبد الله ابن أحمد بن محمد بن شيبان المؤدب أبو الحسن البرجي روى عن أبي بكر أحمد بن محمد بن موسى ابن مروديه روى عنه أبو علي أيضا وأبو الفضل محمد بن الحسين بن عبيد الله بن محمد بن حامد بن يوسف البرجي المؤدب روى عن أبي بكر محمد ابن إبراهيم بن المقري روى عنه أبو علي الحداد وغير هؤلاء كثير
و البرج أيضا موضع بدمشق هكذا قال خليفة بن قاسم وليس يعرف الآن ولعله قد كان ودرس ينسب إليه أبو محمد عبد الله بن سلمة البرجي الدمشقي يروي عن محمد بن علي بن مروان وغيره روى عنه محمد بن الورد وجماعة من الدمشقيين
برج الرصاص قلعة ولها رساتيق من أعمال حلب قرب أنطاكية وإياها عنى أبو فراس بقوله فأوقع في جلباط بالروم وقعة بها العمق واللكام والبرج فاخر

برج ابن قرط بين بلنياس ومرقية قتل عنده عبد الله بن قرط الثمالي وكان واليا على حمص وكان قد خرج يعس على شاطىء البحر فقتله الروم فهذا الموضع يسمى به ولعله الذي ذكره خليفة ابن القاسم
برج بفتحتين أطم من آطام المدينة لبني النضير لبني القمعة منهم
برجد بضم أوله والجيم والراء ساكنة طريق بين اليمامة والبحرين ولعل قيس بن الخطيم الأنصاري أراده بقوله فذق غب ما قدمت إني أنا الذي صبحتكم كأس الحمام ببرجد برجلان قال أبو سعد من قرى واسط منها محمد بن الحسين البرجلاني سكن بغداد يروي الزهد والرقائق قال وقال الخطيب أبو بكر محمد بن الحسين البرجلاني ينسب إلى محلة البرجلانية وهو صاحب كتب الزهد والرقائق سمع الحسين ابن علي الجعفي وزيد بن الحباب وغيره روى عنه ابن أبي الدنيا وغيره سئل أحمد بن حنبل عن شيء من الزهد فقال عليك بمحمد بن الحسين البرجلاني وسئل عنه إبراهيم الحربي فقال ما علمت إلا خيرا توفي سنة 832 قال وأما أبو جعفر أحمد بن الخليل ابن ثابت البرجلاني فكان يسكن محلة البرجلانية فنسب إليها توفي في شهر ربيع الأول سنة 772
البرجلانية ذكرت قبلها
برجمة حصن للروم في شعر جرير
برجمين بكسر الميم وياء ساكنة ونون من قرى بلخ في ظن أبي سعد منها أبو محمد الأزهر بن بلخ البرجميني سافر إلى العراق والحجاز في طلب العلم روى عن وكيع وله إخوة ثلاثة إلياس ومكتوم وسعيد بنو بلخ البرجميني
برجونية بالفتح والواو ساكنة ونون مكسورة وياء خفيفة وهاء قرية من شرقي واسط قبالتها وهي نزهة ذات أشجار ونخل كثيرة عندها عمر النصارى الذي ذكره ابن الحجاج في قوله بالعمر من واسط والليل ما انبسطت فيه النجوم وضوء الصبح لم يلح وبها قبر يزعمون أنه قبر سعيد بن جبير الذي قتله الحجاج ومنها أبو العباس أحمد بن سالم البرجوني روى عن أبي الفضل محمد بن أحمد بن عبد الله بن ماذويه البزاز المعروف بابن العجمي الواسطي
برجة مدينة بالأندلس من أعمال إلبيرة ينسب إليها أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله الجذامي المقري قال أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز الأندي هو منسوب إلى برجة بلدة من أعمال المرية سمع من شيخنا أبي علي وقرأ القرآن على أصحاب أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني المقري توفي بالمرية سنة 056
برحايا بالضم ثم الفتح والحاء مهملة وألفان بينهما ياء اسم واد في قول تميم بن أبي بن مقبل حيث قال رآها فوادي أم خشف خلالها بقور الوراقين السراء المصنف رعت برحايا في الخريف وعادة لها برحايا كل شعبان تخرف هكذا رواه ابن المعلى الأزدي بكسر أوله على أن اسم الموضع رحايا والباء للجر ثم قال وكان خالد يروي برحايا يجعل الباء أصلا ويضمها
برخوار بالضم ثم السكون وخاء معجمة مضمومة

وواو وألف وراء من نواحي أصبهان تشتمل على عدة قرى منها أبو سعيد عصام بن زيد بن عجلان البرخواري البلومي
برخشان بالفتح وخاء معجمة مضمومة وشين معجمة من قرى ما وراء النهر منها عبد الله بن علي الفرغاني المرغيناني ولد ببرخشان
برخو بالفتح قلعة من قلاع ناحية الزوزان لصاحب الموصل
برداد بالدالين المهملتين من قرى سمرقند على ثلاثة فراسخ منها ينسب إليها أبو سلمة النضر بن رسول البردادي السمرقندي يروي عن أبي عيسى الترمذي وغيره
البرادان بالتحريك مواضع كثيرة قال أبو الحسن العمراني أنشدني جار الله العلامة يعني أبا القاسم الزمخشري وكنت أناوله الجمد المدقوق فيشربه إذ دخل عليه بعض الكبراء فقال لي إن ذلك يضره فذكرت له ذلك فقال ألا إن في قلبي جوى لا يبله قويق ولا العاصي ولا البردان قال هذا آخر ما سمعته من كلامه وإنشاده وهذه أسماء أنهار بالشام تذكر إن شاء الله تعالى
و البردان أيضا عين بأعلى نخلة الشامية من أرض تهامة وبها عينان البردان وتنضب قال نصر البردان جبل مشرف على وادي نخلة قرب مكة وفيها قال ابن ميادة ظلت بروض البردان تغتسل تشرب منها نهلات وتعل وقال الأصمعي البردان ماء بنجد لبني عقيل ابن عامر بينهم وبين هلال بن عامر وقال أبو زياد البردان في أقصى بلاد بني عقيل وأول بلاد مهرة وأنشد ظلت بروض البردان تغتسل و البردان أيضا ماء لبني نصر بن معاوية بالحجاز لبني جشم فيه شيء قليل لبطن منهم يقال لهم بنو عصيمة يزعمون أنهم من اليمن وأنهم ناقلة في بني جشم وقال عميرة بن جعيل بن عمرو بن مالك بن الحارث بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب ألا يا ديار الحي بالبردان خلت حجج بعدي لهن ثمان فلم يبق منها غير نوي مهدم وغير أوار كالركي دفان و البردان أيضا ماء بالسماوة دون الجناب وبعد الحني من جهة العراق
و البردان أيضا ماء للضباب قرب دارة جلجل عن ابن دريد
والبردان أيضا قال الأصمعي من جبال الحمى الذهلول ثم البردان وهو ماء ملح كثير النخل
و البردان أيضا من قرى بغداد على سبعة فراسخ منها قرب صريفين وهي من نواحي دجيل وقال أبو المنذر هشام بن محمد سميت البردان التي فوق بغداد بردانا لأن ملوك الفرس كانوا إذا أتوا بالسبي فنفوا منه شيئا قالوا برده أي اذهبوا به إلى القرية وكانت القرية بردان فسميت بذلك كذا قال
قلت أنا وتحقيق هذا أن برده بالفارسية هو الرقيق المجلوب في أول إخراجه من بلاد الكفر ولعل هذه القرية كانت منزل الرقيق فسميت بذلك لأنهم يلحقون الدال والألف والنون في بعض ما يجعلونه وعاء للشيء كقولهم لوعاء الثياب جامه دان ولوعاء الملح نمكدان وما أشبه ذلك ثم وقفت على كتاب الموازنة لحمزة فوجدته

قد ذكر قريبا مما قلته فإنه قال البردان تعريب بردهدان وكان بخت نصر لما سبى اليهود أنزلهم هناك إلى أن ورد عليه أمر الملك لهراسف من بلخ بما يصنع بهم وفيه يقول جحظة إدفع ورود الهم عنك بقهوة مخزونة في حانة الخمار جازت مدى الأعمار فهي كأنها عند المذاق تزيد في الأعمار يسعى بها خنث الجفون منعم في خده ماء النضارة جار في رقة البردان بين مزارع محفوفة ببنفسج وبهار بلد يشبه صيفه بخريفه رطب الأصائل بارد الأسحار وينسب إليها جماعة منهم أبو الحسن محمد بن أحمد ابن محمد بن الحسن بن الحسين بن علي البرداني توفي في ذي القعدة سنة 469 وابنه أبو علي كان فاضلا توفي سنة 894
و البردان أيضا بالكوفة وكان منزل وبرة بن رومانس وقال هشام هو وبرة الأصغر ابن رومانس بن معقل بن محاسن بن عمرو ابن عبد ود بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة ابن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة أخو النعمان بن المنذر لأمه فمات ودفن بهذا الموضع فلذلك يقول مكحول بن حرثة يرثيه إلا يا عين جودي باندفاق على مردى قضاعة بالعراق فما الدنيا بباقية لحي ولا حي على الدنيا بباق لقد تركوا على البردان قبرا وهموا للتفرق بانطلاق وقال ابن الكلبي مات في طريقه إلى الشام فيجوز أن يكون البردان الذي بالسماوة وقد ذكر
و البردان أيضا نهر بثغر طرسوس مجيئه من بلاد الروم ويصب في البحر على ستة أميال من طرسوس ولا أعرف بالشام موضعا أو نهرا يقال له البردان غيره فهو الذي عناه الزمخشري
و البردان أيضا نهر يسقي بساتين مرعش وضياعها مخرجه من أصل جبل مرعش ويسمى هذا الجبل الأقرع وذكر هذين النهرين أحمد بن الطيب السرخسي
و البردان أيضا سيح البردان موضع باليمامة فيه نخل عن ابن أبي حفصة
البردان بالضم ثم السكون تثنية برد غديران بنجد بينهما حاجز يبقى ماؤها شهرين وثلاثة وقيل هما ضفيرتان من رمل قال القتال الكلابي سمعت وأصحابي بذي النخل نازلا وقد يشعف النفس الشعاع حبيبها دعاء بذي البردين من أم طارق فيا عمرو هل تبدو لنا فتجيبها ويوم البردين من أيام العرب وهو يوم الغبيط ظفرت به بنو يربوع ببني شيبان فقال مالك بن نويرة فأقررت عيني يوم ظلوا كأنهم ببطن الغبيط خشب أثل مسند صريع عليه الطير تنقر عينه وآخر مكبول بمال مقيد لدن غدوة حتى أتى الليل دونهم ولا تنتهي عن ملئها منهم يد وأصبح منهم بعد فل لقاؤنا بقيقاءة البردين فل مطرد

برد بفتحتين موضع في قول بدر بن حزان الفزاري ما اضطرك الحرز من ليلي إلى برد تختاره معقلا عن جش أعيار وقال الفضل بن العباس اللهبي عوجا في ربع سعدى كي نسائله عوجا فما بكما غي ولا بعد إني إذا حل أهلي من ديارهم بطن العقيق وأمست دارها برد تجمعنا نية ولا الخل واصلة سعدى ولا دارنا من دارهم صدد ووجدت في أشعار بني أسد المقروء تصنيفها على أبي عمرو الشيباني يروي بالفتح ثم الكسر في قول المغترف المالكي حيث قال سائلوا عن خيلنا ما فعلت ببني القين وعن جنب برد وقال نصر برد جبل في أرض غطفان يلي الجناب وقيل هو ماء لبني القين ولعلهما موضعان
برد بالضم والسكون قال نصر برد صريمة من صرائم رمل الدهناء في ديار تميم كان لهم فيه يوم
برد بالفتح ثم السكون جبل يناح روافا وهما جبلان مستديران بينهما فجوة في سهل من الأرض غير متصلة بغيرهما من الجبال بين تيماء وجفر عنزة وجفر عنزة في قبليهما وقال نصر برد صقع يمان أحسب أنه أحد أبنيتهم
و برد أيضا ماء قرب صفينة من مياه بني سليم ثم لبني الحارث منهم
بردرايا بفتح الدال والراء وبين الألفين ياء موضع أظنه بالنهروان من أعمال بغداد
بردنيس بكسر النون وياء ساكنة وسين مهملة ناحية من أعمال صعيد قرب أبويط في شرقي النيل في كورة الأسيوطية
بردون بفتحتين وتشديد الدال وسكون الواو ونون قرية من قرى ذمار من أرض اليمن

برديا بفتح الدال وياء مشددة وألف وفي كتاب التكملة للخارزنجي بكسر الدال وهو من أغلاطه قيل هو نهر دمشق وقيل غير ذلك وقال أحمد بن يحيى في قول الراعي النميري وملن كالتين وارى القطن أسوقه واعتم من برديا بين أفلاج برديا نهر دمشق ويقال له بردى أيضا ولها نهر آخر يقال له باناس
برديج بسكون الراء وكسر الدال وياء ساكنة وجيم مدينة بأقصى أذربيجان بينها وبين برذعة أربعة عشر فرسخا والماء يحيط بها في نهر يقارب دجلة في العظم يقال له الكر ينسب إليها الحافظ أبو بكر أحمد بن هارون بن روح البرديجي سمع نصر بن علي الجهضمي وبكار بن قتيبة وسعيد ابن أيوب الواسطي وغيرهم روى عنه جعفر بن أحمد ابن سنان القطان وسليمان الطبراني وابن عدي وغيره وقال حمزة بن يوسف السهمي سألت الدارقطني عن أبي بكر البرديجي فقال ثقة مأمون جبل مات في شهر رمضان سنة 103 وهو أحمد أركان الحديث
برديس السين مهملة قرية بصعيد مصر من كورة قوص على غربي النيل
بردى بثلاث فتحات بوزن جمزى وبشكى قال جرير لا ورد للقوم إن لم يعرفوا بردى إذا تجوب عن أعناقها السدف أعظم أنهر دمشق وقال نفطويه هو بردى ممال يكتب بالياء مخرجه من قرية يقال لها قنوا من كورة الزبداني على خمسة فراسخ من دمشق مما يلي بعلبك يظهر الماء من عيون هناك ثم يصب إلى قرية تعرف بالفيجة على فرسخين من دمشق وتنضم إليه عين أخرى ثم يخرج الجميع إلى قرية تعرف بجمرايا فيفترق حينئذ فيصير أكثره في بردى ويحمل الباقي نهر يزيد وهو نهر حفره يزيد ابن معاوية في لحف جبل قاسيون فإذا صار ماء بردى إلى قرية يقال لها دمر افترق على ثلاثة أقسام لبردى منه نحو النصف ويفترق الباقي نهرين يقال لأحدهما ثورا في شمالي بردى وللآخر باناس في قبليه وتمتزج هذه الأنهر الثلاثة بالوادي ثم بالغوطة حتى يمر بردى بمدينة دمشق في ظاهرها فيشق ما بينها وبين العقيبة حتى يصب في بحيرة المرج في شرقي دمشق وهو أهبط أنهار دمشق وإليه تنصب فضلات أنهرها ويساوقه من الجهة الشمالية نهر ثورا وفي شمال ثورا نهر يزيد إلى أن ينفصل عن دمشق وبساتينها ومهما فضل من ذلك كله صب في بحيرة المرج
وأما باناس فإنه يدخل إلى وسط مدينة دمشق فيكون منه بعض مياه قنواتها وقساطلها وينفصل باقيه فيسقي زروعها من جهة الباب الصغير والشرقي
وقد أكثر الشعراء في وصف بردى في شعرهم وحق لهم فإنه بلا شك أنزه نهر في الدنيا فمن ذلك قول ذي القرنين أبي المطاع بن حمدان سقى الله أرض الغوطتين وأهلها فلي بجنوب الغوطتين شجون وما ذقت طعم الماء إلا استخفني إلى بردى والنيربين حنين وقد كان شكي في الفراق يروعني فكيف يكون اليوم وهو يقين

فوالله ما فارقتكم قاليا لكم ولكن ما يقضى فسوف يكون وقال العماد أبو عبد الله محمد بن الأصبهاني الكاتب يذكر هذه الأنهر من قصيدة إلى ناس باناس لي صبوة لها الوجد داع وذكري مثير يزيد اشتياقي وينمو كما يزيد يزيد وثورا يثور ومن بردى برد قلبي المشوق فها أنا من حره مستجير و بردى أيضا جبل بالحجاز في قول النعمان بن بشير يا عمرو لو كنت أرقى الهضب من بردى أو العلى من ذرى نعمان أو جردا وكل هذه مواضع بالحجاز
بما رقيتك لاستهويت مانعها فهل تكونن إلا صخرة صلدا و بردى أيضا من قرى حلب من ناحية السهول
و بردى أيضا نهر بثغر طرسوس
برذاور بسكون الراء والذال معجمة والواو مفتوحة وراء موضع بهمذان ولا أدري قرية أو محلة
برذعة وقد رواه أبو سعد بالدال المهملة والعين مهملة عند الجميع بلد في أقصى أذربيجان قال حمزة برذعة معرب برده دار ومعناه بالفارسية موضع السبي وذلك أن بعض ملوك الفرس سبى سبيا من وراء أرمينية وأنزلهم هناك وقال هلال بن المحسن برذعة قصبة أذربيجان وذكر ابن الفقيه أن برذعة هي مدينة أران وهي آخر حدود أذربيجان كان أول من أنشأ عمارتها قباذ الملك وهي في سهل من الأرض عمارتها بالآجر والجص وقال صاحب كتاب الملحمة مدينة برذعة طولها تسع وسبعون درجة وثلاثون دقيقة وعرضها خمس وأربعون درجة في الإقليم السادس طالعها الحوت ثلاث عشرة درجة كف الخضيب في درجة طالعها وقلب العقرب في خامسها ويد الجوزاء في رابعها وسرة الجوزاء في رابعها بالحقيقة وذكر أبو عون في زيجه برذعة في الإقليم الخامس طولها ثلاث وسبعون درجة وعرضها ثلاث وأربعون درجة وقال الإصطخري برذعة مدينة كبيرة جدا أكثر من فرسخ في فرسخ وهي نزهة خصبة كثيرة الزرع والثمار جدا وليس ما بين العراق وخراسان بعد الري وأصبهان مدينة أكبر ولا أخصب ولا أحسن موضعا من مرافق برذعة ومنها على أقل من فرسخ موضع يسمى الأندراب ما بين كرنة ولصوب ويقطان أكثر من مسيرة يوم مشتبكة البساتين والباغات كلها فواكه وفيها الفندق الجيد أجود من فندق سمرقند وبها شاه بلوط أجود من شاه بلوط الشام ولهم فواكه تسمى الروقال في تقدير الغبيراء حلو الطعم إذا أدرك وفيه مرارة قبل أن يدرك وببرذعة تين يحمل من لصوب يفضل على جميع أجناسه ويرتفع منها من الإبريسم شيء كثير مستحدث من توت مباح لا مالك له يجهز منه إلى فارس وخوزستان جهازا واسعا
وعلى ثلاثة فراسخ من برذعة نهر الكر فيه الشورماهي الذي يحمل إلى الآفاق مملحا وهو نوع من السمك ويرتفع من نهر الكر سمك أيضا يقال له الدواقن والعشب وهما سمكان يفضلان على أجناس السمك بتلك النواحي
وببرذعة باب يسمى باب الأكراد تقوم عنده سوق تسمى الكركي في يوم الأحد

يكون مقدارها فرسخا في فرسخ يجتمع فيها الناس كل يوم الأحد من كل أسبوع من كل وجه وأوب حتى من العراق وهو أكبر من سوق كورسره وقد غلب على هذا اليوم اسم الكركي حتى إن كثيرا منهم إذا عد أيام الأسبوع قال الجمعة والسبت والكركي والإثنين والثلاثاء حتى يعد أيام الأسبوع
وبيت ما لهم في المسجد الجامع على رسم الشام فإن بيوت الأموال بالشام في مساجدها وهو بيت مال مرصص السطح وعليه باب حديد وهو على تسع أساطين ودار الإمارة بجنب الجامع في المدينة والأسواق في ربضها قلت هذه صفة قديمة فأما الآن فليس من ذلك كله شيء وقد لقيت من أهل برذعة بأذربيجان من سألته عن بلده فذكره أن آثار الخراب بها كثيرة وليس بها الآن إلا كما يكون في القرى ناس قليل وحال مضطرب وصعلكة ظاهرة وضر باد ودور متهدمة وخراب مستول عليهم فسبحان من يحيل ولا يحول ويزيل ولا يزول وله في خلقه تدبير لا يظهر لأحد من خلقه سر المصلحة
ومن برذعة إلى جنزة وهي كنجة تسعة فراسخ وقال مسلم ابن الوليد يرثي يزيد بن مزيد وكان قد مات ببرذعة سنة 531 قبر ببرذعة استسر ضريحه خطرا تقاصر دونه الأخطار أجل تنافسه الحمام وحفرة نفست عليها وجهك الأحجار أبقى الزمان على معد بعده حزنا لعمر الدهر ليس يعار نفضت بك الآمال أحلاس الغنى واسترجعت نزاعها الأمصار سلكت بك العرب السبيل إلى العلى حتى إذا بلغ المدى بك حاروا فاذهب كما ذهبت غوادي مزنة أثنى عليها السهل والأوعار وأما فتحها فقد قالوا سار سلمان بن ربيعة الباهلي في أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد فتح بيلقان إلى برذعة فعسكر على الثرثور وهو نهر منها على أقل من فرسخ فأغلق أهلها دونه أبوابها فشن الغارات في قراها وكانت زروعها مستحصدة فصالحوه على مثل صلح البيلقان فدخلها وأقام بها ووجه خيله ففتحت بلادا أخر وينسب إلى برذعة جماعة من الأئمة منهم مكي بن أحمد بن سعدويه البرذعي أحد المحدثين المكثرين والرحالين المحصلين سمع بدمشق أحمد بن عمير ومحمد بن يوسف الهروي وبأطرابلس أبا القاسم عبد الله بن الحسن بن عبد الرحمن البزار وببغداد أبا القاسم البغوي وأبا محمد صاعدا وبغيرها أبا يعلى محمد بن الفضل بن زهير وأبا عروبة وأبا جعفر الطحاوي وعبد الحكم بن أحمد المصري ومحمد بن أحمد بن رجاء الحنفي ومحمد بن عمير الحنفي بمصر وعرس بن فهد الموصلي روى عنه الأستاذ أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه والحاكم أبو عبد الله وأبو الفضل نصر بن محمد بن أحمد بن يعقوب العطار الرسي وكان نزل نيسابور سنة 033 فأقام بها ثم خرج إلى ما وراء النهر سنة 053 وكتب بخراسان ما يتحير فيه الإنسان كثرة وتوفي بالشاش سنة 453 وسعيد بن عمرو بن عمار أبو عثمان الأزدي سمع بدمشق أبا زرعة الدمشقي وأبا يعقوب الجوزجاني وإبا سعيد الأشج ومسلم بن الحجاج الحافظ ومحمد بن يحيى الذهلي وأبا زرعة وأبا حاتم الرازيين ومحمد بن إسحاق الصاغاني وغيرهم روى

عنه محمد بن يوسف بن إبراهيم وأبو عبد الله أحمد ابن طاهر بن النجم الميانجي وغيرهما وقال حفص بن عمر الأردبيلي جلس سعيد بن عمرو البرذعي في منزله وأغلق بابه وقال ما أحدث الناس فإن الناس قد تغيروا فاستعان عليه أصحاب الحديث بمحمد بن مسلم بن واره الرازي فدخل عليه وسأله أن يحدثهم فقال ما أفعل فقال بحقي عليك إلا حدثتهم فقال وأي حق لك علي فقال أخذت يوما بركابك فقال قضيت حقا لله عليك وليس لك علي حق فقال إن قوما اغتابوك فرددت عنك فقال هذا أيضا يلزمك لجماعة المسلمين قال فإني عبرت بك يوما في ضيعتك فتعلقت بي إلى طعامك فأدخلت على قلبك سرورا فقال أما هذه فنعم فأجابه إلى ما أراد وعبد العزيز بن الحسن البرذعي الحافظ العابد أبو بكر من الرحالة سمع بدمشق محمد بن العباس بن الدرفس وبمصر محمد بن أحمد الحافظ وأبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي المنجنيقي وبالموصل أحمد بن عمر الموصلي وأظنه أبا يعلى لأنه يروي عن غسان بن الربيع روى عنه أبو علي الحسين بن علي بن يزيد الحافظ وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي وأبو محمد عبد الله بن سعيد الحافظ وقال الحاكم أبو عبد الله في تاريخه عبد العزيز بن الحسن إبو بكر البرذعي العابد وهو من الغرباء الرحالة الذين وردوا على أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة فأتمنه أبو بكر على حديثه لزهده وورعه وصار المفيد بنيسابور في حياة أبي بكر وبعد وفاته ثم خرج سنة 813 من نيسابور إلى رباط فراوة فأقام مدة ثم سكن نسا إلى أن توفي بها سنة 323
و جو برذعة أرض لبني نمير باليمامة في جوف الرمل فيها نخل
برذون بكسر الباء وسكون الراء وفتح الذال المعجمة وواو ساكنة ونون بليدة من نواحي خوزستان قرب بصنى تعمل فيها الستور البصنية وتدلس بعمل بصنى
برذيش بالذال المعجمة مسكورة وياء ساكنة وشين معجمة من مدن قرمونة بالأندلس
برزاباذان بالضم والسكون وزاي وألف وباء موحدة وألف وذال معجمة وألف ونون من قرى أصبهان منها أبو العباس الفضل ابن أحمد القرشي قال ابن مردويه هو ضعيف
برزاط بالطاء المهملة من قرى بغداد في ظن أبي سعد منها أبو عبد الله محمد بن أحمد البرزاطي البغدادي حدث عن الحسن بن عرفة
برزبين بالفتح وكسر الباء الثانية وياء ساكنة ونون قرية كبيرة من قرى بغداد على خمسة فراسخ منها إليها ينسب القاضي أبو علي يعقوب بن إبراهيم العكبري البرزبيني الحنبلي قاضي باب الأزج توفي في شعبان سنة 846 عن ثمانين سنة
برزبين بالفتح وكسر الباء الثانية وياء ساكنة ونون قرية كبيرة من قرى بغداد على خمسة فراسخ منها إليها ينسب القاضي أبو علي يعقوب بن إبراهيم العكبري البرزبيني الحنبلي قاضي باب الأزج توفي في شعبان سنة 846 عن ثمانين سنة
برز بالضم من قرى مرو قرب كمسان على خمسة فراسخ من مرو ينسب إليها سليمان بن عامر ابن عمير الكندي البرزي حدث عن الربيع بن أنس روى عنه إسحاق بن راهويه وأبو يحيى القصير وأبو حجر عمرو بن رافع قال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول هو مستوي الحديث صدوق لو أدرك شعبة هذا لكان يكتب كلامه ألا ترى كيف يتوقى لا يتجاوز ربيع بن أنس البرزمان بالفتح قلعة من العواصم من نواحي حلب
برزمهران بالضم بلد قرب جزيرة ابن

عمر وفيه دير أبون يقول الشاعر سقى الله ذاك الدير غيثا وخصه وما قد حواه من قلال ورهبان وإني إلى الثرثار والحضر حلتي ودارك دير ابون أو برزمهران برزنج بالفتح ثم السكون وفتح الزاي وسكون النون وجيم
مدينة من نواحي أران بينها وبين برذعة ثمانية عشر فرسخا في طريق باب الأبواب وفي برزنج المعبر الذي على نهر الكر يعبر فيه إلى شماخي مدينة شروان
برزند الدال مهملة بلد من نواحي تفليس من أعمال جرزان من أرمينية الأولى كان أول من عمرها الأفشين وجعلها معسكرا له بعد أن كانت خرابة وقال الاصطخري بين برزند وأردبيل خمسة عشر فرسخا وقال أبو سعد برزند من نواحي أذربيجان وقد ذكرنا أنها من أعمال تفليس وعمارة الأفشين وأظن أن الموضع الذي عمره الأفشين برزنج أو موضع آخر يوافق اسمه اسم هذا والله أعلم فليحقق منها أبو منصور صالح بن بديل ابن علي البرزندي روى عن أبي الغنائم عبد الصمد ابن علي بن المأمون وأبي منصور بكر بن حيدر سمع منه أبو القاسم الرويدشتي مات ببغداد في شعبان سنة 394 وبديل بن علي بن بديل البرزندي أبو القاسم الفقيه روى عن أبي طالب العشاري وأبي إسحاق البرمكي وكان صدوقا قاله شيرويه
برزماهن هو موضع قصر شيرين بأرض الجبل قال الشاعر يا طالبي غرر الأماكن حيوا الديار ببرزماهن وسلوا السحاب تجودها وتسح في تلك الأماكن برزن من قرى مرو متصلة ببرماقان منها أبو إبراهيم أحمد بن عبد الواحد الكاتب البرزني
و برزن قرية أخرى بمرو أيضا يقال لها باغ وبرزن وهما قريتان متصلتان على فرسخين من مرو منها إسماعيل البرزني يروي عن الفضل بن موسى الشيباني
برزه بالهاء الصريحة قرية من أعمال بيهق من نواحي نيسابور ينسب إليها أبو القاسم حمزة بن الحسين البرزهي ثم البيهقي له تصانيف في الأدب منها كتاب الفصول وكتاب محامد من يقال له محمد وكتاب محاسن من يقال له أبو الحسن ذكره الباخرزي في كتاب دمية القصر مات في شهر ربيع الأول سنة 884 قاله عبد الغافر
برزة بتاء التأنيث قرية من غوطة دمشق ينسب إليها عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن على أبو القاسم البرزي المعيوفي المقري سمع أبا محمد بن أبي نصر روى عنه طاهر الخشوعي وعمر الدهستاني وعبد الله السمرقندي وغيرهم مات في شوال سنة 462 ومنهم أيضا عبد الله بن محمود بن أحمد الخشبي البرزي أبو علي سمع أبا محمد بن أبي نصر وأبا القاسم عبد العزيز بن عثمان القرقساني وأبا الحسن محمد بن عوف بن أحمد المزني وأبا بكر محمد بن عبد الرحمن القطان قاله الحافظ أبو القاسم وقال سمع منه شيخنا أبو محمد بن الأكفاني وأبو الحسن علي بن أحمد ابن عبد العزيز الأنصاري الأندلسي قال لنا ابن الأكفاني وفيها يعني سنة 466 توفي أبو علي البرزي يوم الثلاثاء السادس عشر من شوال وكان شافعي المذهب يحفظ جميع مختصر المزني ومحمد بن أحمد

ابن إسماعيل بن علي ويقال إن إسماعيل بن محمد البرزي المقري الصوفي روى عن أبي سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن زيد روى عنه أبو سعد إسماعيل ابن علي السمان وعبد العزيز الكناني وعلي بن الخضر وكنوه أبا عبد الله وعلي الحنائي وكناه أبا بكر توفي في نصف المحرم سنة 514 وإياها عنى ابن منير بقوله سقاها وروى من النيربين إلى الغيضتين وحموريه إلى بيت لهيا إلى برزة دلاح مكفكفة الأوعية وذكر بعضهم أن مولد إبراهيم الخليل عليه السلام ببرزة وهو غلط أجمعوا على أن مولده كان ببابل من أرض العراق و برزة أيضا رستاق بأذربيجان في كتاب البلاذري في أيدي الأوديين
برزة بالضم موضع كانت به وقعة تذكر في أيام العرب قال عبد الله بن جذل الطعان فدى لهم نفسي وأمي فدى لهم ببرزة إذ يخبطنهم بالسنابك وفي يوم برزة قتل مالك بن خالد بن صخر بن الشريد وهو ذو التاج كان بنو سليم بن منصور توجوه ثم ملكوه عليهم فغزا بني كنانة وأغار على بني فراس بن مالك بموضع يقال له برزة ورئيس بني فراس عبد الله بن جذل الطعان فقتله عبد الله وهو يوم مشهور من أيام العرب ووجدته بخط بعض الأدباء بفتح الباء قال وقال ابن حبيب برزة شعبة تدفع على بئر الرويثة العذبة وقال ابن السكيت هما برزتان وهما شعبتان قريب من الرويثة تصبان في درج المضيق من يليل وقال كثير يعاندن في الأرسان أجواز برزة عتاق المطايا مسنفات جبالها و برزة أيضا والعامة تقول برزى ممال قرية من نواحي واسط في أوائل نهر الغراف
و برزة أيضا من قرى بغداد من نواحي طبريق خراسان
برزويه بالفتح وضم الزاي وسكون الواو وفتح الياء والعامة تقول برزيه حصن قرب السواحل الشامية على سن جبل شاهق يضرب بها المثل في جميع بلاد الأفرنج بالحصانة تحيط بها أودية من جميع جوانبها وذرع علو قلعتها خمسمائة وسبعون ذراعا كانت بيد الأفرنج حتى فتحها الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب في سنة 485
برسانجرد بالضم والسين مهملة وألف ونون ساكنان وجيم مكسورة وراء ودال من قرى مرو على ثلاثة فراسخ منها ينسب إليها خالد ابن أبي برزة الأسلمي البرسانجردي من علماء التابعين سكن هذه القرية فنسب إليها
برسان من قرى سمرقند ينسب إليها أحمد بن خلف بن حسين البرساني روى عن أحمد بن محمد ابن شاهويه البلخي روى عنه أبو عبد الله محمد بن الفضل بن سليمان العدوي
برسحور بالفتح والسين مفتوحة والحاء مهملة والواو ساكنة وراء من قرى الرها منها إبراهيم بن بديع أبو إسحاق البرسحوري كان يقال إنه من الأبدال ذكره أبو الحسن علي بن الحسن ابن علان الحافظ في تاريخ الجزريين
برسخان بالفتح وضم السين المهملة وخاء معجمة والنسبة إليها برسخي قرية من قرى بخارى على

فرسخين منها أبو بكر منصور البرسخي صاحب تاريخ بخارى وابنه أبو رافع العلاء الفقيه الشافعي الأصم
برس بالضم موضع بأرض بابل به آثار لبخت نصر وتل مفرط العلو يسمى صرح البرس وإليه ينسب عبد الله بن الحسن البرسي كان من أجلة الكتاب وعظمائهم ولي ديوان بادوريا في أيام المعتضد وغيره وعاش إلى صدر أيام المقتدر ولا أدري هل أدرك غيره من الخلفاء أم لا
برسف بضم السين قرية في طريق خراسان من سواد بغداد بالجانب الشرقي نسب إليها أبو الحسن محمد بن بعار بن الحسن بن صالح بن يوسف الضرير البرسفي سمع أبا القاسم علي بن السيد بن الصباغ وأبا الوقت السجزي ومحمد بن ناصر سمع منه جماعة من أقراننا وكان شيخا صالحا سئل عن مولده فقال في سنة 825 ببرسف ومات سنة 650
برسيم بالفتح وكسر السين وياء ساكنة وميم زقاق بمصر ينسب إليه عبد الله بن الحسن وفي كتاب أبي سعيد عبد العزيز بن قيس بن حفص البرسيمي حدث عن يزيد بن سنان وبكار بن قتيبة وغيرهما توفي في سنة 233 وكان ثقة
برشاعة بالكسر وشين معجمة وعين مهملة منهل بين الدهناء واليمامة عن الحفصي
برشانة بالفتح وبعد الألف نون من قرى إشبيلية بالأندلس منها أبو عمرو أحمد بن محمد بن هشام ابن جمهور بن إدريس بن أبي عمرو البرشاني روى عن أبيه وعمرو بن القاسم بن سليمان الجبلي وأبي الحسن علي بن عمر بن موسى الأيذجي وأبي بكر إسمعيل بن محمد بن إسحاق بن غرزة وأبي القاسم السقطي وغيرهم روى عنه محمد بن عبد الله الخولاني
برشليانة بسكون اللام وياء وألف ونون بلدة بالأندلس من أقاليم لبلة
البرشلية موضع بأران له ذكر في أخبار ملوك الفرس
برشهر الهاء ساكنة وراء اسم لمدينة نيسابور بخراسان وهي أبرشهر وقد ذكرت هناك قال الشاعر كفى حزنا أنا جميعا ببلدة ويجمعنا في أرض برشهر مشهد وكل لكل مخلص الود وامق ولكننا في جانب عنه نفرد نروح ونغدو لا تزاور بيننا وليس بمضروب لنا فيه موعد فأبداننا في بلدة والتقاؤنا عسير كأنا ثعلب والمبرد برطاس بالضم اسم لأمة لهم ولاية واسعة تعرف بهم تنسب إليها الفراء البرطاسية وهم متاخمون للخزر وليس بينهما أمة أخرى وهم قوم مفترشون على وادي إتل
وبرطاس اسم للناحية والمدينة وهم مسلمون ولهم مسجد جامع وبالقرب منها مدينة تسمى سوارا فيها أيضا مسجد جامع ولأهل برطاس لسان مفرد ليس بتركي ولا خزري ولا بلغاري قال الإصطخري وأخبرني من كان يخطب بها أن مقدار الناس من المدينتين نحو عشرة آلاف رجل لهم أبنية خشب يأوون إليها في الشتاء وأما في الصيف فإنهم يفترشون في الخركاهات قال الخاطب وإن الليل عندهم لا يتهيأ أي يسارع فيه في الصيف

أكثر من فرسخ ومن إتل مدينة الخزر إلى برطاس مسيرة عشرين يوما ومن أول مملكة برطاس إلى آخرها نحو خمسة عشر يوما
برطلى بالفتح وضم الطاء وتشديد اللام وفتحها بالقصر والإمالة قرية كالمدينة في شرقي دجلة الموصل من أعمال نينوى كثيرة الخيرات والأسواق والبيع والشراء يبلغ دخلها كل سنة عشرين ألف دينار حمراء والغالب على أهلها النصرانية وبها جامع للمسلمين وأقوام من أهل العبادة والتزهد ولهم بقول وخس جيد يضرب به المثل وشربهم من الآبار
برطوبة بعد الواو الساكنة باء موحدة بليدة على الفرات مقابل رحبة مالك بن طوق من أعمال الخابور قرب قرقيسياء كان بها رغيبة المتزهد له أتباع ولفيف وهو في أيامنا هذه حي
برعش العين مهملة مفتوحة والشين معجمة قرية قرب طليطلة بالأندلس قال ابن بشكوال سكنها صادق بن خلف بن صادق بن كتيل الأنصاري الطليطلي له رحلة إلى الشرق وسمع وروى ومات بعد سنة 074
برع بوزن زفر جبل بناحية زبيد باليمن فيه قلعة يقال لها حلبة وهي قرب سهام ويسكنه الصنابر من حمير وله سوق وتفرق بين برع وبين ضلع ريمة
برع بالفتح ثم السكون حصن من حصون ذمار باليمن
برعة من مخاليف الطائف
برغث بالغين المعجمة والثاء المثلثة موضع
برغر بالغين المعجمة المفتوحة والراء قال علي ابن الحسين المسعودي مدينة البرغر على ساحل بحر مانطس وهو بحر متصل بخليج القسطنطينية وأرى أنهم في الإقليم السابع وهم نوع من الترك والقوافل متصلة منهم إلى بلاد خوارزم وأرض خراسان ومن بلاد خوارزم إليهم إلا أن ذلك بين بوادي غيرهم من الترك قال وملك البرغر في وقتنا هذا وهو سنة 233 مسلم أسلم أيام المقتدر بعد العشر والثلاثمائة لرؤيا رآها وقد كان حج ولد له فورد بغداد وحمل معه المقتدر لواء وسوادا ومالا ولهم جامع وهذا الملك يغزو بلاد القسطنطينية في نحو خمسين ألف فارس فصاعدا ويشن الغارات حولها إلى بلاد رومية والأندلس وأرض برجان والجلالقة وإفرنجة ومنه إلى القسطنطينية نحو شهرين بين عمائر وغمائر
والبرغر أمة عظيمة شديدة البأس ينقاد إليها من جاورها من الأمم ولا تمتنع القسطنطينية منهم إلا بأسوار وكذلك ما جاورها من البلدان والليل في بلادهم في غاية القصر في الصيف حتى إن أحدهم لا يفرغ من طبخه حتى يأتيه الصبح
قلت أنا هذه الصفة جميعها صفة بلغار وما أظنهما إلا واحدا وأنهما لغتان فيه للسانين وليس فيه ما أنكرته إلا قوله إن البرغر على ساحل بحر مانطس وما أظن بينه وبين ساحل بحر مانطس إلا مسافة بعيدة والله أعلم
برغوث بلفظ البرغوث من الحيوان بلد بالروم قريب من عمورية
برفشخ بالفتح ثم السكون وفتح الفاء والشين معجمة ساكنة وخاء معجمة من قرى بخارى منها أبو حاتم فرينام بن جماهر البرفشخي البخاري روى عن علي بن خشرم

ذكر البرقاء مرتب ما أضيفت إليه على حروف المعجم والبرقاء تأنيث الأبرق وهو اختلاف اللون وقد ذكر في أبراق فيما سلف
برقاء غير مضاف قرية على شرقي النيل في الصعيد الأدنى قرب أنصنا
البرقاء أيضا في البادية قال الراجز يترك بالبرقاء شيخا قد ثلب أي ساء جسمه وهزل وقال الحسين بن مطير في البرقاء وهي هذه ألا لا أبالي أي حي تفرقوا إذا ثمد البرقاء لم يخل حاضره وبالبرق أطلال كأن رسومها قراطيس خط الحبر فيهن ساطره أبت سرحة الأثماد إلا ملاحة وطيبا إذا ما نبتها اهتز ناضره وقال أيضا يا صاح هل أنت بالتعريج تنفعنا على منازل بالبرقاء منعرج على منازل للطاوس قد درست تسدي الجنوب عليها ثم تنتسج برقاء الأجدين قال عمرو بن معدي كرب ويوما ببرقاء الأجدين لو أتى أبيا مقامي لانتهى أو لجربا برقاء أعامق قد ذكر أعامق في موضعه عن الأخطل
برقاء جندب قال الكميت وقد فاض غرب عند برقاء جندب لعينيك من عرفان ما كنت تعرف برقاء شمليل قال الملك النعمان بن المنذر يخاطب الربيع بن زياد العبسي شرد برحلك عني حيث شئت ولا تكثر علي ودع عنك الأقاويلا فقد رميت بداء لست غاسله ما جاوز النيل يوما أهل إبليلا قد قيل ذلك إن صدقا وإن كذبا فما اعتذارك من قول إذا قيلا وما اعتذارك منه بعدما جزعت أيدي المطايا به برقاء شمليلا برقاء ذي ضال قال جميل ومن كان في حبي بثينة يمتري فبرقاء ذي ضال علي شهيد برقاء قرمد قال البريق وقد هاجني منها ببرقاء قرمد وأجراع ذي اللهباء منزلة قفر برقاء اللهيم قال النابغة ظللنا ببرقاء اللهيم تلفنا قبول نكاد من ظلالتها نمسي برقاء مطرف قال ذو الرمة لعمرك إني يوم برقاء مطرف لشوقي منقاد الجنيبة تابع برقاء النطاع قال الحارث بن حلزة لم يحلوا بني رزاح ببرقا نطاع لهم عليهم دعاء برقاء هيج قال العجير السلولي خليلي عوجا أسعفاني وحييا ببرقاء هيج منزلا ورسوما برقاء هيج قال العجير السلولي خليلي عوجا أسعفاني وحييا ببرقاء هيج منزلا ورسوما

برقان بفتح أوله وبعضهم يقول بكسره من قرى كاث شرقي جيحون على شاطئه بينها وبين الجرجانية مدينة خوارزم يومان خربت برقان منها الحافظ الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد ابن غالب الخوارزمي البرقاني سمع ببلده وورد بغداد فسمع أبا علي الصواف وأبا بكر القطيعي وسمع ببلاد كثيرة مثل جرجان وخراسان وغيرهما ثم استوطن بغداد وكتب عنه أبو بكر الخطيب الحافظ وغيره من الأئمة قال الخطيب وكان ثقة ورعا متقنا مثبتا لم نر في شيوخنا أثبت منه وصنف تصانيف كثيرة وكان له كتب كثيرة نقل من الكرخ إلى قرب باب الشعير وكان عدد أسفاط كتبه ثلاثة وستين سفطا وصندوقين وكان مولده في آخر سنة 336 ومات سنة 524 ببغداد
و برقان أيضا من قرى جرجان نسب إليها حمزة بن يوسف السهمي بعض الرواة ولست منها على ثقة
برقان موضع بالبحرين قتل فيه مسعود بن أبي زينب الخارجي وكان غلب على البحرين وناحية اليمامة بضع عشرة سنة حتى قتله سفيان بن عمرو العقيلي سار إليه ببني حنيفة فقال الفرزدق ولولا سيوف من حنيفة جردت ببرقان أمسى كاهل الدين أزورا تركن لمسعود وزينب أخته رداء وجلبابا من الموت أحمرا البرقانية بالضم ماء لبني أبي بكر بن كلاب ثم لبني كعب بن أبي بكر يقال لهم بنو برقان بقرب حفيرة خالد
برقتان تثنية برقة موضع قال جواس بن نعيم الضبي لتقارب الشعب المحاول شعبه ولما استحل ببرقتين حريم البرقعة ماء لبني نمير ببطن الشريف
برقعيد بالفتح وكسر العين وياء ساكنة ودال بليدة في طرف بقعاء الموصل من جهة نصيبين مقابل باشزى قال أحمد بن الطيب السرخسي برقعيد بلدة كبيرة من أعمال الموصل من كورة البقعاء وبها آبار كثيرة عذبة وهي واسعة وعليها سور ولها ثلاثة أبواب باب بلد وباب الجزيرة وباب نصيبين وعلى باب الجزيرة بناء لأيوب بن أحمد وفيها مائتا حانوت
قلت أنا كانت هذه صفتها في قرابة سنة 003 بعد الهجرة وكان حينئذ ممر القوافل من الموصل إلى نصيبين عليها فأما الآن فهي خراب صغيرة حقيرة وأهلها يضرب بهم المثل في اللصوصية يقال لص برقعيدي وكانت القوافل إذا نزلت بهم لقيت منهم الأمرين
حدثني بعض مجاوريها من أهل القرى أن قفلا نزل تحت بعض جدرانها احترازا وربط رجل من أهل القفل حمارا له تحت ذلك الجدار خوفا عليه من السراق وجعل الأمتعة دونه واشتغلوا بالعس وحراسة ما تباعد عن الجدار لأنهم أمنوا ذلك الوجه فصعد البرقعيديون على الجدار وألقوا على الحمار الكلاليب وأنشبوها في برذعته واستاقوه إليهم وذهبوا به ولم يدر به صاحبه إلى وقت الرحيل فلما كثرت منهم هذه الأفاعيل تجنبتهم القوافل وجعلوا طريقهم على باشزى وانتقلت الأسواق إلى باشزى
وبين برقعيد والموصل أربعة أيام وبينها وبين نصيبين عشرة فراسخ ومن برقعيد هذه كان بنو حمدان التغلبيون سيف الدولة وأهله وقال

شاعر يهجو سليمان بن فهد الوصلي مستطردا ويمدح قرواش بن المقلد أمير بني عقيل وليل كوجه البرقعيدي ظلمة وبرد أغانيه وطول قرونه سريت ونومي فيه نوم مشرد كعقل سليمان بن فهد ودينه على أولق فيه الهباب كأنه أبو جابر في خبطه وجنونه إلى أن بدا ضوء الصباح كأنه سنا وجه قروش وضوء جبينه وقال الصولي دخل رجل على أيوب بن أحمد ببرقعيد فأنشده شعرا فجعل يخاطب جارية ولا يسمع له فخرج وهو يقول أدب لعمرك فاسد مما تؤدب برقعيد من ليس يدري ما يري د فكيف يدري ما نريد من ليس يضبطه الحدي د فكيف يضبطه القصيد علم هنالك مخلق والجهل مقتبل جديد وقد نسب إليها قوم من الرواة منهم الحسن ابن علي بن موسى بن الخليل البرقعيدي سمع ببيروت أحمد بن محمد بن مكحول البيروتي وبأطرابلس خيثمة بن سليمان وعبد الله بن إسماعيل وبالرملة زيد بن الهيثم الرملي وبقيسارية أحمد بن عبد الرحمن القيسراني وبالموصل عبد الله بن أبي سفيان وأبا جابر زيد بن عبد العزيز وببلد أبا القاسم النعمان ابن هارون وبحران أبا عروبة وبرأس عين أبا عبد الله الحسين بن موسى بن خلف الرسعني وغير هؤلاء وأحمد بن عامر بن عبد الواحد بن العباس الربعي البرقعيدي سمع بدمشق أحمد بن عبد الواحد بن عبود ومحمد بن حفص صاحب واثلة وشعيب بن شعيب بن إسحاق والهيثم بن مروان العبسي وبغيرها معروف بن أبي معروف البلخي ومحمد بن حماد بن مالك ومؤمل بن إهاب وغيرهم روى عنه أبو أحمد بن حمدان المروروذي وأبو محمد الحسن بن علي البرقعيدي وغيرهم وكان يسكن نصيبين وقال أبو أحمد بن علي وكان شيخا صالحا
برق بلفظ البرق الذي لمع من خلل السحاب وهي قرية قرب خيبر وأظن أن ابن أرطاة إياها عني بقوله لا تبعدن إداوة مطروحة كانت حديثا للشراب العاتق حنت إلى برق فقلت لها فري بعض الحنين فإن وجدك شائقي بأبي الوليد وأم نفسي كلما بدت النجوم وذر قرن الشارق ويوم برق من أيامهم وهو يوم للضب
برقولش بضم أوله والقاف والواو ساكنة واللام مسكورة والشين معجمة حصن من أعمال سرقسطة بالأندلس
برقة بفتح أوله والقاف اسم صقع كبير يشتمل على مدن وقرى بين الإسكندرية وإفريقية واسم مدينتها انطابلس وتفسيره الخمس مدن قال بطليموس طول مدينة برقة ثلاثة وستون درجة وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وعشر دقائق تحت

تسع درج من السرطان وست وخمسين دقيقة يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان وهي في الإقليم الثالث وقيل في الرابع وقال صاحب الزيج طولها ثلاث وأربعون درجة وعرضها ثلاث وثلاثون درجة
وأرض برقة أرض خلوقية بحيث ثياب أهلها أبدا محمرة لذلك ويحيط بها البرابر من كل جانب
وفي برقة فواكه كثيرة وخيرات واسعة مثل جوز ولوز وأترج وسفرجل وفي مدينة برقة قبر رويفع صاحب النبي صلى الله عليه و سلم وأهلها يشربون من ماء السماء يجري في أودية ويفيض إلى برك بناها لهم الملوك ولها آبار يرتفق بها الناس ولها ساحل يقال له أجية وهي مدينة بها سوق ومنبر وعدة محارس على ستة أميال من برقة وساحل آخر يقال له طلموية وبين الإسكندرية وبرقة مسيرة شهر وقال أحمد ابن محمد الهمداني من الفسطاط إلى برقة مائتان وعشرون فرسخا وهي ما افتتح صلحا صالحهم عليها عمرو بن العاص وألزم أهلها من الجزية ثلاثة عشر ألف دينار وأن يبيعوا أولادهم في عطاء جزيتهم وأسلم أكثر من بها فصولحوا على العشر ونصف العشر في سنة إحدى وعشرين للهجرة وكان في شرطهم أن لا يدخلها صاحب خراج بل يوجهوا بخراجهم في وقته إلى مصر إلى أن استولى المسلمون على البلاد التي تجاورها فانتقض ذلك الرسم فكانوا لهذه الحال على خصب ودعة وأمن وسلامة وكان عبد الله بن عمرو بن العاص يقول ما أعلم منزلا لرجل له عيال أسلم ولا أعزل من برقة ولولا أموالي بالحجاز لنزلت برقة
ومن برقة إلى القيروان مدينة إفريقية مائتان وخمسة عشر فرسخا وقد نسب إلى برقة جماعة من أهل العلم منهم أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن سعيد بن زرعة الزهري البرقي أبو بكر مولى بني زهرة حدث بالمغازي عن عبد الملك بن هشام وكان ثقة ثبتا وله تاريخ وأخواه محمد وعبد الرحيم ابنا عبد الله رووا جميعا كتاب السيرة عن ابن هشام قاله ابن ماكولا وذكر ابن يونس أحمد بن عبد الله في البرقيين وذكر محمدا في المصريين وقال إنه كان يتجر هو وأخوته إلى برقة فعرف بالبرقي وهو من أهل مصر
وفي كتاب الجنان لابن الزبير أبو الحسن بن عبد الله البرقي القائل في الحاكم وقد حدثت بمصر زلزلة بالحاكم العدل أضحى الدين معتليا نجل الهدى وسليل السادة الصلحا ما زلزلت مصر من كيد يراد بها وإنما رقصت من عدله فرحا قال وقد رأيت هذا البيت منسوبا إلا أنه قيل في كافور الإخشيدي قال وقال البرقي في الحاكم وقد غاب وجاء في عقيب ذلك مطر أذرى لفقدك يوم العيد أدمعه من بعد ما كان يبدي البشر والضحكا لأنه جاء يطوي الأرض من بعد شوقا إليك فلما يجدك بكى برقة أيضا من قرى قم من نواحي الجبل قال أبو جعفر فقيه الشيعة أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي البرقي أصله من الكوفة وكان جده خالد قد هرب من عيسى ابن عمر مع أبيه عبد الرحمن إلى برقة قم فأقاموا بها ونسبوا إليها ولأحمد بن أبي عبد الله هذا تصانيف على مذهب الإمامية وكتاب في السير تقارب تصانيفه أن تبلغ مائة تصنيف ذكرته في

كتاب الأدباء وذكرت تصانيفه وقال حمزة بن الحسن الأصبهاني في تاريخ أصبهان أحمد بن عبد الله البرقي كان من رستاق برق روذ قال وهو أحد رواة اللغة والشعر واستوطن قم فخرج ابن أخته إبا عبد الله البرقي هناك ثم قدم أبو عبد الله إلى أصبهان واستوطنها والله الموفق
برقة حوز محلة أو قرية مقابل مدينة واسط ذكرت في حوز
ذكر برقة كذا في بلاد العرب قد ذكرنا أن أصل البرقة في كلامهم الأرض ذات الحجارة المختلفة الألوان وقد أشبع القول في تفسيره في إبراق فأغنى وقد اجتمع لي من براق العرب مائة برقة ما أظنها اجتمعت لغيري وقد أضيفت كل برقة منها إلى موضع وقد ذكر ذلك في مواضعه من الكتاب وأنا أذكر ههنا ما أضيفت إليه على حروف المعجم بشواهده فمما جاء في ذلك غير مضاف برقة بالضم من نواحي اليمامة و برقة أيضا موضع بالمدينة من الأموال التي كانت صدقات رسول الله صلى الله عليه و سلم وبعض نفقاته على أهله منها وقيل إن ذلك من أموال بني النضير وقد رواه بعضهم بفتح أوله
وبرقة أيضا موضع كان فيه يوم من أيام العرب أسر فيه شهاب فارس هبود من بني تميم أسره يزيد بن حرثة أو برد اليشكري فمن عليه وفي ذلك قال شاعرهم وفارس طرفه هبود نلنا ببرقة بعد عز واقتدار برقة أثماد والأثماد جمع ثمد وهو الماء القليل الذي لا مادة له قال رديح بن الحارث التميمي لمن الديار ببرقة الأثماد فالجلهتين إلى قلات الوادي برقة الأجاول جمع أجوال وأجوال جمع جول وجال وهو جدار البئر وكل ناحية من البئر أعلاها وأسفلها جول قال ابن أحمر رماني بأمر كنت منه ووالدي بريا ومن جول الطوي رماني وبرقة الأجاول ذكرها نصيب فقال عفا الحبج الأعلى فبرق الأجاول وقال كثيرا عفا ميت كلفى بعدنا فالأجاول فأثماد حسنى فالبراق القوابل برقة الأجداد جمع جد أبي الأب أو جمع جدد وهي أرض صلبة قال بعضهم لمن الديار ببرقة الأجداد عفت سواري رسمها وعوادي برقة أجول أفعل من الجولان أي الطواف قال المتنخل الهذلي هل هاجك الليل كليل على أسماء من ذي صبر مخيل أنشأ في الفيقة يرمي له جوف رباب وبرة مثقل فالتط بالبرقة شؤبوبه فالرعد حتى برقة الأجول برقة أحجار جمع حجر قال بعضهم ذكرتك والعيس العتاق كأنها ببرقة أحجار قياس من القضب برقة أحدب قال زبان بن سيار

تنح إليكم يا ابن كوز فإننا وإن ذدتنا راعون برقة أحدبا برقة أحواذ جمع حاذ وهو شجر تألفه بقر الوحش وقيل هو من شجر الجنبة قال ابن مقبل وهن جنوح إلى حاذة ضوارب غزلانها بالجرن وقال شاعر طربت إلى الحي الذين تحملوا ببرقة أحواذ وأنت طروب برقة أخرم وقد ذكر أخرم خيم في موضعه قال ابن هرمة بلوى كفافة أو ببرقة أخرم خيم على آلاتهن وشيع في أبيات ذكرت في كفافة
برقة أروى واحدة الأراوي وأروى كبش جبل في بلاد بني تميم قال حامية بن نصر الفقيمي لقد زعمت ظمياء أن بشاشتي لستة أحوال سريع نقوضها ذكرت بعض الذكر داء على الفتى خيال الصبا والعيس تجري عروضها ببرقة أروى والمطي كأنها قداح نحاها باليدين مفيضها ألم تر للفتيان قد ودعو الصبا وللوحش لا يرمي بسهم مريضها برقة أظلم قال حسان ألم تسأل الربع الجديد التكلما بمدفع أشداخ فبرقة أظلما برقة أعيار جمع عير وهو الحمار الوحشي قال عمر بن أبي ربيعة ببرقة أعيار فخبر إن نطق برقة أفعى قال زيد الطائي عفت أبضة من أهلها فالأجاول فجنبا بضيض فالصعيد المقابل فبرقة أفعى قد تقادم عهدها فما إن بها إلا النعاج المطافل برقة الأمالح كأنه جمع أملح وهو الذي فيه سواد وبياض وقيل هو البياض الخالص ومنه ضحى النبي صلى الله عليه و سلم بكبشين أملحين قال كثير وقفت بها مستعجما لبيانها سفاها كحبسي يوم برق الأمالح برقة الأمهار قال ابن مقبل ولاح ببرقة الأمهار منها لعينك ساطع من ضوء نار إذا ما قلت زهتها عصي عصي الرند والعصف السواري وقال ابن مقبل أيضا لمن الديار بجانب الأحفار فبتيل دمخ أو بسلع جرار خلدت ولم يخلد بها من حلها ذات النطاق فبرقة الأمهار برقة أنقد الأنقد والأنقذ بالدال وبالذال القنفذ ومنه بات فلان بليلة أنقد إذا بات ساهرا قال الحصي أنقد جبل باليمامة وأنشد للأعشى إن الغواني لا يواصلن امرأ فقد الشباب وقد يصلن الأمردا

يا ليت شعري هل أعودن ثانيا مثلي زمين هنا ببرقة أنقدا هنا بمعنى أنا وزعم أبو عبيدة أنه أراد برقة القنفذ الذي يدرج فكنى عنه للقافية إذا كان معناهما واحدا والقنفذ لا ينام الليل بل يرعى
برقة الأوجر قال الشاعر بالشعب من نعمان مبدا لنا والبرق من حضرة ذي الأوجر برقة الأودات جمع أودة وهو الثقل قال جرير عرفت ببرقة الأودات رسما محيلا طال عهدك من رسوم برقة إير بالكسر قال بعضهم عفت أطلال مية من حفير فهضب الواديين فبرق إير برقة بارق وبارق جبل لبعض الأزد بالحجاز وقد ذكر
و بارق أيضا بالكوفة قال ولقتله أودى أبوه وجده وقتيل برقة بارق لي أوجع برقة ثادق بالتاء المثلثة وقد ذكر في موضعه قال الحطيئة وكأن رحلي فوق أحقب قارح بالشيطين نهاقه التعشير جون يطارد سمحجا حملت له بعوازب القفرات فهي نزور ينحو بها من برق عيهم طاميا زرق الجمام رشاؤهن قصير وكأن نقعها ببرقة ثادق ولوى الكثيب سرادق منشور برقة ثمثم يقال ثمثم الرجل إذا غطى رأس إنائه
برقة الثور قال أبو زياد برقة الثور جانب الصمان وأنشد لذي الرمة خليلي عوجا بارك الله فيكما على دارمي من صدور الركائب تكن عوجة يجزيكما الله عندها بها الخير أو نقضي بذمة صاحب بصلب المعا أو برقة الثور لم يدع لها جدة نسج الصبا والجنائب قال الأصمعي أسفل الوتدات أبارق إلى سندها رمل يسمى الأثوار ذكرها عقبة بن مضرب من بني سليم فقال متى تشرف الثور الأغر فإنما لك اليوم من إشرافه أن تذكرا قال إنما جعل الثور أغر لبياض كان في أعلاه
برقة ثهمد لبني دارم قال طرفة بن العبد لخولة اطلال ببرقة ثمهد تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد برقة الجبا ذكر الجبا في موضعه قال كثير أيا ليت شعري هل تغير بعدنا أرال فصرما قادم فتناضب فبرق الجبا أم لا فهن كعهدنا تنزى على آرامهن الثعالب برقة الجنينة تصغير الجنة وهي البستان قال جبلة بن الحارث كأنه فرد أقوت مراتعه برق الجنينة فالأخرات فالدور

جمع برقة برق مثل نقبة ونقب لأول ما يبدو من الجر ومنه يضع الهناء موضع النقب
برقة حارب قال التنوخي لعمري لنعم الحي من آل ضجعم ثوى بين أحجار ببرقة حارب برقة الحرض قال النميري ظعنا وكانوا جيرة خلطا سوم الربيع ببرقة الحرض برقة حسلة موضع في قول القتال الكلابي عفا من آل خرقاء الستار فبرقة حسلة منها قفار لعمرك إنني لأحب أرضا بها خرقاء لو كانت تزار برقة حسمى قد ذكرت حسمى بكسر الحاء في موضعها وقال كثير عفت غيقة من أهلها فحريمها فبرقة حسمى قاعها فصريمها ويروى فبرقة حسنى وفيه كلام ذكر في حسنى
برقة الحصاء في ديار أبي بكر بن كلاب قال عطاء بن مسحل فيا حبذا الحصاء فالبرق والعلى وريح أتانا من هناك نسيمها برقة حليت قد ذكر حليت في موضعه قال فذ بن مالك الوالي تركت ابن معتم كأن فناءه ببرقة حليت مناه مجرب وقال عامر بن الطفيل وكان سابق على فرس له يقال له كليب فسبق فقال أظن كليبا خانني أو ظلمته ببرقه حليت وما كان خائنا وأعذره إني خرقت مورعا لقيت أخا خف وصودفت بادنا برقة الحمى قد ذكر الحمى قال الشاعر أضاءت له نار على برقه الحمى وعرض الصليب دونه فالأماثل برقة حورة بالحجاز قال الأحوص فذو السرح أقوى فالبراق كأنها بحورة لم يحلل بهن عريب برقة خاخ قال الأحوص وقيل السري بن عبد الرحمن بن عتبة بن عويمر بن ساعدة الأنصاري كفنوني إن مت في درع أروى واجعلوا لي من بئر عروة مائي سخنة في الشتاء باردة الصي ف سراج في الليلة الظلماء ولها مربع ببرقة خاخ ومصيف بالقصر قصر قباء برقة الخال قال القتال الكلابي يا صاحبي أقلا بعض إملالي لا تعذلاني فإني غير عذال واستحييا أن تلوما أو ألومكما إن الحياء جميل أيما حال إني اهتديت ابنة البكري من أمم من أهل عدوة أو من برقة الخال برقة الخرجاء تأنيث الأخرج وهو السواد والبياض كالأبلق قال أبو زياد الأخرج من الرمال والجبال يكون مغطي أسفل الجبل بالرمل وأعلاه

خارج ليس عليه رمل أسود قال كثير فأصبح يرتاد الحميم برابغ إلى برقة الخرجاء من ضحوة الغد وقال السري بن حاتم الكلابي كأن لم يكن من أهل علياء باللوى حلول ولم يصبح سوام مروح لوى برقة الخرجاء ثم تيامنت بهم نية عنا تشب فتنزح تبصرتهم حتى إذا حال دونهم يحاميم من سود الأحاسن جنح برقة الخنزير وقد ذكرت في الدارات أيضا وقال الأعشى فالسفح يجري فخنزير فبرقته حتى تدافع منه السهل والجبل برقة خو في ديار أبي بكر بن كلاب أنشد أبو زياد ما أنس في الأيام لا أنس نسوة ببرقة خر والعصور الخواليا رددن جمال الحي كل مخيس جلال ترى في مرفقيه تجافيا سقى دار أهلينا بمنعرج اللوى أغر سماكي يسح العزاليا تروح غوريا وأصبح منجدا يادار ماء طيب الطعم صافيا برقة خينف وقد ذكرت في خينف قال الأخطل وقد أقول لثور هل ترى ظعنا يحدو بهن حذارى مشفق شنق كأنها بالرحى سفن ملججة أو حائش من جواثا ناعم سحق يرفعها الآل للتالي فيدركهم طرف حديد وطرف دونهم غرق حتى لحقن وقد زال النهار وقد مالت لهن بأعلى خينف البرق برقة الدآث وقد ذكر الدآث في موضعه قال أبو محمد أصدرها من برقة الدآث ينفذ ليل أخرس التبعاث برقة الرامتين ذكرت الرامتان في موضعهما قال جرير لا يبعدن أنس تغير بعدهم طلل ببرقة رامتين محيل ولقد تكون إذا تحل بغبطة أيام أهلك بالديار حلول ولقد تساعفنا الديار وعيشنا لو دام ذاك بما نحب ظليل برقة رحرحان ذكر رحرحان أيضا في موضعه قال مالك بن نويرة أراني الله ذا النعم المندي ببرقة رحرحان وقد أراني حويت جميعه بالسيف صلتا ولم ترعد يداي ولا جناني

وقال آخر بحمد أبي جبيلة كل شيء ببرقة رحرحان رخي بال برقة رعم الرعم الشحم قال يزيد بن أبان ظعن الحي يوم برقة رعم بغزال مزين مربوب وقال مرقش وفيهن حور كمثل الظباء تقروا بأعلى السليل الهدالا جعلن قديسا واعناءه يمينا وبرقة رعم شمالا برقة الركاء قال الراعي بميثاء سابت من عسيب فخالطت ببطن الركاء برقة وأجارعا برقة رواوة من جبال جهينة قال كثير وغير آيات ببرق رواوة تنائي الليالي والمدى المتطاول برقة الروحان روضة تنبت الرمث باليمامة عن الحفصي قال عبيد بن الأبرص لمن الديار ببرقة الروحان درست لطول تقادم الأزمان فوقفت فيها ناقتي لسؤالها وصرفت والعينان تبتدران وقال أوفى المازني أبلغ أسيد والهجيم ومازنا ما أحدثت عكل من الحدثان إن الذي يحمي ذمار أبيكم أمسى يميد ببرقة الروحان يا قوم إني لوخشيت مجمعا رويت منه صعدتي وسناني برقة سعد قال أبت دمن بكراع الغميم فبرقة سعد فذات العشر برقة سعر قال مالك بن الصمصامة أتوعدني ودونك برق سعر ودوني بطن شمطة فالغيام برقة سلمانين ذكر سلمانان قال جرير قفا نعرف الربعين بين مليحة وبرقة سلمانين ذات الأجارع سقى الغيث سلمانين فالبرق العلى إلى كل واد من مليحة دافع برقة سمنان ذكر سمنان في موضعه قال أربد ابن ضابي بن رجاء الكلابي يهجو ربيعة الجوع بسمنان بول الجوع مستنقعا به قد اصفر من طول الإقامة حائله ببرقائه ثلث وبالخرب ثلثه وبالحائط الأعلى أقامت عيائله برقة شماء هضبة قال الحارث بن حلزة اليشكري بعد عهد لنا ببرقة شما ء فأدنى ديارها الخلصاء برقة الشواجن الشواجن واد في ديار ضبة قال ذو الرمة
برقة صادر من منازل بني عذرة قال النابغة يمدحهم وقد قلت للنعمان يوم لقيته يريد بني حن ببرقة صادر

برقة الصراة قال الحجاج العذري أحبك ما طاب الشراب لشارب وما دام برق الصراة وعور برقة الصفا قال بديل بن قطيط ومشتى بذي الغراء أو برقة الصفا على همل أخطاره قد ترجعا برقة ضاحك باليمامة لبني عدي قال أبو جويرية ولقد تركن غداة برقة ضاحك في الصدر صدع زجاجة لا تشعب وقال الأفوه الأودي فسائل حاجرا عنا وعنهم ببرقة ضاحك يوم الجناب برقة ضارج قال أتنسون أياما ببرقة ضارج سقيناكم فيها حراقا من الشرب برقة طحال وطحال بلد وبه ماء يقال له بدر قال وكانت بها حينا كعاب خريدة لبرق طحال أو لبدر مصيرها برقة عاذب قال الخطيم العكلي اللص أمن عهد ذي عهد بحومانة اللوى ومن طلل عاف ببرقة عاذب ومصرع خيم في مقام ومنتأى ورمد كسحق المرنباني كائب المرنباني الفرو وجلود الثعالب
وكائب أراد كائب اللون
برقة عاقل قال جرير إن الظعائن يوم برقة عاقل قد هجن ذا خبل فزدن خبالا برقة عالج ذكر عالج في موضعه قال المسيب ابن علس الضبعي بكثيب خربة أو بحوملة من دونه من عالج برق برقة عسعس ذكر قال جميل جعلوا أقارح كلها بيمينهم وهضاب برقة عسعس بشمال برقة ذي العلقى قال العجير السلولي حي الإله وبياها ونعمها دارا ببرقة ذي العلقي وقد فعلا برقة العناب والعناب جبل في طريق مكة قال كثير ليالي منها الواديان مظنية فبرق العناب دارها فالأمالح برقة عوهق قال ابن هرمة قفا ساعة واستنطقا الرسم ينطق بسوقه أهوى أو ببرقة عوهق برقة العيرات قال امرؤ القيس المشهور غشيت ديار الحي بالبكرات فعارمة فبرقة العيرات برقة عيهل ويروي برقة عيهم قال بشر فإن الجزع بين عريتنات وبرقة عيهل منكم حرام سنمنعها وإن كانت بلادا بها تربو الخواصر والسنام بها قرت لبون الناس عينا وحل بها عزاليه الغمام أي هي حرام عليكم لا ترعوها ولا تنزلوها

والعيهل السريعة من الإبل وامرأة عيهل لا تستقر نزقا تردد إقبالا وإدبارا ويقال للناقة عيهل وعيهلة ولا يقال للمرأة إلا عيهل وأنشد بعضهم ليبك أبا الجرعاء ضيف معيل أو امرأة تغشى الدواجن عيهل وقال آخر فنعم مناخ ضيفان وثجر وملقى زفر عيهلة مجال برقة عيهم قال جواس بن نعيم للقعقاع بن معبد ابن زرارة فما ردكم بقيا ببرقة عيهم علينا ولكن لم نجد متقدما وقال أبو عبيدة يقال ناقة عيهم وعيهل للسريعة وقال غيره عيهم موضع بالغور من تهامة
ويقال للفيل الذكر عيهم وقال الحطيئة ينجو بها من برق عيهم طاميا زرق الجمام رشاؤهن قصير برقة ذي غان الغان والغينة الشجر الملتف في الجبل وفي السهل بلا ماء فإذا كان بماء فهي الغيضة قال أبو داود نحن أنزلنا ببرقة ذي غان برقة الغضا الغضا موضع بعينه وهو شجر يشبه الأثل ألا أن الأثل أعظم منه وأكبر وحطبه من أجود الحطب وناره كذلك وأكثر ما ينبت في الرمال قال حميد الأرقط غداة قال الركب أربع أربع ببرقة بين الغضا ولعلع برقة غضور ببلاد فزارة قال نجبة بن ربيعة الفزاري وباتوا على مثل الذي حكموا لنا غداة تلاقينا ببرقة غضورا والغضور نبت يشبه السبط
برقة قادم قال العلاء بن قرظة خال الفرزدق ونحن سقينا يوم برقة قادم مصاد نفيل بالزعاق المسمم برقة ذي قار قال بعضهم لقد خبرت عيناك يوما بحبها ببرقة ذي قار وقد كتم الصدر برقة القلاخ فعال من القلخ وهو الضرب باليابس على اليابس قال أبو وجزة السعدي أجراع لينة فالقلاخ فبرقها فشواحط فرياضة فالمقسم برقة الكبوان بالتحريك في شعر لبيد حيث قال حتى إذا أفد العشي تروحا لمبيت ربعي النتاج هجان طالت إقامته وغير عهده رهم الرييع ببرقة الكبوان برقة لفلف بين الحجاز والشام قال حجر بن عقبة الفزاري باتت مجللة ببرقة لفلف ليل التمام قليلة الإطعام برقة اللكاك قد ذكر اللكاك قال الراعي إذا هبطت روض اللكاك تجاوبت به ودعاها روضه وأبارقه برقة اللوى قال مصعب بن الطفيل القشيري

ألا حبذا يا جفن أطلال دمنة بحيث سقى ذات السلام رقيبها بناصفة العمقين أو برقة اللوى على النأي والهجران شب شبوبها بكى لي خلان الصفاء ومسني بلوم رجال لم تقطع قلوبها برقة ماسل قال الراعي تناهى المزن وامتزجت عراه ببرقة ماسل ذات الأفان برقة مجول قال جميل العذري عجل الفراق وليته لم يعجل وجرت بوادر دمعك المتهلل طربا وشاقك ما لقيت ولم تخف بين الحبيب غداة برقة مجول برقة المرورات قال الطرماح ولست براء من مرورات برقة بها آل ليلى والجناب مريع برقة مكتل قال أبو زياد برقة مكتل جبل وأنشد لرجل يرجز بركيه أحمي لها من برقتي مكتل والرمث من بطن الحريم الهيكل ضرب رياح قائما بالمعول بذي شباة من قساس مقصل في مثل ساق الحبشي الأعصل برقة ملحوب قال ابن مقبل ولما ولجنا أمكنت من عنانها وأمسكت عن بعض الخلاط عناني عشية قالت لي وقالت لصاحبي ببرقة ملحوب ألا تلجان برقة منشد ماء لبني تميم وبني أسد قال كثير وقال خليلي قد وقعت بما ترى وأبلغت عذرا في البغاية فاقصد فقلت له لم تقض ما عمدت له ولم آت إصراما ببرقة منشد برقة النجد من نواحي اليمامة قال توبة واسمه عبد الملك بن عبد العزيز السلولي اليمامي ما تزال الديار في برقة النج د لسعدى بقرقرى تبكيني قد تحيلت أن أرى وجه سعدى فإذا كل حيلة تعييني قلت لما وقفت في سدة البا ب لسعدى مقالة المسكين فافعلي بي يا ربة الخدر خيرا ومن الماء شربة فاسقيني قالت الماء في الركي كثير قلت ماء الركي لا يرويني طرحت دوني الستور وقالت كل يوم بعلة تأتيني برقة نعاج جمع نعجة قال القتال عفا النجب بعدي فالعريشان فالبتر فبرق نعاج من أميمة فالحجر برقة نعمي قال الزمخشري واد بتهامة وقال النابغة أهاجك من أسماء ربع المنازل ببرقة نعمي فروض الأجاول

برقة النير قال تربعت في السر من أوطانها بين قطيات إلى دعمانها فبرقة النير إلى جريانها برقة واحف قال لبيد وكنت إذا الهموم تحضرتني وصدت خلة بعد الوصال صرمت حبالها وصددت عنها بناجية تجل عن الكلال كأخنس ناشط جادت عليه ببرقة واحف إحدى الليالي برقة واسط لم يحضرني شاهدها
برقة واكف قال الأفوه الأودي فسائل حاجرا عنا وعنهم ببرقة واكف يوم الجناب ويروى ببرقة ضاحك وقد تقدم
برقة الوداء والوداء واد أعلاه لبني العدوية والتيم وأسفله لبني كليب وضبة قاله السكري في شرح شعر جرير حيث قال عرفت ببرقة الوداء رسما محيلا طال عهدك من رسوم عفا الرسم المحيل بذي العلندى مساحج كل مرتجز هزيم فليت الظاعنين به أقاموا وفارق بعض ذا الأنس المقيم فما العهد الذي عهدت إلينا بمنسي البلاء ولا ذميم برقة هارب قال النابغة الذبياني في بعض الروايات لعمري لنهم المرء من آل ضجعم نزور ببصرى أو ببرقة هارب فتى لم تلده بنت أم قريبة فيضوي وقد يضوي رديد الأقارب برقة هجين كأنها بين الحجاز والشام قال جميل قرضن شمالا ذا العشيرة كلها وذات اليمين البرق برق هجين برقة هولى قال العجير أبلغ كليبا بأن الفج بين صدى وبين برقة هولى غير مسدود برقة يثرب قال النمر بن تولب
برقة اليمامة قال مضرس بن ربعي وقيل طليحة ولو أن غفرا في ذرى متمنع من الضمر أو برق اليمامة أو خيم ترقى إليه الموت حتى يحطه إلى السهل أو يلقى المنية في العلم بركاوان ناحية بفارس بالفتح والسكون
بركد من قرى بخارى ينسب إليها أبو جعفر محمد بن أحمد بن موسى بن سلام البركدي القاضي مات في ذي الحجة سنة تسع وثمانين وثلاثمائة
برك الغماد بكسر الغين المعجمة وقال ابن دريد بالضم والكسر أشهر وهو موضع وراء مكة بخمس ليال مما يلي البحر وقيل بلد باليمن دفن عنده عبد الله بن جدعان التيمي القرشي قال الشاعر سقى الأمطار قبر أبي زهير إلى سقف ألى برك الغماد

وقال ابن خالوية أنشدنا ابن دريد لنفسه فقال لست ابن عم القاطنين ولا ابن أم للبلاد فاجعل مقامك أو مقر ك جانبي برك الغماد وانظر إلى الشمس التي طلعت على إرم وعاد هل تؤنسن بقية من حاضر منهم وباد وفي حديث عمار لو ضربونا حتى بلغوا بنا برك الغماد لعلمنا أننا على الحق وأنهم على الباطل
وفي كتاب عياض برك الغماد بفتح الباء عن الأكثرين وقد كسرها بعضهم وقال هو موضع في أقاصي أرض هجر قال الراجز جارية من أشعر أو عك بين غمادي نبة وبرك هفافة الأعلى رداح الورك ترج ودكا رجرجان الرك في قطن مثل مداك الرهك تجلو بحماوين عند الضحك أبرد من كافورة ومسك كأن بين فكها والفك فأرة مسك ذبحت في سك وقال ابن الدمينة في الحديث أن سعد بن معاذ والمقداد بن عمرو قالا لرسول الله صلى الله عليه و سلم لو اعترضت بنا بالبحر لخضناه ولو قصدت بنا برك الغماد لقصدناه وفي حديث آخر عن أبي الدرداء لو أعيتني آية من كتاب الله فلم أجد أحدا يفتحها علي إلا رجل ببرك الغماد لرحلت إليه وهو أقصى حجر باليمن قال وقد ذكر برك الغماد محمد بن أبان بن جرير الخنفري وهو في بلد الخنفريين في ناحية جنوبي منعج فقال فدع عنك من أمسى يغور محلها ببرك الغماد بين هضبة بارح قال وهذه مواضع في منقطع الدمينة وحرازة من سفلى المعافر قال والبرك حجارة مثل حجارة الحرة خشنة يصعب المسلك عليها وعرة وقال الحارث بن عمرو والجزلي من جزلان فأجلوا مفرقا وبني شهاب وجلوا في السهول وفي النجاد ونحو الخنفرين وآل عوف لقصوى الطوق أو برك الغماد البرك جمع بركة سكة معروفة بالبصرة ينسب إليها يحيى بن إبراهيم البركي كان ينزل سكة بالبصرة روى عنه أبو داود السجستاني وغيره
برك بوزن قرد ناحية باليمن وهو بين ذهبان وحلي وهو نصف الطريق بين حلي ومكة وإياه أراد أبو دهبل الجمحي بقوله يصف ناقته خرجت بها من بطن مكة بعدما أصات المنادي للصلاة وأعتما فما نام من راع ولا ارتد سامر من الحي حتى جاوزت بي يلملما ومرت ببطن الليث تهوي كأنما تبادر بالإصباح نهبا مقسما وجازت على البزواء والليل كاسر جناحيه بالبزواء وردا وأدهما فما ذر قرن الشمس حتى تبينت بعليب نخلا مشرفا ومخيما

ومرت على أشطان روقة بالضحى فما جررت للماء عينا ولا فما وما شربت حتى ثنيت زمامها وخفت عليها أن تجن وتكلما فقلت لها قد بعت غير ذميمة وأصبح وادي البرك غيثا مديما و برك أيضا ماء لبني عقيل بنجد
و برك أيضا قرب المدينة قال عرام بن الأصبغ بحذاء شواحط من نواحي المدينة والسوارقية واد يقال له برك كثير النبات من السلم والعرفط وبه مياه قال ابن السكيت في تفسير قول كثير قد جعلت أشجان برك يمينها وذات الشمال من مريخة أشأما قال الأشجان مسائل الماء وبرك ههنا نقب يخرج من ينبع إلى المدينة عرضه نحو من أربعة أميال أو خمسة وكان يسمى مبركا فدعا له النبي صلى الله عليه و سلم
و برك أيضا ويروى بفتح أوله واد لبني قشير بأرض اليمامة يصب في المجازة وقيل هو لهزان ويلتقي هو والمجازة بموضع يقال له إجلة وحضوضى فأما برك فيصب في مهب الجنوب قال الشاعر ألا حبذا من حب عفراء ملتقى نعام وبرك حيث يلتقيان قال نصر برك ونعام واديان وهما البركان أهلهما هزان وجرم و برك الترياع موضع آخر
و برك النخل موضع آخر عن نصر
بركوت بالفتح وضم الكاف وسكون الواو وآخره تاء مثناة من قرى مصر ينسب إليها رياح ابن قصير اللخمي البركوتي من أزدة بن حجر بن جزيلة بن لخم وأبو الحسن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن سلمة الخولاني البركوتي المصري يروي عن يونس بن عبد الأعلى مات في رجب سنة 923
بركة أم جعفر إنما سميت البركة بركة لإقامة الماء فيها من بروك البعير يقال ما أحسن بركة هذا البعير كما يقال ركبة وجلسة
وأم جعفر هذه هي زبيدة بنت جعفر بن المنصور أم محمد الأمين وهذه البركة في طريق مكة بين المغيثة والعذيب
بركة الحبش هي أرض في وهدة من الأرض واسعة طولها نحو ميل مشرفة على نيل مصر خلف القرافة وقف على الأشراف تزرع فتكون نزهة خضرة لزكاء أرضها واستفالها واستضحائها وريها وهي من أجل متنزهات مصر رأيتها وليست ببركة للماء وإنما شبهت بها وكانت تعرف ببركة المعافر وبركة حمير وعندها بساتين تعرف بالحبش والبركة منسوبة إليها قال القضاعي ورأيت في شرط هذه البركة أنها محبسة على البئرين اللتين استنبطهما أبو بكر المارداني في بني وائل بحضرة الخليج والقنطرة المعروفة إحداهما بالعذق والأخرى بالعقيق وقال علي بن محمد بن أحمد بن حبيب التميم الكاتب أقمت بالبركة الغراء مرهفة والماء مجتمع فيها ومسفوح إذا النسيم جرى في مائها اضطربت كأنما ريحه في جسمها روح وهعذا معنى غريب أظنه سبق إليه يصفها إذا امتلأت بماء النيل وقت زيادته لأن أكثر ما يحيط بها عال عليه فإذا امتلأت بالماء أشبهت البركة وقال أمية بن أبي الصلت المغربي يصفها ويتشوقها

لله يومي ببركة الحبش والأفق بين الضياء والغبش والنيل تحت الرياض مضطرب كصارم في يمين مرتعش ونحن في روضة مفوقة دبج بالنور عطفها ووشي قد نسجتها يد الغمام لنا فنحن من نسجها على فرش فعاطني الراح إن تاركها من سورة الهم غير منتعش وأثقل الناس كلهم رجل دعاه داعي الهوى فلم يطش بركة الخيزران موضع قرب الرملة من أرض فلسطين
بركة زلزل ببغداد بين الكرخ والسراة وباب المحول وسويقة أبي الورد وكان زلزل هذا ضرابا بالعود يضرب به المثل بحسن ضربه وكان من الأجواد وكان في أيام المهدي والهادي والرشيد وكان غلاما لعيسى بن جعفر بن المنصور وكان في موضع البركة قرية يقال لها سال بقباء إلى قصر الوضاح فحفر هناك بركة ووقفها على المسلمين ونسبت المحلة بأسرها إليه فقال نفطويه النحوي في ذلك لو أن زهيرا وامرأ القيس أبصرا ملاحة ما تحويه بركة زلزل لما وصفا سلمى ولا أم جندب ولا أكثرا ذكر الدخول وحومل قال إسحق بن إبراهيم الموصلي كان برصوما الزامر وزلزل الضارب من سواد الكوفة قدم بهما أبي سنة حج ووقفهما على الغناء العربي وأراهما وجوه النغم وثقفهما حتى بلغا المبلغ الذي بلغاه من خدمة الخلفاء وكان الرشيد قد وجد على زلزل فحبسه سنين وكانت أخت زلزل تحت إبراهيم الموصلي فقال فيه في قصة ذكرتها في أخبار إبراهيم من كتاب أخبار الشعراء الذي جمعته واسم زلزل منصور هل دهرنا بك عائد يا زلزل أيام يعيينا العدو المبطل أيام أنت من المكاره آمن والخير متسع علينا مقبل برلس بفتحتين وضم اللام وتشديدها بليدة على شاطىء نيل مصر قرب البحر من جهة الإسكندرية قال المنجمون هي في الإقليم الثالث طولها اثنتان وخمسون درجة وأربع وعشرون دقيقة وعرضها إحدى وعشرون درجة وثلاثون دقيقة وذكر أبو بكر الهروي صاحب المدرسة والقبر بظاهر حلب أن بالبرلس اثني عشر رجلا من الصحابة لا تعرف أسماؤهم وينسب إليها جماعة من أهل العلم منهم أبو إسحاق إبراهيم بن أبي داود سليمان بن داود البرلسي الأسدي حدث عن أبي اليمان الحكم بن نافع وعبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي البصري روى عنه أحمد بن محمد بن سلامة أبو جعفر الطحاوي وكان حافظا ثقة مات بمصر سنة 272 ويعرف بابن أبي داود أسدي من أسد بن خزيمة وكان سكن البرلس ومولده بصور من بلد السواحل وأبوه إبو داود من أهل الكوفة ذكره ابن يونس فقال كان أبوه كوفيا ولزم هو البرلس من أعمال مصر ومولده بصور وكان ثقة من حفاظ الحديث وذكر وفاته

برماقان بالفتح ثم السكون وقاف ومن قرى مرو الشاهجان
برمس بضم أوله والميم من نواحي أسفرايين من أعمال نيسابور
البرمكية محلة ببغداد وقيل قرية من قراها يقال هي المعروفة بالبرامكة وقد ذكرت فيما تقدم وذكر من نسب إليها
بر ملاحة بالفتح والحاء مهملة موضع في أرض بابل قرب حلة دبيس بن مزيد شرقي قرية يقال لها القسونات بها قبر باروخ أستاذ حزقيل وقبر يوسف الربان وقبر يوشع وليس يوشع بابن نون وقبر عزرة وليس عزرة بناقل التوراة الكاتب والجميع يزوره اليهود وفيها أيضا قبر حزقيل المعروف بذي الكفل يقصده اليهود من البلاد الشاسعة للزيارة
برم بالضم جبل بنعمان قال أبو صخر الهذلي لو أن ما حملت حملة شفعات رضوى أو ذرى برم لكللن حتى يختشعن له والخلق من عرب ومن عجم وقال الكناني تبغين الحقاب وبطن برم وقنع من عجاجتهن صار و معدن البرم بين ضرية والمدينة وهناك أضاخ موضع مشهور
برم هكذا صورته في كتاب الإصطخري فليحقق وقال هو رستاق بسمرقند زروعه مباخس غير أن قراها أعمر وأكثر عددا من رستاق سمرقند وأموالهم المواشي وبلغني أن القفيز الواحد ربما أخرج زيادة على مائة قفيز وأهلها أصح الناس أجساما وطول رستاق البرم نحو من مرحلتين وربما كان للقرية الواحدة من الحدود نحو الفرسخين أو أكثر
برمنش بتشديد النون والشين معجمة إقليم من أعمال بطليوس من نواحي الأندلس
برمة بكسر أوله من بلاد سليم قال ابن حبيب برمة عرض من أعراض المدينة قرب بلاكث بين خيبر ووادي القرى وسيأتي في بلاكث بأتم من هذا قال الراجز ببطن وادي برمة المستنجل برمة أيضا بليدة ذات أسواق في كورة الغربية من أرض مصر في طريق الإسكندرية من الفسطاط رأيتها
برندق بالتحريك وسكون النون وفتح الدال وقاف قرية كبيرة من واد بين قزوين وخلخال من أعمال أذربيحان
برنوذ بضم أوله وسكون الراء وفتح النون وواو وذال معجمة من قرى نيسابور ينسب إليها أبو علي محمد بن علي بن عمر المذكر البرنوذي الواعظ روى عنه الحاكم أبو عبد الله وقال إنه روى عن جماعة من مشايخ أبيه لم يدركهم وذكر جماعة لا أحفظ منهم غير عتيق بن محمد الحرثي قال وحملنا الشره على السماع منه عنهم وعمر طويلا مائة وست سنين ومات في رمضان سنة 733 أو كما قال فإني كتبت من حفظي وكان أبوه أيضا محدثا ثقة

برنوه بضم النون وسكون الواو من قرى نيسابور منها بكر بن أحمد بن بابلوس البرنوي الحاكم أبو بكر روى عنه أبو بكر بن زكرياء
برنيق بالفتح ثم السكون وكسر النون وياء ساكنة وقاف مدينة بين الإسكندرية وبرقة على الساحل منها علي بن البرنيقي الأديب كان بمصر وله خط مضبوط متعارف
برنيل باللام كورة من شرقي مصر منها أبو زرعة بلال التجيبي البرنيلي قتل في فتنة القراء بمصر سنة 712
بروج بفتح الواو وجيم ويقال بروص بالصاد المهملة من أشهر مدن الهند البحرية وأكبرها وأطيبها يجلب منها النيل واللك نسب إليها السلفي أبا محمد هارون بن محمد المهلب البروجي الهندي لقيه بالإسكندرية قال وكان شيخا صالحا لا يتمكن من تعبير ما في قلبه لا بالعربية ولا بالفارسية إلا بعد جهد جهيد وكان يؤذن في مسجد من مساجد الإسكندرية وكان قد حج
بروجرد بالفتح ثم الضم ثم السكون وكسر الجيم وسكون الراء ودال بلدة بين همذان وبين الكرج بينها وبين همذان ثمانية عشر فرسخا وبينها وبين الكرج عشرة فراسخ وبروجرد بينهما وكانت تعد من القرى إلى أن اتخذ حمولة وزير آل أبي دلف بها منبرا اتخذها منزلا لما عظم أمره واستبد بالجبال وهي مدينة خصبة كثيرة الخيرات تحمل فواكهها إلى الكرج وغيرها وطولها مقدار نصف فرسخ وهي قليلة العرض ينبت بها الزعفران وقال بعضهم يهجو أهلها بروجرد في طيبها جنة وما عيبها غير سكانها ولكن يغطي على لؤمهم وبخلهم جود نسوانها وقال أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن محمد بن نعيم النعيمي ودع بروجرد توديعا إلى الأبد واضرط عليها فما بالربع من أحد فما بها أحد يرجى لنائبة ولا لجبران كسر من سماح يد وقال أبو المظفر الأموي ببروجرد نزلنا منزلا غير أنيق وطوى دون قراها كشحه كل صديق وتوارى بحجاب يوحش الضيف وثيق والبروجردي إن ص احبته شر رفيق والنهاوندي أيضا من بنيات الطريق وكلا الجنسين لا يصلح إلا للحريق ينسب إليها محمد بن هبة الله بن العلاء بن عبد الغفار البروجردي أبو الفضل الحافظ من أهل بروجرد شيخ صالح عالم صحب أبا الفضل محمد بن طاهر المقدسي وكان من المتميزين الفهيمين سمع أبا محمد عبد الرحمن بن أحمد الدوني وأبا محمد مكي بن بحير الشعار ويحيى بن عبد الوهاب بن مندة ومحمد بن طاهر المقدسي قال أبو سعد أول ما لقيته أني كنت قاعدا في جامع بروجرد أنسخ شيئا من الحديث فدخل شيخ ذو هيئة رثة فسلم وقعد فبعد ساعة قال لي إيش تكتب فكرهت جوابه وقلت في نفسي ماله ولهذا السؤال ثم قلت متبرما الحديث فقال كأنك تطلب الحديث قلت نعم قال من أين أنت قلت من مرو قال عمن يروي البخاري الحديث من مرو قلت عن

عبدان وصدقة وعلي بن حجر وجماعة من هذه الطبقة قال ما اسم عبدان قلت عبد الله بن عثمان بن جبلة قال لي لم قيل له عبدان فوقفت فتبسم فنظرت إليه بعين أخرى وقلت يذكره الشيخ فقال كنيته أبو عبد الرحمن واسمه عبد الله فاجتمع في اسمه وكنيته العبدان فقيل له عبدان ففرحت بهذه الفائدة فقلت عمن سمعت هذا فقال عن محمد بن طاهر المقدسي ثم بعد ذلك كتبت عنه أحاديث من أجزاء انتخبتها عليه
البرود بالفتح ثم الضم وسكون الواو ودال مهملة قال يعقوب البرود فيما بين ملل وبين طرف جبل جهينة قال والبرود أيضا بطرف حرة النار أودية يقال لهن البوارد والبرود واد فيه بئر بطرف حرة ليلى قال والبرود قرب رابغ ورابغ بين الجحفة وودان قال كثير غشيت لليلى بالبرود منازلا تقادمن واستنت بهن الأعاصر وأوحشن بعد الحي إلا معالما يرين حديثات وهن دواثر بروقة بالفتح وتشديد الراء وضمها وسكون الواو وقاف قال نصر ناحية كوفية فيما أحسب بروقان بالقاف والنون قرية من نواحي بلخ ينسب إليها محمد بن خاقان البروقاني
برونجرد بالفتح ثم السكون وفتح الواو وسكون النون وكسر الجيم وسكون الراء ودال مهملة قرية كبيرة بمرو عند الرمل وقد خربت الآن منها أبو محمد بن طاهر بن العباس البرونجردي
برونداس بضم أوله وثانيه اسم مقبرة بأوانا دفن فيها بعض المحدثين لها ذكر
برونس بفتحتين وسكون الواو وتشديد النون وسين مهملة جزيرة كبيرة في بحر الروم يحيط بها مائتا ميل وأظنها اليوم للروم
برووقتان هكذا وجدته بخط بعض أئمة الأدب بواوين الأولى مضمومة وهو موضع قرب الكوفة وهو في شعر طخيم بن طخماء الأسدي حيث قال كأن لم يكن يوم بزورة صالح وبالقصر ظل دائم وصديق ولم أرد البطحاء يمزج ماءها شراب من البرووقتين عتيق البروية بفتحتين ناحية باليمن تشتمل على قرى كثيرة ومزارع
برهوت بضم الهاء وسكون الواو وتاء فوقها نقطتان واد باليمن يوضع فيه أرواح الكفار وقيل برهوت بئر بحضرموت وقيل هو اسم للبلد الذي فيه هذه البئر ورواه ابن دريد برهوت بضم الباء وسكون الرياء وقيل هو واد معروف وقال محمد بن أحمد وبقرب حضرموت وادي برهوت وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه و سلم إن فيه أرواح الكفار والمنافقين وهي بئر عادية في فلاة واد مظلم وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال أبغض بقعة في الأرض إلى الله عز و جل وادي برهوت بحضرموت فيه أرواح الكفار وفيه ماؤها أسود منتن تأوي إليه أرواح الكفار وعنه أنه قال شر بئر في الأرض بئر بلهوت في برهوت تجتمع فيه أرواح الكفار وحكى الأصمعي عن رجل من حضرموت قال إنا نجد من ناحية برهوت الرائحة المنتنة الفظيعة جدا فيأتينا بعد

ذلك أن عظيما من عظماء الكفار مات فنرى أن تلك الرائحة منه وعن ابن عباس رضي الله عنه أن أرواح المؤمنين بالجابية من أرض الشام وأرواح الكفار ببرهوت من حضرموت وقال ابن عيينة أخبرني رجل أنه أمسى ببرهوت قال فسمعت منه أصوات الحاج وضجيجهم وذكر أبان بن تغلب أن رجلا آواه المبيت إلى وادي برهوت قال فكنت أسمع طول الليل يا دومة يا دومة فذكرت ذلك لرجل من أهل الكتاب فقال إن الملك الذي على أرواح الكفار يقال له دومة وقال النعمان بن بشير في بنت هانىء الكندية أم ولده وكان النعمان قد ولي اليمن إني لعمر أبيك يا ابنة هانىء لو تصحبين ركائبي لشقيت وتسر أمك أننا لم نصطحب فدعي التبسط للسفار نسيت واقني حياءك واقعدي مكفية إن كنت للرشد المصيب هديت ولعل ذلك أن يراد فتكرهي وهناك إن عفت السفار عصيت أنى تذكرها وغمرة دونها هيهات بطن قناة من برهوت البرة بلفظ مؤنث البر وامرأة برة إذا كانت بارة بأهلها حسنة العشرة لهم وهو اسم الموضع الذي قتل فيه قابيل أخاه هابيل وبرة من أسماء زمزم والبرة العليا والبرة السفلى ويقال لهما البرتان قريتان باليمامة وكانت البرة العليا منزل يحيى ابن طالب الحنفي وكان قد أثقله الدين فهرب وقال أشعارا كثيرة يتشوق وطنه وقد ذكرت خبره في قرقرى وقال يذكر البرة خليلي عوجا بارك الله فيكما على البرة العليا صدور الركائب وقولا إذا ما نوه القوم للقرى ألا في سبيل الله يحيى بن طالب بريانة بالضم ثم الكسر وياء شديدة ونون مدينة بالأندلس في شرقي قرطبة من أعمال بلنسية
بريث كأنه تصغير برث وهي الأرض السهلة اللينة موضع بالسواد
بريث بفتح أوله وكسر ثانيه موضع آخر من السواد أيضا كلاهما عن نصر
البريت بكسرتين بوزن خريت مكان بالبادية كثير الرمل وقال شمر يقال الخريت والبريت أرضان بناحية البصرة وقال نصر البريت من مياه كلب بالشام
البريدن بالضم ثم الفتح بلفظ التثنية قال الشماخ
بريدة تصغير بردة ماء لبني ضبينة وهم ولد جعدة بن غني بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان عبس وسعد أمهما ضبينة بفتح الضاد وكسر الباء بنت سعد بن غامد من الأزد غلبت عليهم ويوم بريدة من أيامهم
البريراء براءين والمد من أسماء جبال بني سليم ابن منصور
بريش بفتحتين وياء ساكنا وشين معجمة حصن باليمن من أعمال صنعاء
بريشو بالفتح ثم الكسر والتشديد اسم لنهر الخازر الذي بين الموصل وإربل

البريص بالصاد المهملة اسم نهر دمشق قال أبو إسحق النجيرمي في أماليه العرب تقول لا أبرح بريصي هذا أي مقامي هذا قال ومنه سمي باب البريص بدمشق لأنه مقام قوم يروون قال حسان بن ثابت الأنصاري لله در عصابة نادمتهم يوما بجلق في الزمان الأول أولاد جفنة حول قبر أبيهم قبر ابن مارية الكريم المفضل يسقون من ورد البريص عليهم بردى يصفق بالرحيق السلسل وقال وعلة الجرمي ولا سرطان أنهار البريص وهذان الشعران يدلان على أن البريص اسم الغوطة بأجمعها ألا تراه نسب الأنهار إلى البريص وكذلك حسان فإنه يقول يسقون ماء بردى وهو نهر دمشق من ورد البريص فأما اليريض بالضاد المعجمة في شعر امرىء القيس فهو بالياء آخر الحروف
البريقان تثنية البريق بالضم ثم الفتح قال ابن دريد في كتاب المجتني أنشدنا الرياشي ألا قاتل الله الحمامة غدوة على الفرع ماذا هيجت حين غنت تغنت غناء أعجميا فهيجت جواي الذي كانت ضلوعي أجنت نظرت بصحراء البريقين نظرة حجازية لو جن طرف لجنت البريقة بالقاف قرية بالصعيد قرب أدرنكة وبوتيج
البريكان تصغير تثنية بريك يوم البريكين من أيام العرب
بريك بلد باليمامة يذكر مع برك بلد آخر هناك وهما من أعمال الخضرمة ولهما ذكر في أيام العرب وأشعارهم
و بريك أيضا موضع في طريق عدن وهو بين المنزل التاسع عشر والعشرين لحاج عدن كذا ذكر في كتاب نصر
بريل بالكسر ثم السكون وياء خفيفة ولام مشددة أحسبها مدينة بالأندلس ينسب إليها خلف مولى يوسف بن البهلول سكن بلنسية يكنى أبا القاسم وكان فقيها له كتاب اختصر فيه المدونة وقرأ به على طلابه فقيل من أراد أن يكون فقيها من ليلته فعليه بكتاب البريلي توفي سنة 344 ومحمد بن عيسى البريلي من تطيلة رحل إلى المشرق وسمع وقتل بعقبة البقر في سنة 004
بريم بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة قال الأصمعي لبني عامر بن ربيعة بنجد بريم وهم شركاء بني جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن فيه قال ابن مقبل وأمست بأكناف المراح وأعجلت بريما حجاب الشمس أن يترجلا وقال الراجز تذكرت مشربها من تصلبا ومن بريم قصبا مثقبا بريم بالضم ثم الفتح وياء ساكنة واد بالحجاز قرب مكة وقيل بريم بالفتح أيضا
بريه بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وهاء نهر بريه بالبصرة من شرقي دجلة

باب الباء والزاي وما يليهما
بزاخة بالضم والخاء معجمة قال الأصمعي بزاخة ماء لطيء بأرض نجد وقال أبو عمرو الشيباني ماء لبني أسد كانت فيه وقعة عظيمة في أيام أبي بكر الصديق مع طليحة بن خويلد الأسدي وكان قد تنبأ بعد النبي صلى الله عليه و سلم واجتمع إليه أسد وغطفان فقوي أمره فبعث إليه أبو بكر خالد بن الوليد فقدم خالد أمامه عكاشة بن محصن الأسدي حليف الأنصار فلقيه ببزاخة ماء لبني أسد فقتل عكاشة وكان عيينة بن حصن مع طليحة في سبعمائة من بني فزارة وجاء خالد على الأثر فلما رأى عيينة أن سيوف المسلمين قد استلحمت المشركين قال لطليحة أما ترى ما يصنع جيش أبي الفضل يعني خالد بن الوليد فهل جاءك ذو النون بشيء قال نعم قد جاءني وقال لي إن لك يوما ستلقاه ليس لك أوله ولكن لك آخره ورحى كرحاه وحديثا لا تنساه فقال أرى والله أن لك حديثا لا تنساه
يا بني فزارة هذا كذاب وولى عن عسكره فانهزم الناس وظهر المسلمون وأسر عينيه ابن حصن وقدم به المدينة فحقن أبو بكر دمه وخلى سبيله وهرب طليحة فدخل جبا له فاغتسل وخرج فركب فرسه وأهل بعمرة ومضى إلى مكة وأتى مسلما وقيل بل أتى الشام فأخذه غزاة المسلمين وبعثوا به إلى المدينة فأسلم وأبلى بعده في فتوح العراق وقيل بل هو قدم على عمر بعد وفاة أبي بكر مسلما فقبله وقال له عمر أقتلت الرجل الصالح عكاشة بن محصن فقال إن عكاشة سعد بي وأنا شقيت به وأنا أستغفر الله فقال له عمر أنت الكاذب على الله حين زعمت أنه أنزل عليك إن الله لا يصنع بتعفير وجوهكم وقبح أدباركم شيئا فاذكروا الله قياما فإن الرغوة فوق الصريح فقال يا أمير المؤمنين ذلك من فتن الكفر الذي هدمه الإسلام كله فلا تعنيف علي ببعضه فأسكت عمر وقال القعقاع ابن عمرو يذكر يوم بزاخة وأفلتهن المسحلان وقد رأى بعينيه نقعا ساطعا قد تكوثرا ويوما على ماء البزاخة خالد أثار بها في هبوة الموت عثيرا ومثل في حافاتها كل مثلة كفعل كلاب هارشت ثم شمرا وقال ربيعة بن مقروم الضبي وقومي فإن أنت كذبتني بقولي فاسأل بقومي عليما بنو الحرب يوما إذا استلأموا حسبتهم في الحديد القروما فدى ببزاخة أهلي لهم إذا ملؤوا بالجموع الحريما وقال جحدر بن معاوية المحرزي اللص يا دار بين بزاخة فكثيبها فلوى غبير سهلها أو لوبها سقت الصبا أطلال ربعك مغدقا ينهل عارضها بلبس جيوبها أيام أرعى العين في زهر الصبا وثمار جنات النساء وطيبها بزار بالضم وآخره راء قال أبو سعد البزاري هذه النسبة إلى أبزار وهي قرية على فرسخين من نيسابور تقول لها العامة بزار والمنتسب إليها أبو إسحق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن رجاء الأبزاري

الذي يقال له البزاري من هذه القرية رحل إلى العراق والجزيرة والشام وسمع الحديث الكثير وكان ثقة توفي في سنة 364 في خامس رجب وهو ابن ست أو سبع وتسعين سنة
البزاز بزايين الأولى مشددة بليدة بين المذار والبصرة على شاطىء نهر ميسان رأيتها غير مرة
بزاعة سمعت من أهل حلب من يقوله بالضم والكسر ومنهم من يقول بزاعا بالقصر وعليه قول شاعرهم لو أن بزاعا جنة الخلد ما وفى رحيلي إليها بالترحل عنكم وهي بلدة من أعمال حلب في وادي بطنان بين منبج وحلب بينها وبين كل واحدة منهما مرحلة وفيها عيون ومياه جارية وأسواق حسنة وقد خرج منها بعض أهل الأدب منهم أبو خليفة يحيى بن خليفة بن علي بن عيسى بن عامر بن أحمد بن المحسن ابن المغيث التنوخي البزاعي يعرف بابن الفرس له شعر جيد منه حبيب جفاني لا لذنب أتيته على هجره أفديه بالمال والنفس رضيت به فليهجر العام كله ويجعل لي يوما من الوصل والأنس وأبو فراس بن أبي الفرج البزاعي ذكرنا له شعرا في دير سمعان ودير عمان وحماد البزاعي شاعر عصري وكان من المجيدين ومن شعره في غلام اسم أبيه عبد القاهر نفر نومي ظبي الحمى النافر ونام عما يكابد الساهر يا ليلة بتها وأولها كأول الحب ما له آخر أرعى نجوما ونت وسائرها أخير منه فليس بالسائر مغرى بظبي المواصل من بني ال مواصلين وهو المقاطع الهاجر صرت له أول اسم والده الأو ل إذ كان نصفه الآخر بزاق بالفتح وتشديد الزاي موضع قرب تل فخار من أعمال واسط وقد ذكر في بساق
بزان بالضم من قرى أصبهان ينسب إليها أبو الفرج عبد الوهاب بن محمد بن عبد الله الأصبهاني البزاني روى عنه أبو بكر الخطيب
بزانة من قرى أسفرايين
بزدان بسكون الزاي من قرى الصغد
بزدة بالفتح ثم السكون وفتح الدال المهملة ويقال بزدوه والنسبة إليها بزدي قلعة حصينة على ستة فراسخ من نسف ينسب إليها أبو الحسن علي بن محمد بن الحسين بن عبد الكريم بن موسى بن عيسى بن مجاهد النسفي البزدي ويقال البزدوي الفقيه بما وراء النهر صاحب الطريقة على مذهب أبي حنيفة روى عنه صاحبه أبو المعالي محمد بن نصر بن منصور المديني الخطيب بسمرقند وابنه القاضي أبو ثابت الحسن بن علي البزدي كان إبوه من هذه القرية وولي القضاء بسمرقند وكذلك ولي القضاء ببخارى ثم عزل فانصرف إلى بزدة فسكنها وسمع الحديث ورواه ومات بسمرقند سنة 755 ومولده سنة نيف وسبعين وأربعمائة وينسب إليها من المتقدمين عزيز بن سليم بن منصور من أهل البصرة قدم خراسان مع

قتيبة بن مسلم فسكن بزدة فنسب إليها
بزديغرة بضم الباء وسكون الزاي وكسر الدال وياء ساكنة وغين معجمة مفتوحة وراء من قرى نيسابور منها الفقيه أبو عبد الله محمد بن زياد بن يزيد النيسابوري البزديغري كان زاهدا مات سنة 592
بزر جسابور بضمتين وراء ساكنة وجيم مفتوحة من طساسيج بغداد وحده في أعلى بغداد العلث قرب حربى من شرقي دجلة قال البحتري ضيعة للزمان عندي وعكس إذا تولى بزرجسابور حبس بزرة بالضم ناحية على ثلاثة أيام من المدينة بينها وبين الرويثة عن نصر
البز بالفتح والتشديد من قرى العراق وبز النهر بكلام أهل السواد آخره ينسب إليها عبد السلام بن أبي بكر بن عبد الملك الجماجمي البزي شيخ صالح حدث عن أبي طالب المبارك بن خضير الصيرفي
بزغام بالضم ثم السكون والغين معجمة من قرى نسف بما وراء النهر ينسب إليها أبو طاهر حمزة بن محمد بن أسد البزغامي توفي في شهر رمضان سنة 214 شابا
بزقباذ هي أبزقباذ وقد ذكرت
بزكوار اسم بيت بناه المتوكل في قصر له بسر من رأى فقال بعضهم يذكره بعد خرابه وكتب على حائطه هذي ديار ملوك دبروا زمنا أمر البلاد وكانوا سادة العرب عصى الزمان عليهم بعد طاعته فانظر إلى فعله بالجوسق الخرب وبزكوار وبالمختار قد خلوا من ذلك العز والسلطان والرتب بزليانة بكسرتين وسكون اللام وياء وألف ونون بليدة قريبة من مالقة بالأندلس ينسب إليها أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن الحسن ابن مسعود الجذامي البزلياني يكنى أبا عمر كان مخلفا للقضاء بإلبيرة وبجانة وصحب أبا بكر بن زرب وابن مفرج والزبيدي وابن أبي زمين ونظائرهم وكان من أهل العلم والفضل حدث عنه أبو محمد بن خزرج وقال توفي مستهل جمادى الأولى سنة 461 ومولده سنة 360 قاله ابن بشكوال
بزماقان بالضم والقاف من قرى مرو منها إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد الكاتب البزماقاني مات بعد سنة ثلاثمائة
برنان بالنونين من قرى مرو قريبة من البلد حتى صارت محلة منها خربت الآن ينسب إليها جماعة منهم أحمد بن بندون بن سليمان البزناني روى الحديث وكان الأدب غالبا عليه يروي عن الأصمعي
بزنر بالفتح ثم السكون ونون مفتوحة وراء من ناحية الإقليم من قرى غرناطة بالأندلس ينسب إليها أبو الحسن هانىء بن عبد الرحمن بن هانىء الغرناطي قال السلفي قدم علينا حاجا سنة 515 وسمع مني كثيرا وعلقت عنه يسيرا وكان قد سمع بالأندلس وكان من كبارها
بزنيروذ بالضم ثم السكون وكسر النون وياء ساكنة وراء مضمومة وواو ساكنة وذال معجمة من نواحي همذان ذات قرى منها وليدأباذ

التي ينسب إليها عبد الرحمن بن حمدان الجلاب الهمذاني
البزواء بالفتح والمد والبزا خروج الصدر ودخول الظهر يقال رجل أبزى وامرأة بزواء وهو موضع في طريق مكة قريب من الجحفة وقيل البزواء قرب المدينة بلدة بيضاء مرتفعة من الساحل بين الجار وودان وغيقة من أشد بلاد الله حرا يسكنها بنو ضمرة من بني بكر بن عبد مناة ابن كنانة رهط عزة صاحبة كثير قال كثير يهجو بني ضمرة ولا بأس بالبزواء أرضا لو أنها تطهر من آثارهم فتطيب إذا مدح البكري عندك نفسه فقل كذب البكري وهو كذوب هو التيس لؤما وهو إن راء غفلة من الجار أو بعض الصحابة ذيب وأما قول أبي دهبل الجمحي وجازت على البزواء والليل كاسر جناحيه بالبزواء وردا وأدهما فما أراه أراد غير الأولى لأنه وصف مسيره إلى اليمن في أبيات ذكرت في ألملم
بزوغى بالفتح ثم الضم وسكون الواو والغين معجمة وألف ممالة من قرى بغداد قرب المرزفة بينها وبين بغداد نحو فرسخين وقد أكثر شعراء بغداد من ذكرها قال جحظة وهو أحمد بن جعفر البرمكي وردنا بزوغى والغروب كأنها أهاضيب سود في جوانبها زمر فقام إلينا البائعون كأنهم نجوم تهاوت من مطالعها زهر فمن قائل عندي شراب معتق ومن تائه بالخمر أسكره الفكر وأنشد جحظة لنفسه في أماليه يذكر بزوغى شبيهك يا مولاي قد حان أن يبدو فهل لك أن تغدو وفي الحزم أن تغدو على قهوة مسكية بابلية لها في أعالي الكأس من مزجها عقد فقد أزعج الناقوس من كان وادعا وأهدى إلينا طيب أنفاسه الورد وهذي بزوعي والغروب وطائر على الغصن لا يدري أيندب أم يشدو فقام وفضلات الكرى في جفونه وفي برده غصن يتيه به البرد فناولته كأسا فأسرع شربها ولم يك لي من أن أساعده بد فغنى وقد غابت سمادير سكره ألا من لصب قد تحيفه الوجد سقى الله أيامي برحبة هاشم إلى دار شرشير وإن قدم العهد فقصر ابن حمدون إلى الشارع الذي غنينا به والعيش مقتبل رغد منازل كانت بالملاح أنيسة فأضحت وما فيهن دعد ولا هند فسبحان من أضحى الجميع بأمره وتقديره أيدي سبا وله الحمد وينسب إلى بزوغى جماعة منهم أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن حاتم بن إسمعيل البزوغاني وهو

ابن بنت إبي موسى محمد بن المثنى حدث عن جده لأمه وغيره
بزوفر بفتحتين وسكون الواو وفتح الفاء قرية كبيرة من أعمال قوسان قرب واسط وبغداد على النهر الموفقي في غربي دجلة
بزيان بالضم ثم السكون وياء وألف ونون من قرى هراة ينسب إليها أبو بكر عبد الله بن محمد البزياني كرامي المذهب توفي سنة 256
بزيذي بالفتح ثم الكسر وذال معجمة من قرى بغداد نزلها أبو مسلم جعفر بن باي الجيلي فنسب إليها يروي عن أبي بكر محمد بن إبراهيم المقري وأبي عبد الله بن بطة وأقام بقرية بزيذى إلى أن مات سنة 414
بزيقيا بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وكسر القاف وياء وألف قرية قرب حلة بني مزيد من أعمال الكوفة
بزي بالضم ثم الفتح وتشديد الياء جبل على شط الجريب وهو واد عريض يفرغ في الرمة
باب الباء والسين وما يليهما
بسا بالفتح ويعربونها فيقولون فسا مدينة بفارس ذكرت في فسا وذكر الأديب أبو العباس أحمد ابن علي بن بابه القاضي أن أرسلان البساسيري منسوب إليها قال هكذا ينسب أهل فارس إلى بسا بساسيري وكان مولاه منها وكان من مماليك بهاء الدولة بن عضد الدولة فلما ملك جلال الدولة أبو طاهر وابنه الملك الرحيم أبو نصر قوي أمر البساسيري وتقدم على أتراك بغداد وكثرت أمواله وأتباعه فلما قدم طغرل بك أول ملوك السلجوقية إلى بغداد خرج الملك الرحيم إليه وهرب البساسيري إلى رحبة مالك وكان كاتب المستنصر صاحب مصر وانتسب إليه فقبله وأقطعه واتفق أن إبراهيم إينال أخا طغرل بك جمع جموعا وعصى على أخيه بنواحي همذان فجمع طغرل بك عساكره وقصده فخلت بغداد من مدافع عنها فرجع إليه أرسلان البساسيري ومعه قريش بن بدران المقلد أمير بني عقيل فملكا بغداد ودار الخلافة واستذم الوزير رئيس الرؤساء إلى قريش للخليفة القائم بأمر الله ولنفسه وانتقل الخليفة إلى خيمة قريش وحمله إلى قلعة عانة على الفرات وبها ابن عمه مهارش وسلم رئيس الرؤساء ألى البساسيري فصلبه ومثل به وملك دار الخلافة واستولى على ذخائرها وأقام الخطبة ببغداد ونواحيها سنة كاملة لصاحب مصر أولها سادس عشر ذي القعدة سنة 054 وأعيدت خطبة القائم في سادس عشر ذي القعدة من سنة 154 إلى أن أوقع طغرل بك بأخيه ورجع إلى بغداد وأوقع بالبساسيري فقتله ورد القائم إلى مقر عزه ودار خلافته والقصة في ذلك طويلة وهذا مختصرها
وببغداد من ناحية باب الأزج محلة كبيرة يقال لها دار البساسيري نسب إليها بعض الرواة
بساء بالضم والتشديد والمد بيت بنته غطفان وسمته بساء مضاهاة للكعبة وهو من قولهم لا أفعل ذلك ما أبس عبد بناقة وهو طوفانه حولها ليحلبها وأبس بالإبل عند الحلب إذا دعا الفصيل إلى الناقة يستدرها به فكأنهم كانوا يستحلبون الرزق في الطواف حوله
بسباسة بالفتح ثم التشديد من أسماء مكة في الجاهلية لأنها كانت تبس من لا يتقي فيها والبس أن تقول

في زجر الناقة بس بس إذا أردت سوقها وزجرها قال الشاعر بساسة تبس كل منكر بالبلد المحفوظ ثم المعشر بساق بالضم وآخره قاف ويقال بصاق بالصاد جبل بعرفات وقيل واد بين المدينة والجار وكان لأمية بن حرثان بن الأسكر ابن اسمه كلاب اكتتب نفسه في الجند الغازي مع أبي موسى الأشعري في خلافة عمر فاشتاقه أبوه وكان قد أضر فأخذ بيد قائده ودخل على عمر وهو في المسجد فأنشده أعاذل قد عذلت بغير قدري ولا تدرين عاذل ما ألاقي فإما كنت عاذلتي فردي كلابا إذا توجه للعراق فتى الفتيان في عسر ويسر شديد الركن في يوم التلاقي فلا وأبيك ما باليت وجدي ولا شغفي عليك ولا اشتياقي وإيقادي عليك إذا شتونا وضمك تحت نحري واعتناقي فلو فلق الفؤاد شديد وجد لهم سواد قلبي بانفلاق سأستعدي على الفاروق ربا له عمد الحجيج إلى بساق وأدعو الله محتسبا عليه ببطن الأخشبين إلى دفاق إن الفاروق لم يردد كلابا على شيخين هامهما زواق فبكى عمر وكتب إلى أبي موسى الأشعري في رد كلاب إلى المدينة فلما قدم دخل عليه فقال له عمر ما بلغ من برك بأبيك فقال كنت أثره وأكفيه أمره وكنت أعتمد إذا أردت أن أحلب له لبنا إلى أغزر ناقة في إبله فأسمنها وأريحها وأتركها حتى تستقر ثم أغسل أخلافها حتى تبرد ثم أحتلب له فأسقيه
فبعث عمر إلى أبيه فجاءه فدخل عليه وهو يتهادى وقد انحنى فقال له كيف أنت يا أبا كلاب فقال كما ترى يا أمير المؤمنين
فقال هل لك من حاجة قال نعم كنت أشتهي أن أرى كلابا فأشمه شمة وأضمه ضمة قبل أن أموت
فبكى عمر وقال ستبلغ في هذا ما تحب إن شاء الله تعالى
ثم أمر كلابا أن يحتلب لأبيه ناقة كما كان يفعل ويبعث بلبنها إليه ففعل وناوله عمر الإناء وقال اشرب هذا يا أبا كلاب فأخذه فلما أدناه من فمه قال والله يا أمير المؤمنين إني لأشم رائحة يدي كلاب فبكى عمر وقال هذا كلاب عندك حاضر وقد جئناك به
فوثب إلى ابنه وضمه اليه وقبله فجعل عمر والحاضرون يبكون وقالوا لكلاب الزم أبويك فلم يزل مقيما عندهما إلى أن مات
وهذا الخبر وإن كان لا تعلق له بالبلدان فإني كتبته استحسانا له وتبعا لشعره
بساق أيضا عقبة بين التيه وأيلة قال أبو عمر الكندي التقى زهير بن قيس البلوي وعبد العزيز بن مروان وقد تقدم إلى مصر مع أبيه إلى عمال عبد الله بن الزبير ببساق وهو سطح عقبة أيلة فانهزم زهير ومن معه فقال نصيب ملكت بساقا والبطاح فلم ترم بطاحك لما أن حميت ذماركا

فساء الأولى ولوا عن الأمير بعدما أرادوا عليه فاعلمن اقتساركا بساق بالفتح وتشديد السين وآخره قاف اسم نهر بالعراق يسمونه البزاق بالزاي وكانوا يدعونه بالنبطية بساق ومعناه بكلامهم الذي يقطع الماء عما يليه ويجتره إلى نفسه وهو نهر يجتمع إليه فضول مياه السيب وما فضل من ماء الفرات فقال الناس لذلك البزاق
بسان بالنون محلة بهراة
بسبط بالفتح ثم السكون وضم الباء الثانية جبل من جبال السراة أو تهامة عن نصر
بسبة بالفتح ثم السكون وباء أخرى من قرى بخارى ينسب إليها أحمد بن محمد بن أبي نصر البسي حكاه السمعاني عن أبي كامل البصيري وقال الإصطخري بسبة العليا وبسبة السفلى من أعمال فرغانة فأما بسبة العليا فهي أول كورة من كور فرغانة إذا دخلت إليها من ناحية خجندة
بستان إبراهيم في بلاد بني أسد وأنشد الأبيوردي لبعضهم ومن بستان إبراهيم غنت حمائم تحتها فنن رطيب بستان ابن عامر هو بستان ابن معمر المذكور فيما بعد
بستان الغمير بالتصغير كان يقال له في الجاهلية غمر ذي كندة فاتخذ فيه ناس من بني مخزوم أرضا فيقال له بستان الغمير
بستان ابن معمر مجتمع النخلتين النخلة اليمانية والنخلة الشامية وهما واديان والعامة يسمونه بستان ابن عامر وهو غلط قال الأصمعي وأبو عبيدة وغيرهما بستان ابن عامر إنما هو لعمر بن عبيد الله بن معمر ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب ولكن الناس غلطوا فقالوا بستان ابن عامر وبستان بني عامر وإنما هو بستان ابن معمر وقوم يقولون نسب إلى حضرمي بن عامر وآخرون يقولون نسب إلى عبد الله بن عامر بن كريز وكل ذلك ظن وترجيم
وذكر أبو محمد عبد الله بن محمد البطليوسي في شرح كتاب أدب الكاتب فقال وقال يعني ابن قتيبة ويقولون بستان ابن عامر وإنما هو بستان ابن معمر وقال البطليوسي بستان ابن معمر غير بستان ابن عامر وليس أحدهما الآخر فأما بستان ابن معمر فهو الذي يعرف ببطن نخلة وابن معمر هو عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي وأما بستان ابن عامر فهو موضع آخر قريب من الجحفة وابن عامر هذا هو عبد الله بن عامر بن كريز استعمله عثمان على البصرة وكان لا يعالج أرضا إلا أنبط فيها الماء ويقال أن أباه أتى به النبي صلى الله عليه و سلم وهو صغير
فعوذه وتفل في فيه فجعل يمتص ريق رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنه لمسقي فكان لا يعالج أرضا إلا أنبط فيها الماء
بست آخره تاء مثناة واد بأرض إربل من ناحية أذربيجان في الجبال
بست بالضم مدينة بين سجستان وغزنين وهراة وأظنها من أعمال كابل فإن قياس ما نجده من أخبارها في الأخبار والفتوح كذا يقتضي وهي من البلاد الحارة المزاج وهي كبيرة ويقال لناحيتها

اليوم كرم سير معناه النواحي الحارة المزاج وهي كثيرة الأنهار والبساتين إلا أن الخراب فيها ظاهر وسئل عنها بعض الفضلاء فقال هي كتثنيتها يعني بستان وقد خرج منها جماعة من أعيان الفضلاء منهم الخطابي أبو سليمان أحمد بن محمد البستي صاحب معالم السنن وغريب الحديث وغير ذلك وكان من الأئمة الأعيان ذكرت أخباره وأشعاره في كتاب الأدباء من جمعي فأغنى وإسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل أبو محمد القاضي البستي سمع هشام بن عمار وهشام بن خالد الأزرق وقتيبة بن سعيد وغيرهم روى عنه أبو جعفر محمد بن حيان وأبو حاتم أحمد ابن عبد الله بن سهل بن هشام البستيان وغيرهما مات سنة 703 وأبو الفتح علي بن محمد ويقال ابن أحمد بن الحسين بن محمد بن عبد العزيز البستي الشاعر الكاتب صاحب التجنيس سمع أبا حاتم بن حبان روى عنه الحاكم أبو عبد الله مات ببخارى في سنة 004 وقال عمران بن موسى بن محمد بن عمران الطولقي في أبي الفتح البستي إذا قيل أي الأرض في الناس زينة أجبنا وقلنا أبهج الأرض بستها فلو أنني أدركت يوما عميدها لزمت يد البستي دهرا وبستها وقال كافور بن عبد الله الإخشيدي الخصي الليثي الصوري ضيعت أيامي ببست وهمتي تأبى المقام بها على الخسران وإذا الفتى في البؤس أنفق عمره فمن الكفيل له بعمر ثان وأبو حاتم محمد بن حبان بن معاذ بن معبد بن سعيد ابن شهيد التميمي كذا نسبه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد البخاري المعروف بغنجار ووافقه غيره إلى معبد ثم قال ابن هدبة بن مرة بن سعد ابن يزيد بن مرة بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك ابن حنظلة بنمالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد ابن طابخة بن إلياس بن مضر الإمام العلامة الفاضل المتقن كان مكثرا من الحديث والرحلة والشيوخ عالما بالمتون والأسانيد أخرج من علوم الحديث ما عجز عنه غيره ومن تأمل تصانيفه تأمل منصف علم أن الرجل كان بحرا في العلوم سافر ما بين الشاش والإسكندرية وأدرك الأئمة والعلماء والأسانيد العالية وأخذ فقه الحديث والفرض على معانيه عن إمام الأئمة أبي بكر ابن خزيمة ولازمه وتلمذ له وصارت تصانيفه عدة لأصحاب الحديث غير أنها عزيزة الوجود سمع ببلده بست أبا أحمد إسحاق بن إبراهيم القاضي وأبا الحسن محمد بن عبد الله ابن الجنيد البستي وبهراة أبا بكر محمد بن عثمان بن سعد الدارمي وبمرو أبا عبد الله وأبا عبد الرحمن عبد الله بن محمود بن سليمان السعدي وأبا يزيد محمد بن يحيى بن خالد المديني وبقرية سنج أبا علي الحسين بن محمد بن مصعب السنجي وأبا عبد الله محمد بن نصر بن ترقل الهورقاني وبالصغد بما وراء النهر أبا حفص عمر بن محمد بن يحيى الهمداني وبنسا أبا العباس الحسن بن سفيان الشيباني ومحمد بن عمر بن يوسف ومحمد بن محمود بن عدي النسويين وبنيسابور أبا العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم السراج الثقفي وأبا محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن شيرويه الأزدي وبأرغيان أبا عبد الله محمد بن المسيب بن إسحاق الأرغياني وبجرجان عمران بن موسى بن

مجاشع وأحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزان الجرجانيين وبالري أبا القاسم العباس بن الفضل بن عاذان المقري وعلي بن الحسن بن مسلم الرازي وبالكرج أبا عمارة أحمد بن عمارة بن الحجاج الحافظ والحسين بن إسحاق الأصبهاني وبعسكر مكرم أبا محمد عبد الله بن أحمد بن موسى الجواليقي المعروف بعبدان الأهوازي وبتستر أبا جعفر أحمد بن محمد بن يحيى بن زهير الحافظ وبالأهواز أبا العباس محمد بن يعقوب الخطيب وبالأبلة أبا يعلى محمد بن زهير والحسين بن محمد بن بسطام الأبليين وبالبصرة أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي وأبا يحيى زكرياء ابن يحيى الساجي وأبا سعيد عبد الكرم بن عمر الخطابي وبواسط أبا محمد جعفر بن أحمد بن سنان القطان والخليل بن محمد الواسطي ابن بنت تميم بن المنتصر وبقم الصلح عبد الله بن قحطبة بن مرزوق الصلحي وبنهر سابس قرية من قرى واسط خلاد ابن محمد بن خالد الواسطي وببغداد أبا العباس حامد ابن محمد بن شعيب البلخي وأبا أحمد الهيثم بن خلف الدوري وأبا القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي وبالكوفة أبا محمد عبد الله بن زيدان البجلي وبمكة أبا بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري الفقيه صاحب كتاب الأشراف في اختلاف الفقهاء وأبا سعيد المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي وبسامرا علي بن سعيد العسكري عسكر سامرا وبالموصل أبا يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي وهارون بن المسكين البلدي وأبا جابر زيد بن علي ابن عبد العزيز بن حيان الموصلي وروح بن عبد المجيب الموصلي وببلد سنجار علي بن إبراهيم بن الهيثم الموصلي وبنصيبين أبا السري هاشم بن يحيى النصيبيني ومسدد بن يعقوب بن إسحاق الفلوسي وبكفرتوثا من ديار ربيعة محمد بن الحسين بن أبي معشر السلمي وبسرغامرطا من ديار مضر أبا بدر أحمد بن خالد بن عبد الملك بن عبد الله بن مسرح الحراني وبالرافقة محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن فروخ البغدادي وبالرقة الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان وبمنبج عمر بن سعيد بن سنان الحافظ وصالح بن الأصبغ بن عامر التنوخي وبحلب علي بن أحمد بن عمران الجرجاني وبالمصيصة أبا طالب أحمد بن داود بن محسن بن هلال المصيصي وبأنطاكية أبا علي وصيف بن عبد الله الحافظ وبطرسوس محمد بن يزيد الدرقي وإبراهيم بن أبي أمية الطرسوسي وبأذنة محمد بن علان الأذني وبصيداء محمد بن أبي المعافى بن سليمان الصيداوي وببيروت محمد بن عبد الله بن عبد السلام البيروتي المعروف بمكحول وبحمص محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي الراهب وبدمشق أبا الحسن أحمد ابن عمير بن جوصاء الحافظ وجعفر بن أحمد بن عاصم الأنصاري وأبا العباس حاجب بن أركين الفرغاني الحافظ وبالبيت المقدس عبد لله بن محمد بن مسلم المقدسي الخطيب وبالرملة أبا بكر محمد بن الحسن ابن قتيبة العسقلاني وبمصر أبا عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي وسعيد بن داود بن وردان المصري وعلي بن الحسين بن سليمان المعدل وجماعة كثيرة من أهل هذه الطبقة سوى من ذكرناهم روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الله ابن مندة الأصبهاني وأبو عبد الله محمد بن أحمد الغنجار الحافظ البخاري وأبو علي منصور بن عبد الله بن خالد الذهلي الهروي وأبو مسلمة محمد بن محمد ابن داود الشافعي وجعفر بن شعيب بن محمد السمرقندي والحسن بن منصور الأسفيجابي والحسن بن محمد بن سهل الفارسي وأبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن

هارون الزوزني وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن خشنام الشروطي وجماعة كثيرة لا تحصى
أخبرنا القاضي الإمام إبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري الحرستاني إذنا عن أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي عن أبي عثمان سعيد البستري قال سمعت الحاكم أبا عبد الله الحافظ يقول أبو حاتم البستي القاضي كان من أوعية العلم في اللغة والفقه والحديث والوعظ ومن عقلاء الرجال صنف فخرج له من التصنيف في الحديث ما لم يسبق إليه وولي القضاء بسمرقند وغيرها من المدن ثم ورد نيسابور سنة 433 وحضرناه يوم جمعة بعد الصلاة فلما سألناه الحديث نظر إلى الناس وأنا أصغرهم سنا فقال استمل فقلت نعم فاستمليت عليه ثم أقام عندنا وخرج إلى القضاء بنيسابور وغيرها وانصرف إلى وطنه وكانت الرحلة بخراسان إلى مصنفاته
أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي شفاها قال أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي اذنا عن أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت كتابة قال ومن الكتب التي تكثر منافعها إن كانت على قدر ما ترجمها به واضعها مصنفات أبي حاتم محمد بن حبان البستي التي ذكرها لي مسعود بن ناصر السجزي ووقفني على تذكرة بأسمائها ولم يقدر لي الوصول إلى النظر فيها لأنها غير موجودة بيننا ولا معروفة عندنا وأنا أذكر منها ما استحسنته سوى ما عدلت عنه واطرحته فمن ذلك كتاب الصحابة خمسة أجزاء وكتاب التابعين اثنا عشر جزءا وكتاب اتباع التابعين خمسة عشر جزءا وكتاب تبع الاتباع سبعة عشر جزءا وكتاب تباع التبع عشرون جزءا وكتاب الفصل بين النقلة عشرة أجزاء وكتاب علل أوهام أصحاب التواريخ عشرة أجزاء وكتاب علل حديث الزهري عشرون جزءا وكتاب علل حديث مالك عشرة أجزاء وكتاب علل مناقب أبي حنيفة ومثالبه عشرة أجزاء وكتاب علل ما استند إليه أبو حنيفة عشرة أجزاء وكتاب ما خالف الثوري شعبة ثلاثة أجزاء وكتاب ما انفرد فيه أهل المدينة من السنن عشرة أجزاء وكتاب ما انفرد به أهل مكة من السنن عشرة أجزاء وكتاب ما عند شعبة عن قتادة وليس عند سعيد عن قتادة جزآن وكتاب غرائب الأخبار عشرون جزءا وكتاب ما أغرب الكوفيون عن البصريين عشرة أجزاء وكتاب ما أغرب البصريون عن الكوفيين ثمانية أجزاء وكتاب أسامي من يعرف بالكنى ثلاثة أجزاء وكتاب كنى من يعرف بالاسامي ثلاثة اجزاء وكتاب الفصل والوصل عشرة أجزاء وكتاب التمييز بين حديث النضر الحداني والنضر الخزاز جزآن وكتاب الفصل بين حديث أشعث بن مالك وأشعث بن سوار جزآن وكتاب الفصل بين حديث منصور بن المعتمر ومنصور ابن راذان ثلاثة أجزاء وكتاب الفصل بين مكحول الشامي ومكحول الأزدي جزء وكتاب موقوف ما رفع عشرة أجزاء وكتاب آداب الرجالة جزآن وكتاب ما أسند جنادة عن عبادة جزء وكتاب الفصل بين حديث نور بن يزيد ونور بن زيد جزء وكتاب ما جعل عبد الله بن عمر عبيد الله بن عمر جزآن وكتاب ما جعل شيبان سفيان أو سفيان شيبان ثلاثة أجزاء وكتاب مناقب مالك بن أنس جزآن وكتاب مناقب الشافعي جزآن وكتاب المعجم على المدن عشرة أجزاء وكتاب المقلين من الحجازيين عشرة أجزاء وكتاب المقلين من العراقيين عشرون جزءا وكتاب الأبواب المتفرقة ثلاثون جزءا وكتاب الجمع بين الأخبار المتضادة جزآن وكتاب وصف

المعدل والمعدل جزآن وكتاب الفصل بين حدثنا وأخبرنا جزء وكتاب وصف العلوم وأنواعها ثلاثون جزءا وكتاب الهداية إلى علم السنن قصد فيه إظهار الصناعتين اللتين هما صناعة الحديث والفقه يذكر حديثا ويترجم له ثم يذكر من يتفرد بذلك الحديث ومن مفاريد أي بلد هو ثم يذكر كل اسم في إسناده من الصحابة إلى شيخه بما يعرف من نسبته ومولده وموته وكنيته وقبيلته وفضله وتيقظه ثم يذكر ما في ذلك الحديث من الفقه والحكمة فإن عارضه خبر ذكره وجمع بينهما وإن تضاد لفظه في خبر آخر تلطف للجمع بينهما حتى يعلم ما في كل خبر من صناعة الفقه والحديث معا وهذا من أنبل كتبه وأعزها قال أبو بكر الخطيب سألت مسعود بن ناصر يعني السجزي فقلت له أكل هذه الكتب موجودة عندكم ومقدور عليها ببلادكم فقال إنما يوجد منها الشيء اليسير والنزر الحقير قال وقد كان أبو حاتم ابن حبان سبل كتبه ووقفها وجمعها في دار رسمها لها فكان السبب في ذهابها مع تطاول الزمان ضعف السلطان واستيلاء ذوي العيث والفساد على أهل تلك البلاد قال الخطيب ومثل هذه الكتب الجليلة كان يجب أن يكثر بها النسخ فيتنافس فيها أهل العلم ويكتبوها ويجلدوها إحرازا لها ولا أحسب المانع من ذلك كان إلا قلة معرفة أهل تلك البلاد بمحل العلم وفضله وزهدهم فيه ورغبتهم عنه وعدم بصيرتهم به والله أعلم قال الإمام تاج الإسلام وحصل عندي من كتبه بالإسناد المتصل سماعا كتاب التقاسيم والأنواع خمسة مجلدات قرأتها على أبي القاسم الشحامي عن أبي الحسن النخاني عن أبي هارون الزوزني عنه وكتاب روضة العقلاء قرأته على حنبل السجزي عن أبي محمد النوني عن أبي عبد الله الشروطي عنه وحصل عندي من تصانيفه غير مسندة عدة كتب مثل كتاب الهداية إلى علم السنن من أوله قدر مجلدين وله وهو أشهر من هذه كلها كتاب الثقات وكتاب الجرح والتعديل وكتاب شعب الإيمان وكتاب صفة الصلاة أدرك عليه في كتاب التقاسيم فقال في أربع ركعات يصليها الإنسان ستمائة سنة عن النبي أخرجناها بفصولها في كتاب صفة الصلاة فأغنى ذلك عن نظمها في هذا النوع من هذا الكتاب قال أبو سعد سمعت أبا بكر وجيه بن طاهر الخطيب بقصر الريح سمعت با محمد الحسن بن أحمد السمرقتدي سمعت أبا بشر عبد الله بن محمد بن هارون سمعت عبد الله بن محمد الاستراباذي يقول أبو حاتم بن حبان البستي كان على قضاء سمرقند مدة طويلة وكان من فقهاء الدين وحفاظ الآثار والمشهورين في الأمصار والأقطار عالما بالطب والنجوم وفنون العلم ألف كتاب المسند الصحيح والتاريخ والضعفاء والكتب الكثيرة من كل فن أخبرتني الحرة زينب الشعرية إذنا عن زاهر بن طاهر عن أحمد بن الحسين الإمام سمعت الحافظ أبا عبد الله الحاكم يقول أبو حاتم بن حبان داره التي هي اليوم مدرسة لأصحابه ومسكن للغرباء الذين يقيمون بها من أهل الحديث والمتفقهة ولهم جرايات يستنفقونها داره وفيها خزانة كتبه في يدي وصي سلمها إليه ليبذلها لمن يريد نسخ شيء منها في الصفة من غير أن يخرجه منها شكر الله له عنايته في تصنيفها وأحسن مثوبته على جميل نيته في أمرها بفضله ورأفته
وأخبرني القاضي أبو القاسم الحرستاني في كتابه قال أخبرني وجيه بن طاهر الخطيب بقصر الريح إذنا سمعت الحسن بن أحمد الحافظ سمعت أبا بشر

النيسابوري يقول سمعت أبا سعيد الإدريسي يقول سمعت أبا حامد أحمد بن محمد بن سعيد النيسابوري الرجل الصالح بسمرقند يقول كنا مع أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في بعض الطريق من نيسابور وكان معنا أبو حاتم البستي وكان يسأله ويؤذيه فقال له محمد بن إسحاق بن خزيمة يا بارد تنح عني لا تؤذني أو كلمة نحوها فكتب أبو حاتم مقالته فقيل له تكتب هذا فقال نعم أكتب كل شيء يقوله أخبرني الخطيب أبو الحسن السديدي مشافهة بمرو قال أخبرني أبو سعد إذنا أخبرنا أبو علي إسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي إجازة سمعت والدي سمعت الحاكم أبا عبد الله يقول سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ وذكر كتاب المجروحين لأبي حاتم البستي فقال كان لعمر بن سعيد بن سنان المنبجي ابن رحل في طلب الحديث وأدرك هؤلاء الشيوخ وهذا تصنيفه وأساء القول في أبي حاتم قال الحاكم أبو حاتم كبير في العلوم وكان يحسد لفضله وتقدمه ونقلت من خط صديقنا الإمام الحافظ أبي نصر عبد الرحيم بن النفيس بن هبة الله بن وهبان السلمي الحديثي وذكر أنه نقله من خط أبي الفضل أحمد بن علي بن عمرو السليماني البيكندي الحافظ من كتاب شيوخه وكان قد ذكر فيه ألف شيخ في باب الكذابين قال وأبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد البستي قدم علينا من سمرقند سنة 033 أو 923 فقال لي أبو حاتم سهل ابن السري الحافظ لا تكتب عنه فإنه كذاب وقد صنف لأبي الطيب المصعبي كتابا في القرامطة حتى قلده قضاء سمرقند فلما أخبر أهل سمرقند بذلك أرادوا أن يقتلوه فهرب ودخل بخارى وأقام دلالا في البزازين حتى اشترى له ثيابا بخمسة آلاف درهم إلى شهرين وهرب في الليل وذهب بأموال الناس قال وسمعت السليمان الحافظ بنيسابور قال لي كتبت عن أبي حاتم البستي فقلت نعم فقال إياك أن تروي عنه فإنه جاءني فكتب مصنفاتي وروى عن مشايخي ثم إنه خرج إلى سجستان بكتابه في القرامطة إلى ابن بابو حتى قبله وقلده أعمال سجستان فمات به قال السليماني فرأيت وجهه وجه الكذابين وكلامه كلام الكذابين وكان يقول يا بني اكتب أبو حاتم محمد بن حبان البستي إمام الأئمة حتى كتبت بين يديه ثم محوته قال أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسحاق القراب سمعت أحمد ابن محمد بن صالح السجستاني يقول توفي أبو حاتم محمد بن أحمد بن حبان سنة 453 وعن شيخنا أبي القاسم الحرستاني عن أبي القاسم الشحامي عن أبي عثمان سعيد بن محمد البحتري سمعت محمد بن عبد الله الضبي يقول توفي أبو حاتم البستي ليلة الجمعة لثماني ليال بقين من شوال سنة 453 ودفن بعد صلاة الجمعة في الصفة التي ابتناها بمدينة بست بقرب داره وذكر أبو عبد الله الغنجار الحافظ في تاريخ بخارى أنه مات بسجستان سنة 453 وقبره ببست معروف يزار إلى الآن فإن لم يكن نقل من سجستان إليها بعد الموت وإلا فالصواب أنه مات ببست
بسترة بالفتح وهي مدينة ويقال بستيرة
بستيغ بكسر التاء المثناة وياء ساكنة والغين معجمة قرية من قرى نيسابور ينسب إليها أبو سعد شبيب بن أحمد بن محمد بن خشنام البستيغي روى عنه الأمير أبو نصر بن ماكولا وكان كراميا غاليا وسمع الحديث ورواه وكان مولده سنة 393

وقال عبد الغافر الفارسي روى عن أبي نعيم عبد الملك بن الحسن الأسفراييني وأبي الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي توفي سنة نيف وستين وأربعمائة وأخوه أبو الحسن علي بن أحمد البستيغي حدث عن أبي طاهر محمد بن محمد بن محسن الزيادي حدث عنه عبد الغافرين وقال إسماعيل الفارسي كان شيخا معروفا صالحا معتمدا سمع الحديث غالبا وهو من جملة الأمناء مات في المحرم سنة 884
البسراط بكسر أوله بلد التماسيح بمصر قرب دمياط من كورة الدقهلية
بسر بالضم اسم قرية من أعمال حوران من أراضي دمشق بموضع يقال له اللحا وهو صعب المسلك إلى جنب زرة التي تسميها العامة زرع ويقال إن بهذه القرية قبر اليسع النبي عليه السلام وينسب إليها أبو عبيد محمد بن حسان البسري الحساني الزاهد له كلام في الطريقة وكرامات حدث عن سعيد بن منصور الخراساني وعبد الغفار بن نجيح وآدم بن أبي إياس وأبي صفوان القاسم بن يزيد بن عوانة الكلابي وذكر ابن نافع الأرسوفي وعمرو بن عبد الله بن صفوان والد أبي زرعة وذكر غيره وروى عنه إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان الدمشقي ومحمد بن عثمان الأذرعي وأبو بكر محمد بن عمار الأسدي وأبو زرعة عبد الرحمن بن واصل الحاجب وابناه عبيد ونجيب وغيرهم وابنه نجيب ابن أبي عبيد البسري حكى عن أبيه روى عنه أبو بكر الهلالي وأبو العباس أحمد بن معز الصوري الجلودي وأبو زرعة الحسيني ومعاذ بن أحمد الصوري وأبو بكر محمد بن منصور بن بطيش الغساني وأبو بكر بن معمر الطبراني وحدث عن أبيه بكتاب قوام الإسلام وبكتاب الطبيب ذكره ابن ماكولا في كتاب نجيب ومحمد بن منصور بن بطيش أبو بكر الغساني البسري من أهل قرية بسر من حوران قدم دمشق وحدث بها عن نجيب بن أبي عبيد كتب عنه أبو الحسين الرازي
بسرفوث حصن من أعمال حلب في جبال بني عليم له ذكر في فتوح الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي وقد خرب وهو الآن قرية وهو بالتحريك وسكون الراء وضم الفاء وسكون الواو والثاء المثلثة
البسرة بسكون السين من مياه بين عقيل بنجد بالأعراف أعراف غمرة فإذا شرب الإنسان من مائها شيئا لم يرو حتى يرسل ذنبه وليست ملحة جدا ولكنها غليظة قال أبو زياد الكلابي وأخبرني غير واحد أنهم يردونها فيستقبل أحدهم فرغ الدلو فلا يروى حتى يرسل ذنبه ولا يملكه أي أنها تسهل البطن قال وهي وهط من عرفط والوهط جماعة العرفط وهو محتضر لحياضها قريبا وتشربه الإبل والماشية فلا يضرها ولا يغيرها فوردها قوم وهم لا يدركون كنه مائها وهم عطاش فوقعوا في الماء يسقون ويشربون فنزل بهم أمر عظيم فجعلوا يشربون ولا يقر في بطونهم فظلوا بيوم لم يظلوا بيوم مثله قط ثم راحوا واستقوا منها في أسقيتهم فقال أحدهم حين راحوا أسوق عيرا تحمل المشيا ماء من البسرة أحوزيا تعجل ذا القباضة الوحيا أن يرفع المبرز عنه شيا

المشي والمشو الدواء الذي يسهل
والأحوزي السريع
وأهل ذلك الماء من أصح بني عقيل وأحسنهم أجساما وقد مرنوا عليه مرونا إلا أن أحدهم إذا فقده أياما ثم عاد إليه فشرب منه أرسل ذنبه مرة وأهل هذا الماء بنو عبادة بن عقيل رهط ليلى الأخيلية
بس بالضم والتشديد جبل في بلاد محارب بن خصفة وقيل بس ماء لغطفان وقيل بس موضع في أرض بني جشم ونصر ابني معاوية بن بكر
و بس أيضا بيت بنته غطفان مضاهأة للكعبة وقيل اسمه بساء وقيل بس جبل قريب من ذات عرق قال الغوري بس موضع كثير النخل وأنشد للعاهان بنون وهجمة كأشاء بس صفايا كنة الآبار كوم وقيل بس أرض لبني نصر بن معاوية وقال فيها رجل من بني سعد بن بكر أبت صحف الغرقي أن تقرب اللوى وأجراع بس وهي عم خصيبها أرى إبلي بعد اشتمات ورتعة ترجع سجعا آخر الليل نيبها وإن تهبطي من أرض مصر لغائط لها بهرة بيضاء ريا قليبها وإن تسمعي صوت المكاكي بالضحى بغيناء من نجد يساميك طيبها الغرقي رجل كان على الصدقات
والاشتمات أول السمن وإبل مشتمتة إذا كانت كذلك
والبهرة مكان في الوادي دمث ليس بجرل أي ليس فيه حجارة ولا دمث
والغيناء الروضة الملتفة وقال الحصين بن الحمام المري في ذلك فإن دياركم بجنوب بس إلى ثقف إلى ذات العظوم بسطام بالكسر ثم السكون بلدة كبيرة بقومس على جادة الطريق إلى نيسابور بعد دامغان بمرحلتين قال مسعر بن مهلهل بصطام قرية كبيرة شبيهة بالمدينة الصغيرة منها أبو يزيد البسطامي الزاهد وبها تفاح حسن الصبغ مشرق اللون يحمل إلى العراق يعرف بالبسطامي وبها خاصيتان عجيبتان إحداهما أنه لم ير بها عاشق من أهلها قط ومتى دخلها إنسان في قلبه هوى وشرب من مائها زال العشق عنه والأخرى أنه لم ير بها رمد قط ولها ماء مر ينفع إذا شرب منه على الريق من البخر وإذا احتقن به أبرأ البواسير الباطنة وتنقطع بها رائحة العود ولو أنه من أجود الهندي وتذكو بها رائحة المسك والعنبر وسائر أصناف الطيب إلا العود وبها حيات صغار وثابات وذباب كثير مؤذ وعلى تلك بإزائها قصر مفرط السعة على السور كثير الأبنية والمقاصير ويقال إنه من بناء سابور ذي الأكتاف ودجاجها لا يأكل العذرة قلت أنا وقد رأيت بسطام هذه وهي مدينة كبيرة ذات أسواق إلا أن أبنيتها مقتصدة ليست من أبنية الأغنياء وهي في فضاء من الأرض وبالقرب منها جبال عظام مشرفة عليها ولها نهر كبيرة جار ورأيت قبر أبي يزيد البسطامي رحمه الله في وسط البلد في طرف السوق وهو أبو يزيد طيفور بن عيسى بن شروسان الزاهد البسطامي ومنها أبو يزيد طيفور بن عيسى بن آدم بن عيسى ابن علي الزاهد البسطامي الأصغر ومن المتأخرين

أحمد بن الحسن بن محمد الشعيري أبو المظفر بن أبي العباس البسطامي المعروف بالكافي سبط أبي الفضل محمد ابن علي بن أحمد بن الحسين بن سهل السهلكي البسطامي سمع جده لأمه وأجاز لأبي سعد ومات في حدود سنة 035 وكان عمر أنفذ إلى الري وقومس نعيم بن مقرن وعلى مقدمته سويد بن مقرن وعلى مجنبته عييينة بن النحاس وذلك في سنة 91 أو 81 فلم يقم له أحد وصالحهم وكتب لهم كتابا وقال أبو نجيد فنحن لعمري غير شك قرارنا أحق وأملى بالحروب وأنجب أذا ما دعا داعي الصباح أجابه فوارس منا كل يوم مجرب ويوم ببسطام العريضة إذ حوت شددنا لهم أوزارنا بالتلبب ونقلبها زورا كأن صدورها من الطعن تطلى بالسنى المتخضب بسطة بالفتح مدينة بالأندلس من أعمال جيان ينسب إليها المصلبات البسطية
و بسطة أيضا بمصر كورة من أسفل الأرض يقال لها بسطة وبعضهم يقول بسطة بالضم
بسفرجان بضم الفاء وسكون الراء وجيم وألف ونون كورة بأرض أران ومدينتها النشوى وهي نقجوان عمر ذلك كله أنو شروان حيث عمر باب الأبواب وقد عدوه في أرمينية الثالثة
بسكاس من قرى بخارى منها أبو أحمد نبهان بن إسحاق بن مقداس البسكاسي البخاري سمع الربيع ابن سليمان توفي سنة 013
بسكاير بعد الألف ياء وراء من قرى بخارى منها أبو المشهر أحمد بن علي بن طاهر بن محمد بن طاهر بن عبد الله من ولد يزدجرد بن بهرام البسكايري كان أديبا فاضلا رحل إلى خراسان والعراق والحجاز وسمع الحديث ولم تكن أصوله صحيحة روى عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز وغيره
البسكت بالكسر والتاء فوقها نقطتان بلدة من بلاد الشاش خرج منها جماعة من العلماء منهم أبو إبراهيم إسماعيل بن أحمد بن سعيد بن النجم بن ولاثة البسكتي الشاشي كانت وفاته بعد الأربعمائة
بسكرة بكسر الكاف وراء بلدة بالمغرب من نواحي الزاب بينها وبين قلعة بني كماد مرحلتان فيها نخل وشجر وقسب جيد بينها وبين طبنة مرحلة كذا ضبطها الحازمي وغيره يقول بسكرة بفتح أوله وكافه قال وهي مدينة مسورة ذات أسواق وحمامات وأهلها علماء على مذهب أهل المدينة وبها جبل ملح يقطع منه كالصخر الجليل وتعرف ببسكرة النخيل قال أحمد بن محمد المروذي ثم أتى بسكرة النخيل قد اغتدى في زية الجميل وإليها ينسب أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة بن محمد بن عقيل بن سوادة بن مكناس بن وربليس ابن هديد بن جمح بن حيان بن مستملح بن عكرمة بن خالد وهو أبو ذؤيب الهذلي ابن خويلد البسكري سافر إلى بلاد الشرق وسمع أبا نعيم الأصبهاني وجماعة من الخراسانيين وكان يفهم الكلام والنحو وله اختيار في القراءة وكان يدرس النحو

بسل بالتحريك ولام واد من أودية الطائف أعلاه لفهم وأسفله لنصر بن معاوية بينه وبين لية بلد يقال له جلذان يسكنه بنو نصر بن معاوية وعن أبي محمد بن الأسود بسل بسكون السين وضبطه بعضهم بالنون وذكر في موضعه
بسلة بسكون السين رباط يرابط به المسلمون
بسوسا موضع قرب الكوفة نزله مهران أيام الفتوح فسأل المثنى بن حارثة رجلا من أهل السواد ما يقال للبقعة التي فيها مهران وعسكره فقال بسوسا فقال المثنى أكدى مهران وهلك نزل منزلا هو البسوس
بسومة بتخفيف السين ناحية بين الموصل وبلد يجلب منها حجارة الأرحاء العظام عن نصر
بسوى بالفتح ثم السكون وفتح الواو والقصر بليدة في أوائل أذربيجان بين أشنو ومراغة قرب خان خاصبك رأيتها أكثر أهلها حرامية
بسيان بالضم قال الأصمعي بس وبسيان جبلان في أرض بني جشم ونصر ابني معاوية بن بكر بن هوازن قال ذو الرمة سرت من منى جنح الظلام فأصبحت ببسيان أيديها مع الفجر تلمع وحكى أبو بكر محمد بن موسى ثم وجدته في كتاب نصر أن بسيان موضع فيه برك وأنهار على أحد وعشرين ميلا من الشبيكة بينها وبين وجرة وكانت بها وقعة مشهورة قال المساور بن هند ونحن قتلنا ابني طمية بالعصا ونحن قتلنا يوم بسيان مسهرا وأنشد السكري عن أبي محلم لسليمان بن عياش وكان لصا يقر بعيني أن أرى بين عصبة عراقية قد جز عنها كنابها وأن أسمع الطراق يلقون رفقة مخيمة بالسبي ضاعت ركابها أتيح لها بالصحن بين عنيزة وبسيان أطلاس جرود ثيابها ذئاب تعاوت من سليم وعامر وعبس وما يلقى هناك ذيابها ألا بأبي أهل العراق وربحهم إذا فتشت بعد الطراد عيابها وقال امرؤ القيس يصف سحابا على قطن بالشيم أيمن صوبه وأيسره على الستار فيذبل وألقى ببسيان مع الليل بركه فأنزل منه العصم من كل منزل بسيطة بلفظ تصغير بسطة أرض في البادية بين الشام والعراق حدها من جهة الشام ماء يقال له أمر ومن جهة القبلة موضع يقال له قعبة العلم وهي أرض مستوية فيها حصى منقوش أحسن ما يكون وليس بها ماء ولا مرعى أبعد أرض الله من السكان سلكها أبو الطيب المتنبي لما هرب من مصر إلى العراق فلما توسطها قال بعض عبيده وقد رأى ثورا وحشيا هذه منارة الجامع وقال آخر منهم وقد رأى نعامة وهذه نخلة فضحكوا فقال المتنبي بسيطة مهلا سقيت القطارا تركت عيون عبيدي حيارى

فظنوا النعام عليك النخيل وظنوا الصوار عليك المنارا فأمسك صحبي بأكوارهم وقد قصد الضحك منهم وجارا وقال الراجز أأنت يا بسيطة التي التي تهيبتك في المقيل صحبتي وقال نصر بسيطة فلاة بين أرض كلب وبلقين بقفا عفر أو أعفر وقيل على طريق طيء إلى الشام وقد جاء في الشعر بسيطة وبسيط
البسيطة بفتح أوله وكسر ثانيه موضع في قول الأخطل يصف سحابا حيث يقول وعلا البسيطة والشقيق بريق فالضوج بين روية وطحال قالوا البسيطة موضع بين الكوفة وحزن بين يربوع وقيل أرض بين العذيب والقاع وهناك البيضة وهي من العذيب وقال عدي بن عمرو الطائي لولا توقد ما ينفيه خطوهما على البسيطة لم تدركهما الحدق بسينة بعد الياء نون من قرى مرو على فرسخين منها ينسب إليها أبو داود سليمان بن إياس البسيني المروزي رحل إلى العراق وسمع الحديث
بسي بالضم ثم الفتح وتشديد الياء من جبال بني نصر والجمد أيضا
باب الباء والشين وما يليهما
بشاءة بالفتح وبعد الألف همزة بوزن جماعة موضع في شعر خالد بن زهير الهذلي رويدا رويدا اشربوا ببشاءة إذا الجرف راحت ليلة بعذوب بشار بتشديد ثانيه نهر بشار بالبصرة ينزع من الأبلة له ذكر في بعض الآثار
بشام بتخفيف ثانيه جبل بين اليمامة واليمن ذات البشام قال السكري واد من نبط من بلاد هذيل قال الجموح وحاولت النكوص بهم فضاقت علي برحبها ذات البشام بشان بالضم وآخره نون من قرى مرو منها إسحاق بن إبراهيم بن جرير البشاني كان شيخا صالحا توفي قبل الثمانين والمائتين
بشائم بالفتح وبعد الألف ياء واد يصب في بشمى
و بشمى أيضا
واد أسفله لكنانة
بشبراط بالكسر والباء موحدة بعد الشين حصن بالأندلس من أعمال شنتبرية في غرب الأندلس
بشبق بالفتح ثم السكون وباء موحدة وقاف وربما سموها بشبه والنسبة إليها بشبقي من قرى مرو منها أبو الحسن علي بن محمد بن العباس بن أحمد بن علي البشبقي التعاويذي كان شيخا مسنا تفقه في شبابه وكان يكتب التعاويذ سمع أبا القاسم محمود بن محمد بن أحمد التميمي وأبا عبد الله محمد بن الفضل بن جعفر الخرقي وأبا الفضل محمد بن أحمد بن أبي الحسن العارف النوقاني قال أبو سعد كتبت عنه وكانت ولادته سنة 354 بقرية بشبق وتوفي بها يوم الأحد ثاني عشر شوال سنة 445
بشتان بالفتح ثم السكون وتاء مثناة من فوق وألف ونون من قرى نسف خرج منها جماعة

من العلماء منهم بشر بن عمران البشتاني يروي عن مكي بن إبراهيم
بشت بالضم بلد بنواحي نيسابور قال أبو الحسن ابن زيد البيهقي سميت بذلك لأن بشتاسف الملك أنشأها وهي كورة صبتها طريثيث وقيل سميت بذلك لأنها كالظهر لنيسابور والظهر باللغة الفارسية يقال له بشت تشتمل على مائتين وست وعشرين قرية منها كندر التي منها الوزير أبو نصر الكندري وزير طغرلبك السلجوقي كان قبل نظام الملك فقام نظام الملك مقام الكندري وقد ذكرت وقد يقال لها أيضا بشت العرب لكثرة أدبائها وفضلائها وقد ينسب إليها جماعة كثيرة في فنون من العلم منهم إسحاق بن إبراهيم بن نصر أبو يعقوب البشتي سمع قتيبة بن سعيد وإبراهيم بن المستمر وأبا كريب محمد بن العلاء ومحمد بن أبي عمرو ومحمد بن المصطفى وهشام بن عمرو وحميد بن مسعدة وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي ومحمد بن رافع وغيرهم روى عنه أبو جعفر محمد بن هانىء بن صالح وأبو الفضل محمد بن إبراهيم الموصلي وجماعة من الخراسانيين وحسان بن مخلد البشتي سمع عبد الله بن يزيد المقري وسعيد بن منصور ويحيى بن يحيى روى عنه جعفر بن محمد بن سوار وإبراهيم بن محمد المروزي مات في شعبان سنة 952 وسعيد بن شاذان بن محمد النيسابوري وهو سعيد بن أبي سعيد البشتي سمع محمد بن رافع وإسحاق بن منصور وحم بن نوح وعيسى بن أحمد العسقلاني وغيرهم روى عنه أبو القاسم يعقوب وأبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان موسى بن عبد الرحمن البشتي حدث عن الحسن بن علي الحلواني روى عنه بشر بن أحمد الأسفراييني وإبو سعيد أحمد بن شاذان البشتي حدث عن الحسن ابن سفيان وأحمد بن نصر الخفاف وابن أبي غيلان حدث عنه أبو سعد الإدريسي وأحمد بن الخليل بن أحمد البشتي روى عن الليث بن محمد روى عنه أبو زكرياء يحيى بن محمد العنبري ومحمد بن يحيى ابن سعيد البشتي أبو بكر المؤدب حدث عن عبد الله ابن الحارث الصنعاني روى عنه الحاكم أبو عبد الله ومحمد بن إبراهيم بن عبد الله أبو سعيد البشتي حدث عن محمد بن المؤمل ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم أبو صالح البشتي النيسابوري كان كثير الصلاة والعبادة سمع إبا زكرياء النيسابوري وأبا بكر الحيري مات بأصبهان سنة 384 وأبو علي الحسن بن علي بن العلاء ابن عبدويه البشتي روى عن أبي طاهر محمد بن محمد بن محمش وغيره وعبيد الله بن محمد بن نافع البشتي الزاهد وأحمد بن محمد البشتي الخارزنجي اللغوي ذكرته في كتاب الأدباء وغيرهم
و بشت أيضا من قرى باذغيس من نواحي هراة منها أحمد ابن صاحب البشتي حدث عن أبي عبد الله المحاملي روى عنه أبو سعد الماليني وأخوه محمد بن صاحب البشتي الباذغيسي
بشترى بالفتح ثم السكون وفتح التاء المثناة والقصر مدينة بإفريقية
بشتنقان بالضم ثم السكون وفتح التاء المثناة وكسر النون وقاف من قرى نيسابور وأحد متنزهاتها بينهما فرسخ منها أبو يعقوب إسماعيل ابن قتيبة بن عبد الرحمن السلمي الزاهد البشتقاني سمع أحمد بن حنبل وغيره ومات في رجب سنة 482 بقريته وبهذه القرية كانت وقعة يحيى بن زيد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب وعمرو بن زرارة والي نيسابور من قبل نصر بن سيار وأظن أبا نصر

إسماعيل بن حماد الجوهري إياها أراد بقوله وأسقط النون فقال يا ضائع العمر بالأماني أما ترى رونق الزمان فقم بنا يا أخا الملاهي نخرج إلى نهر بشتقان لعلنا نجتبي سرورا حيث جنى الجنتين دان كأننا والقصور فيها بحافتي كوثر الجنان والطير فوق الغصون تحكي بحسن أصواتها الأغاني وراسل الورق عندليب كالزير والبم والمثاني وبركة حولها أناخت عشر من الدلب واثنتان فرصتك اليوم فاغتنمها فكل وقت سواه فان بشتنفروش بالضم ثم السكون وفتح التاء المثناة وسكون النون وضم الفاء والراء وسكون الواو وشين أخرى ويقال بشتفروش بغير نون كورة من أعمال نيسابور أحدثها بشتاسف الملك بها مائة وست وعشرون قرية ذكرها البيهقي
بشتن بالفتح وتشديد النون من قرى قرطبة بالأندلس ينسب إليها هشام بن محمد بن عثمان البشتني من آل الوزير أبي الحسن جعفر بن عثمان المصحفي يروي حكاية عن الوزير أحمد بن سعيد بن حزم رواها عنه أبو محمد علي بن أحمد بن حزم الطاهري
بشتير بالضم والتاء المثناة المكسورة وياء ساكنة موضع في بلاد جيلان ينسب إليه الشيخ الزاهد الصالح عبد القادر بن أبي صالح الحنبلي البشتيري قدم بغداد وتفقه على أبي سعد المخرمي في مدرسته بباب الأزج فلما مات قام عبد القادر ووسع المدرسة وكان قد أظهر من النسك والورع ما ينفق به على عامة بغداد وخواصها نفاقا عظيما وكان يعظ الناس ثم مات في ثامن عشر ربيع الأول سنة 561 ودفن بمدرسته ولم يخرج منها خوفا من فتنة تجري وكان مولده سنة 074 عن إحدى وتسعين سنة
البشر بكسر أوله ثم السكون وهو في الأصل حسن الملقى وطلاقة الوجه وهو اسم جبل يمتد من عرض إلى الفرات من أرض الشام من جهة البادية وفيه أربعة معادن معدان القار والمغرة والطين الذي يعمل منه البواتق التي يسبك فيها الحديد والرمل الذي في حلب يعمل منه الزجاج وهو رمل أبيض كالاسفيداج وهو من منازل بني تغلب بن وائل قال عبيد الله بن قيس الرقيات أضحت رقية دونها البشر فالرقة السوداء فالغمر بل ليت شعري كيف مر بها وبأهلها الأيام والدهر قال أبو المنذر هشام سمي بالبشر بن هلال بن عقبة رجل من النمر بن قاسط وكان خفيرا لفارس قتله خالد بن الوليد في طريقه إلى الشام وكان من حديث ذلك أن خالد بن الوليد لما وقع بالفرس بأرض العراق وكاتبه أبو بكر بالمسير إلى الشام نجدة لأبي عبيدة سار إلى عين التمر فتجمعت قبائل من ربيعة نصارى

لحرب خالد ومنعه من النفوذ وكان الرئيس عليهم عقة بن أبي عقة قيس بن البشر بن هلال بن البشر بن قيس بن زهير بن عقة بن جشم بن هلال بن ربيعة بن زيد مناة بن عوف بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط فأوقع بهم خالد وأسر عقة وقتله وصلبه فغضبت له ربيعة وتجمعت إلى الهذيل بن عمران فنهاهم حرقوص بن النعمان عن مكاشفته فعصوه فرجع إلى أهله وهو يقول ألا يا اسقياني قبل جيش أبي بكر لعل منايانا قريب ولا ندري ألا يا اسقياني بالزجاج وكررا علينا كميت اللون صافية تجري أظن خيول المسلمين وخالدا ستطرقكم عند الصباح على البشر فهل لكم بالسير قبل قتالهم وقبل خروج المعصرات من الخدر أريني سلاحي يا أميمة إنني أخاف بيات القوم أو مطلع الفجر فيقال إن خالدا طرقهم وأعجلهم عن أخذ السلاح وضرب عنق حرقوص فوقع رأسه في جفنة الخمر والله أعلم
وكان بنو تغلب قد قتلت عمير بن الحباب السلمي فاتفق أن قدم الأخطل على عبد الملك بن مروان والجحاف بن حكيم السلمي جالس عنده فأنشده ألا سائل الجحاف هل هو ثائر بقتلى أصيبت من سليم وعامر فخرج الجحاف مغضبا يجر مطرفه فقال عبد الملك للأخطل ويحك أغضبته وأخلق به أن يجلب عليك وعلى قومك شرا
فكتب الجحاف عهدا لنفسه من عبد الملك ودعا قومه للخروج معه فلما حصل بالبشر قال لقومه قصتي كذا فقاتلوا عن أحسابكم أو موتوا
فأغاروا على بني تغلب بالبشر وقتلوا منهم مقتلة عظيمة ثم قال الجحاف يجيب الأخطل أيا مالك هل لمتني إذ حضضتني على الثأر أم هل لامني فيك لائمي متى تدعني أخرى أجبك بمثلها وأنت امرؤ بالحق لست بقائم فقدم الأخطل على عبد الملك فلما مثل بين يديه أنشأ يقول لقد أوقع الجحاف بالبشر وقعة إلى الله منها المشتكى والمعول فإن لم تغيرها قريش بعدلها يكن عن قريش مستماز ومرحل فقال له عبد الملك إلى أين يا ابن النصرانية فقال إلى النار فتبسم عبد الملك وقال أولى لك لو قلت غير ذلك لقتلتك
و البشر أيضا جبل في أطراف نجد من جهة الشام قال عطارد بن قران أحد اللصوص ولما رأيت البشر أعرض وانثنت لأعرافهم من دون نجد مناكب كتمت الهوى من رهبة أن يلومني رفيقاي وانهلت دموع سواكب وفي القلب من أروى هوى كلما نأت وقد جعلت دارا بأروى تجانب وكان الصمة بن عبد الله القشيري يهوى ابنة عمه فتماكس أبوه وعمه في المهر ولج كل واحد منهما فتركها الصمة وانصرف إلى الشام وكتب نفسه في

الجند وقال ألا يا خليلي اللذين تواصيا بلومي إلا أن أطيع وأتبعا قفا ودعا نجدا ومن حل بالحمى وقل لنجد عندنا أن تودعا ولما رأيت البشر قد حال دونها وحالت بنات الشوق يحنن نزعا تلفت نحو الحي حتى وجدتني وجعت من الإصغاء ليتا وأخدعا وأذكر أيام الحمى ثم أنثني على كبدي من خشية أن تصدعا وليست عشيات الحمى برواجع عليك ولكن خل عينيك تدمعا وقال عبد الله بن الصمة ولما رأينا قلة البشر أعرضت لنا وطوال الرمل غيبها البعد وأعرض ركن من سواج كأنه لعينيك في آل الضحى فرس ورد أصاب سقيم القلب تتييم ما به فخر ولم يملك أخو القوة الجلد البشرود بالتحريك وضم الراء وسكون الواو والدال مهملة كورة من كور بطن الريف بمصر من كور أسفل الأرض
بشرى بوزن حبلى اسم قرية
بشكان بالكسر من قرى هراة منها القاضي أبو سعد محمد بن نصر بن منصور الهروي البشكاني كان فقيها اتصل بدار الخلافة وصار رسولا إلى ملوك الأطراف وولي قضاء عدة ممالك ثم قتل بجامع همذان في شعبان سنة 815 وقد روى الحديث
بشكلار بالضم قال خلف بن عبد الملك بن بشكوال عبد الله بن محمد بن سعيد الأموي يعرف بالبشكلاري وهي من قرى جيان سكن قرطبة يكنى أبا محمد روى عن الأصيلي وجماعة سواه ومات بقرطبة في شهر رمضان سنة 461 ومولده سنة 773 وكان شافعي المذهب
بشلاو بالفتح والواو معربة قرية قبالة قوص في غربي النيل من أعلى الصعيد
بشمى بالتحريك والقصر بوزن جمزى واد بتهامة يصب إليه بشائم واد أيضا
قال ابن الأعرابي بشمى يروى بالشين والسين واد يصب في عسفان أو أمج وله نظائر خمس ذكرت في قلهى
بشم بالفتح وسكون الشين موضع بين الري وطبرستان شديد البرد قد بني على كل صيحة كن يلجأ إليه يسمى جانبوذه
و بشم أيضا موضع ببلاد هذيل قال أبو المورق الهذلي وكنت إذا سلكت نجاد بشم رأيت على مراقبها الذئابا البشمور بالضم كورة بمصر قرب دمياط وفيها قرى وريف وغياض وفيها كباش ليس في الدنيا مثلها عظما وحسنا وعظم الأليات وذلك أن الكبش لا يستطيع حمل أليته فيعمل له عجلة تحمل عليها أليته وتشد تلك العجلة بحبل إلى عنقه فيظل يرعى وهو يجر العجلة التي تحمل أليته وهي ألية فيها طول تشبه أليات الكباش الكردية فإذا نزعت

العجلة أو انقطعت وسقطت أليته على الأرض ربض الكبش ولم يمكنه القيام لثقلها فإذا كان أيام السفاد رفع الراعي ألية الأنثى حتى يضربها الفحل ضربة خفيفة ولا يوجد هذا النوع من الضأن في موضع آخر في الدنيا أخبرني بذلك جماعة من أهل مصر والبشمور باتفاق لم يختلفوا في شيء منه
بشواذق بالضم والذال المعجمة وقاف قرية بأعلى مرو على خمسة فراسخ كان فيها جماعة من العلماء منهم سلمة بن بشار البشواذقي أخو القاضي محمد بن بشار وغيرهما
بشيت بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وتاء فوقها نقطتان من قرى فلسطين بظاهر الرملة منها أبو القاسم خلف بن هبة الله بن قاسم بن سماح البشيتي المكي مات سنة 463 بمكة وابنه أبو علي الحسن ابن خلف روى عن أبيه خلف عن أبي محمد الحسن ابن أحمد بن فراس العقبسي كتب عنه السلفي بمكة وأبو بكر محمد بن منصور السمعاني ومحمد بن أبي بكر السبخي في محرم سنة 894
بشير بالراء جبل أحمر من جبال سلمى أحد جبلي طيء وقلعة بشير من قلاع البشنوية الأكراد من نواحي الزوزان
بشيلة باللام قرية من قرى نهر عيسى بينها وبين بغداد نحو أربعة أميال أو خمسة رأيتها غير مرة منها الشيخ محمد البشيلي شيخ صالح صحب الشيخ عبد القادر الجيلي وكان يتبرك به ويحسن الظن فيه وكا ن حسن السمت جميل الطريقة مات في شعبان سنة 495
و بشيلة أيضا من أقاليم أكشونية بالأندلس
بشنى بالنون من قرى بغداد قال شجاع بن فارس الذهلي قال لنا أبو البركات بن أبي الضوء العلوي كنت في قرية يقال لها بشينى وبها أبو محمد الباقر وهناك ناعورتان للزروع فقال فيهما وأنا حاضر أناعورتي شطي بشينة إنني نظيركما في الوجد والهيمان أنينكما يحكي أنيني وعبرتي كمائكما من شدة الجريان فلا زلتما في ظل عيش يمده أمان من التفريق والحدثان قال الشريف أبو البركات فعملت أنا في الحال بشينى بها ناعورتان كلاهما تسح بدمع دائم الهملان مخافة دهر أن يصيب بعينه لإحداهما يوما فيفترقان باب الباء والصاد وما يليهما بصاق بالضم موضع قريب من مكة ويقال بساق بالسين أيضا وقد ذكر في تفسير شعر كثير عزة حيث قال فيا طول ما شوقي إذا حال بيننا بصاق ومن أعلام صندد منكب كأن لم يؤالف حج عزة حجنا ولم يلق ركبا بالمحصب أركب إن بصاق جبل قرب أيلة فيه نقب
البصر بوزن الجرذ قال السكري هي جرعات من أسفل واد بأعلى الشيحة من بلاد الحزن في قول جرير حيث قال

إن الفؤاد مع الظعن التي بكرت من ذي طلوح وحالت دونها البصر البصرة وهما بصرتان العظمى بالعراق وأخرى بالمغرب وأنا أبدأ أولا بالعظمى التي بالعراق وأما البصرتان فالكوفة والبصرة قال المنجمون البصرة طولها أربع وسبعون درجة وعرضها إحدى وثلاثون درجة وهي في الإقليم الثالث قال ابن الأنباري البصرة في كلام العرب الأرض الغليظة وقال قطرب البصرة الأرض الغليظة التي فيها حجارة تقلع وتقطع حوافر الدواب قال ويقال بصرة للأرض الغليظة وقال غيره البصرة حجارة رخوة فيها بياض وقال ابن الأعرابي البصرة حجارة صلاب قال وإنما سميت بصرة لغلظها وشدتها كما تقول ثوب ذو بصر وسقاء ذو بصر إذا كان شديدا جيدا قال ورأيت في تلك الحجارة في أعلى المربد بيضا صلابا وذكر الشرقي بن القطامي أن المسلمين حين وافوا مكان البصرة للنزول بها نظروا إليها من بعيد وأبصروا الحصى عليها فقالوا إن هذه أرض بصرة يعنون حصبة فسميت بذلك وذكر بعض المغاربة أن البصرة الطين العلك وقيل الأرض الطيبة الحمراء وذكر أحمد بن محمد الهمداني حكاية عن محمد بن شرحبيل بن حسنة أنه قال إنما سميت البصرة لأن فيها حجارة سوداء صلبة وهي البصرة وأنشد لخفاف بن ندبة إن تك جلمود بصر لا أؤبسه أوقد عليه فأحميه فينصدع وقال الطرماح بن حكيم مؤلفة تهوي جميعا كما هوى من النيق فوق البصرة المتطحطح وهذان البيتان يدلان على الصلابة لا الرخاوة وقال حمزة بن الحسن الأصبهاني سمعت موبذ بن اسوهشت يقول البصرة تعريب بس راه لأنها كانت ذات طرق كثيرة انشعبت منها إلى أماكن مختلفة وقال قوم البصر والبصر الكذان وهي الحجارة التي ليست بصلبة سميت بها البصرة كانت ببقعتها عند اختطاطها واحده بصرة وبصرة وقال الأزهري البصر الحجارة إلى البياض بالكسر فإذا جاؤوا بالهاء قالوا بصرة وأنشد بيت خفاف إن كنت جلمود بصر وأما النسب إليها فقال بعض أهل اللغة إنما قيل في النسب إليها بصري بكسر الباء لإسقاط الهاء فوجوب كسر الباء في البصري مما غير في النسب كما قيل في النسب إلى اليمن يمان وإلى تهامة تهام وإلى الري رازي وما أشبه ذلك من المغير وأما فتحها وتمصيرها فقد روى أهل الأثر عن نافع بن الحارث بن كلدة الثقفي وغيره أن عمر بن الخطاب أراد أن يتخذ للمسلمين مصرا وكان المسلمون قد غزوا من قبل البحرين توج ونوبندجان وطاسان فلما فتحوها كتبوا إليه إنا وجدنا بطاسان مكانا لا بأس به
فكتب إليهم إن بيني وبينكم دجلة لا حاجة في شيء بيني وبينه دجلة أن تتخذوه مصرا
ثم قدم عليه رجل من بني سدوس يقال له ثابت فقال يا أمير المؤمنين إني مررت بمكان دون دجلة فيه قصر وفيه مسالح للعجم يقال له الخريبة ويسمى أيضا البصيرة بينه وبين دجلة أربعة فراسخ له خليج بحري فيه الماء إلى أجمة قصب فأعجب ذلك عمر وكانت قد جاءته أخبار الفتوح من ناحية الحيرة وكان سويد ابن قطبة الذهلي وبعضهم يقول قطبة بن قتادة يغير في ناحية الخريبة من البصرة على العجم كما كان

المثنى بن حارثة يغير بناحية الحيرة فلما قدم خالد ابن الوليد البصرة من اليمامة والبحرين مجتازا ألى الكوفة بالحيرة سنة اثنتي عشرة أعانه على حرب من هنالك وخلف سويدا ويقال إن خالدا لم يرحل من البصرة حتى فتح الخريبة وكانت مسلحة للأعاجم وقتل وسبى وخلف بها رجلا من بني سعد بن بكر بن هوازن يقال له شريح بن عامر ويقال إنه أتى نهر المراة ففتح القصر صلحا
وكان الواقدي ينكر أن خالدا مر بالبصرة ويقول إنه حين فرغ من أمر اليمامة والبحرين قدم المدينة ثم سار منها إلى العراق على طريق فيد والثعلبية والله أعلم
ولما بلغ عمر بن الخطاب خبر سويد بن قطبة وما يصنع بالبصرة رأى أن يوليها رجلا من قبله فولاها عتبة بن غزوان بن جابر بن وهيب بن نسيب أحد بني مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة حليف بني نوفل بن عبد مناف وكان من المهاجرين الأولين أقبل في أربعين رجلا منهم نافع بن الحارث بن كلدة الثقفي وأبو بكرة وزياد ابن أبيه وأخت لهم وقال له عمر إن الحيرة قد فتحت فأت أنت ناحية البصرة وأشغل من هناك من أهل فارس والأهواز وميسان عن إمداد إخوانهم
فأتاها عتبة وانضم إليه سويد بن قطبة فيمن معه من بكر بن وائل وتميم
قال نافع بن الحارث فلما أبصرتنا الديادبة خرجوا هرابا وجئنا القصر فنزلناه فقال عتبة ارتادوا لنا شيئا نأكله
قال فدخلنا الأجمة فإذا زنبيلان في أحدهما تمر وفي الآخر أرز بقشره فجذبناهما حتى أدنيناهما من القصر وأخرجنا ما فيهما فقال عتبة هذا سم أعده لكم العدو يعني الأرز فلا تقربنه فأخرجنا التمر وجعلنا نأكل منه فإننا لكذلك إذا بفرس قد قطع قياده وأتى ذلك الأرز يأكل منه فلقد رأينا أن نسعى بشفارنا نريد ذبحه قبل أن يموت فقال صاحبه امسكوا عنه أحرسه الليلة فإن أحسست بموته ذبحته
فلما أصبحنا إذا الفرس يروث لا بأس عليه فقالت أختي يا أخي إني سمعت أبي يقول إن السم لا يضر إذا نضج فأخذت من الأرز توقد تحته ثم نادت إلا إنه يتفصى من حبيبة حمراء ثم قالت قد جعلت تكون بيضاء فما زالت تطبخه حتى انماط قشره فألقيناه في الجفنة فقال عتبة اذكروا اسم الله عليه وكلوه فأكلوا منه فإذا هو طيب قال فجعلنا بعد نميط عنه قشرة ونطبخه فلقد رأيتني بعد ذلك وأنا أعده لولدي ثم قال إنا التأمنا فبلغنا ستمائة رجل وست نسوة إحداهن أختي وأمد عمر عتبة بهرثمة بن عرفجة وكان بالبحرين فشهد بعض هذه الحروب ثم سار إلى الموصل قال وبنى المسلمون بالبصرة سبع دساكر اثنتان بالخريبة واثنتان بالزابوقة وثلاث في موضع دار الأزد اليوم وفي غير هذه الرواية أنهم بنوها بلبن في الخريبة اثنتان وفي الأزد اثنتان وفي الزابوقة واحدة وفي بني تميم اثنتان ففرق أصحابه فيها ونزل هو الخريبة
قال نافع ولما بلغنا ستمائة قلنا ألا نسير إلى الأبلة فإنها مدينة حصينة فسرنا إليها ومعنا العنز وهي جمع عنزة وهي أطول من العصا وأقصر من الرمح وفي رأسها زج وسيوفنا وجعلنا للنساء رايات على قصب وأمرناهن أن يثرن التراب وراءنا حين يرون أنا قد دنونا من المدينة فلما دنونا منها صففنا أصحابنا قال وفيها ديادبتهم وقد أعدوا السفن في دجلة فخرجوا إلينا في الحديد مسومين لا نرى منهم إلا الحدق قال فوالله ما خرج أحدهم حتى رجع بعضهم إلى

بعض قتلا وكان الأكثر قد قتل بعضهم بعضا ونزلوا السفن وعبروا إلى الجانب الآخر وانتهى إلينا النساء وقد فتح الله علينا ودخلنا المدينة وحوينا متاعهم وأموالهم وسألناهم ما الذي هزمكم من غير قتال فقالوا عرفتنا الديادبة أن كمينا لكم قد ظهر وعلا رهجه يريدون النساء في إثارتهن التراب
وذكر البلاذري لما دخل المسلمون الأبلة وجدوا خبز الحوارى فقالوا هذا الذي كانوا يقولون إنه يسمن فلما أكلوا منه جعلوا ينظرون إلى سواعدهم ويقولون ما نرى سمنا وقال عوانة بن الحكم كانت مع عتبة بن غزوان لما قدم البصرة زوجته أزدة بنت الحارث بن كلدة ونافع وأبو بكرة وزياد فلما قاتل عتبة أهل مدينة الفرات جعلت امرأته أزدة تحرض المؤمنين على القتال وهي تقول إن يهزموكم يولجوا فينا الغلف ففتح الله على المسلمين تلك المدينة وأصابوا غنائم كثيرة ولم يكن فيهم أحد يحسب ويكتب إلا زياد فولاه قسم ذلك الغنم وجعل له في كل يوم درهمين وهو غلام في رأسه ذؤابة ثم إن عتبة كتب إلى عمر يستأذنه في تمصير البصرة وقال إنه لا بد للمسلمين من منزل إذا أشتى شتوا فيه وإذا رجعوا من غزوهم لجأوا إليه فكتب إليه عمر أن ارتد لهم منزلا قريبا من المراعي والماء واكتب إلي بصفته فكتب إلى عمر إني قد وجدت أرضا كثيرة القضة في طرف البر إلى الريف ودونها مناقع فيها ماء وفيها قصباء
والقضة من المضاعف الحجارة المجتمعة المتشققة وقيل أرض قضة ذات حصى وأما القضة بالكسر والتخفيف ففي كتاب العين أنها أرض منخفضة ترابها رمل وقال الأزهري الأرض التي ترابها رمل يقال لها قضة بكسر القاف وتشديد الضاد وأما القضة بالتخفيف فهو شجر من شجر الحمض ويجمع على قضين وليس من المضاعف وقد يجمع على القضى مثل البرى وقال أبو نصر الجوهري القضة بكسر القاف والتشديد الحصى الصغار والقضة أيضا أرض ذات حصى قال ولما وصلت الرسالة إلى عمر قال هذه أرض بصرة قريبة من المشارب والمرعى والمحتطب فكتب إليه أن انزلها فنزلها وبنى مسجدها من قصب وبنى دار إمارتها دون المسجد في الرحبة التي يقال لها رحبة بني هاشم وكانت تسمى الدهناء وفيها السجن والديوان وحمام الأمراء بعد ذلك لقربها من الماء فكانوا إذا غزوا نزعوا ذلك القصب ثم حزموه ووضعوه حتى يعودوا من الغزو فيعيدوا بناءه كما كان
وقال الإصمعي لما نزل عتبة بن غزوان الخريبة ولد بها عبد الرحمن بن أبي بكرة وهو أول مولود ولد بالبصرة فنحر أبوه جزورا أشبع منها أهل البصرة وكان تمصير البصرة في سنة أربع عشرة قبل الكوفة بستة أشهر وكان أبو بكرة أول من غرس النخل بالبصرة وقال هذه أرض نخل ثم غرس الناس بعده وقال أبو المنذر أول دار بنيت بالبصرة دار نافع بن الحارث ثم دار معقل بن يسار المزني وقد روي من غير هذا الوجه أن الله عز و جل لما أظفر سعد بن أبي وقاص بأرض الحيرة وما قاربها كتب إليه عمر بن الخطاب أن ابعث عتبة بن غزوان إلى أرض الهند فإن له من الإسلام مكانا وقد شهد بدرا وكانت الأبلة يومئذ تسمى أرض الهند فلينزلها ويجعلها قيروانا للمسلمين ولا يجعل بيني وبينهم بحرا فخرج عتبة من الحيرة في ثمانمائة رجل حتى نزل موضع البصرة فلما افتتح الأبلة ضرب قيروانه وضرب للمسلمين أخبيتهم وكانت خيمة عتبة من أكسية ورماه عمر بالرجال

فلما كثروا بنى رهط منهم فيها سبع دساكر من لبن منها في الخريبة اثنتان وفي الزابوقة واحدة وفي بني تميم اثنتان وكان سعد بن أبي وقاص يكاتب عتبة بأمره ونهيه فأنف عتبة من ذلك واستأذن عمر في الشخوص إليه فأذن له فاستخلف مجاشع بن مسعود السلمي على جنده وكان عتبة قد سيره في جيش ألى فرات البصرة ليفتحها فأمر المغيرة بن شعبة أن يقوم مقامه إلى أن يرجع قال ولما أراد عتبة الانصراف إلى المدينة خطب الناس وقال كلاما في آخره وستجربون الامراء من بعدي قال الحسن فلقد جربناهم فوجدنا له الفضل عليهم قال وشكا عتبة إلى عمر تسلط سعد عليه فقال له وما عليك إذا أقررت بالإمارة لرجل من قريش له صحبة وشرف فامتنع من الرجوع فأبى عمر ألا رده فسقط عن راحلته في الطريق فمات وذلك في سنة ست عشرة قال ولما سار عتبة عن البصرة بلغ المغيرة أن دهقان ميسان كفر ورجع عن الإسلام وأقبل نحو البصرة وكان عتبة قد غزاها وفتحها فسار إليه المغيرة فلقيه بالمنعرج فهزمه وقتله وكتب المغيرة إلى عمر بالفتح منه فدعا عمر عتبة وقال له ألم تعلمني أنك استخلفت مجاشعا قال
نعم قال فإن المغيرة كتب إلي بكذا فقال إن مجاشعا كان غائبا فأمرت المغيرة بالصلاة إلى أن يرجع مجاشع فقال عمر لعمري إن أهل المدر لأولى أن يستعملوا من أهل الوبر يعني بأهل المدر المغيرة لأنه من أهل الطائف وهي مدينة وبأهل الوبر مجاشعا لأنه من أهل البادية وأقر المغيرة على البصرة فلما كان مع أم جميلة وشهد القوم عليه بالزنا كما ذكرناه في كتاب المبدأ والمآل من جمعنا استعمل عمر على البصرة أبا موسى الأشعري أرسله إليها وأمره بإنفاذ المغيرة إليه وقيل كان أبو موسى بالبصرة فكاتبه عمر بولايتها وذلك في سنة ست عشرة وقيل في سنة سبع عشرة وولي أبو موسى والجامع بحاله وحيطانه قصب فبناه أبو موسى باللبن وكذلك دار الإمارة وكان المنبر في وسطه وكان الإمام إذا جاء للصلاة بالناس تخطى رقابهم إلى القبلة فخرج عبد الله بن عامر بن كريز وهو أمير لعثمان على البصرة ذات يوم من دار الإمارة يريد القبلة وعليه جبة خز دكناء فجعل الأعراب يقولون على الأمير جلد دب فلما استعمل معاوية زيادا على البصرة قال زياد لا ينبغي للأمير أن يتخطى رقاب الناس فحول دار الإمارة من الدهناء إلى قبل المسجد وحول المنبر إلى صدره فكان الإمام يخرج من الدار من الباب الذي في حائط القبلة إلى القبلة ولا يتخطى أحدا وزاد في حائط المسجد زيادات كثيرة وبنى دار الإمارة باللبن وبنى المسجد بالجص وسقفه بالساج فلما فرغ من بنائه جعل يطوف فيه وينظر إليه ومعه وجوه البصرة فلم يعب فيه إلا دقة الأساطين قال ولم يؤت منها قط صدع ولا ميل ولا عيب وفيه يقول حارثة ابن بدر الغداني بنى زياد لذكر الله مصنعه بالصخر والجص لم يخلط من الطين لولا تعاون أيدي الرافعين له إذا ظنناه أعمال الشياطين وجاء بسواريه من الأهواز وكان قد ولى بناءه الحجاج بن عتيك الثقفي فظهرت له أموال وحال لم تكن قبل ففيه قيل يا حبذا الإمارة ولو على الحجاره

وقيل إن أرض المسجد كانت تربة فكانوا إذا فرغوا من الصلاة نفضوا أيديهم من التراب فلما رأى زياد ذلك قال لا آمن أن يظن الناس على طول الأيام أن نفض اليد في الصلاة سنة فأمر بجمع الحصى وإلقائه في المسجد الجامع ووظف ذلك على الناس فاشتد الموكلون بذلك على الناس وأروهم حصى انتقوه فقالوا إئتونا بمثله على قدره وألوانه وارتشوا على ذلك فقال يا حبذا الإماره ولو على الحجاره فذهبت مثلا وكان جانب الجامع الشمالي منزويا لأنه كان دارا لنافع بن الحارث أخي زياد فأبى أن يبيعها فلم يزل على تلك الحال حتى ولى معاوية عبيد الله بن زياد على البصرة فقال عبيد الله بن زياد إذا شخص عبد الله بن نافع إلى أقصى ضيعة فاعلمني
فشخص إلى قصر الأبيض فبعث فهدم الدار وأخذ في بناء الحائط الذي يستوي به تربيع المسجد وقدم عبد الله بن نافع فضج فقال له إني أثمن لك وأعطيك مكان كل ذراع خمسة أذرع وأدع لك خوخة في حائطك إلى المسجد وأخر في غرفتك فرضي فلم تزل الخوختان في حائطه حتى زاد المهدي فيه ما زاد فدخلت الدار كلها في المسجد ثم دخلت دار الإمارة كلها في المسجد وقد أمر بذلك الرشيد ولما قدم الحجاج خبر أن زيادا بنى دار الإمارة فأراد أن يذهب ذكر زياد منها فقال أريد أن أبنيها بالآجر فهدمها فقيل له إنما غرضك أن تذهب ذكر زياد منها فما حاجتك أن تعظم النفقة وليس يزول ذكره عنها فتركها مهدومة فلم يكن للأمراء دار ينزلونها حتى قام سليمان بن عبد الملك فاستعمل صالح بن عبد الرحمن على خراج العراقين فقال له صالح إنه ليس بالبصرة دار إمارة وخبره خبر الحجاج فقال له سليمان أعدها فأعادها بالجص والآجر على أساسها الذي كان ورفع سمكها فلما أعاد أبوابها عليها قصرت فلما مات سليمان وقام عمر بن عبد العزيز استعمل عدي بن أرطاة على البصرة فبنى فوقها غرفا فبلغ ذلك عمر فكتب إليه هبلتك أمك يا ابن عم عدي أتعجز عنك مساكن وسعت زيادا وابنه فأمسك عدي عن بنائها فلما قدم سليمان بن علي البصرة عاملا للسفاح أنشأ فوق البناء الذي كان لعدي بناء بالطين ثم تحول إلى المربد فلما ولي الرشيد هدمها وأدخلها في قبلة مسجد الجامع فلم يبق للأمراء بالبصرة دار إمارة وقال يزيد الرشك قست البصرة في ولاية خالد بن عبد الله القسري فوجدت طولها فرسخين وعرضها فرسخين إلا دانقا وعن الوليد بن هشام أخبرني أبي عن أبيه وكان يوسف بن عمر قد ولاه ديوان جند البصرة قال نظرت في جماعة مقاتلة العرب بالبصرة أيام زياد فوجدتهم ثمانين ألفا ووجدت عيالاتهم مائة ألف وعشرين ألف عيل ووجدت مقاتلة الكوفة ستين ألفا وعيالاتهم ثمانين ألفا
ذكر خطط البصرة وقواها وقد ذكرت بعض ذلك في أبوابه وذكرت بعضه ها هنا قال أحمد بن يحيى بن جابر كان حمران ابن أبان للمسيب بن نجبة الفزاري أصابه بعين التمر فابتاعه منه عثمان بن عفان وعلمه الكتابة واتخذه كاتبا ثم وجد عليه لأنه كان وجهه للمسألة عما رفع على الوليد بن عقبة بن أبي معيط فارتشى منه وكذب ما قيل فيه ثم تيقن عثمان صحة ذلك فوجد عليه

وقال لا تساكني أبدا وخيره بلدا يسكنه غير المدينة فاختار البصرة وسأله أن يقطعه بها دارا وذكر ذرعا كثيرا استكثره عثمان وقال لابن عامر اعطه دارا مثل بعض دورك فأقطعه دار حمران التي بالبصرة في سكة بني سمرة بالبصرة كان صاحبها عتبة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب ابن عبد شمس بن عبد مناف قال المدايني قال أبو بكرة لابنه يا بني والله ما تلي عملا قط وما أراك تقصر عن أخوتك في النفقة فقال إن كتمت علي أخبرتك قال فإني أفعل قال فإني أغتل من حمامي هذا في كل يوم ألف درهم وطعاما كثيرا
ثم إن مسلما مرض فأوصى إلى أخيه عبد الرحمن بن أبي بكرة وأخبره بغلة حمامه فأفشى ذلك واستأذن السلطان في بناء حمام وكانت الحمامات لا تبنى بالبصرة إلا بإذن الولاة فأذن له واستأذن غيره فأذن له وكثرت الحمامات فأفاق مسلم بن أبي بكرة من مرضه وقد فسد عليه حمامه فجعل يلعن عبد الرحمن ويقول ما له قطع الله رحمه وكان لزياد مولى يقال له فيل وكان حاجبه فكان يضرب المثل بحمامه بالبصرة وقد ذكرته في حمام فيل
نهر عمرو ينسب إلى عمرو بن عتبة بن أبي سفيان
نهر ابن عمير منسوب إلى عبد الله بن عمير بن عمرو بن مالك الليثي كان عبد الله بن عامر بن كريز أقطعه ثمانية آلاف جريب فحفر عليها هذا النهر ومن اصطلاح أهل البصرة أن يزيدوا في اسم الرجل الذي تنسب إليه القرية ألفا ونونا نحو قولهم طلحتان نهر ينسب ألى طلحة بن أبي رافع مولى طلحة بن عبيد الله
خيرتان منسوب إلى خيرة بنت ضمرة القشيرية امرأة المهلب بن أبي سفرة
مهلبان منسوب إلى المهلب بن إبي صفرة ويقال بل كان لزوجته خيرة فغلب عليه اسم المهلب وهي أم أبي عينية ابنه
وجبيران قرية لجبير بن حية
وخلفان قطيعة لعبد الله بن خلف الخزاعي والد طلحة الطلحات
طليقان لولد خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين الخزاعي وكان خالد ولي قضاء البصرة
روادان لرواد بن أبي بكرة
شط عثمان ينسب إلى عثمان بن أبي العاصي الثقفي وقد ذكرته فأقطع عثمان أخاه حفصا حفصان وأخاه أمية أميان وأخاه الحكم حكمان وأخاه المغيرة مغيرتان
أزرقان ينسب إلى الأزرق بن مسلم مولى بني حنيفة
محمدان منسوب إلى محمد بن علي بن عثمان الحنفي
زيادان منسوب إلى زياد مولى بني الهجيم جد مونس بن عمران بن جميع بن يسار بن زياد وجد عيسى بن عمر النحوي لأمهما
عميران منسوب إلى عبد الله بن عمير الليثي
نهر مقاتل بن حارثة بن قدامة السعدي
وحصينان لحصين بن أبي الحر العنبري
عبد الليان لعبد الله بن أبي بكرة
عبيدان لعبيد بن كعب النميري
منقذان لمنقذ بن علاج السلمي
عبد الرحمانان لعبد الرحمن بن زياد
نافعان لنافع ابن الحارث الثقفي
أسلمان لأسلم بن زرعة الكلابي
حمرانان لحمران بن أبان مولى عثمان بن عفان
قتيبتان لقيتية بن مسلم
خشخشان لآل الخشخاش العنبري
نهر البنات لبنات زياد أقطع كل بنت ستين جريبا وكذلك كان يقطع العامة
سعيدان لآل سعيد بن عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد
سليمانان قطيعة لعبيد بن نشيط صاحب الطرف أيام الحجاج فرابط به رجل من الزهاد يقال له سليمان بن جابر فنسب إليه
عمران لعمر بن عبيد الله بن معمر التيمي
فيلان لفيل

مولى زياد
خالدان لخالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية
المسمارية قطيعة مسسمار مول زياد بن أبيه وله بالكوفة ضيعة
سويدان كانت لعبيد الله بن أبي بكرة قطيعة مبلغها أربعمائة جريب فوهبها لسويد بن منجوف السدوسي وذلك أن سويدا مرض فعاده عبيد الله بن أبي بكر فقال له كيف تجدك فقال صالحا إن شئت فقال قد شئت وما ذلك قال إن أعطيتني مثل الذي أعطيت ابن معمر فليس علي بأس فأعطاه سويدان فنسب إليه
جبيران آل كلثوم بن جبير
نهر أبي برذعة بن عبيد الله بن أبي بكرة
كثيران لكثير بن سيار بلالان لبلال بن أبي بردة كانت قطيعة لعباد بن زياد فاشتراه
شبلان لشبل بن عميرة بن تيري الضبي
ذكر ما جاء في ذم البصرة لما قدم أمير المؤمنين البصرة بعد وقعة الجمل ارتقى منبرها فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أهل البصرة يا بقايا ثمود يا أتباع البهيمة يا جند المرأة رغا فاتبعتم وعقر فانهزمتم أما إني ما أقول ما أقول رغبة ولا رهبة منكم أني سمعت رسول الله يقول تفتح أرض يقال لها البصرة أقوم أرض الله قبلة قارئها أقرأ الناس وعابدها أعبد الناس وعالمها أعلم الناس ومتصدقها أعظم الناس صدقة منها إلى قرية يقال لها الأبلة أربعة فراسخ يستشهد عند مسجد جامعها وموضع عشورها ثمانون ألف شهيد الشهيد يومئذ كالشهيد يوم بدر معي وهذا الخبر بالمدح أشبه وفي رواية أخرى أنه رقي المنبر فقال يا أهل البصرة ويا بقايا ثمود يا أتباع البهيمة ويا جند المرأة رغا فاتبعتم وعقر فانهزمتم دينكم نفاق وأحلامكم دقاق وماؤكم زعاق يا أهل البصرة والبصيرة والسبخة والخريبة أرضكم أبعد أرض الله من السماء وأقربها من الماء وأسرعها خرابا وغرقا ألا إني سمعت رسول الله يقول أما علمت أن جبريل حمل جميع الأرض على منكبه الأيمن فأتاني بها ألا إني وجدت البصرة أبعد بلاد الله من السماء وأقربها من الماء وأخبثها ترابا وأسرعها خرابا ليأتين عليها يوم لا يرى منها إلا شرفات جامعها كجوجؤ السفينة في لجة البحر ثم قال ويحك يا بصرة ويلك من جيش لا غبار له فقيل يا أمير المؤمنين ما الويح وما الويل فقال الويح والويل بابان فالويح رحمة والويل عذاب وفي رواية أن عليا رضي الله لما فرغ من وقعة الجمل دخل البصرة فأتى مسجدها الجامع فاجتمع الناس فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي ثم قال أما بعد فإن الله ذو رحمة واسعة فما ظنكم يا أهل البصرة يا أهل السبخة يا أهل المؤتفكة ائتفكت بأهلها ثلاثا وعلى الله الرابعة يا جند المرأة ثم ذكر الذي قبله ثم قال انصرفوا إلى منازلكم وأطيعوا الله وسلطانكم وخرج حتى صار إلى المربد والتفت وقال الحمد لله الذي أخرجني من شر البقاع ترابا وأسرعها خرابا
ودخل فتى من أهل المدينة البصرة فلما انصرف قال له أصحابه كيف رأيت البصرة قال خير بلاد الله للجائع والغريب والمفلس أما الجائع فيأكل خبز الأرز والصحناءة فلا ينفق في شهر إلا درهمين وأما الغريب فيتزوج بشق درهم وأما المحتاج فلا عليه غائلة ما بقيت له استه يخرأ ويبيع وقال الجاحظ من عيوب البصرة اختلاف هوائها في يوم واحد لأنهم يلبسون القمص مرة والمبطنات مرة لاختلاف جواهر

الساعات ولذلك سميت الرعناء قال الفرزدق لولا أبو مالك المرجو نائله ما كانت البصرة الرعناء لي وطنا وقد وصف هذه الحال ابن لنكك فقال نحن بالبصرة في لو ن من العيش ظريف نحن ما هبت شمال بين جنات وريف فإذا هبت جنوب فكأنا في كنيف وللحشوش بالبصرة أثمان وافرة ولها فيما زعموا تجار يجمعونها فإذا كثرت جمع عليها أصحاب البساتين ووقفهم تحت الريح لتحمل إليهم نتنها فإنه كلما كانت أنتن كان ثمنها أكثر ثم ينادي عليها فيتزايد الناس فيها وقد قص هذه القصة صريع الدلاء البصري في شعر له ولم يحضرني الآن وقد ذمتها الشعراء فقال محمد بن حازم الباهلي ترى البصري ليس به خفاء لمنخره من البثر انتشار ربا بين الحشوش وشب فيها فمن ريح الحشوش به اصفرار يعتق سلحه كيما يغالي به عند المبايعة التجار وقال أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الصابي فهف نفسي على المقام ببغدا د وشربي من ماء كوز بثلج نحن بالبصرة الذميمة نسقى شر سقيا من مائها الأترنجي أصفر منكر ثقيل غليظ خاثر مثل حقنة القولنج كيف نرضى بمائها وبخير منه في كنف أرضنا نستنجي وقال أيضا ليس يغنيك في الطهارة بال بصرة أن حانت الصلاة اجتهاد إن تطهرت فالمياه سلاح أو تيممت فالصعيد سماد وقال شاعر آخر يصف أهل البصرة بالبخل وكذب عليهم أبغضت بالبصرة أهل الغنى إني لأمثالهم باغض قد دثروا في الشمس أعذاقها كأن حمى بخلهم ناقض ذكر ما جاء في مدح البصرة كان ابن أبي ليلى يقول ما رأيت بلدا أبكر إلى ذكر الله من أهل البصرة وقال شعيب بن صخر تذاكروا عند زياد البصرة والكوفة فقال زياد لو ضلت البصرة لجعلت الكوفة لمن دلني عليها وقال ابن سيرين كان الرجل من أهل البصرة يقول لصاحبه إذا بالغ في الدعاء عليه غضب الله عليك كما غضب على المغيرة وعزله عن البصرة وولاه الكوفة وقال ابن أبي عيينة المهلبي يصف البصرة يا جنة فاقت الجنان فما يعدلها قيمة ولا ثمن

ألفتها فاتخذتها وطنا إن فؤادي لمثلها وطن زوج حيتانها الضباب بها فهذه كنة وذا خنن فانظر وفكر لما نطقت به إن الأديب المفكر الفطن من سفن كالنعام مقبلة ومن نعام كأنها سفن وقال المدائني وفد خالد بن صفوان على عبد الملك ابن مروان فوافق عنده وفود جميع الأمصار وقد اتخذ مسلمة مصانع له فسأل عبد الملك أن يأذن للوفود في الخروج معه ألى تلك المصانع فأذن لهم فلما نظر أليها مسلمة أعجب بها فأقبل على وفد أهل مكة فقال يا أهل مكة هل فيكم مثل هذه المصانع فقالوا لا إلا أن فينا بيت الله المستقبل ثم أقبل على وفد أهل المدينة فقال يا أهل المدينة هل فيكم مثل هذه فقالوا لا إلا أن فينا قبر نبي الله المرسل ثم أقبل على وفد أهل الكوفة فقال يا أهل الكوفة هل فيكم مثل هذه المصانع فقالوا لا إلا أن فينا تلاوة كتاب الله المرسل ثم أقبل على وفد أهل البصرة فقال يا أهل البصرة هل فيكم مثل هذه المصانع فتكلم خالد بن صفوان وقال أصلح الله الأمير إن هؤلاء أقروا على بلادهم ولو أن عندك من له ببلادهم خبرة لأجاب عنهم قال أفعندك في بلادك غير ما قالوا في بلادهم قال نعم أصلح الله الأمير أصف لك بلادنا فقال هات قال يغدو قانصنا فيجيء هذا بالشبوط والشيم ويجيء هذا بالظبي والظليم ونحن أكثر الناس عاجا وساجا وخزا وديباجا وبرذونا هملاجا وخريدة مغناجا بيوتنا الذهب ونهرنا العجب أوله الرطب وأوسطه العنب وآخره القصب فأما الرطب عندنا فمن النخل في مباركه كالزيتون عندكم في منابته هذا على أفنانه كذاك على أغصانه هذا في زمانه كذاك في إبانه من الراسخات في الوحل المطعمات في المحل الملقحات بالفحل يخرجن أسفاطا عظاما وأقساطا ضخاما وفي رواية يخرجن أسفاطا وأقساطا كأنما ملئت رياطا ثم ينفلقن عن قضبان الفضة منظومة باللؤلؤ الأبيض ثم تتبدل قضبان الذهب منظومة بالزبرجد الأخضر ثم تصير ياقوتا أحمر وأصفر ثم تصير عسلا في شنة من سحاء ليست بقربة ولا إناء حولها المذاب ودونها الجراب لا يقربها الذباب مرفوعة عن التراب ثم تصير ذهبا في كيسة الرجال يستعان به على العيال وأما نهرنا العجب فإن الماء يقبل عنقا فيفيض مندفقا فيغسل غثها ويبدي مبثها يأتينا في أوان عطشنا ويذهب في زمان رينا فنأخذ منه حاجتنا ونحن نيام على فرشنا فيقبل الماء وله ازدياد وعباب ولا يحجبنا عنه حجاب ولا تغلق دونه الأبواب ولا يتنافس فيه من قلة ولا يحبس عنا من علة وأما بيوتنا الذهب فإن لنا عليهم خرجا في السنين والشهور نأخذه في أوقاته ويسلمه الله تعالى من آفاته وننفقه في مرضاته فقال له مسلمة أنى لكم هذه يا ابن صفوان ولم تغلبوا عليها ولم تسبقوا إليها فقال ورثناها عن الآباء ونعمرها للأبناء ويدفع لنا عنها رب السماء ومثلنا فيها كما قال معن بن أوس إذا ما بحر خندف جاش يوما يغطمط موجه المتعرضينا فمهما كان من خير فإنا ورثناها أوائل أولينا

وإنا مورثون كما ورثنا عن الآباء أن متنا بنينا وقال الإصمعي سمعت الرشيد يقول نظرنا فإذا كل ذهب وفضة على وجه الأرض لا يبلغ ثمن نخل البصرة
وقال أبو حاتم ومن العجائب وهو مما أكرم الله به الإسلام أن النخل لا يوجد إلا في بلاد الإسلام البتة مع أن بلاد الهند والحبش والنوبة بلاد حارة خلقة بوجود النخل فيها وقال ابن أبي عيينة يتشوق البصرة فإن أشك من ليلي بجرجان طوله فقد كنت أشكو منه بالبصرة القصر فيا نفس قد بدلت بؤسا بنعمة ويا عين قد بدلت من قرة عبر ويا حبذاك السائلي فيم فكرتي وهمي ألا في البصرة الهم والفكر فيا حبذا ظهر الحزيز وبطنه ويا حسن واديه إذا ماؤه زخر ويا حبذا نهر الأبلة منظرا إذا مد في إبانه الماء أو جزر ويا حسن تلك الجاريات إذا غدت مع الماء تجري مصعدات وتنحدر فيا ندمي إذ ليس تغني ندامتي ويا حذري إذ ليس ينفعني الحذر وقائلة ماذا نبا بك عنهم فقلت لها لا علم لي فاسألي القدر وقال الجاحظ بالبصرة ثلاث أعجوبات ليست في غيرها من البلدان منها أن عدد المد والجزر في جميع الدهر شيء واحد فيقبل عند حاجتهم إليه ويرتد عند استغنائهم عنه ثم لا يبطىء عنها إلا بقدر هضمها واستمرائها وجماحها واستراحتها لا يقتلها غطسا ولا غرقا ولا يغبها ظمأ ولا عطشا يجيء على حساب معلوم وتدبير منظوم وحدود ثابتة وعادة قائمة يزيدها القمر في امتلائه كما يزيدها في نقصانه فلا يخفى عن أهل الغلات متى يتخلفون ومتى يذهبون ويرجعون بعد أن يعرفوا موضع القمر وكم مضى من الشهر فهي آية وأعجوبة ومفخر وأحدوثة لا يخافون المحل ولا يخشون الحطمة قلت أنا كلام الجاحظ هذا لا يفهمه إلا من شاهد الجزر والمد وقد شاهدته في ثماني سفرات لي إلى البصرة ثم إلى كيش ذاهبا وراجعا ويحتاج إلى بيان يعرفه من لم يشاهده وهو أن دجلة والفرات يختلطان قرب البصرة ويصيران نهرا عظيما يجري من ناحية الشمال إلى ناحية الجنوب فهذا يسمونه جزرا ثم يرجع من الجنوب إلى الشمال ويسمونه مدا يفعل ذلك في كل يوم وليلة مرتين فإذا جزر نقص نقصانا كثيرا بينا بحيث لو قيس لكان الذي نقص مقدار ما يبقى وأكثر وليست زيادته متناسبة بل يزيد في أول كل شهر ووسطه أكثر من سائره وذاك أنه إذا انتهى في أول الشهر إلى غايته في الزيادة وسقى المواضع العالية والأراضي القاصية أخذ يمد كل يوم وليلة أنقص من اليوم الذي قبله وينتهي غاية نقص زيادته في آخر يوم من الأسبوع الأول من الشهر ثم يمد في كل يوم أكثر من مده في اليوم الذي قبله حتى ينتهي غاية زيادة مدة في نصف الشهر ثم يأخذ في النقص إلى آخر الأسبوع ثم في الزيادة في آخر الشهر هكذا أبدا لا يختلف ولا يخل بهذا القانون ولا يتغير عن هذا الاستمرار قال الجاحظ والأعجوبة الثانية ادعاء أهل أنطاكية وأهل حمص وجميع بلاد الفراعنة

الطلسمات وهي بدون ما لأهل البصرة وذاك أن لو التمست في جميع بيادرها وربطها المعوذة وغيرها على نخلها في جميع معاصر دبسها أن تصيب ذبابة واحدة لما وجدتها إلا في الفرط ولو أن معصرة دون الغيط أو تمرة منبوذة دون المسناة لما استبقيتها من كثرة الذبان والأعجوبة الثالثة أن الغربان القواطع في الخريف يجيء منها ما يسود جميع نخل البصرة وأشجارها حتى لا يرى غصن واحد إلا وقد تأطر بكثرة ما عليه منها ولا كربة غليظة إلا وقد كادت أن تندق لكثرة ما ركبها منها ثم لم يوجد في جميع الدهر غراب واحد ساقط إلا على نخلة مصرومة ولم يبق منها عذق واحد ومناقير الغربان معاول وتمر الأعذاق في ذلك الإبان غير متماسكة فلو خلاها الله تعالى ولم يمسكها بلطفه لاكتفى كل عذق منها بنقرة واحدة حتى لم يبق عليها إلا اليسير ثم هي في ذلك تنتظر أن تصرم فإذا أتى الصرام على آخرها عذقا رأيتها سوداء ثم تخللت أصول الكرب فلا تدع حشفة إلا استخرجتها فسبحان من قدر لهم ذلك وأراهم هذه الأعجوبة وبين البصرة والمدينة نحو عشرن مرحلة ويلتقي مع طريق الكوفة قرب معدن النقرة وأخبار البصرة كثيرة والمنسوبون إليها من أهل العلم لا يحصون وقد صنف عمر بن شبة وأبو يحيى زكرياء الساجي وغيرهما في فضائلها كتابا في مجلدات والذي ذكرناها كاف
و مد البصرة أيضا بلد في المغرب في أقصاه قرب السوس خربت قال بن حوقل وهو يذكر مدن المغرب من بلاد البربر والبصرة مدينة مقتصدة عليها سور ليس بالمنيع ولها عيون خارجها عليها بساتين يسيرة وأهلها ينسبون إلى السلامة والخير والجمال وطول القامة واعتدال الخلق وبينها وبين المدينة المعروفة بالأقلام أقل من مرحلة وبينها وبين مدينة يقال لها تشمس أقل من مرحلة أيضا ولما ذكر المدن التي على البحر قال ثم تعطف على البحر المحيط يسارا وعليه من المدن قريبة منه وبعيدة جرماية وساوران والحجا على نحر البحر ودونها في البر مشرقا الأقلام ثم البصرة وقال البشاري البصرة مدينة بالمغرب كبيرة كانت عامرة وقد خربت وكانت جليلة وكان قول البشاري هذا في سنة 873 وقرأت في كتاب المسالك والممالك لأبي عبيد البكري الأندلسي بين فاس والبصرة أربعة أيام قال والبصرة مدينة كبيرة وهي أوسع تلك البلاد مرعى وأكثرها ضرعا ولكثرة ألبانها تعرف ببصرة الذبان وتعرف ببصرة الكتان كانوا يتبايعون في بدء أمرها في جميع تجاراتهم بالكتان وتعرف أيضا بالحمراء لأنها حمراء التربة وسورها مبني بالحجارة والطوب وهي بين شرفين ولها عشرة أبواب وماؤها زعاق وشرب أهلها من بئر عذبة على باب المدينة وفي بساتينها آبار عذبة ونساء هذه البصرة مخصوصات بالجمال الفائق والحسن الرائق ليس بأرض المغرب أجمل منهن قال أحمد بن فتح المعروف بابن الخزاز التيهرتي يمدح أبا العيش عيسى بن أبراهيم بن القاسم قبح الإله الدهر إلا قينة بصرية في حمرة وبياض الخمر في لحظاتها والورد في وجناتها والكشح غير مفاض في شكل مرجي ونسك مهاجر وعفاف سني وسمت إباض تيهرت أنت خلية وبرقة عوضت منك ببصرة فاعتاضي

لا عذر للحمراء في كلفي بها أو تسفيض بأبحر وحياض قال ومدينة البصرة مستحدثة أسست في الوقت الذي أسست فيه أصيلة أو قريبا منه
بصرى في موضعين بالضم والقصر إحداهما بالشام من أعمال دمشق وهي قصبة كورة حوران مشهورة عند العرب قديما وحديثا ذكرها كثير في أشعارهم قال أعرابي أيا رفقة من آل بصرى تحملوا رسالتنا لقيت من رفقة رشدا إذا ما وصلتم سالمين فبلغوا تحية من قد ظن أن لا يرى نجدا وقولوا لهم ليس الضلال أجازنا ولكننا جزنا لنلقاكم عمدا وإنا تركنا الحارثى مكبلا بكبل الهوى من ذكركم مضمرا وجدا وقال الصمة بن عبد الله القشيري نظرت وطرف العين يتبع الهوى بشرقي بصرى نظرة المتطاول لأبصر نارا أوقدت بعد هجعة لريا بذات الرمث من بطن حائل وقال الرماح بن ميادة ألا لا تلطي الستر يا أم جحدر كفى بذرى الأعلام من دوننا سترا إذا هبطت بصرى تقطع وصلها وأغلق بوابان من دونها قصرا فلا وصل إلا أن تقارب بيننا قلائص يحسرن المطي بنا حسرا فيا ليت شعري هل يحلن أهلها وأهلي روضات ببطن اللوى خضرا وهل تأتيني الريح تدرج موهنا برياك تعروري بها عقدا عفرا ولما سار خالد بن الوليد من العراق لمدد أهل الشام قدم على المسلمين وهم نزول ببصرى فضايقوا أهلها حتى صالحوهم على أن يؤدوا عن كل حالم دينارا وجريب حنطة وافتتح المسلمون جميع أرض حوران وغلبوا عليها وقتئذ وذلك في سنة 31
و بصرى أيضا من قرى بغداد قرب عكبراء وإياها عنى ابن الحجاج بقوله ولعمر الشباب ما كان عني أول الراحلين من أحبابي إن تولى الصباء عني فإني قد تعزيت بعده بالتصابي أيظن الشباب أني مخل بعده بالسماع أو بالشراب حاش لي حانتي أوانا وبصرى للدنان التي أرى والخوابي إن تلك الظروف أمست خدورا لبنات الكروم والأعناب بشمول كإنما اعتصروها من معاني شمائل الكتاب والمعاني إذا تشابهت الأج ناس تجري مجاري الأنساب وإليها ينسب إبو الحسن محمد بن محمد بن أحمد بن خلف البصروي الشاعر قرأ الكلام على المرتضى الموسوي كتب عنه أبو بكر الخطيب من شعره

أقطاعا منها ترى الدنيا وزهرتها فتصبو ولا يخلو من الشهوات قلب ولكن في خلائقها نفار ومطلبها بغير الحظ صعب كثيرا ما نلوم الدهر مما يمر بنا وما للدهر ذنب ويعتب بعضنا بعضا ولولا تعذر حاجة ما كان عتب فضول العيش أكثرها هموم وأكثر ما يضرك ما تحب فلا يغررك زخرف ما تراه وعيش لين الأعطاف رطب فتحت ثياب قوم أنت فيهم صحيح الرأي داء لا يطب إذا ما بلغة جاءتك عفوا فخذها فالغنى مرعى وشرب إذا اتفق القليل وفيه سلم فلا ترد الكثير وفيه حرب ومات البصروي سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة
البصل بلفظ البصل من الخضر الذي يؤكل ويطبخ إقليم البصل من إشبيلية من جزيرة الأندلس
و كفر بصل من قرى الشام
البصلية منسوب محلة في طرف بغداد الجنوبي ومن الجانب الشرقي متصلة بباب كلواذى ينسب إليها قوم منهم أبو بكر محمد بن إسماعيل بن علي ابن النعمان بن راشد البندار البصلاني كان شيخا ثقة مات في شعبان سنة 113
بصنا بالفتح ثم الكسر وتشديد النون مدينة من نواحي الأهواز صغيرة وجميع رجالهم ونسائهم يغزلون الصوف وينسجون الأنماط والستور البصنية ويكتبون عليها بصنى وقد تعمل ببرذون وكليوان وغيرهما من المدن المجاورة لبصنا وتدلس بستور بصنى والمعدن بصنى ولهم نهر يسمونه دجلة بصنى فيه سبعة أرحية في السفن والنهر منها على رمية سهم
بصيدا بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة ودال مهملة مقصور من قرى بغداد ينسب إليها أبو محمد الحسن بن عبد الله بن الحسن البصيداي من إهل باب الأزج توفي في جمادى الأولى سنة إحدى عشرة وخمسمائة
بصير الجيدور آخره راء والجيدور بالجيم وياء ساكنة ودال مهملة مضمومة وواو ساكنة وراء قرية من نواحي دمشق منها ضحاك بن أحمد ابن محمد البصيري كتب عنه أبو عبد الله محمد بن حمزة بن أحمد بن أبي الصقر القرشي الدمشقي بيتي شعر لغيره وأورده في معجمه ونسبه كذلك
باب الباء والضاد وما يليهما
بضاعة بالضم وقد كسره بعضهم والأول أكثر وهي دار بني ساعدة بالمدينة وبئرها معروفة فيها أفتى النبي صلى الله عليه و سلم بأن الماء طهور ما لم يتغير وبها مال لأهل المدينة من أموالهم وفي كتاب البخاري تفسير القعنبي لبضاعة نخل بالمدينة وفي الخبر أن النبي صلى الله عليه و سلم أتى بئر بضاعة فتوضأ من الدلو وردها إلى البئر وبصق فيها وشرب من مائها وكان إذا مرض المريض في أيامه

يقول اغسلوني من ماء بضاعة فيغسل فكأنما أنشط من عقال وقالت أسماء بنت أبي بكر كنا نغسل المرضى من بئر بضاعة ثلاثة أيام فيعافون وقال أبو الحسن الماوردي في كتاب الحاوي من تصنيفه ومن الدليل على أبي حنيفة ما رواه الشافعي عن إبراهيم بن محمد بن سفيط بن أبي أيوب عن عبد الله ابن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه و سلم قيل له إنك تتوضأ من بئر بضاعة وهي تطرح فيها المحائض ولحوم الكلاب وما ينحي الناس فقال الماء لا ينجسه شيء فلم يجعل لاختلاط النجاسة بالماء تأثيرا في نجاسته وهذا نص يدفع قول أبي حنيفة اعترضوا على هذا الحديث بسؤالين أحدهما أن بئر بضاعة عين جارية إلى بساتين يشرب منها والماء الجاري لا تثبت فيه النجاسة والجواب عنه أن بئر بضاعة أشهر حالا من أن يعترضوا عليها بهذا السؤال وهي بئر في بني ساعدة قال أبو داود في سننه قدرت بئر بضاعة بردائي مددته عليها ثم ذرعته فإذا عرضه ستة أذرع وسألت الذي فتح لي البستان فأدخلني إليها هل غير بناؤها عما كانت عليه فقال لا ورأيت فيها ماء متغير اللون ومعلوم أن الماء الجاري لا يبقى متغير اللون قال أبو داود وسمعت قتيبة بن سعيد يقول سألت قيم بئر بضاعة عن عمقها فقال أكثر ما يكون الماء فيها إلى العانة قلت إذا نقص قال دون العورة والسؤال الثاني أن قالوا لا يجوز أن يضاف إلى الصحابة أن يلقوا في بئر ماء يتوضأ فيه رسول الله
صلى الله عليه و سلم المحائض ولحوم الكلاب بل ذلك مستحيل عليهم وذلك بصيانة وضوء رسول الله صلى الله عليه و سلم أولى فدل على ضعف هذا الحديث ووهائه والجواب عنه إن الصحابة لا يصح إضافة ذلك إليهم ولا روينا أنهم فعلوا وإنما كانت بئر بضاعة قرب مواضع الجيف والأنجاس وكانت الريح تلقي ذلك فيها قال ثم الدليل عليه من طريق المعنى أنه ماء كثير فوجب أن لا ينجس بوقوع نجاسة لا تغيره قياسا على البعرة
بضة بالفتح والتشديد من أسماء زمزم قال الأصمعي البض الرخص الجسد وليس من البياض خاصة ولكن من الرخوصة والمرأة بضة
وبض الماء يبض بضيضا إذا سال قليلا قليلا
والبضض الماء القليل
وركية بضوض قليلة الماء
البضيض بلفظ التصغير والبضيض الماء القليل كما ذكر قبل هذه الترجمة وأظنه موضعا في أرض طيء قال زيد الخيل الطائي عفت أبضة من أهلها فالأجاول فجنبا بضيض فالصعيد المقابل فبرقة أفعى قد تقادم عهدها فليس بها إلا النعاج المطافل يذكرنيها بعدما قد نسيتهما
رماد ورسم بالثتانة ماثل وقال النبهاني أرادوا جلائي يوم فيد وقربوا لحى ورؤسا للشهادة ترعس سيعلم ومن ينوي جلائي أنني أريب بأكناف البضيض حبلبس الحبلبس المقيم الذي لا يكاد يبرح المنزل
البضيع مصغر ويروى بالفتح في شعر حسان بن ثابت أسألت رسم الدار أم لم تسأل بين الجوابي فالبضيع فحومل

ورواه الأثرم البصيع بالصاد المهملة وقال هو جبل بالشام أسود عن سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال إن عيسى بن مريم عليه السلام أشرف من جبل البضيع يعني جبل الكسوة على الغوطة فلما رآها قال عيسى للغوطة إن يعجز الغني أن يجمع بها كنزا فلن يعجز المسكين أن يشبع فيها خبزا قال سعيد بن عبد العزيز فليس يموت أحد في الغوطة من الجوع وقال السكري في شرح قول كثير منازل من أسماء لم يعف رسمها رياح الثريا خلفة فضريبها تلوح بأطراف البضيع كأنها كتاب زبور خط لدنا عسيبها قال البضيع ظريب عن يسار الجار أسفل من عين الغفاريين واسم العين النجح
البضيع بالفتح ثم الكسر جزيرة في البحر قال ساعدة بن جؤية الهذلي يصف سحابا أفعنك لا برق كأن وميضة غاب تشيمه ضرام مثقب ساد تخرم في البضيع ثمانيا يلوي بعيقات البحار ويجنب قال الأزهري ساد أي مهمل وقال أبو عمرو السادي الذي يبيت حيث يمسي
تخرم أي قطع ثمانيا بالبضيع وهي جزيرة في البحر
يلوي بماء البحر أي يحمله ليمطره ببلد
باب الباء والطاء وما يليهما
البطاح بكسر أوله جمع بطحاء وهي بطاح مكة ويقال لقريش الداخلة البطاح وقال ابن الأعرابي قريش البطاح الذين ينزلون الشعب بين أخشبي مكة وقريش الظواهر الذين ينزلون خارج الشعب وأكرمهما قريش البطاح والبطحاء في اللغة مسيل فيه دقاق الحصى والجمع الأباطح والبطاح على غير قياس وقال الزبير بن أبي بكر قريش البطاح بنو كعب بن لؤي وقريش الظواهر ما فوق ذلك سكنوا البطحاء والظواهر وقبائل بني كعب هم عدي وجمح وتيم وسهم ومخزوم وأسد وزهرة وعبد مناف وأمية وهاشم كل هؤلاء قريش البطاح وقريش الظواهر بنو عامر بن لؤي يخلد بن النضر والحارث ومالك وقد درجا والحارث ومحارب ابنا فهر وتيم الأدرم بن غالب بن فهر وقيس بن فهر درج وإنما سموا بذلك لأن قريشا اقتسموا فأصابت بنو كعب بن لؤي البطحاء وأصابت هؤلاء الظواهر فهذا تعريف للقبائل لا للمواضع فإن البطحاويين لو سكنوا بالظواهر كانوا بطحاويين وكذلك الظواهر لو كانوا سكنوا البطحاء كانوا ظواهر وأشرفهم البطحاويون وقال أبو خالد ذكوان مولى مالك الدار فلو شهدتني من قريش عصابة قريش البطاح لا قريش الظواهر ولكنهم تغابوا وأصبحت شاهدا فقبحت من مولى حفاظ وناصر وبلغت معاوية فقال أنا ابن سداد البطحاء والله إياي نادى اكتبوا إلى الضحاك أنه لا سبيل لك عليه واكتبوا إلى مالك واشتروا لي ولاءه فلما جاء الكتاب مالكا سأل عنه عبد الله بن عمر فقال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن بيع الولاء وهبته وقال أبو الحسن محمد بن علي بن نصر

الكاتب قال سمعت عوادة تغني في أبيات طريح ابن إسماعيل الثقفي في الوليد بن يزيد بن عبد الملك وكان من أخواله أنت ابن مسلنطح البطاح ولم تطرق عليك الحني والولج الحني ما انخفض من الأرض
والولج ما اتسع من الأودية أي لم تكن بينهما فيخفى حسبك فقال بعض الحاضرين ليس غير بطحاء مكة فما معنى هذا الجمع فثار البطحاوي العلوي فقال بطحاء المدينة وهو أجل من بطحاء مكة وجدي منه وأنشد له وبطحا المدينة لي منزل فيا حبذا ذاك من منزل فقال فهذان بطحاوان فما معنى الجمع قلنا العرب تتوسع في كلامها وشعرها فتجعل الاثنين جمعا وقد قال بعض الناس إن أقل الجمع اثنان وربما ثنوا الواحد في الشعر وينقلون الألقاب ويغيرونها لتستقيم لهم الأوزان وهذا أبو تمام يقول في مدحه للواثق يسمو بك السفاح والمنصور والمأمون والمعصوم فنقل المعتصم إلى المعصوم حتى استقام له الشعر وبالأمس قال أبو نصر بن نباتة فأقام باللورين حولا كاملا يترقب القدر الذي لم يقدر وما في البلاد إلا اللور المعروفة وهذا كثير وما زادنا على الصحيح والحزر ولو كان من أهل الجهل لهان ولكنه قد جس الأدب ومسه ومما يؤكد أنها بطحاوان قول الفرزدق وأنت ابن بطحاوي قريش فإن تشأ تكن في ثقيف سيل ذي أدب عفر قلت أنا وهذا كله تعسف وإذا صح بإجماع أهل اللغة أن البطحاء الأرض ذات الحصى فكل قطعة من تلك الأرض بطحاء وقد سميت قريش البطحاء وقريش الظواهر في صدر الجاهلية ولم يكن بالمدينة منهم أحد وأما قول الفرزدق وابن نباتة فقد قالت العرب الرقمتان ورامتان وأمثال ذلك تمر كثيرا في هذا الكتاب قصدهم بها إقامة الوزن فلا اعتبار به والله أعلم
البطاح بالضم قال أبو منصور البطاح مرض يأخذ من الحمى والبطاحي مأخوذ من البطاح وهو منزل لبني يربوع وقد ذكره لبيد فقال تربعت الأشراف ثم تصيفت حساء البطاح وانتجعن السلائلا وقيل البطاح ماء في ديار بني أسد بن خزيمة وهناك كانت الحرب بين المسلمين وأميرهم خالد بن الوليد وأهل الردة وكان ضرار بن الأزور الأسدي قد خرج طليعة لخالد بن الوليد وخرج مالك بن نويرة طليعة لأصحابه فالتقيا بالبطاح فقتل ضرار مالكا فقال أخوه متمم بن نويرة يرثيه تطاول هذا الليل ما كاد ينجلي كليل تمام ما يريد صراما سأبكي أخي ما دام صوت حمامة تؤرق في وادي البطاح حماما وأبعث أنواحا عليه بسحرة وتذرف عيناي الدموع سجاما وقال وكيع بن مالك يذكر يوم البطاح

فلا تحسبا أني رجعت وأنني منعت وقد تحنى علي الأصابع ولكنني حاميت عن جل مالك ولاحظت حتى أكلحتني الأخادع فلما أتانا خالد بلوائه تخطت إليه بالبطاح الودائع بطان بكسر أوله منزل بطريق الكوفة بعد الشقوق من جهة مكة دون الثعلبية وهو لبني ناشرة من بني أسد قال شاعر أقول لصاحبي من التأسي وقد بلغت نفوسهما الحلوقا إذا بلغ المطي بنا بطانا وجزنا الثعلبية والشقوقا وخلفنا زبالة ثم رحنا فقد وأبيك خلفنا الطريقا و بطان أيضا بلد باليمن من مخلاف سنحان
البطانة بزيادة الهاء بئر بجنب قرانين وهما جبلان بين ربيعة والأضبط ابني كلاب وعبد الله بن أبي بكر بن كلاب
البطائح نذكر حالها في البطيحة
البطحاء أصله المسيل الواسع فيه دقاق الحصى وقال النضر الأبطح والبطحاء بطن الميثاء والتلعة والوادي وهو التراب السهل في بطونها مما قد جرته السيول يقال أتينا أبطح الوادي وبطحاءه مثله وهو ترابه وحصاه والسهل اللين والجمع الأباطح وقال بعضهم البطحاء كل موضع متسع وقول عمر رضي الله عنه بطحوا المسجد أي ألقوا فيه الحصى الصغار وهو موضع بعينه قريب من ذي قار وبطحاء مكة وأبطحها ممدود وكذلك بطحاء ذي الحليفة وقال ابن إسحاق خرج النبي صلى الله عليه و سلم غازيا فسلك نقب بني دينار من بني النجار على فيفاء الخبار فنزل تحت شجرة ببطحاء ابن أزهر يقال لها ذات الساق فصلى تحتها فثم مسجده صلى الله عليه و سلم وآثار أثفية قدره
و بطحاء أيضا مدينة بالمغرب قرب تلمسان بينهما نحو ثلاثة أيام أربعة
بطحان بالضم ثم السكون كذا يقوله المحدثون أجمعون وحكى أهل اللغة بطحان بفتح أوله وكسر ثانيه وكذلك قيده أبو علي القالي في كتاب البارع وأبو حاتم والبكري وقال لا يجوز غيره وقرأت بخط أبي الطيب أحمد ابن أخي محمد الشافعي وخطه حجة بطحان بفتح أوله وسكون ثانيه وهو واد بالمدينة وهو أحد أوديتها الثلاثة وهي العقيق وبطحان وقناة قال غير واحد من أهل السير لما قدم اليهود المدينة نزلوا السافلة فاستوخموها فأتوا العالية فنزل بنو النضير بطحان ونزلت بنو قريظة مهزورا وهما واديان يهبطان من حرة هناك تنصب منها مياه عذبة فاتخذ بها بنو النضير الحدائق والآطام وأقاموا بها إلى أن غزاهم النبي صلى الله عليه و سلم وأخرجهم منها كما نذكره في النضير قال الشاعر وهو يقوي رواية من سكن الطاء أيا سعيد لم أزل بعدكم في كرب للشوق تغشاني كم مجلس ولى بلذاته لم يهنني إذا غاب ندماني سقيا لسلع ولساحاتها والعيش في أكناف بطحان

أمسيت من شوقي إلى أهلها أدفع أحزانا بأحزان وقال ابن مقبل في قول من كسر الطاء عفى بطحان من سليمى فيثرب فملقى الرحال من منى فالمحصب وقال أبو زياد بطحان من مياه الضباب البطحة بالفتح ثم السكون ماء بواد يقال له الخنوقة وقال أبو زياد من مياه غني البطحة
بطروح بضم أوله والراء حصن من أعمال فحص البلوط من بلاد الأندلس
بطروش بالكسر ثم السكون وفتح الراء وسكون الواو وشين معجمة بلدة بالأندلس وهي مدينة فحص البلوط فيما حكاه عنهم السلفي منها أبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن البطروشي فقيه كبير حافظ لمذهب مالك قرأ على أبي الحسن أحمد ابن محمد وغيره الفقه وروى الحديث عن محمد بن فروخ بن الطلاع وطبقته وأخذ كتب ابن حزم عن ابنه أبي رافع أسامة بن علي بن حزم الطاهري كان يوما في مقبرة قرطبة فقال أخبرني صاحب هذا القبر وأشار إلى قبر أبي الوليد يونس بن عبد الله ابن الصفار عن صاحب هذا القبر وأشار إلى قبر أبي عيسى عن صاحب هذا القبر وأشار إلى قبر عبد الله عن صاحب هذا القبر وأشار إلى قبر أبيه يحيى بن يحيى عن مالك بن أنس المديني قال فاستحسن ذلك منه كل من حضر
بطروش مثل الذي قبله إلا أن أوله وراءه مضمومتان بلد من أعمال دانية بالأندلس منها أبو مروان عبد الملك بن محمد بن أمية بن سعيد بن عتال الداني البطروشي سمع ابن سكرة السرقسطي وشيوخ قرطبة وولي قضاء دانية وكان من أهل العلم والفهم ذكرها والتي قبلها السلفي
بطلس بفتح أوله واللام جبل
بطليوس بفتحتين وسكون اللام وياء مضمومة وسين مهملة مدينة كبيرة بالأندلس من أعمال ماردة على نهر آنة غربي قرطبة ولها عمل واسع يذكر في مواضعه ينسب إليها خلق كثير منهم أبو محمد عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي النحوي اللغوي صاحب التصانيف والشعر مات في سنة 125 وأبو الوليد هشام بن يحيى بن حجاج البطليوسي سمع بقرطبة ورحل إلى المشرق فسمع بمكة والشام ومصر وإفريقية وغير ذلك وعاد إلى الأندلس فامتحن ببلده بسعاية سعيت به فأسكن قرطبة فسمع منه بها الكثير وقال ابن الفرضي وسمعت منه قبل المحنة وبعدها ومات في شوال سنة 583
بطنان بالضم ثم السكون ونونان بينهما ألف وبطنان الأودية المواضع التي يستريض فيها الماء ماء السيل فيكرم نباتها واحدتها بطن عن أبي منصور وهو اسم واد بين منبج وحلب بينه وبين كل واحد من البلدين مرحلة خفيفة فيه أنهار جارية وقرى متصلة قصبتها بزاعة وقد ذكر امرؤ القيس في شعره بعض قراه فقال ألا رب يوم صالح قد شهدته بتاذف ذات التل من بطن طرطرا وفي كتاب اللصوص بطنان حبيب بقنسرين نسب إلى حبيب بن مسلمة الفهري وذلك أن عياض بن غنم وجهه أبو عبيدة من حلب ففتح

حصنا هناك فنسب إليه وفي الحماسة قطعة شعر ذكرتها في الجابية منها فلو طاوعوني يوم بطنان أسلمت لقيس فروج منكم ومقاتل وقال ابن السكيت في تفسير قول كثير وما لست من نصحي أخاك بمنكر ببطنان إذا أهل القباب عماعم بطنان حبيب بأرض الشام كان عبد الملك يشتو فيه في حرب مصعب بن الزبير ومصعب يشتو بمسكن قال وقال غيره ولم يذكر القائل الأول بطنان بأسفل قنسرين وبطنان حبيب وبطنان بني وبر بن الأضبط بن كلاب بينهما روحة للماشي وأنشد ابن الأعرابي سقى الله حيا دون بطنان دارهم وبورك في مرد هناك وشيب وإني وإياهم على بعد دارهم كخمر بماء في الزجاج مشوب وإلى بطنان ينسب أبو علي الحسن بن محمد بن جعفر الحلبي يعرف بابن البطناني روى عنه جعفر بن محمد بن سعيد بن شعيب بن النج حوراني العبدري
بطن أعدا البطن الغامض من الأرض وجمعه بطنان مثل عبدو عبدان وهو موضع له ذكر في حديث الهجرة أنه سلك منه إلى مدلجة تعهن
بطن أنف من منازل هذيل نزل به قوم على أبي خراش فخرج ليجيئهم بالماء فنهشته حية فمات وقال قبل موته لعمرك والمنايا غالبات على الإنسان تطلع كل نجد لقد أهلكت حية بطن أنف على الأصحاب ساقا ذات فقد وقال أيضا لقد أهلكت حية بطن أنف على الأصحاب ساقا ذات فضل فما تركت عدوا بين بصرى إلى صنعاء يطلبه بذحل بط الإياد في بلاد بني يربوع عن بعضهم
بطن التين بفظ التين من الفواكه في بلاد بني ذبيان قال شتيم بن خويلد الفزاري حلت أمامة بطن التين فالرقما واحتل أهلك أرضا تنبت الرتما بطن الحر ضد العبد واد بنجد قالت امرأة زوجت في طيء لعمري لقد أشرفت أطول ما أرى وكلفت نفسي منظرا متعاليا وقلت أنارا تؤنسين وأهلها أم الشوق أدنى منك يا لبن دانيا وقلت لبطن الحر حيث لقيته سقى الله أعلاك الذهاب الغواديا بطن الحريم بفتح الحاء وكسر الراء في بلاد أبي بكر بن كلاب وفيه روضة ذكرت في الرياض
بطن حليات بضم الحاء المهملة وفتح اللام في شعر عمر بن أبي ربيعة ألم تسأل الأطلال والمتربعا ببطن حليات دوارس بلقعا لهند وأتراب لهند أذا الهوى جميع وإذ لم نخش أن يتصدعا

بطن الذهاب يروى بفتح الذال وضمها لبني الحارث بن كعب كان فيه يوم من أيامهم
بطن الرمة بضم الراء وتشديد الميم وقد يقال بالتخفيف وقد ذكر في الرمة وهو واد معروف بعالية نجد وقال ابن دريد الرمة قاع عظيم بنجد تنصب إليه أودية
بطن رهاط بالضم في بلاد هذيل بن مدركة وقد ذكر في رهاط
بطن ساق موضع في قول زهير عفا من آل ليلى بطن ساق فأكثبة العجالز فالقصيم بطن السر واد بين هجر ونجد كان لهم فيه يوم قال جرير أاستقبل الحي بطن السر أم عسفوا فالقلب فيهم رهين أينما انصرفوا بطن شاغر الشين والغين معجمتان قال الشاعر فإن على الأحساء من بطن شاغر نساء يشبهن الضراء الغواديا إذا كان يوم ذو خروج ورية يشبهن ذكران الكلاب المقاعيا الضراء الضارية
والغوادي التي تغدو على الصيد
بطن الضباع قال المرقش لمن الظعن بالضحى طافيات شبهها الدوم أو خلايا سفين جاعلات بطن الضباع شمالا وبراق النعاف ذات اليمين بطن ظبي أرض لكلب قال امرؤ القيس سما لك شوق بعدما كان أقصرا وحلت سليمى بطن ظبي فعرعرا بطن العتك بفتح العين وسكون التاء فوقها نقطتان وكاف من نواحي اليمامة
بطن عرنة ذكر في عرنة فأغنى
بطن عنان واد ذكر في عنان
بطن اللوى قال الأصمعي وقد ذكر بلاد أبي بكر ابن كلاب فقال لهم أريكتان ثم بطن اللوى صدره لهم وأسفله لبني الأضبط وأسفل ذلك لفزارة وهو واد ضخم إذا سال سال أياما قال ابن ميادة ألا ليت شعري هل يحلن أهلها وأهلي روضات ببطن اللوى خضرا بطن محسر بضم الميم وفتح الحاء وتشديد السين وكسرها هو وادي المزدلفة وفي كتاب مسلم أنه من منى وفي الحديث المزدلفة كلها موقف ألا وادي محسر قال ابن أبي نجيح ما صب من محسر فهو منها وما صب منها في منى فهو من منى وهذا هو الصواب إن شاء الله
بطن مر بفتح الميم وتشديد الراء من نواحي مكة عنده يجتمع وادي النخلتين فيصيران واديا واحدا وقد ذكر في نخلة وفي مر وقال أبو ذؤيب الهذلي أصبح من أم عمرو بطن مر فأك ناف الرجيع فذو سدر فأملاح وحشا سوى أن فراد السباع بها كأنها من تبغي الناس أطلاح بطن نخل جمع نخلة قرية قريبة من المدينة على طريق البصرة بينهما الطرف على الطريق وهو

بعد أبرق العزاف للقاصد إلى مكة
بطياس بكسر الباء وسكون الطاء وياء وأهل حلب كالمجمعين على أن بطياس قرية من باب حلب بين النيرب وبابلى كان بها قصر لعلي بن عبد الملك بن صالح أمير حلب وقد قرجت القرية والقصر وقال الخالديان في كتاب الديرة الصالحية قرية قرب الرقة وعندها بطياس ودير زكى وقد ذكرته الشعراء قال أبو بكر الصنوبري إني طربت إلى زيتون بطياس بالصالحية ذات الورد والآس من ينس عهدهما يوما فلست له وإن تطاولت الأيام بالناسي يا موطنا كان من خير المواطن لي لما خلوت به ما بين جلاسي وقائل لي أفق يوما فقلت له من سكرة الحب أو من سكرة الكاس لا أشرب الكاس إلا من يدي رشإ مهفهف كقضيب البان مياس مورد الخد في قمص موردة له من الآس إكليل على الراس قل للذي لام فيه هل ترى خلفا يا أملح الروض بل يا أملح الناس وقال البحتري وهو يدل على أنها بحلب يا برق أسفر عن قويق فطرتي حلب فأعلى القصر من بطياس عن منبت الورد المعصفر صبغه في كل ضاحية ومجنى الآس أرض إذا استوحشت ثم أتيتها حشدت علي فأكثرت إيناسي وقال أيضا نظرت وضمت جانبي التفاتة وما التفت المشتاق إلا لينظرا إلى أرجواني من البرق كلما تنمر علوي السحاب تعصفرا يضيء غماما فوق بطياس واضحا يبص وروضا تحت بطياس أخضرا وقد كان محبوبا إلي لو أنه أضاء غزالا عند بطياس أحورا البطيحاء تصغير البطحاء رحبة مرتفعة نحو الذراع بناها عمر خارج المسجد بالمدينة
البطيحة بالفتح ثم الكسر وجمعها البطائح والبطيحة والبطحاء واحد وتبطح السيل إذا اتسع في الأرض وبذلك سميت بطائح واسط لأن المياه تبطحت فيها أي سالت واتسعت في الأرض وهي أرض واسعة بين واسط والبصرة وكانت قديما قرى متصلة وأرضا عامرة فاتفق في أيام كسرى إبرويز أن زادت دجلة زيادة مفرطة وزاد الفرات أيضا بخلاف العادة فعجز عن سدها فتبطح الماء في تلك الديار والعمارات والمزارع فطرد أهلها عنها فلما نقص الماء وأراد العمارة أدركته المنية وولي بعده ابنه شيرويه فلم تطل مدته ثم ولي نساء لم تكن فيهن كفاية ثم جاء الإسلام فاشتغلوا بالحروب والجلاء ولم يكن للمسلمين درية بعمارة الأرضين فلما ألقت الحروب أوزارها واستقرت الدولة الإسلامية قرارها استفحل أمر البطائح وانفسدت مواضع البثوق وتغلب الماء على النواحي ودخلها العمال بالسفن فرأوا فيها مواضع عالية لم يصل الماء إليها فبنوا فيها قرى وسكنها قوم

وزرعوها الأرز وتغلب عليها في أوائل أيام بني بويه أقوام من أهلها وتحصنوا بالمياه والسفن وجارت تلك الأرض عن طاعة السلطان وصارت تلك المياه لهم كالمعاقل الحصينة إلى أن انقضت دولة الديلم ثم دولة السلجوقية فلما استبد بنو العباس بملكهم ورجع الحق إلى نصابه رجعت البطائح إلى أحسن النظام وجباها عمالهم كما كانت في قديم الأيام وقال حمدان بن السحت الجرجاني حضرت الحسين ابن عمرو الرستمي وكان من أعيان قواد المأمون وهو يسأل الموبذان من خراسان ونحن في دار ذي الرياستين عن النوروز والمهرجان وكيف جعلا عيدا وكيف سميا فقال الموبذان أنا أنبئك عنهما إن واسطا كانت في أيام دارا بن دارا تسمى أفرونية ولم تكن على شاطىء دجلة وكانت دجلة تجري على سننها في ناحية بطن جوخا فانبثقت في أيام بهرام جور وزالت عن مجراها إلى المذار وصارت تجري ألى جانب واسط منصبة فغرقت القرى والعمارات التي كانت موضع البطائح وكانت متصلة بالبادية ولم تكن البصرة ولا ما حولها ألا الأبلة فإنها من بناء ذي القرنين وكان موضع البصرة قرى عادية مخوفا بها لا ينزلها أحد ولا يجري بها نهر ألا دجلة الأبلة فأصاب القرى والمدن التي كانت في موضع البطائح وهم بشر كثير وباء فخرجوا هاربين على وجوههم وتبعهم أهاليهم بالأغذية والعلاجات فأصابوهم موتى فرجعوا فلما كان أول يوم من فروردين ماه من شهور الفرس أمطر الله تعالى عليهم مطرا فأحياهم فرجعوا ألى أهاليهم فقال ملك ذلك الزمان هذا نوروز أي هذا يوم جديد فسمي به فقال الملك هذا يوم مبارك فإن جاء الله عز و جل فيه بمطر وإلا فليصب الماء بعضهم على بعض وتبركوا به وصيروه عيدا فبلغ المأمون هذا الخبر فقال إنه لموجود في كتاب الله تعالى وهو قوله ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم الآية
باب الباء والعين وما يليهما
بعاث بالضم وآخره ثاء مثلثة موضع في نواحي المدينة كانت به وقائع بين الأوس والخزرج في الجاهلية وحكاه صاحب كتاب العين بالغين المعجمة ولم يسمع في غيره وقال أبو أحمد السكري هو تصحيف وقال صاحب كتاب المطالع والمشارق بعاث بضم أوله وعين مهملة وهو المشهور فيه ورواه صاحب كتاب العين بالغين وقيده الأصيلي بالوجهين وهو عند القابسي بغين معجمة وآخره ثاء مثلثة بلا خلاف وهو موضع من المدينة على ليلتين وقال قيس بن الخطيم ويوم بعاث أسلمتنا سيوفنا إلى نسب من جذم غسان ثاقب وكان الرئيس في بعض حروب بعاث حضير الكتائب أبو أسيد بن حضير فقال خفاف بن ندبة يرثي حضيرا وكان قد مات من جراحه فلو كان حي ناجيا من حمامه لكان حضير يوم أغلق واقما أطاف به حتى إذا الليل جنه تبوأ منه منزلا متناعما وقال بعضهم بعاث من أموال بني قريظة فيها مزرعة يقال لها قورا قال كثير عزة بن عبد الرحمن

كأن حدائج أظعاننا بغيقة لما هبطن البراثا نواعم عم على ميثب عظام الجذوع أحلت بعاثا كدهم الركاب بأثقالها غدت من سماهيج أو من جواثا وقال آخر أرقت فلم تنم عيني حثاثا ولم أهجع بها إلا امتلاثا فأن يك بالحجاز هوى دعاني وأرقني ببطن منى ثلاثا فلا أنسى العراق وساكنيه ولو جاوزت سلعا أو بعاثا بعاذين بالفتح والذال معجمة مكسورة وياء ساكنة ونون من قرى حلب لها ذكر في الشعر قال أبو العباس الصفري من شعراء سيف الدولة بن حمدان يا لأيامنا بمرج بعاذي ن وقد أضحك الربى نواره وحكى الوشي بل أبر على الوش ي بهاء منثوره وبهاره وكأن الشقيق والريح تنفي الظل ل عنه جمر يطير شراره أذكرتني عناق من بان عني شخصه باعتناقها أشجاره وقال الصنوبري شربنا في بعاذين على تلك الميادين بعال بالفتح أرض لبني غفار قرب عسفان تتصل بغيقة قاله الحازمي ثم وجدته لنصر وزاد أنه موضع بالحجاز قرب عسفان وهي شعبة لبني غفار تتصل بغيقة وقيل جبل بين الأبواء وجبل جهينة في واديه خلص وأنشد لكثير عرفت الدار كالحلل البوالي بفيف الخايعان إلى بعال وقال العمراني هو بعال بوزن غراب موضع بالقصيبة وأنشد ويسأل البعال أن يموجا بعال بالضم قاله الحازمي ثم وجدته لنصر بعال بالضم أيضا وهو جبل ضخم بأطراف أرمينية
بعانيق بالفتح وبعد الألف نون وياء ساكنة وقاف واد بين البصرة واليمامة عن نصر جاء به في قرينة التعانيق
بعدان بالفتح ثم السكون ودال مهملة وألف ونون مخلاف باليمن يقال لها البعدانية من مخلاف السحول قال الأعشى يمدح ذا فايش اليحصبي ببعدان أو ريمان أو راس سلبة شفاء لمن يشكو السمائم بارد وبالقصر من أرياب لو بت ليلة لجاءك مثلوج من الماء جامد بعر جفر البعر بين مكة واليمامة على الجادة ماء لبني ربيعة بن عبد الله بن كلاب عن نصر
بعرين بوزن خمسين بليد بين حمص والساحل هكذا تتلفظ به العامة وهو خطأ وإنما هو بارين
بعطان بالضم واد لخثعم

بعق بالقاف واد بالأبواء يقال له البعق قاله أبو الأشعث الكندي قال الشاعر كأنك مردوع بشس مطرد يفارقه من عقدة البعق هيمها بعقوبا بالفتح ثم السكون وضم القاف وسكون الواو والباء موحدة ويقال لها باعقوبا أيضا قرية كبيرة كالمدينة بينها وبين بغداد عشرة فراسخ من أعمال طريق خراسان وهي كثيرة الأنهار والبساتين واسعة الفواكه متكاثفة النخل وبها رطب وليمون يضرب بحسنها وجودتها المثل وهي راكبة على نهر ديالى من جانبه الغربي ونهر جلولاء يجري في وسطها وعلى جنبي النهر سوقان وعليه قنطرة وعلى ظهر القنطرة يتصل بين السوقين والسفن تجري تحت القنطرة إلى باجسرا وغيرها من القرى وبها عدة حمامات ومساجد وينسب إليها جماعة من أهل العلم منهم أبو الحسن محمد بن الحسين بن حمدون البعقوبي قاضيها روى عنه الحافظ أبو بكر الخطيب وقتل بحلوان في شهر ربيع الأول سنة 034 وبعقوبا هذه هي التي ذكرها سعد بن محمد الصيفي وهو الحيص بيص في رسائله السبع يسأل المسترشد أن يهبها منه وعوض عنها بمال فلم يقبله وقرأت بخط أبي محمد بن الخشاب النحوي أنشدني أبو المظفر بن قرما الإسكافي قال أنشدني المهدي البصري لنفسه يهجو أهل بعقوبا ألا قل لمرتاد النوال تطوفا يقلقله هم عليه حريص تخاف يعقوبا إذا جئت معشرا لهم يبيت الضيف وهو خميص أبو الشيص لو وافاهم بمجاعة لأعوزه بين الحدائق شيص ولو خوصة من نخلها قيل قد هوت لقيل عشار قد هوين وخوص بعلبك بالفتح ثم السكون وفتح اللام والباء الموحدة والكاف مشددة مدينة قديمة فيها أبنية عجيبة وآثار عظيمة وقصور على أساطين الرخام لا نظير لها في الدنيا بينها وبين دمشق ثلاثة أيام وقيل اثنا عشر فرسخا من جهة الساحل قال بطليموس مدينة بعلبك طولها ثمان وستون درجة وعشرون دقيقة في الإقليم الرابع تحت ثلاث درج من الحوت لها شركة في كف الخضيب طالعها القوس تحت عشر درج من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان قال صاحب الزيج بعلبك طولها اثنتان وستون درجة وثلث وعرضها سبع وثلاثون درجة وثلث وهو اسم مركب من بعل اسم صنم وبك أصله من بك عنقه أي دقها وتباك القوم أي ازدحموا فإما أن يكون نسب الصنم إلى بك وهو اسم رجل أو جعلوه يبك الأعناق هذا إن كان عربيا وإن كان عجميا فلا اشتقاق ولهذا الاسم ونظائره من المركبات أحكام فإن شئت جعلت آخر الأول والثاني مفتوحا بكل حال كقولك هذا بعلبك ورأيت بعلبك وأريت بعلبك وجئت من بعلبك فهذا تركيب يقتضي بناءه فكأنك قلت بعل وبك فلما حذفت الواو أقمت البناء مقامه ففتحت الاسمين كما قلت خمسة عشر وإن شئت أضفت الأول إلى الثاني فقلت هذا بعلبك ورأيت بعلبك ومررت ببعلبك أعربت بعلا وخفضت بكا بالإضافة وإن شئت بنيت الاسم الأول على الفتح وأعربت الثاني بإعراب ما لا ينصرف فقلت هذا بعلبك ورأيت بعلبك ومررت ببعلبك

وهذا هو التركيب الداخل في باب ما لا ينصرف الذي عدوه سببا من أسباب منع الصرف فإنهم أجروا الاسم الثاني من الاسمين اللذين ركبا مجرى تاء التأنيث في أن آخر حرف قبلها مفتوح أبدا ومنزل تنزيل الفتحة كالألف في نواة وقطاة وآخر الثاني حرف إعراب إلا أن الاسم غير مصروف للتعريف والتركيب لأن التركيب فرع على الإفراد وثان له كما أن التعريف ثان للتنكير فعلى هذا الوجه تقول هذا بعلبك ورأيت بعلبك ومررت ببعلبك فلو نكرته صرفته لبقاء علة واحدة فيه هي التركيب ويدلك على أن الاسم الثاني في هذا الوجه بمنزلة التاء تصغيرهم الأول من الاسمين المركبين وتسليمهم لفظ الثاني فتقول هذه بعيلبك كما تقول في طلحة طليحة وتقول في ترخيمه لو رخمته يا بعل كما تقول يا طلح وتقول في النسب إليه بعلي كما تقول طلحي وأما من قال بعلبكي فليس بعلبك عنده مركبة ولكنه من أبنية العرب فأما حضرمي وعبدري وعبقسي فإنهم خلطوا الاسمين واشتقوا منهما اسما نسبوا إليه وببعلبك دبس وجبن وزيت ولبن ليس في الدنيا مثلها يضرب بها المثل قال أعرابي قلت لذات الكعثب المصك ولم أكن من قولها في شك إذ لبست ثوبا دقيق السلك وعقد در ونظام سك غطي الذي افتن قلبي منك قالت فما هو قلت غطي حرك فكشفت عن أبيض مدك كأنه قعب نضار مكي أو جبنة من جبن بعلبك يسمع منه خفقا الدك مثل صرير القتب المنفك وقد ذكرها امرؤ القيس فقال لقد أنكرتني بعلبك وأهلها ولابن جريج في قرى حمص أنكرا وقيل إن بعلبك كانت مهر بلقيس وبها قصر سليمان بن داود عليه السلام وهو مبني على أساطين الرخام وبها قبر يزعمون أنه قبر مالك الأشتر النخعي وليس بصحيح فإن الأشتر مات بالقلزم في طريقه إلى مصر وكان علي رضي الله عنه وجهه أميرا فيقال إن معاوية دس إليه عسلا مسموما فأكله فمات بالقلزم فقال معاوية إن لله جنودا من عسل فيقال إنه نقل إلى المدينة فدفن بها وقبره بالمدينة معروف وبها قبر يقولون إنه قبر حفصة بنت عمر زوجة النبي صلى الله عليه و سلم والصحيح أنه قبر حفصة أخت معاذ بن جبل لأن قبر حفصة زوج النبي صلى الله عليه و سلم بالمدينة معروف وبها قبر إلياس النبي عليه السلام وبقلعتها مقام إبراهيم الخليل عليه السلام وبها قبر أسباط
ولما فرغ أبو عبيدة بن الجراح من فتح دمشق في سنة أربع عشرة سار إلى حمص فمر ببعلبك فطلب أهلها إليه الأمان والصلح فصالحهم على أن أمنهم على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وكتب لهم كتابا أجلهم فيه ألى شهر ربيع الآخر وجمادى الأولى فمن جلا سار ألى حيث شاء ومن أقام فعليه الجزية وقد نسب ألى بعلبك جماعة من أهل العلم منهم محمد ابن علي بن الحسن بن محمد بن أبي المضاء أبو المضاء البعلبكي المعروف بالشيخ الدين سمع بدمشق أبا بكر الخطيب وأبا الحسن بن أبي الحديد وأبا محمد

الكناني وببعلبك عمه القاضي أبا علي الحسن بن علي بن محمد بن أبي المضاء سمع منه أبو الحسين بن عساكر وأجاز لأخيه أبي القاسم الحافظ وكان مولده سنة 524 ومات في شعبان سنة 905 وعبد الرحمن بن الضحاك بن مسلم أبو مسلم البعلبكي القاري ويعرف بابن كسرى روى عن سويد بن عبد العزيز والوليد بن مسلم ومروان بن معاوية وبقية ومبشر بن إسماعيل وسفيان بن عيينة وعبد الرحمن بن مهدي روى عنه أبو حاتم الرازي وأبو جعفر أحمد بن عمر بن إسماعيل الفارسي الوراق وغيرهما ومحمد بن هاشم بن سعيد البعلبكي روى عنه أحمد بن عمير بن جوصا الدمشقي وغيره
بعل شرف البعل جبل في طريق الشام من المدينة وأما بعل في قوله تعالى أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين فهو صنم كان لقوم إلياس النبي عليه السلام وبه سمي بعلبك وهو معظم عند اليونانيين كان بمدينة بعلبك من أعمال دمشق ثم كورة سنير وقد كانت يونان اختارت لهذا الهيكل قطعة من الأرض في جبل لبنان ثم في جبل سنير فاتخذته بيتا للأصنام وهما بيتان عظيمان أحدهما أعظم من الآخر وصنعوا فيهما من النقوش العجيبة المحفورة في الحجر الذي لا يتأتى حفر مثلة في الخشب هذا مع علو سمكها وعظم أحجارها وطول أساطينها
البعوضة بالفتح بلفظ واحدة البعوض بالضاد المعجمة ماءة لبني أسد بنجد قريبة القعر قال الأزهري البعوضة ماءة معروفة بالبادية قال ابن مقبل أإحدى بني عبس ذكرت ودونها سنيح ومن رمل البعوضة منكب وبهذا الموضع كان مقتل مالك بن نويرة لأن خالد ابن الوليد رضي الله عنه بعث إليهم وهم بالبطاح فأقروا فيما قيل بالإسلام فاستدعاهم إليه وهو نازل على البعوضة فاختلفوا فيهم فمن المسلمين من شهد أنهم أذنوا ومنهم من شهد أنهم لم يؤذنوا فأمر خالد بالاحتياط وكانت ليلة باردة فقال خالد أدفئوا أسراكم وادفئوا في لغة كنانة اقتلوا فقتلوهم عن آخرهم فنقم عمر رضي الله عنه على خالد في قصة طويلة وكان فيمن قتل مالك بن نويرة اليربوعي فقال أخوه متمم بن نويرة لعمري وما عمري بتأبين هالك ولا جزع والدهر يعثر بالفتى لئن مالك خلى علي مكانه فلي أسوة أن كان ينفعني الأسى كهول ومرد من بني عم مالك وأيفاع صدق قد تمليتهم رضى على مثل أصحاب البعوضة فاخمشي لك الوبل حر الوجه أو يبك من بكى على بشر منهم أسود وذادة إذا ارتدف الشر الحوادث والردى رجال أراهم من ملوك وسوقة جنوا بعدما نالوا السلامة والغنى بعيقبة تصغير بعقوبا قرية بينها وبين بعقوبا فرسخان وهي التي أنعم بها فيما ذكر بعضهم المسترشد بالله على الحيص بيص فلم يرضها وبها كانت الوقعة بين البقش كون خر والمقتفي لأمر الله
باب الباء والغين وما يليهما
بغاث بالكسر وآخره ثاء مثلثة برق بيض في أقصى بلاد أبي بكر بن كلاب

بغانخذ بالضم والنون مكسورة والخاء معجمة مفتوحة والذال معجمة قال أبو سعد أظنها من قرى نيسابور منها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن هاشم البغانخذي النيسابوري سمع الزبير بن بكار
بغاوزجان الواو مكسورة والزاي ساكنة وجيم وألف ونون من قرى سرخس على أربعة فراسخ ويقال لها غاوزجان خرج منها جماعة منهم أبو الحسن علي بن علي البغاوزجاني
بغث بالفتح ثم السكون والثاء المثلثة اسم واد عند خيبر بقرب بغيث
بغدخزرقند هذا اسم مركب من ثلاثة بلاد ينسب إليه إبو روح عبد الحي بن عبد الله بن موسى ابن الحسين بن إبراهيم السلامي البغدخزرقندي وكان أبوه يقول إنما قيل لابني البغدخزرقندي لأن أباه بغدادي وأمه خزرية وولد بسمرقند سمع أباه وتوفي بنسف في تاسع صفر سنة 124
بغدل أصلها باغ عبد الله محلة بأصبهان ينسب إليها إبو عبد الله محمد بن سعيد بن إسحاق القطان البغدلي الأصبهاني روى عن يحيى بن أبي طالب وغيره روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة الحافظ
بغداد أم الدنيا وسيدة البلاد قال ابن الأنباري أصل بغداد للأعاجم والعرب تختلف في لفظها إذا لم يكن أصلها من كلامهم ولا اشتقاقها من لغاتهم قال بعض الأعاجم تفسيره بستان رجل فباغ بستان وداد اسم رجل وبعضهم يقول بغ اسم للصنم فذكر أنه أهدي إلى كسرى خصي من المشرق فأقطعه إياها وكان الخصي من عباد الأصنام ببلده فقال بغ داد أي الصنم أعطاني وقيل بغ هو البستان وداد أعطى وكان كسرى قد وهب لهذا الخصي هذا البستان فقال بغ داد فسميت به وقال حمزة بن الحسن بغداد اسم فارسي معرب عن باغ داذويه لأن بعض رقعة مدينة المنصور كان باغا لرجل من الفرس اسمه داذويه وبعضها أثر مدينة دارسة كان بعض ملوك الفرس اختطها فاعتل فقالوا ما الذي يأمر الملك أن تسمى به هذه المدينة فقال هلدوه وروز أي خلوها بسلام فحكي ذلك للمنصور فقال سميتها مدينة السلام وفي بغداد ست لغات بغداد وبغدان ويأبى أهل البصرة ولا يجيزون بغداذ في آخره الذال المعجمة وقالوا لأنه ليس في كلام العرب كلمة فيها دال بعدها ذال قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق فقلت لأبي إسحاق إبراهيم بن السري فما تقول في قولهم خرداذ فقال هو فارسي ليس من كلام العرب قلت أنا وهذا حجة من قال بغداذ فإنه ليس من كلام العرب وأجاز الكسائي بغداد على الأصل وحكى أيضا مغداذ ومغداد ومغدان وحكى الخارزنجي بغداد بدالين مهملتين وهي في اللغات كلها تذكر وتؤنث وتسمى مدينة السلام أيضا فأما الزوراء فمدينة المنصور خاصة وسميت مدينة السلام لأن دجلة يقال لها وادي السلام وقال موسى بن عبد الحميد النسائي كنت جالسا عند عبد العزيز بن أبي رواد فأتاه رجل فقال له من أين أنت فقال له من بغداد فقال لا تقل بغداد فإن بغ صنم وداد أعطى ولكن قل مدينة السلام فإن الله هو السلام والمدن كلها له وقيل إن بغداد كانت قبل سوقا يقصدها تجار أهل الصين بتجاراتهم فيربحون الربح الواسع وكان اسم ملك الصين بغ فكانوا إذا انصرفوا إلى بلادهم قالوا بغ داد أي إن هذا الربح الذي ربحناه من عطية

الملك وقيل إنما سميت مدينة السلام لأن السلام هو الله فأرادوا مدينة الله وأما طولها فذكر بطليموس في كتاب الملحمة المنسوب إليه أن مدينة بغداد طولها خمس وسبعون درجة وعرضها أربع وثلاثون درجة داخلة في الإقليم الرابع وقال أبو عون وغيره إنها في الإقليم الثالث قال طالعها السماك الأعزل بيت حياتها القوس لها شركة في الكف الخضيب ولها أربعة أجزاء من سرة الجوزاء تحت عشر درج من السرطان يقابلها مثلها من الجدي عاشرها مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان قلت أنا ولا شك أن بغداد أحدثت بعد بطليموس بأكثر من ألف سنة ولكني أظن أن مفسري كلامه قاسوا وقالوا وقال صاحب الزيج طول بغداد سبعون درجة وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وثلث وتعديل نهارها ست عشرة درجة وثلثا درجة وأطول نهارها أربع عشرة ساعة وخمس دقائق وغاية ارتفاع الشمس بها ثمانون درجة وثلث وظل الظهر بها درجتان وظل العصر أربع عشرة درجة وسمت القبلة ثلاث عشرة درجة ونصف وجهها عن مكة مائة وسبع عشرة درجة في الوجود ثلاثمائة درجة هذا كله نقلته من كتب المنجمين ولا أعرفه ولا هو من صناعتي وقال أحمد ابن حنبل بغداد من الصراة إلى باب التين وهو مشهد موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر ابن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد ابن الإمام علي ابن أبي طالب ثم زيد فيها حتى بلغت كلواذى والمخرم وقطربل قال أهل السير ولما أهلك الله مهران بأرض الحيرة ومن كان معه من العجم استمكن المسلمون من الغارة على السواد وانتقضت مسالح الفرس وتشتت أمرهم واجترأ المسلمون عليهم وشنوا الغارات ما بين سورا وكسكر والصراة والفلاليج والإستانات قال أهل الحيرة للمثنى إن بالقرب منا قرية تقوم فيها سوق عظيمة في كل شهر مرة فيأتيها تجار فارس والأهواز وسائر البلاد يقال لها بغداد وكذا كانت إذا ذاك فأخذ المثنى على البر حتى أتى الأنبار فتحصن فيها أهلها منه فأرسل إلى سفروخ مرزبانها ليسير إليه فيكلمه بما يريد وجعل له الأمان فعبر المرزبان إليه فخلا به المثنى وقال له أريد أن أغير على سوق بغداد وأريد أن تبعث معي أدلاء فيدلوني الطريق وتعقد لي الجسر لأعبر عليه الفرات ففعل المرزبان ذلك وقد كان قطع الجسر قبل ذلك لئلا تعبر العرب عليه فعبر المثنى مع أصحابه وبعث معه المرزبان الأدلاء فسار حتى وافى السوق ضحوة فهرب الناس وتركوا أموالهم فأخذ المسلمون من الذهب والفضة وسائر الأمتعة ما قدروا على حمله ثم رجعوا إلى الأنبار ووافى معسكره غانما موفورا وذلك في سنة 31 للهجرة فهذا خبر بغداد قبل أن يمصرها المنصور لم يبلغني غير ذلك
فصل في بدء عمارة بغداد كان أول من مصرها وجعلها مدينة المنصور بالله أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ثاني الخلفاء وانتقل إليها من الهاشمية وهي مدينة كان قد اختطها أخوه أبو العباس السفاح قرب الكوفة وشرع في عمارتها سنة 541 ونزلها سنة 941 وكان سبب عمارتها أن أهل الكوفة كانوا يفسدون جنده فبلغه ذلك من فعلهم فانتقل عنهم يرتاد موضعا وقال ابن عياش بعث المنصور روادا وهو بالهاشمية يرتادون له موضعا يبني فيه مدينة ويكون الموضع واسطا رافقا بالعامة والجند فنعت له موضع قريب من

بارما وذكر له غذاؤه وطيب هوائه فخرج إليه بنفسه حتى نظر إليه وبات فيه فرأى موضعا طيبا فقال لجماعة منهم سليمان بن مجالد وأبو أيوب المرزباني وعبد الملك بن حميد الكاتب ما رأيكم في هذا الموضع قالوا طيب موافق فقال صدقتم ولكن لا مرفق فيه للرعية وقد مررت في طريقي بموضع تجلب إليه الميرة والأمتعة في البر والبحر وأنا راجع إليه وبائت فيه فإن اجتمع لي ما أريد من طيب الليل فهو موافق لما أريده لي وللناس قال فأتى موضع بغداد وعبر موضع قصر السلام ثم صلى العصر وذلك في صيف وحر شديد وكان فيء ذلك الموضع بيعة فبات أطيب مبيت وأقام يومه فلم ير إلا خيرا فقال هذا موضع صالح للبناء فإن المادة تأتيه من الفرات ودجلة وجماعة الأنهار ولا يحمل الجند والرعية إلا مثله فخط البناء وقدر المدينة ووضع أول لبنة بيده فقال بسم الله والحمد لله والأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ثم قال ابنوا على بركة الله وذكر سليمان بن مختار أن المنصور استشار دهقان بغداد وكانت قرية في المربعة المعروفة بأبي العباس الفضل بن سليمان الطوسي وما زالت داره قائمة على بنائها ألى أن خرب كثير مما يجاورها في البناء فقال الذي أراه يا أمير المؤمنين أن تنزل في نفس بغداد فإنك تصير بين أربعة طساسيج طسوجان في الجانب الغربي وطسوجان في الجانب الشرقي فاللذان في الغربي قطربل وبادوريا واللذان في الشرقي نهر بوق وكلواذى فأن تأخرت عمارة طسوج منها كان الآخر عامرا وأنت يا أمير المؤمنين على الصراة ودجلة تجيئك بالميرة من القرب وفي الفرات من الشام والجزيرة ومصر وكل البلدان وتحمل إليك طرائف الهند والسند والصين والبصرة وواسط في دجلة وتجيئك ميرة أرمينية وأذربيجان وما يتصل بها في تامرا وتجيئك ميرة الموصل وديار بكر وربيعة وأنت بين أنهار لا يصل إليك عدوك إلا على جسر أو قنطرة فإذا قطعت الجسر والقنطرة لم يصل إليك عدوك وأنت قريب من البر والبحر والجبل فأعجب المنصور هذا القول وشرع في البناء ووجه المنصور في حشر الصناع والفعلة من الشام والموصل والجبل والكوفة وواسط فأحضروا وأمر باختيار قوم من أهل الفضل والعدالة والفقه والأمانة والمعرفة بالهندسة فجمعهم وتقدم إليهم أن يشرفوا على البناء وكان ممن حضر الحجاج بن أرطاة وأبو حنيفة الإمام وكان أول العمل في سنة 541 وأمر أن يجعل عرض السور من أسفله خمسين ذراعا ومن أعلاه عشرين ذراعا وأن يجعل في البناء جرز القصب مكان الخشب فلما بلغ السور مقدار قامة اتصل به خروج محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب فقطع البناء حتى فرغ من أمره وأمر أخيه إبراهيم بن عبد الله بن حسن ابن حسن
وعن علي بن يقطين قال كنت في عسكر أبي جعفر المنصور حين سار إلى الصراة يلتمس موضعا لبناء مدينة قال فنزل الدير الذي على الصراة في العتيقة فما زال على دابته ذاهبا جائيا منفردا عن الناس يفكر قال وكان في الدير راهب عالم فقال لي لم يذهب الملك ويجيء قلت أنه يريد أن يبني مدينة قال فما اسمه قلت عبد الله بن محمد قال أبو من قلت أبو جعفر قال هل يلقب بشيء قلت المنصور قال ليس هذا الذي يبنيها قلت ولم قال لأنا قد وجدنا في كتاب عندنا نتوارثه قرنا عن قرن أن الذي يبني

هذا المكان رجل يقال له مقلاص قال فركبت من وقتي حتى دخلت على المنصور ودنوت منه فقال لي ما وراءك قلت خير ألقيه إلى أمير المؤمنين وأريحه من هذا العناء فقال قلت أمير المؤمنين يعلم أن هؤلاء معهم علم وقد أخبرني راهب هذا الدير بكذا وكذا فلما ذكرت له مقلاص ضحك واسبتشر ونزل عن دابته فسجد وأخذ سوطه وأقبل يذرع به فقلت في نفسي لحقه اللجاج ثم دعاء المهندسين من وقته وأمرهم بخط الرماد فقلت له أظنك يا أمير المؤمنين أردت معاندة الراهب وتكذيبه فقال لا والله ولكني كنت ملقبا بمقلاص وما ظننت أن أحدا عرف ذلك غيري وذاك أننا كنا بناحية السراة في زمان بني أمية على الحال التي تعلم فكنت أنا ومن كان في مقدار سني من عمومتي وإخوتي من الأيام وما أملك درهما واحدا فلم أزل أفكر وأعمل الحيلة إلى أن أصبت غزلا لداية كانت لهم فسرقته ثم وجهت به فبيع لي واشتري لي بثمنه ما احتجت إليه وجئت إلى الداية وقلت لها افعلي كذا واصنعي كذا قالت من أين لك ما أرى قلت اقترضت دراهم من بعض أهلي ففعلت ما أمرتها به فلما فرغنا من الأكل وجلسنا للحديث طلبت الداية الغزل فلم تجده فعلمت أني صاحبه وكان في تلك الناحية لص يقال له مقلاص مشهور بالسرقة فجاءت ألى باب البيت الذي كنا فيه فدعتني فلم أخرج إليها لعلمي أنها وقفت على ما صنعت فلما ألحت وأنا لا أخرج قالت اخرج يا مقلاص الناس يتحذرون من مقلاصهم وأنا مقلاصي معي في البيت فمزح معي إخوتي وعمومتي بهذا اللقب ساعة ثم لم أسمع به ألا منك الساعة فعلمت أن أمر هذه المدينة يتم على يدي لصحة ما وقفت عليه ثم وضع أساس المدينة مدورا وجعلو قصره في وسطها وجعل لها أربعة أبواب وأحكم سورها وفصيلها فكان القاصد إليها من الشرق يدخل من باب خراسان والقاصد من الحجاز يدخل من باب الكوفة والقاص من المغرب يدخل من باب الشام والقاصد من فارس والأهواز وواسط والبصرة واليمامة والبحرين يدخل من باب البصرة
قالوا فأنفق المنصور على عمارة بغداد ثمانية عشر ألف ألف دينار وقال الخطيب في رواية إنه أنفق على مدينته وجامعها وقصر الذهب فيها والأبواب والأسواق إلى أن فرغ من بنائها أربعة آلاف ألف وثمانمائة وثلاثة وثمانين ألف درهم وذاك أن الأستاذ من الصناع كان يعمل في كل يوم بقيراط إلى خمس حبات والروزجاري بحبتين إلى ثلاث حبات وكان الكبش بدرهم والحمل بأربعة دوانيق والتمر ستون رطلا بدرهم قال الفضل بن دكين كان ينادي على لحم البقر في جبانة كندة تسعون رطلا بدرهم ولحم الغنم ستون رطلا بدرهم والعسل عشرة أرطال بدرهم قال وكان بين كل باب من أبواب المدينة والباب الآخر ميل وفي كل ساف من أسواف البناء مائة ألف لبنة واثنان وستون ألف لبنة من اللبن الجعفري وعن ابن الشروي قال هدمنا من السور الذي يلي باب المحول قطعة فوجدنا فيها لبنة مكتوبا عليها بمغرة وزنها مائة وسبعة عشر رطلا فوزناها فوجدناها كذلك
وكان المنصور كما ذكرنا بنى مدينته مدورة وجعل داره وجامعها في وسطها وبنى القبة الخضراء فوق إيوان وكان علوها ثمانين ذراعا وعلى رأس القبة صنم على صورة فارس في يده رمح وكان السلطان إذا رأى أن ذلك الصنم قد استقبل بعض الجهات ومد

الرمح نحوها علم أن بعض الخوارج يظهر من تلك الجهة فلا يطول عليه الوقت حتى ترد عليه الأخبار بأن خارجيا قد هجم من تلك الناحية قلت أنا هكذا ذكر الخطيب وهو من المستحيل والكذب الفاحش وإنما يحكي مثل هذا عن سحرة مصر وطلسمات بليناس التي أوهم الأغمار صحتها تطاول الأزمان والتخيل أن المتقدمين ما كانوا بني آدم فأما الملة الإسلامية فإنها تجل عن مثل هذه الخرافات فإن من المعلوم أن الحيوان الناطق مكلف الصنائع لهذا التمثال لا يعلم شيئا مما ينسب إلى هذا الجماد ولو كان نبيا مرسلا وأيضا لو كان كلما توجهت إلى جهة خرج منها خارجي لوجب أن لا يزال خارجي يخرج في كل وقت لأنها لا بد أن تتوجه إلى وجه من الوجوه والله أعلم قال وسقط رأس هذه القبة سنة 923 وكان يوم مطر عظيم ورعد هائل وكانت هذه القبة تاج البلد وعلم بغداد ومأثرة من مآثر بني العباس وكان بين بنائها وسقوطها مائة ونيف وثمانون سنة ونقل المنصور إبوابها من واسط وهي أبواب الحجاج وكان الحجاج أخذها من مدينة بإزاء واسط تعرف بزندورد يزعمون أنها من بناء سليمان بن داود عليه السلام وأقام على باب خراسان بابا جيء به من الشام من عمل الفراعنة وعلى باب الكوفة بابا جيء به من الكوفة من عمل خالد القسري وعمل هو بابا لباب الشام وهو أضعفها وكان لا يدخل أحد من عمومة المنصور ولا غيرهم من شيء من الأبواب ألا راجلا إلا داود بن علي عمه فأنه كان متفرسا وكان يحمل في محقة وكذلك محمد المهدي ابنه وكان تكنس الرحاب في كل يوم ويحمل التراب إلى خارج فقال له عمه عبد الصمد يا أمير المؤمنين أنا شيخ كبير فلو أذنت لي أن أنزل داخل الأبواب فلم يأذن له فقال يا أمير المؤمنين عدني بعض بغال الروايا التي تصل الرحاب فقال يا ربيع بغال الروايا تصل إلى رحابي تتخذ الساعة قني بالساج من باب خراسان حتى تصل إلى قصري ففعل ومد المنصور قناة من نهر دجيل الآخذ من دجلة وقناة من نهر كرخايا الآخذ من الفرات وجرهما إلى مدينته في عقود وثيقة من أسفلها محكمة بالصاروج والآجر من أعلاها فكانت كل قناة منها تدخل المدينة وتنفذ في الشوارع والدروب والأرباض تجري صيفا وشتاء لا ينقطع ماؤها في شيء من الأوقات ثم أقطع المنصور أصحابه القطائع فعمروها وسميت بأسمائهم وقد ذكرت من ذلك ما بلغني في مواضعه حسب ما قضى به ترتيب الحروف وقد صنف في بغداد وسعتها وعظم رفعتها وسعة بقعتها وذكر أبو بكر الخطيب في صدر كتابه من ذلك ما فيه كفاية لطالبه
فلنذكر الآن ما ورد في مدح بغداد ومن عجيب ذلك ما ذكره أبو سهل بن نوبخت قال أمرني المنصور لما أراد بناء بغداد بأخذ الطالع ففعلت فإذا الطالع في الشمس وهي في القوس فخبرته بما تدل النجوم عليه من طول بقائها وكثرة عمارتها وفقر الناس إلى ما فيها ثم قلت وأخبرك خلة أخرى أسرك بها يا أمير المؤمنين قال وما هي قلت نجد في أدلة النجوم أنه لا يموت بها خليفة أبدا حتيف أنفه قال فتبسم وقال الحمدلله على ذلك هذا من فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ولذلك يقول عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير بن الخطفي أعاينت في طول من الأرض أو عرض كبغداد من دار بها مسكن الخفض

صفا العيش في بغداد واخضر عوده وعيش سواها غير خفض ولا غض تطول بها الأعمار إن غذاءها مريء وبعض الأرض أمرأ من بعض قضى ربها أن لا يموت خليفة بها إنه ما شاء في خلقه يقضي تنام بها عين الغريب ولا ترى غريبا بأرض الشام يطمع في الغمض فإن جزيت بغداد منهم بقرضها فما أسلفت إلا الجميل من القرض وأن رميت بالهجر منهم وبالقلى فما أصبحت أهلا لهجر ولا بغض وكان من أعجب العجب أن المنصور مات وهو حاج والمهدي ابنه خرج إلى نواحي الجبل قمات بماسبذان بموضع يقال له الرد والهادي ابنه مات بعيساباد قرية أو محلة بالجانب الشرقي من بغداد والرشيد مات بطوس والأمين أخذ في شبارته وقتل بالجانب الشرقي والمأمون مات بالبذندون من نواحي المصيصة بالشام والمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر وباقي الخلفاء ماتوا بسامراء ثم انتقل الخلفاء إلى التاج من شرقي بغداد كما ذكرناه في التاج وتعطلت مدينة المنصور منهم
وفي مدح بغداد قال بعض الفضلاء بغداد جنة الأرض ومدينة السلام وقبة الإسلام ومجمع الرافدين وغرة البلاد وعين العراق ودار الخلافة ومجمع المحاسن والطيبات ومعدن الظرائف واللطائف وبها أرباب الغايات في كل فن وآحاد الدهر في كل نوع وكان أبو إسحاق الزجاج يقول بغداد حاضرة الدنيا وما عداها بادية وكان أبو الفرج الببغا يقول هي مدينة السلام بل مدينة الإسلام فإن الدولة النبوية والخلافة الإسلامية بها عششتا وفرختا وضربتا بعروقها وبسقتا بفروعهما وإن هواءها أغذى من كل هواء وماءها أعذب من كل ماء وإن نسيمها أرق من كل نسيم وهي من الأقليم الاعتدالي بمنزلة المركز من الدائرة ولم تزل بغداد موطن الأكاسرة في سالف الأزمان ومنزل الخلفاء في دولة الإسلام وكان ابن العميد إذا طرأ عليه أحد من منتحلي العلوم والآداب وأراد امتحان عقله سأله عن بغداد فإن فطن بخواصها وتنبه على محاسنها وأثنى عليها جعل ذلك مقدمة فضله وعنوان عقله ثم سأله عن الجاحظ فإن وجد أثرا لمطالعة كتبه والاقتباس من نوره والاغتراف من بحره وبعض القيام بمسائله قضى له بأنه غرة شادخة في أهل العلم والآداب وإن وجده ذاما لبغداد غفلا عما يجب أن يكون موسوما به من الانتساب إلى المعارف التي يختص بها الجاحظ لم ينفعه بعد ذلك شيء من المحاسن ولما رجع الصاحب عن بغداد سأله ابن العميد عنها فقال بغداد في البلاد كالأستاذ في العباد فجعلها مثلا في الغاية في الفضل وقال ابن زريق الكاتب الكوفي سافرت أبغي لبغداد وساكنها مثلا قد اخترت شيئا دونه الياس هيهات بغداد والدنيا بأجمعها عندي وسكان بغداد هم الناس وقال آخر بغداد يا دار الملوك ومجتنى صنوف المنى يا مستقر المنابر

ويا جنة الدنيا ويا مجتنى الغنى ومنبسط الآمال عند المتاجر وقال أبو يعلى محمد بن الهبارية سمعت الشيخ الزاهد أبا إبراهيم إسحاق بن علي بن يوسف الفيروزأبادي يقول من دخل بغداد وهو ذو عقل صحيح وطبع معتدل مات بها أو بحسرتها وقال عمارة بن عقيل ابن بلال بن جرير ما مثل بغداد في الدنيا ولا الدين على تقلبها في كل ما حين ما بين قطربل فالكرخ نرجسة تندى ومنبت خيري ونسرين تحيا النفوس برياها إذا نفحت وخرشت بين أوراق الرياحين سقيا لتلك القصور الشاهقات وما تخفي من البقر الإنسية العين تستن دجلة فيما بينها فترى دهم السفين تعالى كالبراذين مناظر ذات أبواب مفتحة أنيقة بزخاريف وتزيين فيها القصور التي تهوي بأجنحة بالزائرين إلى القوم المزورين من كل حراقة تعلو فقارتها قصر من الساج عال ذو أساطين وقدم عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس إلى بغداد فرأى كثرة الناس بها فقال ما مررت بطريق من طرق هذه المدينة إلا ظننت أن الناس قد نودي فيهم ووجد على بعض الأميال بطريق مكة مكتوبا أيا بغداد يا أسفي عليك متى يقضى الرجوع لنا إليك قنعنا سالمين بكل خير وينعم عيشنا في جانبيك ووجد على حائط بجزيرة قبرص مكتوبا فهل نحو بغداد مزار فيلتقي مشوق ويحظى بالزيارة زائر إلى الله أشكو لا إلى الناس إنه على كشف ما ألقى من الهم قادر وكان القاضي أبو محمد الوهاب بن علي بن نصر المالكي قد نبا به المقام ببغداد فرحل إلى مصر فخرج البغداديون يودعونه وجعلوا يتوجعون لفراقه فقال والله لو وجدت عندكم في كل يوم مدا من الباقلى ما فارقتكم ثم قال سلام على بغداد من كل منزل وحق لها مني السلام المضاعف فوالله ما فارقتها عن قلى لها وإني بشطي جانبيها لعارف ولكنها ضاقت علي برحبها ولم تكن الأرزاق فيها تساعف وكانت كخل كنت أهوى دنوه وأخلاقه تنأى به وتخالف ولما حج الرشيد وبلغ زرود التفت إلى ناحية العراق وقال أقول وقد جزنا زرود عشية وكادت مطايانا تجوز بنا نجدا

على أهل بغداد السلام فإنني أزيد بسيري عن ديارهم بعدا وقال ابن مجاهد المقري رأيت أبا عمرو بن العلاء في النوم فقلت له ما فعل الله بك فقال دعني مما فعل الله بي من أقام ببغداد على السنة والجماعة ومات نقل من جنة إلى جنة وعن يونس بن عبد الأعلى قال قال لي محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه أيا يونس دخلت بغداد فقلت لا فقال أيا يونس ما رأيت الدنيا ولا الناس وقال طاهر بن المظفر بن طاهر الخازن سقى الله صوب الغاديات محلة ببغداد بين الخلد والكرخ والجسر هي البلدة الحسناء خصت لأهلها بأشياء لم يجمعن مذ كن في مصر هواء رقيق في اعتدال وصحة وماء له طعم ألذ من الخمر ودجلتها شطان قد نظما لنا بتاج إلى تاج وقصر إلى قصر ثراها كمسك والمياه كفضة وحصباؤها مثل اليواقيت والدر قال أبو بكر الخطيب أنشدني أبو محمد الباقي قول الشاعر دخلنا كارهين لها فلما ألفناها خرجنا مكرهينا فقال يوشك هذا أن يكون في بغداد قيل وأنشد لنفسه في المعنى وضمنه البيت على بغداد معدن كل طيب ومغنى نزهة المتنزهينا سلام كلما جرحت بلحظ عيون المشتهين المشتهينا دخلنا كارهين لها فلما ألفناها خرجنا مكرهينا وما حب الديار بنا ولكن أمر العيش فرقة من هوينا قال محمد بن علي بن حبيب الماوردي كتب إلي أخي من البصرة وأنا ببغداد طيب الهواء ببغداد يشوقني قدما إليها وإن عاقت معاذير وكيف صبري عنها بعدما جمعت طيب الهواءين ممدود ومقصور وقلد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر اليمن فلما أراد الخروج قال أيرحل آلف ويقيم إلف وتحيا لوعة ويموت قصف على بغداد دار اللهو مني سلام ما سجا للعين طرف وما فارقتها لقلى ولكن تناولني من الحدثان صرف ألا روح ألا فرج قريب ألا جار من الحدثان كهف لعل زماننا سيعود يوما فيرجع آلف ويسر إلف فبلغ الوزير هذا الشعر فأعفاه وقال شاعر يتشوق بغداد ولما تجاوزت المدائن سائرا وأيقنت يا بغداد أني على بعد

علمت بأن الله بالغ أمره وأن قضاء الله ينفذ في العبد وقلت وقلبي فيه ما فيه من جوى ودمعي جار كالجمان على خدي ترى الله يا بغداد يجمع بيننا فألقى الذي خلفت فيك على العهد وقال محمد بن علي بن خلف النيرماني فدى لك يا بغداد كل مدينة من الأرض حتى خطتي ودياريا فقد طفت في شرق البلاد وغربها وسيرت خيلي بينها وركابيا فلم أر فيها مثل بغداد منزلا ولم أر فيها مثل دجلة واديا ولا مثل أهليها أرق شمائلا وأعذب ألفاظا وأحلى معانيا وقائلة لو كان ودك صادقا لبغداد لم ترحل فقلت جوابيا يقيم الرجال الموسرون بأرضهم وترمي النوى بالمقترين المراميا في ذم بغداد قد ذكره جماعة من أهل الورع والصلاح والزهاد والعباد ووردت فيها أحاديث خبيثة وعلتهم في الكراهية ما عاينوه بها من الفجور والظلم والعسف وكان الناس وقت كراهيتهم للمقام ببغداد غير ناس زماننا فأما أهل عصرنا فأجلس خيارهم في الحش وأعطهم فلسا فما يبالون بعد تحصيل الحطام أين كان المقام وقد ذكر الحافظ أبو بكر أحمد بن علي من ذلك قدرا كافيا وكان بعض الصالحين أذا ذكرت عنده بغداد يتمثل قل لمن أظهر التنسك في النا س وأمسى يعد في الزهاد إلزم الثغر والتواضع فيه ليس بغداد منزل العباد إن بغداد للملوك محل ومناخ للقارىء الصياد من شائع الشعر في ذلك بغداد أرض لأهل المال طيبة وللمفاليس دار الضنك والضيق أصبحت فيها مضافا بين أظهرهم كأنني مصحف في بيت زنديق ويروى للطاهر بن الحسين قال زعم الناس أن ليلك يا بغ داد ليل يطيب فيه النسيم ولعمري ما ذاك إلا لأن خا لفها بالنهار منك السموم وقليل الرخاء يتبع الش دة عند الأنام خطب عظيم وكتب عبد الله بن المعتز إلى صديق له يمدح سر من رأى ويصف خرابها ويذم بغداد كتبت من بلدة قد أنهض الله سكانها وأقعد حيطانها فشاهد اليأس فيها ينطق وحبل الرجاء فيها يقصر فكأن عمرانها يطوى وخرابها ينشر وقد تمزقت بأهلها الديار فما يجب فيها حق جوار فحالها تصف للعيون الشكوى وتشير إلى ذم الدنيا على أنها وإن جفيت معشوقة السكنى وحبيبة المثوى

كوكبها يقظان وجوها عريان وحصباؤها جوهر ونسيمها معطر وترابها أذفر ويومها غداة وليلها سحر وطعامها هنيء وشرابها مريء لا كبلدتكم الوسخة السماء الومدة الماء والهواء جوها غبار وأرضها خبار وماؤها طين وترابها سرجين وحيطانها نزور وتشرينها تموز فكم من شمسها من محترق وفي ظلها من عرق صيقة الديار وسيئة الجوار أهلها ذئاب وكلامهم سباب وسائلهم محروم ومالهم مكتوم ولا يجوز إنفاقه ولا يحل خناقه حشوشهم مسايل وطرقهم مزابل وحيطانهم أخصاص وبيوتهم أقفاص ولكل مكروه أجل وللبقاع دول والدهر يسير بالمقيم ويمزج البؤس بالنعيم وله من قصيدة كيف نومي وقد حللت ببغ داد مقيما في أرضها لا أريم ببلاد فيها الركايا علي هن أكاليل من بعوض تحوم جوها في الشتاء والصيف دخا ن كثيف وماؤها محموم ويح دار الملك التي تنفح المس ك إذا ما جرى عليه النسيم كيف قد أقفرت وحاربها الده ر وعين الحياة فيها البوم نحن كنا سكانها فانقضى ذا لك عنا وأي شيء يدوم وقال أيضا أطال الهم في بغداد ليلى وقد يشقى المسافر أو يفوز ظللت بها على رغمي مقيما كعنين تعانقه عجوز وقال محمد بن أحمد بن شميعة البغدادي شاعر عصري فيها ود أهل الزوراء زور فلا تغترر بالوداد من ساكنيها هي دار السلام حسب فلا يط مع منها إلا بما قيل فيها وكان المعتصم قد سأل أبا العيناء عن بغداد وكان سيء الرأي فيها فقال هي يا أمير المؤمنين كما قال عمارة بن عقيل ما أنت يا بغداد ألا سلح إذا اعتراك مطر أو نفح وإن جففت فتراب برح وكما قال آخر هل الله من بغداد يا صاح مخرجي فأصبح لا تبدو لعيني قصورها وميدانها المذري علينا ترابها إذا شحجت أبغالها وحميرها وقال آخر أذم بغداد والمقام بها من بعدما خبرة وتجريب ما عند سكانها لمختبط خير ولا فرجة لمكروب يحتاج باغي المقام بينهم إلى ثلاث من بعد تثريب كنوز قارون أن تكون له وعمر نوح وصبر أيوب

قوم مواعيدهم مزخرفة بزخرف القول والأكاذيب خلوا سبيل العلى لغيرهم ونافسوا في الفسوق والحوب وقال بعض الأعراب لقد طال في بغداد ليلي ومن يبت ببغداد يصبح ليله غير راقد بلاد إذا ولى النهار تنافرت براغيثها من بين مثنى وواحد ديازجة شهب البطون كأنها بغال بريد أرسلت في مذاود وقرأت بخط عبيد الله بن أحمد جخجخ قال أبو العالية ترحل فما بغداد دار إقامة ولا عند من يرجى ببغداد طائل محل ملوك سمتهم في أديمهم فكلهم من حلية المجد عاطل سوى معشر جلوا وجل قليلهم يضاف إلى بذل الندى وهو باخل ولا غروان شلت يد الجود والندى وقل سماح من رجال ونائل إذا غطمط البحر الغطامط ماؤه فليس عجيبا أن تفيض الجداول وقال آخر كفى حزنا والحمد لله أنني ببغداد قد أعيت علي مذاهبي أصاحب قوما لا ألد صحابهم وآلف قوما لست فيهم براغب ولم أثو في بغداد حبا لأهلها ولا أن فيها مستفادا لطالب سأرحل عنها قاليا لسراتها وأتركها ترك الملول المجانب فإن ألجأتني الحادثات إليهم فأير حمار في حر ام النوائب وقال بعضهم يمدح بغداد ويذم أهلها سعيا لبغدا ورعيا لها ولا سقى صوب الحيا أهلها يا عجبا من سفل مثلهم كيف أبيحوا جنة مثلها وقال آخر إخلع ببغداد العذارا ودع التنسك والوقارا فلقد بليت بعصبة ما إن يرون العار عارا لا مسلمين ولا يهو د ولا مجوس ولا نصارى وقدم بعض الهجريين بغداد فاستوبأها وقال أرى الريف يدنو كل يوم وليلة وأزداد من نجد وساكنه بعدا ألا إن بغدادا بلاد بغيضة إلي وإن أمست معيشتها رغدا بلاد ترى الأرواح فيها مريضة وتزداد نتنا حين تمطر أو تندى وقال أعرابي مثل ذلك ألا يا غراب البين ما لك ثاويا ببغداد لا تمضي وأنت صحيح

ألا إنما بغداد دار بلية هل الله من سجن البلاد مريح وقال أبو يعلى بن الهبارية أنشدني جدي أبو الفضل محمد بن محمد لنفسه إذا سقى الله أرضا صوب غادية فلا سقى الله غيثا أرض بغداد أرض بها الحر معدوم كأن لها قد قيل في مثل لا حر بالوادي بل كل ما شئت من علق وزانية ومستحد وصفعان وقواد وقال أيضا أبو يعلى بن الهبارية أنشدني معدان التغلبي لنفسه بغداد دار طيبها آخذ نسيمه مني بأنفاسي تصلح للموسر لا لامرىء يبيت في فقر وإفلاس لو حلها قارون رب الغنى أصبح ذا هم ووسواس هي التي توعد لكنها عاجلة للطاعم الكاسي حور وولدان ومن كل ما تطلبه فيها سوى الناس بغراز آخره زاي وقال بعضهم بطرسوس وأحسبه المذكور بعده
بغراس بالسين مكان الزاي مدينة في لحف جبل اللكام بينها وبين أنطاكية أربعة فراسخ على يمين القاصد إلى أنطاكية من حلب في البلاد المطلة على نواحي طرسوس قال البلاذري وكانت أرض بغراس لمسلمة بن عبد الملك ووقفها على سبيل البر وكانت بيد الإفرنج ففتحها صلاح الدين يوسف بن أيوب في سنة 485 وقد ذكره البحتري في شعر مدح به أحمد بن طولون سيوف لها في عمر كل عدى ردى وخيل لها في دار كل عدى نهب علت فوق بغراس فضاقت بما جنت صدور رجال حين ضاق بها الدرب ينسب إليها أبو عثمان سعيد بن حرب البغراسي يروي عن عثمان بن خرزاد الأنطاكي وكان حافظا وأحمد ابن إبراهيم البغراسي روى عن أبي بكر الآجري كتب عنه محمد بن بكر بن أحمد وغيره وقال الحافظ أبو القاسم محمد بن إبراهيم بن القاسم أبو بكر البغراسي الحضرمي قدم دمشق وحدث في سنة 414 عن أبي علي المحسن بن هبة الله الرملي سمع منه خلف بن مسعود الأندلسي
بغروند بفتح الواو وسكون النون والدال كذا وجدته مضبوطا بخط ابن برد الخيار وهو بلد معدود في أرمينية الثالثة
بغشور بضم الشين المعجمة وسكون الواو وراء بليدة بين هراة ومرو الروذ شربهم من آبار عذبة وزروعهم ومباطخهم أعذاء وهم في برية ليس عندهم شجرة واحدة ويقال لها بلغ أيضا رأيتها في شهور سنة 616 والخراب فيها ظاهر وقد نسب إليها خلق كثير من العلماء والأعيان منهم أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور ابن شاهنشاه ابن بنت أحمد بن منيع بغوي الأصل ولد ببغداد سمع علي بن الجعد وخلف بن هشام

البزاز وعبيد الله بن محمد بن عائشة وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني في خلق من الأئمة روى عنه يحيى ابن محمد بن صاعد وعبد الباقي بن قانع ومحمد بن عمر الجعابي والدارقطني وابن شاهين وابن حيوية وخلق كثير وكان ثقة ثبتا مكثرا فهما عارفا وقيل إنما قيل له البغوي لأجل جده أحمد بن منيع وأما هو فولد ببغداد وكان محدث العراق في عصره وإليه الرحلة من البلاد وعمر طويلا وكانت ولادته سنة 312 ومات سنة 713 وإبو الأحوص محمد بن حيان البغوي سكن بغداد روى عن مالك وهشيم روى عنه أحمد بن حنبل وغيره وتوفي سنة 722 والإمام أبو محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي الفقيه العالم المشهور صاحب التصانيف التي منها التهذيب في الفقه على مذهب الشافعي وشرح السنة وتفسير القرآن وغير ذلك وكان يلقب محيي السنة وكان بمرو الروذ وبنج ده مات في شوال سنة 156 ومولده في جمادى الأولى سنة 334 وأخوه الحسن وكان أيضا من أهل العلم ذكره في التحبير وقال كان رحمه الله رقيق القلب أنشد رجل ويوم تولت الأظعان عنا وقوض حاضر وأرن حادي مددت إلى الوداع يدي وأخرى حبست بها الحياة على فؤادي فتواجد الحسن والفراء وخلع ثيابه التي عليه ومات سنة 925
بغ هي التي قبلها يقال لها بغ وبغشور والنسبة إليها بغوي على غير قياس على إحداهما روي عن أبي محمد الحسين بن بدر بن عبد الله مولى الموفق أنه قال قال لي عبد الله بن محمد البغوي أنا من قرية بخراسان يقال لها بغاوة قلت وهذا ليس بصحيح فإن بغاوة بخراسان لا تعرف وقد رأيت بغشور ورأيت أهلها وهم ينتسبون بغويين
بغلان آخره نون قال أبو سعد بغلان بلدة بنواحي بلخ وظني أنها من طخارستان وهي العليا والسفلى وهما من أنزه بلاد الله على ما قيل بكثرة الأنهار والتفاف الأشجار وقيل بين بغلان وبلخ ستة أيام منها قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله أبو رجاء الثقفي مولاهم قال أحمد بن سيار بن أيوب كان قتيبة مولى الحجاج بن يوسف قال الخطيب إنه من أهل بغلان قرية من قرى بلخ ذكر ابن عدي الجرجاني أن اسمه يحيى ولقبه قتيبة وقال أبو عبد الله محمد بن مندة اسمه علي رحل إلى المدينة ومكة والشام والعراق ومصر سمع مالك بن أنس والليث بن سعد وعبد الله بن لهيعة وحماد بن زيد وأبا عوانة وسفيان بن عيينة وغيرهم روى عنه أحمد بن حنبل وأبو خيثمة زهير بن حرب وأبو بكر ابن أبي شيبة والحسن بن عرفة وأبو زرعة وأبو حاتم والبخاري ومسلم في صحيحيهما وخلق غير هؤلاء وقدم بغداد وحدث بها سنة 126 فجاء أحمد ويحيى وقال قتيبة وكان أول خروجي سنة 271 وكنت يومئذ ابن ثلاث وعشرين سنة وكان قتيبة من الأئمة والثقات والمكثرين من المال والبقر والغنم والإبل والجاه وحسن الخلق ثبتا فيما يروي صاحب سنة وجماعة وكان قد كتب الحديث عن ثلاث طبقات وكل أثنى عليه بالجميل ووثقه وكان ينشد لولا القضاء الذي لا بد مدركه والرزق يأكله الإنسان بالقدر

ما كان مثلي في بغلان مسكنه ولا يمر بها إلا على سفر وقال عبد الله بن محمد البغوي مات قتيبة بن سعيد بخراسان بقرية من رستاق بلخ تدعى بغلان وكان أقام بها ونزل بلخ وكانت وفاته في سنة 042 لليلتين خلتا من شعبان ومولده سنة 841 وقال غيره سنة 051
بغوخك الخاء معجمة مفتوحة وكاف من قرى نيسابور منها أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن سليمان البغوخكي النيسابوري توفي سنة 923
بغولن بضم الغين وسكون الواو وفتح اللام ونون قال أبو سعد وظني أنها من قرى نيسابور منها أبو حامد أحمد بن إبراهيم بن محمد الفقيه الزاهد البغولني من أصحاب أبي حنيفة نيفا وستين سنة سمع بنيسابور والعراق وتوفي في سابع عشر شهر رمضان سنة 383
بغيبغة بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وباء موحدة مكسورة وغين أخرى كأنه تصغير البغبغة وهو ضرب من الهدير والبغيبغة البئر القريبة الرشاء قال الراجز يا رب ماء لك بالأجيال بغيبغ ينزع بالعقال أجبال طي الشمخ الطوال طمى عليه ورق الهدال وقال ابن الأعرابي البغيبغ ماء كان قامة أو نحوها قال محمد بن يزيد في كتاب الكامل رووا أن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه لما أوصى إلى ابنه الحسن في وقف أمواله وأن يجعل فيها ثلاثة من مواليه وقف فيها عين أبي نيزر والبغيبغة قال وهذا غلط لأن وقفه هذين الموضعين كان لسنتين من خلافته قلت أنا وسنذكر عين أبي نيزر في باب العين من كتابنا هذا ونذكر صورة الكتاب الذي كتب في وقفها وتحدث الزبيريون أن معاوية كتب ألى مروان بن الحكم وهو والي المدينة أما بعد فإن أمير المؤمنين قد أحب أن يرد الألفة ويسل السخيمة ويصل الرحم فإذا وصل إليك كتابي فاخطب إلى عبد الله بن جعفر ابنته أم كلثوم على يزيد ابن أمير المؤمنين وارغب له في الصداق فوجه مروان إلى عبد الله بن جعفر فقرأ عليه كتاب معاوية وعرفه ما في الألفة من أصلاح ذات البين قال عبيد الله إن خالها الحسين بينبع وليس ممن يفتأت عليه فأنظرني إلى أن يقدم وكانت أمها زينب بنت علي ابن أبي طالب رضي الله عنه فلما قدم الحسين ذكر له ذلك عبد الله بن جعفر فقام من عنده ودخل على الجارية وقال يا بنية إن ابن عمك القاسم ابن محمد بن جعفر بن أبي طالب أحق بك ولعلك ترغبين في كثرة الصداق وقد نحلتك البغيبغات فلما حضر القوم للأملاك تكلم مروان فذكر معاوية وما قصده من صلة الرحم وجمع الكلمة فتكلم الحسين وزوجها من القاسم بن محمد فقال أنت بدأت
خطب أبو محمد الحسن بن علي عائشة بنت عثمان بن عفان فاجتمعنا لذلك فتكلمت أنت وزوجتها من عبد الله بن الزبير فقال مروان ما كان ذاك فالتفت الحسين إلى محمد ابن حاطب وقال أنشدك الله أكان ذاك فقال اللهم نعم فلم تزل هذه الضيعة في يدي بني عبد الله بن جعفر من ناحية أم كلثوم يتوارثونها حتى استخلف

المأمون فذكر ذلك له فقال كلا هذه وقف علي ابن أبي طالب على ولد فاطمة فانتزعها من أيديهم وعوضهم عنها وردها إلى ما كانت عليه
بغيث بلفظ تصغير بغث آخره ثاء مثلثة والأبغث المكان الذي فيه رمل وهو أيضا مثل الأغبر في الألوان وبغث وبغيث اسم واديين في ظهر خيبر لهما ذكر في بعض الأخبار وهناك قريتان يقال لهما برق وتعنق في بلاد فزارة
بغيديد تصغير بغداد في ثلاثة مواضع أحدها من نواحي بغداد فيما أحسب كان منها شاعر عصري يقيم بالحلة المزيدية والنيل وتلك النواحي كان جيدا في الهجاء
و بغيديد بليدة بين خوارزم والجند من نواحي تركستان مشهور عندهم و بغيديد من قرى حلب
بغية كأنه تصغير البغية وهي الحاجة عين ماء
باب الباء والقاف وما يليهما
بقابوس بالفتح وبعد الألف باء أخرى مضمومة وواو ساكنة سين مهملة من قرى بغداد ثم من نهر الملك منها أبو بكر عبد الله بن مبادر بن عبد الله الضرير البقابوسي إمام مسجد يانس بالريحانيين ببغداد سمع عبد الخالق بن يوسف وسعيد بن البناء وأبا بكر والزغفراني سمع منه أقرانة ومات سنة وقد نيف على السبعين
بقار بفتح أوله وتشديد ثانيه يقال بقر الرجل يبقر إذا حسر وأعيا فكأن هذا المعنى يعني سالكه قيل هو واد وقيل رملة معروفة وقيل موضع برمل عالج قريب من جبلي طيء قال لبيد فبات السيل يركب جانبيه من البقار كالعمد النقال وقال الحازمي البقار رمل ينجد وقيل بناحية اليمامة قال الأعشى تصيف رملة البقار يوما فبات بتلك يضربه الجليد وقال الأبيرد بن هرثمه العذري وكان تزوج امرأة وساق إليها خمسين من الإبل وإني لسمح إذ أفرق بيننا بأكثبة البقار يا أم هاشم فأفنى صداق المحصنات إفالها فلم يبق إلا جلة كالبراعم وفنة البقار جبيل لبني أسد وينشد كأنهم تحت السنور فتنة البقار
جمع بقعة موضع يقال له بقاع كلب قريب من دمشق وهو أرض واسعة بني بعلبك وحمص ودمشق فيها قرى كثيرة ومياه غزيرة نميرة وأكثر شرب هذه الضياع من عين تخرج من جبل يقال له العين عين الجر وبالبقاع هذه قبر الياس النبي عليه السلام وفي ديوان الأدب للغوري بقاع أرض بوزن قنطام
البقال بالتشديد موضع بالمدينة قال الزبير بن بكرا في ذكر طلحة بن عبد الرحمن القرشي من ولد البحتري بن هشام وكان في صحابة أبي العباس السفاح قال وداره بالمدينة الى جنب بقيع الزبير بالبقال
بقدس بالفتح ثم السكون وفتح الدال والسن ومهملة مدينة بجزيرة صقلية

بقران بثلاث فتحات وقد تكسر القاف وربما سكنت من مخاليف اليمن لبني نجيد يجتلب منه الجزع البقراني وهو أجود أنواعه قالوا وقد يبلغ الفص منه مائة دينار قلت لعل هذا كان قديما فأما في زماننا فما رأيت ولا سمعت جزع بلغ دينارا قط ولو انتهت غايته في الحسن الى أقصى مداها وقد ذكر في مخاليف الطائف بقران
بقر بالتحريك موضع قرب خفان وقرون بقر في ديار بني عامر المجاورة لبني الحارث بن كعب كانت فيه وقعة وذو بقر واد بين أخيلة الحمى حمى الربدذة قال الشاعر إلا كدار كم بذي بقر الحمى هيهات ذو بقر من المزدار وقال القحيف العقيلي فيا عجبا مني ومن طارق الكرى إذا منع العين الرقاد وسهدا ومن عبره جاءت شابيب إن بدا بذي بقر آيات ربع تأبدا
بقرة بالتحريك ماءة عن يمين الحوأب لبني كعب ابن عبد من بني كلاب وعندها الهروة وبها معدن الذهب
بقطاطس من قرى حمص لها ذكر في التاريخ
بقطر بسكون القاف قرية بالصعيد من كورة الأسيوطية بقطر بضم أوله والقاف موضع بالصعيد وهو على شاطىء مدينة قفط على شرقي النيل
بقعاء بالمد وأوله مفتوح يقال سنة بعقاء أي مجدبة وبقعاء اسم قرية من قرى اليمامة لا تدخله الأف واللام وقيل بقعاء ماء مر لبني عبس وقال أبو عبيدة البقعاء والجوفاء وتلعه مياه لبني سليط واسم سليط كعب بن الحارث بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم قال جرير وقد كان في بقعاء ري لشائكم وتلعة والجوفاء يجري غديرها وتزوجت امرأة من بني عبس في بني أسد ونقلها زوجها الى ماء لهم يقال له لينة وهو موصوف بالعذوبة والطيب وكان زوجها عنيانا ففركته واجتوت الماء فاختلعت منه وتزوجها رجل من أهل بقعاء فأرضاها فقالت فمن يهد لي من ماء بقعاء شربة فإن له من ماء لينة أربعا لقد زادني وجدا ببقعاء أنني وجدت مطايانا بلينة ظلعا فمن مبلغ تربي بالرمل أنني بكيت فلم أترك لعيني مدمعا وبقعاء الموضع الذي خرج إليه أبو بكر الصديق رضي الله عنه لتجهيز المسلمين لقتال أهل الردة وهو تلقاء نجد على أربعة وعشرين ميلا من المدينة قال الواقدي وبقعاء هو ذو القصة وبقعاء المسالح موضع آخر ذكره ابن مقبل فقال رأينا ببقعاء المسالح دوننا من الموت جون ذو غوارب أكلف وقال مخيس بن أرطأة الأعرجي لرجل من بني حنيفة يقال له يجيى وكان أبصر امرأة في قرية من قرى

اليمامة يقال له بقعاء عرضت نصيحة مني ليحيى فقال غششتني والنصح مر وما بي أن أكون أعيب يحيى ويحيى طاهر الأثواب بر ولكن قد أتاني أن يحيى يقال عليه في بقعاء شر فقلت له تجنب كل شيء يعاب عليك إن الحر حر وقال أبو زياد في نوادره ولبني عقيل بقعاء وبقيع يخالطن مهرة في ديارها قال وبين ذنب الخليف الذي سميت لك الى بقعاء من بلاد مهرة في بلاد عقيل لم يخالطها أحد في ديارها مسيرة شهر ونصف وقال الأصمعي في كتاب الجزيرة ولبني نصر بن معاوية بجانب ركبة بقعاء بين الحجاز وبين ركبة وهي من أرض ركبة والبقعاء كورة كبيرة من ارض الموصل وهي بين الموصل ونصيبين قصبتها برقعيد فيها قرى كثيرة بناءها كلها قباب وبقعاء العيس من كورة منبج وهي من بداية على الفرات الى نهر الساجور وبقعاء ربيعة من كور منبج أيضا وهي من نهر الساجور الى أن تتصل باعمال حلب وقال أبو عبيد السكوني بقعاء قرية بأجإ لجديلة طيء ثم لبني قرواش منهم
بقعان بالضم وآخره نون اسم موضع وقيل قرية وقال عدي بن زيد تصيف الحزن فانجابت عقيقته فيها خناف وتقريب بلا يتم ينتاب بالعرق من بقعان معهده ماء الشريعة أو فيضا من الأجم
بقع بالضم موضع بالشام من ديار كلب بن وبرة وهناك استقر طليحة بن خويلد الأسدي المتنبىء لما هرب يوم بزاخة والبقع أيضا اسم بئر بالمدينة وقال الواقدي البقع من السقيا التي بنقب بني دينار كذا قيده غير واحد من الأئمة
بقلار بضم أوله وثانيه وتشديد اللام وراء موضع بثغر أذربيجان قال أبو تمام ولم يبق في أرض البقلار طائر ولا سبع إلا وقد بات مؤلما
بقلان بالضم ثم السكون وآخره نون صقع دون زبيد وحده من قباء الى سهام من ناحية الكدراء وكان ابن الزبير قد ولى عبد الله بن عبد الرحمن بن الوليد المخزومي ويعرف بالأزرق بلاد اليمن فوفد عليه أبو دهبل الجمحي فمدحه فأفضل عليه ثم بلغه أنه عزل فقال يا حار إني لما بلغتني أصلا مرنح من ضمير الوجد معمود نخاف عزل امرىء كنا نعيش به معروفه إن طلبنا العرف موجود حتى الذي بين عسفان الى عدن لحب لمن يطلب المعروف أخدود إن تغد من منقلي بقلان مرتحلا يرحل عن اليمن المعروف والجود
بقنس بثلاث كسرات والنون مشددة من قرى البلقاء من أرض الشام كانت لأبي سفيان صخر ابن حرب أيام كان يتجر الى الشام ثم صارت لولده بعده كذا في كتاب نصر

بقة بالفتح وتشديد القاف واحدة البق اسم موضع قريب من الحيرة وقيل حصن كان على فرسخين من هيت كان ينزله جذيمة الأبرش ملك الحيرة وإياه أراد قصير وقد استشاره جذيمة بعد فوات الأمر وكان أشار عليه أن لا يمضي الى الزباء فلم يطعمه فلما قرب منها وأحاط به عساكرها قال جذيمة ما الرأي يا قصير فقال له ببقة خلفت الرأي فضربت العرب ذلك مثلا فقال نهشل بن حري ومولى تعصاني واستبد برأيه كما لم يطلع بالبقتين قصير فلما رأى ما غب أمري وأسره وناءت بأعجاز الأمور صدور عنى نئيشا أن يكون أطاعني وقد حدثت بعد الأمور أمور يقال فعل ذلك نئيشا اي أخيرا بعدما قال والتنأش التأخر قال عدي بن زيد ألا يا أيها المثري المزجي ألم تسمع بخطب الأولينا دعا بالبقة الأمراء يوما جذيمة عام ينجوهم ثبينا فلم ير غير ما ائتمورا سواه فشد برحلته السفر الوضينا فطاوع أمرهم وعصى قصيرا وكان يقول لو نفع اليقينا وذكر قصة جذيمة والزباء بطولها
بقيرة بالفتح ثم الكسر مدينة في شرقي الأندلس معدودة في اعمال تطيلة بينهما أحد عشر فرسخا وبقيرة أيضا حصن من أعمال رية
بقيع الغرقد بالغين المعجمة أصل البقيع في اللغة الموضع الذي فيه أروم الشجر من ضروب شتى وبه سمي بقيع الغرقد والغرقد كبار العوسج قال الراجز ألفن ضالا ناعما وغرقدا وقال الخطيم العكلي أواعس في برث من الأرض طيب وأودية ينبتن سدرا وغرقدا وهو مقبرة أهل المدينة وهي داخل المدينة قال عمرو بن النعمان البياضي يرثي قومه وكانوا قد دخلوا حديقة من حدائقهم في بعض حروبهم وأغلقوا بابها عليهم ثم اقتتلوا لم يفتح الباب حتى قتل بعضهم بعضا فقال في ذلك خلت الديار فسدت غير مسود ومن العناء تفردي بالسودد أين الذين عهدتهم في غبطة بين العقيق الى بقيع الغرقد كانت لهم أنهاب كل قبيلة وسلاح كل مدرب مستنجد نفسي الفداء لفتيه من عامر شربوا المنية في مقام أنكد قوم هم سفكوا دماء سراتهم بعض ببعض فعل من لم يرشد يا للرجال لعثرة من دهرهم تركت منازلهم كأن لم تعهد وهذا الأبيات الحماسة منسوبة الى رجل من خثعم وفي أولها زيادة على هذا وقال الزبير أعلى أودية العقيق البقيع وأنشد لأبي قطيفة

ليت شعري وأين مني ليت أعلى العهد يلبن فبرام أم كعهدي العقيق أم غيرته بعد الحادثات والأيام
وبقيع الزبير أيضا بالمدينة فيه دور ومنازل وبقيع الخيل بالمدينة ايضا عند دار زيد بن ثابت
وبقيع الخبجبة بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة وفتح الجيم وباء أخرى ذكره في سن أبي داود والخبجبة شجر عرف به هذا الموضع فال ذلك السهيلي في شرح السيرة وهو غريب لم أجده لغيره والرواة على أنه بجيمين
بقيع بلفظ التصغير موضع من ديار بني عقيل وراء اليمامة متاخم لبلاد اليمن له ذكر في أشعارهم وبقيه أيضا ماء لبني عجل
بقيقا من قرى الكوفة كانت بها وقعة للخوارج وكان مصعب قد استخلف على الكوفة الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة القباع فبلغه أن قطري بن الفجاءة سار الى المدائن فخرج إليه القباع فكان مسيره من الكوفة الى باجوا شهرا فقال عند ذلك بعض الشعراء سار بنا القباع سيرا ملسا بين بقيقا وبديقا خمسا قال وفيما بينهما نحو ميلين وقال أيضا سار بنا القباع سيرا نكرا يسير يوما ويقيم شهرا
باب الباء والكاف وما يليهما
بكار بالفتح وتشديد الكاف كأنه نسبة صانع البكر أو بائعها كعطار ونجار قرية من قرى شيراز من أرض فارس
بكاس بتخفيف الكاف قلعة من نواحي حلب على شاطىء العاصي ولها عين تخرج من تحتها بينها وبين ثغور المصيصة تقابلها قلعة أخرى يقال لها الشغر بينهما واد كالخندق يقال له الشغر
وبكاس معطوف ولا يكادون يفردون واحدة منهما وهي في أيامنا هذه لصاحب حلب الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين يوسف بن أيوب
بكراباذ قال الإصطخري جرجان قطعتان إحداهما المدينة والأخرى بكراباذ وبينهما نهر يجري يحتمل أن تجري فيه السفن ينسب إليه البكراوي والبكراباذي منها أبو سعيد بن محمدة البكراوي وفي الفيصل سعيد بن محمد ويقال البكراباذي سمع يعقوب بن حميد بن كاسب روى عنه الحافظ أبو أحمد بن عدي وأبو الفتح سهل بن علي بن أحمد البكراباذي الفقيه الجرجاني البكراباذي الحنفي رأس أصحاب أبي حنيفة في زمانه روى الحديث عن أحمد بن يوسف البحيري وغيره وتوفي سنة 336 وغيرهم
البكرات ذكرت مع البكرة بعد هذا
البكرن بسكون الكاف موضع بناحية ضرية وبين ضرية والمدينة سبع ليال
بكرد بالفتح ثم الكسر وسكون الراء ودال مهملة قرية من قرى مرو منها على ثلاثة فراسخ ينسب إليها سلام البكردي توارى يزيد النحوي في داره فأخرجه أبو مسلم منها وأمر بضرب عنقه مع يزيد النحوي

بكر بسكون الكاف واد في ديار طيء قرب رمان
بكر بضمتين من مشهور قلاع صنعاء وبالقرب منها قلعة يقال لها ظفر وهما أبعد قلاع صنعاء عنها
البكرة بسكون الكاف ماءة لبني ذويبة من الضباب وعندها جبال شمخ سود يقال لها البكرات وقال الأصمعي في قول امرىء القيس عرفت ديار الحي بالبكرات فعارمة فبرقة العيرات أرانيها أعرابي فقال هل لك في البكرات التي ذكرها امرؤ القيس فإذا قارات رؤسها شاخصة قال الأصمعي بين عاقل وبين هذه الأرضين أيام وفراسخ ولم يعرفها ابن الكلبي وقال ابن أبي حفصة البكرات ماء لضبة بأرض اليمامة وهي قارات بأسفل الوشم قال جرير شع هل رام جو سويقتين مكانه أبو أبكر البكرات أو تعشار بكسرائيل بكسر أوله وثانيه وسكون السين وراء وألف وهمزة وياء
ولام حصن من سواحل حمص مقابل جبلة في الجبل
بكمزة بالفتح والزاي قرية بينها وبين بعقوبا نحو فرسخين كان بينها وبين بعيقبة الوقعة المشهورة بين المقتفي لأمر الله والبقش كون خر أحد الأمراء من قبل السلطان أرسلان شاه بن طغرل بن محمد بن ملك شاه فانهزم البقش وأرسلان شاه وحزبهم وغنم عسكر المقتفي معسكرهم ورجع المقتفي إلى بغداد غانما وذلك في سنة 945 ويقال لها بجمزا وقد ذكرت
بكيون لم يتحقق لنا ضبطه لكن أبا سعد كذا صوره وقال البكيوني هو أبو زكرياء يحيى بن جعفر بن أعين الأزدي البيكندي البكري سكن قرية بكيون صاحب كتاب التفسير وغيره من المصنفات سمع سفيان بن عيينة وغيره روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري وغيره
بكة هي مكة بيت الله الحرام أبدلت الميم باء وقيل بكة بطن مكة وقيل موضع البيت المسجد ومكة وما وراءه وقيل البيت مكة وما ولاه بكة وقال ابن الكلبي سميت مكة لأنها بين جبلين بمنزلة المكوك وقال أبو عبيدة بكة اسم لبطن مكة وذلك أنهم كانوا يتباكون فيه أي يزدحمون وروي عن مغيرة عن إبراهيم قال مكة موضع البيت وبكة موضع القرية وقال عمرو بن العاص إنما سميت بكة لأنها تبك أعناق الجبابرة وقال يحيى بن أبي أنيسة بكة موضع البيت ومكة الحرم كله وقال زيد بن أسلم بكة الكعبة والمسجد ومكة ذو طوى وهو بطن مكة الذي ذكره الله تعالى في القرآن في سورة الفتح وقيل بكة لتباك الناس بأقدامهم قدام الكعبة
بكيل بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة ولام مخلاف بكيل من مخاليف اليمن يضاف إلى بكيل ابن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان ومن بطون بكيل ثور واسمه زيد بن مالك بن معاوية بن دومان بن بكيل وأرحب واسمه مرة ومرهبة
وعميرة ذو الشاول بطون بنو دعام بن مالك ابن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل كل هؤلاء بطون في بكيل منهم أبو السفر سعيد بن محمد الثوري البكيلي روي عن ابن عباس والبراء

ابن عازب وسعيد بن جبير وغيرهم وينسب إلى هذا المخلاف الأديب علي بن سليمان الملقب بحيدرة له تصانيف في النحو والأدب عصري مات في سنة 995 قال عمارة في تاريخه ومن بلاد بكيل يبتاع السم الذي يقتل به الملوك وفي بلاد بكيل وحاشد أقوام معروفون باتخاذه
تنبت شجرة في بقعة من الأرض ليست إلا لهم وهي حصونهم وهم يحتفظون بها ويشحون عليها كما يحتفظ في الديار المصرية بالشجر الذي منه دهن البلسان وأوفى وكل من مات من ملوك بني نجاح ووزرائهم فمن سمهم مات
باب الباء واللام وما يليهما
بلاباذ بالباء الأخرى قرية في شرقي الموصل من أعمال نينوى بينها وبين الموصل رحلة خفيفة تنزلها القفول وبها خان للسبيل وهي بين الموصل والزاب
البلاثق بالفتح والثاء المكسورة مثلثة وقاف موضع في بلاد بني سعد قال مالك بن نويرة وكان قد سابق بفرس يقال له نصاب وكان سبقاه في هذا الموضع فقال جلا عن وجوه الأقربين غبارة نصاب غداة النقع نقع البلاثق بلاد بوزن قطام وحذام ورواه بعضهم بكسر الباء بلد قريب من حجر اليمامة قال أبو عبيدة أجود السهام التي وصفها العرب في الجاهلية سهام بلاد وسهام يثرب بلدان عند اليمامة وأنشد للأعشى أنى تذكر ودها وصفاءها سفها وأنت بصوة الأثماد منعت قياس الماسخية رأسه بسهام يثرب أو سهام بلاد وقال الحفصي بلاد محارث باليمامة وقال عمارة وغداة بطن بلاد كان بيوتكم ببلاد أنجد منجدون وغاروا وبذي الأراكة منكم قد غادروا جيفا كأن رؤوسها الفخار بلاساغون السين مهملة والغين معجمة بلد عظيم في ثغور الترك وراء نهر سيحون قريب من كاشغر ينسب إليه جماعة منهم أبو عبد الله محمد بن موسى البلاساغوني يعرف بالترك تفقه ببغداد على القاضي أبي عبد الله الدامغاني الحنفي وقصد الشام فولي قضاء البيت المقدس ثم قضاء دمشق ولم تحمد سيرته روي عن القاضي الدامغاني وكان غاليا في التعصب لمذهب أبي حنيفة والوقيعة في مذهب الشافعي
قال الحافظ أبو القاسم سمعت أبا الحسن بن قبيس الفقيه يسيء الثناء عليه ويقول إنه كان يقول لو كان لي ولاية لأخذت من أصحاب الشافعي الجزية وما بدمشق سنة 056
بلاسكرد ويروى بالزاي مكان السين قرية بين إربل وأذربيجان
بلاس بالفتح والسين مهملة بلد بينه وبين دمشق عشرة أميال قال حسان بن ثابت لمن الدار أقفرت بمعان بين شاطىء اليرموك فالصمان فالقريات من بلاس فدار يا فسكاء فالقصور الدواني و بلاس أيضا ناحية بين واسط والبصرة يسكنها قوم من العرب لهم خيل موصوفة بالكرم والجودة

بلاشجرد الشين معجمة والجيم مكسورة من قرى مرو بينهما أربعة فراسخ أنشأها الملك بلاش ابن فيروز أحد ملوك الفرس في الجاهلية
بلاص بالفتح وتشديد اللام والصاد مهملة قرية بالصعيد تجاه قوص من الجانب الغربي ودير البلاص قرية إلى جانبها كذا يروى
البلاط يروى بكسر الباء وفتحها وهو في مواضع منها بيت البلاط من قرى غوطة دمشق ينسب إليها جماعة منهم أبو سعيد مسلمة بن علي البلاطي سكن مصر وحدث بها ولم يكن عندهم بذاك في الحديث توفي بمصر قبل سنة 091 كان آخر من حدث عنه محمد بن رمح وقال الحافظ أبو القاسم في تاريخه مسلمة بن علي بن خلف أبو سعيد الخشني البلاطي من بيت البلاط من قرى دمشق بالغوطة روى عن الأوزاعي والأعمش ويحيى بن الحارث ويحيى ابن سعيد الأنصاري وذكر جماعة روى عنه عبد الله بن وهب المصري وعبد الله بن عبد الحكم المصري وذكر جماعة أخرى ويسرة بن صفوان بن حنبل اللخمي البلاطي من أهل قرية البلاط كذا قال أبو القاسم ولم يقل بيت البلاط فلعلهما اثنتان من قرى دمشق روى عن إبراهيم بن سعد الزهري وعبد الرزاق بن عمر الثقفي وأبي عمر حفص بن سليمان البزاز وحديج بن معاوية وأبي عقيل يحيى بن المتوكل وعبد الله بن جعفر المدائني وهشيم بن بشير وعثمان ابن أبي الكتاب وفليح بن سليمان المدني وأبي معشر السندي وشريك بن عبد الله النخعي وفرج بن فضالة روى عنه ابنه سعدان البخاري وأبو زرعة الدمشقي ويزيد بن محمد بن عبد الصمد وعباس بن عبد الله الترقفي وموسى بن سهل الرملي وأبو قرصافة محمد ابن عبد الوهاب العسقلاني وغيرهم ومات في سنة 126 عن 401 سنين لأن مولده في سنة 211 و منها البلاط مدينة عتيقة بين مرعش وأنطاكية يشقها النهر الأسود الخارج من الثغور وهي مدينة كورة الحوار خربت وهي من أعمال حلب و منها البلاط موضع بالقسطنطينية ذكره أبو فراس الحمداني وغيره في أشعارهم لأنه كان محبس الأسراء أيام سيف الدولة بن حمدان وقد ذكره أبو العباس الصفري شاعر سيف الدولة وكان محبوسا وضربه مثلا أراني في حبسي مقيما كأنني ولم أغز في دار البلاط مقيم ومنها بلاط عوسجة حصن بالأندلس من أعمال شنتبرية و منها البلاط موضع بالمدينة مبلط بالحجارة بين مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم وبين سوق المدينة حدث إسحاق بن إبراهيم الموصلي عن سعيد بن عائشة مولى آل المطلب بن عبد مناف قال خرجت امرأة من بني زهرة في حق فرآها رجل من بني عبد شمس من أهل الشام فأعجبته فسأل عنها فنسبت له فخطبها إلى أهلها فزوجوه على كره منها وخرج بها إلى الشام مكرهة فسمعت منشدا لقول أبي قطيفة عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط وهو يقول ألا ليت شعري هل تغير بعدنا جبوب المصلى أم كعهدي القرائن وهل أدؤر حول البلاط عوامر من الحي أم هل بالمدينة ساكن إذا برقت نحو الحجاز سحابة دعا الشوق منها برقها المتيامن

فلم أتركها رغبة عن بلادها ولكنه ما قدر الله كائن أحن إلى تلك الوجوه صبابة كأني أسير في السلاسل راهن قال فتنفست بين النساء ووقعت فإذا هي ميتة قال سعيد بن عائشة فحدثت بهذا الحديث عبد العزيز بن ثابت الأعرج فقال أتعرفها قلت لا قال هي والله عمتي حميدة بنت عمر بن عبد الرحمن بن عوف وهذا البلاط هو المذكورة في حديث عثمان أنه أتي بماء فتوضأ بالبلاط وقد ذكر هذا البلاط في غير شعر ولعلي آتي بشيء منه في ضمن ما يأتي
بلاطنس بضم الطاء والنون والسين مهملة حصن منيع بسواحل الشام مقابل اللاذقية من أعمال حلب
بلاطة بالضم قرية من أعمال نابلس من أرض فلسطين يزعم اليهود أن نمرود بن كنعان فيها رمى إبراهيم عليه السلام إلى النار وبها عين الخضر وبها دفن يوسف الصديق عليه السلام وقبره بها مشهور عند الشجرة وأما إبراهيم والنمرود فالصحيح عند العلماء أنه كان بأرض بابل من أرض العراق وموضع النار هناك معروف الله أعلم
بلاق بالكسر وآخره قاف بلد في آخر عمل الصعيد وأول بلاد النوبة كالحد بينهما
بلاكث بالفتح وكسر الكاف والثاء المثلثة قال محمد بن حبيب بلاكث وبرمة عرض من المدينة عظيم وبلاكث قريب من برمة قال يعقوب بلاكث قارة عظيمة فوق ذي المروة بينه وبين ذي خشب ببطن إضم وبرمة بين خيبر ووادي القرى وهي عيون ونخل لقريش قال كثير نظرت وقد حالت بلاكث دونهم وبطنان وادي برمة وظهورها وقال أيضا بينما نحن من بلاكث بالقا ع سراعا والعيس تهوي هويا خطرت خطرة على القلب من ذك را وهنا فما استطعت مضيا قلت لبيك إذ دعاني لك الشو ق وللحاديين حثا المطيا البلاليق جمع بلوقة وهي فجوات في الرمل تنبت الرخامى وغيره وهو بقل موضع بين تكريت والموصل ويقال لها البلاليج بالجيم موضع القاف و البلاليق أيضا موضع فيه نخل وروض من نواحي اليمامة قال الفرزدق فرب ربيع بالبلاليق قد رعت بمستن أغياث بعاق ذكورها بلبل بوزن سلسال موضع
بلبد بالدال المهملة في آخره مدينة بين برقة وطرابلس حيث قتل محمد بن الأشعث أبا الخطاب الأباضي كذا عن نصر
بلبل بتكرار الباء مفتوحة واللام موقف من مواقف الحاج وقيل جبل
بلبول بوزن ملمول جبل بالوشم من أرض اليمامة عن ابن السكيت وفيه روضة ذكرت في الرياض وشاهدها وقال الحفصي بلبول جبل وقال أبو زياد بلبول جبل باليمامة في بلاد بني تميم ويوم بلبول من أيام العرب قال النميري

سخرت مني التي لو عبتها لم تعد تسخر بعدي برجل لو رأتني غاديا في صورتي بين بلبول فحزم المنتقل ينقض العذرة بي ذو ميعة سلس المجدل كالذئب الأزل بلبيس بكسر الباءين وسكون اللام وياء وسين مهملة كذا ضبطه نصر الإسكندري قال والعامة تقول بلبيس مدينة بينها وبين فسطاط مصر عشرة فراسخ على طريق الشام يسكنها عبس ابن بغيض فتحت في سنة 81 أو 91 على يد عمرو بن العاص قال المتنبي جزى عربا أمست ببلبيس ربها بمسعاتها تقرر بذاك عيونها كراكر من قيس بن عيلان ساهرا جفون ظباها للعلى وجفونها بلجان بالفتح ثم السكون وجيم وألف ونون قرية كبيرة بين البصرة وعبادان رأيتها مرارا آخرها سنة 885 أو بعدها وهي فرضة مراكب كيش التي تحمل بضائع الهند وبها قلعة ووال من قبل ملك كيش ليس لمتولي البصرة معه فيها حكم ثم جرى بين صاحب كيش وصاحب البصرة خلف أدى إلى تحويل أصحاب ملك كيش إلى بليد في طرف جزيرة عبادان من جهة البصرة خلف أدى إلى تحويل أصحاب ملك كيش إلى بليد في طرف جزيرة عبادان من جهة البصرة تسمى المحرزة وصارت فرضة المراكب وهي باقية على ذلك إلى هذا الوقت
و بلجان أيضا من قرى مرو ينسب إليها يعقوب بن يوسف بن أبي سهل بن أبي سعيد بن محمود البلجاني ثم الكمساني وبلجان وكمسان قريتان متصلتان كان فقيها واعظا صوفيا ظريفا صحب أبا الحسن البستي سمع منه أبو سعد توفي في جمادى الأولى سنة 356 بقرية كمسان ومحمد ابن عبد الله البلجاني من بلجان مرو مات سنة 726
بلج بالجيم أيضا حمام بلج بالبصرة كان مذكورا بها ينسب إلى بلج بن كشبة التميمي وهو الذي ينسب إليه الساج البلجي وله ذكر
و بلج أيضا اسم صنم كانت العرب تعبده في الجاهلية سمي ببلج ابن المحرق وكان في عميرة وغفيلة من عنزة بن ربيعة كذا وجدته ولم أجد عند ابن الكلبي في عنزة عميرة ولا غفيلة وإنما غفيلة بن قاسط بن هنب بن أفضى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار
بلخاب بوزن خزعال بالخاء المعجمة موضع
بلخان بوزن سكران مدينة خلف أبيورد
بلخ مدينة مشهورة بخراسان في كتاب الملحمة المنسوب إلى بطليموس بلخ طولها مائة وخمس عشرة درجة وعرضها سبع وثلاثون درجة وهي في الإقليم الخامس طالعها إحدى وعشرون درجة من العقرب تحت ثلاث عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من السرطان وقد ذكرنا فيما أجملناه من ذكر الإقليم أنها في الرابع وقال أبو عون بلخ في الإقليم الخامس طولها ثمان وثمانون درجة وخمس وثلاثون دقيقة وعرضها ثمان وثلاثون درجة وأربعون دقيقة وبلخ من أجل مدن خراسان وأذكرها وأكثرها خيرا وأوسعها غلة تحمل غلتها إلى جميع خراسان وإلى خوارزم وقيل أن أول من بناها لهراسف الملك لما خرب صاحبه بخت نصر بيت المقدس وقيل بل الإسكندر بناها وكانت تسمى الإسكندرية قديما بينها وبين

ترمذ اثنا عشر فرسخا ويقال لجيحون نهر بلخ بينهما نحو عشرة فراسخ فافتتحها الأحنف بن قيس من قبل عبد الله بن عامر بن كريز في أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه قال عبيد الله بن عبد الله الحافظ أقول وقد فارقت بغداد مكرها سلام على أهل القطيعة والكرخ هواي ورائي والمسير خلافه فقلبي إلى كرخ ووجهي إلى بلخ وينسب إليها خلق كثير منهم محمد بن علي بن طرخان بن عبد الله بن جياش أبو بكر ويقال أبو عبد الله البلخي ثم البيكندي سمع بدمشق وغيرها محمد بن عبد الجليل الخشني ومحمد بن الفضل وقتيبة بن سعيد ومحمد بن سليمان لوينا وهشام بن عمار وزياد بن أيوب والحسن بن محمد الزعفراني روى عنه أبو علي الحسن بن نصر بن منصور الطوسي وأبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الفارسي وابنه أبو بكر عبد الله بن محمد بن علي وأبو حرب محمد بن أحمد الحافظ وكان حافظا للحديث حسن التصنيف رحل إلى الشام ومصر وأكثر الكتابة بالكوفة والبصرة وبغداد وتوفي في رجب سنة 872 والحسن بن شجاع بن رجاء أبو علي البلخي الحافظ رحل في طلب العلم إلى الشام والعراق ومصر وحدث عن أبي مسهر ويحيى بن صالح الوحاظي وأبي صالح كاتب الليث وسعيد بن أبي مريم وعبيد الله ابن موسى روى عنه البخاري وأبو زرعة الرازي ومحمد بن زكرياء البلخي وأحمد بن علي بن مسلم الأبار
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل قلت لأبي يا أبت ما الحفاظ قال يا بني شباب كانوا عندنا من أهل خراسان وقد تفرقوا قلت ومن هم يا أبت قال محمد بن إسماعيل ذاك البخاري وعبيد الله بن عبد الكريم ذاك الرازي وعبد الله بن عبد الرحمن ذاك السمرقندي والحسن بن شجاع ذاك البلخي فقلت يا أبت من أحفظ هؤلاء قال أما أبو زرعة الرازي فأسردهم وأما محمد بن إسماعيل فأعرفهم وأما عبد الله بن عبد الرحمن فأتقنهم وأما الحسن ابن شجاع فأجمعهم للأبواب وقال أبو عمرو البيكندي حكيت هذا لمحمد بن عقيل البلخي فأطرى ذكر الحسن بن شجاع فقلت له لم لم يشتهر كما اشتهر هؤلاء الثلاثة فقال لأنه لم يمتع بالعمر ومات الحسن بن شجاع للنصف من شوال سنة 442 وهو ابن تسع وأربعين سنة
بلخع قال أبو المنذر هشام بن محمد اتخذت حمير صنما فسموه نسرا فعبدوه بأرض يقال لها بلخع
بلدح آخره حاء مهملة والدال قبله كذلك يقال بلدح الرجل إذا ضرب بنفسه الأرض وربما قالوا بلطح
وبلدح الرجل إذا أعيا وإذا وعد ولم ينجز
وبلدح واد قبل مكة من جهة المغرب وفيه المثل لكن على بلدح قوم عجفى قاله بيهس الملقب بنعامة لما رأى قتلة إخوته وقد نحروا ناقة وأكلوا وشبعوا فقال أحدهم ما أخصب يومنا هذا وأكثر خيره فقال نعامة ذلك فضرب مثلا في التحزن بالأقارب وفي قصته طول قال ابن قيس الرقيات فمنى فالجمار من عبد شمس مقفرات فبلدح فحراء قال أبو الفرج الأصبهاني حدثني أحمد بن عبيد الله قال قال أحمد بن الحارث حدثني المدائني حدثني أبو صالح الفزاري قال سمع على مياه غطفان كلها

ليلة قتل الحسين صاحب فخ هاتف يهتف ويقول ألا يا لقوم للسواد المصبح ومقتل أولاد النبي ببلدح ليبك حسينا كل كهل وأمرد من الجن إن لم تبك للإنس نوح فإني لجني وإن معرسي لبالبرقة السوداء من دون رحرح بلد بالتحريك يقال لكركرة البعير بلدة لأنها تؤثر في الأرض والبلادة التأثير وأنشد سيبويه أنيخت فألقت بلدة فوق بلدة قليل بها الأصوات إلا بغامها وبذلك سميت البلدة لأنها موضع تأثير الناس
وبلد في مواضع كثيرة منها البلد الحرام مكة وقد بسط القول في مكة
وبلد وربما قيل لها بلط بالطاء قال حمزة بلد اسمها بالفارسية شهراباذ وفي الزيج طول بلد ثمان وستون درجة ونصف وربع وعرضها سبع وثلاثون درجة وثلث وهي مدينة قديمة على دجلة فوق الموصل بينهما سبعة فراسخ وبينها وبين نصيبين ثلاثة وعشرون فرسخا قالوا إنما سميت بلط لأن الحوت ابتلعت يونس النبي عليه السلام في نينوى مقابل الموصل وبلطته هناك وبها مشهد عمر بن الحسين ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال عبد الكريم بن طاوس بها قبر أبي جعفر محمد بن علي الهادي باتفاق وينسب إليها جماعة منهم محمد ابن زياد بن فروة البلدي سمع أبا شهاب الحناط وغيره روى عنه أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي وأحمد بن عيسى بن المسكين بن عيسى ابن فيروز أبو العباس البلدي روى عن هاشم بن القاسم ومحمد بن معدان وسليمان بن سيف الحرانيين وإسحاق بن زريق الرسعني والزبير بن محمد الرهاوي روى عنه أبو بكر الشافعي ومحمد بن إسماعيل الوراق وعلي بن عمر الحافظ وأبو حفص بن شاهين ويوسف بن عمر القواس وكان ثقة كثير الحديث مات بواسط سنة 323 وأبو العباس أحمد ابن إبراهيم يعرف بالإمام البلدي صاحب علي بن حرب كثير الحديث روى عنه محمد وأحمد ابنا الحسن بن سهل وجماعة من العراقيين وغيرهم والحسن وقيل الحسين والأول أصح ابن المسكين بن عيسى بن فيروز أبو منصور البلدي حدث عن أبي بدر شجاع ابن الوليد ومحمد بن بشر العبدي ومحمد بن عبيد الطنافسي وأسود بن بشر العبدي ومحمد بن عبيد الطنافسي وأسود بن عامر شاذان روى عنه يحيى بن صاعد والحسين بن إسماعيل المحاملي وعمر بن يوسف الزعفراني وجماعة سواهم وأبو منصور محمد بن الحسين ابن سهل بن خليفة بن محمد يعرف بابن الصياح البلدي حدث عن أحمد بن إبراهيم أبي العباس الإمام وسمع أبا علي الحسن بن هشام البلدي في سنة 436 روى عنه أبو القاسم علي بن محمد المصيصي وأخوه أبو عبد الله أحمد بن الحسين البلدي روى عن علي بن حرب روى عنه أبو القاسم المصيصي أيضا وماتا بعدة الأربعمائة وأبو منصور محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن سهل بن خليفة بن الصياح البلدي حدث عن جده روى عنه أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف الهكاري القرشي وعلي بن عطاء أبو سعيد البلدي روى عن جعفر بن محمد بن الحجاج وثواب بن يزيد بن شوذب الموصليين عن يوسف ابن يعقوب بن محمد الأزهري وغيرهم روى عنه محمد بن الحسن الخلال وجماعة سواه وأبو الحسن

محمد بن عمر بن عيسى بن يحيى البلدي روى عنه أحمد بن إبراهيم الإمام البلدي ومحمد بن العباس بن الفضل بن الخياط الموصلي روى عنه أحمد بن علي الحافظ مات في سنة 014 وعلي بن محمد بن عبد الواحد بن إسماعيل أبو الحسن البزاز البلدي سمع المعافى بن زكرياء الجريري روى عنه أبو بكر الخطيب وسأله عن مولده فقال ولدت ببغداد سنة 373 قال وولد أبي ببلد ومات سنة 744 ومحمد بن إسماعيل ابن زريق أبو منصور المقري البلدي سكن دمشق وحدث بها عن أبي يعلى الموصلي ومحمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري وأبو علي الحسن بن هشام بن عمرو البلدي روى عن أبي بكر أحمد بن عمر بن حفص القطراني بالبصرة عن محمد بن الطفيل عن شريك والصلت بن زيد عن ليث عن طاووس عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أنتم الغر المحجلون الحديث روى عنه محمد بن الحسين البلدي
و البلد أيضا يقال لمدينة الكرج التي عمرها أبو دلف وسماها البلد ينسب إليها بهذا اللفط جماعة منهم أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن البلدي يعرف بعلان الكرجي روى عن الحسين بن إسحاق التستري وعبدان العسكري وسليمان بن محمد بن الحسين بن محمد القصاري البلدي أبو سعد المعروف بالكافي الكرجي قاضي كرج سمع أبا بكر محمد بن أحمد بن باحة وأبا سهل غانم بن محمد بن عبد الواحد وأبا المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني وغيرهم
والبلد نسف بما وراء النهر ينسب إليها هكذا أبو بكر محمد بن أبي نصر أحمد بن محمد بن أبي نصر البلدي الإمام المحدث المشهور من أهل نسف سمع أبا العباس جعفر بن محمدة المستغفري وغيره روى عنه خلق كثير وحفيده أبو نصر أحمد بن عبد الجبار بن أبي بكر محمد البلدي كان حيا سنة 155 وأجداده يعرفون بالبلدي فإنما قيل لجده ذلك لأن أكثر أهل نسف زمن جده أبي نصر كانوا من القرى وكان أبو نصر من أهل البلد فعرف بالبلدي فبقي عليه وعلى أعقابه من بعده
و البلد أيضا يراد به مرو الروذ نسب إليها هكذا أبو محمد بن أبي علي الحسن بن محمد البلدي شيخ صالح من أهل بنج ده قيل لوالده البلدي لأنه كان من أهل مرو الروذ وأهل بنج ده هم أهل القرى الخمس فلما سكنها قيل له البلدي لذلك مات سنة 845 أو 945 كذا قال أبو سعد في النسب وقال في التحبير محمد بن الحسن بن محمد البلدي أبو عبد الله الصوفي من بلد مرو الروذ سكن بنج ده شيخ صالح راغب في الخير وأهله سمع القاضي أبا سعيد محمد بن علي بن أبي صالح الدباس كتبت عنه مات سنة 055 ولعله هو الأول فإنهما لم يختلفا إلا في الكنية والوفاة قريبة
و بلد أيضا بليدة معروفة من نواحي دجيل قرب الحظيرة وحربى من أعمال بغداد لا أعرف من ينسب إليها
بلد بالفتح وسكون اللام جبل بحمى ضرية بينه وبين منشدة مسيرة شهر كذا قال أبو الفتح نصر هذا كلام سقيم
بلدود موضع من نواحي المدينة فيما أحسب قال ابن هرمة هل ما مضى منك يا أسماء مردود أم هل تقضت مع الوصل المواعيد

أم هل لياليك ذات البين عائدة أيام يجمعنا خلص فبلدود البلدة في قوله تعالى بلدة طيبة ورب غفور قالوا هي مكة
وبلدة من مدن ساحل بحر الشام قريبة من جبلة من فتوح عبادة بن الصامت ثم خربت وجلا أهلها فأنشأ معاوية جبلة وكانت حصنا للروم قال البلارذري
بلدة مدينة بالأندلس من أعمال رية وقيل من أعمال قبرة منها أبو عثمان سعيد بن محمد بن سيد أبيه بن يعقوب الأموي البلدي كان من الصالحين متقشفا يلبس الصوف رحل إلى المشرق في سنه 053 ودخل مكة في سنة 153 ولقي أبا بكر محمد ابن الحسين الآجري وقرأ عليه جملة من تآليفه ولقي أبا الحسن محمد بن نافع الخزاعي قرأ عليه فضائل الكعبة من تأليفه وسمع بمصر الحسن بن رشيق وضمرة بن محمد الكناني وغيرهما وكان لقي بالقيروان علي بن محمد الكناني وغيرهما وكان لقي بالقيروان علي بن مسرور وتميم بن محمد قال ابن بشكوال وكان مولده في سنة 823 ومات سنة 793
بلرم بفتح أوله وثانيه وسكون الراء وميم معناه بكلام الروم المدينة وهي أعظم مدينة في جزيرة صقلية في بحر المغرب على شاطىء البحر قال ابن حوقل بلرم مدينة كبيرة سورها شاهق منيع مبني من حجر وجامعها كان بيعا وفيها هيكل عظيم وسمعت بعض المنطقيين يقول إن أرسطو طاليس معلق في خشبة في هيكلها وكانت النصارى تعظم قبره وتستشفي به لاعتقاد اليونان فيه فعلقوه توسلا إلى الله به قال وقد رأيت خشبة في هذا الهيكل معلقة يوشك أن يكون فيها قال وفي بلرم والخالصة والحارات المحيطة بها ومن وراء سورها من المساجد نيف وثلاثمائة مسجد وفي محال كانت تلاصقها وتتصل بها وبوادي عباس مجاورة المكان المعروف بالمعسكر وهو في ضمن البلد إلى المنزل المعروف بالبيضاء قرية تشرف على المدينة من نحو فرسخ مائتا مسجد قال وقد رأيت في بعض الشوارع من بلرم على مقدار رمية سهم عشرة مساجد بعضها تجاه بعض وبينها عرض الطريق فقط فسألت عن ذلك فقيل لي إن القوم لشدة انتفاخ رؤوسهم وقلة عقولهم يحب كل واحد منهم أن يكون له مسجد على حدة لا يصلي فيه غيره ومن يختص به وربما كان أخوان وداراهما متلاصقتان وقد عمل كل واحد منهما مسجدا لنفسه خاصا به يتفرد به عن أخيه والأب عن ابنه قال ومدينة بلرم مستطيلة وسوقها قد أخذ من شرقها إلى غربها وهو سوق يعرف بالسماط مفروش بالحجارة وتطيف بالمدينة وعيون من شرقها إلى غربها وماؤها يدير رحى وشرب بعض أهلها من آبار عذبة وملحة على كثرة المياه العذبة الجارية عندهم والعيون و الذي يحملهم على ذلك قلة مروءتهم وعدم فطنتهم وكثرة أكلهم البصل فذاك الذي أفسد أدمغتهم وقلل حسهم وذكر يوسف بن إبراهيم في كتاب أخبار الأطباء قال بعض الأطباء وقد قال له رجل إني إذا أكلت البصل لا أحس بملوحة الماء فقال إن خاصية البصل إفساد الدماغ فإذا فسد الدماغ فسدت الحواس فالبصل إنما يقلل حسك لملوحة الماء لما أفسد من الدماغ قال ولهذا لا ترى في صقلية عالما ولا عاقلا بالحقيقة بفن من العلوم ولا ذا مرءة ودين بل الغالب عليهم الرقاعة والضعة وقلة العقل والدين وقال أبو الفتح نصر الله بن عبد الله بن قلاقس الإسكندري

وركب كأطراف الأسنة عرسوا على مثل أطراف السيوف الصوارم لأمر على الإسلام فيه تحيف يخيف عليه أنه غير سالم وقالوا بلرم عند إبرام أمرهم فنجمت أن قد صادفوا جود حاتم وقال قد سعى بي الوشاة نحو علاه فسعوا لي فلا عدمت الوشاتا حركوا لي الشباة منهم وظنوا أنهم حركوا علي الشباتا فدعا من بلرم حجي فلبي ت وكانت سرقوسة الميقاتا بلست بضمتين وسكون السين المهملة والتاء فوقها نقطتان من قرى الإسكندرية منها حسان ابن علوان البلستي روى عنه فارس بن عبد العزيز ابن أحمد البلستي حكاية رواها عنه السلفي
بلس بالتحريك جبل أحمر في بلاد محارب بن خصفة
بلش بالفتح وتشديد اللام والشين معجمة بلد بالأندلس ينسب إليه يوسف بن جبارة البلشي رجل من أهل الصلاح والعلم ذكره ابن الفرضي
بلشكر من قرى بغداد ثم من ناحية الدجيل قرب البردان قال إبراهيم بن المدبر طربت إلى قطربل وبلشكر وراجعت غيا لست عنه بمقصر وقال البحتري يمدح المدبر وقد ساءني أن لم يهج من صبابتي سنا البرق في جنح من الليل أخضر وأني بهجر للمرام وقد بدا لي الصبح من قطربل وبلشكر بلشند بسكون اللام وفتح الشين وسكون النون من نواح سرقسطة بالأندلس وفيها حصن يعرف ببني خطاب
بلشيج بكسر الشين وياء ساكنة وجيم من حصون لاردة بالأندلس
بلطش بفتح الطاء والشين معجمة بلد بالأندلس من نواحي سرقسطة له نهر يسقي عشرين ميلا
بلط بالتحريك اسم لمدينة بلد المذكورة آنفا فوق الموصل وإليها ينسب عثمان بن عيسى البلطي النحوي كان بمصر له تصانيف في الأدب ومات بمصر في صفر سنة 995 وهو مذكور في أخبار النحويين من جمعنا ذكر هشام عن أبيه قال التقم الحوت يونس بن متى عليه السلام في بحر الشام ثم أخرجه في بحر مصر ثم إلى بحر إفريقية ثم أدخله في بحر المجاز عند طنجة حتى سلك به في بحر الأصم ثم أخذ به مجرى الدبور حتى سلك به في البحر الذي يسقي البحار التي بالمشرق ثم خرج به في بحر البصرة حتى أدخله دجلة ثم لفظه بمكان من الحصنين على سبعة فراسخ فأبصره سرياني فقال افلط أي اخرج من بطن الحوت يقول افلت فسمي ذلك الموضع فلط ثم بلط ثم بلد قلت وهذا خبر عجاب بعيد من الصحة في العقل والله أعلم وقال أبو العباس أحمد بن عيسى التموزي وكان قد تزوج امرأة من أهل بلط عجبت من زلتي ومن غلطي لما رأيت الزواج في بلط

ومن حماة تزيد شرتها علي كريم حلف الكرام وطي سميت زهراء يا ظلام ويا تاركة الجار غير مغتبط في وجهها ألف عقدة غضبا علي حتى كأنني نبطي بلطة بالضم ثم السكون قيل هو موضع معروف بجبلي طيء وهو كان منزل عمرو بن درماء الذي نزل به امرؤ القيس بن حجر الكندية مستذما وقال نزلت على عمرو بن درماء بلطة فيا حسن ما جار ويا كرم ما محل وقال امرؤ القيس أيضا وكنت إذا ما خفت يوما ظلامة فإن لها شعبا ببلطة زيمرا فعلى هذا نرى أن بلطة موضع يضاف إلى موضع آخر يقال له زيمر وقال الأصمعي في تفسيره بلطة هضبة بعينها وقال أبو عمر بلطة أي فجأة قال أبو عبيد السكوني بلطة عين ونخل وواد من طلح لبني درماء في أجإ وقد ذكرها امرؤ القيس لما نزل بها على عمرو بن درماء فقال ألا إن في الشعبين شعب بمسطح وشعب لنا في بطن بلطة زيمرا وقال سلام بن عمرو بن درماء الطائي إذا ما غضبت أو تقلدت منصلي فلأيا لكم في بطن بلطة مشرب فإنكم والحق لو تدعونه كما انتحلت عرض السماوة أهيب كسنبسنا المدلين في جو بلطة ألا بئس ما أدلوا به وتقربوا وحدث أبو عبد الله نفطويه قال قدمت امرأة من الأعراب إلى مصر فمرضت فأتاها النساء يعللنها بالكعك والرمان وأنواع العلاجات فأنشأت تقول لأهل بلطة إذا حلوا أجارعها أشهى لعيني من أبواب سودان جاؤوا بكعك ورمان ليشفيني يا ويح نفسي من كعك ورمان بلعاس كورة من كور حمص
بلع بوزن زفر موضع في قول الراعي ماذا تذكر من هند إذا احتجبت بابني عوار وأدنى دارها بلع بلعم بالفتح ثم السكن وفتح العين المهملة وميم بلد في نواحي الروم كذا ذكروا في نسب أبي الفضل محمد بن عبيد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عيسى التميمي البلعمي وزير آل سامان بما وراء النهر وخراسان وكان من الأدباء البلغاء ذكرته في أخبار الوزراء
بلغار بالضم والغين معجمة مدينة الصقالبة ضاربة في الشمال شديدة البرد لا يكاد الثلج يقلع عن أرضها صيفا ولا شتاء وقل ما يرى أهلها أرضا ناشفة وبناؤهم بالخشب وحده وهو أن يركبوا عودا فوق عود ويسمرونها بأوتاد من خشب أيضا محكمة والفواكه والخيرات بأرضهم لا تنجب وبين إتل مدينة الخزر وبلغار على طريق المفاوز نحو شهر ويصعد إليها في نهر إتل نحو شهرين وفي الحدور نحو عشرين يوما ومن بلغار إلى أول حد الروم نحو عشر مراحل ومنها إلى كويابة مدينة الروس عشرون يوما ومن بلغار

إلى بشجرد خمس وعشرون مرحلة وان ملك بلغار وأهلها قد أسلموا في أيام المقتدر بالله وأرسلوا إلى بغداد رسولا يعرفون المقتدر ذلك ويسألونه إنفاذ من يعلمهم الصلوات والشرائع لكن لم أقف على السبب في إسلامهم
وقرأت رسالة عملها أحمد بن فضلان بن العباس بن راشد بن حماد مولى محمد بن سليمان رسول المقتدر بالله إلى ملك الصقالبة ذكر فيها ما شاهده منذ انفصل من بغداد إلى أن عاد إليها قال فيها لما وصل كتاب ألمس بن شلكي بلطوار ملك الصقالبة إلى أمير المؤمنين المقتدر بالله يسأله فيه أن يبعث إليه من يفقهه في الدين ويعرفه شرائع الإسلام ويبني له مسجدا وينصب له منبرا ليقيم عليه الدعوة في جميع بلده وأقطار مملكته ويسأله بناء حصن يتحصن فيه من الملوك المخالفين له فأجيب إلى ذلك وكان السفير له نذير الحزمي فبدأت أنا بقراءة الكتاب عليه وتسليم ما أهدي إليه والأشراف من الفقهاء والمعلمين وكان الرسول من جهة السلطان سوسن الرسي مولى نذير الحزمي قال فرحلنا من مدينة السلام لإحدى عشرة ليلة خلت من صفر سنة 903 ثم ذكر ما مر له في الطريق إلى خوارزم ثم منها إلى بلاد الصقالبة ما يطول شرحه ثم قال فلما كنا من ملك الصقالبة وهو الذي قصدنا له على مسيرة يوم وليلة وجه لاستقبالنا الملوك الأربعة الذين تحت يديه وإخوته وأولاده فاستقبلونا ومعهم الخبز واللحم والجاورس وساروا معنا فلما صرنا منه على فرسخين تلقانا هو بنفسه فلما رآنا نزل فخر ساجدا شكرا لله وكان في كمه دراهم فنثرها علينا ونصب لنا قبابا فنزلناها وكان وصولنا إليه يوم الأحد لاثنتين عشرة ليلة خلت من المحرم سنة 013 وكانت المسافة من الجرجانية وهي مدينة خوارزم سبعين يوما فأقمنا إلى يوم الأربعاء في القباب التي ضربت لنا حتى اجتمع ملوك أرضه وخواصه ليسمعوا قراءة الكتاب فلما كان يوم الخميس نشرنا المطردين الذين كانوا معنا وأسرجنا الدابة بالسرج الموجه إليه وألبسناه السواد وعممناه وأخرجت كتاب الخليفة فقرأته وهو قائم على قدميه ثم قرأت كتاب الوزير حامد بن العباس وهو قائم أيضا وكان بدينا فنثر أصحابه علينا الدراهم وأخرجنا الهدايا وعرضناها عليه ثم خلعنا على امرأته وكانت جالسة إلى جانبه وهذه سنتهم ودأبهم ثم وجه إلينا فحضرنا قبته وعنده الملوك عن يمينه وأمرنا أن نجلس عن يساره وأولاده جلوس بين يديه وهو وحده على سرير مغشى بالديباج الرومي فدعا بالمائدة فقدمت إليه وعليها لحم مشوي فابتدأ الملك وأخذ سكينا وقطع لقمة فأكلها وثانية وثالثة ثم قطع قطعة فدفعها إلى سوسن الرسول فلما تناولها جاءته مائدة صغيرة فجعلت بين يديه وكذلك رسمهم لا يمد أحد يده إلى أكل حتى يناوله الملك فإذا تناولها جاءته مائدة ثم قطع قطعة وناولها الملك الذي عن يمينه فجاءته مائدة ثم ناول الملك الثاني فجاءته مائدة وكذلك حتى قدم إلى كل واحد من الذين بين يديه مائدة وأكل كل واحد منا من مائدة لا يشاركه فيها أحد ولا يتناول من مائدة غيره شيئا فإذا فرغ من الأكل حمل كل واحد منا ما بقي على مائدته إلى منزله فلما فرغنا دعا بشراب العسل وهم يسمونه السجو فشرب وشربنا
وقد كان يخطب له قبل قدومنا اللهم أصلح الملك بلطوار ملك بلغار فقلت له إن الله هو الملك ولا يجوز أن يخطب بهذا لأحد سيما على المنابر وهذا مولاك أمير المؤمنين قد وصى لنفسه أن يقال على منابره في الشرق والغرب اللهم أصلح عبدك وخليفتك جعفرا الإمام

المقتدر بالله أمير المؤمنين فقال كيف يجوز أن يقال فقلت يذكر اسمك واسم أبيك فقال إن أبي كان كافرا وأنا أيضا ما أحب أن يذكر اسمي إذا كان الذي سماني به كافرا ولكن ما اسم مولاي أمير المؤمنين فقلت جعفر قال فيجوز أن أتسمى باسمه قلت نعم فقال قد جعلت اسمي جعفرا واسم أبي عبد الله وتقدم إلى الخطيب بذلك ة فكان يخطب اللهم أصلح عبدك جعفر بن عبد الله أمير بلغار مولى أمير المؤمنين قال ورأيت في بلده من العجائب ما لا أحصيها كثرة من ذلك أن أول ليلة بتناها في بلده رأيت قبل مغيب الشمس بساعة أفق السماء وقد احمر احمرارا شديدا وسمعت في الجو أصواتا عالية وهمهمة فرفعت رأسي فإذا غيم أحمر مثل النار قريب مني فإذا تلك الهمهمة والأصوات منه وإذا فيه أمثال الناس والدواب وإذا في أيدي الأشباح التي فيه قسي ورماح وسيوف وأتبينها وأتخيلها وإذا قطعة أخرى مثلها أرى فيها رجالا وسلاحا ودواب فأقبلت هذه القطعة على هذه كما تحمل الكتيبة على الكتيبة ففزعنا من هذه وأقبلنا على التضرع والدعاء وأهل البلد يضحكون منا ويتعجبون من فعلنا قال وكنا ننظر إلى القطعة تحمل على القطعة فتختلطان جميعا ساعة ثم تفترقان فما زال الأمر كذلك إلى قطعة من الليل ثم غابتا فسألنا الملك عن ذلك فزعم أن أجداده كانوا يقولون هؤلاء من مؤمني الجن وكفارهم يقتتلون كل عشية وأنهم ما عدموا هذا منذ كانوا في كل ليلة
قال ودخلت أنا وخياط كان للملك من أهل بغداد قبتي لنتحدث فتحدثنا بمقدار ما يقر الإنسان نصف ساعة ونحن ننتظر أذان العشاء فإذا بالأذان فخرجنا من القبة وقد طلع الفجر فقلت للمؤذن أي شيء أذنت قال الفجر قلت فعشاء الأخيرة قال نصليها مع المغرب قلت فالليل قال كما ترى وقد كان أقصر من هذا وقد أخذ الآن في الطول وذكر أنه منذ شهر ما نام الليل خوفا من أن تفوته صلاة الصبح وذلك أن الإنسان يجعل القدر على النار وقت المغرب ثم يصلي الغداة وما آن لها أن تنضج قال ورأيت النهار عندهم طويلا جدا وإذا أنه يطول عندهم مدة من السنة ويقصر الليل ثم يطول الليل ويقصر النهار فلما كانت الليلة الثانية جلست فلم أر فيها من الكواكب إلا عددا يسيرا ظننت أنها فوق الخمسة عشر كوكبا متفرقة وإذا الشفق الأحمر الذي قبل المغرب لا يغيب بتة وإذا الليل قليل الظلمة يعرف الرجل الرجل فيه من أكثر من غلوة سهم قال والقمر إنما يطلع في أرجاء السماء ساعة ثم يطلع الفجر فيغيب القمر قال وحدثني الملك أن وراء بلده بمسيرة ثلاثة أشهر قوما يقال لهم ويسو الليل عندهم أقل من ساعة قال ورأيت البلد عند طلوع الشمس يحمر كل شيء ينظر الإنسان فيه من الأرض والجبال وكل شيء ينظر الإنسان إليه حين تطلع الشمس كأنها غمامة كبرى فلا تزال احمرة كذلك حتى تتكبد السماء
وعرفني أهل البلد أنه إذا كان الشتاء عاد الليل في طول النهار وعاد النهار في قصر الليل حتى إن الرجل منا ليخرج إلى نهر يقال له إتل بيننا وبينه أقل من مسافة فرسخ وقت الفجر فلا يبلغه إلى العتمة إلى وقت طلوع الكواكب كلها حتى تطبق السماء ورأيتهم يتبركون بعواء الكلب جدا ويقولون تأتي عليهم سنة خصب وبركة وسلامة
ورأيت الحيات عندهم كثيرة حتى إن الغصن من الشجر ليلتف عليه عشر منها وأكثر ولا يقتلونها ولا

تؤذيهم ولهم تفاح أخضر شديد الحموضة جدا تأكله الجواري فيسمن وليس في بلدهم أكثر من شجر البندق ورأيت منه غياضا تكون أربعين فرسخا في مثلها قال ورأيت لهم شجرا لا أدري ما هو مفرط الطول وساقه أجرد من الورق ورؤسه كرؤس النخل له خوص دقاق إلا أنه مجتمع يعمدون إلى موضع من ساق هذه الشجرة يعرفونه فيثقبونه ويجعلون تحته إناء يجري إليه من ذلك الثقب ماء أطيب من العسل وإن أكثر الإنسان من شربه أسكره كما تسكر الخمر وأكثر أكلهم الجاورس ولحم الخيل على أن الحنطة والشعير كثير في بلادهم وكل من زرع شيئا أخذه لنفسه ليس للملك فيه حق غير أنهم يؤدون إليه من كل بيت جلد ثور وإذا أمر سرية على بعض البلدان بالغارة كان له معهم حصة
وليس عندهم شيء من الأدهان غير دهن السمك فأنهم يقيمونه مقام الزيت والشيرج فهم كانوا لذلك زفرين وكلهم يلبسون القلانس وإذا ركب الملك ركب وحده بغير غلام ولا أحد معه فإذا اجتاز في السوق لم يبق أحد إلا قام وأخذ قلنسوته عن رأسه وجعلها تحت إبطه فإذا جاوزهم ردوا قلانسهم فوق رؤوسهم وكذلك كل من يدخل على الملك من صغير وكبير حتى أولاده وأخوته ساعة يقع نظرهم عليه يأخذون قلانسهم فيجعلونها تحت آباطهم ثم يومئون إليه برؤوسهم ويجلسون ثم يقومون حتى يأمرهم بالجلوس
وكل من جلس بين يديه فإنما يجلس باركا ولا يخرج قلنسوته ولا يظهرها حتى يخرج من بين يديه فيلبسها عند ذلك
والصواعق في بلادهم كثيرة جدا وإذا وقعت الصاعقة في دار أحدهم لم يقربوه ويتركونه حتى يتلفه الزمان ويقولون هذا موضع مغضوب عليه وإذا رأوا رجلا له حركة ومعرفة بالأشياء قالوا هذا حقه أن يخدم ربنا فأخذوه وجعلوا في عنقه حبلا وعلقوه في شجرة حتى يتقطع
وإذا كانوا يسيرون في طريق وأراد أحدهم البول فبال وعليه سلاحه انتهبوه وأخذوا سلاحه وجميع ما معه ومن حط عنه سلاحه وجعله ناحية لم يتعرضوا له وهذه سنتهم وينزل الرجال والنساء النهر فيغتسلون جميعا عراة لا يستتر بعضهم من بعض ولا يزنون بوجه ولا سبب ومن زنى منهم كائنا من كان ضربوا له أربع سكك وشدوا يديه ورجليه إليها وقطعوا بالفأس من رقبته إلى فخذه وكذلك يفعلون بالمرأة ثم يعلق كل قطعة منه ومنها على شجرة قال ولقد اجتهدت أن تستتر النساء من الرجال في السباحة فما استوى لي ذلك ويقتلون السارق كما يقتلون الزاني ولهم أخبار اقتصرنا منها على هذا
بلغي بفتح أوله وثانيه وغين معجمه وياء مشددة كذا ضبطه أبو بكر بن موسى وهو بلد بالأندلس من أعمال لا ردة ذات حصون عدة ينسب إليها جماعة منهم أبو محمد عبد الحميد البلغي الأموي قال أبو طاهر الحافظ سمعت أبا العباس أحمد بن البني الأبدي بجزيرة ميورقة يقول قدمت حمص الأندلس فاجتمعت مع شعرائهم في مجلس فأرادوا امتحاني والقصة مذكورة في بنة قال وقدم البلغي الاسكندرية فسألته عن مولده فقال ولدت سنة 784 في مدينة بلغي شرقي الأندلس ثم انتقلت إلى العدوة بعد استيلاء العدو على البلاد فصرت خطيب تلمسان وقرأت القرآن وسمعت الحديث وأعرف بابن بربطير البلغي ومحمد بن عيسى بن محمد بن بقاء أبو عبد الله الأنصاري الأندلسي البلغي المقري أحد حفاظ القرآن المجودين قدم دمشق وقرأ بها السبعة على شيخه أبي داود سليمان بن أبي

القاسم نجاح الأموي البلنسي قرأ عليه جماعة وكان شيخا قليل التكلف وكان مولده سنة 454 ومات بدمشق سنة 215
البلقاء كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى قصبتها عمان وفيها قرى كثيرة ومزارع واسعة وبجودة حنطتها يضرب المثل ذكر هشام ابن محمد عن الشرقي بن القطامي أنها سميت البلقاء لأن بالق من بني عمان بن لوط عليه السلام عمرها ومن البلقاء قرية الجبارين التي أراد الله تعالى بقوله إن فيها قوما جبارين وقال قوم وبالبلقاء مدينة الشراة شراة الشام أرض معروفة وبها الكهف والرقيم فيما زعم بعضهم وذكر بعض أهل السير أنها سميت ببلقاء بن سويدة من بني عسل بن لوط وأما اشتقاقها فهي من البلق وهي سواد وبياض مختلطان ولذلك قيل أبلق وبلقاء والبلق أيضا الفسطاط وقد نسب إليها قوم من الرواة منهم حفص بن عمر بن حفص بن أبي السائب كان على قضاء البلقاء سمع عامر بن يحيى سمع منه الهيثم بن خارجة ويحيى ابن عبد الله بن أسامة القرشي البلقاوي روى عنه زيد بن أسلم روى عنه أبو طاهر موسى بن محمد الأنصاري المقدسي وموسى بن محمد بن عطاء بن أيوب ويقال ابن محمد بن طاهر ويقال ابن محمد بن زيد أبو طاهر الأنصاري ويقال القرشي البلقاوي ويعرف بالمقدسي يروي عن حجر بن الحارث الغساني الرملي والوليد بن محمد الموقري وخالد بن يزيد بن صالح ابن صبيح والهيثم بن حميد وأبي المليح الحسن بن عمر الرقي ومالك بن أنس الفقيه وبقية بن الوليد وجماعة كثيرة روى عنه عياش بن الوليد بن صبيح الخلال وموسى بن سهل الرملي ومحمد بن كثير المصيصي وهو أقدم من روى عنه وغيرهم وقال عبد العزيز الكناني موسى البلقاوي ليس بثقة
بلقاء وبليق ماءان لبني أبي بكر وبني قريظ بلقطر بفتح أوله وثانيه وسكون القاف وضم الطاء مدينة بمصر في كورة البحيرة قرب الإسكندرية
بلق بالفتح ثم السكون وقاف ناحية بغزنة من أرض زابلستان
بلقينة بالضم وكسر القاف وياء ساكنة ونون قرية من حوف مصر من كورة بنا يقال لها البوب أيضا
بلكرمانية تقدم ذكرها في بلاكث وكلاهما بالثناء المثلثة فأغنى
بلكرمانية إقليم من كورة قبرة بالأندلس
بلكيان من قرى مرو على فرسخ منها أحمد ابن عتاب البلكياني روى المناكير عن نوح بن أبي مريم روى عنه يعلى بن حمزة
البلمون بالتحريك من قرى مصر من نواحي الحوف الشرقي
بلنياس بضمتين وسكون النون وياء وألف وسين مهملة كورة ومدينة صغيرة وحصن بسواحل حمص على البحر ولعلها سميت باسم الحكيم بلنياس صاحب الطلسمات
بلنجر بفتحتين وسكون النون وجيم مفتوحة وراء مدينة ببلاد الخزر خلف باب الأبواب قالوا فتحها عبد الرحمن بن ربيعة وقال البلاذري سلمان بن ربيعة الباهلي وتجاوزها ولقيه خاقان في جيشه خلف بلنجر فاستشهد هو وأصحابه وكانوا أربعة آلاف وكان في أول الأمر قد خافهم الترك

وقالوا إن هؤلاء ملائكة لا يعمل فيهم السلاح فاتفق أن تركيا اختفى في غيضة ورشق مسلما بسهم فقتله فنادى في قومه إن هؤلاء يموتون كما تموتون فلم تخافونهم فاجترأوا عليهم وأوقعوهم حتى استشهد عبد الرحمن بن ربيعة وأخذه الراية أخوه ولم يزل يقاتل حتى أمكنه دفن أخيه بنواحي بلنجر ورجع ببقية المسلمين على طريق جيلان فقال عبد الرحمن بن جمانة الباهلي وإن لنا قبرين قبر بلنجر وقبرا بصين استان يا لك من قبر فهذا الذين بالصين عمت فتوحه وهذا الذي يسقى به سبل القطر يريد أن الترك لما قتلوا عبد الرحمن بن ربيعة وقيل سلمان بن ربيعة وأصحابه كانوا ينظرون في كل ليلة نورا على مصارعهم فأخذوا سلمان بن ربيعة وجعلوه في تابوت فهم يستسقون به إذا قحطوا
وأما الذي بالصين فهو قتيبة بن مسلم الباهلي وقال البحتري يمدح إسحاق بن كنداجيق شرف تزيد بالعراق إلى الذي عهدوه في خمليخ أو ببلنجرا بلنز بالزاي ناحية من سرنديب في بحر الهند يجلب منها رماح خفيفة يرغب أهل تلك البلاد فيها ويغالون في أثمانها والفساد مع ذلك يسرع إليها قاله نصر
بلنسية السين مهملة مكسورة وياء خفيفة كورة ومدينة مشهورة بالأندلس متصلة بحوزة كورة تدمير وهي شرقي تدمير وشرقي قرطبة وهي برية بحرية ذات أشجار وأنهار وتعرف بمدينة التراب وتتصل بها مدن تعد في جملتها والغالب على شجرها القراسيا ولا يخلو منه سهل ولا جبل وينبت بكورها الزعفران وبينها وبين تدمير أربعة أيام ومنها إلى طرطوشة أيضا أربعة أيام وكان الروم قد ملكوها سنة 784 واستردها الملثمون الذين كانوا ملوكا بالغرب قبل عبد المؤمن سنة 59 وأهلها خير أهل الأندلس يسمون عرب الأندلس بينها بين البحر فرسخ وقال الأديب أبو زيدة عبد الرحمن بن مقانا الأشبوني الأندلسي إن كان واديك نيلا لا يجاز به فما لنا قد حرمنا النيل والنيلا إن كان ذنبي خروجي من بلنسية فما كفرت ولا بدلت تبديلا دع المقادير تجري في أعنتها ليقضي الله أمرا كان مفعولا وقال أبو عبد الله محمد الرصافي خليلي ما للبلد قد عبقت نشرا وما لرؤوس الركب قد رجحت سكرا هل المسك مفتوقا بمدرجة الصبا أم القوم أجروا من بلنسية ذكرا بلادي التي راشت قويدمتي بها فريخا وآوتني قرارتها وكرا أعيذكم أنى ننيب لبيتكم وكل يد منا على كبد حرى نؤمل لقياكم وكيف مطارنا بأجنحة لا نستطيع لها نشرا فلو آب ريعان الصبا ولقاؤكم إذا قضت الأيام حاجتنا الكبرى

فإن لم يكن إلا النوى ومشيبنا فمن أي شيء بعد نستعتب الدهرا وأنشدني بعض أهل بلنسية لأبي الحسن بن حريق المرسي بلنسية نهاية كل حسن حديث صح في شرق وغرب فإن قالوا محل غلاء سعر ومسقط دمنتي طعن وضرب فقل هي جنة خفت رباها بمكروهين من جوع وحرب وأنشد لابن حريق بلنسية بيني عن القلب سلوة فإنك زهر لا أحن لزهرك وكيف يحب المرء دارا تقسمت على ضاربي جوع وفتنة مشرك وأنشدني لأبي العباس أحمد بنت الزقاق يذكر أن البساتين محفوفة بها كأن بلنسية كاعب وملبسها السندس الأخضر إذا جئتها سترت وجهها بأكمامها فهي لا تظهر وأنشدني لابن الزقاق بلنسية جنة عاليه ظلال القطوف بها دانيه عيون الرحيق مع السلسبي ل وعين الحياة بها جاريه وأنشدني غيره لخلف بن فرج اللبيري يعرف بابن السمسير بلنسية بلدة جنة وفيها عيوب متى تختبر فخارجها زهر كله وداخلها برك من قذر وذلك لأن كنفهم ظاهرة على وجه الأرض لا يحفرون له تحت التراب وهو عندهم عزيز لأجل البساتين وينسب إليها جماعة وافرة من أهل العلم بكل فن منهم سعد الخير بن محمد بن سهل بن سعد أبو الحسن الأنصاري البلنسي فقيه صالح ومحدث مكثر سافر الكثير وركب البحر حتى وصل إلى الصين وانتسب لذلك صينيا وعاد إلى بغداد وأقام بها وسمع فيها أبا الخطاب بن البطر وطراد بن محمد الزينبي وغيرهما ومات ببغداد في محرم سنة 145
بلنوبة بتشديد اللام وفتحه وضم النون وسكون الواو وباء موحدة بليدة بجزيرة صقلية ينسب إليها أبو الحسن علي بن عبد الرحمن وأخوه عبد العزيز الصقلي البلنوبي القائل بحق المحبة لا تجفني فإني إليك مشوق مشوق ولا تنس حق الوداد القديم فذلك عهد وثيق وثيق وكن ما حييت شفيقا علي فإني عليك شفيق شفيق ولا تتهمني فيما أقول فوالله إني صدوق صدوق بلوص بضم اللام وسكون الواو وصاد مهملة جيل كالأكراد ولهم بلاد واسعة بين فارس وكرمان

تعرف بهم في سفح جبال القفص وهم أولو بأس وقوة وعدد وكثرة ولا تخاف القفص وهم جيل آخر ذكروا في موضعهم مع شدة بأسهم من أحد إلا من البلوص وهم أصحاب نعم وبيوت شعر إلا أنهم مأمونو الجانب لا يقطعون الطرق ولا يقتلون الأنفس كما تفعل القفص ولا يصل إلى أحد منهم أذى
البلوط بلفظ البلوط من النبات فحص البلوط ناحية بالأندلس تتصل بجوف أوريط بين المغرب والقبلة من أرويط وجوف من قرطبة يسكنه البربر وسهله منتظم بجبال منها جبل البرانس وفيه معادن الزيبق ومنها يحمل إلى جميع البلاد فيها الزنجفر الذي لا نظير له وأكثر أرضهم شجر البلوط ينسب إليها المنذر بن سعيد البلوطي القاضي بالأندلس وكان أحد أعيان الأماثل ببلاده زهدا وعلما وأدبا ولسانا ومكانة من السلطان
و قلعة البلوط بصقلية حولها أنهار وأشجار وأثمار وأراض كريمة تنبت كل شيء
بلوقة بسكون الواو وقاف قيل أرض يسكنها الجن قال أبو الفتح بلوقة ناحية فوق كاظمة قريبة من البحر وقال الحفصي بلوقة السرى وبلوقة الزنج من نواحي اليمامة
بلومية بتخفيف اللام وكسر الميم وياء خفيفة من قري برخوار من نواحي أصبهان منها أبو سعيد عصام ابن يوسف بن عجلان البلومي ويقال له البرخواري أيضا مولى مرة الطيب الهمداني وعجلان جده من سي بولومية سباه الديلم ولما وقع أبو موسى على الديلم وسباهم سبى عجلان معهم فوقع في سهم مرة الهمداني فأسلم وأقام بالكوفة ثم رجع إلى بلده روى عن عصام الثوري وشعبة ومالك غيرهم روى عنه ابناه محمد وروح عن أبي سعد
بلو بالكسر ثم السكون من مياه العرمة باليمامة
بلهيب بالفتح ثم السكون وكسر الهاء وياء ساكنة وباء موحدة من قرى مصر كان عمرو بن العاص حيث قدم مصر لفتحها صالح أهل بلهيب على الخراج والجزيرة وتوجه إلى الإسكندرية كان أهل مصر أعوانا له على أهل الإسكندرية إلا أهل بلهيب وخيس وسلطيس وقرطسا وسخا فإنهم أعانوا الروم على المسلمين فلما فتح عمرو الإسكندرية سبى أهل هذه القرى وحملهم إلى المدينة وغيرها فردهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى قراهم وصيرهم وجميع القفط على ذمة وينسب إليها أبو المهاجر عبد الرحمن البلهيبي من تابعي أهل مصر سمع معاوية ابن أبي سفيان وجماعة من الصحابة وفي كتاب موالي أهل مصر قال ومنهم إبو المهاجر البلهيبي واسمه عبد الرحمن وكان من سبي بلهيب حين انتقضت في أيام عمر فأعتقه بنو الأعجم بن سعد بن تجيب وكان من مائتين من العطاء وكان معاوية قد عرفه على موالي تجيب وهو الذي خرج إلى معاوية بشيرا بفتح خربتا ذكر ذلك قديد عن عبد الله بن سعيد عن أبيه قال وبنى له معاوية دارا في بني الأعجم في الزقاق المعروف سيد موالي تجيب ووهب له معاوية سيفا لم يزل عندهم ولما ولي عبيد الله بن الحبحاب مصر قال لأبي المهاجر البلهيبي لأستعملنك ثم لأولينك على قريتك الخبيثة بلهيب فقال البلهيبي إذا أصل رحما وأقضي ذماما
البلياء بعد اللام الساكنة ياء وألف ممدودة من أودية القبلية عن الزمخشري عن علي العلوي

بليان بالضم وتشديد اللام وفتحها وياء مخففة موضع في شعر زهير ورواه أبو محمد الغندجاني بليان بكسر أوله وثانيه في قصة أبي سواج الضبي قالوا لصرد بن حمزة من أين أقبلت قال من ذي بليان وأريد ذا بليان وفي نعلي من إست بعض القوم شراكان
البليح بالفتح ثم الكسر وياء والحاء مهملة قال الأصمعي هو جبل أحمر في رأس حزم أبيض لبني أبي بكر بن كلاب قرب الستار
البليخ الخاء معجمة اسم نهر بالرقة يجتمع فيه الماء من عيون وأعظم تلك العيون عين يقال لها الذهبانية في أرض حران فيجري نحو خمسة أميال ثم يسير إلى موضع قد بنى عليه مسلمة بن عبد الملك حصنا يكون أسفله قدر جريب وارتفاعه في الهواء أكثر من خمسين ذراعا وأجرى ماء تلك العيون تحته فإذا خرج من تحت الحصن يسمى بليخا ويتشعب من ذلك الموضع أنهار تسقي بساتين وقرى ثم تصب في الفرات تحت الرقة بميل قال ابن دريد لا أحسب البليخ عربيا ولكن يقال بلخ إذا تكبر قال أبو نواس على شاطي البليخ وساكنيه سلام مسلم لقي الحماما وقال عبيد الله بن قيس الرقيات حلق من بني كنانة حولي بفلسطين يسرعون الركوبا ذاك خير من البليخ ومن صو ت ذئاب علي يدعون ذيبا وقد جمعها الأخطل وسماها بلخا قال أقفرت البلخ من عيلان فالرحب فالمحلبيات فالخابور فالشعب بليد تصغير بلد ناحية قرب المدينة بواد يدفع في ينبع وهي قرية لآل علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كثير وقد حال من حزم الحماتين دونهم وأعرض من وادي بليد شجون وقال أيضا نزول بأعلى ذي البليد كأنها صريمة نخل مغطئل شكيرها و بليد أيضا لآل سعيد بن عنبسة بن سعيد بن العاص
بليرة بكسر اللام وراء مهملة حصن بالأندلس من أعمال شنتبرية
بليق بالتصغير وبلقاء لبني أبي بكر وبني قريط
بليل آخره لام أخرى اسم لشريعة صفين في الشعر عن الحازمي
بلينا بسكون اللام وياء مفتوحة ونون والقصر مدينة على شاطىء النيل من غربيه بصعيد مصر يقال إن بها طلسما لا يمر بها تمساح إلا وينقلب على ظهره
بليونش بكسر أوله وتسكين ثانيه وياء مضمومة وشين معجمة مدينة من نواحي سبتة بالمغرب
بلية بالضم ثم الفتح وياء مشددة هضبة باليمامة في قول جرير يرثي امرأته وكان دفنها أسفل هذه الهضبة

لولا الحياء لعادني استعبار ولزرت قبرك والحبيب يزار نعم القرين وكنت علق مضنة وارى بنعف بلية الأحجار وقال محمد بن إدريس بلية واحد وأنشد وأرى بنعف بلية الأحجار
البليين بالضم ثم الفتح كانه تثنية بلي المذكور بعده تثني الشعراء هذا وأمثاله كثيرا إما يعتقدون ضمه إلى موضع آخر ثم يثنونه كما قالوا القمران والعمران وإما لإقامة وزن الشعر قال إبراهيم بن هرمة أهاجك ربع بالبلين داثر أضر به ساف ملث وماطر بلي بفتح أوله وكسر ثانيه وتشديد الياء ناحية بالأندلس من فحص البلوط وقال الحازمي في حديث خالد بن الوليد ذو بلى بكسر الباء وليس باسم موضع بعينه وإنما يقال لكل من بعد حتى لا يعرف موضعه هو بذي بلى بتشديد اللام وقصر الألف وإنما ذكرناه لرفع الالتباس
بلي بالضم ثم الفتح وياء مشددة في كتاب نصر البلي تل قصير أسفل حاذة بينها وبين ذات عرق وربما ثني في الشعر وقال الحفصي من مياه عرمة بلو وبلي قال الخطيم العكلي أحد اللصوص ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بأعلى بلي ذي السلام وذي السدر وهل أهبطن روض القطا غير خائف وهل أصحن الدهر وسط بني صخر وهل أسمعن يوما بكاء حمامة تنادي حماما في ذرى قصب خضر وهل أرين يوما جيادي أقودها بذات الشقوق أو بأنقائها العفر وهل يقطعن الخرق بي عيدهية نجاة من العيدي تمرح للزجر وقال عمر بن أبي ربيعة سائلا الربع بالبلي وقولا هجت شوقا لنا الغداة طويلا باب الباء والميم وما يليهما بمارش بضم أوله وكسر الراء والشين معجمة حصن منيع من أعمال رية بالأندلس على ثمانية عشر ميلا من مالقة
بمجكث بفتح الباء وكسر الميم وسكون الجيم وفتح الكاف وثاء مثلثة من قرى بخارى قال الإصطخري وأما بخارى فاسمها بومجكث وقال في موضع آخر أما بومجكث فإنها على يسار الذاهب إلى الطواويس على أربعة فراسخ من بخارى بينها وبين الطريق نصف فرسخ فزاد الواو بعد الباء واختلف كلامه فيها ونقلناه نقلا وما أظنها إلا المترجم بها والله أعلم منها أبو الحسن علي بن الحسن بن شعيب البمجكثي الأديب سمع أبا العباس الأصم روى الحديث ومات ليلة الفطر سنة 836
بملان بالفتح ثم السكون من قرى مرو على فرسخ منها أبو حامد أحمد بن محمد بن حيوية الأنماطي أكثر عن أبي زخرعة الرازي وكان ثقة والنعمان بن إسماعيل بن أبي حرب أبو حنيفة البملاني

المروزي فقيه صالح تفقه على أبي منصور محمد بن عبد الجبار وسمع منه الحديث ومن أبي مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي الرازي أجاز لأبي سعد قال وكانت ولادته في حدود سنة 034 ومات سنة 015
بم بالفتح وتشديد الميم مدينة جليلة نبيلة من أعيان مدن كرمان ولأهلها حذق وأكثرهم حاكة وثيابها مشهورة في جميع البلدان وشربهم من القني المستنبطة تحت الأرض وفي مائهم بعض الملوحة وفيها نهر جار ولها بساتين وأسواق حافلة وبينها وبين جيرفت مرحلة قال الطرماح ألا أيها الليل الذي طال أصبح ببم وما الأصباح فيك باروح بلى إن للعينين في الصبح راحة لطرحهما طرفيهما كل مطرح وممن ينسب إليها إسماعيل بن إبراهيم البعمي وزير سنكري صاحب فارس وغيره
باب الباء والنون وما يليهما
بنا مخفف النون مقصور بلدة قديمة بمصر وتضاف إليها كورة من فتوح عمير بن وهب قال الحسن الهلبي من الفسطاط إلى بنها ثمانية عشر ميلا وإلى صنهشت بن زيد ثمانية أميال وإلى مدينة بنا وهي مدينة قديمة جاهلية لها ارتفاع جليل ومنها إلى سمنود ميلان وقد ذكرنا أن بمصر أيضا تتاوننا وبيافاعرفه
و بنا أيضا قرية من قرى اليمن وإليها يضاف وادي بنا
بنا بكسر أوله وتشديد ثانيه والقصر قرية على شاطىء دجلة من نواحي بغداد بينهما نحو فرسخين وهي تحت كلواذى رأيتها
وفي بغداد أيضا أخرى يقال لها بنا لا أعرفها وإحداهما أراد أبو نواس حيث قال ما أبعد النسك من قلب تقسمه قطربل فقرى بنا فكلواذى وقال أيضا سقيا لبنا ولا سقيا لعانات سقيا لقطربل ذات اللذاذات فإن فيها نبات الكلام ما تركت منها الليال سوى باقي الحشاشات كأنها دمعة في عين غانية مرهاء رقرقها مر المصيبات بنات كأنه جمع بنت ماء لبني دهمان وهي أطراف نجد
بنات قين بفتح القاف وسكون الياء ونون اسم موضع بالشام في بادية كلب بن وبرة بالسماوة وهي عيون عدة وسميت بذلك لأن القين بن جسر بن شيع الله بن أسد من وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة كان ينزل بها ويقول هذه العيون بناتي وقيل سميت بقين ينزل عليها وكان إذا انكسرت ممن يستقي عليها آلة دفعها إليه ليصلحها فيقول هذه العيون بناتي لأنهن يكسرن آلاف فيجلبن لي الرزق
والأول هو الصحيح والله أعلم قال الراعي فسيري واشربي ببنات قين وما لك بالسماوة من معاد وكانت بنو فزارة أوقعت ببني كلب على هذا 0 الماء في

أيام عبد الملك بن مروان وقعة مشهورة فأصابت فيهم على غرة وذلك بعد وقعة أوقعتها بهم كلب يوم العاه كان حميد بن حريث بن بجدل الكلبي اختلق سجلا على لسان عبد الملك بن مروان على صدقات بني فزارة فقدم عليه بالعاه فقتلهم فاجتمع بنو فزارة فاغتروا كلبا على بنات قين فأكثروا القتل فيهم كذا ذكر ابن حبيب قال القتال سقى الله حيا من فزارة دارهم بسبى كراما حيث أمسوا وأصبحوا هم أدركوا في عبد ود دماءهم غداة بنات القين والخيل جنح كأن الرجال الطالبين تراتهم أسود على ألبادها فهي تمتح وقال عويف القوافي صبحناهم غداة بنات قين ململمة لها لجب طحونا بنار بكسر أوله وآخره راء من قرى بغداد مما يلي طريق خراسان من ناحية براز الروذ ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن بدر البناري حدث عن سعد الخير الأنصاري وسمع من أبي الوقت السجزي وأبي المعمر الأنصاري حدث عنه محمد بن أبي المكارم البعقوبي وكان سماعه في سنة 560
بنارق بالفتح وكسر الراء وقاف قرية بين بغداد والنعمانية مقابل دير قنى من أعمال نهر ماري على دجلة وهي الآن خراب وكان السبب في خرابها مداومة العساكر السلجوقية ومرورهم عليها ونزولهم فيها حدثني صديقنا أبو بكر عتيق بن أبي بكر مظفر بن علي البنارقي المقري النحوي قال حدثني جدي لأمي أبو الحسن دنينة وزوجته مباركة البنارقيان وجماعة كثيرة من أهل قريتنا بنارق أنه لما استمر تطرق العساكر لقريتنا أجمعنا على الرحيل عنها وأخلائها ونهيأ لذلك ألى الليل وكان قد بلغنا قرب العساكر منا فلما كان الليل عبرنا دجلة لنجيء إلى دير قنى لأنه ذو سور منيع إلى أن تتجاوزنا العساكر ثم نمضي إلى حيث نريد من البلاد وقد استصحبنا ما خف من أمتعتنا على أكتافنا ودوابنا فتأملنا فإذا نيران عظيمة ومشاعل جمة ملء البرية فظنناها مشاعل العساكر فندمنا وقلنا ما صنعنا شيئا لو أقمنا بقريتنا كان أرفق لنا لأنه كان يمكننا أن نخفي ما معنا هناك فالآن قد جئناهم بأموالنا وسلمناها إليهم بأيدينا فبينما نحن نتشاور فإذ تلك النيران قد دهمتنا وغشيتنا فإذا هي سائرة بنفسها لا نرى لها حاملا وسمعنا من خلالها أصواتا كالنياحة بأشجى صوت يقول فلا بثقهم ينسد ولا نهرهم يجري وخلوا منازلهم وساروا مع الفجر وهم ملحون في موضعين فعلمنا أنهم الجن قال وكان الأمر كما ذكرنا فإن النهروان وأنهارا كثيرة فسدت ولم تتفرغ الملوك لإصلاحها فخربت البلاد إلى الآن قال وبتنا بدير قنى ثم تفرقنا في البلاد فمنا من قصد بغداد ومنا من قصد واسط ومنا من استوطن غيرهما وكان ذلك في حدود سنة 545
بناكت بالفتح وكسر الكاف وآخره تاء فوقها نقطتان مدينة بما وراء النهر في الإقليم الرابع طولها أربع وتسعون درجة وربع وعرضها ثمان وثلاثون درجة وسدس وهي مدينة كبيرة خرج منها طائفة من أهل العلم منهم أبو علي عبد الله بن عبد الرحمن البناكتي السمرقندي سمع أبا محمد عبد

الله بن عبد الوهاب بن عبد الواحد الفارسي روى عنه أبو عصمة نوح بن نصر بن محمد بن أحمد بن عمرو ابن الفضل بن العباس بن الحارث الإخسيكثي
بنان بالفتح مخفف وآخره نون موضع في ديار بني أسد بنجد لبني جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين قاله نصر وقال غيره البنانة ماء لبني جذيمة بطرف بنان الذي قال فيه الشاعر فقلت لصاحبي وقل نومي أما يعنيكما ما قد عناني أضاء البرق لي والليل داج بنانا والضواحي من بنان بنان بالضم قرية بمرو الشاهجان ينسب إليها جماعة مذكورون في تاريخها منهم أبو عبد الرحمن علي بن إبراهيم البناني المروزي صاحب عبد الله بن المبارك سمع
خالد بن صبيح وخالد بن مصعب وقال الحاكم أبو عبد الله أخبرنا العباس السياري بمرو حدثنا عيسى بن محمد بن عيسى المروزي حدثنا العباس بن مصعب قال علي بن إبراهيم من ناحية بنان ولقبه أبو طينوس سمع من ابن المبارك عامة كتبه وكان ثقة روى عنه أهل مرو القليل وأكثر ما رأيت يروى عنه بخوارزم وقد روى عنه أحمد بن حنبل وورد بنيسابور وسمع من مشايخنا علي بن الحسن الهلالي ومحمد بن عبد الوهاب العبدي آخر كلام الحاكم وذكره أبو سعد السمعاني المروزي فقال وأما علي بن إبراهيم البناني صاحب عبد الله بن المبارك فقال أبو الفضل بن طاهر المقدسي هو منسوب إلى ناحية بنان من نواحي مرو وقال أبو سعد ولا أعرف هذه الناحية
وذكر الأمير أبو نصر فقال علي بن إبراهيم البتاني الباء موحدة مضمومة بعدها تاء فوقها نقطتان وذكر معه رجلين وقال هي من قرى طريثيث كما ذكرناه في موضعه
بنانة بالهاء سكة بنانة من محال البصرة القديمة اختطها بنو بنانة وهي أم ولد سعد بن لؤي ابن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة وقال الزبير بنانة كانت أمة لسعد بن لؤي حضنت بنيه عمارا وعامرا ومجذوما بعدة أمهم فغلبت عليهم وقد نسب إلى هذه السكة ثابت بن أسلم البصري البناني العابد تابعي صحب أنس بن مالك أربعين سنة وتوفي سنة 721 وقيل سنة 216 وقيل سنة 321 عن ست وثمانين سنة ومنها عبد العزيز بن صهيب البناني تابعي مشهور بالرواية عن أنس بن مالك
بنانة بالفتح ذكر مع بنان آنفا وقال نصر بنانة ماء لبني أسد بن خزيمة وقال محمود بنانة ماء لبني جذيمة بطرف بنان جبل قال فيه الشاعر بنانا والضواحي من بنان وقال أبو عبيدة البنانة أرض في بلاد غطفان وأنشد لنابغة بني شيبان أرى البنانة أقوت بعد ساكنها فذا سدير وأقوى منهم أقر بنبان بالفتح ثم السكون وباء أخرى قال الحفصي بنبان منهل باليمامة من الدهناء به نخل لبني سعد وأنشد قد علمت سعد بأعلى بنبان يوم الفريق والفتى رغمان بنبلي بالفتح ثم السكون وكسر الباء الأخرى ولام وألف مقصورة أرض عند الخور نهر السند يعرفها البحريون عن أبي الفتح

بنبميرة بفتح الباء الثانية وكسر الميم وياء ساكنة وراء وهاء قرية بالصعيد على شاطىء غربي النيل
البنتان بالفتح وتشديد النون وتاء فوقها نقطتان وضع في قول الأخطل ولقد تشق بي الفلاة إذا طفت أعلامها وتغولت علكوم غول النجاء كأنها متوجس بالبنتين مولع موشوم بنت بالضم ثم السكون وتاء مثناة بلد بالأندلس من ناحية بلنسية ينسب إليها أبو عبد الله محمد البنتي البلنسي الشاعر الأ يب
بنتا هيدة بنتا تثنية بنت وهيدة بفتح الهاء وياء ساكنة هضبتان في بلاد بني عامر بن صعصعة قتل عندهما توبة بن الحمير الخفاجي ومرت به ليلى الأخيلية فعقرت عليه جمل زوجها وقالت عقرت على أنصاب توبة مقرما بهيدة إذ لم تختفره أقاربه بنج بالفتح ثم الضم وجيم من قرى روذك من نواحي سمرقند وهي قصة ناحية روذك من هذه القرية كان أبو عبد الله الروذكي الشاعر
بنج ديه بسكون النون معناه بالفارسية الخمس قرى وهي كذلك خمس قرى متقاربة من نواحي الروذ ثم من نواحي خراسان عمرت حتى اتصلت العمارة بالخمس قرى وصارت كالمحال بعد أن كانت كل واحدة مفردة فارقتها في سنة 671 قبل استيلاء التتر على خراسان وقتلهم أهلها وهي من أعمر مدن خراسان ولا أدري ألى أي شيء آل أمرها وقد تعرب يقال لها فنج ديه وينسبون إليها فنجديهي وقد نسب إليها السمعاني خمقري من الخمس قرى نسبة وقد يختصرون فيقولون بندهي وينسب إليها خلق منهم أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن مسعود بن أحمد بن الحسين بن مسعود المسعودي البنجديهي كان فاضلا مشهورا له حظ من الأدب شرح مقامات الحريري شرحا حشاه بالأخبار والنتف وكان معروفا بطلب الحديث ومعرفته سافر الكثير إلى العراق والجبال والشام والثغور ومصر والإسكندرية سمع أباه ببلده ومسعودا الثقفي بأصبهان وأبا طاهر السلفي بالأسكندرية وكتب على الحافظ أبي القاسم الدمشقي وكتب هو عنه ووقفكتبه بدمشق بدويرة السميساطي ومات بدمشق في تاسع عشر بيع الأول سنة 485 ومولده سنة 125
بنجخين بعد الجيم خاء معجمة مكسورة وياء ساكنة ونون محلة بسمرقند ينسب إليها علي ابن محمد بن حامد الكرابيسي الفقيه البنجخيني يروي عن عبد الله بن محمد بن الحسن بن القاسم السمرقندي وغيره توفي سنة 360
بنجهير الهاء مكسورة وياء ساكنة وراء مدينة بنواحي بلخ فيها جبل الفضة وأهلها أخلاط وبينهم عصبية وشر وقتل والدراهم بها واسعة كثيرة لا يكاد أحدهم يشتري شيئا ولو جرزة بقل بأقل من درهم صحيح والفضة في أعلى جبل مشرف على البلدة والسوق والجبل كالغربال من كثرة الحفر وإنما يتبعون عروقها يجدونها تدلهم على أنها تفضي إلى الجواهر وهم إذا وجدوا عرقا حفروا أبدا إلى أن يصيروا إلى الفضة فيتفق أن للرجل منهم

في الحفر ثلاثمائة ألف درهم أو زائدا أو ناقصا فربما صادف ما يستغني به هو وعقبه وربما حصل له مقدار نفقته وربما أكدى وافتقر لغلبة الماء وغير ذلك وربما يتبع رجل عرقا ويتبع آخر شعبة أخرى بعينه فيأخذان جميعا في الحفر والعادة عندهم أن من سبق فاعترض على صاحبه فقد استحق ذلك العرق وما يفضي إليه فهم يعملون عند هذه المسابقة عملا لا تعمله الشياطين فإذا سبق أحد الرجلين ذهبت نفقة الآخر هدرا وإن استويا اشتركا يحفرون أبدا ما حييت السرج واتقدت المصابيح فإذا صاروا في البعد إلى موضع لا يحيي السراج لم يتقدموا ومن تقدم مات في أسرع وقت فالرجل منهم يصبح غنيا ويمسي فقيرا أو يصبح فقيرا ويمسي غنيا وينسب إليها شاعر يعرف بالبنجهيري معروف
بنجيكت بضم أوله وسكون ثانيه وكسر الجيم وياء ساكنة وفتح الكاف وتاء مثناة قال الإصطخري بنجيكت أكبر مدينة بأشروسنة وهي التي يسكنها ولاة أشروسنة يقدر رجالها بعشرين ألفا ويشتمل خندقها على دور وبساتين وكروم وقصور وزروع وقال أبو سعد بنجيكت قرية من قرى سمرقند على ستة فراسخ منها أبو مسلم مؤمن بن عبد الله النبجيكتي يروي عن محمد بن نصر البلخي
بندجان بالفتح ثم السكون وفتح الدال وجيم وألف ونون مدينة بفارس ولست أدري أهو النوبندجان أو غيرها وموضعهما في الأخبار واحد
بندسيان من قرى نهاوند بها قبر النعمان بن مقرن استشهد هناك يوم نهاوند وهو أمير الجيوش وقبر عمور بن معدي كرب الزبيدي فيما يزعم أهلها والمشهور أن عمرو بن معد يكرب مات بروذه قرب الري
بندكان بضم أوله من قرى مرو على خمسة فراسخ منها ينسب إليها أبو طاهر محمد بن عبد العزيز العجلي البندكاني كان إماما فاضلا مناظرا عارفا بالتواريخ تفقه على الإمام أبي القاسم الفوراني وروى الحديث عن الحسين بن الحسن بن عبد الله الكاشغري روى عنه أبو الحسن الشهرستاني بمكة وأبو القاسم علي بن محمد وحدثنا عنه أبو المظفر السمعاني رحمه الله عن أبي سعد السمعاني
البندنيجين لفظه لفظ التثنية ولا أدري ما بندنيج مفرده إلا أن حمزة الأصبهاني قال بناحية العراق موضع يسمى وندنيكان وعرب على البندنيجين ولم يفسر معناه وهي بلدة مشهورة في طرف النهروان من ناحية الجبل من أعمال بغداد يشبه أن تعد في نواحي مهرجانقذق وحدثني العماد بن كامل البندنيجي الفقيه قال البندنيجين اسم يطلق على عدة محال متفرقة غير متصلة البنيان بل كل واحدة منفردة لا ترى الأخرى لكن نخل الجميع متصلة وأكبر محلة فيها يقال لها باقطنايا وبها سوق ودار الإمارة ومنزل القاضي ثم بويقيا ثم سوق جميل ثم فلشت وقد خرج منها خلق من العلماء محدثون وشعراء وفقهاء وكتاب
بنديمش بكسر الدال وياء ساكنة وميم مفتوحة وشين معجمة من قرى سمرقند في ظن أبي سعد منها القاضي أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم القصار الحافظ البنديمشي توفي في شعبان سنة 425
بنزرت بفتح الزاي وسكون الراء وتاء فوقها نقطتان مدينة بإفريقية بينها وبين تونس يومان

وهي من نواحي شطفورة مشرفة على البحر وتنفرد بنزرت ببحيرة تخرج من البحر الكبير إلى مستقر تجاهها يخرج منها في كل شهر صنف من السمك لا يشبه السمك الذي خرج في الشهر الذي قبله إلى انقضاء الشهر ثم صنف آخر ويضمنه السلطان بمال وافر بلغني أن ضمانته اثنا عشر ألف دينار قال أبو عبيد البكري وبشرقي طبرقة على مسيرة يوم وبعض آخر قلاع تسمى قلاع بنزرت وهي حصون يأوي إليها تلك الناحية إذا خرج الروم غزاة إلى بلاد المسلمين فهي مفزع لهم وغوث وفيها رباطات للصالحين قال وقال محمد بن يوسف في ذكر الساحل من طبرقة إلى مرسى تونس مرسى القبة عليه مدينة بنزرت وهي مدينة على البحر يشقها نهر كبير كثير الحوت ويقع في البحر وعليها سور صخر وبها جامع وأسواق وحمامات افتتحها معاوية بن حديج سنة 14 وكان معه عبد الملك بن مروان
بنسارقان السين مهملة وبعد الألف راء مفتوحة وقاف قرية من قرى مرو على فرسخين من مرو يسميها العامة كوسارقان منها أبو منصور الطيب ابن أبي سعيد بن الطيب الخلال البنسارقاني كان يسكن البلد خرج إلى مكة وتوفي بهمذان في شعبان سنة 235 وكان صالحا سمع الحديث ورواه
بنطس بضم الطاء والسين مهملة كذا وجدته بخط أبي الريحان البيروتي وقرأت بخط غيره بنطس كلمة يونانية وهو خاص بالبحر الذي منه خليج قسطنيطينية أوله في أطراف بلاد الترك في الشمال ويمتد إلى ناحية المغرب والجنوب حتى يتصل ببحر الشام وقيل اتصاله ببحر الشام يسمى بنطس
بنفزوة بفتح أوله وثانيه وسكون الفاء وضم الزاي وفتح الواو مدينة بإفريقية من نواحي القيروان
بنكت بالكسر ثم السكون وفتح الكاف والتاء فوقها نقطتان قرية من قرى إشتيخن من صغد سمرقند منها أبو الحسن علي بن يوسف بن محمد البنكتي كان فقيها صالحا سمع بمكة أبا محمد عبد الملك بن محمد بن عبيد الله الزبيدي
بنكث هذه بالثاء المثلثة ووجدته بخط البشاري بيكث بعد الباء ياء وقال الإصطخري بنكث قصبة إقليم الشاش ولها قهندز ومدينة وقهندزها خارج عن المدينة وللمدينة ربض عليه سور وطول البلد من السور الثالث إلى أن تقطع عرضه كله مقدار فرسخ وتجري في المدينة الداخلة والربض جميعا المياه وفي الربض بساتين كثيرة ويمتد من الجبل المعروف بسابلع حائط في وجه القلاص حتى ينتهي إلى وادي الشاش يمنع الترك من الدخول بناه عبد الله بن حميد فإذا جزت هذا الحائط بمقدار فرسخ كان هناك خندق من الجبل إلى الوادي وينسب إليها أبو سعيد الهيثم بن كليب بن شريح ابن معقل الشاشي البنكثي أصله من ترمذ وسكن بنكث فنسب إليها كان إماما حافظا رحالا أديبا قرأ الأدب على أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة ببغداد روى عن عيسى بن أحمد العسقلاني وأبي عيسى الترمذي وغيرهما من أهل خراسان والجبال والعراق وروى عنه أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد الخزاعي ومات بالشاش سنة 533 وله مسند في مجلدين ضخمين سمعناه بمرو علي أبي المظفر عبد الرحيم ابن أبي سعد الحافظ رحمه الله
بنة بالفتح ثم التشديد مدينة بكابل وفي كتاب

الفتوح غزا المهلب بن أبي صفرة في سنة 44 أيام معاوية ثغر السند فأتى بنة ولاهور وهما بين الملتان وكابل فلقيه العدو فقتله المهلب ومن معه فقال بعض الأزديين ألم تر أن الأزد ليلة بيتوا ببنة كانوا خير جيش المهلب بنة بكسر أوله قرية من قرى بغداد وهي بنة المقدم ذكرها
و بنة أيضا حصن بالأندلس من أمال الفرج عمره محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام ينسب إليه أبو جعفر البني القائل في صفة قنديل وقنديل كأن الضوء فيه محاسن من أحب وقد تجلى أشار إلى الدجى بلسان أفعى فشمر ذيله خوفا وولى وذكر أبو طاهر الحافظ بإسناده قال أبو العباس أحمد ابن البني الأبدي قال قدمت حمص الأندلس يعني إشبيلية فجمعني جماعة من شعرائها في مجلس فأرادوا امتحاني فقال من بينهم أبو محمد عبد الله بن سادة الشنتريني وكان مقدمهم هذي البسيطة كاعب أترابها حلل الربيع وحليها الأزهار فقلت وكأن هذا الجو فيها عاشق قد شفه التعذيب والإضرار فإذا شكا فالبرق قلب خافق وإذا بكى فدموعه الأمطار فلأجل ذلة ذا وعزة هذه يكبي الغمام ويبسم النوار بنورا بالفتح ثم الضم والواو ساكنة وراء وألف مقصورة قرية قرب النعمانية بين بغداد وواسط وبها كان مقتل المتنبي في بعض الروايات وحدثني الشريف أبو الحسن علي بن أبي منصور الحسن ابن طاوس العلوي أن بنورا من نواحي الكوفة ثم من ناحية نهر قورا قرب سورا بينهما نحو فرسخ منها كان الشريف النسابة عبد الحميد بن التقي العلوي كان أوحد الناس في علم الأنساب والأخبار مات في سنة 795
بنو عامر من مخاليف اليمن
بنو مغالة بالغين معجمة من قرى الأنصار بالمدينة قال الزبير كل ما كان من المدينة عن يمينك إذا وقفت آخر البلاد مستقبل مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم فهو بنو مغالة والجهة الأخرى فهو جديلة وهم بنو معاوية
بنو نجيد مخلاف باليمن فيه معدن الجزع البقراني أجود أصناف الجزع
بنها بكسر أوله وسكون ثانيه مقصور من قرى مصر يسمونها اليوم بنها بفتح أوله قال أبو الحسن المهلبي من الفسطاط إلى مدينة بنها وهي على شعبة من النيل وأكثر عسل مصر الموصوف بالجودة مجلوب منها ومن كورتها وهي عامرة حسنة العمارة ثمانية عشر ميلا وعن العباس ابن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول روى الليث بن سعد عن ابن شهاب قال بارك رسول الله صلى الله عليه و سلم في عسل بنها قال العباس قلت ليحيى حدثك به عبد الله بن صالح قال نعم قال يحيى بنها قرية من قرى مصر

بنيان بالضم كذا وجدته في شعر الأعشى ووجدته بخط الترمذي الذي نقله من خط ثعلب بنيان بالفتح في قول الحطيئة مقيم على بنيان يمنع ماءه وماء وشيع ماء عطشان مرمل وهي قرية باليمامة ينزلها سعد بن زيد مناة بن تميم قال الأعشى أجدوا فلما خفت أن يتفرقوا فريقين منهم مصعب ومصوب طلبتهم تطوي بي البيد جسرة شويقية النابين وجناء ذعلب مضبرة حرف كأن قتودها تضمنه من حمر بنيان أحقب شقا ناب البعير إذا طلع وقال طفيل الغنوي وبنيان لم تورد وقد تم ظمؤها تراح إلى برد الحياض وتلمع و بنيان أيضا رستاق بين فارس وأصبهان وخوزستان وهو من نواحي خوزستان وليس في عملها عمل يعد من الصرود غيره وهي متاخمة للسردان
بنيرقان بالفتح ثم الكشر وياء ساكنة وراء مفتوحة وقاف وألف ونون من قرى مرو منها عبد الله بن الوليد بن عفان البنيرقاني سمع قتيبة بن سعيد
بننور لفظه لفظ بني نور بالنون في نور قلعة مشهورة ومدينة من نواحي مكران
البنية بالضم وياء مشددة بلفظ التصغير ويروي البنينة بنونين بينهما ياء موضع في قول الحادرة
بني بلفظ تصغير الابن قال أبو زياد بني أجرع من الرمل لم أسمع شيئا من الرمل يسمى بنيا غيره وهو في جانب رمل عبد الله بن كلاب في الشق الذي يلي مطلع الشمس وأنشد لربيعة بن عمرو ابن نفاثة ذهب الشباب وجاء شيء آخر وقعدت بعد ذهابه أتذكر ولقد جلست على بني غدوة ونظرت صادرتي وماء أخضر ولقد سعيت على المكاره كلها وجمعت حربا لم يطقها عفزر
البنية من أسماء مكة حرسها الله تعالى
باب الباء والواو وما يليهما
بواء بالفتح والمد واد بتهامة وقد قصره بعض الشعراء
بوادر جمع بادرة موضع في شعر سبيع بن الخطيم حيث قال واعتادها لما تضايق شربها بلوى بوادر مربع ومصيف
بوار بالفتح بلفظ البوار بمعنى الهلاك بلد باليمن له ذكر في الأخبار عن نصر
بوازن بعد الألف زاي مكسورة ونون قال زيد الخيل الطائي قضت ثعل دينا ودنا بمثله سلامان كيلا وازنا ببوازن

فأمسوا بني حر كريم وأصبحوا عبيد عنين رغم أنف ومازن
البوازيج بعد الزاي ياء ساكنة وجيم بلد قرب تكريت على الزاب الأسفل حيث يصب في دجلة ويقال لها بوازيج الملك لها ذكر في الأخبار والفتوح وهي الآن من أعمال الموصل ينسب إليها جماعة من العلماء منهم من المتأخرين منصور ابن الحسن بن علي بن عاذل بن يحيى البوازيجي البجلي فقيه فاضل حسن السيرة تفقه على أبي إسحاق الفيروزأباذي وسمع منه الحديث ورواه وتوفي سنة 105
وبوازيج الأنبار موضع آخر قال أحمد بن يحيى ابن جابر فتح عبد الله بوازيج الأنبار وبها قوم من مواليه إلى الآن
بواط بالضم وآخره طاء مهملة واد من أودية القبلية عن الزمخشري عن علي العلوي ورواه الأصيلي والعذري والمستملي من شيوخ المغاربة بواط بفتح أوله والأول أشهر وقالوا هو جبل من جبال جهينة بناحية رضوى غزاه النبي صلى الله عليه و سلم في شهر ربيع الأول في السنة الثانية من الهجرة يريد قريشا ورجع ولم يلق كيدا قال بعضهم لمن الدار أقفرت ببواط
بواعة بالعين المهملة صحراء عندها ردهة القرينين لبني جرم
بوان بالنون ذو بوان موضع بأرض نجد قال الزفيان ماذا تذكرت من الأظعان طوالعا من نحو ذي بوان وقد ذكر بعضهم أنه أراد بوانة المذكورة بعد فأسقط الهاء للقافية
بوان بالفتح وتشديد الواو وألف ونون في ثلاثة مواضع أشهرها وأسيرها ذكرا شعب بوان بأرض فارس بين أرجان والنوبندجان وهو أحد متنزهات الدنيا قال المسعودي وذكر اختلاف الناس في فارس فقال ويقال إنهم من ولد بوان بن إيران بن الأسود بن سام بن نوح عليه السلام وبوان هذا هو الذي ينسب إليه شعب بوان من أرض فارس وهو أحد المواضع المتنزهة المشتهرة بالحسن وكثرة الأشجار وتدفق المياه وكثرة أنواع الأطيار قال الشاعر فشعب بوان فوادي الراهب فثم تلقى أرحل النجائب وقد روي عن غير واحد من أهل العلم أنه من متنزهات الدنيا وبعض قال جنان الدنيا أربعة مواضع غوطة دمشق وصغد سمرقند وشعب بوان ونهر الأبلة وقالوا وأفضلها غوطة دمشق وقال أحمد بن محمد الهمداني من أرجان إلى النوبندجان ستة وعشرون فرسخا وبينهما شعب بوان الموصوف بالحسن والنزاهة وكثرة الشجر وتدفق المياه وهو موضع من أحسن ما يعرف فيه شجر الجوز والزيتون وجميع الفواكه النابتة في الصخر وعن المبرد أنه قال قرأت على شجرة بشعب بوان إذا أشرف المحزون من رأس تلعة على شعب بوان استراح من الكرب وألهاه بطن كالحريرة مسه ومطرد يجري من البارد العذب

وطيب ثمار في رياض أريضة على قرب أغصان جناها على قرب فبالله يا ريح الجنوب تحملي إلى أهل بغداد سلام فتى صب وإذا في أسفل ذلك مكتوب ليت شعري عن الذين تركنا خلفنا بالعراق هل يذكرونا أم لعل الذي تطاول حتى قدم العهد بعدنا فنسونا وذكر بعض أهل الأدب أنه قرأ على شجرة دلب تظلل عينا جارية بشعب بوان متى تبغني في شعب بوان تلقني لدى العين مشدود الركاب إلى الدلب وأعطي وإخواني الفتوة حقها بما شئت من جد وما شئت من لعب يدير علينا الكأس من لو رأيته بعينك ما لمت المحب على الحب وذكر لي بعض أهل فارس أن شعب بوان واد عميق الأشجار والعيون التي فيه إنما هي من جلهتيه وأسفل الوادي مضايق تجتمع فيها تلك المياه وتجري وليس في أرض وطيئة البتة بحيث تبنى فيه مدينة ولا قرية كبيرة وقد أجاد المتنبي في وصفه فقال مغاني الشعب طيبا في المغاني بمنزلة الربيع من الزمان ولكن الفتى العربي فيها غريب الوجه واليد واللسان ملاعب جنة لو سار فيها سليمان لسار بترجمان طبت فرساننا والخيل حتى خشيت وإن كرمن من الحران غدونا تنفض الأغصان فيها على أعرافها مثل الجمان فسرت وقد حجبن الحر عني وجئن من الضياء بما كفاني وألقى الشرق منها في ثيابي دنانيرا تفر من البنان لها ثمر تشير إليك منه بأشرابة وقفن بلا أواني وأمواه تصل بها حصاها صليل الحلي في أيدي الغواني ولو كانت دمشق ثنى عناني لبيق الثرد صيني الجفان يلنجوجي ما رفعت لضيف به النيران ندي الدخان تحل به على قلب شجاع وترحل منه عن قلب جبان منازل لم يزل منها خيال يشيعني إلى النوبنذجان إذا غنى الحمام الورق فيها أجابته أغاني القيان ومن بالشعب أحوج من حمام إذا غنى وناح إلى البيان وقد يتقارب الوصفان جدا وموصوفاهما متباعدان

يقول بشعب بوان حصاني أعن هذا يسار إلى الطعان أبوكم آدم سن المعاصي وعلمكم مفارقة الجنان فقلت إذا رأيت أبا شجاع سلوت عن العباد وذا المكان وكتب أحمد بن الضحاك الفلكي إلى صديق له يصف شعب بوان بسم الله الرحمن الرحيم كتبت إليك من شعب بوان وله عندي يد بيضاء مذكورة ومنة غراء مشهورة بما أولانيه من منظر أعدى على الأحزان وأقال من صروف الزمان وسرح طرفي في جداول تطرد بماء معين منسكب أرق من دموع العشاق مررتها لوعة الفراق وأبرد من ثغور الأحباب عند الالتئام والاكتئاب كأنها حين جرى آذيها يترقرق وتدافع تيارها يتدفق وارتج حبابها يتكسر في خلال زهر ورياض ترنو بحدق تولد قصب لجين في صفائح عقيان وسموط در بين زبرجد ومرجان أثر على حكمة صانعه شهيد وعلم على لطف خالقه دليل إلى ظل سجسج أحوى وخضل ألمى قد غنت عليه أغصان فينانة وقضب غيدانة تشورت لها القدود المهفهفة خجلا وتقيلتها الخصور المرهفة تشبها يستقيدها النسيم فتنقاد ويعدل بها فتنعدل فمن متورد يروق منظره ومرتج يتهدل مثمره مشتركة فيه حمرة نضج الثمار ينفحه نسيم النوار وقد أقمت به يوما وأنا لخيالك مسامر ولشوقك منادم وشربت لك تذكارا وإذا تفضل الله بإتمام السلامة إلى أن أوافي شيراز كتبت إليك من خبري بما تقف عليه إن شاء الله تعالى
و بوان أيضا شعب بوان واد بين فارس وكرمان يوصف أيضا بالنزاهة والطيب ليس بدون الأول أخبرني به رجل من أهل فارس
و بوان أيضا قرية على باب أصبهان ينسب إليها جماعة منهم القاضي أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن ا حمد بن سليم البواني من أهل هذه القرية كان شيخا صالحا مكثرا سمع الحافظ أبا بكر مردويه بأصبهان والبرقاني ببغداد وغيرهما روى عنه الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الأصبهاني وغيره وولي القضاء ببعض نواحي أصبهان وتوفي في ذي القعدة سنة 484 وولد في صفر سنة 104
بوانة بالضم وتخفيف الواو قال أبو القاسم محمود ابن عمر قال السيد علي بوانة هضبة وراء ينبع قريبة من ساحل البحر وقريب منها ماءة تسمى القصيبة وماء آخر يقال له المجاز قال الشماخ ابن ضرار نظرت وسهب من بوانة دوننا وأفيح من روض الرباب عميق وهذا يريك أنه جبل وقال آخر لقد لقيت شول بجنب بوانة نصيا كأعراف الكوادن أسحما وفي حديث ميمونة بنت كردم أن أباها قال للنبي صلى الله عليه و سلم إني نذرت أن أذبح خمسين شاة على بوانة فقال صلى الله عليه و سلم هناك شيء من هذه النصب فقال لا قال فأوف بنذرك فذبح تسعا وأربعين وبقيت واحدة فجعل يعدو خلفها ويقول اللهم أوفي بنذري حتى أمسكها فذبحها وهذا معنى الحديث

لا لفظه
و بوانة أيضا ماء بنجد لبني جشم وقال أبو زياد بوانة من مياه بني عقيل وقال وضاح اليمن أيا نخلتي وادي بوانة حبذا إذا نام حراس النخيل جناكما وحسناكما زادا على كل بهجة وزاد على طيب الغناء غناكما
البوباة بالفتح ثم السكون وباء أخرى اسم لصحراء بأرض تهامة إذا خرجت من أعالي وادي النخلة اليمانية وهي بلاد بني سعد بن بكر بن هوازن قال رجل من مزينة خليلي بالبوباة عوجا فلا أرى بها منزلا إلا جديب المقيد نذق برد نجد بعدما لعبت بنا تهامة في حمامها المتوقد وقال ابن السكيت في شرح قول المتلمس لن تسلكي سبل البوباة منجدة ما عاش عمرو وما عمرت قابوس قال البوباة ثنية في طريق نجد على قرن ينحدر منها صاحبها إلى العراق فيقول لا تأخذ بذلك الطريق إلى نجد وأنت تريد إلى الشام
وأصل البوباة والموماة المتسع من الأرض
بالبوب بالضم ثم السكون وباء أخرى قرية بمطر من كورة بنا من نواحي حوف مصر ويقال لها بلقينة أيضا
بوته بالتاء فوقها نقطتان من قرى مرو ينسب إليها بوتقي بزيادة القاف وينسب إليها أبو الفضل أسلم بن أحمد بن محمد بن فراشة البوتقي يروي عن أبي العباس أحمد بن محمد بن محبوب المحبوبي وغيره روى عنه أبو سعيد النقاش توفي بعد سنة 053
بوتيج بكسر التاء وياء ساكنة وجيم بليدة بالصعيد الأدنى من غربي النيل وهي عامرة نزهة ذات نخل كثير وشجر وفير
بورنمذ يلتقي فيها ساكنان وفتح النون والميم والذال معجمة قرية بين سمرقند وأشروسنة وهي من أعمال أشروسنة منها أبو أحمد عبد الله ابن عبد الرحمن البورنمذي الزاهد سمع يحيى بن معاذ الرازي روى عنه عبد الله بن مسعود بن كامل السمرقندي
بوري بالقصر قرية قرب عكبراء قال أبو نواس ولا تركت المدام بين قرى الكر خ فبورى فالجوسق الخرب وببغداد جماعة من الكتاب وغيرهم ينسبون إليها ولشعر أبي نواس تمام ذكرته في القفص
بوازنة بالزاي والألف والنون قرية من قرى أسفرايين منها أبو محمد عبد الله بن الحارث بن حفص ابن الحارث بن عقبة القرشي الصنعاني ثم البوزاني من أهل صنعاء وسكن بوزانة وكان وضاعا للحديث عن الأئمة مثل عبد الرزاق وأحمد بن حنبل وغيرهما

بوزجان بالجيم بليدة بين نيسابور وهراة وهي من نواحي نيسابور منها إلى نيسابور أربع مراحل وإلى هراة ست مراحل كان منها جماعة كثيرة من أهل العلم منهم أبو منصور أحمد بن محمد بن حمدون بن مرداس الفقيه البوزجاني تفقه ببلخ على أبي القاسم الصفار ثم سكن نيسابور خمسين سنة إلى أن مات بها سمع عبد الله بن محمد بن طرخان البلخي وأبا العباس الدغولي وغيرهما سمع منه الحاكم أبو عبد الله وتوفي في ذي القعدة سنة 836
بوزع العين مهملة اسم رملة في بلاد بني سعد بن زيد مناة بن تميم وفي قول جرير وتقول بوزع قد دببت على العصا فهو اسم امرأة قال الأزهري وكأنه فوعل من البزع وهو الظرف والملاحة
بوزنجرد الزاي والنون مفتوحتان والجيم مكسورة والراء ساكنة والدال مهملة من قرى همذان على مرحلة منها من جهة ساوه منها أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن يوسف بن الحسن بن وهرة الهمذاني البوزنجردي كان إماما ورعا متنسكا عاملا بعلمه له أحوال وكرامات وكلام على الخواطر وإليه انتهت تربية المريدين تفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي وسمع منه الحديث ومن غيره من العراقيين منهم أبو بكر الخطيب سمع منه أبو سعد وقال توفي ببامئين قصبة باذغيس سنة 535
بوزنجرد مثل الذي قبله إلا أنه بسكون النون والتي قبلها بفتحها وذكرهما معا أبو سعد وفرق بينهما بذلك وهذا من قرى مرو على طرف البرية منها أبو إسحاق إبراهيم بن هلال بن عمرو بن سياوش البوزنجردي وقيل ابن زادان بدل سياوش سمع علي بن الحسن بن شقيق وغيره روى عنه أحمد بن محمد بن العباس السوسقاني وغيره وتوفي سنة 982
بوزن شاه الشين معجمة من قرى مرو خربت قديما كانت على أربعة فراسخ من مرو ينسب إليها ضرار بن عمرو بن عبد الرحمن البوزنشاهي من التابعين روى عن ابن عمر ومحمد ابن عبد الرحمن بن محمد بن يوسف الخلوقي أبو عبد الله المكي الهلالي من أهل بوزن شاه الجديدة كان إماما عالما فاضلا حافظا للمذهب مفتيا من بيت العلم والحديث سمع الإمام أبا عبد الله محمد بن الحسن ابن الحسين المهربندقشاني والسيد أبا القاسم علي بن موسى الموسوي العلوي وأبا المظفر السمعاني وأبا الخير محمد بن موسى الصفار وكتب عنه أبو سعد بمرو وبقريته بوزن شاه وكانت ولادته في صفر سنة 354 ببوزن شاه وبها توفي سنة 135 في سابع شهر ربيع الأول وبوزن شاه هذه غير الأولى
بوزن من قرى نيسابور من خط البحاثي قال أبو منصور الثعالبي عقيب ذكره قول السراي الرفاء يصف الموصل فمتى أزور قباب مشرفة الذرى فأدور بين النسر والعيوق وأرى صوامع في غوارب أكمها مثل الهوادج في غوارب نوق ما نظرت إلى الصوامع في قرية بوزن من نيسابور إلا تذكرت هذا البيت واستأنفت التعجب من حسن هذا التشبيه وبراعته وفصاحته

بوزوز بالفتح ثم السكون وزايين بينهما واو ساكنة مدينة في شرقي الأندلس منها أبو القاسم محمد بن عبد الله بن محمد الكلبي المقري الإشبيلي يعرف بابن البوزوزي كتب عنه السلفي شيئا من شعره وقال مقرىء مجود قلت وقدم البوزوزي هذا حلب وأقام بها مدة يقرأ القرآن وقرأ عليه شيخنا أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش ورحل إلى الموصل وأقام بها وبها توفي فيما أحسب ولم يكن مرضي الدين على شيخوخته وعلمه وكان مشتهرا بالصبيان وأنشدني حسين بن مقبل بن أبي بكر الموصلي البهائي نسبة إلى بهاء الدين أبي المحاسن يوسف ابن رافع بن تميم القاضي بحلب قال أنشدني البوزوزي النحوي لنفسه في رجل يلقب بالدبيب وكان يتعشق صبيا اسمه أبو العلاء واصطحبا على ذلك زمانا طويلا يئس الدبيب لفقرة من أمرد وأبو العلاء لقبحه من عاشق فكلاهما بالاضطرار موافق لرفيقه لا بالوداد الصادق فالعلق لو ظفرت يداه بلائط يوما لما أضحى له بموافق والدب لو ظفرت يداه بأمرد لأباته ببيات أطلق طالق
بوس بالفتح ثم السكون والسين مهملة قرية بصنعاء اليمن يقال لها بيت بوس ينسب إليها الحسن ابن عبد الأعلى بن إبراهيم بن عبد الله البوسي الصنعاني الإنباوي من أبناء فارس يروي عن عبد الرزاق ابن هشام روى عنه الطبراني وغيره وينسب إليها جماعة غيره رأيتهم في أخبار اليمن
بوسنج بالضم ثم السكون والسين مهملة والنون ساكنة وجيم من قرى ترمذ
بوشان الشين معجمة وآخره نون من مخاليف اليمن
بوش كورة ومدينة بمصر من نواحي الصعيد الأدنى في غربي النيل بعيدة عن الشاطىء ينسب إليها أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عبد الله البوشي حدث عن أبي الفضل أحمد وأبي عبد الله محمد بن أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحضرمي سمع منه أبو بكر بن نقطة
بوشنج بفتح الشين وسكون النون وجيم بليدة نزهة خصيبة في واد مشجر من نواحي هراة بينهما عشرة فراسخ رأيتها من بعد ولم أدخلها حيث قدمت من نيسابور إلى هراة قال إبو سعد
أنشدني أبو الفتوح سعيد بن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن علي البعقوبي الصوفي البوشنجي الواعظ ساكن هراة وكان من بيت العلم والحديث كتب الكثير منه بهراة ونيسابور قال أنشدنا أبو سعد العاصمي قال أنشدنا الإمام أبو الحسن عبد الرحمن ابن محمد الداودي لنفسه يخاطب أبا حامد الأسفراييني ببغداد فقال سلام أيها الشيخ الإمام عليك وقل من مثلي السلام سلام مثل رائحة الخزامى إذا ما صابها سحرا غمام رحلت إليك من بوشنج أرجو بك العز الذي لا يستضام وقال أبو الفضل الدباغ الهروي يهجو بوشنج وأهلها

إذا سقى الله أرض منزلة فلا سقى الله أرض بوشنج كأنها في اشتباك بقعتها أخربها الله نطع شطرنج قد ملئت فاجرا وفاجرة أكرم منهم خؤولة الزنج كأن أصواتهم إذا نطقوا صوت قمد يدس في فرج وينسب إلى بوشنج خلق كثير من أهل العلم منهم المختار بن عبد الحميد بن المنتضى بن محمد بن علي أبو الفتح الأديب البوشنجي سكن هراة وكان شيخا عالما أديبا حسن الخط كثير الجمع والكتابة والتحصيل جمع تواريخ وفيات الشيوخ بعدما جمعه الحاكم الكتبي سمع جده لأمه أبا الحسن الداودي وأجاز لأبي سعد ومات بإشكيذبان في الخامس عشر من رمضان سنة 356
بوصرا بفتح الصاد المهملة وراء من قرى بغداد هكذا ذكره ابن مردويه فيما حكاه أبو سعد عنه ونسب إليها أبا علي الحسن بن الفضل بن السمح الزعفراني المعروف بالبوصراني روى عن مسلم بن إبراهيم روى عنه أبو بكر محمد بن محمد الباغندي وتوفي أول جمادى الآخرة سنة 082 وهو متروك الحديث
بوص بالفتح قال الأصمعي بوص جبل حذاء فيد قال الفضل اللهبي فالهاوتان فكبكب فجتاوب فالبوص فالأفراع من أشقاب
بوصان موضع بأرض حولان من ناحية صعدة باليمن أهله بنو شرحبيل بن الأصفر بن هلال بن هانىء بن حولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة
بوصلابا بالضم وبعد اللام ألف وباء وألف قرية على الفرات قرب الكوفة مسماة بمنشئها صلابة ابن مالك بن طارق بن همام العبدي
بوصير بكسر الصاد وياء ساكنة وراء اسم لأربع قرى بمصر بوصير قوريدس وقال الحسن بن إبراهيم بن زولاق بها قتل مروان بن محمد بن مروان بن الحكم الذي به انقرض ملك بني أمية وهو المعروف بالحمار والجعدي قتل بها لسبع بقين من ذي الحجة سنة 231 وقال أبو عمر الكندي قتل مروان ببوصير من كورة الأشمونين وقال لي القاضي المفضل بن الحجاج بوصير قوريدس من كورة البوصيرية وإلى بوصير قوريدس ينسب أبو القاسم هبة الله بن علي بن مسعود بن ثابت بن غالب ابن هاشم الأنصاري الخزرجي كتب إلي أبو الربيع سليمان بن عبد الله التميمي المكي في جواب كتاب كتبته إليه من حلب أسأله عنه فقال سألت ابن الشيخ البوصيري عن سلفه ونسبه وأصله فأخبرني أنهم من المغرب من موضع يسمى المنستير قال وبالمغرب موضعان يسميان المنستير أحمدهما بالأندلس بين لقنت وقرطاجنة في شرق الأندلس والآخر بقرب سوسة من أرض إفريقية بينه وبينها اثنا عشر ميلا قال ولم يعرفني والدي من أيهما نحن وكان أول قادم منا إلى مصر جد والدي مسعود فنزل بوصير فوريدس فأولد بها جدي عليا ودخل علي إلى مصر فأقام بها فأولد بها أبي القاسم ولم يخرج من الإقليم إلى سواه إلى أن توفي في ليلة الخميس الثاني من صفر سنة 895 أخبرني بالوفاة الحافظ الزكي عبد

العظيم المنذري وسألته عن مولد أبيه فلم يعرفه إلا أنه قال مات بعد أن نيف على التسعين بسنتين أو ثلاث أخبرني الحافظ زكي الدين المنذري أنه ظفر بمولده محققا بخط أبيه وأنه يظن أنه في سنة 505 أو 056
وبوصير السدر بليدة في كورة الجيزة
و بوصير دفدنو من كورة الفيوم
و بوصير بنا من كورة السمنودية ولا أدري إلى أيها ينسب أبو حفص عمر بن أحمد بن محمد بن عيسى الفقيه المالكي وأبو عبد الله محمد بن الحسين بن صدقة البوصيري مات سنة 915
بوظة هكذا وجدته بالظاء المعجمة قال هو نقب في عارض اليمامة
بوغ الغين معجمة من قرى ترمذ على ستة فراسخ منها ينسب إليها الإمام أبو عيسى محمد بن عيسى ابن سورة الترمذي البوغي الضرير إمام عصره صاحب كتاب الصحيح ذكر في ترمذ
بوقاس بالقاف وآخره سين مهملة بلد بين حلب وثغر المصيصة وربما قيل له بوقا بإسقاط السين
بوقان آخره نون قال الحازمي بوقان بالباء من نواحي سجستان ينسب إليها أبو عمر محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان البوقاني صاحب التصانيف المشهورة روى عن أبي حاتم بن حبان وأبي يعلى النسفي وأبي علي حامد بن محمد بن عبد الله الرفاء وأبي سليمان الخطابي روى عنه ابنه أبو سعيد عثمان وغيره قلت هذا غلط لاريب فيه إنما هو النوقاني بالنون في أوله والتاء المثناة من فوقها في آخره كذا قرأته بخط أبي عمر النوقاتي المذكور وكذا ضبطه أبو سعد في تاريخ مرو الذي قرأته بخطه وقد ذكر في موضعه
وأما بوقان فذكره في كتب الفتوح وهو بلد بأرض السند قال أحمد بن يحيى البلاذري ولى زياد ابن أبيه المنذر بن الجارود العبدي ويكنى بأبي الأشعث ثغر الهند فغزا البوقان والقيقان فظفر المسلمون وغنموا ثم ولى عبيد الله بن زياد بن حري الباهلي ففتح الله تلك البلاد على يده وقاتل به قتالا شديدا وقيل إن عبيد الله ابن زياد ولى سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي وكان حري بن حري معه على سراياه وفي حري يقول الشاعر لولا طعاني بالبوقان ما رجعت منه سرايا ابن حري بأسلاب وأهل البوقان اليوم مسلمون وقد بنى عمران بن موسى بن يحيى بن خالد البرمكي بها مدينة سماها البيضاء في خلافة المعتصم ولعل الحازمي بهذا اغتر
بوق بالقاف نهر بوق كورة بغداد نفسها في بعضها وقد ذكرت في نهر
ومشهد البوق قرب رحبة مالك بن طوق به مات شيخ الشيوخ عبد الرحيم بن إسماعيل في سنة 085
بوقة من قرى أنطاكية وفي كتاب الفتوح بنى هشام بن عبد الملك حصن بوقة من عمل أنطاكية ثم جدد وأصلح حديثا ينسب إليها أبو يعقوب إسحاق بن عبد الله الجزري البوقي روى عن مالك ابن أنس وهشيم بن بشير وسفيان بن عيينة روى عنه هلال بن العلاء الرقي ومحمد بن الخضر مناكير قاله أبو عبد الله بن مندة ونسبه كذلك وأبو سليمان داود بن أحمد البوقي سكن أنطاكية سمع أبا عبد الرحمن معمر بن مخلد السروجي ذكره أبو أحمد في الكنى
و بوقة من قرى الصعيد عن الأمير

شرف الدين يعقوب الهذياني أخبرني به من لفظه
بولان بفتح أوله قاع بولان منسوب إلى بولان ابن عمرو بن الغوث بن طيء واسم بولان غصين ولعله فعلان من البول وهذا الموضع قريب من النباج في طريق الحاج من البصرة وقال العمراني هو موضع تسرق فيه العرب متاع الحاج وقال محمد بن إدريس اليمامي بولان واد ينحدر على منفوحة باليمامة وقال في موضع آخر ومن مياه العرمة باليمامة بلو وبلي وبولان وأنشد للأعشى فالعسجدية فالأبلاء فالرجل وقال مالك بن الريب المازني بعدما أوردناه في رحا المثل إذا عصب الركبان بين عنيزة وبولان عاجوا المنقبات النواجيا ألا ليت شعري هل بكت أم مالك كما كنت لو عالوا نعيك باكيا أذا مت فاعتادي القبور فسلمي على الرسم أسقيت الغمام الغواديا أقلب طرفي حول رحلي فلا أرى به من عيون المؤنسات مراعيا وبالرمل منا نسوة لو شهدنني بكين وفدين الطبيب المداويا فمنهن أمي وابنتاها وخالتي وجارية أخرى تهيج البواكيا فما كان عهد الرمل عندي وأهله ذميما ولا ودعت بالرمل قاليا هذا آخر قصيدة مالك بن الريب وقد ذكرتها بتمامها في هذا الكتاب متفرقة ونبهت في كل موضع على ما يتلوه وأولها في خراسان
بولة بالضم موضع في قول أبي الجويرية حيث قال فسفحا حرزم فرياض قو فبولة بعد عهدك فالكلاب
بو مارية بعد الألف راء مكسورة وياء مفتوحة خفيفة بليد من نواحي الموصل قرب تل يعفر
بونا بفتح أوله وثانيه وتشديد نونه والقصر ناحية قرب الكوفة يقال لها تل بونا ذكرها في الأشعار وقد ذكرت في تل بونا
بالبونت بالضم والواو والنون ساكنان والتاء فوقها نقطتان حصن بالأندلس وربما قالوا البنت وقد ذكر ينسب إليه أبو طاهر إسماعيل بن عمران بن إسماعيل الفهري البونتي قدم الإسكندرية حاجا ذكره السلفي وكان أديبا أريبا قارئا وعبد الله بن فتوح بن موسى بن أبي الفتح بن عبد الله الفهري البونتي أبو محمد كان من أهل العلم والمعرفة وله كتاب في الوثائق والأحكام وله أيضا رواية توفي في جمادى الآخرة سنة 462
بونفاط بكسر النون وفاء وألف وطاء مهملة مدينة في وسط جزيرة صقلية
بون مدينة باليمن زعموا أنها ذات البئر المعطلة والقصر المشيد المذكورين في القرآن العظيم قال معن بن أوس سرت من بوانات فبون فأصبحت بقوران قوران الرصاف تواكله وحدثني أبو الربيع سليمان المكي والقاضي المفضل ابن أبي الحجاج أنهما بونان وهما كورتان ذواتا قرى البون الأعلى والبون الأسفل ولا يقوله

أهل اليمن إلا بالفتح قال اليمني يصف جبلا حتى بدت بسواد البون سامية يتبعن للحرب بوادا وروادا
بون بفتحتين ويروى بسكون الواو بليدة بين هراة وبغشور وهي قصبة ناحية باذغيس بينها وبين هراة مرحلتان رأيتها وسمعتهم يسمونها ببنة ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن بشر بن بكر الفقيه البوني يروي عن أبي جعفر بن طريف البوني وأبي العباس الأصم وغيرهما
بونة بالضم ثم الفتح وتشديد النون وادي بونة ذكره نصر
بوهرز بالضم ثم الفتح وسكون الهاء وكسر الراء وزاي قرية كبيرة ذات بساتين وبها جامع ومنبر قرب بعقوبا بينها وبين بغداد نحو ثمانية فراسخ روى بها قوم الحديث
البويب بلفظ تصغير الباب نقب بين جبلين وقال يعقوب البويب مدخل أهل الحجاز إلى مصر قال كثير عزة إذا برقت نحو البويب سحابة جرى دمع عيني لا يجف سجوم ولست براء نحو مصر سحابة وإن بعدت إلا قعدت أشيم فقد يوجد النكس الدني عن الهوى عزوفا ويصبو المرء وهو كريم و البويب أيضا نهر كان بالعراق موضع الكوفة فمه عند دار الرزق يأخذ من الفرات كانت عنده وقعة أيام الفتوح بين المسلمين والفرس في أيام أبي بكر الصديق وكان مجراه إلى موضع دار صالح بن علي بالكوفة ومصبه في الجوف العتيق وكان مغيضا للفرات أيام المدود ليزيدوا به الجوف تحصينا وقد كانوا فعلوا ذلك الجوف حتى كانت السفن البحرية ترفأ إلى الجوف
البويرة تصغير البئر التي يستقي منها الماء والبويرة هو موضع منازل بني النضير اليهود الذين غزاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد غزوة أحد بستة أشهر فأحرق نخلهم وقطع زرعهم وشجرهم فقال حسان بن ثابت في ذلك لهان على سراة بني لؤي حريق بالبويرة مستطير وفيه نزل قوله تعالى ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين قال أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يعز على سراة بني لؤي حريق بالبويرة مستطير فأجابه حسان بن ثابت أدام الله ذلكم حريقا وضرم في طوائفها السعير

هم أوتوا الكتاب فضيعوه وهم عمي عن التوراة بور وقال جمل بن جوال التغلبي وأوحشت البويرة من سلام وسعد وابن أخطب فهي بور و البويرة أيضا موضع قرب وادي القرى بينه وبين بسيطة مر بها المتنبي وذكرها في شعره فقال روامي الكفاف وكبد الوهاد وجار البويرة وادي الغضا و البويرة موضع بحوف مصر
و البويرة قرية أو بئر دون أجإ وفيها قال إن لنا بئرا بشرقي العلم عادية ما حفرت بعد إرم ذات سجال حامش ذات أجم قال واسمها اللقيطة
بويط بالضم ثم الفتح قرية بصعيد مصر قرب بوصير قوريدس وكان قد خرج في أيام المهدي دحية بن مصعب بن الإصبع بن عبد العزيز بن مروان ابن الحكم ودعا إلى نفسه واستمر إلى أيام الهادي فولى مصر الفضل بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس فكاتبه وكانت نعم أم ولد دحية تقاتل في وقعة على بويط فقال شاعرهم فلا ترجعي يا نعم عن جيش ظالم يقود جيوش الظالمين ويجنب وكري بنا طردا على كل سانح إلينا منايا الكافرين يقرب كيوم لنا لا زلت أذكر يومنا بفأو ويوم في بويط عصبصب ويوم بأعلى الدير كانت نحوسه على فيئة الفضل بن صالح تنعب و بويط أيضا قرية في كورة سيوط بالصعيد أيضا وإلى إحداهما ينسب أبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي المصري الفقيه صاحب الشافعي رضي الله عنه والمدرس بعده سمع الشافعي وعبد الله بن وهب روى عنه أبو إسماعيل الترمذي وإبراهيم بن إسحاق الحربي وقاسم بن مغيرة الجوهري وأحمد بن منصور الرمادي والقاسم بن هاشم السمسار وكان حمل إلى بغداد أيام المحنة وانتدب إلى القول بخلق القرآن فامتنع من الإجابة إليه ولم يزل محبوسا حتى توفي وكان إماما ربانيا كثير العبادة والزهد ومات في سنة 132 ذكره الخطيب وأما محمد ابن عمر بن عبد الله بن الليث أبو عبد الله الشيرازي الفقيه البويطي فليس من بويط ولكني أراه كان يدرس كتاب البويطي فنسب إليه
البوين بالنون ماء لبني قشير قال بشر بن عمرو بن مرثد أبلغ لديك أبا خليد وائلا أني رأيت العام شيئا معجبا هذا ابن جعدة بالبوين مغربا وبنو خفاجة يقترون الثعلبا فأنفت مما قد رأيت ورابني وغضبت لو أني أرى لي مغضبا
بوينة بضم الباء وسكون الواو وياء مفتوحة ونون قرية على فرسخين من مرو يقال لها بوينك أيضا والنسبة إليها بوينجي ينسب إليها جماعة منهم أبو عبد الرحمن الحصين بن المثنى بن عبد الكريم بن راشد البوينجي المروزي رحل إلى

العراق وكتب بالري عن جرير بن عبد الحميد وبالكوفة عن وكيع بن الجراح وحدث وروى الناس عنه توفي قبل سنة 003 في حدود سنة 052
باب الباء والهاء وما يليهما
بهاباذ بالفتح من قرى كرمان فيها وفي قرية أخرى يقال لها كوبيان يعمل التوتيا ويحمل إلى سائر البلدان
بهاران بالراء من قرى أصبهان من ناحية قهاب ذات جامع ومنبر كبير
بهار من قرى مرو ويقال لها بهارين أيضا ينسب إليها رقاد بن إبراهيم البهاري مات سنة 426
بهارزة بتقديم الراء من قرى بلخ ينسب إليها أبو عبد الله بكر بن محمد بن بكر بن عطاء البهارزي يروي عن قتيبة بن سعيد مات في ذي الحجة سنة 492
بهاطية من قرى بغداد
بهائم على وزنج جمع بهيمة من الدواب جبلان بحمى ضرية كلاهما على لون واحد كذا قال ثعلب وقال غيره البهائم جبال وماؤها يقال له المنبجس وهي بئار في شعب قال الراعي بكى خشرم لما رأى معارك أتى دونه والهضب هضب البهائم
بهجورة بسكون الهاء وضم الجيم من قرى الصعيد في غربي النيل وبعيدة عن شاطئه يكثر فيها زرع السكر
بهداذين بكسرأوله وسكون ثانيه دال مهملة وألف وذال معجمة وياء ساكنة ونون معناه بالفارسية أجود عطاء من قرى زوزان من أعمال نيسابور يقول فيها أبو الحسن العبدلكاني والد أبي محمد عبد الله بن محمد العبدلكاني أشرف ببهداذين من قرية عن شائنات العيب في حرز لكنها من لؤم سكانها حطت من الذل إلى العز ما إن ترى فيها سوى خامل جلف دني أصله كز لا تعجبوا منها ومن أهلها فالدر لا ينكر في الخرز
بهدى بوزن سكرى ويقال ذو بهدى قرية ذات نخل باليمامة قال جرير وأقفر وادي ثرمداء وربما تدانى بذي بهدي حلول الأصارم وقيل هما موضعان متقاربان
ويوم ذي بهدي من أيامهم قال ظالم بن البراء الفقيمي ونحن غداة يوم ذوات بهدى لدى الوتدات إذا غشيت تميم ضربنا الخيل بالأبطال حتى تولت وهي شاملها الكلوم بضرب يلقح الضبعان منه طروقته ويلجئه الأروم
بهرزان بالكسر ثم السكون وفتح الراء ثم زاي وألف ونون بليدة بينها وبين شهرستان فرسخان من جهة نيسابور رأيتها في صفر سنة 671 وهي عامرة ذات خير واسع وعليها سور حصين وبها سوق حافل

بهرسير بالفتح ثم الضم وفتح الراء وكسر السين المهملة وياء ساكنة وراء من نواحي سواد بغداد قرب المدائن ويقال بهرسير الرومقان وقال حمزة بهرسير إحدى المدائن السبع التي سميت بها المدائن وهي معربة من ده أردشير وقال في موضع آخر معربة من به أردشير كأن معناه خير مدينة أردشير وهي في غربي دجلة وقد خربت مدائن كسرى ولم يبق ما فيه عمارة غيرها وهي تجاه الإيوان لأن الإيوان في شرقي دجلة وهي في غربية رأيتها غير مرة وبالقرب منها من جهة الجنوب زريران ومن جهة الغرب صرصر وقال أبو مقرن أيام الفتوح تولى بنو كسرى وغاب نصيرهم على بهرسير فاستهد نصيرها غداة تولت عن ملوك نصرها لدى غمرات لا يبل بصيرها مضي يزدجرد بن الأكاسر سادما شع وأدبر عنه بالمدائن خيرها والشعر في ذكرها كثير
وفي كتاب الفتوح لما فرغ سعد بن أبي وقاص من القادسية سار حتى نزل بهرسير ففتحها وأقام عليها تسعة أشهر وقيل ثمانية حتى أكلوا الرطب مرتين ثم عبر دجلة فهرب منهم يزدجرد وذلك في سنة خمس عشرة وست عشرة
بهرة بالفتح والراء مدينة بمكران
بهرة بالضم قال محمد بن إدريس البهرة أقصء ماء يلي قرقرى لبني امرىء القيس بن زيد مناة باليمامة وقد ذكره ابن هرمة غير مرة في شعره وما أظنه أراد غير الذي باليمامة لأنها لم تكن بلاده قال كم أخ صالح وعم وخال وابن عم كالصارم المسنون قد جلته عنا المنايا فأمسى أعظما تحت ملحدات وطين رهن رمس ببهرة أو حزيز يا لقومي للميت المدفون وبهرة الوادي وسطه وأرى ابن هرمة إياه أراد لا موضعا بعينه
بهزان بالكسر والزاي وألف ونون موضع قرب الري قالوا هناك كانت مدينة الري فانتقل أهلها إلى موضعها اليوم وخربت وآثارها إلى اليوم باقية وبينها وبين مدينة الري ستة فراسخ
بهستان بكسرتين وسكون السين وتاء مثناة وألف ونون قلعة مشهورة من نواحي قزوين
بهستون بالفتح ثم الكسر قرية بين همذان وحلوان واسمها ساسانيان بينها وبين همذان أربع مراحل وبينها وبين قرميسين ثمانية فراسخ وجبل بهستون عال مرتفع ممتنع لا يرتقى إلى ذروته وطريق الحاج تحته سواء ووجهه من أعلاه إلى أسفله أملس كأنه منحوت ومقدار قامات كثيرة من الأرض قد نحت وجهه وملس فزعم بعض الناس أن بعض الأكاسرة أراد أن يتخذ حول هذا الجبل موضع سوق ليدل به على عزته وسلطانه وعلى ظهر الجبل بقرب الطريق مكان يشبه الغار وفيه عين ماء جار وهناك صورة دابة كأحسن ما يكون من الصور زعموا أنها صورة دابة كسرى المسماة شبديز وعليها كسرى وقد ذكرته مبسوطا في باب الشين

بهسنا بفتحتين وسكون السين ونون وألف قلعة حصينة عجيبة بقرب مرعش وسميساط ورستاقها هو رستاق كيسوم مدينة نصر بن شبث الخارجي في أيام المأمون وقتله عبد الله بن طاهر وهو على سن جبل عال وهي اليوم من أعمال حلب
بهقباذ بالكسر ثم السكون وضم القاف وباء موحدة وألف وذال معجمة اسم لثلاث كور ببغداد من أمال سقي الفرات منسوبة إلى قباذ ابن فيروز والد أنو شروان بن قباذ العادل منها بهقباذ الأعلى سقيه من الفرات وهو ستة طساسيج طسوج خطرنية وطسوج النهرين وطسوج عين التمر والفلوجتان العليا والسفلى وطسوج بابل والبهقباذ الأوسط وهي أربعة طساسيج طسوج سورا وطسوج باروسما والجبة والبداة وطسوج نهر الملك والبهقباذ الأسفل خمسة طساسيج الكوفة وفرات بادقلى والسيلحين وطسوج الحيرة وطسوج نستر وطسوج هرمزجرد
بهلا بلد على ساحل عمان
بهلكجين بالضم ثم الفتح وسكون اللام وفتح الكاف وكسر الجيم وياء ساكنة ونون موضع وأنشد الخارزنجي أنعت من حيات بهلكجين صل صفا داهية درخمين
بهمن أردشير كورة واسعة بين واسط والبصرة منها ميسان والمذار وتسمى فرات البصرة والبصرة منها تعد قال حمزة الأصبهاني بهمنشير تعريب بهمن أردشير وكانت مدينة مبنية على عبر دجلة العوراء في شرقيها تجاه الأبلة خربت ودرس أثرها وبقي اسمها
بهندف بفتحتين ونون ساكنة وبفتح الدال المهملة وتكسر وفاء بليدة من نواحي بغداد في آخر أعمال النهروان بين بادرايا وواسط وكانت تعد من أعمال كسكر وغزا المسلمون أيام الفتوح بهندف وكانت لهم بها وقعة في سنة 16 فقال ضرار بن الخطاب وكان صاحب الجيش ولما لقينا في بهندف جمعهم أناخوا وقالوا اصبروا آل فارس فقلنا جميعا نحن أصبر منكم وأكرم في يوم الوغى والتمارس ضربناهم بالبيض حتى إذا انثنت أقمنا لها مثلا بضرب القوانس فما فتئت خيلي تقص طريقهم وتقتلهم بعد اشتباك الحنادس فعادوا لنادينا ودانوا بعهدنا وعدنا عليهم بالنهى في المجالس وقال أبو مرجانة بن تباه واسمه عيسى يذكرها ودجلة والفرات جارية والنهروانات لسن في اللعب والمشرف العالي المحيط على بهندف ذي الثمار والحطب وقصر شيرين حين ينظره بين عيون المياه والعشب وينسب إليها أحمد بن محمد بن إبراهيم البهندفي يروي عن علي بن عثمان الحراني روى عنه أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين الواعظ
البهنسا بالفتح ثم السكون وسين مهملة مقصورة مدينة بمصر من الصعيد الأدنى غربي النيل وتضاف إليها

كورة كبيرة وليست على ضفة النيل وهي عامرة كبيرة كثيرة الدخل وبظاهرها مشهد يزار يزعمون أن المسيح وأمه أقاما به سبع سنين وبها برابي عجيبة ينسب إليها جماعة من أهل العلم منهم أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن الحسن بن محمد العطار البهنسي حدث عن يحيى بن نصر الخولاني توفي فلي شهر ربيع الأول سنة 413 وأبو الحسن علي ابن القاسم بن محمد بن عبد الله البهنسي روى عن بكر بن سهل الدمياطي وغيره روى عنه أبو مطر علي بن عبد الله المعافري
بهونة بالفتح ثم السكون وفتح الواو والنون اسم لإحدى القرى من بنج ديه ينسب إليها أبو نصر أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن شمر البهوني كان إماما فاضلا أديبا شاعرا تفقه على أسعد الميهني وأبي بكر السمعاني وأبي حامد الغزالي وسمع أبا القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي وأبا نصر أحمد بن محمد بن الحسن البشاري السرخسي وأبا سعيد محمد بن علي بن أبي صالح واختل في آخر عمره ومات سنة 445 ومولده سنة 466
به بالكسر والهاء محضة من مدن مكران مجاورة لأرض السند
باب الباء والياء وما يليهما
بيار بالكسر مدينة لطيفة من أعمال قومس بين بسطام وبيهق بينها وبين بسطام يومان أسواقهم بيوتهم وبياعوهم النساء خرج منها جماعة من أعيان العلماء منهم من المتأخرين أبو الفتح إدريس بن علي بن أدريس الأديب الحنفي البياري من أهل نيسابور كان أديبا شاعرا مدرسا بمدرسة السلطان بنيسابور سمع أبا صالح يحيى بن عبد الله بن الحسين الناصحي وأبا الحسن علي بن إحمد المؤذن وأبا الموفق علي بن الحسين الدهان ذكره أبو سعد في التحبير وقال مات في ذي الحجة سنة 045 وأبو الفضل جعفر بن الحسن بن منصور بن الحسن بن منصور البياري الكثيري المعبر له شعر وبديهة سمع أسعد البارع الزوزني وعبد الواحد بن عبد الكريم القشيري ذكره أبو سعد في التحبير مولده في رجب سنة 174 ببيار ومات ببخارى سنة 355 قال أبو سعد أنشدني أبو الفضل البياري من حفظه لنفسه ببخارى محن الزمان لها عواقب تنقضي لا بد فاصبر لانقضاء أوانها إن المحالة في إزالة شرها قبل الأوان تكون من أعوانها و بيار أيضا من قرى نسا
بياس بالفتح وياء مشددة وألف وسين مهملة مدينة صغيرة شرقي أنطاكية وغربي المصيصة بينهما قريبة من البحرة بينها وبين الإسكندرية فرسخان قريبة من جبل اللكام منها أبو عبد الله أحمد بن محمد بن دينار الشيرازي ثم البياسي يروي عن الحسن ابن أبي الحسن الأصبهاني روى عنه محمد بن أحمد بن جميع قال البحتري ولقد ركبت البحر في أمواجه وركبت هول الليل في بياس وقطعت أطوال البلاد وعرضها ما بين سندان وبين سجاس
بياس بتخفيف الياء نهر عظيم بالسند مفضاه إلى المولتان

بياسة ياء مشددة مدينة كبيرة بالأندلس معدودة في كورة جيان بينها وبين أبدة فرسخان وزعفرانها هو المشهور في بلاد المغرب دخلها الروم سنة 245 وأخرجوا عنها سنة 255 نسب إليها الحافظ أبو طاهر أبا العباس أحمد بن يوسف بن تمام اليعمري البياسي وقال هو شاعر مفلق وأديب محقق وكان كثير الحفظ لشعر الأندلسيين المتأخرين خاصة وتزهد في آخر عمره قال وسمعته بالثغر يقول سمعت فاخر بن فاخر القرطبي يقول مدح عبد الجليل بن وهبون المرسي المعروف بالدمعة المعتمد ابن عباد بقصيدة فيها تسعون بيتا فأجازه بتسعين دينارا فيها دينار مقروض فلم يعرف العلة في ذلك حتى أطال تأمل قصيدته وإذا هو قد خرج عن عروض الطويل في بيت منها إلى عروض الكامل فعرف حينئذ السبب
البياض ضد السواد وضع باليمامة في موضع قريب من يبرين وأنشد بعضهم ألم يكن أخبرني غلامي أن البياض طامس الأعلام و البياض أيضا حصن باليمن من أعمال الحقل قرب صنعاء
و البياض أرض بنجد لبني كعب من بني عامر بن صعصعة
بيان بالفتح والتخفيف صقع من سواد البصرة في الجانب الشرقي من دجلة عليه الطريق إلى حصن مهدي وهي قريبة منه وهو من نواحي الأهواز أعني حصن مهدي
بيان بتشديد ثانيه إقليم بيان من أمال بطليوس بالأندلس ويقال له منت بيان ينسب إليها قاسم ابن محمد بن قاسم بن محمد بن سيار البياني مولى هشام بن عبد الملك يعرف بصاحب الوثائق أندلسي محدث شافعي المذهب صحب المزني روى عنه محمد بن القاسم وأسلم بن عبد العزيز وأحمد بن خال ذكر ابن يونس أنه توفي سنة 892
بيانة بزيادة الهاء وهي قصبة كورة قبرة وهي كبيرة حصينة على ربوة يكتنفها أشجار وأنهار بينها وبين قرطبة ثلاثون ميلا منها قاسم بن أصبغ ابن يوسف بن ناصح بن عطاء البياني أبو محمد إمام مصنف سمع محمد بن وضاح ومحمد بن عبد السلام الخشني وتقي بن مخلد رحل إلى المشرق في سنة 472 فسمع الحارث بن أبي أسامة وإسماعيل بن إسحاق القاضي وأحمد بن أبي خيثمة وأبا محمد بن قتيبة وابن أبي الدنيا وغيرهم روى عنه ابن ابنه قاسم بن محمد ابن قاسم وعبد الوارث بن سليمان بن حبرون وكان عاد إلى قرطبة وطال عمره فألحق الأصاغر بالأكابر وكان مولده في سنة 742 ومات في سنة 043
البياو قال الحسن بن يحيى الفقيه صاحب تاريخ صقلية أحد أضلاع صقلية الثلاثة يمر على ساحل البحر من المغرب إلى المشرق يتيامن قليلا إلى جهة القبلة وهذه الناحية تنظر إلى جهة إفريقية وفي هذا الموضع من المواضع المشهورة أو قريبا منه مدينة البياو وهذا الموضع هو ذنب الجزيرة وأقلها خيرا وكان سجنا
بيبرز بكسر أوله وفتح ثانيه وسكون الباء وفتح الراء وزاي محلة ببغداد وهي اليوم مقبرة بين عمارات البلد وأبنيته من جهة محلة الظفرية والمقتدرية بها قبور جماعة من الأئمة منهم أبو إسحاق إبراهيم بن علي الفيروزاباذي الفقيه الإمام ومنهم من يسميها باب أبرز

بيت الآبار جمع بئر قرية يضاف إليها كورة من غوطة دمشق فيها عدة قرى خرج منها غير واحد من رواة العلم
بيت الأحزان جمع حزن ضد الفرح بلد بين دمشق والساحل سمي بذلك لأنهم زعموا أنه كان مسكن يعقوب عليه السلام أيام فراقه ليوسف عليه السلام وكان الأفرنج عمروه وبنوا به حصنا حصينا قال النشو بن نقادة هلاك الفرنج أتى عاجلا وقد آن تكسير صلبانها ولو لم يكن قد أتى حينها لما عمرت بين أحزانها فنزل عليه الملك الناصر يوسف بن أيوب في سنة 575 ففتحه وأخربه فقال أبو الحسن علي بن محمد الساعاتي الدمشقي أيسكن أوطان النبيين عصبة تمين لدى أيمانها حين تحلف نصحتكم والنصح في الدين واجب ذروا بيت يعقوب فقد جاء يوسف
بيت أرانس بفتح الهمزة والراء وبعد الألف نون مكسورة وسين مهملة من قرى الغوطة بقربها قبر أبي مرثد دثار بن الحصين من الصحابة قال الحافظ أبو القاسم في كتاب دمشق محمد بن المعمر بن عثمان أبو بكر الطائي من ساكني بيت أرانس من قرى الغوطة حدث عن محمد بن جعفر الراموزي ومحمد بن إسحاق بن يزيد الصيني وعاصم بن بشر بن عاصم حدث عنه أبو الحسين الرازي وعبد الوهاب بن الحسن وأبو الحسن محمد بن زهير بن محمد الكلابيان مات في سنة 123 وقال أيضا محمد ابن محمد بن طوق العسعس بن الجريش بن الوزير اليعمري أبو عمرو من أهل قرية من قرى دمشق يقال لها بيت أرانس حدث عنه أبو الحسين الرازي
بيت أنعم بضم العين حصن قريب من صنعاء اليمن نازله الفارس قليب أتابك الملك المسعود بن الملك الكامل العادل بن أيوب مدة طويلة حتى أمكنه أخذه
و بيت أنعم أيضا حصن أو قرية في مخلاف سنحان باليمن
بيت البلاط من قرى دمشق بالغوطة وقد ذكر في البلاط منها مسلمة بن علي بن خلف أبو سعيد الخشني روي عن الأوزاعي ويحيى بن الحارث وزيد ابن واقد والأعمش ويحيى بن سعيد الأموي وخلق كثير روى عنه خلق آخر كثير منهم عبد الله بن وهب وعبد الله بن الحكم المصريان
بيت بوس قرية قرب صنعاء اليمن بفتح الباء الموحدة وسكون الواو وسين مهملة وقد نسب إليها بعضهم وقد ذكرتها في بوس لأن النسبة إليها بوسي
بيت بني نعامة ناحية باليمن
بيت جبرين لغة في جبريل بليد بين بيت المقدس وغزة وبينه وبين القدس مرحلتان وبين غزة أقل من ذلك وكانت فيه قلعة حصينة خربها صلاح الدين لما استنقذ بيت المقدس من الأفرنج وبين بيت جبرين وعسقلان واد يزعمون أنه وادي النملة التي خاطبت سليمان بن داود عليه السلام وقد نسب إليها من ذكرناه في جبرين
البيت الحرام هو مكة حرسها الله تعالى يذكر في المسجد الحرام مبسوطا محدودا إن شاء الله تعالى

بيت الخردل بلفظ الخردل من النبات بلد باليمن من نواحي مخلاف سنحان
بيت رأس اسم لقريتين في كل واحدة منهما كروم كثيرة ينسب إليها الخمر إحداهما بالبيت المقدس وقيل بيت رأس كورة بالأردن والأخرى من نواحي حلب قال حسان بن ثابت كأن سبيئة من بيت رأس يكون مزاجها عسل وماء فنشربها فتتركنا ملوكا وأسدا ما ينهنهنا اللقاء وقال أبو نواس دثار من غنية أو سليمى أو الدهماء أخت بني الحماس كأن معاقد الأوضاح منها بجيد أغن نوم في كناس وتبسم عن أغر كأن فيه مجاج سلافة من بيت راس
بيت رامة قرية مشهورة بين غور الأردن والبلقاء قرأت في الكتاب الذي ألفه أبو محمد القاسم بن أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ الدمشقي في فضائل البيت المقدس أنبأنا أبو القاسم المقري أنبأنا إبراهيم الخطيب أنبأنا عبد العزيز النصيبيني إجازة أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد أنبأنا عمر بن الفضل أنبأنا أبو الوليد أنبأنا عبد الرحمن بن منصور بن ثابت بن استنباد حدثني أبي عن أبيه عن جده قال كانت الصخرة أيام سليمان بن داود عليه السلام ارتفاعها اثنا عشر ذراعا وكان الذراع ذراع الأمان ذراع وشبر وقبضة وكانت عليها قبة من اليلنجوج وهو العود المندلي وارتفاع القبة ثمانية عشر ميلا وفوق القبة غزال من الذهب بين عينيه درة حمراء يقعد نساء البلقاء ويغزلن في ضوئها ليلا وهي على ثلاثة أيام منها وكان أهل عمواس يستظلون بظل القبة إذا طلعت الشمس وإذا غربت استظل أهل بيت الرامة وغيرها من الغور بظلها هكذا وجدت هذا الخبر كما تراه مسندا وفيه طول وهو أبعد من السماء عن الحق والله المستعان
بيت ردم من حصون صنعاء اليمن
بيت ريب حصن باليمن أيضا في جبل مسور قال ابن أفنونة هو أبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف ابن أفنونة من أهل اليمن وكان قد ولي القضاء ببيت ريب يا ليت شعري الأيام محدثة من طول غربتنا يوما يرى يوما لنا فرجا أم هل نرى الشمل يضحي وهو ملتئم ويبهج الله صبا طالما حرجا لا حبذا بيت ريب لا ولا نعمت عينا غريب يرى يوما بها بهجا وحبذا أنت يا صنعاء من بلد وحبذا عيشك الغض الذي درجا لولا النوائب والمقدور لم ترني عنها وعيشك طول الدهر منزعجا
بيت سابا بالباء الموحدة قال الحافظ أبو القاسم في كتاب دمشق هشام بن يزيد بن محمد بن عبد الله ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي كان يسكن بيت سابا من أقليم بيت الآبار عند جرمانس وكان لجده يزيد بن معاوية ذكره ابن أبي العجائز

بيت سبطا بالتحريك والباء موحدة من نواحي اليمن من حازة بني شهاب
بيت سوا بالفتح والقصر قال الحافظ سكنها يحيى بن محمد بن زياد أبو صالح الكلبي البغدادي حدث عن عمرو بن علي القلاس ومحمد بن مثنى والحسن بن عرفة روى عنه أبو بكر محمد بن سليمان ابن سفيان بن يوسف الربعي وأبو سليمان بن زبر وأبو محرز عبد الواحد بن إبراهيم العبسي قال أبو سليمان الربعي مات أبو صالح يحيى بن محمد الكلبي البيت سواني في رجب سنة 313 ومحمد بن حميد بن معيوف بن بكر بن أحمد بن معيوف بن يحيى بن معيوف أبو بكر الهمداني سمع أبا بكر محمد بن علي بن أحمد بن داود بن علان والمضاء بن مقاتل بإذنه والقاسم بن عيسى العطار ومحمد بن حصن الألوسي وأبا الحسن بن جوصا وأبا الدحداح وغيرهم روى عنه أبو نصر بن الجبان وأبو الحسن بن السمسار وعبد الوهاب الميداني وتمام بن محمد الرازي
البيت العتيق هو الكعبة وقيل هو اسم من أسماء مكة سمي بذلك لعتقه من الجبارين أي لا يتجبرون عنده بل يتذللون وقيل بل لأن جبارا لا يدعيه لنفسه وقد يكون العتيق بمعنى القديم وقد يكون معنى العتيق الكريم وكل شيء كرم وحسن قيل له عتيق وذكر عن وهب وكعب فيه أخبار تذكر في الكعبة والعتيق وغيرهما
بيت عذران من نواحي صنعاء اليمن
بيت العذن بالذال المعجمة ساكنة ونون حصن باليمن لحمير
بيت عز من حصون اليمن كان لعلي بن عواض
بيت فارط بالفاء والطاء المهملة قرية إلى جانب الأنبار على شاطىء الفرات بينها وبين الأنبار نحو فرسخ
بيت فايش حصن باليمن لصعصعة أمير الحميريين باليمن
بيت قوفا بضم القاف وسكون الواو وفاء مقصورة من دمشق نسب إليها بعضهم قوفانيا ذكرت في قوفا لذلك
بيت لاها حصن عال بين أنطاكية وحلب على جبل ليلون كان فيه ديدبان ينظر في أول النهار إلى أنطاكية وفي آخره إلى حلب
بيت لحم بالفتح وسكون الحاء المهملة بليد قرب البيت المقدس عامر حفل فيه سوق وبازارات ومكان مهد عيسى بن مريم عليه السلام قال مكي بن عبد السلام الرميلي ثم المقدسي رأيت بخط مشرف بن مرجا بيت لخم بالخاء المعجمة وسمعت جماعة من شيوخنا يروونه بالحاء المهملة وقد بلغني أن الجميع صحيح جائز قال البشاري بيت لحم قرية على نحو فرسخ من جهة جبرين بها ولد عيسى بن مريم عليه السلام وثم كانت النخلة وليس ترطب النخيل بهذه الناحية ولكن جعلت لها آية وبها كنيسة ليس في الكورة مثلها
ولما ورد عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى البيت المقدس أتاه راهب من بيت لحم فقال له معي منك أمان على بيت لحم فقال له عمر ما أعلم ذلك فأظهره وعرفه عمر فقال له الأمان صحيح ولكن لا بد في كل موضع للنصارى أن نجعل فيه مسجدا فقال الراهب إن ببيت لحم حنية مبنية على قبلتكم فاجعلها مسجدا للمسلمين ولا تهدم الكنيسة فعفا له عن

الكنيسة وصلى إلى تلك الحنية واتخذها مسجدا وجعل على النصارى إسراجها وعمارتها وتنظيفها ولم يزل المسلمون يزورون بيت لحم ويقصدون إلى تلك الحنية ويصلون فيها وينقل خلفهم عن سلفهم أنها حنية عمر ابن الخطاب وهي معروفة إلى الآن لم يغيرها الفرنج لما ملكوا البلاد ويقال إن فيها قبر داود وسليمان عليهما السلام
بيت لهيا بكسر اللام وسكون الهاء وياء وألف مقصورة كذا يتلفظ به والصحيح بيت الإلاهة وهي قرية مشهورة بغوطة دمشق يذكرون أن آزر أبا إبراهيم الخليل عليه السلام كان ينحت بها الأصنام ويدفعها إلى إبراهيم ليبيعها فيأتي بها إلى حجر فيكسرها عليه والحجر إلى الآن بدمشق معروف يقال له درب الحجر قلت أنا والصحيح أن الخليل عليه السلام ولد بأرض بابل وبها كان آزر يصنع الأصنام وفي التوراة أن آزر مات بحران وكان قد خرج من العراق فأقام بحران إلى أن مات بها ولم يرد في خبر صحيح أنه دخل الشام والله أعلم وللشعراء في بيت لهيا أشعار كثيرة منها قول أحمد بن منير الأطرابلسي سقاها وروى من النيرين إلى الغيضتين وحمورية إلى بيت لهيا إلى برزة دلاح مكفكفة الأوعية والنسبة إليها بتلهي وقد نسب إليها خلق كثير من أهل الرواية منهم يحيى بن محمد بن عبد الحميد السكسكي البتلهي حدث عن أبي حسان الحسن ابن عثمان الزيادي البصري ويحيى بن أكثم روى عنه ابنه أبو الفضل محمد بن يحيى وعمرو بن مسلمة بن الغمر أبو بكر السكسكي البتلهي روى عن نوح ابن عمر بن حوي السكسكي روى عنه عبد الوهاب الكلابي والحسين الرازي وقال مات سنة 523 وغيرهما كثير وإسمعيل بن أبان بن محمد بن حوي السكسكي البتلهي روى عن أبي مسهر وأحمد بن حنبل وأبي مصعب الزهري وخطاب بن عثمان ونوح ابن عمر بن حوي وغيرهم روى عنه أحمد بن المعلى ومحمد بن جعفر بن ملاس وأبو الحسن بن جوصا وأبو الجهم بن طلاب والعباس بن الوليد بن مزيد وهو من أقرانه وغيرهم ومات ببيت لهيا لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة 263
بيت ماما قرية من قرى نابلس بفلسطين قال صاحب الفتوح وأهلها سامرة كانت الجزية على الرجل منهم عشرة دنانير فشكوا ذلك إلى المتوكل فجعلها ثلاثة دنانير
بيت مامين قرية من قرى الرملة مات بها أبو عمير عيسى بن محمد بن إسحاق ويقال ابن محمد بن عيسى الرملي يعرف بابن النحاس روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وتلك الطبقة وروى عنه يحيى ابن معين ومات يحيى قبله بثلاث وعشرين سنة وسئل عنه يحيى فوثقه وكان من الصلحاء الأخيار وروى عنه البخارى أيضا قال ابن زيد ومات سنة 526 في بيت مامين وحمل إلى الرملة فدفن بها لثمانية أيام مضت من المحرم
بيت محرز آخره زاي حصن في جبل وضرة من جبال اليمن
بيت النار قرية كبيرة من قرى إربل من جهة الموصل بينها وبين إربل ثمانية أميال أنشدني عبد الرحمن بن المستخف لنفسه فيها فقال

إربل دار الفسق حقا فلا يعتمد العاقل تعزيرها لو لم تكن دار فسوق لما أصبح بيت النار دهليزها
بيت نوبا بضم النون وسكون الواو وباء موحدة بليدة من نواحي فلسطين
بيت نقم بالتحريك من حصون صنعاء استحدثه عبد الله بن حسن الزيدي الخارج باليمن في حدود سنة ستمائة
بيت يرام من حصون اليمن أيضا
بيجانين بالفتح ثم السكون وجيم وألف ونون مفتوحة وياء ساكنة ونون أخرى من قرى نهاوند منها أبو العلاء عيسى بن محمد بن منصور الصوفي الهمداني البيجانيني سكن بيجانين فنسب إليها وسمع الحديث من أبي ثابت بنجير الصوفي الهمداني ذكر في التحبير
بيج بكسر أوله وسكون ثانيه وجيم بليد على ساحل النيل في شرقيه أنشأ فيه الأمير بزكوج الناصري في أيام الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب معاصر للسكر وكان يرتفع له منه ارتفاع وافر
بيجن كرد بالفتح والنون بلد وقلعة بين قرص وأرزن الروم من أرض أرمينية
بيجان بالحاء مهملة مخلاف باليمن معروف منه كان الفقيه البيجاني المقري نزيل مكة وكان صالحا دينا مقبولا مات قرابة سنة 595 أو فيها
البيداء اسم لأرض ملساء بين مكة والمدينة وهي إلى مكة أقرب تعد من الشرف أمام ذي الحليفة وفي قول بعضهم إن قوما يغزون البيت فنزلوا بالبيداء فبعث الله عز و جل جبرائيل فقال يا بيداء أبيديهم وكل مفازة لا شيء بها فهي بيداء وحكى الأصمعي عن بعض العرب قال كانت امرأة تأتينا ومعها ولدان لها كالفهدين فدخلت بعض المقابر فرأيتها جالسة بين قبرين فسألتها عن ولديها فقالت قضيا نحبهما وهناك والله قبراهما ثم أنشأت تقول فلله جاراي اللذان أراهما قريبين مني والمزار بعيد مقيمين بالبيداء لا يبرحانها ولا يسألان الركب أين تريد أمر فأستقري القبور فلا أرى سوى رمس أحجار عليه لبود كواتم أسرار تضمن أعظما بلين رفاتا حبهن جديد
بيدان بوزن ميدان ماء لبني جعفر بن كلاب وفي كتاب نصر بيدان جبل أحمر مستطيل من أخيلة حمى ضرية قال جرير كاد الهوى يوم سلمانين يقتلني وكاد يقتلني يوما ببيدانا لا بارك الله فيمن كان يحسبكم إلا على العهد حتى كان ما كان وقال مالك بن خالد الخناعي ثم الهذلي جوار شظيات وبيدان أنتحي شمارخ شما بينهن ذوائب
بيدح موضع في قول ابن هرمة قضى وطرا من حاجة فتروحا على أنه لم ينس سلمي وبيدحا
بيد موضع بفارس
و بيد أيضا من مدن مكران

بيدرة بالراء والهاء من قرى بخارى ينسب إليها أبو الحسن مقاتل بن سعد الزاهد البيدري البخاري يروي عن عيسى بن موسى روى عنه سهل ابن شاذويه البخاري
بيران بالراء قرية من نظر دانية بالأندلس ينسب إليها أبو حفص عمر بن الحسن بن عبد الرزاق البيراني النفزي قدم الشرق حاجا ولقي السلفي وأنشده وقال رأيت أبا الحسن علي بن عبد الغني الحصري القيرواني بدانية من مدن الأندلس وطنجة من مدن العدوة جميعا ومات بطنجة وسمع أبا حفص كثيرا وكان شيخا كبيرا فألفه السلفي وقال نفزة قبيلة كبيرة من البربر
بيران بالكسر من قرى نسف على فرسخ منها ينسب إليها عمر بن محمد بن عبد الملك بن بنكي بن مذكور بن حفص البيراني الفرخوزديزجي النسفي من أهل بيران وقرية فرخوزديزه على فرسخ من نسف خربت ورد بخارى وسكنها وكان شيخا صالحا عالما متميزا جميل الأمر سمع بنسف أبا بكر محمد بن أحمد بن محمد البلدي سمع منه أبو سعد وحدثنا عنه ابنه أبو المظفر بن أبي سعد وكانت ولادته تقديرا في سنة 194 بقرية فرخوزديزه وتوفي ببخارى في سنة ست وخمسين وخمسمائة
بيرجند بكسر أوله وفتح الجيم وسكون النون أحسبها من قرى قوهستان ينسب إليها الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن محمد بن منازل البيرجندي أبو القاسم وقيل أبو عبد الله القايني أديب أصبهان وكان يذكر بالصلاح والعفة والسنة كثير الكتابة دقيق الخط وكان يسمى الأصمعي الصغير
بيرحا بوزن خيزلى قال أبو القاسم بن عمر ويقال بئرحاء مضاف إليه ممدود ويقال بيرحا بفتح أوله والراء والقصر ورواية المغاربة قاطبة الإضافة وإعراب الراء بالرفع والجر والنصب وحاء على لفظ الحاء من حروف المعجم قال أبو بكر الباجي وأنكر أبو بكر الأصم الإعراب في الراء وقيل إنما هو بفتح الراء في كل حال قال وعليه أدركت أهل العلم بالمشرق
وقال أبو عبد الله الصوري إنما هو بفتح الباء والراء في كل حال يعني أنه كلمة واحدة قال عياض وعلى رواية الأندلسيين ضبطنا هذا الحرف عن أبي جعفر في كتاب مسلم بكسر الباء وفتح الراء وبكسر الراء وفتح الباء والقصر ضبطناه في الموطإ عن أبي عتاب وابن حمدون وغيرهما وبضم الراء وفتحها معا قيدناه عن الأصيلي وقد رواه مسلم من طريق حماد بن سلمة بريحا هكذا ضبطناه عن الخشني والأسدي والصدفي فيما قيدوه عن العذري والسمرقندي وغيرهما ولم أسمع فيه من غيرهما خلافا إلا أني وجدت أبا عبد الله الحميدي الأندلسي ذكر هذا الحرف في اختصاره عن حماد بن سلمة بيرحاكما قال الصوري ورواية الرازي في حديث مسلم من حديث مالك بن أنس بريحا وهم إنما هذا في حديث حماد وأما في حديث مالك فهو بيرحا كما قيد الجميع على اختلافهم وذكر أبو داود في مصنفه هذا الحديث
بخلاف ما تقدم فقال جعلت أرضي باريحا وهذا كله يدل على أنها ليست ببئر وقيل هي أرض لأبي طلحة وقيل هو موضع بقرب المسجد بالمدينة يعرف بقصر بني جديلة وذكر ابن إسحاق أن حسان بن ثابت لما تكلم في الإفك بما تكلم به ونزل القرآن ببراءة عائشة رضي الله عنها عدا صفوان بن المعطل على حسان فضربه

بالسيف فاشتكت الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فعل صفوان فأعطاه رسول الله صلى الله عليه و سلم عوضا عن ضربته بيرحاء وهو قصر بني جديلة اليوم بالمدينة وكان مالا لأبي طلحة ابن سهل تصدق به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعطاه رسول الله صلى الله عليه و سلم حسانا وأعطاه سيرين أمة قبطية فولدت له عبد الرحمن بن حسان
البير ماء في ديار طيء
وبير بغير تعريف بلد حصين من نواحي شهرزور
بيرمس الياء والراء ساكنان والميم مفتوحة والسين مهملة من قرى بخارى ينسب إليها أبو محمد أحمد بن عمر البخاري البيرمسي يروي عن محمد بن أبي الليث البخاري
بيروت بالفتح ثم السكون وضم الراء وسكون الواو والتاء فوقها نقطتان مدينة مشهورة على ساحل بحر الشام تعد من أعمال دمشق بينها وبين صيداء ثلاثة فراسخ قال بطليموس بيروت طولها ثمان وستون درجة وخمس وأربعون دقيقة وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وعشرون دقيقة طالعها العواء بيت حياتها الميزان وقال صاحب الزيج طولها تسع وخمسون درجة ونصف وعرضها أربع وثلاثون درجة في الإقليم الرابع وقال الوليد ابن يزيد بن عبد الملك بن مروان إذا شئت تصابرت ولا أصبر إن شيت ولا والله لا يصب ر في البرية الحوت ألا يا حبذا شخص حمت لقياه بيروت ولم تزل بيروت في أيدي المسلمين على أحسن حال حتى نزل عليها بغدوين الأفرنجي الذي ملك القدس في جمعه وحاصرها حتى فتحها عنوة في يوم الجمعة الحادي والعشرين من شوال سنة 305 وهي في أيديهم إلى هذه الغاية وكان صلاح الدين قد استنقذها منهم في سنة 385 وقد خرج منها خلق كثير من أهل العلم والرواية منهم الوليد بن مزيد العذري البيروتي روى عن الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز وإسماعيل بن عياش ويزيد بن يوسف الصنعاني وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وأبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة القرشي وكلثوم بن زياد المحاربي ومحمد بن يزيد المصري وعبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون بن لهيعة وعبد الله بن هشام بن الغاز وعبد الله بن شوذب ومقاتل بن سليمان البلخي وعثمان بن عطاء الحراني روى عنه ابنه أبو الفضل العباس وأبو مسهر وهشام بن إسماعيل العطار وأبو الحمار محمد ابن عثمان وعبد الله بن إسماعيل بن يزيد بن حجر البيروتي وعبد الغفار بن عفان بن صهر الأوزاعي وعيسى بن محمد بن النحاس الرملي وعبد الله بن حازم الرملي وكان مولده سنة 216 وكان الأوزاعي يقول ما عرضت فيما حمل عني أصح من كتب الوليد بن مزيد قال أبو مسهر وكان الوليد بن مزيد ثقة ولم يكن يحفظ وكانت كتبه صحيحة مات سنة 302 عن سبع وسبعين سنة وابنه أبو الفضل العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي روى عن أبيه وغيره وكان من خيار عباد الله ومات سنة 072 ومولده سنة 169 ومحمد بن عبد الله بن عبد السلام بن أبي أيوب أبو عبد الرحمن البيروتي المعروف

بمكحول الحافظ روى عن أبي الحسين أحمد بن سليمان الرهاوي وسليمان بن سيف ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم والعباس بن الوليد وغيرهم كثير روى عنه جماعة أخرى كثيرة ومات سنة 023 وقيل سنة 123
بيروذ بالذال معجمة ناحية بين الأهواز ومدينة الطيب ذكرها أبو عبد الله البشاري وقال هي كبيرة بها نخل كثير حتى إنهم يسمونها البصرة الصغرى ويقال إنها كانت قصبة كورة قديما رأيتها وأنا سائر من المذار إلى بصنا وينسب إليها أبو عبد الله الحسين بن بحر بن يزيد البيروذي حدث عن أبي زيد الهروي وغالب بن جليس الكلبي وجبارة بن مغلس روى عنه أبو عروبة الحراني وتوجه إلى الغزو في النفير فتوفي بمدينة ملطية في رمضان سنة إحدى وستين ومائتين
بيروزكوه بالكسر وياء ساكنة وراء
وواو وزاي ساكنتين وضم الكاف وسكون الواو وهاء محضة ومعناه بالفارسية جبل أزرق اسم لقلعتين حصينتين إحداهما في وسط جبال الغور بين هراة وغزنة عمرها بنو سام ملوك الغورية وحصنوها وجعلوها دار ملكهم ومعقل أموالهم وذلك قبل سنة 600
و بيروزكوه أيضا قلعة قرب دنباوند من أعمال الري مشرفة على بليدة يقال لها ويمة رأيتها في سنة 671 كالخراب ومقابلها في الوطء سمنان
البيرة في عدة مواضع منها بلد قرب سميساط بين حلب والثغور الرومية وهي قلعة حصينة ولها رستاق واسع وهي اليوم للملك الزاهر مجير الدين أبي سليمان داود بن الملك الناصر يوسف بن أيوب أقطعه إياها أخوه الملك الظاهر غازي واستمرت بيده
و البيرة بين بيت المقدس ونابلس خربها الملك الناصر حين استنقذها من الأفرنج رأيتها وفي عدة مواضع
وأما إلبيرة التي في الأندلس فألفها أصل والنسبة الإلبيري ذكر في حرف الألف
بيرة بالفتح كذا ضبطه الحميدي وقال هي بليدة قريبة من ساحل البحر بالأندلس ولها مرسى ترسي فيه السفن ما بين مرسية والمرية قال سعد الخير وأما الحميدي فإنه قال هي بالأندلس ولم يزد وقال ابن الفقيه بيرة جزيرة فيها اثنتا عشرة مدينة وملكها مسلم يقال له في هذا الوقت سودان بن يوسف وهي في أيدي المسلمين منذ دهر وأهلها يغزون الروم والروم يغزونهم ومنها يتوجه إلى القيروان هكذا قال ولا أعرف هذه الجزيرة ولا سمعت لها بذكر في غير هذا الموضع وكان ابن الفقيه في حدود سنة 043 ه
بيرين من قرى حمص قال القاضي عبد الصمد بن سعيد الحمصي في تاريخ حمص كان النعمان بن بشير الأنصاري زبيريا فحدث عن سليمان عبيد الحميد البهراني قال لما صاح الناس في زمن ابن الزبير بالنعمان بن بشير خرج هاربا على وجهه من حمص فلحقه خالد بن خلي في شببة من الكلاعيين حتى أتى حربنفسا فقال أي قرية هذه فقالوا حربنفسا فقال حرب أنفسنا ثم مضى حتى أتى بيرين فقال أي قرية هذه فقالوا بيرين فقال فيها برنا فقتله خالد بن خلي فيها في سنة 65
بيزان بالكسر والزاي جيل من الفرنج ولهم بلاد يعرفونهم بها في بر رومية وفيهم كثرة ورأيناهم بالشام تجارا ذوي ثروة

بيزع قرية بين دير العاقول وجبل بها قتل أبو الطيب المتنبي نقلته من خط أبي بكر محمد بن هاشم الخالدي الشاعر
بيسان بالفتح ثم السكون وسين مهملة ونون مدينة بالأردن بالغور الشامي ويقال هي لسان الأرض وهي بين حوران وفلسطين وبها عين الفلوس يقال إنها من الجنة وهي عين فيها ملوحة يسيرة جاء ذكرها في حديث الجساسة وقد ذكر حديث الجساسة بطوله في طيبة وتوصف بكثرة النخل وقد رأيتها مرارا فلم أر فيها غير نخلتين حائلتين وهو من علامات خروج الدجال وهي بلدة وبئة حارة أهلها سمر الألوان جعد الشعور لشدة الحر الذي عندهم وإليها فيما أحسب ينسب الخمر قالت ليلى الأخيلية في توبة جزى الله خيرا والجزاء بكفه فتى من عقيل ساد غير مكلف فتى كانت الدنيا تهون بأسرها عليه ولم ينفك جم التصرف ينال عليات الأمور بهونة إذا هي أعيت كل خرق مشرف هو الذوب أو أري الضحا لي شبته بدرياقة من خمر بيسان قرقف وينسب إليها جماعة منهم سارية البيساني وعبد الوارث بن الحسن بن عمر القرشي يعرف بالترجمان البيساني قدم دمشق وسمع بها أبا أيوب سليمان بن عبد الرحمن وهشام بن عمار ثم قدمها وحدث بها عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري وأبي حازم عبد الغفار بن الحسن وإسحاق بن بشر الكاهلي وإسماعيل بن أويس وعطاء بن همام الكندي ومحمد ابن المبارك الصوري وآدم بن أبي إياس ومحمد بن يوسف الفريابي ويحيى بن حبيب ويحيى بن صالح الوحاظي وجماعة روى عنه أبو الدحداح وأبو العباس بن ملاس وإبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان ومحمد بن عثمان بن جملة الأنصاري وعامر بن خزيم العقيلي وإليها أيضا ينسب القاضي الفاضل أبو علي عبد الرحيم بن علي البيساني وزير الملك الناصر يوسف بن أيوب والمتحكم في دولته وصاحب البلاغة والإنشاء التي أعجزت كل بليغ وفاق بفصاحته وبراعته المتقدمين والمتأخرين مات بمصر سنة 956
و بيسان أيضا موضع في جهة خيبر من المدينة وإياه أراد كثير بقوله لأنها بلاده فقلت ولم أملك سوابق عبرة سقى أهل بيسان الدجان الهواضب وعن أبي منصور في الحديث قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزاة قرد على ماء يقال له بيسان فسأل عن اسمه فقالوا يا رسول الله اسمه بيسان وهو ملح فقال صلى الله عليه و سلم بل هو نعمان وهو طيب فغير رسول الله صلى الله عليه و سلم الاسم وغير الماء فاشتراه طلحة وتصدق به قال الزبير و بيسان أيضا موضع معروف بأرض اليمامة والذي أراه أن هذا الموضع هو الموصوف بكثرة النخل لأنهم إنما احتجوا على كثرة نخل بيسان بقول أبي دواد الإيادي نخلات من نخل بيسان أينع ن جميعا ونبتهن تؤام وتدلت على مناهل برد وفليج من دونها وسنام
برد قبيلة من إياد ولم تكن الشام منازل إياد

وفليج واد يصب في فلج بين البصرة وضرية وعليه يسلك من يريد اليمامة
وسنام جبل لبني دارم بين البصرة واليمامة وقد كانت منازل إياد بأطراف العراق وفليج وسنام بين العراق واليمامة فلذلك قال أبو دواد وفليج من دونها وسنام
و بيسان أيضا قرية من قرى الموصل لها مزرعة كبيرة
و بيسان أيضا من قرى مرو الشاهجان
وبين البصرة وواسط كورة واسعة كثيرة النخل والقرى يقال لها ميسان بالميم تذكر في موضعها إن شاء الله تعالى
بيست بالفتح ثم الضم وسكون السين المهملة وتاء مثناة بلدة من نواحي برقة قال السلفي أنشدني أبو عطية عطاء الله بن قائد بن الحسن بن عمر ابن سعيد التميمي البيتي بالثغر أنشدني أبو داود مفرج بن موسى التميم ببيست من أرض برقة وبها مولد حاتم الطائي وذكر شعرا لحاتم وكان يحفظ الأشعار قال وسمعت أبا الفتح فارس بن عبد العزيز بن أحمد البيستي المالكي قال سمعت حسان بن علوان البيستي يقول كنت أنا وجماعة من بني عمي في مسجد بيست ننتظر الصلاة فدخل أعرابي وتوجه إلى القبلة وكبر ثم قال قل هو الله أحد قاعد على الرصد مثل الأسد لا يفوته أحد وركع وسجد ثم قام فقال مثل مقالته الأولى وسلم فقلت يا أخا العرب الذي قرأته ليس بقرآن وهذه صلاة لا يقبلها الله فقال حتى يكون سفلة مثلك إني آتي إلى بيته وأقصده وأتضرع إليه ويردني خائبا ولا يقبل لي صلاة لا إن شاء الله ثم قام وخرج
بيستي بالكسر ثم السكون قال أبو سعد أظنها من قرى الري ينسب إليها أبو عبد الله أحمد بن مدرك البيستي روى عن عطاف بن قيس الزاهد
بيس بالفتح
ناحية بسرقسطة من نواحي الأندلس
بيسكند مدينة من وراء الشاش من نواحي تركستان وهي مجمع الأتراك
بيش بالشين المعجمة من مخاليف اليمن فيه عدة معادن وهو واد فيه مدينة يقال لها أبو تراب سميت بذلك لكثرة الرياح والسوافي فيها وهي ملك للشرفاء بني سليمان الحسنيين وقال ربيعة اليمني يمدح الصليحي قرنت إلى الوقائع يوم بيش فكان أجلها يوم السباق
بيش بكسر أوله من بلاد اليمن قرب دهلك له ذكر في الشعر قال أبو دهبل إسلمي أم دهبل قبل هجر وتفصي من الزمان ودهر واذكري كري المطي إليكم بعدما قدة توجهت نحو مصر لا تخالي أني نسيتك لما حال بيش ومن به خلف طهري إن تكوني أنت المقدم قبلي وضع مثواي عند قبرك قبري وهذا الشعر يدل على أن بيشا موضع بين مكة ومصر أو تكون صاحبته المذكورة كانت باليمن والله أعلم
بيشك بالكسر ثم السكون وشين معجمة مفتوحة وكاف قصبة كورة من نواحي نيسابور وبها سوق إلا أنه ليس بها منبر كذا قال البيهقي وإليها ينسب أبو منصور عبد الرحمن بن محمد البيشكي كان من أهل الرياسة والجلالة والعظمة والثروة

وكان أبو نصر إسماعيل بن حمادة الجوهري اللغوي صاحب كتاب الصحاح شريكه بنيسابور
بيشة بالهاء اسم قرية غناء في واد كثير الأهل من بلاد اليمن وقال القاسم بن معن الهذلي بئشة وزئنة مهموزتان أرضان وقال عقيل وجميع بني خفاجة يجتمعون ببئشة وزئنة وهما واديان بيشة تصب من اليمن وزينة تصب من سراة تهامة وبين بيشة وتبالة أربعة وعشرون ميلا وبيشة من جهة اليمن
وعن أبي زياد خير ديار بني سلول بيشة وهو واد يصب سيله من الحجاز حجاز الطائف ثم ينصب في نجد حتى ينتهي في بلاد عقيل وفي بيشة بطون من الناس كثيرة من خثعم وهلال وسواءة بن عامر بن صعصعة وسلول وعقيل والضباب وقريش وهم بنو هاشم لهم المعمل نذكره في موضعه إن شاء الله تعالى
وبيشة من عمل مكة مما يلي اليمن من مكة على خمس مراحل وبها من النخل والفسيل شيء كثير وفي وادي بيشة موضع مشجر كثير الأسد قال السمهري وأنبئت ليلى بالغريين سلمت علي ودوني طخفة ورجامها فإن التي أهدت علي نأي دارها سلاما لمردود عليها سلامها عديد الحصى والأثل من بطن بيشة وطرفائها ما دام فيها حمامها
البيضاء ضد السوداء في عدة مواضع منها مدينة مشهورة بفارس قال حمزة وكان اسمها في أيام الفرس در إسفيد فعربت بالمعنى وقال الإصطخري البيضاء أكبر مدينة في كورة إصطخر وإنما سميت البيضاء لأن لها قلعة تبين من بعد ويرى بياضها وكانت معسكرا للمسلمين يقصدونها في فتح إصطخر وأما اسمها بالفارسية فهو نسايك وهي مدينة تقارب إصطخر في الكبر وبناؤهم من طين وهي تامة العمارة خصبة جدا ينتفع أهل شيراز بميرتها وبينها وبين شيراز ثمانية فراسخ وينسب إليها جماعة منهم القاضي أبو الحسن محمد ابن القاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد البيضاوي الفقيه الشافعي ختن أبي الطيب الطبري على ابنته ولي القضاء بربع الكرخ ببغداد روى عنه الحافظ أبو بكر الخطيب وتوفي سنة 468 ومولده في شعبان سنة 293 وأبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله بن إسحاق المقري أحد قراء فارس سمع من أبي الشيخ الحافط وأبي بكر الجعابي وعبد الله بن محمد القتات مات في سنة 393 وهو ثقة ومحمد بن علي بن الحسين أبو عبد الله السلمي البيضاوي روى عن أبي القاسم بن أبي محمد الوزان وعلي بن الحسين بن عبد الله بن إبراهيم أبو الحسن الصوفي المعروف بالكردي البيضاوي سمع أبا الحسين أحمد بن محمد بن فادشاه وأبا بكر بن رنده ويوسف بن علي بن عبد الله بن يحيى البيضاوي أبو يعقوب المقري الصوفي روى عن أبي العباس أحمد بن عبد الله بن محمد الشاعر وأحمد بن محمد ابن بهنور أبو بكر البيضاوي يلقب بلبل الصوفي كان من أصحاب أبي الأزهر بن حيان قدم أصبهان وسمع من أبي عبد الله الجرجاني وأبي بكر بن مردويه روى عن محمد بن أحمد بن أبي المنى البروجردي وغيره وكان رحل إلى العراق والشام ومات بشيراز وحمل إلى البيضاء في سنة 554
و البيضاء أيضا كورة بالمغرب
و البيضاء عقبة في جبل المناقب وقد ذكر المناقب في موضعه

و البيضاء ثنية التنعيم بمكة لها ذكر في كتاب السيرة
و البيضاء ماء لبني سلول بالضمرين وهما جبلان
و البيضاء اسم لمدينة حلب لبياض تربتها
و البيضاء دار عمرها عبيد الله بن زياد ابن أبيه بالبصرة ولما تم بناؤها أمر وكلاءه أن لا يمنعوا أحدا من دخولها وأن يتحفظوا كلاما إن تكلم به أحد فدخل فيها أعرابي وكان فيها تصاوير ثم قال لا ينتفع بها صاحبها ولا يلبث فيها إلا قليلا فأتي به ابن زياد وأخبر بمقالته فقال له لم قلت هذا قال لأني رأيت فيها أسدا كالحا وكلبا نابحا وكبشا ناطحا فكان الأمر كما قال ولم يسكنها إلا قليلا حتى أخرجه أهل البصرة إلى الشام ولم يعد إليها
وفي خبر آخر أنه لما بنى البيضاء أمر أصحابه أن يستمعوا ما يقول الناس فجاؤه برجل فقيل له إن هذا قرأ وهو ينظر إليها أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون فقال له ما دعاك إلى هذا فقال آية من كتاب الله عرضت لي فقال والله لأعملن بك بالآية الثالثة وإذا بطشتم بطشتم جبارين ثم أمر فبني عليه ركن من أركان القصر
و البيضاء أيضا عين ماء قريبة من بومارية بين الموصل وتل يعفر
و البيضاء أيضا بيضاء البصرة وهو المخيس قال جحدر المحرزي اللص وهو حبس بها أقول للصحب في البيضاء دونكم محلة سودت بيضاء أقطاري مأوى الفتوة للأنذال مذ خلقت عند الكرام محل الذل والعار كأن ساكنها من قعرها أبدا لدى الخروج كمنتاش من النار و البيضاء اسم لأربع قرى بمصر الأولى من كورة الشرقية
و البيضاء ويقال لها منية الحرون قرب المحلة من كورة جزيرة قوسنيا
و البيضاء قرية من كورة حوف رمسيس بين مصر والإسكندرية في غربي النيل
و البيضاء أيضا قرية من ضواحي الإسكندرية
و البيضاء أيضا مدينة ببلاد الخزر خلف باب الأبواب قال البحتري يمدح ابن كنداجيق الخزري إن يرم إسحاق بن كنداجيق في أرض فكل الصيد في جوف الفرا قد ألبس التاج المعاور لبسه في الحالتين مملكا ومؤمرا لم تنكر الخزرات إلف ذؤابة يحتل في الخزر الذوائب والذرى شرف تزيد بالعراق إلى الذي عهدوه بالبيضاء أو ببلنجرا ويروى عهدوه في خمليخ
و البيضاء ماء لبني عقيل ثم لبني معاوية بن عقيل وهو المنتفق ومعهم فيها عامر بن عقيل قال حاجب بن ذبيان المازني يرثي أخاه معاوية بالبيضاء فقال تطاول بالبيضاء ليلي فلم أنم وقد نام قساها وصاح دجاجها معاوي كم من حاجة قد تركتها سلوبا وقد كانت قريبا نتاجها السلوب في النوق التي ألقت ولدها لغير تمام
و البيضاء أيضا أرض ذات نخل ومياه دون ثاج والبحرين
و البيضاء أيضا قريات بالرملة في القطيف فيها نخل
و البيضاء موضع بقرب حمى

الربذة قال بعضهم لقد مات بالبيضاء من جانب الحمى فتى كان زينا للمواكب والشرب تظل بنات العم والخال عنده صوادي لا يروين بالبارد العذب يهلن عليه بالأكف من الثرى وما من قلى يحثى عليه من الترب
بيضان بالنون جبل لبني سليم بالحجاز قال معن بن أوس المزني لبني الشريد من سليم وليلى حبيب في بغيض مجانب فلا أنت نائيه ولا أنت نائله فدع عنك ليلى قد تولت بنفعها ومن أين معروف لمن أنت قائله لآل الشريد إذا أصابوا لقاحنا ببيضان والمعروف يحمد فاعله وفي شعر هذيل بيضان الزروب ولا أدري أهي الأولى أم غيرها قال أبو سهم الهذلي فلست بمقسم لوددت أني غداتئذ ببيضان الزروب أسوق ظعائنا في كل فج تبد مآبة الأجد الجنوب
البيضتان تثنية بيضة موضع بين الشام ومكة على الطريق قال الأخطل فهو بها سيء ظنا وليس له بالبيضتين ولا بالغيض مدخر وفي كتاب نصر وعن أبي عمرو البيضتان بفتح الباء موضع فوق زبالة وعن غيره البيضتان بكسر الباء ما حول البحرين من البرية قال الفرزدق أعيذكما الله الذي أنتما له ألم تسمعا بالبيضتين المناديا
بيض بالفتح ذو بيض أرض بين جبلة وطخفة وقال السكري ذو البيض جو من أسافل الدهناء والجو المكان المنخفض قال جرير ولقد يرينك والقناة قويمة والدهر يصرف للفتى أطوارا أزمان أهلك في الجميع تربعوا ذا البيض ثم تصيفوا دوارا و بيض أيضا من منازل بني كنانة بالحجاز قال بديل بن عبد مناة الخزاعي يخاطب بني كنانة ونحن منعنا بين بيض وعتود إلى خيف رضوى من مجر القبائل ونحن صبحنا بالتلاعة داركم بأسيافنا يسبقن لوم العواذل و بيض أيضا موضع في أول أرض اليمن يرحل منه إلى الراحة وأما قول أبي صخر الهذلي فبرملتي فردى فذي عشر فالبيض فالبردان فالرقم فهو في كتاب أشعار هذيل من رواية السكري بكسر الباء ولعله غير الذي قبله
بيضة بفتح أوله ويكسر ومنهم من يجعل المفتوح غير المكسور كما نحكيه عنهم وقد روي بالفتح

في قول الفرزدق حبيب دعا والرمل بيني وبينه فأسمعني سقيا لذلك داعيا أعيذكما الله الذي أنتما له ألم تسمعا بالبيضتين المناديا قال أبو عبيدة أراد البيضة فثنى كما قالوا رامتان وإنما هي رامة
والبيضة بالصمان لبني دارم قاله أبو سعيد وقال غيره البيضتان بكسر الباء وقال هي أرض حول البحرين وهي برية والسودة ما حولها من النخل قال أبو النجم تكسوه بالبيضة من قسطالها منتخل الترب ومن نخالها وقال أبو محمد الأعرابي الأسود البيضة بكسر الباء ماء بين واقصة إلى العذيب متصلة بالحزن لبني يربوع
والبيضة بفتح الباء لبني دارم قال الفرزدق ألم تسمعا بالبيضتين المناديا وقال روبة مرت تناضي خرقها مروت صحراء لم ينبت بها تنبيت يمسي بها ذو الشرة السبوت وهو من الأين حف نحيت كأنني سيف بها أصليت ينشق عني الحزن والبريت والبيضة البيضاء والحبوت وفي كتاب نصر البيضة بفتح الباء موضع بجانب الصمان من ديار بني دارم بن مالك بن حنظلة وأيضا عند ماوان قرب الربذة بئار كثيرة من جبالها أديمة والشقذان وفي الشعر بالبيضتين بكسر الباء جبل لبني قشير وأيضا موضع بين العذيب وواقصة في أرض الحزن من ديار بني يربوع بن حنظلة
بيطرة بالفتح والطاء مهملة اسم لثلاثة مواضع بالأندلس و بيطرة شلج بالشين معجمة والجيم حصن منيع من أعمال أشقة وهو اليوم بيد الفرنج
و بيطرة لش حصن آخر من أعمال ماردة
و بيطرة بلدة وحصن من أعمال سرقسطة
بيعة خالد منسوبة إلى خالد بن عبد الله القسري أمير الكوفة كان بناها لأمه وكانت نصرانية وبنى حولها حوانيت بالآجر والجص ثم صارت سكة البريد
بيعة عدي هو عدي بن الدميك اللخمي بالكوفة أيضا
بيغو بكسر الباء وسكون الياء والغين معجمة بلدة بالأندلس من أعمال جيان كثيرة المياه والزيتون والفواكه ينسب إليها أبو محمد يعيش بن محمد بن سعيد الأنصاري البيغي لقيه السلفي بالإسكندرية قدمها طالبا للعلم والحج وكان صالحا قرأ القرآن على محمد بن عمر البيغي ببيغو وكان قرأ على أبي عبد الله المغامي صاحب أبي عمرو الداني
بيقر بفتح أوله والقاف ذكر قوم أن قول امرىء القيس حيث قال ألا هل أتاها والحوادث جمة بأن امرأ القيس بن تملك بيقرا فقالوا بيقر الرجل إذا أتى العراق ويقال

بيقر إذا ترك البدو وسكن الحضر وقيل غير ذلك
بيكند بالكسر وفتح الكاف وسكون النون بلدة بين بخارى وجيحون على مرحلة من بخارى لها ذكر في الفتوح وكانت بلدة كبيرة حسنة كثيرة العلماء خربت منذ زمان قال صاحب كتاب الأقاليم كل بلدة بما وراء النهر لها مزارع وقرى إلا بيكند فإنها وحدها غير أن بها من الرباطات ما لا أعلم ببلد من البلدان مما وراء النهر أكثر منها بلغني أن عددها نحو ألف رباط ولها سور حصين ومسجد جامع قد تنوق في بنائه وزخرف محرابه فليس بما وراء النهر محراب مثله ولا أحسن زخرفة منه وينسب إليها جماعة من الأعيان منهم أبو أحمد محمد بن يوسف البيكندي روى عن أبي أسامة وابن عيينة روى عنه البخاري وأبو الفضل أحمد بن علي بن عمر السليماني البيكندي كان من الحفاظ المكثرين رحل إلى العراق والشام ومصر وله أكثر من أربعمائة مصنف صغار مات سنة 214 وإسماعيل بن حمدويه أبو سعيد البيكندي قال أبو القاسم قدم دمشق سنة 922 روى عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري وقبيصة بن عقبة وأبي جابر محمد بن عبد الملك الواسطي وعبد الله بن الزبير الحميدي ومحمد بن سلام البيكندي وعبد الله ابن مسلمة القعبني ومسدد وأبي نعيم الفضل بن دكين وغيرهم روى عنه أبو الحسن بن جوصاوأبو الميمون بن راشد البجلي وأبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني وأحمد بن زكرياء بن يحيى ابن يعقوب المقدسي وغير هؤلاء كثير قال ابن يونس مات في سنة 372
بيكنده من قرى طبرستان على طرف باول وهو نهر كبير
بيلقان بالفتح ثم السكون وفتح القاف وألف ونون مدينة قرب الدربند الذي يقال له باب الأبواب تعد في أرمينية الكبرى قريبة من شروان قيل إن أول من استحدثها قباذ الملك لما ملك أرمينية وقيل إن أول من أنشأها بيلقان ابن أرمني بن لنطى بن يونان وقد عدها قوم من أعمال أران قال أحمد بن يحيى بن جابر سار سلمان بن ربيعة في أيام عثمان بن عفان ولم يضبط التاريخ إلى أران ففتح البيلقان صلحا على دمائهم وأموالهم وحيطان مدينتهم واشترط عليهم أداء الجزية والخراج ثم سار إلى برذعة وجاءها التتر سنة 671 فقتلوا كل من وجوده بها قاطبة ونهبوها ثم أحرقوها فلما انقصلوا عنها تراجع إليها قوم كانوا هربوا عنها وانضم إلهيم آخرون وهي الآن متماسكة وقد ينسب إليها قوم منهم أبو المعالي عبد الملك بن أحمد ابن عبد الملك بن عبد كان البيلقاني رحل في طلب الحديث إلي خراسان والعراق فسمع ببغداد أبا جعفر بن المسلمة وغيره وتوفي ببيلقان بعد سنة 946
بيل بالكسر واللام قال أبو سعد ظني أنها من قرى الري وقال نصر بيل ناحية بالري ينسب إليها عبد الله بن الحسن بن أيوب البيلي الزاهد الرازي سمع سهل بن زنجلة وغيره روى عنه أبو عمرو بن نجيد وأحمد بن الحسن البيلي روى عن محمد بن حميد الرازي روى عنه أبو جعفر العقيلي وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن عمرويه الشاهدي النيسابوري البيلي المعدل سمع علي بن الحسن

الدارابجردي ومحمد بن عبد الوهاب روى عنه أبو أحمد بن الفضل وهو صهر أبي الحسن بن سهلويه المزكي ومات سنة 033 حكاه ابن ماكولا عن الحاكم
و بيل أيضا من قرى سرخس عن العمراني وأبي سعد منها عصام بن الوضاح الزبيري البيلي السرخسي كان جليل القدر كبير الشأن سمع مالكا وابن عيينة وفضيل بن عياض وغيرهم توفي قبل سنة 003 وأبو بكر محمد بن حمدون بن خالد ابن يزيد بن زياد النيسابوري البيلي المعروف بابن أبي حاتم كان من أعيان المحدثين الثقات الأثبات الجوالين في الأقطار سمع بخراسان والعراق والشام والجزيرة سمع محمد بن إسحاق الصاغاني ببغداد وإسحاق بن سيار بالجزيرة ومحمد بن يحيى الذهلي وأبا زرعة وابن دارة وأبا حاتم والدوري ومحمد بن عوف ويوسف بن سعيد بن مسلم وأبا أمية روى عنه علي ابن جمشاد وأبو علي الحافظ ومحمد بن إسماعيل بن مهران وأبو علي الثقفي توفي سنة 023 في ربيع الآخر ذكره الحاكم في تاريخ نيسابور
بيلمان بالفتح موضع تنسب إليه السيوف البيلمانية ويشبه أن يكون من أرض اليمن ينسب إليه محمد بن عبد الرحمن البيلماني حدث عنه عبيد الله بن العباس بن الربيع النجراني نجران اليمن وفي كتاب فتوح البلدان للبلاذري البيلماني من بلاد السند والهند تنسب إليها السيوف البيلمانية
بيما بالكسر ثم بالفتح والقصر قال نصر هو صقع من بلاد الكفر متاخم لصعيد مصر فتح في دولة بني العباس في أيام المعتضد أو قبيلها
بيمان بسكون الثاني من قرى مرو ينسب إليها صالح بن يحيى البيماني كان عارفا بالنحو واللغة
بيمند وهو ميمند بلد بكرمان وقيل بفارس ذكر في الميم
بين السورين تثنية سور المدينة اسم لمحلة كبيرة كانت بكرخ بغداد وكان من أحسن محالها وأعمرها وبها كانت خزانة الكتب التي وقفها الوزير أبو نصر سابور بن أردشير وزير بهاء الدولة بن عضد الدولة ولم يكن في الدنيا أحسن كتبا منها كانت كلها بخطوط الأئمة المعتبرة وأصولهم المحررة واحترقت فيما أحرق من محال الكرخ عند ورود طغرل بك أول ملوك السلجوقية إلى بغداد سنة 744 وينسب إلى هذه المحلة أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى بن خالد السوري المعروف بالمكي حدث عن أبي العيناء وغيره روى عنه أبو عمر بن حيويه الخزاز والدارقطني ومات سنة 223
بين القصرين اسم لمحلة كبيرة كانت ببغداد بباب الطاق بالجانب الشرقي بين قصر أسماء بنت المنصور وقصر عبد الله بن المهدي
و بين القصرين أيضا محلة بالقاهرة بمصر وهي بين قصرين عمرها الملوك المتعلوية في وسط المدينة خرب الغربي وجعل مكانه سوق الصيارف ودور
البين بالفتح ذات البين موضع في شعر أبي صخر الهذلي حيث قال ليلى بذات البين دار عرفتها وأخرى بذات الجيش آياتها عفر كأنهما م الآن لم يتغيرا وقد مر للدارين بعدهما عصر
البين بكسر الباء وسكون الياء والبين في لغة العرب قطعة من الأرض قدر مد البصر موضع

قرب نجران وأنشد أبو محمد الأعرابي للضحاك بن عقيل الخفاجي مررت على ماء الغمار فماؤه نجوع كما ماء السماء نجوع وبالبين من نجران جازت حمولها سقى البهين رجاف السحاب هموع لقد كنت أخفي حب سمراء منهم ويعلم قلبي أنه سيشيع إذا أمرتك العاذلات بهجرها هفت كبد عما يقلن صديع أظل كأني واجم لمصيبة ألمت وأهلي وادعون جميع يقولون مجنون بسمراء مولع أجل زيد لي جن بها وولوع وما زال بي حبيك حتى كأنني من الأهل والمال التلاد خليع
بين رما موضع آخر في قول ابن مقبل حيث قال أحقا أتاني أن عوف بن عامر ببين رما يهدي إلي القوافيا و بين أيضا موضع قريب من الحيرة وأنشد قائله سار إلى بين بها راكب و بين أيضا في قول نصر واد قرب المدينة في حديث إسلام سلمة بن حبيش قال وقيل فيه بالتاء
و نهر بين من نواحي بغداد ذكر في نهر
بين النهرين تثنية نهر كورة ذات قرى ومزارع من نواحي شرقي دجلة بغداد
و بين النهرين أيضا كورة كبيرة بين بقعاء الموصل تارة تكون من أعمال نصيبين وتارة من أعمال الموصل وهي الآن للموصل ولها قلعة تسمى الجديدة على جبل متصلة الأعمال بأعمال حصن كيفا
بينون بضم النون وسكون الواو ونون أخرى اسم حصن عظيم كان باليمن قرب صنعاء اليمن يقال إنه من بناء سليمان بن داود عليه السلام والصحيح أنه من بناء بعض التبابعة وله ذكر في أخبار حمير وأشعارهم قال ذو جدن الحميري لا تهلكن جزعا في إثر من ماتا فإنه لا يرد الدهر ما فاتا أبعد بينون لا عين ولا أثر وبعد سلحين يبني الناس أبياتا وبعد حمير إذ شالت نعامتهم حتتهم ريب هذا الدهر حتاتا وقال ذو جدن أيضا واسمه علقمة من شعب ذي رعين يا بنت قيل معافر لا تسخري ثم اعذريني بعد ذلك أو ذري أولا ترين وكل شيء هالك بينون هالكة كأن لم تعمر أولا ترين وكل شيء هالك سلحين مدبرة كظهر الأدبر أولا ترين ملوك ناعط أصبحوا تسفي عليهم كل ريح صرصر أوما سمعت بحمير وبيوتهم أمست معطلة مساكن حمير فابكيهم أو ما بكيت لمعشر لله درك حميرا من معشر

وقال عبد الرحمن الأندلسي بينون وسلحين مدينتان أخربهما ارياط الحبشي المتغلب على اليمن من قبل النجاشي وحكي عن أبي عبيد البكري في كتاب معجم ما استعجم سميت بينونة لأنها كانت بين عمان والبحرين قلت أنا وهم البكري بينون من أعمال صنعاء إنما التي بين عمان والبحرين بينونة بالهاء فهي إذا على قوله فعلون من البين والياء أصلية وقياس النحوين يمنع هذا لأن الإعراب إذا كان في النون لزمت الياء الاسم في جميع أحواله كقنسرين وفلسطين ألا ترى كيف قال في آخر البيت وبعد سلحين فكذلك كان القياس أن يقول أبعد بينين وعلى مذهب من جعله من المعرب في الرفع بالواو وفي النصب والخفض بالياء يقول أيضا أبعد بينين وليس يعرف فيه مذهب ثالث فثبت أنه ليس من البين إنما هو فيعول والياء زائدة من أبن بالمكان وبن إذا أقام به لكنه لا ينصرف للتأنيث والتعريف غير أن أبا سعد ذكر وجها ثالثا للمعرب في التسمية بالجمع السالم فأجاز أن يكون الإعراب في النون وتثبت الواو وقال في زيتون إنه فعلون من الزيت وأجاز أبو الفتح بن جني أن يكون الزيتون فيعولا لا من الزيت ولكن من قولهم زيت المكان إذا أنبت الزيتون قلت أنا وهذا من قول أبي الفتح واه جدا وذاك أنه لم يقل للموضع زيت إلا بعد إنباته الزيتون ولولا إنباته لم يصح أن يقال له زيت فكيف يقال إن الزيتون من زيت والزيتون الأصل والمعلوم أن الفعل بعد الفاعل قال وفي المعروف من أسماء الناس وإن لم يكن في كلام العرب القدماء سحنون وعبدون ودير فيتون غير أن فيتون يحتمل أن يكون فيعولا فلا يكون من هذا الباب كما قلنا في بينون وهو الأظهر وأما حلزون وهو دود يكون في العشب وأكثر ما يكون في الرمث فليس من باب فلسطين وقنسرين ولكن النون فيه أصلية كزرجون ولذلك أدخله أبو عبيد في باب فعلول وأدخله صاحب كتاب العين في الرباعي فدل على أن النون عنده أصلية وأنه فعلول بلامين وقوله وبعد سلحين يقطع على أن بينون فيعول على كل حال لأن الذي ذكره السيرافي من المذهب الثالث إن صح فإنما هي لغة أخرى من غير ذي جدن الحميري إذ لو كان من لغته لقال سلحون وأعرب النون مع بقاء الواو فلما لم يفعل علمنا أن المعتقد عندهم في بينون زيادة الياء وأن النونين أصليتان كما تقدم
بينونة بزيادة الهاء موضع سمي بالمصدر من قولهم بان يبين بينونة إذا بعد وهو موضع بين عمان والبحرين وبينه وبين البحرين ستون فرسخا قاله أبو علي الفسوي النحوي وأنشد في الشيرازيات يا ريح بينونة لا تذمينا جئت بأرواح المصفرينا يقال ذمته الريح تذميه قتلته وأصله أذهبت ذماه وهو بقية الروح وقال الأصمعي بينونة آخر حدود اليمن من جهة عمان وقال غيره بينونة أرض فوق عمان تتصل بالشحر وقال الراعي في رواية ثعلب عميرية حلت برمل كهيلة فبينونة تلقى لها الدهر مربعا وقال في تفسيره هما بينونتان بينونة الدنيا وبينونة القصوى في شق بني سعد
وأما أبو عبد الله محمد بن عبد الله البينوني البصري قال أبو سعد أظنه

منسوبا إلى قرية من قرى البصرة يقال لها بينون حدث ببغداد عن المبارك بن فضالة روى عنه محمد ابن غالب تمتام قلت أنا ولا يبعد أن يكون منسوبا إلى بينون أبو بينونة المقدم ذكرهما سكن البصرة والله أعلم
البينة بالكسر ثم السكون ونون ومنهم من رواه بتقديم النون على الياء منزل على طريق حاج اليمامة بين الشيح وشقيراء
بينة بالفتح موضع من الجي والجي وادي الرويثة الذي ذهب بأهله وهم نيام والرويثة متعشى بين العرج والروحاء قال كثير أهاجك برق آخر الليل خافق جرى من سناه بينة فالأبارق قعدت له حتى علا الأفق ماؤه وسال بفعم الوبل منه الدوافق وقال أيضا أللشوق لما هيجتك المنازل بحيث التقت من بينتين العياطل تذكرت فانهلت لعينك عبرة يجود بها جار من الدمع وابل
بيوار بالفتح ثم السكون وآخره راء مدينة هي قصبة ناحية غرشستان ولاية بين غزنة وهراة ومرو الروذ والغور في وسط الجبال كذا كتبته عن رجل من أهل هذه المدينة
البيوان بالتحريك موضع يعرف برأس البيوان في بحيرة تنيس على ميل منها وهو موقف الملاحين وهي تنزع من بحر الشام عن نصر
بيوزنبارة بالكسر ثم الفتح وسكون الواو والراء وفتح النون والباء وألف وراء والعامة تقول بارنبارة بليدة من نواحي مصر قرب دمياط على نهر أشموم بين البسراط وأشموم يعمل فيها الشراب الفائق الجيد العريض
بيوقان بالكسر ثم السكون وضم الواو وفتحها وقاف وألف ونون من قرى سرخس منها أبو نصر أحمد بن أبي علي عبد الكريم البيوقاني السرخسي سمع الحاكم أبا عبد الله روى عنه وعن غيره وتوفي سنة 466
بيويط بالفتح ثم السكون وكسر الواو وياء ساكنة وطاء من قرى البصرة بالبحيرة وليست بويط ولا مسماة باسمها فاعرف ذلك
بيهق بالفتح أصلها بالفارسية بيهه يعني بهاءين ومعناه بالفارسية الأجود ناحية كبيرة وكورة واسعة كثيرة البلدان والعمارة من نواحي نيسابور تشتمل على ثلاثمائة وإحدى وعشرين قرية بين نيسابور وقومس وجوين بين أول حدودها ونيسابور ستون فرسخا وكانت قصبتها أولا خسر وجرد ثم صارت سابزوار والعامة تقول سبزور وأول حدود بيهق من جهة نيسابور آخر حدود ريوند إلى قرب دامغان خمسة وعشرون فرسخا طولا وعرضها قريب منه قال الحريش بن هلال السعدي يرثي قطن بن عمرو بن الأهتم إذا ذكرت قتلى الكرام تبادرت عيون بني سعد على قطن دما أتاه نعيم يبتغيه فلم يجد ببيهق إلا جفن سيف وأعظما

وغير بقايا رمة لعبت بها أعاصير نيسابور حولا مجرما وقد أخرجت هذه الكورة من لا يحصى من الفضلاء والعلماء والفقهاء والأدباء ومع ذلك فالغالب على أهلها مذهب الرافضية الغلاة ومن أشهر أئمتهم الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى البيهقي من أهل خسروجرد صاحب التصانيف المشهورة وهو الإمام الحافظ الفقيه في أصول الدين الورع أوحد الدهر في الحفظ والإتقان مع الدين المتين من أجل أصحاب أبي عبد الله الحاكم والمكثرين عنه ثم فاقه في فنون من العلم تفرد بها رحل إلى العراق وطوف الآفاق وألف من الكتب ما يبلغ قريبا من ألف جزء مما لم يسبق إلى مثله استدعي إلى نيسابور لسماع كتاب المعرفة فعاد إليها في سنة 144 ثم عاد إلى ناحيته فأقام بها إلى أن مات في جمادى الأولى من سنة 454 ومن تصانيفه كتاب المبسوط وكتاب السنن وكتاب معرفة علوم الحديث وكتاب دلائل النبوة وكتاب مناقب الشافعي وكتاب البعث والنشور وكتاب الآداب وكتاب فضائل الصحابة وكتاب الاعتقاد وكتاب فضائل الأوقات وغيرها من الكتب وينسب إليها أيضا الحسن بن أحمد بن علي بن الحسين بن فطيمة البيهقي من أهل خسروجرد أيضا وكان شيخا مسنا كثير السماع من تلاميذ الإمام أبي بكر بن الحسين المذكور قبله وأصابته علة في يده فقطع أصابعه فكان يمسك بيده ويضع الكاغد على الأرض ويمسك برجله ويكتب خطا مقروءا وينسخ ذكره أبو سعد في التحبير وقال قدم مرو وتفقه على والدي ثم مضى إلى كرمان وأثرى بها ثم رجع إلى قريته وتولى بها القضاء قال ولقيته في طريقي إلى العراق وقرأت عليه كثيرا من مسموعاته ورعى لي حق والدي وذكر خبره معه بطوله قال وكان مولده في سنة 054 ومات بخسر وجرد في سنة 356
البييضة تصغير البيضة اسم ماء في بادية حلب بينها وبين تدمر قال أبو الطيب قد نزح العوير فلا عوير ونهيا والبييضة والجفار

ت
باب التاء والألف وما يليهما
التاج اسم لدار مشهورة جليلة المقدار واسعة الأقطار ببغداد من دور الخلافة المعظمة كان أول من وضع أساسه وسماه بهذه التسمية أمير المؤمنين المعتضد ولم يتم في أيامه فأتمه ابنه المكتفي وأنا أذكر هاهنا خبر الدار العزيزة وسبب اختصاصها بهذا الاسم بعد أن كانت دور الخلافة بمدينة المنصور إلى أن أذكر قصة التاج وما يضامه من الدور المعمورة المعظمة كان أول ما وضع من الأبنية بهذا المكان قصر جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك وكان السبب في ذلك أن جعفرا كان شديد الشغف بالشرب والغناء والتهتك فنهاه أبوه يحيى فلم ينته فقال إن كنت لا تستطيع الاستتار فاتخذ لنفسك قصرا بالجانب الشرقي واجمع فيه ندماءك وقيانك وقض فيه معهم زمانك وابعد عن عين من يكره ذلك منك فعمد جعفر فبنى بالجانب الشرقي قصرا موضع دار الخلافة المعظمة اليوم واتقن بناءه وأنفق عليه الأموال الجمة فلما قارب فراغه سار إليه في أصحابه وفيهم مؤنس بن عمران وكان عاقلا فطاف به واستحسنه وقال كل من حضر في وصفه ومدحه وتقريظه ما أمكنه وتهيأ له هذا ومؤنس ساكت فقال له جعفر ما لك ساكت لا تتكلم وتدخل معنا في حديثنا فقال حسبي ما قالوا فعلم أن تحت قول مؤنس شيئا فقال وأنت إذا فنك فقد أقسمت لتقولن فقال أما إذا أبيت إلا أن أقول فيصير علي الحق قال نعم واختصر فقال أسألك بالله إن مررت الساعة بدار بعض أصحابك وهي خير من دارك هذه ما كنت صانعا قال حسبك فقد فهمت فما الرأي قال إذا صرت إلى أمير المؤمنين وسألك عن تأخرك فقل سرت إلى القصر الذي بنيته لمولاي المأمون
فأقام جعفر في القصر بقية ذلك اليوم ثم دخل على الرشيد فقال له من أين أقبلت وما الذي أخرك إلى الآن فقال كنت في القصر الذي بنيته لمولاي المأمون بالجانب الشرقي على دجلة فقال له الرشيد وللمأمون بنيته قال نعم يا أمير المؤمنين لأنه في ليلة ولادته جعل في حجري قبل أن يجعل في حجرك واستخدمني أبي له فدعاني ذلك إلى أن اتخذت له بالجانب الشرقي قصرا لما بلغني من صحة هوائه ليصح مزاجه ويقوى ذهنه ويصفو وقد كتبت إلى النواحي

باتخاذ فرش لهذا الموضع وقد بقي شيء لم يتهيإ اتخاذه وقد عولنا على خزائن أمير المؤمنين إما عارية أو هبة قال بل هبة وأسفر إليه بوجهه ووقع منه بموقع وقال أبى الله أن يقال عنك إلا ما هو لك أو يطعن عليك إلا يرفعك ووالله لا سكنه أحد سواك ولا تمم ما يعوزه من الفرش إلا من خزائننا وزال من نفس الرشيد ما كان خامره وظفر بالقصر بطمأنينة فلم يزل جعفر يتردد إليه أيام فرجه ومتنزهاته إلى أن أوقع بهم الرشيد وكان إلى ذلك الوقت يسمى القصر الجعفري ثم انتقل إلى المأمون فكان من أحب المواضع إليه وأشهاها لديه واقتطع جملة من البرية عملها ميدانا لركض الخيل واللعب بالصوالجة وحيزا لجميع الوحوش وفتح له بابا شرقيا إلى جانب البرية وأجرى فيه نهرا ساقه من نهر المعلى وابتنى مثله قريبا منه منازل برسم خاصته وأصحابه سميت المأمونية وهي إلى الآن الشارع الأعظم فيما بين عقدي المصطنع والزرادين وكان قد أسكن فيه الفضل والحسن ابني سهل ثم توجه المأمون واليا بخراسان والمقام بها وفي صحبته الفضل والحسن ثم كان الذي كان من إنفاذ العساكر ومقتل الأمين على يد طاهر بن الحسين ومصير الأمر إلى المأمون فأنفذ الحسن بن سهل خليفة له على العراق فوردها في سنة 891 ونزل في القصر المذكور وكان يعرف بالمأموني وشفع ذلك أن تزوج المأمون ببوران بنت الحسن بن سهل بمرو بولاية عمها الفضل فلما قدم المأمون من خراسان في سنة 302 دخل إلى قصور الخلافة بالخلد وبقي الحسن مقيما في القصر المأموني إلى أن عمل على عرس بوران بفم الصلح ونقلت إلى بغداد وأنزلت بالقصر وطلبه الحسن من المأمون فوهبه له وكتبه باسمه وأضاف إليه ما حوله وغلب عليه اسم الحسن فعرف به مدة وكان يقال له القصر الحسني
فلما طوت العصور ملك المأمون والقصور وصار الحسن بن سهل من أهل القبور بقي القصر لابنته بوران إلى أيام المعتمد على الله فاستنزلها المعتمد عنه وأمر بتعويضها منه فاستمهلته ريثما تفرغ من شغلها وتنقل مالها وأهلها وأخذت في إصلاحه وتجديده ورمه وأعادت ما دثر منه وفرشته بالفرش المذهبة والنمارق المقصبة وزخرفت أبوابه بالستور وملأت خزائنه بأنواع الطرف مما يحسن موقعه عند الخلفاء ورتبت في خزائنه ما يحتاج إليه الجواري والخدم الخصيان ثم انتقلت إلى غيره وراسلت المعتمد باعتماد أمره فأتاه فرأى ما أعجبه وأرضاه واستحسنه واشتهاه وصار من أحب البقاع إليه وكان يتردد فيما بينه وبين سر من رأى فيقيم هناك تارة وهناك أخرى ثم توفي المعتمد وهو أبو العباس أحمد بن المتوكل على الله بالقصر الحسني سنة 972 وكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة وثلاثة أيام وحمل إلى سامراء فدفن بها ثم استولاه المعتضد بالله أبو العباس أحمد بن الموفق الناصر لدين الله أبي أحمد بن المتوكل فاستضاف إلى القصر الحسني ما جاوره فوسعه وكبره وأدار عليه سورا واتخذ حوله منازل كثيرة ودورا واقتطع من البرية قطعة فعملها ميدانا عوضا من الميدان الذي أدخله في العمارة وابتدأ في بناء التاج وجمع الرجال لحفر الأساسات ثم اتفق خروجه إلى آمد فلما عاد رأى الدخان يرتفع إلى الدار فكرهه وابتنى على نحو ميلين منه الموضع المعروف بالثريا ووصل بناء الثريا بالقصر الحسني وابتنى تحت القصر آزاجا من القصر إلى الثريا تمشي جواريه فيها وحرمه وسراريه وما زال باقيا إلى الغرق الأول الذي صار ببغداد فعفا أثره
ثم مات المعتضد بالله في

سنة 289 وتولى ابنه المكتفي بالله فأتم عمارة التاج الذي كان المعتضد وضع أساسه بما نقضه من القصر المعروف بالكامل ومن القصر الأبيض الكسروي الذي لم يبق منه الآن بالمدائن سوى الإيوان ورد أمر بنائه إلى أبي عبد الله النقري وأمره بنقض ما بقي من قصر كسرى فكان الآجر ينقض من شرف قصر كسرى وحيطانه فيوضع في مسناة التاج وهي طاعنة إلى وسط دجله وفي قرارها ثم حمل ما كان في أساسات قصر كسرى فبنى به أعالي التاج وشرفاته فبكى أبو عبد الله النقري وقال إن فيما نراه لمعتبرا نقضنا شرفات القصر الأبيض وجعلناها في مسناة التاج ونقضنا أساساته فجعلناها شرفات قصر آخر فسبحان من بيده كل شيء حتى الآجر وبذيل منه كلدت حوله الأبنية والدور من جملتها قبة الحمار وإنما سميت بذلك لأنه كان يصعد إليها في مدرج حولها على حمار لطيف وهي عالية مثل نصف الدائرة
وأما صفة التاج فكان وجهه مبنيا على خمسة عقود كل عقد على عشرة أساطين خمسة أذرع ووقعت في أيام المقتفي سنة 945 صاعقة فتأججت فيه وفي القبة وفي دارها التي كانت القبة أحد مرافقها وبقيت النار تعمل فيه تسعة أيام ثم أطفئت وقد صيرته كالفحمة وكانت آية عظيمة ثم أعاد المقتفي بناء القبة على الصورة الأولى ولكن بالجص والآجر دون الأساطين الرخام وأهمل إتمامه حتى ماتوبقي كذلك إلى سنة 475 فتقدم أمير المؤمنين المستضيء بنقضه وإبراز المسناة التي بين يديه إلى أن تحاذى به مسناة التاج فشق أساسها ووضع البناء فيه على خط مستقيم من مسناة التاج واستعملت أنقاض التاج مع ما كان أعد من الآلات من عمل هذه المسناة ووضع موضع الصحن الذي تجلس فيه الأئمة للمبايعة وهو الذي يدعى اليوم التاج
تاجرفت بتشديد الجيم وكسر الراء وسكون الفاء وتاء مثناة مثل التي في أوله اسم مدينة آهلة في طرف إفريقية بين ودان وزويلة وبينها وبين كل واحدة منهما أحد عشر يوما متوسطة بينهما زويلة غربيها وودان شرقيها وبين تاجرفت وفسطاط مصر نحو شهر
تاجرة بفتح الجيم والراء بلدة صغيرة بالمغرب من ناحية هنين من سواحل تلمسان بها كان مولد عبد المؤمن بن علي صاحب المغرب
تاجنة بفتح الجيم وتشديد النون مدينة صغيرة بإفريقية بينها وبين تنس مرحلة وبين سوق إبراهيم مرحلة
تاجونس بضم الجيم وسكون الواو وكسر النون اسم قصر على البحر بين برقة وطرابلس ينسب إليها أبو محمد عبد المعطي بن مسافر بن يوسف التاجونسي الخناعي ثم القودي روى عنه السلفي وقال كان من الصالحين وكان سمع بمصر على أبي إسحاق الموطأ رواية القعنبي وصحب الفقيه أبا بكر الحنفي قال وأصله من ثغر رشيد وكان حنفي المذهب وسألته عن مولده فقال سنة 460 تخمينا لا يقينا
التاجية منسوبة اسم مدرسة ببغداد ملاصق قبر الشيخ أبي إسحاق الفيروزأباذي نسبت إليها محلة هناك ومقبرة والمدرسة منسوبة إلى تاج الملك أبي الغنائم المرزبان بن خسرو فيروز المتولي لتدبير دولة ملكشاه بعد الوزير نظام الملك
و التاجية أيضا نهر عليه كور بناحية الكوفة
تادلة بفتح الدال واللام من جبال البربر بالمغرب قرب تلمسان وفاس منها أبو عبد الله محمد بن محمد

بن أحمد الأنصاري القرطبي التادلي كان شاعرا أديبا له مدح في أبي القاسم الزمخشري
تادن بالدال والذال وهي من قرى بخارى منها أبو محمد الحسن بن جعفر بن غزوان السلمي التادني يروي عن مالك بن أنس وجماعة سواه روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم البنجيكتي وحاشد بن مالك البخاري وغيرهما
تاديزة بكسر الدال المهملة وياء ساكنة وزاي من قرى بخارى منها أبو علي الحسن بن الضحاك بن مطر بن هناد التاديزي البخاري يروي عن اسباط بن اليسع وروى عنه أبو بكر محمد بن الحسن المقري توفي في شعبان سنة 236
تاذف بالذال المعجمة مكسورة وفاء قرية بين حلب وبينها أربعة فراسخ من وادي بطنان من ناحية بزاعة ذكره امرؤ القيس في شعره فقال ويا رب يوم صالح قد شهدته بتاذف ذات التل من فوق طرطرا ينسب إليها أبو الماضي خليفة بن مدرك بن خليفة التميمي التاذفي كتب عنه السلفي بالرحبة شعرا وكان من أهل الأدب
تاراء بالراء قال ابن إسحاق وهو يذكر مساجد النبي صلى الله عليه و سلم بين المدينة وتبوك فقال ومسجد الشق شق تاراء قال نصر تاراء موضع بالشام
تاران جزيرة في بحر القلزم بين القلزم وأيلة يسكنها قوم من الأشقياء يقال لهم بنو جدان يستطعمون الخبز ممن يجتاز بهم ومعاشهم السمك وليس لهم زرع ولا ضرع ولا ماء عذب وبيوتهم السفن المكسرة ويستعذبون الماء ممن يمر بهم في الديمة وربما أقاموا السنين الكثيرة ولا يمر بهم إنسان وإذا قيل لهم ماذا يقيمكم في هذا البلد قالوا البطن البطن أي الوطن الوطن قال أبو زيد في بحر القلزم ما بين أيلة والقلزم مكان يعرف بتاران وهو أخبث مكان في هذا البحر وذاك أن به دوران ماء في سفح جبل إذا وقعت الريح على ذروته انقطعت الريح قسمين فتلقي المركب بين شعبتين في هذا الجبل متقابلتين فتخرج الريح من كليهما كل واحدة مقابلة للأخرى فيثور البحر على كل سفينة تقع في ذلك الدوران باختلاف الريحين فتنقلب ولا تسلم أبدا وإذا كان الجنوب أدنى مهب فلا سبيل إلى سلوكه مقدار طوله نحو ستة أميال وهو الموضع الذي غرق فيه فرعون وجنوده
تارم بفتح الراء كورة واسعة في الجبال بين قزوين وجيلان فيها قرى كثيرة وجبال وعرة وليس فيها مدينة مشهورة ينسب إليها أحمد بن يحيى التارمي المقري ذكره أحمد بن الفضل الباطرقاني في طبقات القراء
و تارم أيضا بليدة أخرى وهي آخر حدود فارس من جهة كرمان وأهل شيراز يقولون تارم بسكون الألف والراء تعمل فيها أكسية خز يبلغ ثمن الكساء قيمة وافرة وبين تارم وشيراز اثنان وثمانون فرسخا
تاسن السين مهملة مفتوحة ونون من قرى غزنة نسب إليها بعض العلماء
تا شكوط بسكون الألف والشين المعجة والكاف والواو ساكنة وطاء بلد بالمغرب
تاكرنى بفتح الكاف وسكون الراء وضبطه السمعاني بضم الكاف والراء وتشديد النون وهو

الصحيح وهي كورة كبيرة بالأندلس ذات جبال حصينة يخرج منها عدة أنهار ولا تدخلها وفيها معقل رندة ينسب إليها جماعة منهم أبو عامر محمد بن سعد التاكرني الكاتب الأندلسي كان من الشعراء البلغاء ذكره ابن ماكولا عن الحميدي عن ابن عامر بن شهيد
تاكرونة بالواو الساكنة ناحية من أعمال شذونة بالأندلس متصلة بإقليم مغيلة
تاكيان بعد الكاف المكسورة ياء بلد بالسند
تاكيس بالسين المهملة قلعة في بلاد الروم في الثغور غزاها سيف الدولة فقال أبو العباس الصفري فما عصمت تاكيس طالب عصمة ولا طمرت مطمورة شخص هارب
تالشان باللام المفتوحة والشين المعجمة من أعمال جيلان
تامدفوس اسم مرسى وجزيرة ومدينة خربة بالمغرب قرب جزائر بني مزغناي
تامدلت بلد من بلاد المغرب شرقي لمطة وقيل تامدنت بالنون مدينة في مضيق بين جبلين في سند وعر ولها مزارع واسعة وحنطة موصوفة من نواحي إفريقية ولعلهما واحد والله أعلم
تامرا بفتح الميم وتشديد الراء والقصر وليس في أوزان العرب له مثال وهو طسوج من سواد بغداد بالجانب الشرقي وله نهر واسع يحمل السفن في أيام المدود ومخرج هذا النهر من جبال شهرزور والجبال المجاورة لها وكان في مبدإ عمله خيف أن ينزل من الأرض الصخرية إلى الترابية فيحفرها ففرش سبعة فراسخ وسيق على ذلك الفرش سبعة أنهار كل نهر لكورة من كور بغداد وهي جلولاء مهروذ طابق برزى براز الروز النهروان الذنب وهو نهر الخالص وقال هشام بن محمد تامرا والنهروان ابنا جوخي حفرا هذين النهرين فنسبا إليهما وقال عبيد الله بن الحر ويوما بتامرا ولو كنت شاهدا رأيت بتامرا دماءهم تجري وأحفيت بشرا يوم ذلك طعنة دوين التراقي فاستهلوا على بشر و تامرا وديالي اسم لنهر واحد
تامركيدا بلد بالمغرب بينه وبين المسيلة مرحلتان
تامست قرية لكتامة وزناتة قرب المسيلة وأشير بالمغرب
تامكنت بعد الكاف نون بلد قرب برقة بالمغرب وكل هذه الألفاظ بربرية
تامور اسم رمل بين اليمامة والبحرين والتامور في اللغة الدم وأكلنا الشاة فما تركنا منها تامورا أي شيئا
تانكرت بسكون النون بلدة بالمغرب بينها وبين تلمسان مرحلتان
تاهرت بفتح الهاء وسكون الراء وتاء فوقها نقطتان اسم لمدينتين متقابلتين بأقصى المغرب يقال لإحداهما تاهرت القديمة وللأخرى تاهرت المحدثة بينهما وبين المسيلة ست مراحل وهي بين تلمسان وقلعة بني حماد وهي كثيرة الأنداء والضباب والأمطار حتى إن الشمس بها قل أن ترى ودخلها أعرابي من أهل اليمن يقال له أبو هلال ثم خرج إلى أرض السودان فأتى عليه يوم له وهج

وحر شديد وسموم في تلك الرمال فنظر إلى الشمس مضحية راكدة على قمم الرؤوس وقد صهرت الناس مشيرا إلى الشمس أما والله لئن عززت في هذا المكان لطالما رأيتك ذليلة بتاهرت وأنشد ما خلق الرحمن من طرفة أشهى من الشمس بتاهرت وذكر صاحب جغرافيا أن تاهرت في الإقليم الرابع وأن عرضها ثمان وثلاثون درجة وهي مدينة جليلة وكانت قديما تسمى عراق المغرب ولم تكن في طاعة صاحب إفريقية ولا بلغت عساكر المسودة إليها قط ولا دخلت في سلطان بني الأغلب وإنما كان آخر ما في طاعتهم مدن الزاب وقال أبو عبيد مدينة تاهرت مدينة مسورة لها أربعة أبواب باب الصفا وباب المنازل وباب الأندلس وباب المطاحن وهي في سفح جبل يقال له جزول ولها قصبة مشرفة على السوق تسمى المعصومة وهي على نهر يأتيها من جهة القبلة يسمى مينة وهو في قبلتها ونهر آخر يجري من عيون تجتمع يسمى تاتش ومنه شرب أهلها وأرضها وهو في شرقيها وفيها جميع الثمار وسفرجلها يفوق سفرجل الآفاق حسنا وطعما وهي شديدة البرد كثيرة الغيوم والثلج قال بكر بن حماد أبو عبد الرحمن وكان بتاهرت من حفاظ الحديث وثقات المحدثين المأمونين سمع بالمشرق ابن مسدد وعمرو بن مرزوق وبشر بن حجر وبإفريقية ابن سحنون وغيرهم وسكن تاهرت وبها توفي وهو القائل ما أخشن البرد وريعانه وأطرف الشمس بتاهرت تبدو من الغيم إذ ما بدت كأنها تنشر من تخت فنحن في بحر بلا لجة تجري بنا الريح على سمت نفرح بالشمس إذا ما بدت كفرحة الذمي بالسبت قال ونظر رجل إلى توقد الشمس بالحجاز فقال احرقي ما شئت والله إنك بتاهرت لذليلة قال وهذه تاهرت الحديثة وهي على خمسة أميال من تاهرت القديمة وهي حصن ابن بخاثة وهو شرقي الحديثة ويقال إنهم لما أرادوا بناء تاهرت القديمة كانوا يبنون بالنهار فإذا جن الليل وأصبحوا وجدوا بنيانهم قد تهدم فبنوا حينئذ تاهرت السفلى وهي الحديثة وفي قبلتها لواتة وهوارة في قرارات وفي غربيها زواغة وبجنوبيها مطماطة وزناتة ومكناسة
وكان صاحب تاهرت ميمون بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن رستم بن بهرام وبهرام هو مولى عثمان بن عفان وهو بهرام بن بهرام جور بن شابور بن باذكان بن شابور ذي الأكتاف ملك الفرس وكان ميمون هذا رأس الإباضية وإمامهم ورأس الصفرية والواصلية وكان يسلم عليه بالخلافة وكان مجمع الواصلية قريبا من تاهرت وكان عددهم نحو ثلاثين ألفا في بيوت كبيوت الأعراب يحملونها
وتعاقب مملكة تاهرت بنو ميمون وإخوته ثم بعث إليهم أبو العباس عبد الله بن إبراهيم بن الأغلب أخاه الأغلب ثم قتل من الرستمية عددا كثيرا وبعث برؤوسهم إلى أبي العباس أخيه وطيف بها في القيروان ونصبت على باب رقادة وملك بنو رستم تاهرت مائة وثلاثين سنة
وذكر محمد بن يوسف بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن رستم وكان خليفة لأبي الخطاب عبد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

غاية الشوق لفضل بر الوالدين والعتق -الشيخ / محمد صفوت نور الدين - رحمه الله -

غاية الشوق لفضل بر الوالدين والعتق  تأليف فضيلة الشيخ / محمد صفوت نور الدين - رحمه الله -   مقدمة 1. الحمد لله، والصلاة والسل...