9. مجلد9.معجم البلدان
المؤلف : ياقوت بن عبد الله الحموي أبو عبد الله
كندوان
بالضم وبعد الدال واو من نواحي مراغة تذكر مع كرم يقال كرم وكندوان
كندير اسم جبل في قول الأعشى زعمت حنيفة لا تجير عليهم بدمائهم وبأنها ستجير كذبوا
وبيت الله يفعل ذاكم حتى يوازي حرزما كندير
كنر بالكسر وتشديد ثانيه وفتحه وآخره راء قرية كبيرة من بغداد من نواحي دجيل قرب
أوانا وكان الوزير علي بن عيسى يقول لعن الله أهل كنر وأهل نفر وهما بالعراق ينسب
إليها من المتأخرين أبو الذخر خلف بن محمد بن خلف الكنري المقري سكن الموصل من
صباه وسمع بها من أبي منصور بن مكارم المؤدب وغيره وروى عنهم سمع منه ابن الرسي
كنسروان بالفتح ثم السكون وسين مهملة وراء ساكنة وآخره نون
كنزة واد باليمامة كثير النخل قال أبو زياد الكلابي كان رجل من بني عقيل نزل
اليمامة وكان يحبل الذئاب ويصطادها فقال له قوم من أهل اليمامة إن ههنا ذئبا قد
لقينا منه التباريح يأكل شاءنا فإن أنت قتلته فلك من كل غنم شاة فحبله ثم أتاهم به
يقوده حتى وقفه عليهم ثم قال هذا ذئبكم الذي أكل شاءكم فأعطوني ما شرطتم فأبوا
عليه وقالوا كل ذئبك فتبرز عنهم حتى إذا كان بحيث يرونه علق في عنق الذئب قطعة حبل
وخلى طريقه وقال أدركوا ذئبكم وأنشد علقت في الذئب حبلا ثم قلت له إلحق بقومك
واسلم أيها الذيب إما تعودنه شاة فيأكلها وإن تتبعه في بعض الأراكيب إن كنت من أهل
قران فعد لهم أو أهل كنزة فاذهب غير مطلوب المخلفين بما قالوا وما وعدوا وكل ما
لفظ الإنسان مكتوب سألته في خلاء كيف عيشته فقال ماض على الأعداء مرهوب لي الفصيل
من البعران آكله وإن أصادفه طفلا فهو مصقوب والنخل أعمره ما دام ذا رطب وإن شتوت
ففي شاء الأعاريب يا أبا المسلم أحسن في أسيركم فإنني في يديك اليوم مجنوب ما كان
ضيفك يشقى حين آذنكم فقد شقيت بضرب غير تكذيب تركتني واجدا من كل منجرد محملج
ومزاق الحي سرحوب فإن مسست عقيليا فحل دما بصائب القدح عند الرمي مذروب المصقوب
الذي قد ذهب به وأبو المسلم الذي صاد الذئب والمنجر يعني ذئبا آخر والمزاق السريع
من الخيل والذئاب والسرحوب الطويل والمذروب السهم
كنطي بالضم ثم السكون وكسر الطاء المهملة وسكون الياء أرض لبربر بالغرب بقرب من
دكالة وهي حزن من الأرض
كنعان بالفتح ثم السكون وعين مهملة وآخره نون قال ابن الكلبي ولد لنوح سام وحام
ويافث
وشالوما
وهو كنعان وهو الذي غرق ودال لا عقب له ثم قال الشام منازل الكنعانيين وأما
الأزهري فقال كنعان بن سام بن نوح إليه ينسب الكنعانيون وكانوا يتكلمون بلغة تضارع
العربية وهذا مستقيم حسن وهو من أرض الشام قال بعضهم كان بين موضع يعقوب بن كنعان
ويوسف بمصر مائة فرسخ وكان مقام يعقوب بأرض نابلس وبه الجب الذي ألقي يوسف فيه
معروف بين سنجل ونابلس عن يمين الطريق وكان مقام يعقوب عليه السلام في قرية يقال
لها سيلون وقال أبو زيد كان مقام يعقوب بالأردن وكل هذا متقارب وهو عجمي وله في
العربية مخارج يجوز أن يكون من قولهم أكنع به أي أحلف أو من الكنوع وهو الذل أو من
الكنع وهو النقصان أو من الكانع وهو السائل الخاضع أو من الكنيع وهو المائل عن
القصد أو من الأكنع والكنيع وهو الذي تشنجت يده وغير ذلك
كنفى بفتح أوله وثانيه ثم فاء مفتوحة أيضا بوزن جمزى يجوز أن يكون من الكنف وهو
الجانب والناحية والكنف الرحمة والكنف الحاجر ويقال لها كنفى عروش بضم العين وآخره
شين معجمة كأنه جمع عرش موضع كانت فيه وقعة أسر فيها حاجب بن زرارة أسره الخمخام
بن جبلة وقال فيه شاعرهم وعمرا وابن بنته كان منهم وحاجب فاستكان على صغار
كنكار بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الكاف الأخرى وراء
كنك بالكسر ثم السكون وآخره كاف أيضا اسم واد في بلاد الهند
كنكور بكسر الكافين وسكون النون وفتح الواو بليدة بين همذان وقرميسين وفيها قصر
عجيب يقال له قصر اللصوص ذكر في القصور وهي الآن خراب
و كنكور أيضا قلعة حصينة عامرة قرب جزيرة ابن عمر معدودة في قلاع ناحية الزوزان
وهي لصاحب الموصل ينسب إلى كنكور همذان جباخ بن الحسين بن يوسف أبو بكر الصوفي
الكنكوري شيخ الصوفية بها سمع أبا بكر يحيى بن زياد بن الحارث بن يوسف الحارثي سمع
من أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي نصر البلدي النسفي وكان إماما فاضلا ورعا
متدينا مشتغلا بالفتوى والتدريس توفي في يوم الاثنين ثامن عشر شهر ربيع الآخر سنة
155 من كتاب ابن نقطة
كن بالفتح ثم التشديد مصدر كننت الشيء إذا جعلته في كن أكنه كنا اسم جبل
و كن أيضا من قرى قصران
كنن جبل باليمن من بلاد خولان العالية عال يرى من بعد وقال الصليحي يصف خيلا حتى
رمتهم ولو يرمى بها كنن والطود من صبر لانهد أو مادا
كنون بالفتح والسكون وواو ونون أخرى من محال سمرقند
كنهل بالكسر ثم السكون والهاء تفتح وتكسر وآخره لام علم مرتجل لاسم ماء لبني تميم
ويوم كنهل قتل فيه عتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعي الهرماس وعمر بن كبشة
الغسانيين والى بينهما وقال جرير
طوى
البين أسباب الوصال وحاولت بكنهل أسباب الهوى أن تجذما كأن جبال الحي سربلن يانعا
من الوارد البطحاء من نخل ملهما وقال غيره إن لها بكنهل الكناهل حوضا يرد ركب
النواهل وقال الفرزدق في أيام كنهل وكان في أيام زياد ابن أبيه في الإسلام سرى من
أصول النخل حتى إذا انتهى بكنهل أدى رمحه شر مغنم لعمري وما عمري علي بهين لبئس
الذي أجرى إليه ابن ضمضم
كنة بالفتح ثم التشديد موضع بفارس
كنة بالفتح ثم التشديد موضع بفارس
الكنيزة بالضم ثم الفتح وبعد الياء زاي تصغير كنزة للمرة الواحدة من كنزت المال
وغيره إذا أحرزته موضع قرب قران من بلاد العرب باليمامة قال الرياشي كان ذئب يأتي
أهل قران فيؤذيهم في ثمارهم فجاءهم صائد فقال ما تعطونني إن أخذته قالوا شاة من كل
قطيع قال فذهب فجاء به وقد شده فكبروا وجعلوا يتضاحكون منه فأحس منهم بالغدر فقطع
حبله فوثب الذئب ناجيا فوثبوا عليه ليقتلوه فقال لا عليكم إن وفيتم لي رددته فخلوه
ليرده فذهب وهو يقول علقت في الذئب حبلا ثم قلت له الحق بأهلك واسلم أيها الذيب إن
كنت من أهل قران فعد لهم أو الكنيزة فاذهب غير مطلوب سألته كيف كانت خير عيشته
فقال ماض على الأعداء مرهوب النخل أرعى به ما كان ذا رطب وإن شتوت ففي شاء
الأعاريب
كنن بالتحريك جبل من أعمال صنعاء على رأسه قلعة يقال لها قيلة لبني الهرش
الكنيسة بلفظ كنيسة اليهود بلد بثغر المصيصة ويقال لها الكنيسة السوداء وهي في
الإقليم الرابع طولها ثمان وخمسون درجة ونصف وربع وعرضها أربع وثلاثون درجة وخمسون
دقيقة سميت السوداء لأنها بنيت بحجارة سود بناها الروم قديما وبها حصن منيع قديم
أخرب فيما أخرب منها ثم أمر الرشيد ببنائها وإعادتها إلى ما كانت عليه وتحصينها
وندب إليها المقاتلة وزادهم في العطاء
كنيكر تصغير كنكر قرية بدمشق قتل بها علي بن أحمد بن محمد البرقعي الملقب بالشيخ
القرمطي أميرهم سنة 092 وكان أديبا شاعرا ومن شعره أيا لله ما فعلت برأسي صروف
الدهر والحقب الخوالي تركن بلمتي سطرا سوادا وسطرا كالثغام من التوالي فما جاشت
لطول البأس نفسي علي ولا بكت لذهاب مالي
ولكني
لدى الكربات آوي إلى قلب أشد من الجبال وأصبر للشدائد والرزايا وأعلم أنها محن
الرجال فإن وراءها أمنا وخفضا وعطفا للمذيل على المذال فيوما في السجون مع الأسارى
ويوما في القصور رخي بال ويوما للسيوف تعاورتني ويوما للتفنق والدلال كذا عيش
الفتى ما دام حيا دوائر لا يدمن على مثال
باب الكاف والواو وما يليهما
الكواثل جمع كوثل وهو مؤخر السفينة اسم موضع في أطراف الشام مر به خالد لما قصد
الشام من العراق وقال ابن السكيت في قول النابغة خلال المطايا يتصلن وقد أتت قنان
أبير دونها فالكواتل الكواتل بالتاء من نواحي أرض ذبيان تلي أرض كلب
كوار بالضم وآخره راء من نواحي فارس بلدة بينها وبين شيراز عشرة فراسخ ينسب إليها
الحاكم أبو طالب زيد بن علي بن أحمد الكواري حدث عن عبد الرحمن بن أبي العباس
الجوال روى عنه هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي
كوار إقليم من بلاد السودان جنوبي فزان افتتحه عقبة بن عامر عن آخره وأخذ ملكه
فقطع إصبعه فقال له لم فعلت بي هذا فقال أدبا لك إذا نظرت إلى إصبعك لم تحارب
العرب وفرض عليه ثلثمائة وستين عبدا
الكواشى بالفتح وشينه معجمة قلعة حصينة في الجبال التي في شرقي الموصل ليس إليها
طريق إلا لراجل واحد وكانت قديما تسمى أردمشت وكواشى اسم لها محدث
الكوافر جمع كافرة تأنيث الكافر من الكفر وهو التغطية موضع في شعر الشماخ
كواكب بضم الكاف الأولى وكسر الثانية جبل بعينه معروف تنحت منه الأرحية وقد تفتح
الكاف عن الخارزنجي وقال في عد مساجد النبي صلى الله عليه و سلم بين المدينة وتبوك
ومسجد بطرف البتراء من ذنب كواكب وقال أبو زياد الكلابي وهو يذكر الجبال التي في
بلاد أبي بكر بن كلاب فقال الكواكب جبال عدة تسمى الكواكب
كوال اسم نهر معروف بمرو الشاهجان عليه قرى ودور منها قرية حفصاباذ وغيرها ولذلك
يقال له كوال حفصاباذ
كوبان بالضم والباء موحدة وآخره نون يقال له جوبان بالجيم من قرى مرو
و كوبان أيضا من قرى أصبهان قال ابن مندة من ناحية خان لنجان كبيرة ذات حوانيت
وأهل كثير
كوبانان من قرى أصبهان قال ابن مندة محمد بن الحسن بن محمد الوندهندي الكوباناني
حدث عن أبي القاسم الأسداباذي حدث بقريته في سنة 423
كوبنجان بضم الكاف وبعد الواو الساكنة باء موحدة مفتوحة ونون ساكنة وجيم وآخره نون
من قرى شيراز بأرض فارس ينسب إليها
عثمان
بن أحمد بن دادويه أبو عمر الصوفي الكوبنجاني سمع بأصبهان من أصحاب أبي المقري ومن
سعيد القيار وكان من عباد الله الصالحين روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد
الوارث الشيرازي
كوبيان وربما قيل لها كوكيان من قرى كرمان فيها وفي قرية أخرى يقال لها بهاباذ
يعمل التوتيا الذي يحمل إلى أقطار الدنيا أخبرني بذلك رجل من أهل كرمان
كوتم بفتح الكاف وتاء مثناة من فوقها بعد واو ساكنة بليدة من نواحي جيلان ينسب
إليها هبة الله بن أبي المحاسن بن أبي بكر الجيلاني أبو الحسن أحد الزهاد العباد
المدققين النظر في الورع والاجتهاد قدم بغداد وله اثنتا عشرة سنة في سنة 115 ومات
في جمادى الآخرة سنة 385 روى الحديث وسمعه
كوثر بالفتح ثم السكون وثاء مثلثة مفتوحة وهو فوعل من الكثرة وهو الخير الكثير
والكوثر الكثير العطاء وقوفه تعالى إنا أعطيناك الكوثر روى عبد الله بن عمر وأنس
بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال الكوثر نهر بالجنة أشد بياضا من
اللبن وأحلى من العسل حافتاه قباب الدر المجوف وأصله كما ذكرنا فوعل من الكثرة
والخير و كوثر قرية بالطائف وكان الحجاج بن يوسف معلما بها وقال الشاعر أينسى كليب
زمان الهزال وتعليمه صبية الكوثر وقال ابن موسى كوثر جبل بين المدينة والشام وقال
عوف القسري يخاطب عيينة بن حصن الفزاري أبا مالك إن كان ساءك ما ترى أبا مالك
فانطح برأسك كوثرا أبا مالك لولا الذي لن تناله أثرن عجاجا حول بيتك أكدرا
كوث بلد باليمن قال الصليحي يصف خيلا ثم استمرت إلى كوث تشبهها من قاحل الشوط
المبرو أعوادا
كوثى بالضم ثم السكون والثاء مثلثة وألف مقصورة تكتب بالياء لأنها رابعة الاسم قال
نصر كوث الزرع تكويثا إذا صار أربع ورقات وخمس ورقات وهو الكوث وكوثى في ثلاثة
مواضع بسواد العراق في أرض بابل وبمكة وهو منزل بني عبد الدار خاصة ثم غلب على
الجميع ولذلك قال الشاعر لعن الله منزلا بطن كوثى ورماه بالفقر والإمعار لست كوثى
العراق أعني ولكن كوثة الدار دار عبد الدار قال أبو المنذر سمي نهر كوثى بالعراق
بكوثى من بني أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام وهو الذي كراه فنسب إليه وهو جد
إبراهيم عليه السلام أبو أمه بونا بنت كرنبا بن كوثى وهو أول نهر أخرج بالعراق من
الفرات ثم حفر سليمان نهر أكلف ثم كثرت الأنهار قال أبو بكر أحمد ابن أبي سهل
الحلواني كنا روينا عن الكلبي نونا بنونين وحفظي بونا بالباء في أوله وكوثى العراق
كوثيان أحدهما كوثى الطريق والآخر كوثى ربى وبها مشهد إبراهيم الخليل عليه السلام
وبها مولده وهما من أرض بابل وبها طرح إبراهيم في النار وهما ناحيتان وسار سعد من
القادسية في سنة عشر ففتح كوثى وقال زهرة بن جؤية
لقينا
بكوثى شهريار نقوده عشية كوثى والأسنة جائره وليس بها إلا النساء وفلهم عشية رحنا
والعناهيج حاضره أتيناهم في عقر كوثى بجمعنا كأن لنا عينا على القوم ناظره وقال
أبو منصور حدثنا محمد بن إسحاق السعدي عن الرمادي عن عبد الرزاق عن معمر عن أيوب
عن محمد بن سيرين قال سمعت عبيدة السلماني يقول سمعت عليا يقول من كان سائلا عن
نسبنا فإننا نبط من كوثى وروي عن ابن الأعرابي أنه قال سأل رجل عليا أخبرني عن
أصلكم معاشر قريش فقال نحن من كوثى قال ابن الأعرابي واختلف الناس في قول علي عليه
السلام نحن من كوثى فقال قوم أراد كوثى السواد التي ولد بها إبراهيم الخليل وقال
آخرون أراد بقوله كوثى مكة وذلك أن محلة بني عبد الدار يقال لها كوثى فأراد أننا
مكيون من أم القرى مكة قال أبو منصور والقول هو الأول لقول علي عليه السلام فإننا
نبط من كوثى ولو أراد كوثى مكة لما قال نبط وكوثى العراق هي سرة السواد وأراد عليه
السلام أن أبانا إبراهيم عليه السلام كان من نبط كوثى وأن نسبنا ينتهي إليه ونحو
ذلك قال ابن عباس نحن معاشر قريش حي من النبط من أهل كوثى والأصل آدم والكرم
التقوى والحسب الخلق وإلى هذا انتهت نسبة الناس وهذا من علي وابن عباس تبرؤ من
الفخر بالأنساب وردع عن الطعن فيها وتحقيق لقول الله عز و جل إن أكرمكم عند الله
أتقاكم وقد نسب إليها كوثي وكوثاني فمن الثاني أبو منصور بن حماد بن منصور الضرير
الكوثاني روى عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن هزارمرد الصريفيني سمع منه الحافظ
أبو القاسم الدمشقي
كوثابه مدينة بالروس قالوا هي أكبر من بلغار قال الإصطخري الروس ثلاثة أصناف صنف منهم
قريب إلى بلغار وملكهم مقيم بمدينة تسمى كوثابه وصنف أعلى منهم يسمون الصلاوية
وصنف يسمون الأرباوية وملكهم مقيم بأربا والناس يبلغون بالتجارات إلى كوثابه وأما
أربا فإنه لم يذكر أحد من الغرباء أنه دخلها لأنهم يقتلون كل من وطىء أرضهم من
الغرباء وإنما ينحدرون في الماء للتجارة ولا يخبرون أحدا بشيء من أحوالهم ويحمل من
بلادهم السمور الأسود والرصاص وقد شرحنا حال الروس في موضعه بأتم شرح
كود بالضم وآخره دال مهملة وهو كود أثال وقد تقدم ذكر أثال علم مرتجل لاسم موضع
قتل فيه الصميل بن الأعور الضبابي فقال ذو الجوشن الضبابي أمسى بكود أثال لا براح
له بعد اللقاء وأمسى خائفا وجلا هكذا ضبطه الحازمي وقال غيره كود بالفتح مصدر كاد
يكود كودا ماء لبني جعفر وقيل جبل وأنشد مثل عمود الكود لا بل أعظما والعمود هضبة
عظيمة حذاء الكود ولا أدري أهو الأول أم غيره فإن كان واحدا فالرواية الأخيرة أحب
إلي لأنها داخلة في التصريف والأول إن لم يكن جمعا لكادة مثل فارة وفور ولابة ولوب
وإلا فهو مرتجل والمشتق أكثر استعمالا
كوذب
بالفتح ثم السكون والذال معجمة ثم باء موحدة بوزن جوهر موضع
كورداباذ بالضم وبعد الواو الساكنة راء ودال وألف وباء موحدة وآخره ذال معجمة قرية
على باب نيسابور
كوران بالضم وآخره نون من قرى أسفرايين
كور بالفتح ثم السكون والكور الإبل الكثيرة العظيمة وكور العمامة وكور أرض
باليمامة حكاه الأزهري عن ابن حبيب وقال غيره كور جبل بين اليمامة ومكة لبني عامر
ثم لبني سلول منهم
و الكور أيضا أرض بنجران قال ابن مقبل تهدى زنابير أرواح المصيف لها ومن ثنايا
فروخ الكور تأتينا
كور دجلة إذا أطلق هذا الاسم فإنما يراد به أعمال البصرة ما بين ميسان إلى البحر
كله يقال له كور دجلة
كور شنبه موضع بنواحي همذان كانت فيه وقعة بين سنجر بركيارق وأخيه محمد ابني جلال
الدولة ملك شاه
كور بالضم ثم السكون ثم راء والكور كور الحداد وقيل هو الزق وكور الرحل والكور
بناء الزنابير وكوير وكور جبلان معروفان وقيل ثنية الكور في أرض اليمن كانت بها
وقعة لها ذكر في أيام العرب وأشعارهم
كوزا قلعة بطبرستان قال الأبي يصفها تناطح النجوم ارتفاعا وتحكيها امتناعا حتى لا
يعلوها الطير في تحليقها ولا الغمام في ارتفاعها فتحتف بها السحائب ولا تطل عليها
وتقف دون قلتها ولا تسمو إليها
كوزكنان بالضم ثم السكون وزاي ثم ضم الكاف ونون وآخره نون قرية كبيرة من نواحي
تبريز بينها وبين أرمية وبين تبريز مرحلتان ومعناها صناع الكيزان بتقديم وتأخير
تتبين منها بحيرة أرمية رأيتها
كوساء بفتح أوله ثم السكون وسين مهملة وألف ممدودة والكوس مشي الناقة على ثلاث
والكوس جمع أكوس وكوساء موضع في قول أبي ذؤيب الهذلي إذا ذكرت قتلى بكوساء أشعلت
كواهية الأخرات رث صنوعها
كوسين قال الحافظ أبو القاسم ريان بن عبد الله أبو راشد الأسود الخادم مولى سليمان
بن جابر حدث عن الفضل بن زيد الكوسيني بكوسين قلت أظنها من قرى فلسطين
كوشان مدينة في أقصى بلاد الترك وملكها كان والمستولي عليها ملك التغزغز وكانوا
أشد الناس شوكة وملكهم أعظم ملوك الترك وأما الآن فلا أدري كيف حالهم وقد نسب بهذه
النسبة محمد بن عبد الله الثعلبي الكوشاني من أهل إشبيلية بالأندلس يكنى أبا عبد
الله الثعلبي الكوشاني من أهل إشبيلية بالأندلس يكنى أبا عبد الله روى عن أبي محمد
السرخسي وعتاب وكان منقطعا على العبادة مات سنة 314 ولا أدري إلى أي شيء ينسب
كوعة بالضم ثم السكون والكوع والكاع طرف الزند الذي يلي أصل الإبهام اسم موضع
كوفا بالضم وبعد الواو فاء وألف مقصورة مدينة بباذغيس من نواحي هراة
كوفان بالضم ثم السكون وفاء وآخره نون موضعان يقال الناس في كوفان من أمرهم أي
في
اختلاط وقال الأموي إنه لفي كوفان أي في حرز ومنعة والكوفان الدغل من القصب والخشب
والكوفان الاستدارة وقد ذكرنا غير ذلك في الكوفة قالوا وكوفان اسم أرض وبها سميت
الكوفة قلت كوفان والكوفة واحد وقال علي بن محمد الكوفي العلوي المعروف بالحماني
ألا هل سبيل إلى نظرة بكوفان يحيا بها الناظران يقلبها الصب دون السدير حيث أقام
بها القائمان وحيث أناف بأرواقه محل الخورنق والماديان وهل أبكرن وكثبانها تلوح
كأودية الشاهجان وأنوارها مثل برد النبي ردع بالمسك والزعفران وقال أبو نواس وقدم
الكوفة واستطابها وأقام بها مدة وقال ذهبت بها كوفان مذهبها وعدمت عن أربابها صبري
ما ذاك إلا أنني رجل لا أستخف صداقة البصري و كوفان أيضا قرية بهراة ينسب إليها
الكوفاني شيخ أحمد بن أبي نصر بن أبي الوقت وينسب إلى كوفان هراة أبو بكر أحمد بن
أبي نصر الكوفاني شيخ الصوفية بهراة قال أبو سعد سافر إلى العراق والحجاز ودخل مصر
وسمع فيها من عبد الرحمن بن عمر النحاس الذي حدث عنه أبو الوقت السجزي وكان شيخا
عفيفا حسن السيرة توفي بهراة بشهر ربيع الأول سنة 464 وقد حكى عنه أبو إسماعيل
الأنصاري الحافظ في بعض مصنفاته
كوفد ناحية بين بلاد الطرم وبلاد الديلم
كوفن آخره نون بليدة صغيرة بخراسان على ستة فراسخ من أبيورد أحدثها عبد الله بن
طاهر في خلافة المأمون منها أبو المظفر محمد بن أحمد الأبيوردي العلوي الأديب
الشاعر صاحب النجديات والعراقيات والتصانيف في الأدب وعلي بن محمد بن علي الصوفي
أبو القاسم النيسابوري يعرف بالكوفني روى الحديث عن جماعة وروي عنه وكان صدوقا مات
في طريق مكة سنة 074 وعبد الله بن ميمون بن عبد الله المالكاني الكوفني فاضل فحل
صاحب قريحة ولي القضاء بأبيورد ونواحيها وما كان بخراسان في زمنه قاض أفضل منه سمع
بمرو أبا بكر السمعاني وتفقه عليه وبنيسابور أبا بكر الشيروي قال أبو سعد كتبت عنه
بمرو وكان قد صار نائبي في المدرسة النظامية بمرو وقد كان أقام بمرو الروذ مدة ثم
انصرف إلى أبيورد وتوفي بها في ذي القعدة سنة 155
الكوفة بالضم المصر المشهور بأرض بابل من سواد العراق ويسميها قوم خد العذراء قال
أبو بكر محمد بن القاسم سميت الكوفة لاستدارتها أخذا من قول العرب رأيت كوفانا
وكوفانا بضم الكاف وفتحها للرميلة المستديرة وقيل سميت الكوفة كوفة لاجتماع الناس
بها من قولهم تكوف الرمل وطول الكوفة تسع وستون درجة ونصف وعرضها إحدى وثلاثون
درجة وثلثان وهي في الإقليم الثالث يتكوف تكوفا إذا ركب بعضه بعضا ويقال أخذت
الكوفة من الكوفان يقال هم في
كوفان أي في بلاء وشر وقيل سميت كوفة لأنها قطعة من البلاد من قول العرب قد أعطيت فلانا كيفة أي قطعة ويقال كفت أكيف كيفا إذا قطعت فالكوفة قطعة من هذا انقلبت الياء فيها واوا لسكونها وانضمام ما قبلها وقال قطرب يقال القوم في كوفان أي في أمر يجمعهم قال أبو القاسم قد ذهبت جماعة إلى أنها سميت كوفة بموضعها من الأرض وذلك أن كل رملة يخالطها حصباء تسمى كوفة وقال آخرون سميت كوفة لأن جبل ساتيدما يحيط بها كالكفاف عليها وقال ابن الكلبي سميت بجبل صغير في وسطها كان يقال له كوفان وعليه اختطت مهرة موضعها وكان هذا الجبل مرتفعا عليها فسميت به فهذا في اشتقاقها كاف وقد سماها عبدة بن الطبيب كوفة الجند فقال إن التي وضعت بيتا مهاجرة بكوفة الجند غالت ودها غول وأما تمصيرها وأوليته فكانت في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه في السنة التي مصرت فيها البصرة وهي سنة 71 وقال قوم إنها مصرت بعد البصرة بعامين في سنة 91 وقيل سنة 81 قال أبو عبيدة معمر بن المثنى لما فرغ سعد بن أبي وقاص من وقعة رستم بالقادسية وضمن أرباب القرى ما عليهم بعث من أحصاهم ولم يسمهم حتى يرى عمر فيهم رأيه وكان الدهاقين ناصحوا المسلمين ودلوهم على عورات فارس وأهدوا لهم وأقاموا لهم الأسواق ثم توجه سعد نحو المدائن إلى يزدجرد وقدم خالد بن عرفطة حليف بني زهرة بن كلاب فلم يقدر عليه سعد حتى فتح خالد ساباط المدائن ثم توجه إلى المدائن فلم يجد معابر فدلوه على مخاضة عند قرية الصيادين أسفل المدائن فأخاضوها الخيل حتى عبروا وهرب يزدجرد إلى إصطخر فأخذ خالد كربلاء عنوة وسبى أهلها فقسمها سعد بين أصحابه ونزل كل قوم في الناحية التي خرج بها سهمه فأحيوها فكتب بذلك سعد إلى عمر فكتب إليه عمر أن حولهم فحولهم إلى سوق حكمة ويقال إلى كويفة ابن عمر دون الكوفة فنقضوا فكتب سعد إلى عمر بذلك فكتب إليه إن العرب لا يصلحها من البلدان إلا ما أصلح الشاة والبعير فلا تجعل بيني وبينهم بحرا وعليك بالريف فأتاه ابن بقيلة فقال له أدلك على أرض انحدرت عن الفلاة وارتفعت عن المبقة قال نعم فدله على موضع الكوفة اليوم وكان يقال له سورستان فانتهى إلى موضع مسجدها فأمر غاليا فرمى بسهم قبل مهب القبلة فعلم على موقعه ثم غلا بسهم قبل مهب الشمال فعلم على موقعه ثم علم دار إمارتها ومسجدها في مقام الغالي وفيما حوله ثم أسهم لنزار وأهل اليمن سهمين فمن خرج اسمه أولا فله الجانب الشرقي وهو خيرهما فخرج سهم أهل اليمن فصارت خططهم في الجانب الشرقي وصارت خطط نزار في الجانب الغربي من وراء تلك الغايات والعلامات وترك ما دون تلك العلامات فخط المسجد ودار الإمارة فلم يزل على ذلك وقال ابن عباس كانت منازل أهل الكوفة قبل أن تبنى أخصاصا من قصب إذا غزوا قلعوها وتصدقوا بها فإذا عادوا بنوها فكانوا يغزون ونساؤهم معهم فلما كان في أيام المغيرة بن شعبة بنت القبائل باللبن من غير ارتفاع ولم يكن لهم غرف فلما كان في أيام إمارة زياد بنوا أبواب الآجر فلم يكن في الكوفة أكثر أبواب الآجر من مراد والخزرج وكتب عمر بن الخطاب إلى سعد أن اختط موضع المسجد الجامع على عدة مقاتلتكم فخط على أربعين ألف إنسان فلما قدم زياد زاد فيه عشرين ألف إنسان وجاء بالآجر وجاء بأساطينه من الأهواز
قال أبو الحسن محمد ابن علي بن عامر الكندي البندار أنبأنا علي بن الحسن بن صبيح البزاز قال سمعت بشر بن عبد الوهاب القرشي مولى بني أمية وكان صاحب خير وفضل وكان ينزل دمشق ذكر أنه قدر الكوفة فكانت ستة عشر ميلا وثلثي ميل وذكر أن فيها خمسين ألف دار للعرب من ربيعة ومضر وأربعة وعشرين ألف دار لسائر العرب وستة آلاف دار لليمن أخبرني بذلك سنة 264 وقال الشعبي كنا نعد أهل اليمن اثني عشر ألفا وكانت نزار ثمانية آلاف وولى سعد بن أبي وقاص السائب بن الأقرع وأبا الهياج الأسدي خطط الكوفة فقال ابن الأقرع لجميل بن بصبهري دهقان الفلوجة اختر لي مكانا من القرية قال ما بين الماء إلى دار الإمارة فاختط لثقيف في ذلك الموضع وقال الكلبي قدم الحجاج بن يوسف على عبد الملك بن مروان ومعه أشراف العراقيين فلما دخلوا على عبد الملك بن مروان تذاكروا أمر الكوفة والبصرة فقال محمد بن عمير العطاردي الكوفة سفلت عن الشام ووبائها وارتفعت عن البصرة وحرها فهي برية مريئة مريعة إذا أتتنا الشمال ذهبت مسيرة شهر على مثل رضراض الكافور وإذا هبت الجنوب جاءتنا ريح السواد وورده وياسمينه وأترنجه ماؤنا عذب وعيشنا خصب فقال عبد الملك بن الأهتم السعدي نحن والله يا أمير المؤمنين أوسع منهم برية وأعد منهم في السرية وأكثر منهم ذرية وأعظم منهم نفرا يأتينا ماؤنا عفوا صفوا ولا يخرج من عندنا إلا سائق أو قائد فقال الحجاج يا أمير المؤمنين إن لي بالبلدين خبرا فقال هات غير متهم فيهم فقال أما البصرة فعجوز شمطاء بخراء دفراء أوتيت من كل حلي وأما الكوفة فبكر عاطل عيطاء لا حلي لها ولا زينة فقال عبد الملك ما أراك إلا قد فضلت الكوفة وكان علي عليه السلام يقول الكوفة كنز الإيمان وحجة الإسلام وسيف الله ورمحه يضعه حيث شاء والذي نفسي بيده لينتصرن الله بأهلها في شرق الأرض وغربها كما انتصر بالحجاز وكان سلمان الفارسي يقول أهل الكوفة أهل الله وهي قبة الإسلام يحن إليها كل مؤمن وأما مسجدها فقد رويت فيه فضائل كثيرة روى حبة العرني قال كنت جالسا عند علي عليه السلام فأتاه رجل فقال يا أمير المؤمنين هذه راحلتي وزادي أريد هذا البيت أعني بيت المقدس فقال عليه السلام كل زادك وبع راحلتك وعليك بهذا المسجد يعني مسجد الكوفة فإنه أحد المساجد الأربعة ركعتان فيه تعدلان عشرا فيما سواه من المساجد والبركة منه إلى اثني عشر ميلا من حيث ما أتيته وهي نازلة من كذا ألف ذراع وفي زاويته فار التنور وعند الأسطوانة الخامسة صلى إبراهيم عليه السلام وقد صلى فيه ألف نبي وألف وصي وفيه عصا موسى والشجرة اليقطين وفيه هلك يغوث ويعوق وهو الفاروق وفيه مسير لجبل الأهواز وفيه مصلى نوح عليه السلام ويحشر منه يوم القيامة سبعون ألفا ليس عليهم حساب ووسطه على روضة من رياض الجنة وفيه ثلاث أعين من الجنة تذهب الرجس وتطهر المؤمنين لو علم الناس ما فيه من الفضل لأتوه حبوا وقال الشعبي مسجد الكوفة ستة أجربة وأقفزة وقال زادا نفروخ هو تسعة أجربة ولما بنى عبيد الله بن زياد مسجد الكوفة جمع الناس ثم صعد المنبر وقال يا أهل الكوفة قد بنيت لكم مسجدا لم يبن على وجه الأرض مثله وقد أنفقت على كل أسطوانة سبع عشرة مائة ولا يهدمه إلا باغ أو جاحد وقال عبد الملك بن عمير شهدت زيادا وطاف بالمسجد فطاف به وقال ما أشبهه بالمساجد
قد أنفقت على كل أسطوانة ثماني عشرة مائة ثم سقط منه شيء فهدمه الحجاج وبناه ثم سقط بعد ذلك الحائط الذي يلي دار المختار فبناه يوسف بن عمر وقال السيد إسماعيل بن محمد الحميري يذكر مسجد الكوفة لعمرك ما من مسجد بعد مسجد بمكة ظهرا أو مصلى بيثرب بشرق ولا غرب علمنا مكانه من الأرض معمورا ولا متجنب بأبين فضلا من مصلى مبارك بكوفان رحب ذي أواس ومخصب مصلى به نوح تأثل وابتنى به ذات حيزوم وصدر محنب وفار به التنور ماء وعنده له قيل أيا نوح في الفلك فاركب وباب أمير المؤمنين الذي به ممر أمير المؤمنين المهذب عن مالك بن دينار قال كان علي بن أبي طالب إذا أشرف على الكوفة قال يا حبذا مقالنا بالكوفه أرض سواء سهلة معروفه تعرفها جمالنا العلوفه وقال سفيان بن عيينة خذوا المناسك عن أهل مكة وخذوا القراءة عن أهل المدينة وخذوا الحلال والحرام عن أهل الكوفة ومعما قدمنا من صفاتها الحميدة فلن تخلو الحسناء من ذام قال النجاشي يهجو أهلها إذا سقى الله قوما صوب غادية فلا سقى الله أهل الكوفة المطرا التاركين على طهر نساءهم والنايكين بشاطي دجلة البقرا والسارقين إذا ما جن ليلهم والدارسين إذا ما أصبحوا السورا ألق العداوة والبغضاء بينهم حتى يكونوا لمن عاداهم جزرا وأما ظاهر الكوفة فإنها منازل النعمان بن المنذر والحيرة والنجف والخورنق والسدير والغريان وما هناك من المتنزهات والديرة الكبيرة فقد ذكرت في هذا الكتاب حيث ما اقتضاه ترتيب أسمائها ووردت رامة بنت الحسين بن المنقذ بن الطماح الكوفة فاستوبلتها فقالت ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة وبيني وبين الكوفة النهران فإن ينجني منها الذي ساقني لها فلا بد من غمر ومن شنآن وأما المسافات فمن الكوفة إلى المدينة نحو عشرين مرحلة ومن المدينة إلى مكة نحو عشر مراحل في طريق الجادة ومن الكوفة إلى مكة أقصر من هذا الطريق نحو من ثلاث مراحل لأنه إذا انتهى الحاج إلى معدن النقرة عدل عن المدينة حتى يخرج إلى معدن بني سليم ثم إلى ذات عرق حتى ينتهي إلى مكة ومن حفاظ الكوفة محمد بن العلاء بن كريب الهمداني الكوفي سمع بالكوفة عبد الله بن المبارك وعبد الله بن إدريس وحفص بن غياث ووكيع بن الجراح وخلقا غيرهم وروى عنه محمد بن يحيى الذهلي وعبد الله بن يحيى الذهلي وعبد الله بن يحيى بن حنبل وأبو يعلى الموصلي والحسن بن سفيان الثوري وأبو عبد الله البخاري ومسلم بن الحجاج وأبو داود السجستاني وأبو عيسى الترمذي وأبو عبد الرحمن النسائي وابن ماجه القزويني وأبو عروة المراي وخلق سواهم
وكان
ابن عقدة يقدمه على جميع مشايخ الكوفة في الحفظ والكثرة فيقول ظهر لابن كريب
بالكوفة ثلثمائة ألف حديث وكان ثقة مجمعا عليه ومات لثلاث بقين من جمادى الأولى
سنة 342 وأوصى أن تدفن كتبه فدفنت
كوفياباذقان بعد الفاء ياء مثناة من تحت وألف وباء موحدة وألف وذال معجمة وقاف
وألف وآخره نون من قرى طوس
كوكبان بلفظ تثنية الكوكب الذي في السماء ولم يرد به التثنية وإنما هو بمنزلة
فعلان كوكبان فوعلان كقولهم حران من الحر وولهان من الوله وعطشان من العطش فهو من
كوكب كل شيء معظمه مثل كوكب العشب وكوكب الماء وكوكب كذا أو من الكوكب وهو شدة
الحر وفي الذي بعده زيادة في الشرح وكوكبان جبل قرب صنعاء وإليه يضاف شبام كوكبان
وقصر كوكبان وقيل إنما سمي كوكبان لأن قصره كان مبنيا بالفضة والحجارة وداخله
بالياقوت والجوهر وكان ذلك الدر والجوهر يلمع بالليل كما يلمع الكوكب فسمي بذلك
وقيل إنه من بناء الجن
كوكب ذكر الليث كوكب في باب الرباعي ذهب إلى أن الواو أصلية وهو عند حذاق النحويين
من باب وكب صدر بكاف زائدة وقال أبو زيد الكوكب البياض في سواد العين ذهب البصر أم
لم يذهب والكوكب من السماء معروف ويشبه به النور فيسمى كوكبا ويقال لقطرات الجليد
التي تقع على البقل بالليل كوكب والكوكب شدة الحر وكوكب كل شيء معظمه مثل كوكب
العشب وكوكب الماء وكوكب العيش وغلام كوكب إذا ترعرع وحسن وجهه والكوكب الماء
والكوكب السيف والكوكب سيد القوم وكوكب اسم قلعة على الجبل المطل على مدينة طبرية
حصينة رصينة تشرف على الأردن افتتحها صلاح الدين فيما افتتحه من البلاد ثم خربت
بعد
كوكبى بالفتح على وزن فوعلى موضع ذكره الأخطل في قوله شوقا إليهم ووجدا يوم أتبعهم
طرفي ومنهم بجنبي كوكبى زمر
الكوكبية منسوبة قرية وفي المثل دعوة كوكبية وذلك أن واليا لابن الزبير ظلم أهل
قرية الكوكبية فدعوا عليه دعوة فلم يلبث أن مات فصارت مثلا قال فيا رب سعد دعوة
كوكبية
كومح بالحاء مهملة جبل في ديار أبي بكر بن كلاب وليس بضخم جدا وعنده ماء يسمى
الكومحة عن أبي زياد الكلابي
كوك بكافين الأول مفتوح والواو ساكنة قرية رأيتها كبيرة عامرة بينها وبين شهرستان
خراسان مرحلة وهي من أعمال نسا وآخر حدودها
كولان بالضم وآخره نون بليدة طيبة في حدود بلاد الترك من ناحية بما وراء النهر
الكولة حصن من نواحي ذمار باليمن
كومخان بلفظ التثنية الكماخ الكبر والعظمة والكومخان مكانان ذوا رمل وفي رواية الأسدي
الكومحان بالحاء مهملة وقال ابن مقبل يصف سحابا أناخ برمل الكومخين إناخة ال يماني
قلاصا حط عنهن مكورا
كوكو
وهو اسم أمة وبلاد من السودان قال المهلبي كوكو من الإقليم الأول وعرضها عشر درج
وملكهم يظاهر رعيته بالإسلام وأكثرهم يظاهر به وله مدينة على النيل من شرقيه اسمها
سرناة بها أسواق ومتاجر والسفر إليها من كل بلد متصل وله مدينة على غربي النيل
سكنها هو ورجاله وثقاته وبها مسجد يصلي فيه ومصلى الجماعة بين المدينتين وله في
مدينته قصر لا يسكنه معه أحد ولا يلوذ فيه إلا خادم مقطوع وجميعهم مسلمون وزي
ملكهم ورؤساء أصحابه القمصان والعمائم ويركبون الخيل أعراء ومملكته أعمر من مملكة
زغاوة وبلاد الزغاوة أوسع وأموال أهل بلاده الأموال المواشي وبيوت أموال الملك
واسعة وأكثرها الملح
كول بضم أوله وسكون ثانيه ولام باب كول محلة بشيراز
كومل من حصون اليمن
كوملاذ من قرى همذان فيما أحسب أو لقب رجل نسب إليه وينسب إليه صالح بن أحمد ابن
محمد بن أحمد بن صالح بن عبد الله بن قيس بن الهذيل بن يزيد بن العباس بن الأحنف
بن قيس التميمي الكوملاذاني هو وأبوه من الأئمة والعلماء والحفاظ روى أحمد أبو
الحسين عن محمد بن حيويه ومحمد بن الحسين بن الفرج وغيرهما كثير ورحل إلى العراق
فسمع من خلق من أهلها ويروي عنه ابنه صالح وخلق لا يحصى عددهم وكان ابنه صالح بن
أحمد من الحفاظ وله تاريخ لهمذان وسمع الكثير ورواه وصنف وكان من الأبدال له
كرامات ومات لثمان بقين من شعبان سنة 483 ومولده سنة 303
كوم بفتح أوله ويروى بالضم وأصله الرمل المشرف وقال ابن شميل الكومة تراب مجتمع
طوله في السماء ذراعان ويكون من الحجارة والرمل والجمع كوم وهو اسم لمواضع بمصر
تضاف إلى أربابها أو إلى شيء عرفت به منها كوم الشقاف قرية على شرقي النيل بأعلى
الصعيد كانت عندها وقعة بين الملك العادل أبي بكر بن أيوب أخي صلاح الدين وبين قوم
من بني حنيفة عرب فقتل منهم العادل في غزاته على ما قيل ستين ألفا وذلك لفساد كان
منهم
وكوم علقام ويقال كوم علقماء موضع في أسفل مصر له ذكر في حديث رويفع
وكوم شريك قرب الإسكندرية كان عمرو بن العاص أنفذ فيه شريك بن سمي بن عبد يغوث بن
حرز الغطيفي أحد وفد مراد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم كان على
مقدمة عمرو وفتح مصر فكثرت عليه الروم بهذا الموضع فخافهم على أصحابه فلجأ إلى هذا
الكوم فاعتصم به ودافعهم حتى أدركه عمرو بن العاص وكان قريبا منه فاستغرهم فسمي
كوم شريك بذلك وشريك بن سمي هذا هو جد أبي شريك يحيى بن يزيد بن حماد بن إسماعيل
بن عبد الله بن يزيد بن شريك
كوميد قلعة في جبل طبرستان
كومين من نواحي كرمان قال الإصطخري إذا قصدت من جيرفت تريد هرمز تسير إلى لاشكرد
ثم تعدل منها على يسارك إلى كومين ومن كومين إلى نهر راغان ومن نهر راغان إلى
منوجان مرحلتان ومن منوجان إلى هرمز مرحلة
و كومين أيضا قرية بين الري وقزوين
كونجان بعد الواو الساكنة نون وجيم وآخره نون من قرى شيراز
كوهك كأنه تصغير كوه وهو الجبل بسمرقند باب من أبوابها يعرف باب من أبوابها يعرف
بباب كوهك وبين سمرقند
وبين
أقرب الجبال إليها نحو من مرحلة خفيفة إلا أنه يتصل بها جبل صغير يعرف بكوهك يمتد
مرحلة إلى سمرقند وهو مقدار نصف ميل في الطول ومنه أحجار بلدهم والطين المستعمل في
الأواني والزجاج والنورة وغير ذلك
كوهيار بالضم وكسر الهاء وياء مثناة من تحت وآخره راء من قرى طبرستان
كوير تصغير كور جبل بضرية
الكويرة تصغير كارة جبل من جبال القبلية
كويلح موضع في قول حزام بن الحارث الضبابي ونحن جلبنا الخيل من نحو ذي حسا تغيب
أحيانا ومنها ظواهر إذا أسهلت خبت وإن أحزنت مشت وفيهن عن حد الإكام تزاور دفعن
لهم مد الضحى بكويلح فظل لهم يوم بنسة فاخر
الكويفة تصغير الكوفة التي تقدم ذكرها يقال لها كويفة ابن عمر منسوبة إلى عبد الله
بن عمر ابن الخطاب نزلها حين قتل بنت أبي لؤلؤة والهرمزان وجفينة العبادي وهي بقرب
بزيقيا
باب الكاف والهاء وما يليهما
كهال من حصون اليمن وهو كهال بن عدي بن مالك بن زيد بن نبت بن حمير بن سبا وإليه
تنسب مصنعة كهال
كهاتان موضع بالشام قال عدي بن الرقاع أبلغا قومنا جذاما ولخما قول من عزهم إليه
حبيب كان آباؤكم إذا الناس حرب وهم الأكثرون كان الحروب منعوا الثغرة التي بين حمص
والكهاتين ليس فيها عريب
الكهرجان بالفتح ثم السكون وراء ثم جيم وآخره نون موضع بفارس فوق نقيل صيد في بلاد
مذحج
كهك بالضم ثم الفتح وآخره كاف أيضا مدينة بسجستان وربما سموها تيركهك من أعمال
الرخج قرب بست
الكهف المذكور في كتاب الله عز و جل استوفيت ما بلغني فيه في الرقيم و ذات الكهف
موضع في قول عوف بن الأحوص يسوق صريم شاءها من جلاجل إلي ودوني ذات كهف وقورها
وقال بشر بن أبي خازم يسومون الصلاح بذات كهف وما فيها لهم سلع وقار
الكهفة بلفظ واحدة الكهف وهو علم مرتجل ماءة لبني أسد قريبة القعر
كهلان جبل بناحية الغيل من صعدة عن ابن المبارك وأنشد ودار بكهلان لشبل أخيهم
دعامة عز من تلاع الدعائم
كهيلة بلفظ تصغير كهلة موضع في بلاد تميم قال الفرزدق نهضن بنا من سيف رمل كهيلة
وفيها بقايا من مراح وعجرف
وقال
الراعي عميرية حلت برمل كهيلة فبينونة تلقى لها الدهر مربعا
باب الكاف والياء وما يليهما
كيخاران بالفتح ثم السكون وخاء معجمة وراء وآخره نون موضع بفارس
كيدمة بالفتح والدال مهملة والميم موضع بالمدينة وهو سهم عبد الرحمن بن عوف بن بني
النضير
كيران مدينة بأذربيجان بين تبريز وبيلقان أخبرني بها رجل من أهلها في بلاد العرب
موضع يقال له كيران وقال شاعر ولما رأيت أنني لست مانعا كران ولا كيران من رهط
سالم
كير بلفظ كير الحداد وهو الجلدة التي ينفخ بها الكور الذي يوقد فيه قال السيرافي
وكير جبلان في أرض غطفان قال عروة بن الورد سقى سلمى وأين محل سلمى إذا حلت مجاورة
السرير إذا حلت بأرض بني علي وأهلك بين إمرة وكير ذكرت منازلا من آل وهب محل الحي
أسفل ذي النقير
كيرداباذ بالراء ثم دال مهملة وألف وباء موحدة وآخره ذال معجمة من قرى طريثيث
كيركابان مدينة بولاية قصدار كان بها مقام المتغلب على تلك النواحي
كيز بكسر أوله وسكون ثانيه والزاي وبعض يقول كيج بالجيم من أشهر مدن مكران وبها
كان مقام الوالي وبينها وبين تيز خمس مراحل وهي فرضة مكران وبها نخيل كثيرة وبينها
وبين قيربون مرحلتان
كيسب قرية بين الري وخوار الري
كيسوم بالسين المهملة وهو الكثير من الحشيش يقال روضة أكسوم ويكسوم وكيسوم فيعول
منه وهي قرية مستطيلة من أعمال سميساط ولها عرض صالح وفيها سوق ودكاكين وافرة
وفيها حصن كبير على تلعة كانت لنصر بن شبث تحصن فيه من المأمون حتى ظفر به عبد
الله بن طاهر فأخرجه ثم أحدث بعد فيها مياها وبساتين وفي ذلك يقول عوف بن محلم
يمدح عبد الله بن طاهر شكرا لربك يوم الحصن نعمته فقد حماك بعز النصر والظفر فاعرف
لسيفك يوم الحصن وقعته فإنه السيف لم يترك ولم يذر حللت من فتح كيسوم فداك أبي
مثواك في الحفر بين الوحل والمطر
كيش هو تعجيم قيس جزيرة في وسط البحر تعد من أعمال فارس لأن أهلها فرس وقد ذكرتها
في قيس وتعد في أعمال عمان وقد نسب المحدثون إليها إسماعيل بن مسلم العبدي الكيشي
قاضيها كان من أهل البصرة يروي عن الحسن وأبي المتوكل وغيرهما روى عنه يحيى بن
سعيد ووكيع وعبد الرحمن بن المهدي وكان ثقة وليس بالمكي
كيف مدينة كانت قديمة بين باذغيس ومرو الروذ وكانت قصبة تلك الولاية قريبة من
بغشور معدودة في مرو الروذ فتحها شاكر مولى شريك بن الأعور
من
قبل عبد الله بن عامر في سنة 13 في أيام مرو الروذ
كيفانة مدينة بالسند بينها وبين البحر نحو فرسخين وبينها وبين قامهل أربع مراحل
وبينها وبين سندان نحو خمس مراحل
كيلاهجان ناحية في بلاد جيلان أو طبرستان
كيلكى بالكسر والقصر اسم أحد الطبسين
كيل بالكسر والسكون ولام وهي الكال التي ذكرها ابن الحجاج في قوله لعن الله ليلتي
بالكال وقد تقدم ذكرها نسبوا إليها أبا العز ثابت بن منصور بن المبرك الكيلي حافظ
ثقة سمع مالك بن أحمد البانياسي ومحمد بن إسحاق الباقرحي ورزق الله بن عبد الوهاب
التميمي وغيرهم وجمع أجزاء من تصنيفه سمع منه أبو المعمر الأنصاري وتوفي في سنة
825
كيلين بالكسر ثم السكون وكسر اللام وآخره نون من قرى الري على ستة فراسخ منها قرب
قوهذ العليا فيها سوق يقال لها كيلين ينسب إليها أبو صالح عباد بن أحمد الكيليني
عن منصور بن العباس روى عن محمد بن أيوب
كيمارج بالراء المفتوحة والجيم كورة من نواحي فارس
كيماك آخره كاف أيضا ولاية واسعة في حدود الصين وأهلها ترك يسكنون الخيام ويتبعون
الكلأ وبين طراربند آخر ولاية المسلمين وبينها أحد وثلاثون يوما بين مفاوز وجبال
وأودية فيها أفاع وحشرات غريبة قتالة
ل
باب اللام والألف وما يليهما
لأى بوزن لعا من نواحي المدينة قال ابن هرمة حي الديار بمنشد فالمنتضى فالهضب هضب
رواوتين إلى لأى لعب الزمان بها فغير رسمها وخريقه يغتال من قبل الصبا فكأنها بليت
وجوه عراضها فبكيت من جزع لما كشف البلى
اللاءة بوزن اللاعة ماءة من مياه بني عبس
اللاب آخره باء موحدة جمع اللابة وهي الحرة اسم موضع في الشعر
واللاب أيضا من بلاد النوبة يجلب منه صنف من السودان منهم كافور الإخشيدي قال فيه
المتنبي كأن الأسود اللابي فيهم وصندل اللابي والي إمارة عمان وكفرلاب ذكرت في
الكاف
اللابتان تثنية لابة وهي الحرة وجمعها لاب وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه و
سلم حرم ما بين لابتيها يعني المدينة لأنها بين الحرتين ذكرتهما في الحرار قال
الأصمعي اللابة الأرض التي ألبستها الحجارة السود وجمعها لابات ما بين الثلاث إلى
العشر فإذا كثرت فهي اللاب واللوب قال الرياشي توفي ابن لبعض المهالبة بالبصرة
فأتاه شبيب بن شيبة المنقري يعزيه وعنده بكر بن شبيب السهمي فقال شبيب بلغنا أن
الطفل لا يزال محيطا على باب الجنة يشفع لأبويه فقال بكر وهذا خطأ فإن ما للبصرة
واللوب لعلك غرك قولهم ما بين لابتي المدينة يعني حرتيها وقد ذكر مثل ذلك عن ابن
الأعرابي وقد ذكرته في هذا الكتاب في كثوة وقال أبو سعيد إبراهيم مولى قائد ويعرف
بابن أبي سنة يرثي بني أمية أفاض المدامع قتلى كدا وقتلى بكثوة لم ترمس وقتلى بوج
وباللابتين ومن يثرب خير ما أنفس
وبالزابيين
نفوس ثوت وأخرى بنهر أبي فطرس أولئك قوم أناخت بهم نوائب من زمن متعس هم أضرعوني
لريب الزمان وهم ألصقوا الرغم بالمعطس فما أنس لا أنس قتلاهم ولا عاش بعدهم من نسي
لا بة موضع بعينه قال عامر بن الطفيل ونحن جلبنا الخيل من بطن لابة فجئن يبارين
الأعنة سهما
اللات يجوز أن يكون من لاته يليته إذا صرفه عن الشيء كأنهم يريدون أنه يصرف عنهم
الشر ويجوز أن يكون من لات يليت وألت في معنى النقص ويقال ريث أليت الحق أي أحيله
وقيل وزن اللات على اللفظ فعه والأصل فعله لويه حذفت الياء فبقيت لوه وفتحت
لمجاورة الهاء وانقلبت الفاء وهي مشتقة من لويت الشيء إذا أقمت عليه وقيل أصلها
لوهة فعلة من لاه السراب يلوه إذا لمع وبرق وقلبت الواو ألفا لسكونها وانفتاح ما
قبلها وحذفوا الهاء لكثرة الاستعمال واستثقال الجمع بين هاءين وهو اسم صنم كانت
تعبده ثقيف وتعطف عليه العزى قالوا وهو صخرة كان يجلس عليها رجل كان يبيع السمن
واللبن للحجاج في الزمن الأول وقيل عمرو بن لحي الخزاعي حين غلبت خزاعة على البيت
ونفت عنه جرهم جعلت العرب عمرو بن لحي ربا لا يبتدع لهم بدعة إلا اتخذوها شرعة
لأنه كان يطعم الناس ويكسو في الموسم فربما نحر في الموسم عشرة آلاف بدنة وكسا
عشرة آلاف حلة حتى إن اللات كان يلت له السويق للحج على صخرة معروفة تسمى صخرة
اللات وكان اللات رجلا من ثقيف فلما مات قال لهم عمرو بن لحي لم يمت ولكن دخل في
الصخرة ثم أمرهم بعبادتها وأن يبنوا عليها بنيانا يسمى اللات ودام أمر عمرو وولده
بمكة نحو ثلثمائة سنة فلما مات استمروا على عبادتها وخففوا التاء ثم قام عمرو بن لحي
فقال لهم إن ربكم كان قد دخل في هذا الحجر يعني تلك الصخرة ونصبها لهم صنما
يعبدونها وكان فيه وفي العزى شيطانان يكلمان الناس فاتخذتها ثقيف طاغوتا وبنت لها
بيتا وجعلت لها سدنة وعظمته وطافت به وقيل كانت صخرة بيضاء مربعة بنت عليها ثقيف
بنية وأمرهم النبي صلى الله عليه و سلم بهدمها عند إسلام ثقيف فهي اليوم تحت مسجد
الطائف وكان أبو سفيان بن حرب أحد من وكل إليه فهدمه وقال ابن حبيب وكانت اللات
لثقيف بالطائف على صخرة وكانوا يسيرون إلى ذلك البيت ويضاهئون به الكعبة وله حجبة
وكسوة وكانوا يحرمون واديه فبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا سفيان بن حرب
والمغيرة بن شعبة فهدماه وكان سدنته آل أبي العاص بن أبي يسار بن مالك من ثقيف
وقال أبو المنذر بعد ذكر مناة ثم اتخذوا اللات واللات بالطائف وهي أحدث من مناة
وكانت صخرة مربعة وكان يهودي يلت عندها السويق وكانت سدنتها من ثقيف بنو عتاب بن
مالك وكانوا قد بنوا عليها بناء وكانت قريش وجميع العرب يعظمونها وبها كانت العرب
تسمي زيد اللات وتيم اللات وكانت في موضع منارة مسجد الطائف اليسرى اليوم وهي التي
ذكرها الله تعالى في القرآن فقال أفرأيتم اللات والعزى الآية ولها يقول
عمرو
بن الجعيد فإني وتركي وصل كأس لكالذي تبرأ من لات وكان يدينها ولها يقول المتلمس
في هجائه عمرو بن المنذر أطردتني حذر الهجاء ولا واللات والأنصاب لا تئل فلم تزل
كذلك حتى أسلمت ثقيف فبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم المغيرة بن شعبة فهدمها
وحرقها بالنار وفي ذلك يقول شداد بن عارض الجشمي حين هدمت وحرقت ينهى ثقيفا من
العود إليها والغضب لها لا تنصروا اللات إن الله يهلكها وكيف نصركم من ليس ينتصر
إن التي حرقت بالنار واشتعلت ولم يقاتل لدى أحجارها هدر إن الرسول متى ينزل
بساحتكم يظعن وليس لها من أهلها بشر وقال أوس بن حجر يحلف باللات وباللات والعزى
ومن دان دينها وبالله إن الله منهن أكبر وكان زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن
رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب يذكر اللات والعزى وغيرهما من
الأصنام التي ترك عبادتها قبل مبعث النبي صلى الله عليه و سلم وأنشد أربا واحدا أم
ألف رب أدين إذا تقسمت الأمور عزلت اللات والعزى جميعا كذلك يفعل الجلد الصبور فلا
عزى أدين ولا ابنتيها ولا صنمي بني عمرو أزور ولا غنما أدين وكان ربا لنا في الدهر
إذ حلمي يسير عجبت وفي الليالي معجزات وفي الأيام يعرفها البصير وبينا المرء يفتر
ثاب يوما كما يتروح الغصن المطير وأبقى آخرين ببر قوم فيربل منهم الطفل الصغير
فتقوى الله ربكم احفظوها متى ما تحفظوها لا تبوروا ترى الأبرار دارهم جنان وللكفار
حامية سعير وخزي في الحياة وإن يموتوا يلاقوا ما تضيق به الصدور
لاحج موضع من نواحي مكة قال أرقت لبرق لاح في بطن لاحج وأرقني ذكر المليحة والذكر
ونامت ولم أرقد لهمي وشقوتي وليست بما ألقاه في حبها تدري ولاحج من قرى صنعاء
باليمن
لاذر من مدن مكران بينها وبين سجستان ثلاثة أيام
اللاذقية بالذال معجمة مكسورة وقاف مكسورة وياء مشددة مدينة في ساحل بحر الشام تعد
في أعمال حمص وهي غربي جبلة بينهما ستة فراسخ وهي الآن من أعمال حلب قال بطليموس
في كتاب الملحمة مدينة لاذقية طولها ثمان وستون
درجة وعشرون دقيقة وعرضها خمس وثلاثون درجة وست دقائق في الإقليم الرابع طالعها القوس عشرون درجة من السرطان مدينة عتيقة رومية فيها أبنية قديمة مكينة وهو بلد حسن في وطاء من الأرض وله مرفأ جيد محكم وقلعتان متصلتان على تل مشرف على الربض والبحر على غربيها وهي على ضفته ولذلك قال المتنبي ويوم جلبتها شعث النواصي معقدة السبائب للطراد وحام بها الهلاك على أناس لهم باللاذقية بغي عاد وكان الغرب بحرا من مياه وكان الشرق بحرا من جياد وقال المعري الملحد إذ كانت اللاذقية بيد الروم بها قاض وخطيب وجامع لعباد المسلمين إذا أذنوا ضرب الروم النواقيس كيادا لهم فقال في اللاذقية فتنة ما بين أحمد والمسيح هذا يعالج دلبة والشيخ من حنق يصيح الدلبة الناقوس والشيخ الذي يصيح أراد به المؤذن قال ابن فضلان واللاذقية مدينة قديمة سميت باسم بانيها ورأيت بها في سنة 446 أعجوبة وذلك أن المحتسب يجمع القحاب والغرباء المؤثرين للفساد من الروم في حلقة وينادي على كل واحد منهم ويزايدون عليها إلى دراهم ينتهون إليها ليلتها عليه ويأخذونهم إلى الفنادق التي يسكنها الغرباء بعد أن يأخذ كل واحد منهم من المحتسب خاتم المطران حجة معه ويعقب الوالي له فإنه متى وجد إنسانا مع خاطئة وليس معه خاتم المطران ألزم خيانة ومن هذه المدينة أعني اللاذقية خرج نيقولاوس صاحب جوامع الفلسفة وتوفلس صاحب الحجج في قدم العالم وينسب إلى اللاذقية نصر الله بن محمد بن عبد القوي أبو الفتح بن أبي عبد الله المصيصي ثم اللاذقي الفقيه الشافعي الأصولي الأشعري نسبا ومذهبا نشأ بصور وسمع بها أبا بكر الخطيب وأبا الفتح المقدسي الزاهد وعليه تفقه وأبا النصر عمر بن أحمد بن عمر القصار الآمدي سمع بدمشق والأنبار وببغداد أبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وبأصبهان وكان صلبا في السنة أقام بدمشق يدرس في الزاوية الغربية بعد وفاة شيخه أبي الفتح المقدسي وكان وقف وقفا على وجوه البر وكان مولده باللاذقية في سنة 844 ومات سنة 245 وهو آخر من حدث بدمشق عن أبي بكر الخطيب وأسعد بن محمد أبو الحسن اللاذقي حدث بدمشق عن أبي عثمان سعد بن عثمان الحمصي وموسى بن الحسن الصقلي وإبراهيم بن مرزوق البصري وأبي عتبة البخاري روى عنه جمح بن القاسم المؤذن وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن أسد القنوي وكان قد ملكها الفرنج فيما ملكوه من بلاد الساحل في حدود سنة 005 وهي في أيدي المسلمين إلى الآن وفي هذا العام في ذي القعدة من سنة 602 خرج إليها العسكر الحلبي وأقام فيها إقامة مديدة حتى خربوا القلعة وألحقوها بالأرض خوفا من أن يجيء الإفرنج فينزلوا عليها ويحولوا بين المسلمين وبينها فيملكوها على عادة لهم في ذلك وقال أبو الطيب ما كنت آمل قبل نعشك أن أرى رضوى على أيدي الرجال تسير خرجوا به ولكل باك خلفه صعقات موسى يوم دك الطور
والشمس
في كبد السماء مريضة والأرض راجفة تكاد تمور وحفيف أجنحة الملائك حوله وعيون أهل
اللاذقية صور
لاذكرد موضع بكرمان على فرسخ من جيرفت كانت فيه وقعة بين المهلب بن أبي صفرة وقطري
بن الفجاءة الخارجي
لارجان بعد الراء الساكنة جيم وآخره نون بليدة بين الري وآمل طبرستان بينها وبين
كل واحد من البلدين ثمانية عشر فرسخا ولها قلعة حصينة لها ذكر كثير في أخبار آل
بويه والديلم ينسب إليها محمد بن بندار بن محمد اللارجاني الطبري أبو يوسف الفقيه
قدم أصبهان
لاردة بالراء مكسورة والدال المهملة مدينة مشهورة بالأندلس شرقي قرطبة تتصل
أعمالها بأعمال طركونة منحرفة عن قرطبة إلى ناحية الجوف ينسب إلى كورتها عدة مدن
وحصون تذكر في مواضعها وهي بيد الإفرنج الآن ونهرها يقال له سيقر ينسب إليها جماعة
منهم أبو يحيى زكرياء بن يحيى بن سعيد اللاردي ويعرف بابن النداف وكان إماما محدثا
سمع منه بالأندلس كثير ذكره الفرضي ولم يذكر وفاته ولكنه قال
اللار آخره راء جزيرة بين سيراف وقيس كبيرة فيها غير قرية وفيها مغاص على اللؤلؤ
قيل لي وأنا بها إن دورها اثنا عشر فرسخا ينسب إليها أبو محمد أبان بن هذيل بن أبي
طاهر يروي عن أبي حفص عمر بن عبد الباقي الماوراء نهري روى عنه أبو القاسم هبة
الله بن عبد الوارث الشيرازي
لارز بتقديم الراء وكسرها ثم زاي قرية من أعمال آمل طبرستان يقال لها قلعة لارز
بينها وبين آمل يومان ينسب إليها أبو جعفر محمد بن علي اللارزي الطبري روى الحديث
ومات في سنة 815
لاز بالزاي من نواحي خواف من أعمال نيسابور وقال الرهني لاز من ناحية زوزن نسب
إليها أبو الحسن بن أبي سهل بن أبي الحسن اللازي شاعر فاضل ومن شعره يشم الأنوف
الشم عرصة داره وأعجب بأنف راغم فاز بالفخر ومن قدماء أهل لاز أحمد بن أسد العامري
وابناه أبو الحارث أسد وأبو محمد جعفر وكانوا علماء شعراء لا يشق غبارهم
لاشكرد بلدة مشهورة بكرمان بينها وبين جيرفت ثلاث مراحل
لاعة بالعين مهملة مدينة في جبل صبر من نواحي اليمن إلى جانبها قرية لطيفة يقال لها
عدن لاعة ولاعة موضع ظهرت فيه دعوة المصريين باليمن ومنها محمد بن الفضل الداعي
ودخلها من دعاة المصريين أبو عبد الله الشيعي صاحب الدعوة بالمغرب وكان محمد بن
الفضل المذكور آنفا قد استولى على جبل صبر وهو جبل المذرعة في سنة 043 ودعا إلى
المصريين ثم نزعه منه أسعد بن أبي يعفر
لافت جزيرة في بحر عمان بينها وبين هجر وهي جزيرة بني كاوان أيضا التي افتتحها
عثمان بن أبي العاصي الثقفي في أيام عمر بن الخطاب ومنها سار إلى فارس فافتتح
بلادها ولعثمان بن أبي العاصي بهذه
الجزيرة
مسجد معروف وكانت هذه الجزيرة من أعمر جزائر البحر بها قرى وعيون وعمائر فأما في
زماننا هذا فإني سافرت في ذلك البحر وركبته عدة نوب فلم أسمع لها ذكرا
لاكمالان بفتح الكاف والميم وآخره نون من قرى مرو وقد اشتهر عن أهلها سلامة الصدر
والبله وقلة التصور حتى يضرب بهم المثل وقد جاء ذكرها في مناظرة ابن راهويه والشافعي
في كرى رباع مكة فجوزه الشافعي وقال أما بلغك قول النبي صلى الله عليه و سلم وهل
ترك لنا عقيل من رباع فلم يفهم إسحاق بن راهويه كلامه والتفت إلى من معه من أهل
مرو فقال لاكمالاني ينسب وفي رواية مالاني وهما قريتان بمرو ينسب أهلهما إلى
الغفلة فناظره الشافعي حتى فهمه كلامه وأقام الحجة في قصة فيها طول فكان إسحاق بعد
ذلك يقبض على لحيته ويقول وإحيائي من الشافعي يعني ما تسرع إليه من القول ولم يفهم
كلامه
اللؤلؤة من قرى عثر من جهة القبلة في أوائل نواحي اليمن
لامجان بكسر الميم وجيم وآخره نون قرية بينها وبين همذان سبعة فراسخ
لامس بالسين مهملة وكسر الميم من قرى الغرب ينسب إليها أبو سليمان الغربي اللامسي
من أقران أبي الخير الأقطع وقال أبو زيد إذا جزت قلمية إلى البحر نحو مرحلة بان لك
مكان وكان يعرف باللامس وهي قرية على شط بحر الروم من ناحية ثغر طرسوس كان فيه
الفداء بين المسلمين والروم يقدمون الروم في البحر فيكونون في سفنهم والمسلمون في
البر ويقع الفداء
لامش بكسر الميم والشين معجمة من قرى فرغانة وقد نسب إليها طائفة من أهل العلم
منهم من المتأخرين أبو علي الحسين بن علي بن أبي القاسم اللامشي الفرغاني سكن
سمرقند وكان إماما فاضلا فقيها بصيرا بعلم الخلاف سمع الحديث من أبي محمد عبد
الرحمن بن عبد الرحيم الحافظ القصار وغيره ولد بلامش سنة 144 ومات بسمرقند في
رمضان سنة 225
لامغان بفتح الميم وغين معجمة وآخره نون من قرى غزنة خرج منها جماعة من الفقهاء
والقضاة وببغداد بيت منهم وقيل لامغان كورة تشتمل على عدة قرى في جبال غزنة وربما
سميت لمغان وقد نسب إليها جماعة من فقهاء الحنفية ببغداد منهم ممن رأيناه وأدركناه
القاضي عبد السلام بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن عبد السلام بن الحسن اللامغاني أبو
محمد القاضي الفقيه المتقن من أهل باب الطاق ومشهد أبي حنيفة سكن دار الخلافة
بالمطبق تفقه على أبيه وعمه ودرس بمدرسة سوق العميد المعروفة بزيرك وسمع أبا عبد
الله الحسين بن الحسن الوبني وغيره وناب عن القاضي أبي طالب علي بن علي البخاري في
ولايته الثانية إلى أن توفي ابن البخاري ثم استنابه قاضي القضاة علي بن سليمان
أيام ولايته بها وسئل عن مولده فقال في سنة 025 بمحلة أبي حنيفة وتوفي في مستهل
رجب سنة 650 ودفن بمقبرة الخيزران بظاهر مشهد أبي حنيفة وينسب إليها عدة من هذا
البيت
لانجش بالنون ساكنة وجيم مفتوحة وشين معجمة حصن من أعمال ماردة بالأندلس
اللان آخره نون بلاد واسعة في طرف أرمينية قرب باب الأبواب مجاورون للخزر والعامة
يغلطون
فيهم فيقولون علان وهم نصارى تجلب منهم عبيد أجلاد
لاوجه بفتح الواو والجيم مدينة
لاوي قرية بين بيسان ونابلس بها قبر لاوي بن يعقوب وبه سميت
لاهج بكسر الهاء والجيم ناحية في بلاد جيلان يجلب منها الإبريسم اللاهجي وليس
بالجيد
لاهون بلد بصعيد مصر به مسجد يوسف الصديق والسكر الذي بناه لرد الماء إلى الفيوم
لأي بفتح أوله وإسكان ثانيه وياء وهو البطء في اللغة قال زهير وقفت بها من بعد
عشرين حجة فلأيا عرفت الدار بعد توهم وهو موضع في عقيق المدينة قال معن بن أوس
تغير لأي بعدنا فعتائده فذو سلم أنشاجه فسواعده
باب اللام والباء وما يليهما
لبا صوابه أن يكتب بالياء وإنما كتبناه هنا بالألف على اللفظ وهو بكسر أوله أنشد
محمد بن أبان الأعرابي مررنا على لبنى كأن عيوننا من الوجد بالآثار حمر الصنوبر
ورد أبو محمد الأسود الغندجاني فقال هذا الشعر لتميم بن الحباب أخي عمير بن الحباب
السلمي قال وصحف في حرف منه وهو قوله مررت على لبنى وإنما هو لبا وهو بين بلد
والعقر من أرض الموصل وأنشد الأبيات بكمالها جزى الله خيرا قومنا من عشيرة بني
عامر لما استهلوا بحنجر هم خير من تحت السماء إذا بدت خدام النسا مسته لم يتغير هم
بردوا حر الصدور وأدركوا بوتر لنا بين الفريقين مدبر ومروا على لبى كأن عيونهم من
الوجد بالآثار حمر الصنوبر فبتنا لهم ضيفا علينا قراهم وكان القرى للطارق المتنور
نحق قراهم آخر الليل بالقنا وبيض خفاف ذات لون مشهر بقرنا الحبالى من زهير ومالك
لييأس قوم من رجاء التجبر
لباب بالضم وتكرير الباء وهو في اللغة الخالص من كل شيء وهو جبل لبني جذيمة وقال
الأصمعي وهو يذكر جبال هذيل ثم أودية واسعة وجبل يقال له الباب وهو لبني خالد
اللبا ذو اللبا صنم لعبد القيس بالمشقر سدنته منهم بنو عامر
لبابة موضع بثغر سرقسطة بالأندلس ينسب إليها أبو بكر اللبابي من أدباء الأندلس قرأ
عليه أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن عامر اللبابي
لباح بالضم وآخره حاء مهملة ولباح موضع في شعر النابغة قال كأن الظعن حين طفون
ظهرا سفين البحر يممن القراحا قفا فتبينا أعريتنات توخى الحي أم أموا لباحا
كأن
على الحدوج نعاج رمل زهاها الذعر أو سمعت صياحا
اللبادين نسبة إلى عمل اللبود من الصوف وهكذا يتلفظ به العامة ملحونا وهو في
موضعين أحدهما بدمشق مشرف على باب جيرون والثاني بسمرقند ويقال له كوي نمدكران
ينسب إليها القاضي محمد بن طاهر بن عبد الرحمن بن الحسن بن محمد السعدي السمرقندي
اللبادي روى عن أستاذه أبي اليسر محمد بن محمد البزدوي مات منتصف صفر سنة 515
اللبان بلدة بأرض مهرة من أرض نجد بأقصى اليمن
لبب موضع أنشد ابن الأعرابي قد علمت أني إذا الورد عصب من السقاة صالح يوم لبب إذا
نعى زوج الفتاة بالعرب
اللبد بكسر اللام وفتح الباء موضع في بلاد هذيل قال أبو ذؤيب بنو هذيل وفقيم وأسد
والمزنيين بأعلى ذي لبد
لبدة مدينة بين برقة وإفريقية وقيل بين طرابلس وجبل نفوسة وهو حصن من بنيان الأول
بالحجر والآجر وحوله آثار عجيبة يسكن هذا الحصن قوم من العرب نحو ألف فارس يحاربون
كل من حاربهم ولا يعطون طاعة لأحد يقاومون مائة ألف ما بين فارس وراجل كانت به
وقعة بين أبي العباس أحمد بن طولون وأهل إفريقية فقال أبو العباس يذكر ذلك إن كنت
سائلة عني وعن خبري فها أنا الليث والصمصامة الذكر من آل طولون أصلي إن سألت فما فوقي
لمفتخر بالجود مفتخر لو كنت شاهدة كري بلبدة إذ بالسيف أضرب والهامات تبتدر إذا
لعاينت مني ما تبادره عني الأحاديث والأنباء والخبر
لب اسم مدينة بالأندلس من ناحية البحر المحيط
لبشمون بفتح أوله ثم السكون وشين معجمة وميم مضمومة وآخره نون قرية بالأندلس
لبطيط بفتح أوله وثانيه وكسر الطاء وياء وطاء أخرى بالأندلس من أعمال الجزيرة
الخضراء
لبلة بفتح أوله ثم السكون ولام أخرى قصبة كورة بالأندلس كبيرة يتصل عملها بعمل
أكشونية وهي شرق من أكشونية وغرب من قرطبة بينها وبين قرطبة على طريق إشبيلية خمسة
أيام أربعة وأربعون فرسخا وبين إشبيلية اثنان وأربعون ميلا وهي برية بحرية غزيرة
الفضائل والثمر والزرع والشجر ولأدمها فضل على غيره ولها مدن وتعرف لبلة بالحمراء
وقد ذكرت في بابها ومن لبلة يجلب الجنطيانا أحد عقاقير العطارين ينسب إليها جماعة
منهم أبو الحسن ثابت بن محمد اللبلي نزيل جيان من بلاد الأندلس ذكره أبو العباس
أحمد بن محمد بن مفرج النباتي في شيوخه ووصفه بالعلم والصلاح وأبو العباس أحمد بن
تميم بن هشام بن حيون اللبلي سمع ببغداد وخراسان وهو في وقتنا هذا بدمشق ويعرف
بالمحب مات اللبلي هذا في يوم الخميس السابع والعشرين من رجب سنة 652 وكان رحل إلى
خراسان وأصبهان وبغداد وسمع شيوخها وحصل وجابر بن غيث اللبلي يكنى أبا مالك كان
عالما بالعربية والشعر
وضروب
الآداب مشهورا بالفضل متدينا استخلفه هاشم بن عبد العزيز لتأديب ولده وكان سبب
سكناه قرطبة توفي في سنة 992 قاله ابن الفرضي
لبنى بالضم ثم السكون ثم نون وألف مقصورة قال الليث اللبنى شجرة لها لثى كالعسل
يقال لها عسل لبنى
ولبنى أيضا اسم جبل قال زيد الخيل الطائي فلما أن بدت أعلام لبنى وكن لنا كمستتر
الحجاب وبين نعفهن لهم رقيب أضاع ولم يخف نعب الغراب وقال أبو محمد الأسود لبنى في
بلاد جذام وأنشد حاذرن رمل أيلة الدهاسا وبطن لبنى بلدا حرماسا والعرمات دسنها
دياسا قال أبو زياد ولعمرو بن كلاب واد يقال له لبنى كثير النخل وليس لبني كلاب
بشيء من بلادها نخل غيره وحوله هضب كثيرة وحوله أعراف بلدان كثيرة تسمى أعراف لبنى
ولبنى أيضا قرية بفلسطين فيها قبض على الفتكين المعزي وحمل إلى العزيز
لبنان بالضم وآخره نون قال رجل لآخر لي إليك حويجة فقال لا أقضيها حتى تكون
لبنانية أي مثل لبنان وهو اسم جبل وهو فعلان منصرف كذا قال الأزهري ولبنان جبل مطل
على حمص يجيء من العرج الذي بين مكة والمدينة حتى يتصل بالشام فما كان بفلسطين فهو
جبل الحمل وما كان بالأردن فهو جبل الجليل وبدمشق سنير وبحلب وحماة وحمص لبنان
ويتصل بأنطاكية والمصيصة فيسمى هناك اللكام ثم يمتد إلى ملطية وسميساط وقاليقلا
إلى بحر الخزر فيسمى هناك القبق وقيل إن في هذا الجبل سبعين لسانا لا يعرف كل قوم
لسان الآخرين إلا بترجمان وفي هذا الجبل المسمى بلبنان كورة بحمص جليلة وفيه من
جميع الفواكه والزرع من غير أن يزرعها أحد وفيه يكون الأبدال من الصالحين وقال
أحمد بن الحسين بن حيدرة المعروف بابن الخراساني الطرابلسي دعوني لقا في الحرب
أطفو وأرسب ولا تنسبوني فالقواضب تنسب وإن جهلت جهال قومي فضائلي فقد عرفت فضلي
معد ويعرب ولا تعتبوني إذ خرجت مغاضبا فمن بعض ما في ساحل الشام يغضب وكيف التذاذي
ماء دجلة معرقا وأمواه لبنان ألذ وأعذب فما لي وللأيام لا در درها تشرق بي طورا
وطورا تغرب
لبنان بلفظ الذي قبله إلا أن هذا تثنية لبن جبلان قرب مكة يقال لهما لبن الأسفل
ولبن الأعلى وفوق ذاك جبل يقال له المبرك به برك الفيل بعرنة وهو قريب من مكة
اللبنتان تثنية لبنة موضع في قول الأخطل غول النجاء كأنها متوجس باللبنتين مولع
موشوم
لبن بالتحريك واشتقاقه معلوم جبل من جبال هذيل بتهامة كذا نقلناه عن بعض أهل العلم
والصحيح ما ذكره الحفصي لبن من أرض اليمامة
ولم
يكن ذو الرمة يعرف جبال هذيل وهو واد فيه نخل لبني عبيد بن ثعلبة قال ذو الرمة حتى
إذا وجفت بهمى لوى لبن يصف حميرا اجتزأت من أول الجزء حتى إذا وجفت البهمى ووجيفها
إقبالها وإدبارها مع الريح
لبن بالكسر بلفظ اللبن الذي يبنى به وفيه لغتان لبن بسكون الباء وهو لفظ هذا
الموضع ولبن بكسر الباء أضاة لبن من حدود الحرم على طريق اليمن
لبن بالضم ثم السكون وآخره نون واللبن الأكل الكثير واللبن الضرب الشديد ولبن اسم
جبل في قول الراعي كجندل لبن تطرد الصلالا وفي شعر مسلم بن معبد حيث قال جلاد مثل
جندل لبن فيها خبور مثل ما خشف الحساء ويؤنث قال الأبيوردي لبن هضبة حمراء في بلاد
بني عمرو بن كلاب بأعلى الحلقوم وحربة وقال الأصمعي لبن الأعلى ولبن الأسفل في
بلاد هذيل ويقال لهما لبنان ولبنان جبلان ذكرا آنفا والخبور النوق الغزار وأصله من
الخبر وهو المزادة ويوم لبن من أيام العرب
لبنة من قرى المهدية بإفريقية ينسب إليها أبو محمد عبد المولى بن محمد بن عقبة
اللخمي اللبني ولد بالمغرب وسكن مصر وشهر بها وناب عن قاضيها في الأحكام وكان
يتعاطى الكلام قال السلفي قال لي بمصر سمعت على علي بن خلف الطبري بالري وعلى غيره
كثيرا من الحديث
لبوان بالفتح ثم السكون وآخره نون اسم جبل في قول ابن مقبل تأمل خليلي هل ترى ضوء
بارق يمان مرته ريح نجد ففترا مرته الصبا بالغور غور تهامة فلما ونت عنه بشعفين
أمطرا وطبق لبوان القبائل بعدما كسا الرزن من صفوان صفوا وأكدرا قال الأزدي لبوان
جبل يقال له لبوان القبائل والرزن ما صلب من الأرض يعني أن المطر عم هذا الموضع
لبون بلفظ قولهم ناقة لبون أي ذات لبن اسم مدينة
لبيرى بفتح أوله وكسر ثانيه وسكون الياء المثناة من تحت والقصر هي إلبيرة التي
تقدم ذكرها في باب الألف من نواحي الأندلس ينسب إليها بهذا اللفظ أبو الخضر حامد
بن الأخطل بن أبي العريض اللبيري الأندلسي رحل وسمع الحديث وروى عن الأعشى وابن
المزين ومات بالأندلس سنة 802 وأحمد بن عمر بن منصور اللبيري الأندلسي يروي عن
يونس بن عبد الأعلى وغيره بالأندلس سنة 213 يعد في موالي بني أمية قاله ابن يونس
وإياها عنى ابن قلاقس بقوله وتركت بقطس مع لبيرى جانبا وركبت جونا كالليالي الجون
لبينة تصغير لبنة أو لبنى مرخم
اللبيين بضم أوله وفتح الباء ثم ياء مشددة وأخرى خفيفة ساكنة ونون تثنية لبي ولبي
تصغير لبي من قولهم لبي فلان من هذا الطعام يلبى
لبيا
إذا أكثر منه قال ابن شميل ومنه لبيك كأنه استرزاق وهو قول تفرد به ماءان لبني
العنبر قال جحدر اللص تعلمن يا ذود اللبيين سيرة بنا لم تكن أذوادكن تسيرها وقال
زهير لسلمى بشرقي القنان منازل ورسم بصحراء اللبيين حائل
باب اللام والتاء وما يليهما
لتنكشة بفتح أوله وثانيه ونون ساكنة وفتح الكاف وشين معجمة مدينة بالأندلس من
أعمال كورة جيان ينقل منها الخشب فيعم الأندلس ولها حصون حصينة وبسيط كبير
باب اللام والثاء وما يليهما
لثلث قال أبو زياد ومن جبال دماخ لثلث لبني عمرو بن كلاب
لثجة اسم موضع فيه نظر بفتح اللام وسكون الثاء وجيم
باب اللام والجيم وما يليهما
لجأ بالهمزة والقصر من لجأ إليه يلجأ إذا تحصن به اسم موضع
لجاة كذا هو في كتاب الأصمعي وقال هو جبل عن يمين الطريق قرب ضرية وماؤها ضري بئر
من حفر عاد
واللجاة اسم للحرة السوداء التي بأرض صلخد من نواحي الشام فيها قرى ومزارع وعمارة
واسعة يشملها هذا الاسم
لجم بالتحريك وكل ما يتطير منه يقال له لجم قلعة بإفريقية قريبة من المهدية حصينة
جدا
اللجم جمع لجام وذات اللجم موضع معروف بأرض جرزان من نواحي تفليس قال البلاذري
وسار حبيب بن مسلمة الفهري من قبل عثمان إلى أرمينية فنزل على السيسجان فحاربه
أهلها فهزمهم وغلب على ويص وصالح أهل القلاع بالسيسجان على خراج يؤدونه ثم سار إلى
جرزان فلما انتهى إلى ذات اللجم سرح المسلمون بعض دوابهم وجمعوا لجمها فخرج عليهم
قوم من العلوج فأعجلوهم عن الإلجام وقاتلوهم حتى أخذوا تلك اللجم ثم إن المسلمين كروا
عليهم حتى استعادوها ثم سمي الموضع ذات اللجم
لجنياته بضم أوله وثانيه وسكون النون وياء وآخره تاء ناحية من نواحي إستجة قريبة
من قرطبة
لجان بتشديد الجيم هو واد وروي بضم اللام أيضا
اللجون بفتح أوله وضم ثانيه وتشديده وسكون الواو وآخره نون واللجن واللزج واحد وهو
بلد بالأردن وبينه وبين طبرية عشرون ميلا وإلى الرملة مدينة فلسطين أربعون ميلا
وفي اللجون صخرة مدورة في وسط المدينة وعليها قبة زعموا أنها مسجد إبراهيم عليه
السلام وتحت الصخرة عين غزيرة الماء وذكروا أن إبراهيم عليه السلام دخل هذه
المدينة في وقت مسيره إلى مصر ومعه غنم له وكانت المدينة قليلة الماء فسألوا
إبراهيم أن يرتحل عنهم لقلة الماء فيقال إنه ضرب بعصاه هذه الصخرة فخرج منها ماء
كثير فاتسع على أهل المدينة فيقال إن بساتينهم وقراهم تسقى من هذا الماء والصخرة
قائمة
إلى اليوم
واللجون مرج طوله ستة أميال كثير الوحل صيفا وشتاء
واللجون أيضا موضع في طريق مكة من الشام قرب تيماء وسماه الراعي لجان في قوله فقلت
والحرة الرجلاء دونهم وبطن لجان لما اعتادني ذكري صلى على عزة الرحمن وابنتها ليلى
وصلى على جاراتها الأخر
باب اللام والحاء وما يليهما
لحاء بالضم وألفه تمد وتقصر والمقصور جمع لحية وهو واد من أودية اليمامة كثير
الزرع والنخل لعنزة ولا يخالطهم فيه أحد ووراء لحا بينه وبين مهب الشمال المجازة
لحج بالفتح ثم السكون وجيم وهو الميلولة يقال ألحجنا إلى موضع كذا أي ملنا وألحاج
الوادي نواحيه وأطرافه واحدها لحج مخلاف باليمن ينسب إلى لحج بن وائل بن الغوث بن
قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان
ومدينة منها الفقيه ابن ميش شرح التنبيه في مجلدين وسكن لحجا الفقيه محمد بن سعيد
بن معن الفريضي صنف كتابا في الحديث سماه المستصفى في سنن المصطفى محذوف الأسانيد
جمعه من الكتب الصحاح وقال خديج بن عمرو أخو النجاشي بن عمرو يرثي أخاه النجاشي
فمن كان يبكي هالكا فعلى فتى ثوى بلوى لحج وآبت رواحله فتى لا يطيع الزاجرين عن
الندى وترجع بالعصيان عنه عواذله وقال ابن الحائك ومن مدن تهائم اليمن لحج وبها
الأصابح وهم ولد أصبح بن عمرو بن الحارث بن أصبح بن مالك بن زيد بن الغوث بن سعد
بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة وهو حمير الأصغر ومن لحج كان مسلم بن
محمد اللحجي أديب اليمن له كتاب سماه الأترنجة في شعراء اليمن أجاد فيه كان حيا في
نحو سنة 035 وقال عمرو بن معدي كرب أولئك معشري وهم حبالي وجدي في كتيبتهم ومجدي
هم قتلوا عزيزا يوم لحج وعلقمة بن سعد يوم نجد
لحظة بالفتح ثم السكون والظاء معجمة بلفظ اللحظة وهي النظرة من جانب الأذن وهي
مأسدة بتهامة يقال أسد لحظة كما يقال أسد بيشة قال الجعدي سقطوا على أسد بلحظة مش
بوح السواعد باسل جهم
لحف بفتح أوله وسكون ثانيه والفاء واللحف الأغطية ومنه سمي اللحاف الذي يتغطى به
هو واد بالحجاز يقال له لحف عليه قريتان جبلة والستارة وقد ذكرناهما في موضعهما
لحف بكسر أوله وسكون ثانيه ولحف الجبل أصله وهو صقع معروف من نواحي بغداد سمي بذلك
لأنه في لحف جبال همذان ونهاوند وتلك النواحي وهو دونها مما يلي العراق ومنه
البندنيجين وغيرها وفيه عدة قلاع حصينة
لحوظ فعول من اللحظ وهو مؤخر العين من جبال هذيل
لحيا
جمل بالفتح ثم السكون تثنية اللحي وهما العظمان اللذان فيهما الأسنان من كل ذي لحي
والجمع الألحي وجمل بالجيم البعير وفي الحديث احتجم النبي صلى الله عليه و سلم
بلحي جمل موضع بين مكة والمدينة وقد روي فيه لحي جمل بالفتح ولحي جمل بالكسر
والفتح أشهر هي عقبة الجحفة على سبعة أميال من السقيا وقد فسر في حديث الحكم بن
بشار في كتاب مسلم أنه ماء وقد ذكر في باب جمل عدة مواضع تسمى بهذا الاسم ولحي جمل
عدة مواضع ذكرت في جمل
لحيان بكسر أوله قال ابن بزرج اللحيان الخدود في الأرض مما يخدها السيل الواحدة
لحيانة قال واللحيان الوشل الصديع في الأرض يخر فيه الماء وبه سميت لحيان القبيلة
وليس بتثنية اللحي كله عن ابن بزرج واللحيان ردهة لبني أبي بكر ابن كلاب
اللحيان تثنية اللحي مخفف من لحى جمع لحية هو واديان بضم أوله
لحيان بفتح أوله ثم السكون تثنية لحي العظم الذي يكون فيه الأسنان وهو أبيض
النعمان قصر كان له بالحيرة قال حاتم الطائي وما زلت أسعى بين خص ودارة ولحيان حتى
خفت أن أتنصرا
لحيظ بالفتح ثم الكسر وآخره ظاء معجمة اسم ماء قال نصر الخذيقة ماء لكعب بن عبد بن
أبي بكر بن كلاب ثم لحيظ وهو ثميد إزاءها قال يزيد بن مرحبة وجاؤوا بالروايا من
لحيظ فرخوا المحض بالماء العذاب رخوا مزجوا وقيل لحيظ ردهة طيبة الماء
باب اللام والخاء وما يليهما
اللخ بالضم في شعر امرىء القيس حيث قال وقد عمر الروضات حول مخطط إلى اللخ مرأى من
سعاد ومسمعا
باب اللام والدال وما يليهما
لد بالضم والتشديد وهو جمع ألد والألد الشديد الخصومة قرية قرب بيت المقدس من
نواحي فلسطين ببابها يدرك عيسى بن مريم الدجال فيقتله قال المعلى بن طريف مولى
المهدي يا صاح إني قد حججت وزرت بيت المقدس وأتيت لدا عامدا وفي عيد ماري سرجس
فرأيت فيه نسوة مثل الظباء الكنس
ولد اسم رملة يقتل عندها الدجال ذكره جميل في شعره فقال تذكر أنسا من بثينة ذا
القلب وبثنة ذكراها لذي شجن يصبو وحنت قلوصي فاستمعت لسجرها برملة لد وهي مثنية
تحبو نسبوا إليها أبا يعقوب بن سيار اللدي حدث عن أحمد بن هشام بن عمار الدمشقي
روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس سمع منه في حدود سنة 360
اللدمان تثنية اللدم وهو ضرب المرأة صدرها والرجل خبز الملة يذهب عنه التراب وهو
اسم ماء معروف
باب
اللام والراء وما يليهما
لرت موضع بالأندلس أو قبيلة قال السلفي أنشدني أحمد بن يوسف بن نام اليعمري
البياسي للوزير أبي الحسن جعفر بن إبراهيم اللرتي المعروف بالحاج لم لا أحب الضيف
أو أرتاح من طرب إليه والضيف يأكل رزقه عندي ويشكرني عليه
اللر بالضم وتشديد الراء وهو جيل من الأكراد في جبال بين أصبهان وخوزستان وتلك
النواحي تعرف بهم فيقال بلاد اللر ويقال لها لرستان ويقال لها اللور أيضا وقد ذكرت
في موضعها
لرقة بالضم ثم السكون والقاف وهو حصن في شرقي الأندلس غربي مرسية وشرقي المرية
بينهما ثلاثة أيام ينسب إليها خلف بن هاشم اللرقي أبو القاسم روى عن محمد بن أحمد
العتبي
باب اللام والسين وما يليهما
لسعى بوزن سكرى موضع قال ابن دريد أحسبه يمد ويقصر
لسلسى بالفتح ثم السكون وفتح السين يقال ثوب ملسلس إذا كان فيه خطوط ووشي وهو اسم
موضع
لسنونة بالفتح ثم السكون ونونين بينهما واو موضع
اللسان من أرض العراق في كتاب الفتوح وكان مقام سعد بالقادسية بعد الفتح بشهرين ثم
قدم زهرة بن حوية إلى العراق واللسان لسان البر الذي أدلعه في الريف عليه الكوفة
اليوم والحيرة قبل اليوم قالوا ولما أراد سعد تمصير الكوفة أشار عليه من رأى
العراق من وجوه العرب باللسان وظهر الكوفة يقال له اللسان وهو فيما بين النهرين
إلى العين عين بني الجراء وكانت العرب تقول أدلع البر لسانه في الريف فما كان يلي
الفرات منه فهو الملطاط وما كان يلي البطن منه فهو النجاف قال عدي بن زيد ويح أم
دار حللنا بها بين الثوية والمردمه برية غرست في السواد غرس المضيغة في اللهزمه
لسان لعربة ذو ولغة تولغ في الريف بالهندمه
لسيس من حصون زبيد باليمن
باب اللام والشين وما يليهما
لشبونة بالفتح ثم السكون وباء موحدة
وواو ساكنة ونون وهاء ويقال أشبونة بالألف هي مدينة بالأندلس يتصل عملها بأعمال
شنترين وهي مدينة قديمة قريبة من البحر غربي قرطبة وفي جبالها التبرات الخلص
ولعسلها فضل على كل عسل الذي بالأندلس يسمى اللاذرني يشبه السكر بحيث أنه يلف في
خرقة فلا يلوثها وهي مبنية على نهر تاجه والبحر قريب منها وبها معدن التبر الخالص
ويوجد بساحلها العنبر الفائق وقد ملكها الأفرنج في سنة 375 وهي فيما أحسب في
أيديهم إلى الآن
باب اللام والصاد وما يليهما
لصاف بوزن قطام كأنه معدول عن لاصفة وتأنيثه للأرض أو البقعة يكثر فيها اللصف قال
أبو
عبيد اللصف شيء ينبت في أصل الكبر كأنه خيار وقال الليث ثمرة شجرة تجعل في المرق
ولها عصارة يصطنع بها الطعام ولصاف وثبرة ماءان بناحية الشواجن في ديار ضبة قال
الأزهري وقد شربت منهما وإياهما أراد النابغة حيث قال بمصطحبات من لصاف وثبرة يزرن
إلالا سيرهن التدافع وقال أبو عبيد الله السكوني لصاف ماء بالقرب من شرج وناظرة
وهو من مياه إياد القديمة وقد صرفه الشاعر فقال إن لصافا لا لصاف فاصبري إذ حقق
الركبان هلك المنذر وقال أبو زياد لصاف ماء بالدو لبني تميم وقد بلغ مضرس بن ربعي
الأسدي أن الفرزدق قد هجا بني أسد فقدم البصرة وجلس بالمؤيد ينشد هجاءه الفرزدق
فبلغ الفرزدق ذلك فجاءه حتى وقف عليه فقال له من أنت قال أسدي أنا قال لعلك ضريس
قال أنا مضرس فقال له الفرزدق إنك بي لشبيه فهل وردت أمك البصرة فقال لم ترد
البصرة قط ولكن أبي قال الفرزدق ما فعل معمر قال مضرس هو بلصاف حيث تبيض الحمر
فقال له الفرزدق هل أنت مجيز لي بيتا قال مضرس هاته قال الفرزدق وما برئت إلا على
عتب بها عراقيبها مذ عقرت يوم صوأر فقال مضرس مناعيش للمولى تظل عيونها إلى السيف
تستبكي إذا لم تعقر فنزع الفرزدق جبته ورمى بها على مضرس وقال والله لا هجوت أسديا
قط أراد الفرزدق بقوله نهشل بن جري يهجو بني فقعس حيث قال ضمن القيان لفقعس سوآتها
إن القيان لفقعس لمعمر وأراد مضرس قول ابن المهوس الأسدي يرد عليه قد كنت أحسبكم
أسود خفية فإذا لصاف تبيض فيه الحمر فترفعوا مدح الرئال فإنما تجني الهجيم عليكم
والعنبر عضت تميم جلد أير أبيكم يوم الوقيط وعاونتها حضجر وهي أبيات كثيرة
لصبين بكسر أوله وهو في الأصل المضيق في الجبل وهو موضع بعينه قال تميم بن مقبل
أتاهن لبان ببيض نعامة حواها بذي اللصبين فوق جنان
لصف بالتحريك وتفسيره كالذي قبله اسم بركة غربي طريق مكة بين المغيثة والعقبة على
ثلاثة أميال من صبيب غربي واقصة
لصوب بلد قرب برذعة من أرض أران
باب اللام والطاء وما يليهما
اللطاط بكسر أوله قال أبو زيد يقال هذا لطاط الجبل وثلاثة ألطة وهو طريق في عرض
الجبل وقال العمراني اللطاط شفير نهر أو واد لم يزد
لطمين بالفتح ثم السكون وكسر الميم وياء وآخره نون كورة بحمص وبها حصن
باب
اللام والظاء وما يليهما لظى بالفتح والقصر وهو من أسماء النار وذو لظى اسم موضع
في شعر هذيل وقيل لظى منزل من بلاد جهينة في جهة خيبر قال مالك بن خالد الخناعي
الهذلي فما ذر قرن الشمس حتى كأنهم بذات اللظى خشب تجر إلى خشب باقيها في ذي دوران
وقال أيضا كأنهم حين استدارت رحاهم بذات اللظى أو أدرك القوم لاعب إذا أدركوهم
يلحقون سراتهم بضرب كما حد الحصير الشواطب
باب اللام والعين وما يليهما
لعباء بالفتح ثم السكون وباء موحدة وألف ممدودة اسم لسبخة معروفة بناحية البحرين
بحذاء القطيف على سيف البحر فيه حجارة ملس سميت بذلك لأنها لعب فيها كل واد أي سال
والنسبة إليها لعباني كالنسبة إلى صنعاء صنعاني وتنسب إليها الكلاب قال مزرد وعالا
وعاما حين باعا بأعنز وكلبين لعبانية كالجلامد وقال المهلبي قوله لعبانية يعنى
نوقا شبهها في صلابتها بحجارة اللعباء
ولعباء أيضا ماء سماء في حزم بني عوال جبل لغطفان في أكناف الحجاز وهناك أيضا السد
وهو ماء سماء قال كثير فأصبحن باللعباء يرمين بالحصى مدى كل وحشي لهن ومستمي وقالت
مية بنت عتيبة ترثي أباها وهي أم البنين وقتل يوم خو قتلته بنو أسد تروحنا من
اللعباء عصرا وأعجلنا إلاهة أن تؤوبا على مثل ابن مية فانعياه يشق نواعم الشعر
الجيوبا وكان أبي عتيبة شمريا ولا تلقاه يدخر النصيبا ضروبا باليدين إذا اشمعلت
عوان الحرب لا روعا هيوبا وقيل اللعباء أرض غليظة بأعلى الحمى لبني زنباع من عبد
بن أبي بكر بن كلاب قال أبو زياد وإياها عني حميد بن ثور الهلالي بقوله إلى النير
فاللعباء حتى تبدلت مكان رواغيها الصريف المسدما
لعبا بالضم ثم السكون والباء موحدة فعلى من اللعب مقصور هو موضع في ديار عبد القيس
بين عمان والبحرين عن الحازمي
لعس بالفتح ثم السكون وآخره سين مهملة وهو العض في اللغة اسم موضع
لعلع بالفتح ثم السكون واللعلع في لغتهم السراب ولعلع جبل كانت به وقعة لهم قال
أبو نصر لعلع ماء في البادية وقد وردته وقيل لعلع منزل بين البصرة والكوفة وقال
العزيزي من البصرة إلى عين جمل ثلاثون ميلا وإلى عين صيد ثلاثون ميلا وإلى
الأخاديد ثلاثون ميلا وإلى أقر ثلاثون ميلا وإلى سلمان عشرون ميلا وإلى لعلع عشرون
ميلا وقال المسيب بن علس الضبعي
بان
الخليط ورفع الخرق ففؤاده في الحي معتلق منعوا كلامهم ونائلهم يوم الفراق ورهنهم
غلق قطعوا المزاهر واستتب بهم يوم الرحيل للعلع طرق وإلى بارق عشرون ميلا وإلى
مسجد سعد أربعون ميلا وإلى المغيثة ثلاثون ميلا وإلى العذيب أربعة وعشرون ميلا
وإلى القادسية ستة أميال وإلى الكوفة خمسة وأربعون ميلا
باب اللام والغين وما يليهما
لغابر بعد الألف باء موحدة هو موضع
لغاط بالضم وآخره طاء مهملة فعال من اللغط وهو كثرة الحديث من غير فائدة موضع عن
العمراني ثم قال وسماعي بالعين غير معجمة عن جلة مشايخي وقال الليث لغاط بمعجمة
اسم جبل من منازل بني تميم وقال أبو محمد الأسود لغاط واد لبني ضبة وقال الهرار بن
حكيم الربعي والجوف خير لك من لغاط ومن ألات وألي أراط وسط محدم من الأوساط ومن
جواد الشد ذي اهتماط وفي كتاب بني مازن بن عمرو بن تميم قال ابن حبيب لغاط ماء
لبني مازن بن عمرو بن تميم وقال عقبة بن قدامة الحبطي يمدح بني مازن وهم حصدوا بني
سعد بن قيس على القصبات بالبيض القصار وردوهم غداة لغاط عنهم بأكباد وأفئدة حرار
وقال محمد بن إدريس بن أبي حفصة اليمامي لغاط لبني مبذول وبني العنبر من أرض
اليمامة وأنشد لعمارة بن عقيل بن بلال بن جرير وعلا لغاط فبات يلغط سيله ويثج في
لبب الكثيب ويصخب
لغاط بالضم وآخره طاء مهملة فعال من اللغط وهو كثرة الحديث من غير فائدة موضع عن
العمراني ثم قال وسماعي بالعين غير معجمة عن جلة مشايخي وقال الليث لغاط بمعجمة
اسم جبل من منازل بني تميم وقال أبو محمد الأسود لغاط واد لبني ضبة وقال الهرار بن
حكيم الربعي والجوف خير لك من لغاط ومن ألات وألي أراط وسط محدم من الأوساط ومن
جواد الشد ذي اهتماط وفي كتاب بني مازن بن عمرو بن تميم قال ابن حبيب لغاط ماء
لبني مازن بن عمرو بن تميم وقال عقبة بن قدامة الحبطي يمدح بني مازن وهم حصدوا بني
سعد بن قيس على القصبات بالبيض القصار وردوهم غداة لغاط عنهم بأكباد وأفئدة حرار
وقال محمد بن إدريس بن أبي حفصة اليمامي لغاط لبني مبذول وبني العنبر من أرض
اليمامة وأنشد لعمارة بن عقيل بن بلال بن جرير وعلا لغاط فبات يلغط سيله ويثج في
لبب الكثيب ويصخب
لغوى في شعر عروة بن معروف الأسدي يعرف بابن حجلة أصاح ترى بريقا هب وهنا يؤرقني
وأصحابي هجود قعدت له ونحن بقاع لغوى ودون مصابه بلد بعيد
باب اللام والفاء وما يليهما
لفات بضم أوله وآخره تاء مثناة من ديار مراد قال فروة بن مسيك المرادي مررن على
لفات وهن خوص يبارين الأعنة ينتحينا فإن نهزم فهزامون قدما وإن نغلب فغير مغلبينا
فما إن طبنا جبن ولكن منايانا ودولة آخرينا كذاك الدهر دولته سجال يكر بصرفه حينا
فحينا
اللفاظ بالضم وآخره ظاء معجمة وقد روي بكسر أوله وأصله على الروايتين من لفظت
الشيء
إذا
ألقيته من فيك كلاما كان أو غيره وهو ماء لبني إياد
لفت قيده القاضي عياض على ثلاثة أوجه بفتح اللام وسكون الفاء عن أبي بحر ولفت
بالتحريك عن القاضي أبي علي قال وقيد غيرهما لفت بكسر اللام وسكون الفاء قال وكذا
ذكره ابن هشام في السيرة قال وهي ثنية بين مكة والمدينة قلت ولكل معنى في كلامهم
أما لفت بالفتح ثم السكون فهو الصرف تقول ما لفتك عن فلان أي ما صرفك وقيل اللفت
اللي عن جهته ومنه الالتفات وأما اللفت فيقال لفت فلان مع فلان كقولك صغاه ولفتاه
شقاه وأما المحرك فيجوز أن يكون منقولا عن الفعل من قولهم لفت فلان فلانا أي صرفه
ثم استعمل اسما وقال من روى لفت بالكسر هو واد قريب من هرشى عقبة بالحجاز بين مكة
والمدينة قال كثير قصد لفت وهن متسقات كالعدولي اللاحقات التوالي وقال أبو صخر
الهذلي لأسماء لم تهتج لشيء إذا خلا فأدبر ما اختبت بلفت ركائب وقال السكري لفت
مكان بين مكة والمدينة ويقال ثنية اختبت من الخب
ولفت طلع موضع آخر ذكر ابن هشام في السيرة في قصة الهجرة بعد ثنية المرة لفتا بكسر
اللام وسكون الفاء والتاء مثناة من فوقها قال الشيخ أبو بحر لفت بكسر اللام ألفيته
في شعر معقل الهذلي في أشعار هذيل وهو قوله لعمرك ما خشيت وقد بلغنا جبال الجوز من
بلد تهامي نزيعا محلبا من آل لفت لحي بين أثلة فالنجام قال أبو بحر كذا هو في
نسختي وهي نسخة صحيحة جدا وكذلك ألفاه من وثقته وكلفته أن ينظر لي في شعر معقل هذا
في شعر هذيل مكسور اللام في نسخة أبي علي القالي المقروة على الزيادي بن علي
الأحول ثم قرأها على ابن دريد وقد اختلف القول في هذا الحديث فمنهم من قال لفت
ومنهم من قال لقف وهما موضعان في الطريق بين مكة والمدينة قلت أنا وفي كتاب السكري
المقرو على الرماني لفت بكسر اللام وقال هي عقبة بطريق مكة عن أبي عبد الله وقال
الجمحي هي ثنية جبل قديد
لفتوان بالفتح ثم السكون وتاء مثناة من فوق مفتوحة وآخره نون قرية من قرى أصبهان
ينسب إليها إبراهيم بن شجاع بن محمد بن إبراهيم أبو عبد الله بن أبي نصر بن أبي
بكر اللفتواني أخو الحافظ أبي بكر محمد من أهل أصبهان سمع مع أخيه من الرئيس أبي
عبد الله الثقفي وأبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن السمسار سمع منه أبو سعد وأبو
القاسم وكانت ولادته في حدود سنة 084
لفلف يقال لفلف الرجل إذا اضطرب ساعده من التواء عرقه ولفلف إذا استقصى في الأكل
ولفلف جبل بين تيماء وجبلي طيء وهو في شعر الهذلي قال وأعليت من طور الحجاز نجوده
إلى الغور ما اجتاز الفقير ولفلف
لفوان من مخاليف اليمن
باب
اللام والقاف وما يليهما
لقاع موضع باليمامة وهو نخل وروض في شعر ابن أبي خازم عفا رسم برامة فالتلاع
فكثبان الحفير إلى لقاع
اللقاطة موضع قريب من الحاجر من منازل بني فزارة قتل فيه مالك بن زهير أخو قيس
الرأي بن زهير ملك بني عبس دس عليه حذيفة بن بدر من قتله عوضا عن أخيه عوف بن بدر
ولذلك اهتاجت حرب داحس والغبراء وفيه قال الربيع بن زياد في الحماسة أفبعد مقتل
مالك بن زهير ترجو النساء عواقب الأطهار
لقان بالضم ثم التخفيف وآخره نون بلد بالروم وراء خرشنة بيومين غزاه سيف الدولة
وذكره المتنبي في قوله يذري اللقان غبارا في مناخرها وفي حناجرها من آلس جرع وهذا
البيت من إسرافات المتنبي في المبالغة لأنه يقول إن هذه الخيل شربت من ماء آلس وهو
بلد بالروم فلم يتعد حناجرها حتى أذرى اللقان في مدة هذا مقدارها وبينهما مسافة
بعيدة وقد شدده أبو فراس فقال وقاد إلى اللقان كل مطهم له حافر في يابس الصخر حافر
وكان بهراة أديب يقال له عبد الملك بن علي اللقاني ذكرته في كتاب الأدباء ولا أدري
أهو منسوب إلى هذا الموضع أو غيره
لقرشان بضم أوله وثانيه وسكون الراء وشين معجمة وآخره نون وهو حصن من أعمال لاردة
بالأندلس
لقط بتحريك أوله وثانيه بالفتح قال الليث اللفظ فضة أو ذهب أمثال الشذر وأعظم في
المعادن وهو أجود يقال ذهب لقط اسم ماء بين جبلي طيء
لقف ضبطه الحازمي بفتح أوله وسكون ثانيه وقال عرام لقف ماء آبار كثيرة عذب ليس
عليها مزارع ولا نخل فيها لغلظ موضعها وخشونته وهو بأعلى قوران واد من ناحية السوارقية
على فرسخ وفي لقف ولفت وقع الخلاف في حديث الهجرة وكلاهما صحيح هذا موضع وذاك آخر
لقنت بفتح أوله وثانيه وسكون النون وتاء مثناة حصنان من أعمال لاردة بالأندلس لقنت
الكبرى ولقنت الصغرى وكل واحدة تنظر إلى صاحبتها
اللقيطة بالفتح ثم الكسر فعيلة من لقطت الشيء إذا أخذته من الأرض ويقال للشيء
الرذل لقيط وذلك الملقوط وهي بئر بأجإ في طرفه وتعرف بالبويرة وقيل اللقيطة ماء
لغني بينها وبين مذعا يومان إلا قليلا قال ابن هرمة غدا بل راح واطرح الخلاجا ولما
يقض من أسماء حاجا وكيف لقاؤها بعفاريات وقد قطعت ظعائنها النباجا يسوق بها الحداة
مشرقات رواحا بالتنوفة وادلاجا
على
أحداج مكرمة عواف تربعت اللقيطة أو سواجا
باب اللام والكاف وما يليهما
اللكاك بكسر اللام جمع لك وهو الضغط على الورد وغيره موضع في ديار بني عامر لبني
نمير فيه روضة ذكرت في الرياض قال مضرس بن ربعي كأني طلبت العامريات بعدما علون
اللكاك في ثقيب ظواهرا
اللكام بالضم وتشديد الكاف ويروى بتخفيفها وهو في شعر المتنبي مخفف فقال بأرض ما
اشتهيت رأيت فيها فليس يفوتها إلا الكرام فهلا كان نقص الأهل فيها وكان لأهلها
منها التمام بها الجبلان من صخر وفخر أنافا ذا المغيث وذا اللكام وهو الجبل المشرف
على أنطاكية وبلاد ابن ليون والمصيصة وطرسوس وتلك الثغور وقد ذكرته في لبنان بأتم
من هذا لأنه متصل به
لكان بالضم وآخره نون علم مرتجل لاسم موضع في شعر زهير وقد أراها حديثا غير مقوية
السر منها فوادي الجفر فالهدم فلا لكان إلى وادي الغمار ولا شرقي سلمى ولا فيد ولا
رهم
لكز بالفتح ثم السكون وزاي بليدة خلف الدربند تتاخم خزران سميت باسم بانيها وقيل
لكز والكز والخزر وصقلب وبلنجر بنو يافث بن نوح عليه السلام عمر كل واحد منهم
موضعا فسمي به وأهلها مسلمون موحدون ولهم لسان مفرد ولهم قوة وشوكة وفيهم نصارى
أيضا ينسب إليها موسى بن يوسف بن الحسين اللكزي أبو عبد الله يعرف بحسن الدربندي
قال شيرويه قدم علينا في شهور سنة 205 روى عن الشريف أبي نصر محمد بن محمد بن علي
الهاشمي كتاب النعت لأبي بكر بن أبي داود وقرأ عليه شهردار أبو منصور وكان ثقة
صدوقا فقيها فاضلا حسن السيرة صامتا
لك بالضم وتشديد الكاف بلدة من نواحي برقة بين الإسكندرية وطرابلس الغرب ينسب
إليها أبو الحسن مروان بن عثمان اللكي الشاعر ذكره في كتاب الجنان وهو القائل تمكن
مني السقم حتى كأنه تمكن معنى في خفي سؤال ولو سامحت عيناه عيني في الكرى لأشكل من
طيف الخيال خيالي سمحت بروحي وهي عندي عزيزة وجدت بقلبي وهو عندي غالي وأبو الحسن
علي بن سند بن عباس اللكي مات سنة 035 وكان من الصالحين
ولك أيضا مدينة بالأندلس من أعمال فحص البلوط ولك أيضا قرية قرب الموصل من أعمال
نينوى في الجانب الغربي
اللكمة حصن بالساحل قرب عرقة والله أعلم
باب اللام والميم وما يليهما
لماية مدينة من أعمال المرية بالأندلس ينسب إليها إبراهيم بن شاكر بن خطاب اللمايي
اللحام أبو إسحاق كان رجلا صالحا فاضلا حافظا للحديث ورجاله
وروى
كثيرا من كتب العلم وكان من أهل الصلاح والورع يروي عن أبي عمر أحمد بن ثابت بن
أحمد بن ثابت بن الزبير التغلبي وأبي محمد عبد الله بن محمد بن عثمان ومحمد بن
يحيى الخراز وأبي القاسم خلف بن محمد بن خلف الخولاني وأبي عبد الله محمد بن
البطال بن وهب التميمي وأبي عمر يوسف بن عمروس الإستجي والقاضي أبي عبد الله محمد
بن يحيى بن مفرج روى عنه محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الخولاني
لمطة بالفتح ثم السكون وطاء مهملة أرض لقبيلة من البربر بأقصى المغرب من البر
الأعظم يقال للأرض وللقبيلة معا لمطة وإليهم تنسب الدرق اللمطية زعم ابن مروان
أنهم يصطادون الوحش وينقعون جلوده في اللبن الحليب سنة كاملة ثم يتخذون منها الدرق
فإذا ضربت بالسيف القاطع نبا عنها
اللمعية من مخاليف اليمن
لمغان بالفتح والسكون وهي لام غان ذكرت في موضعها
باب اللام والنون وما يليهما
لنبان بالضم ثم السكون وباء موحدة وآخره نون قرية كبيرة بأصبهان ولها باب يعرف بها
ينسب إليها أبو الحسن اللنباني رواية كتب ابن أبي الدنيا وأبو بكر أحمد بن محمد بن
عمر بن أبان العبدي اللنباني الأصبهاني محدث مشهور سمع أبا بكر بن أبي الدنيا
وإسماعيل بن أبي كثير وغيرهما روى عنه الحافظ إبراهيم بن محمد بن حمزة وعبد الله
بن أحمد بن إسحاق والد أبي نعيم الحافظ توفي سنة 233 وأبو منصور معمر بن أحمد بن
محمد بن عمر بن أبان اللنباني العدوي الصوفي كان له علم بأيام الناس وأخبار
الصوفية وسمع الحديث ورواه ومات سنة 984
لنجوية بالفتح ثم السكون وجيم مضمومة وواو ساكنة وياء خفيفة هي جزيرة عظيمة بأرض
الزنج فيها سرير ملك الزنج وإليها تقصد المراكب من جميع النواحي وقد انتقل أهلها
الآن عنها إلى جزيرة أخرى يقال لها تنباتو أهلها مسلمون وفيها كرم يطعم في السنة
ثلاث مرات كلما بلغ شيء خرج الآخر
باب اللام والواو وما يليهما
اللوى بالكسر وفتح الواو والقصر وهو في الأصل منقطع الرملة يقال قدم ألويتم
فانزلوا إذا بلغوا منقطع الرمل وهو أيضا موضع بعينه قد أكثرت الشعراء من ذكره
وخلطت بين ذلك اللوى والرمل فعز الفصل بينهما وهو واد من أودية بني سليم ويوم
اللوى وقعة كانت فيه لبني ثعلبة على بني يربوع ومما يدل على أنه واد قول بعض العرب
لقد هاج لي شوقا بكاء حمامة ببطن اللوى ورقاء تصدع بالفجر هتوف تبكي ساق حر ولا
ترى لها عبرة يوما على خدها تجري تغنت بصوت فاستجاب لصوتها نوائح بالأصناف من فنن
السدر وأسعدنها بالنوح حتى كأنما شربن سلافا من معتقة الخمر دعتهن مطراب العشيات
والضحى بصوت يهيج المستهام على الذكر
يجاوبن
لحنا في الغصون كأنها نوائح ميت يلتدمن على قبر فقلت لقد هيجن صبا متيما حزينا وما
منهن واحدة تدري وقال نصيب وقد كانت الأيام إذ نحن باللوى تحسن لي لو دام ذاك
التحسن ولكن دهرا بعد دهر تقلبت بنا من نواحيه ظهور وأبطن
لوى طفيل واد بين اليمن ومكة قتل فيه هلال الخزاعي عبدة بن مرارة الأسدي غيلة في
قصة يطول شرحها فقال هلال أبلغ بني أسد بأن أخاهم بلوى طفيل عبدة بن مراره يروي
فقيرهم ويمنع ضيمهم ويريح قبل المعتمين عشاره
لوى النجيرة مذكور في شعر عنترة العبسي حيث قال فلتعلمن إذا التقت فرساننا بلوى
النجيرة أن ظنك أحمق
لوى الأرطى في شعر الأحوص بن محمد حيث قال وما كان هذا الشوق إلا لجاجة عليك وجرته
إليك المقادر تخبر والرحمن أن لست زائرا ديار الملا ما لاءم العظم جابر ألم تعجبا
للفتح أصبح ما به ولا بلوى الأرطى من الحي وابر
لوى المنجنون في شعر عبيد الله بن قيس الرقيات حيث قال ما هاج من منزل بذي علم بين
لوى المنجنون فالثلم
لوى عيوب في شعر عبد بن حبيب الهذلي حيث قال كأن رواهق المعزاء خلفي رواهق حنظل
بلوى عيوب
اللواسي مدينة خراب بالفيوم وهي مصر بلا شك فيها مسجد لموسى بن عمران عليه السلام
والآلة التي قاس بها يوسف الصديق عليه السلام عين الفيوم
لواتة بالفتح وتاء مثناة ناحية بالأندلس من أعمال فريش
ولواتة قبيلة من البربر
اللوالجان بالفتح وبعد الألف لام مكسورة وجيم وآخره نون موضع بفارس
لوان بالفتح وآخره نون موضع في قول أبي دؤاد ببطن لوان أو قرن الذهاب
لوبياباذ بالضم ثم السكون وكسر الباء وياء وبعد الألف باء موحدة وآخره ذال موضع
بأصبهان
لوبة بالفتح ثم السكون وباء موحدة موضع بالعراق من سواد كسكر بين واسط والبطائح
وقال المدائني كان عثمان بن عفان حيث ضم الجندين ونقل أهل وج إلى البصرة رد ما كان
في أيديهم من الأرض إلى الخراج غير أرض تركها لعبد الله بن أذينة العبدي وبحر لوبة
سابور من دست ميسان كانت
بيدي
زياد فردها الحجاج إلى الخراج فاشتراها خالد بن عببد الله القسري
لوبيا قال ابن القطاع في كتاب الأبنية ولوبيا اسم موضع أعجمي وهو أيضا جنس من
القطنية
ولوبيا أيضا الحوت الذي عليه الأرض
لوبية بالضم ثم السكون وباء موحدة وياء مثناة من تحت مدينة بين الإسكندرية وبرقة
ينسب إليها لوبي وقال أبو الريحان البيروتي كان اليونانيون يقسمون المعمورة بأقسام
ثلاثة تصير بأرض مصر مجتمعا لها فما مال عنها وعن بحر الروم نحو الجنوب فاسمه
لوبية ويحدها بحر أوقيانوس المحيط الأخضر من جانب المغرب وبحر مصر من جهة الشمال
وبحر الحبش من جهة الجنوب وخليج القلزم وهو بحر سوف أي البردي من جانب المشرق وهذا
كله يسمى لوبية والقسم الآخر اسمه أورقي والآخر آسيا وقد ذكرا في موضعيهما
اللوح بالفتح بلفظ اللوح من الخشب ناحية بسرقسطة يقال لها وادي اللوح
لوذ الحصى بالفتح ثم السكون وذال معجمة كأنه من لاذ به يلوذ إذا لجأ إليه موضع لا
أحقه
ولوذ جبل باليمن بين نجران بني الحارث وبين مطلع الشمس وليس بين اللوذ وبين مطلع
الشمس من تلك الناحية جبل يعرف
لوخ قرأت في كتاب أخبار زفر بن الحارث تصنيف المدائني أبي الحسن بخط أبي سعيد
الحسن بن الحسين الكسري قال أبو الحسن وقوم يزعمون أن زفر بن الحارث ولد بلوخ قال
ويقال إن لوخ قرية من قرى الأهواز والقيسية ينكرون ذلك وقول القيسية أقرب إلى الحق
لأن زفر قال لعبد الملك أو للوليد لو علمت أن يدي تحمل قائم السيف ما قلت هذا فقال
له عبد الملك حين صالحه سنة 17 قد كبرت فلو كان ولد بلوخ في الإسلام لم يكن كبيرا
قال محمد بن حبيب إنما هو توج ولوخ غلط والله أعلم قلت وعلى ذلك فليس توج من قرى
الأهواز هي مدينة بينها وبين شيراز نيف وثلاثون فرسخا وهي من أرض فارس
لوذان موضع في قول الراعي قليلا كلا ولا بلوذان أو ما حللت بالكراكر
اللورجان بالضم ثم السكون وراء وجيم وآخره نون
اللور بالضم ثم السكون كورة واسعة بين خوزستان وأصبهان معدودة في عمل خوزستان ذكر
ذلك أبو علي التنوخي في نشواره والمعروف أن اللور وهم اللر أيضا جيل يسكنون هذا
الموضع وقد ذكر في اللر وذكر الإصطخري قال اللور بلد خصيب الغالب عليه الجبال وكان
من خوزستان إلا أنه أفرد في أعمال الجبل لاتصاله بها
لوردجان من ناحية كور الأهواز ينسب إليها الفضل بن إسماعيل بن محمد اللوردجاني أبو
عبد الله البناء الدليجاني من أهل أصبهان سمع أبا مطيع العنبر سمع منه السمعاني
وتوفي في ذي الحجة سنة 255
لورقة بالضم ثم السكون والراء مفتوحة والقاف ويقال لرقة بسكون الراء بغير الواو
وقد ذكر في موضعه وهي مدينة بالأندلس من أعمال تدمير وبها حصن ومعقل محكم وأرضها
جرز لا يرويها إلا ما ركد عليها من الماء كأرض مصر فيها عنب
يكون
العنقود منه خمسين رطلا بالعراقي حدثني بذلك شيخ من أهلها والله أعلم وبها فواكه
كثيرة
اللوزة بالفتح ثم السكون وزاي بركة بين واقصة والقرعاء على طريق بني وهب وقباب أم
جعفر على تسعة أميال من القرعاء وهناك أيضا بركة لإسحاق بن إبراهيم الرافعي وشراف
على أحد عشر ميلا من اللوزة وأنا مشك في الزاي والراء
اللوزية منسوبة إلى اللوز بالزاي محلة ببغداد قرب قراح بن رزين ودرب النهر بين
الرحبة وقراح أبي الشحم نسب إليها المحدثون أبا شجاع محمد بن أبي محمد بن أبي
المعالي المقري يعرف بابن المقرون سمع من أبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام
وغيره وحدث وكان ثقة صالحا يقرىء القرآن في مسجد باللوزية رأيته ومات في سابع عشر
شهر ربيع الآخر سنة 795 وكان قرأ على ابن بنت الشيخ بالرادمان
لوشة بالفتح ثم السكون وشين معجمة مدينة بالأندلس غربي إلبيرة قبل قرطبة منحرفة
يسيرا وهي مدينة طيبة على نهر سنجل نهر غرناطة وبينها وبين قرطبة عشرون فرسخا وبين
غرناطة عشرة فراسخ
اللوقة بقرب اللوى بين جبل طيء وزبالة بها ركايا طوال
لوكر بالفتح ثم السكون وفتح الكاف والراء قرية كانت كبيرة على نهر مرو قرب بنج ده
مقابلة لقرية يقال لها بركدز لوكر على شرقي النهر وبركدز على غربيه ولم يبق من
لوكر غير منارة قائمة وخراب كثير يدل على أنها كانت مدينة رأيتها في سنة 616 وقد
خربت بطرق العساكر لها فإنها على طريق هراة وبنج ده من مرو وينسب إليها أبو نصر
محمد بن عرفات بن محمد بن أحمد بن العباس بن عروبة اللوكري كان فقيها حنفيا جلدا
سمع أبا منصور محمد بن عبد الجبار السمعاني وأبا نصر محمد بن أحمد الحارثي روى عنه
أسعد بن الحسين بن الخطيب ومات بمرو سنة 205 وذكر الهمذاني في تاريخه في سنة 54
ربيع الأول خطب يوم الجمعة بجامع المدينة أبو نصر محمد بن عرفات اللوكري خطيب مرو
ولم يخطب فيه قبله عامي إلا ما كان في أيام الفساسيري
لولخان بالفتح ثم السكون وفتح اللام الثانية وخاء معجمة وآخره نون موضع
لؤلؤة ماء بسماوة كلب
ولؤلؤة قلعة قرب طرسوس غزاها الملك المأمون وفتحها
ولؤلؤة الكبيرة محلة كبيرة كانت بدمشق خارج باب الجابية سكنها جماعة من الرواة
منهم عبد الرحمن بن محمد بن عصام ويقال عصيم بن جبلة أبو القاسم القرشي مولاهم حدث
عن هشام بن عمار روى عنه أبو الحسين الرازي وغيره مات سنة 723 ومحمد بن عبد الحميد
أبو جعفر الفرغاني العسكري الملقب بالضرير سكن لؤلؤة وكان يلقب بزريق حدث عن جماعة
وافرة ومات سنة 713
لوهور بفتح أوله وسكون ثانيه والهاء وآخره راء والمشهور من اسم هذا البلد لهاور
وهي مدينة عظيمة مشهورة في بلاد الهند
لوية كأنه تصغير لية من لوى يلوي موضع بالغور بالقرب من مكة دون بستان ابن عامر في
طريق حاج الكوفة كان قفرا قيا فلما حج الرشيد استحسن فضاءه فبنى عنده قصرا وغرس
نخلا في خيف الجبل
وسماه
خيف السلام وفيها يقول بعض الأعراب خليلي ما لي لا أرى بلوية ولا بفنا البستان
نارا ولا سكنا تحمل جيراني ولم أدر أنهم أرادوا زيالا من لوية أو ظعنا أسائل عنهم
كل ركب لقيته وقد عميت أخبار أوجههم عنا فلو كنت أدري أين أموا تبعتهم ولكن سلام
الله يتبعهم منا ويا حسرتي في إثر تكنا ولوعتي وواكبدي قد فتتت كبدي تكنا
باب اللام والهاء وما يليهما
لهاب بالضم وآخره باء موحدة ويروى لهاب بالكسر وقال أوفى بن مطير المازني مازن بن
مالك بن عمرو بن تميم فسل طلابها وتعز عنها بناجية تخيل في الركاب طوت قرنا ولم
تطعم خبيا وأظهر كشحها لقع الذباب كأن مواقع الأنساع منها على الدفين أجرد من لهاب
اللهابة بالكسر وبعد الألف باء أيضا خبر بالشواجن في ديار ضبة فيه ركايا عذبة
تخترقه طريق بطن فلج كأنه جمع لهب كله عن الأزهري وحولها القرعاء والرمادة ووج
ولصاف وطويلع كان فيه وقعة بين بني ضبة والعبشميين قال بعضهم منع اللهابة حمضها
ونجيلها ومنابت الضمران ضربة أسفع وقال حاجب بن ذبيان المازني مازن بن مالك بن
عمرو بن تميم إذا ما التقينا لا هوادة بيننا فباست أبي من قال من ألم مهلا فإن
بفلج والجبال وراءه جماهير لا يرجو لها أحد تبلا وإن على حوف اللهابة حاضرا حرارا
يسنون الأسنة والنبلا
لهاور هي لوهور المقدم ذكرها نسب إليها عمرو بن سعيد اللهاوري شيخ للحافظ أبي موسى
المدني الأصبهاني وينسب إليها محمد بن المأمون بن الرشيد بن هبة الله المطوعي
اللهاوري أبو عبد الله خرج من لهاور في طلب العلم وأقام بخراسان وتفقه على مذهب
الشافعي رضي الله عنه وسمع بنيسابور من أصحاب أبي بكر الشيرازي وأبي نصر القشيري
وورد بغداد وأقام بها مدة وكتب عنه بها وسكن بأخرة بلدة بأذربيجان وكان يعظ فقتلته
الملاحدة بها في سنة 630 وينسب أيضا إلى لهاور محمود بن محمد بن خلف أبو القاسم
اللهاوري نزيل أسفرايين تفقه على أبي المظفر السمعاني وسمع منه وكان يرجع إلى فهم
وعقل وسمع أبا الفتح عبد الرزاق بن حسان المنيعي وأبا نصر محمد بن محمد الماهاني
وبنيسابور أبا بكر بن خلف الشيرازي وببلخ أبا إسحاق إبراهيم بن عمر بن إبراهيم
الأصبهاني وبأسفرايين أبا سهل أحمد بن إسماعيل بن بشر النهرجاني كتب عنه أبو سعد
بأسفرايين سنة نيف وأربعين وخمسمائة
اللهباء بالفتح ثم السكون وباء موحدة ومد موضع لعله في ديار هذيل قال عامر بن سدوس
الخناعي
الهذلي ألم تسل عن ليلى وقد ذهب العمر وقد أوحشت منها الموازج والخصر وقد هاجني
منها بوعساء قرمد وأجزاع ذي اللهباء منزلة قفر قال السكري الوعساء رملة وقرمد بلد
والجزع منعطف الوادي
اللهواء بالفتح ثم السكون والمد هو من اللهو بمعنى اللعب موضع
اللهاله كأنه جمع لهله موضع في قول عدي بن الرقاع فلا هن بالبهمى وإياه إذ شتا
جنوب أراش فاللهاله فالعجب
لهيا بالفتح ثم السكون وياء مثناة من تحتها خفيفة موضع على باب دمشق يقال له بيت
لهيا
اللهيب موضع في قول الأفوه الأودي وجرد جمعها بيض خفاف على جنبي تضارع فاللهيب
اللهيماء موضع بنعمان الأراك بين الطائف ومكة وقيل هي الهيماء سميت برجل قتل بها
يقال له الهيما
لهيم بلفظ التصغير وأم اللهيم الحمى وقيل هي كنية الموت ولهيم البدن بطن من الأرض
بالجزيرة في غربي تكريت وهو ماء للنمر بن قاسط يلتهم الماء ويفرغ في السهاب
باب اللام والياء وما يليهما
ليانجل بالفتح وبعد الألف نون وجيم ولام
الليث بكسر اللام ثم الياء ساكنة والثاء المثلثة علم مرتجل لا أعرف له في النكرات
أصلا إلا أن يكون منقولا من الفعل الذي لم يسم فاعله من لاث يلوث إذا ألوى وهو واد
بأسفل السراة يدفع في البحر أو موضع بالحجاز قال غاسل بن غزية الجربي الهذلي وهو
في شعرهم كثير وقد أنال أمير القوم وسطهم بالله يمطو به حقا ويجتهد تراجعا فتشجوا
أو يشاج بكم أو تهبطوا الليث إن لم يعد باللدد وقيل الليث موضع في ديار هذيل قال
أبو خراش وكان قد أسر امرأة عجوزا وسلمها إلى شيخ في الحي فهربت منه فقال وسدت
عليه دولجا ثم يممت بني فالج بالليث أهل الحرائم وقالت له ذلج مكانك إنني سألقاك
إن وافيت أهل المواسم الدولج البيت الصغير والحرائم البقر وذلج أكب على مائه
الليط بالكسر قال ابن إسحاق لما ورد النبي صلى الله عليه و سلم عام الفتح مكة أمر
خالد بن الوليد فدخل من الليط أسفل مكة في بعض الناس وكان خالد في المجنبة اليمنى
وفيها أسلم وغفار ومزينة وجهينة
ليع بالكسر هو أيضا منقول من فعل ما لم يسم فاعله من لاع يلاع إذا ضجر وحزن وجزع
موضع
ليلش قرية في اللحف من أعمال شرقي الموصل منها الشيخ عدي بن مسافر الشافعي شيخ
الأكراد وإمامهم وولده
ليلون
ويقال ليلول جبل مطل على حلب بينها وبين أنطاكية وفي رأسه ديدبان بيت لاها وفيه
قرى ومزارع ذكرها عيسى بن سعدان الحلبي فقال ويا قرى الشام من ليلون لا بخلت على
بلادكم هطالة السحب ما مر برقك مجتازا على بصري إلا وذكرني الدارين من حلب
ليلى اسم المرأة جبل وقيل هضبة وقيل قارة قال مكيث الكلبي إلى هزمتي ليلى فما سال
فيهما وروضيهما والروض روض الممالح وقال بدر بن حزان الفزاري ما اضطرك الحرز من
ليلى إلى برد تختاره معقلا من جش أعيار
اللين ضد الخشن اسم قرية بمرو اشتقاقه كالذي بعده ينسب إليها محمد بن نصر بن
الحسين بن عثمان المزني الليني كان من الصالحين روى عنه وكيع وابن المبارك ومحمد
بن فضيل وغيرهم ومات سنة 332 ذكره أبو سعد في التاريخ
واللين أيضا أكبر قرية من كورة بين النهرين التي بين الموصل ونصيبين
ولين موضع في قول عبيد بن الأبرص حيث قال تغيرت الديار بذي الدفين فأودية اللوى فرمال
لين
لينة بالكسر ثم السكون ونون قال المفسرون في قوله تعالى ما قطعتم من لينة كل شيء
من النخل سوى العجوة فهو من اللين واحدتها اللينة وقال الزجاج اللينة الألوان
والواحدة لونة فقيل لينة بكسر اللام ولينة موضع في بلاد نجد عن يسار المصعد بحذاء
الهر وبها ركايا عادية نقرت من حجر رخو وماؤها عذب زلال وقال السكوني لينة هو
المنزل الرابع لقاصد مكة من واسط وهي كثيرة الركي والقلب ماؤها طيب وبها حوض
السلطان ومنه إلى الخل وهي لبني غاضرة ويقال إنها ثلثمائة عين وقال الأشهب بن
رميلة ولله دري أي نظرة ذي هوى نظرت ودوني لينة وكثيبها إلى ظعن قد يممت نحو حائل
وقد عز أرواح المصيف جنوبها وقال مضرس الأسدي لمن الديار غشيتها بالإثمد بصفاء
لينة كالحمام الركد أمست مساكن كل بيض راعة عجل تروحها وإن لم تطرد صفراء عارية
الأخادع رأسها مثل المدق وأنفها كالمسرد وسخال ساجية العيون خواذل بجماد لينة
كالنصارى السجد وقرأت في ديوان شعر مضرس في تفسير هذا الشعر قال لينة ماء لبني
غاضرة يقال إن شياطين سليمان احتفروه وذلك أنه خرج من أرض بيت المقدس يريد اليمن
فتغدى بلينة وهي أرض خشناء فعطش الناس وعز عليهم الماء فضحك شيطان كان واقفا على
رأسه فقال له سليمان ما الذي يضحكك فقال أضحك لعطش الناس وهم على لجة البحر فأمرهم
سليمان فضربوا بعصيهم فأنبطوا الماء وقال زهير كأن ريقتها بعد الكرى اغتبقت من طيب
الراح لما يعد أن عتقا
شج
السقاة على ناجودها شبما من ماء لينة لا طرقا ولا رنقا
ليموسك بكسر اللام وسكون الياء وضم الميم وسكون الواو وفتح السين المهملة قرية من
قرى أستراباذ على فرسخ ونصف منها
الليمة حصن في جبل صبر باليمن من أعمال تعز
لية بالكسر وتخفيف الياء وفي الحديث أن ابن عمر كان يقول له الرجل من لية نفسه
كأنه اسم من ولى يلي مثل الشية من وشى يشي ويروى إليه نفسه أي من قبل نفسه وهو واد
لثقيف قال الأصمعي لية واد قرب الطائف أعلاه لثقيف وأسفله لنصر بن معاوية
لية بتشديد الياء وكسر اللام ولها معنيان اللية قرابة الرجل وخاصته واللية العود
الذي يستجمر به وهو الألو ولية من نواحي الطائف مر به رسول الله صلى الله عليه و
سلم حين انصرافه من حنين يريد الطائف وأمر وهو بلية بهدم حصن مالك بن عوف قائد
غطفان وقال خفاف بن ندبة سرت كل واد دون رهوة دافع وجلدان أو كرم بلية محدق في
أبيات ذكرت في جلدان وقال مالك بن خالد الهذلي أمال بن عوف إنما الغزو بيننا ثلاث
ليال غير مغزاة أشهر متى تنزعوا من بطن لية تصبحوا بقرن ولم يضمر لكم بطن محمر
وقال لست بذي زوج ولا خليه يا ليتني بالبحر أو بليه وقال غيلان بن سهم جلبنا الخيل
من أكناف وج ولية نحوكم بالدارعينا وقال عبد الله بن علقمة الجذمي من جذيمة كنانة
أريتك إذ طالبتكم فوجدتكم بلية أو أدركتكم بالخرانق ألم يك حق أن ينول عاشق تكلف
إدلاج السرى والودائق
م
باب الميم والألف وما يليهما
مآب بعد الهمزة المفتوحة ألف وباء موحدة بوزن معاب وهو في اللغة المرجع وقد ذكرت
من اشتقاق هذا الموضع في عمان ما إذا نظرته عجبت منه وهي مدينة في طرف الشام من
نواحي البلقاء قال أحمد بن محمد بن جابر توجه أبو عبيدة بن الجراح في خلافة أبي
بكر في سنة 31 بعد فتح بصرى بالشام إلى مآب من أرض البلقاء وبها جمع العدو
فافتتحها على مثل صلح بصرى وبعض الرواة يزعم أن أبا عبيدة كان أمير الجيش كله وليس
ذلك بثابت لأن أبا عبيدة إنما ولي الشام من قبل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقيل
إن فتح مآب قبل فتح بصرى وينسب إليها الخمر قال حاتم طيء سقى الله رب الناس سحا
وديمة جنوب السراة من مآب إلى زغر بلاد امرىء لا يعرف الذم بيته له المشرب الصافي
ولا يعرف الكدر وقال عبد الله بن رواحة الأنصاري فلا وأبي مآب لنأتينها وإن كانت
بها عرب وروم
المآثب بالثاء المثلثة ثم الباء الموحدة موضع في شعر كثير أمن آل سلمى دمنة
بالذنائب إلى الميث من ريعان ذات المطارب يلوح بأطراف الأجدة رسمها بذي سلم
أطلالها كالمذاهب أقامت به حتى إذا وقد الحصا وقمص صيدان الحصا بالجنادب وهبت رياح
الصيف يومين بالسفا بلية باقي قرمل بالمآثب
مأبد بالباء الموحدة المكسورة ودال من قولهم أبدت بالمكان آبد به أبودا إذا أقمت
ولم تبرح والمكان مأبد موضع في قول الهذلي أبي ذؤيب يمانية أحيا لها مظ مأبد وآل
قراس صوب أرمية كحل
ويروى
مأيد بالياء المثناة ويروى أسقية والرمي والسقي سحابتان وجمعهما أرمية وأسقية
والكحل السود
الماءتين في أخبار سيف الدولة وإيقاعه ببني نمير وعامر ونزل بالساوة بالماءتين
وهما سعادة ولؤلؤة
المئبر بكسر أوله وسكون الهمزة بعده وباء موحدة وراء وهو المحش الذي تلقح به النخل
ويقال للسان مئبر ومذرب موضع
مابرسام بفتح الباء وسكون الراء وسين مهملة وآخره ميم قرية من قرى مرو ويقال لها
ميم سام بينهما أربعة فراسخ
المأتمة من مياه بني نمير بنجد
ماتيرب بكسر التاء ثم ياء ساكنة وراء ثم باء موحدة محلة بسمرقند
المأثول من نواحي المدينة قال كثير كأن حمولهم لما ازلأمت بذي المأثول مجمعة
التوالي شوارع في ثرى الخرماء ليست بجاذية الجذوع ولا رقال
ماجان بالجيم وآخره نون نهر كان يشق مدينة مرو وماخان بالخاء المعجمة من قرى مرو
وذكرته في شعر قلته أنا عند كوني بمرو متشوقا إلى العراق تحية مغرى بالصبابة مغرم
معنى بعيد الدار والأهل والهم تراها إذا ما أقبل الركب هاجرت وتسري إذا ما عرسوا
نحو تكتم أحملها ريح الجنوب مع الصبا إلى أرض نعم وا فؤادي من نعم وأكني بنعم في
النسيب تعلة وأفدي بها من لا أقول ولا أسمي وأرتاح للبرق العراقي إن بدا وأين من
الماجان أرض المخرم سلام على أرض العراق وأهلها وسقى ثراها من ملث ومرزم بلاد
هرقنا قهوة اللهو بعدها ففقدي لها فقد الشبيبة بالرغم
ماجج بجيمين يجوز أن يكون من قولهم أج في سيره يؤج أجا إذا أسرع أو من أجت النار
والحر تؤج أجيجا إذا احتدمت أو من الماء الأجاج وهو الملح والمكان من ذلك كله
ماجد قرية من قرى اليمن بذمار
المأجل هو في الأصل البركة العظيمة التي تستنقع فيها المياه وكان بباب القيروان
مأجل عظيم جدا وللشعراء فيه أشعار مشهورة وكانوا يتنزهون فيه قال السيد الشريف
الزيدي أبو الحسن علي بن إسماعيل بن زيادة الله بن محمد بن علي بن حسين بن زيد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب يا حسن مأجلنا وخضرة مائه والنهر يفرغ فيه ماء
مزبدا كاللؤلؤ المنثور إلا أنه لما استقر به استحال زبرجدا وإذا الشباك سطت على
أمواجه نثرت حبابا فوقهن منضدا وكأنما الفلك الأثير أداره فلكا وضمنه النجوم
الوقدا
ماجرم بسكون الجيم وفتح الراء والميم من قرى سمرقند
ماجندان
بفتح الجيم وسكون النون قرية بينها وبين سمرقند خمسة فراسخ
ماجن بكسر الجيم والنون مخلاف باليمن فيه مدينة صهر
ماخان بالخاء المعجمة وآخره نون من قرى مرو غير ماجان التي بالجيم وهذه التي
بالخاء هي قرية أبي مسلم الخراساني صاحب الدولة عن عمران قال ماخان اسم رجل من
شيوخ الماليني
ماخ بالخاء المعجمة مسجد ماخ ببخارى ومحلة ماخ بها وهو اسم رجل مجوسي أسلم وبنى
داره مسجدا
ماخوان بضم الخاء المعجمة وآخره نون قرية كبيرة ذات منارة وجامع من قرى مرو ومنها
خرج أبو مسلم صاحب الدعوة إلى الصحراء ينسب إليها أحمد بن شبويه بن أحمد بن ثابت
بن عثمان بن يزيد بن مسعود بن يزيد الأكبر بن كعب بن مالك بن كعب بن الحارث بن قرط
بن مازن بن سنان بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء أبو الحسن
الخزاعي الماخواني وقيل هو مولى بديل بن ورقاء الخزاعي حدث عن وكيع وأبي أسامة
وعبد الرزاق والفضل بن موسى الشيباني وسلمويه أبي صالح صاحب ابن المبارك وأيوب بن
سليمان بن بلال وعبد الرحمن بن عبد الله بن سعيد الدشتكي روى عنه ابنه عبد الله
وأبو داود السجستاني وأبو بكر ابن أبي خيثمة وعلي بن الحسين الهسنجاني وأبو بكر
محمد بن عبد الملك بن زنجويه ونوح بن حبيب وغيرهم وكان يسكن طرسوس وقدم دمشق فروى
عنه من أهلها أحمد بن أبي الحواري وعباس بن الوليد بن صبيح الخلال وأبو زرعة
الحافظ وقال أبو عبد الرحمن النسائي هو ثقة مات سنة 032 وقيل سنة 922 عن ستين سنة
ماذران بفتح الذال المعجمة وراء وآخره نون قال حمزة ماذران معرب مختصر من كسمادران
وقال البلاذري قال ابن الكلبي ونسبت القلعة التي تعرف بماذران إلى النسير بن ديسم
بن ثور العجلي وهو كان أناخ عليها حتى فتحها فقيل قلعة النسير فقد ذكرتها في قلعة
النسير وقد نسب إليها بهذه النسبة عثمان بن محمد الماذراني روى عن علي بن الحسين
المروزي روى عنه محمد بن عبد الله الربعي قال مسعر بن مهلهل الشاعر في رسالة كتبها
إلى صديق له يذكر فيها ما شاهده من البلدان قال خرجنا من ولاستجرد إلى ماذران في
مرحلة وهي بحيرة يخرج منها ماء كثير مقداره أن يدير ماؤه أرجاء متفرقة مختلفة وعندها
قصر كسروي شامخ البنيان وبين يديه زلاقة وبستان كبير ورحلت منها إلى قصر اللصوص
قال الإصطخري ومن همذان إلى ماذران مرحلة ومن ماذران إلى صحنة أربعة فراسخ وإلى
الدينور أربعة فراسخ قال مسعر في موضع آخر من رسالته وفي بعض جبال طبرستان بين
سمنان والدامغان فلجة تخرج منها ريح في أوقات من السنة على من سلك طريق الجادة فلا
تصيب أحدا إلا أتت عليه ولو أنه مشتمل بالوبر وبين الطريق وهذه الفلجة فرسخ واحد
وفتحها نحو أربعمائة ذراع ومقدار ما ينال أذاها فرسخان وليس تأتي على شيء إلا
جعلته كالرميم ويقال لهذه الفلجة وما يقرب منها من الطريق الماذران قال وإني لأذكر
وقد سرت إليها مجتازا ومعي نحو مائتي نفس وأكثر ومن الدواب أكثر من ذلك فهبت علينا
فما سلم من الناس والدواب غيري وغير رجل
آخر
لا غير وذلك أن دوابنا كانت جيادا فوافت بنا أزجا وصهريجا كانا في الطريق فاستكنا
بالأزج وسدرنا ثلاثة أيام بلياليهن ثم استيقظنا بعد ذلك فوجدنا الدابتين قد نفقتا
وسير الله لنا قافلة حملتنا وقد أشرفنا على التلف
ماذرايا مثل الذي قبله إلا أن الياء ههنا في موضع النون هناك قال تاج الإسلام أبو
سعد هي قرية بالبصرة ينسب إليها الماذرائيون كتاب الطولونية بمصر أبو زينور وآله
قلت وهذا فيه نظر والصحيح أن ماذرايا قرية فوق واسط من أعمال الصلح مقابل نهر سابس
والآن قد خرب أكثرها أخبرني بذلك جماعة من أهل واسط وقد ذكر الجهشياري في كتاب
الوزراء قال استخلف أحمد بن إسرائيل وهو يتولى ديوان الخراج للحسن بن عبد العزيز
الماذرائي من طسوج النهروان الأسفل وهذا مثل الذي ذكرنا ومن وجوه المنسوبين إليها
الحسين بن أحمد بن رستم ويقال ابن أحمد بن علي أبو أحمد ويقال أبو علي ويعرف بابن
زينور الماذرائي الكاتب من كتاب الطولونية وقد روى عنه أبو الحسن الدارقطني وكان
قد أحضره المقتدر لمناظرة ابن الفرات فلم يصنع شيئا ثم خلع عليه وولاه خراج مصر
لأربع خلون من ذي القعدة سنة 036 وكان أهدى للمقتدر هدية فيها بلغة معها فلوها
وزرافة وغلام طويل اللسان يلحق لسانه طرف أنفه ثم قبض عليه وحمل إلى بغداد فصودر
وأخذ خطه بثلاثة آلاف ألف وستمائة ألف في رمضان سنة 113 ثم أخرج إلى دمشق مع مؤنس
المظفر فمات في ذي الحجة سنة 413 وقيل 713
ماذانكت بالذال المعجمة والنون الساكنة والكاف وآخره تاء من قرى أسبيجاب
ماذروستان موضع في طريق خراسان من بغداد على مرحلتين من حلوان نحو همذان ومنه إلى
مرج القلعة مرحلة فيه إيوان عظيم وبين يديه دكة عظيمة وأثر بستان خراب بناه بهرام
جور زعموا أن الثلج يسقط على نصفه الذي من ناحية الجبل والنصف الذي يلي العراق لا
يسقط عليه أبدا
ماربانان بالراء ثم الباء الموحدة والنون وآخره نون من قرى أصبهان على نصف فرسخ
ينسب إليها شبيب بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن خورة المارباناني الأصبهاني
مأرب بهمزة ساكنة وكسر الراء والباء الموحدة اسم المكان من الأرب وهي الحاجة ويجوز
أن يكون من قولهم أرب يأرب إربا إذا صار ذا دهي أو من أرب الرجل إذا احتاج إلى
الشيء وطلبه وأربت بالشيء كلفت به يجوز أن يكون اسم المكان من هذا كله وهي بلاد
الأزد باليمن قال السهيلي مأرب اسم قصر كان لهم وقيل هو اسم لكل ملك كان يلي سبأ
كما أن تبعا اسم لكل من ولي اليمن والشحر وحضرموت قال المسعودي وكان هذا السد من
بناء سبأ بن يشجب بن يعرب وكان سافله سبعين واديا ومات قبل أن يستتمه فأتمته ملوك
حمير بعده قال المسعودي بناه لقمان بن عاد وجعله فرسخا في فرسخ وجعل له ثلاثين
مثعبا وفي الحديث أقطع رسول الله أبيض بن حمال ملح مأرب حدثني شيخ سديد فقيه محصل
من أهل صنعاء من ناحية شبام كوكبان وكان مستبينا متثبتا فيما يحكي قال شاهدت مأرب
وهي بين حضرموت وصنعاء وبينها وبين صنعاء أربعة أيام وهي قرية ليس بها عامر إلا
ثلاث قرى يقال لها
الدروب
إلى قبيلة من اليمن فالأول من ناحية صنعاء درب آل الغشيب ثم درب كهلان ثم درب
الحرمة وكل واحد من هذه الدروب كاسمه درب طويل لا عرض له طوله نحو الميل كل دار
إلى جنب الأخرى طولا وبين كل درب والآخر نحو فرسخين أو ثلاثة وهم يزرعون على ماء
جار يجيء من ناحية السد فيسقون أرضهم سقية واحدة فيزرعون عليه ثلاث مرات في كل عام
قال ويكون بين بذر الشعير وحصاده في ذلك الموضع نحو شهرين وسألته عن سد مأرب فقال
هو بين ثلاثة جبال يصب ماء السيل إلى موضع واحد وليس لذلك الماء مخرج إلا من جهة
واحدة فكان الأوائل قد سدوا ذلك الموضع بالحجارة الصلبة والرصاص فيجتمع فيه ماء
عيون هناك مع ما يغيض من مياه السيول فيصير خلف السد كالبحر فكانوا إذا أرادوا سقي
زروعهم فتحوا من ذلك السد بقدر حاجتهم بأبواب محكمة وحركات مهندسة فيسقون حسب حاجتهم
ثم يسدونه إذا أرادوا وقال عبيد الله بن قيس الرقيات يا ديار الحبائب بين صنعا
ومارب جادك السعد غدوة والثريا بصائب من هزيم كأنما يرتمي بالقواضب في اصطفاق ورنة
واعتدال المواكب وأما خبر خراب سد مأرب وقصة سيل العرم فإنه كان في ملك حبشان
فأخرب الأمكنة المعمورة في أرض اليمن وكان أكثر ما أخرب بلاد كهلان بن سبأ بن يشجب
بن يعرب وعامة بلاد حمير بن سبأ وكان ولد حمير وولد كهلان هم سادة اليمن في ذلك
الزمان وكان عمرو بن عامر كبيرهم وسيدهم وهو جد الأنصار فمات عمرو بن عامر قبل سيل
العرم وصارت الرياسة إلى أخيه عمران بن عامر الكاهن وكان عاقرا لا يولد له ولد
وكان جوادا عاقلا وكان له ولولد أخيه من الحدائق والجنان ما لم يكن لأحد من ولد
قحطان وكان فيهم امرأة كاهنة تسمى طريفة فأقبلت يوما حتى وقفت على عمران بن عامر
وهو في نادي قومه فقالت والظلمة والضياء والأرض والسماء ليقبلن إليكم الماء كالبحر
إذا طما فيدع أرضكم خلاء تسفي عليها الصبا فقال لها عمران ومتى يكون ذلك يا طريفة
فقالت بعد ست عدد يقطع فيها الوالد الولد فيأتيكم السيل بفيض هيل وخطب جليل وأمر
ثقيل فيخرب الديار ويعطل العشار ويطيب العرار قال لها لقد فجعنا بأموالنا يا طريفة
فبيني مقالتك قالت أتاكم أمر عظيم بسيل لطيم وخطب جسيم فاحرسوا السد لئلا يمتد وإن
كان لا بد من الأمر المعد انطلقوا إلى رأس الوادي فسترون الجرذ العادي يجر كل صخرة
صيخاد بأنياب حداد وأظفار شداد
فانطلق عمران في نفر من قومه حتى أشرفوا على السد فإذا هم بجرذان حمر يحفرن السد
الذي يليها بأنيابها فتقتلع الحجر الذي لا يستقله مائة رجل ثم تدفعه بمخاليب
رجليها حتى يسد به الوادي مما يلي البحر ويفتح مما يلي السد فلما نظروا إلى ذلك
علموا أنها قد صدقت فانصرف عمران ومن كان معه من أهله فلما استقر في قصره جمع وجوه
قومه ورؤساءهم وأشرافهم وحدثهم بما رأى وقال اكتموا هذا الأمر عن إخوتكم من ولد
حمير لعلنا نبيع أموالنا وحدائقنا منهم ثم نرحل عن هذه الأرض وسأحتال في ذلك بحيلة
ثم قال لابن أخيه حارثة إذا اجتمع الناس إلي فإني سآمرك بأمر فأظهر فيه العصيان
فإذا ضربت رأسك بالعصا فقم إلي فالطمني فقال له كيف يلطم
الرجل عمه فقال افعل يا بني ما آمرك فإن في ذلك صلاحك وصلاح قومك فلما كان من الغد اجتمع إلى عمران أشراف قومه وعظماء حمير ووجوه رعيته مسلمين عليه فأمر حارثة بأمر فعصاه فضربه بمخصرة كانت في يده فوثب إليه فلطمه فأظهر عمران الأنفة والحمية وأمر بقتل ابن أخيه حتى شفع فيه فلما أمسك عن قتله حلف أنه لا يقيم في أرض امتهن بها ولا بد من أن يرتحل عنها فقال عظماء قومه والله لا نقيم بعدك يوما واحدا ثم عرضوا ضياعهم على البيع فاشتراها منهم بنو حمير بأعلى الأثمان وارتحلوا عن أرض اليمن فجاء بعد رحيلهم بمديدة السيل وكان ذلك الجرذ قد خرب السد فلم يجد مانعا فغرق البلاد حتى لم يبق من جميع الأرضين والكروم إلا ما كان في رؤوس الجبال والأمكنة البعيدة مثل ذمار وحضرموت وعدن ودهيت الضياع والحدائق والجنان والقصور والدور وجاء السيل بالرمل وطمها فهي على ذلك إلى اليوم وباعد الله بين أسفارهم كما ذكروا فتفرقوا عباديد في البلدان ولما انفصل عمران وأهله من بلد اليمن عطف ثعلبة العنقاء بن عمرو بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرىء القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن بن الأزد بن الغوث نحو الحجاز فأقام ما بين الثعلبية إلى ذي قار وباسمه سميت الثعلبية فنزلها بأهله وولده وماشيته ومن يتبعه فأقام ما بين الثعلبية وذي قار يتتبع مواقع المطر فلما كبر ولده وقوي ركنه سار نحو المدينة وبها ناس كثير من بني إسرائيل متفرقون في نواحيها فاستوطنوها وأقاموا بها بين قريظة والنضير وخيبر وتيماء ووادي القرى ونزل أكثرهم بالمدينة إلى أن وجد عزة وقوة فأجلى اليهود عن المدينة واستخلصها لنفسه وولده فتفرق من كان بها من اليهود وانضموا إلى إخوانهم الذين كانوا بخيبر وفدك وتلك النواحي وأقام ثعلبة وولده بيثرب فابتنوا فيها الآطام وغرسوا فيها النخل فهم الأنصار الأوس والخزرج أبناء حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمرو مزيقياء وانخزع عنهم عند خروجهم من مأرب حارثة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء وهو خزاعة فافتتحوا الحرم وسكانه جرهم وكانت جرهم أهل مكة فطغوا وبغوا وسنوا في الحرم سننا قبيحة وفجر رجل منهم كان يسمى إساف بامرأة يقال لها نائلة في جوف الكعبة فمسخا حجرين وهما اللذان أصابهما بعد ذلك عمرو بن لحي ثم حسن لقومه عبادتهما كما ذكرته في إساف فأحب الله تعالى أن يخرج جرهما من الحرم لسوء فعلهم فلما نزل عليهم خزاعة حاربوهم حربا شديدة فظفر الله خزاعة بهم فنفوا جرهما من الحرم إلى الحل فنزلت خزاعة الحرم ثم إن جرهما تفرقوا في البلاد وانقرضوا ولم يبق لهم أثر ففي ذلك يقول شاعرهم كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا أنيس ولم يسمر بمكة سامر بلى نحن كنا أهلها فأبادنا صروف الليالي والجدود العواثر وكنا ولاة البيت من قبل نابت نطوف بذاك البيت والخير ظاهر وعطف عمران بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء مفارقا لأبيه وقومه نحو عمان وقد كان انقرض بها من طسم وجديس ابني إرم فنزلها وأوطنها وهم أزد عمان منهم وهم العتيك آل المهلب وغيرهم وسارت قبائل نصر بن الأزد وهم قبائل كثيرة منهم دوس رهط أبي هريرة وغامد وبارق وأحجن والجنادبة وزهران وغيرهم نحو تهامة فأقاموا بها وشنؤوا قومهم أو شنئهم قومهم إذ لم ينصروهم في حروبهم أعني حروب
الذين قصدوا مكة فحاربوا جرهم والذين قصدوا المدينة فحاربوا اليهود فهم أزد شنوءة ولما تفرقت قضاعة من تهامة بعد الحرب التي جرت بينهم وبين نزار بن معد سارت بلي وبهراء وخولان بنو عمران بن الحاف بن قضاعة ومن لحق بهم إلى بلاد اليمن فوغلوا فيها حتى نزلوا مأرب أرض سبأ بعد افتراق الأزد عنها وخروجهم منها فأقاموا بها زمانا ثم أنزلوا عبدا لأراشة بن عبيلة بن فران بن بلي يقال له أشعب بئرا لهم بمأرب ودلوا عليه دلاءهم ليملأها لم فطفق العبد يملأ لمواليه وسادته ويؤثرهم ويبطىء عن زيد الله بن عامر بن عبيلة بن قسميل فغضب من ذلك فحط عليه صخرة وقال دونك يا أشعب فأصابته فقتلته فوقع الشر بينهم لذلك واقتتلوا حتى تفرقوا فيقول قضاعة إن خولان أقامت باليمن فنزلوا مخلاف خولان وإن مهرة أقامت هناك وصارت منازلهم الشحر ولحق عامر بن زيد الله بن عامر بن عبيلة بن قسميل بسعد العشيرة فهم فيهم زيد الله فقال المثلم بن قرط البلوي ألم تر أن الحي كانوا بغبطة بمأرب إذ كانوا يحلونها معا بلي وبهراء وخولان إخوة لعمرو بن حاف فرع من قد تفرعا أقام به خولان بعد ابن أمه فأثرى لعمري في البلاد وأوسعا فلم أر حيا من معد عمارة أجل بدار العز منا وأمنعا وهذا أيضا دليل على أن قضاعة من سعد والله أعلم وسار جفنة بن عمرو بن عامر إلى الشام وملكوها فهذه الأزد باقية وأما باقي قبائل اليمن فتفرقت في البلاد بما يطول شرحه وقد ذكرت الشعراء مأرب فقال المثلم بن قرط البلوي ألم تر أن الحي كانوا بغبطة بمأرب إذ كانوا يحلونها معا وقد ذكرت وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه قصة مأرب فقال فأرسلنا عليهم سيل العرم كما ذكرناه في العرم والعرم المسناة التي كانت قد أحكمت لتكون حاجزا بين ضياعهم وحدائقهم وبين السيل ففجرته فأرة ليكون أظهر في الأعجوبة كما أفار الله الطوفان من جوف التنور ليكون ذلك أثبت في العبرة وأعجب في الأمة ولذلك قال خالد بن صفوان التميمي لرجل من أهل اليمن كان قد فخر عليه بين يدي السفاح ليس فيهم يا أمير المؤمنين إلا دابغ جلد أو ناسج برد أو سائس قرد أو راكب عرد غرقتهم فأرة وملكتهم امرأة ودل عليهم هدهد وقال الأعشى ففي ذاك للمؤتسي أسوة ومأرب عفى عليها العرم رخام بنته لهم حمير إذا ما نأى ماؤهم لم يرم فأروى الزروع وأغنامها على سعة ماؤهم إن قسم وطار القيول وقيلاتها بيهماء فيها سراب يطم فكانوا بذلكم حقبة فمال بهم جارف منهزم قال أحمد بن محمد ومأرب أيضا قصر عظيم عالي الجدران وفيه قال الشاعر
أما
ترى مأربا ما كان أحصنه وما حواليه من سور وبنيان ظل العبادي يسقي فوق قلته ولم
يهب ريب دهر جد خوان حتى تناوله من بعد ما هجعوا يرقى إليه على أسباب كتان وقال
جهم بن خلف ولم تدفع الأحساب عن رب مأرب منيته وما حواليه من قصر ترقى إليه تارة
بعد هجعة بأمراس كتان أمرت على شزر وقد نسب إلى مأرب يحيى بن قيس المأربي الشيباني
روى عن ثمامة بن شراحيل وروى عنه أبو عمرو محمد ومحمد بن بكر ذكره البخاري في تاريخه
وسعيد بن أبيض بن حمال المأربي روى عن أبيه وعن فروة بن مسيك العطيفي روى عنه ابنه
ثابت بن سعيد ذكره ابن أبي حاتم وثابت بن سعيد المأربي حدث عن أبيه روى عنه ابن
أخيه فرج بن سعيد بن علقمة بن سعيد بن أبيض بن حمال المأربي الشيباني هكذا نسبه
ابن أبي حاتم وقال أبو أحمد في الكنى أبو روح الفرج بن سعيد أراه ابن علقمة بن
سعيد بن أبيض بن حمال المأربي عن خالد بن عمرو بن سعيد بن العاصي وعمه ثابت بن
سعيد المأربي روى عنه أبو صالح محبوب بن موسى الأنطاكي وعبد الله بن الزبير الجندي
وقال أبو حاتم جبر بن سعيد أخو فرج بن سعيد روى عنه أخوه جبير بن سعيد المأربي
سألت أبي عن فرج بن سعيد فقال لا بأس به ومنصور بن شيبة من أهل مأرب روى عنه فرج
بن سعيد بن علقمة المأربي ذكره ابن أبي حاتم أيضا في ترجمة فرج بن سعيد
مارث بكسر الراء وآخره ثاء مثلثة يجوز أن يكون اسم المكان من الإرث من الميراث أو
من الأرث وهي الحدود بين الأرضين واحدته أرثة وهي الأرث التي في حديث عثمان الأرث
تقطع الشفعة والميم على هذه زائدة ويجوز أن يكون اسم فاعل من مرثت الشيء بيدي إذا
مرسته أو فتته أو من المرث وهو الحليم الوقور ومارث ناحية من جبال عمان
مارد بكسر الراء والدال موضعان والمارد والمريد كل شيء تمرد واستعصى ومرد على الشر
أي عتا وطغى وقد يجوز أن يشتق من غير ذلك إلا أن هذا أولى وهو حصن بدومة الجندل
وفيه وفي الأبلق قالت الزباء وقد غزتهما فامتنعا عليها تمرد مارد وعز الأبلق فصارت
مثلا لكل عزيز ممتنع ومارد أيضا في بيت الأعشى فركن مهراس إلى مارد فقاع منفوحة
فالحائر وقال الأعشى أيضا أجدك ودعت الصبا والولائدا وأصبحت بعد الجور فيهن قاصدا
وما خلت أن أبتاع جهلا بحكمة وما خلت مهراسا بلادي وماردا قالوا في فسره مهراس
ومارد ومنفوحة من أرض اليمامة وكان منزل الأعشى من هذا الشق وقال الحفصي مارد قصير
بمنفوحة جاهلي
ماردة هو تأنيث الذي قبله كورة واسعة من نواحي الأندلس متصلة بحوز فريش بين الغرب
والجوف
من أعمال قرطبة إحدى القواعد التي تخيرتها الملوك للسكنى من القياصرة والروم وهي
مدينة رائقة كثيرة الرخام عالية البنيان فيها آثار قديمة حسنة تقصد للفرجة والتعجب
وبينها وبين قرطبة ستة أيام ولها حصون وقرى تذكر في مواضعها ينسب إليها غير واحد
من أهل العلم والرواية منهم سليمان بن قريش بن سليمان يكنى أبا عبد الله أصله من
ماردة وسكن قرطبة وسمع من ابن وضاح ومن غيره من رجالها ورحل فسمع بمكة من علي بن
عبد العزيز كتب أبي عبيد وغير ذلك وسمع قريش جعفرا الخصيب المعروف بسيف السنة ودخل
اليمن وسمع تعسفا من عبيد بن محمد الكشوري وغيره واستقضاه مروان ببطليوس ثم سار
إلى قرطبة فسكنها وسمع منه الناس كثيرا وكان ثقة ومات بقرطبة في محرم سنة 923
ماردين بكسر الراء والدال كأنه جمع مارد جمع تصحيح وأرى أنها إنما سميت بذلك لأن
مستحدثها لما بلغه قول الزباء تمرد مارد وعز الأبلق ورأى حصانة قلعته وعظمها قال
هذه ماردين كثيرة لا مارد واحد وإنما جمعه جمع من يعقل لأن المرود في الحقيقة لا
يكون من الجمادات وإنما يكون من الجن والإنس وهما الثقلان الموصوفان بالعقل
والتكليف وماردين قلعة مشهورة على قنة جبل الجزيرة مشرفة على دنيسر ودارا ونصيبين
وذلك الفضاء الواسع وقدامها ربض عظيم فيه أسواق كثيرة وخانات ومدارس وربط
وخانقاهات ودورهم فيها كالدرج كل دار فوق الأخرى وكل درب منها يشرف على ما تحته من
الدور ليس دون سطوحهم مانع وعندهم عيون قليلة الماء وجل شربهم من صهاريج معدة في
دورهم والذي لا شك فيه أنه ليس في الأرض كلها أحسن من قلعتها ولا أحصن ولا أحكم
وقد ذكرها جرير في قوله يا خزر تغلب إن اللؤم حالفكم ما دام في ماردين الزيت يعتصر
وقد ذكرت في الفتوح قالوا وفتح عياض بن غنم طور عبدين وحصين ماردين ودارا على مثل
صلح الرها وقد ذهب بعض الناس إلى أنها أحدثت عن قريب من أيامنا وأنه شاهد موضع
القلعة ووجد به من شاهده وليس له بينة وهذا يكذبه قول جرير قالوا وكان فتحها وفتح
سائر الجزيرة في سنة 91 وأيام من محرم سنة 02 للهجرة في أيام عمر بن الخطاب وقال
أنشدني بعض الظرفاء فقال في ماردين حماها الله لي قمر لولا الضرورة ما فارقته نفسا
يا قوم قلبي عراقي يرق له وقلبه جبلي قد قسا وعسا
مارشك بكسر الراء والشين معجمة من قرى طوس منها محمد بن الفضل بن علي أبو الفتح
المارشكي الطوسي من أهل الطابران كان إماما فاضلا متقنا مناظرا فحلا أصوليا حسن
السيرة جميل الأمر كثير العبادة تفقه على أبي حامد الغزالي وكان من أنجب تلامذته
الطوسيين سمع نصر الله الخشنامي وعمر بن عبد الكريم الرواسي سمع منه أبو سعد بطوس
وتوفي بها خوفا من الغز وقت نزولهم بطوس وإحاطتهم بها من غير معاقبة في أواخر
رمضان سنة 945
مار صمويل ويقال مار سمويل ومار بالسريانية هو القس وسمويل اسم رجل من الأحبار وهو
اسم
بليدة من نواحي بيت المقدس
مارمل بالفتح ثم السكون قرية في جبال نواحي بلخ
ماروان بفتح الراء والواو وآخره نون موضع بفارس
مارية بتخفيف الياء كنيسة بأرض الحبشة
مازج بالزاي المكسورة والجيم اسم موضع
مازر بفتح الزاي وآخره راء مدينة بصقلية نسب بعض شراح الصحيح إليها
المازحين لما فتح المسلمون الحيرة وولي عثمان ولى معاوية الشام والجزيرة وأمره أن
ينزل العرب مواضع نائبة عن المدن والقرى ويأذن لهم في اعتمار الأرضين التي لا حق
لأحد فيها فأنزل بني تميم الرابية وأنزل المازحين والمديبر أخلاطا من قيس وأسد
وغيرهم ورتب ربيعة في ديارها على ذلك وفعل مثل ذلك في جميع ديار مضر
مازل بضم الزاي ولام من قرى نيسابور ينسب إليها أبو الحسن محمد بن الحسين بن معاذ
النيسابوري المازلي سمع الحسين بن الفضل البلخي وتماما وغيرهما روى عنه أبو سعيد
ابن أبي بكر ابن أبي عثمان وتوفي سنة 533
المأزمان تثنية المأزم من الأزم وهو العض ومنه الأزمة وهو الجدب كأن السنة عضتهم
والأزم الضيق ومنه سمي هذا الموضع وهو موضع بمكة بين المشعر الحرام وعرفة وهو شعب
بين جبلين يفضي آخره إلى بطن عرنة وهو إلى ما أقبل على الصخرات التي يكون بها موقف
الإمام إلى طريق يفضي إلى حصن وحائط بني عامر عند عرفة وبه المسجد الذي يجمع فيه
الإمام بين الصلاتين الظهر والعصر وهو حائط نخيل وبه عين تنسب إلى عبد الله بن
عامر بن كريز وليس عرفات من الحرم وإنما حد الحرم من المأزمين فإذا جزتهما إلى
العلمين المضروبين فما وراء العلمين من الحل أخذ من المأزم وهو الطريق الضيق بين
الجبال وقال الأصمعي المأزم في السنة مضيق بين جمع وعرفة وقال ساعدة ابن جؤية
ومقامهن إذا حبسن بمأزم ضيق ألف وصدهن الأخشب وقال عياض المأزمان مهموز مثنى وقال
ابن شعبان هما جبلا مكة وليسا من المزدلفة وقال أهل اللغة هما مضيقا جبلين
والمأزمان المضايق الواحد مأزم وقال بعض الأعراب ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة وأهلي
معا بالمأزمين حلول وهل أبصرن العيس تنفخ في البرى لها بمنى بالمحرمين ذميل منازل
كنا أهلها فأزالنا زمان بنا بالصالحين حدول والمأزمين أيضا قرية بينها وبين عسقلان
نحو فرسخ كانت بها وقعة بين الكنانية أهل عسقلان والأفرنج مشهورة
مازر بتقديم الزاي مدينة بصقلية عن السلفي
ومازر أيضا من قرى لرستان بين أصبهان وخوزستان عن السلفي أيضا ونسب إليها عياض بن
محمد بن إبراهيم المازري قال وسألته عن مولده فقال في سنة 005 وقال لي قد نفت على
السبعين وكان صوفيا كان قد استوطن مازر من
ناحية
لرستان
مازندران بعد الزاي نون ساكنة ودال مهملة وراء وآخره نون اسم لولاية طبرستان وقد
تقدم ذكرها وما أظن هذا إلا اسما محدثا لها فإني لم أره مذكورا في كتب الأوائل
مازن بالزاي المكسورة والنون وهو بيض النمل ويجوز أن يكون فاعلا من مزن في الأرض
إذا مضى فيها لوجهه والمازن ماء معروف
ماسبذان بفتح السين والباء الموحدة والذال معجمة وآخره نون وأصله ماه سبذان مضاف
إلى اسم القمر وقد ذكر في ماه دينار فيما بعد بأبسط من هذا وكان بعد فتح حلوان قد
جمع عظيم من عظماء الفرس يقال له آذين جمعا خرج بهم من الجبال إلى السهل وبلغ خبره
سعد بن أبي وقاص وهو بالمدائن فأنفذ إليهم جيشا أميرهم ضرار بن الخطاب الفهري في
سنة 16 فقتل آذين وملك الناحية وقال ويوم حبسنا قوم آذين جنده وقطراته عند اختلاف
العوامل وزرد وآذينا وفهدا وجمعهم غداة الوغى بالمرهفات القواصل فجاؤوا إلينا بعد
غب لقائنا بماسبذان بعد تلك الزلازل وقال أيضا فصارت إلينا السيروان وأهلها
وماسبذان كلها يوم ذي الرمد قال مسعر بن مهلهل وخرجنا من مرج القلعة إلى الطزر
نعطف منها يمنة إلى ماسبذان ومهرجان قذق وهي مدن عدة منها أريوجان وهي مدينة حسنة
في الصحراء بين جبال كثيرة الشجر كثيرة الحمات والكباريت والزاجات والبوارق
والأملاح وماؤها يخرج إلى البندنيجين فيسقي النخل بها ولا أثر لها إلا حمات ثلاث
وعين إن احتقن إنسان بمائها أسهل إسهالا عظيما وإن شربه قذف أخلاطا عظيمة كثيرة
وهو يضر أعصاب الرأس ومن هذه المدينة إلى الرذ بالراء عدة فراسخ وبها قبر المهدي
وليس له أثر إلا بناء قد تعفت رسومه ولم يبق منه إلا الآثار ثم نخرج منها إلى
السيروان وبها آثار حسنة ومواطن عجيبة ومنها إلى الصيمرة وقد ذكرت في موضعها
ماستي من قرى مرو قال السمعاني ماستين ويقال ماستي من قرى بخارى
ماسح تل ماسح ذكر في التلول
ماسخ كذا قرأته في شعر النابغة بالخاء المعجمة وهو قوله من المتعرضات بعين نخل كأن
بياض لبته سدين كقوس الماسخي أرن فيها من الشرعي مربوع متين وقال ابن السكيت في
شرحه الماسخي منسوب إلى قرية يقال لها ماسخ لا إلى رجل وأهلها يستجيدون خشب القسي
والشرعي الموتر
ماسط وهو ضرب من شجر الصيف إذا رعته الإبل مسط بطونها أي أخرأها وماسط اسم مويه
ملح لبني طهية بالسر في أرض كثيرة الحمض فالإبل تسلح إذا شربت ماءها وأكلت الحمض
سمي بذلك لأنه يمسط البطون قال جرير
يا
بلطة حامضة بربع من ماسط تربع القلاما حامضة إبل أكلت الحمض
ماسكان بفتح السين وآخره نون بلد مشهور بالنواحي المجاورة لمكران وراء سجستان
وأظنها من نواحي سجستان ولا يوجد الفانيذ بغير مكان إلا بهذا الموضع وقليل منه
بناحية قصدار وإليه ينسب الفانيذ الماسكاني وهو أجود أنواعه والفانيذ نوع من السكر
لا يوجد إلا بمكران ومنها يحمل إلى سائر البلدان وقال حمزة ماه سكان اسم لسجستان
وسجستان يسمى سكان وماسكان أيضا ولذلك يقال للفانيذ من هذا الصقع الفانيذ
الماسكاني قال وماه اسم القمر وله تأثير في الخصب فنسب كل موضع ذو خصب إليه
ماسكنات بالفتح وبعد النون ألف وآخره تاء موضع بفارس
ماسل يقال لجريد النخل الرطب المسل والواحد مسيل والمسل السيلان وماسل اسم رملة
وقيل ماء في ديار بني عقيل وقال ابن دريد نخل وماء لعقيل وتصغيره مويسل قال الراجز
ظلت على مويسل خياما ظلت عليه تعلك الرماما وماسل اسم جبل في شعر لبيد ودارة مأسل
ماسوراباذ قرية من قرى جرجان رأيتها بعيني يوم دخولي
ماشان بالشين معجمة نهر يجري في وسط مدينة مرو وعليه محلة وأهل مرو يقولونه بالجيم
موضع الشين إلا أن أبا تمام كذا جاء به فقال واجدا بالخليج ما لم يجد ق ط بماشان
لا ولا بالرزيق والرزيق نهر بمرو أيضا بتقديم الراء على الزاي
ماشية أرض في غربي اليمامة فيها آبار ومياه يشملها هذا الاسم تذكر في مواضعها
ماشتكين بالشين المعجمة ساكنة والتاء مكسورة وكسر الكاف وآخره نون قرية من قرى
قزوين
الماطرون بكسر الطاء من شروط هذا الاسم أن يلزم الواو وتعرب نونه وهو عجمي ومخرجه
في العربية أن يكون جمع ماطر من المطر من قولهم يوم ماطر وسحاب ماطر ورجل ماطر أي
ساكب وأنشد أبو علي قول يزيد بن معاوية آب هذا الهم فاكتنعا وأتر النوم فامتنعا
جالسا للنجم أرقبها فإذا ما كوكب طلعا صار حتى إنني لا أرى أنه بالغور قد وقعا
ولها بالماطرون إذا أكل النمل الذي جمعا خرفة حتى إذا ارتبعت سكنت من جلق بيعا في
قباب حول دسكرة بينها الزيتون قد ينعا فقيل له لم لم يقلب الواو ياء ويجعل النون معتقب
الإعراب كما قلب الواو ياء في قنسرين ونصيبين وصريفين فهن جعل نونها معتقب الإعراب
فقال لعله أعجمي قلت أنا ومثله جيرون وبيرون اسم موضعين ذكرا في موضعهما والماطرون
موضع
بالشام قرب دمشق
ماعزة بالعين المهملة والزاي أظنه من الأمعز وهو المكان الكثير الحصى ومثله
المعزاء
ماغرة بالغين المعجمة والراء هو من المغرة وهو الطين الأحمر وتأنيثها للأرض اسم
موضع عن الزمخشري عن الشريف علي بن عيسى بن حمزة الحسني
ماء فرس كان عقبة بن عامر قد غزا فزان وتعداهم إلى أراضي كوار فنزل بموضع لم يكن
فيه ماء فأصابهم عطش أشرفوا منه على الموت فصلى عقبة ركعتين ودعا الله تعالى وجعل
فرس عقبة يبحث في الأرض حتى كشف عن صفاة فانفجر منها الماء فجعل فرس عقبة يمص ذلك
الماء فأبصره عقبة فنادى في الناس أن احتفروا فحفروا سبعين حسيا فشربوا واستقوا
فسمي الموضع لذلك ماء فرس
ماقلاصان بالقاف وآخره نون قرية من قرى جرجان
ماكسين بكسر الكاف بلد بالخابور قريب من رحبة مالك بن طوق من ديار ربيعة قال
الأخطل ما دام في ماكسين الزيت يعتصر نسبوا إليه جماعة من أهل العلم منهم أبو عبد
الله سلمان بن جروان بن الحسين الماكسيني شيخ صالح سكن بغداد وسمع من أبي مسعر
محمد بن عبد الكريم الكرخي وأبي غالب شجاع بن فارس الذهلي ذكره أبو سعد في شيوخه
وتوفي بإربل سنة 745
ماكيان
مالان من قرى مرو
مالبان بفتح اللام والباء الموحدة وآخره نون بلد في أقصى بلاد الغرب ليس وراءه غير
البحر المحيط
مالطة بلدة بالأندلس قال السلفي سمعت أبا العباس أحمد بن طالوت البلنسي بالشقر
يقول سمعت أبا القاسم بن رمضان المالطي بها يقول كان القائد يحيى صاحب مالطة قد
صنع له أحد المهندسين صورة تعرف بها أوقات النهار بالصنج فقلت لعبد الله بن السمطي
المالطي أجز هذا المصراع جارية ترمي الصنج فقال
بها النفوس تبتهج كأن من أحكمها إلى السماء قد عرج فطالع الأفلاك عن سر البروج
والدرج
مالقة بفتح اللام والقاف كلمة عجمية مدينة بالأندلس عامرة من أعمال رية سورها على
شاطىء البحر بين الجزيرة الخضراء والمرية قال الحميدي هي على ساحل بحر المجاز
المعروف بالزقاق والقولان متقاربان وأصل وضعها قديم ثم عمرت بعد وكثر قصد المراكب
والتجار إليها فتضاعفت عمارتها حتى صارت أرشذونة وغيرها من بلدان هذه الكورة
كالبادية لها أي الرستاق وقد نسب إليها جماعة من أهل العلم منهم عزيز بن محمد
اللخمي المالقي وسليمان المعافري المالقي
المالكية نسبت إلى رجل اسمه مالك قرية على باب بغداد وأخرى على الفرات بالعراق
وينسب إليها أبو الفتح عبد الوهاب بن محمد بن الحسين الصابوني الخفاف المالكي
الحنبلي حدث عن أبي الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وغيره ثقة صالح
ذكره
السمعاني في مشايخه وقال مولده سنة 284 وابنه عبد الخالق بن عبد الوهاب روى عن أبي
المعالي أحمد بن محمد البخاري البزاز وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحسين وأبي
عبد العزيز كادش وغيرهم وتوفي في شوال سنة 295 وقد نيف على الثمانين وهو من
المكثرين قال أبو زياد ومن مياه عمرو بن كلاب المالكية
مالين بكسر اللام وياء مثناة من تحت ساكنة قال الأديبي مالين قرية على شط جيحون
وقال أبو سعد مالين في موضعين أحدهما كورة ذات قرى مجتمعة على فرسخين من هراة يقال
لجميعها مالين وأهل هراة يقولون مالان وإليها ينسب أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد
بن عبد الله الأنصاري الماليني الصوفي كان أحد الرحالين في طلب الحديث ما بين
الشاش إلى الإسكندرية وسمع الكثير روى عن أبي عمرو ابن نجيد السلمي وأبي بكر
الإسماعيلي وأبي أحمد بن عدي وغيرهم روى عنه أبو بكر الخطيب وأبو بكر أحمد بن
الحسين البيهقي وخلق لا يحصى ومات بمصر سنة 214
ومالين أيضا من قرى باخرز وينسب إلى مالين باخرز منصور بن محمد بن أبي نصر منصور
الهلالي الباخرزي الماليني أبو نصر سكن مالين وكان شيخا فقيها صالحا ورعا كثير
العبادة مكثرا من الحديث سمع أبا بكر أحمد بن علي الشيرازي وموسى بن عمران
الأنصاري وأبا نزار عبد الباقي بن يوسف المراغي كتب عنه أبو سعد وكانت ولادته سنة
466 بمالين باخرز وقتل بنيسابور في وقعة الغز في الحادي عشر من شوال سنة 456 ورأيت
مالين هراة فقيل لي إنها خمس وعشرون قرية وقال الإصطخري من نيسابور إلى بوزجان على
يسار الجائي من هراة إلى نيسابور على مرحلة منها مالين وتعرف بمالين كباخرز وليس
بمالين هراة
مامطير بفتح الميم الثانية وكسر الطاء بليدة من نواحي طبرستان قرب آملها ينسب
إليها المهدي بن محمد بن العباس بن عبد الله بن أحمد بن يحيى المامطيري أبو الحسن
الطبري يعرف بابن سرهنك قال شيرويه قدم همذان في شوال سنة 044 روى عن أبي جعفر
أحمد بن محمد صاحب عبد الرحمن بن أبي حاتم والحاكم أبي عبد الله وأبي عبد الرحمن
السلمي وذكر جماعة قال وحدثنا عنه محمد بن عثمان والميداني وأبو القاسم محمد بن
جعفر القؤول وغيرهم وكان صدوقا وأبو الحسن علي بن أحمد بن طازاد المامطيري يروي عن
عبد الله بن عتاب بن الرقبي الدمشقي وغيره روى عنه أبو سعد الماليني الحافظ
المأمونية منسوبة إلى المأمون أمير المؤمنين عبد الله بن هارون الرشيد وقد ذكرت
سبب استحداث هذه المحلة في التاج والقصر الحسني وهي محلة كبيرة طويلة عريضة ببغداد
بين نهر المعلى وباب الأزج عامرة آهلة
ومأمونية زرند بين الري وساوه قال السلفي أنشدني القاضي أبو العميثل عبد الكريم بن
أحمد بن علي الجرجاني بمأمونية زرند بين الري وساوه
ماند بالنون المكسورة والدال المهملة قال الحازمي بلد بحري تجلب منه ثياب كتان
رقاق صفاق
ماندكان من قرى أصبهان ينسب إليها أحمد بن الحسن بن أحمد بن عبد الرحمن الماندكاني
أبو نصر يعرف بقاضي الليل مات في شعبان سنة 574
مانقان بنون مفتوحة وقاف وآخره نون محلة في قرية سنج من أعمال مرو
مانق
بالنون والقاف أيضا قرية من نواحي أستوا من أعمال نيسابور
ماوان بالواو المفتوحة وآخره نون وأصله من أوى إليه يأوي إذا التجأ ومأوي الإبل
بكسر الواو نادر وماوان يجوز أن يكون تثنية الماء قلبت همزة الماء واوا وكان
القياس أن تقلب هاء فيقال ماهان ولكن شبهوه بما الهمزة فيه منقلبة عن ياء أو واو
ولما كان حكم الهاء أن لا تهمز في هذا الموضع بل اشتبهت بحروف المد واللين فهمزوه
لذلك اطرد فيها ذلك لشبهه وعندي أنه من أوى إليه يأوي فوزنه مفعان وأصله مفعلان
وحقه على ذلك أن يكون مأووان على مثال مكرمان وملكعان وملأمان إلا أن لام مفعلان
في ماوان ساكنة لأنه من أوى وجاءت ألف مفعلان ساكنة فاجتمع ساكنان فاستثقل فلم
يمكن النطق به فأسقطت لام الفعل وبقيت ألف مفعلان تدل على الوزن والقصد بهذا
التعسف أن يكون المعنى مطابقا للفظ لأن الموضع يؤوى إليه أو أن المياه تكثر به
فأما ماوان السنور فليس بينه وبين مساكن العرب مناسبة ولعل أكثرهم ما يدري ما
السنور وهي قرية في أودية العلاة من أرض اليمامة بها قوم من بني هزان وربيعة وهم ناس
من اليمن وقال ابن دريد يهمز ولا يهمز ويضاف إليه ذو وقال عروة بن الورد العبسي
وقلت لقوم في الكنيف تروحوا عشية بتنا دون ماوان رزح تنالوا الغنى أو تبلغوا
بنفوسكم إلى مستراح من حمام مبرح ومن يك مثلي ذا عيال ومقترا من المال يطرح نفسه
كل مطرح ليبلغ عذرا أو ينال رغيبة ومبلغ نفس عذرها مثل منجح قال ابن السكيت ماوان
هو واد فيه ماء بين النقرة والربذة فغلب عليه الماء فسمي بذلك الماء ماوان قاله في
شرح شعر عروة وكانت منازل عبس فيما بين أبانين والنقرة وماوان والربذة هذه كانت
منازلهم
ماوانة مذكورة في شعر ابن مقبل حيث قال هاجوا الرحيل وقالوا إن شربهم ماء الزنانير
من ماوانة الترع والترع هو الملآن كذا بخط ابن المعلى الأزدي وقد ذكر ابن مقبل
الزنانير في موضع آخر من شعره وقرأته بالمرانة ولا يبعد أن يكون أشبع الفتحة
للضرورة فصارت ألفا فتكون المارانة بالراء والله أعلم فإن ماوانة لم أجده إلا في
هذا الموضع
ما وراء النهر يراد به ما وراء نهر جيحون بخراسان فما كان في شرقيه يقال له بلاد
الهياطلة وفي الإسلام سموه ما وراء النهر وما كان في غربيه فهو خراسان وولاية
خوارزم وخوارزم ليست من خراسان إنما هي إقليم برأسه وما وراء النهر من أنزه الأقاليم
وأخصبها وأكثرها خيرا وأهلها يرجعون إلى رغبة في الخير والسخاء واستجابة لمن دعاهم
إليه مع قلة غائلة وسماحة بما ملكت أيديهم مع شدة شوكة ومنعة وبأس وعدة وآلة وكراع
وسلاح فأما الخصب فيها فهو يزيد على الوصف ويتعاظم عن أن يكون في جميع بلاد
الإسلام وغيرها مثله وليس في الدنيا إقليم أو ناحية إلا ويقحط أهله مرارا قبل أن
يقحط ما وراء النهر ثم إن أصيبوا في حر أو برد أو آفة تأتي على زروعهم ففي فضل ما
يسلم في عرض بلادهم ما يقوم بأودهم حتى يستغنوا عن نقل شيء
إليهم من بلاد أخر وليس بما وراء النهر موضع يخلو من العمارة من مدينة أو قرى أو مياه أو زروع أو مراع لسوائمهم وليس شيء لا بد للناس منه إلا وعندهم منه ما يقوم بأودهم ويفضل عنهم لغيرهم وأما مياههم فإنها أعذب المياه وأخفها فقد عمت المياه العذبة جبالها ونواحيها ومدنها وأما الدواب ففيها من المباح ما فيه كفاية على كثرة ارتباطهم لها وكذلك الحمير والبغال والإبل وأما لحومهم فإن بها من الغنم ما يجلب من نواحي التركمان الغربية وغيرها ما يفضل عنهم وأما الملبوس ففيها من الثياب القطن ما يفضل عنهم فينقل إلى الآفاق ولهم القز والصوف والوبر الكثير والإبريسم الخجندي ولا يفضل عليه إبريسم ألبتة وفي بلادهم من معادن الحديد ما يفضل عن حاجتهم في الأسلحة والأدوات وبها معدن الذهب والفضة والزيبق الذي لا يقاربه في الغزارة والكثرة معدن في سائر البلدان إلا بنجهير في الفضة وأما الزيبق والذهب والنحاس وسائر ما يكون في المعادن فأغزرها ما يرتفع من ما وراء النهر وأما فواكههم فإنك إذا تبطنت الصغد وأشروسنة وفرغانة والشاش رأيت من كثرتها ما يزيد على سائر الآفاق وأما الرقيق فإنه يقع إليهم من الأتراك المحيطة بهم ما يفضل عن كفايتهم وينقل إلى الآفاق وهو خير رقيق بالمشرق كله وبها من المسك الذي يجلب إليهم من التبت وخرخيز ما ينقل إلى سائر الأمصار الإسلامية منها ويرتفع من الصغانيان وإلى واشجرد من الزعفران ما ينقل إلى سائر البلدان وكذلك الأوبار من السمور والسنجاب والثعالب وغيرها ما يحمل إلى الآفاق مع طرائف من الحديد والحتر والبزاة وغير ذلك مما يحتاج إليه الملوك وأما سماحتهم فإن الناس في أكثر ما وراء النهر كأنهم في دار واحدة ما ينزل أحد بأحد إلا كأنه رجل دخل دار صديقه لا يجد المضيف من طارق في نفسه كراهة بل يستفرغ مجهوده في غاية من إقامة أوده من غير معرفة تقدمت ولا توقع مكافأة بل اعتقادا للجود والسماحة في أموالهم وهمة كل امرىء منهم على قدره فيما ملكت يده والقيام على نفسه ومن يطرقه قال الإصطخري ولقد شهدت منزلا بالصغد قد ضربت الأوتاد على بابه فبلغني أن ذلك الباب لم يغلق منذ زيادة على مائة سنة لا يمنع من نزوله طارق وربما ينزل بالليل بيتا من غير استعداد المائة والمائتان والأكثر بدوابهم فيجدون من علف دوابهم وطعامهم ودثارهم ما يعمهم من غير أن يتكلف صاحب المنزل بشيء من ذلك لدوام ذلك منهم والغالب على أهل ما وراء النهر صرف نفقاتهم إلى الرباطات وعمارة الطرق والوقوف على سبيل الجهاد ووجوه الخيرات إلا القليل منهم وليس من بلد ولا من منهل ولا مفازة مطروقة ولا قرية آهلة إلا وبها من الرباطات ما يفضل عن نزول من طرقه قال وبلغني أن بما وراء النهر زيادة على عشرة آلاف رباط في كثير منها إذا نزل الناس أقيم لهم علف دوابهم وطعام أنفسهم إلى أن يرحلوا وأما بأسهم وشوكتهم فليس في الإسلام ناحية أكبر حظا في الجهاد منهم وذلك أن جميع حدود ما وراء النهر دار حرب فمن حدود خوارزم إلى اسبيجاب فهم الترك الغزية ومن اسبيجاب إلى أقصى فرغانة الترك الخرلخية ثم يطوف بحدود ما وراء النهر من الصغدية وبلد الهند من حد ظهر الختل إلى حد الترك في ظهر فرغانة فهم القاهرون لأهل هذه النواحي ومستفيض أنه ليس للإسلام دار حرب هم أشد شوكة من الترك يمنعونهم من دار الإسلام وجميع ما وراء النهر ثغر يبلغهم نفير العدو ولقد أخبرني من كان مع نصر بن أحمد في
غزاة
أشروسنة أنهم كانوا يحزرون ثلثمائة ألف رجل انقطعوا عن عسكره فضلوا أياما قبل أن
يبلغهم نفير العدو ويتهيأ لهم الرجوع وما كان فيهم من غير أهل ما وراء النهر كبير
أحد يعرفون بأعيانهم وبلغني أن المعتصم كتب إلى عبد الله بن طاهر كتابا يتهدده فيه
فأنفذ الكتاب إلى نوح بن أسد فكتب إليه أن بما وراء النهر ثلاثمائة ألف قرية ليس
من قرية إلا ويخرج منها كذا وكذا فارس وراجل لا يتبين على أهلها فقدهم وبلغني أن
بالشاش وفرغانة من الاستعداد ما لا يوصف مثله عن ثغر من الثغور حتى إن الرجل
الواحد من الرعية عنده ما بين مائة ومائتي دابة وليس بسلطان وهم مع ذلك أحسن الناس
طاعة لكبرائهم وألطفهم خدمة لعظمائهم حتى دعا ذلك الخلفاء إلى أن استدعوا من ما
وراء النهر رجالا وكانت الأتراك جيوشا تفضلهم على سائر الأجناس في البأس والجراءة
والإقدام وحسن الطاعة فقدم الحضرة منهم جماعة صاروا قوادا وحاشية للخلفاء وثقات
عندهم مثل الفراغنة والأتراك الذين هم شحنة دار الخلافة ثم قوي أمرهم وتوالدوا
وتغيرت طاعتهم حتى غلبوا على الخلفاء مثل الأفشين وآل أبي الساج وهم من أشروسنة
والإخشيد من سمرقند قال وأما نزهة ما وراء النهر فليس في الدنيا بأسرها أحسن من
بخارى ونحن نصفها ونصف الصغد وسمرقند وغيرها من نواحي ما وراء النهر في مواضعها من
الكتاب ولم تزل ما وراء النهر على هذه الصفة وأكثر إلى أن ملكها خوارزم شاه محمد
بن تكش بن ألب أرسلان بن أتسز في حدود سنة 600 فطرد عنها الخطا وقتل ملوك ما وراء
النهر المعروفين بالخانية وكان في كل قطر ملك يحفظ جانبه فلما استولى على جميع
النواحي ولم يبق لها ملك غيره عجز عنها وعن ضبطها فسلط عليها عساكره فنهبوها
وأجلوا الناس عنها فبقيت تلك الديار التي وصفت كأنها الجنان بصفاتها خاوية على
عروشها وبساتينها ومياهها متدفقة خالية لا أنيس بها ثم أعقب ذلك ورود التتر لعنهم
الله في سنة 671 فخربوا الباقي وبقيت مثل ما قال بعضهم كأن لم يكن بين الحجون إلى
الصفا أنيس ولم يسمر بمكة سامر
ماوشان بفتح الواو والشين معجمة وآخره نون ناحية وقرى في واد في سفح جبل أروند من
همذان وهو موضع نزه فرح ذكره القاضي عين القضاة في رسالته فقال وكأني بالركب
العراقي يوافون همذان ويحطون رحالهم في محاني ماوشان وقد اخضرت منها التلاع
والوهاد وألبسها الربيع حبرة تحسدها عليها البلاد وهي تفوح كالمسك أزهارها وتجري
بالماء الزلال أنهارها فنزلوا منها في رياض مونقة واستظلوا بظلال أشجار مورقة
فجعلوا يكررون إنشاد هذا البيت وهم يتنغمون بنوح الحمام وتغريد الهزار حياك يا
همذان الغيث من بلد سقاك يا ماوشان القطر من وادي وقد وصفه القاضي أبو الحسن علي
بن الحسن بن علي الميانجي في قطعة ذكرها في درب الزعفران وقال أبو المظفر
الأبيوردي سقى همذان حيا مزنة يفيد الطلاقة منها الزمان برعد كما جرجر الأرحبي
وبرق كما بصبص الأفعوان فسفح المقطم بئس البديل نبيها وأروند نعم المكان
هي
الجنة المشتهى طيبها ولكن فردوسها ماوشان فألواح أمواهها كالعبير ترى أرضها وحصاها
الجمان
ماوين بكسر الواو والياء وآخره نون موضع في قول قيس بن العيزارة الهذلي وإن سال ذو
الماوين أمست فلاته لها حبب تستن فيه الضفادع
ماوية قال الأصمعي الماوية المرآة كأنها نسبت إلى الماء وقال الليث الماوية البلور
ويقال ثلاث ماويات لقيل ممواة وهي في الأصل مائية فقلبت المدة واوا فقيل ماوية قال
الأزهري ورأيت في البادية على جادة البصرة إلى مكة منهلة بين حفر أبي موسى وينسوعة
يقال لها ماوية وكان ملوك الحيرة يتبدون إلى ماوية فينزلونها وقد ذكرتها الشعراء
وقال السكوني ماوية من أعذب مياه العرب على طريق البصرة من النباج بعد العشيرة
بينهما عند التواء الوادي الرقمتان وقال محمد بن أبي عبيدة المهلبي البئر التي
بالماوية وهي بئر عادية لا يقل ماؤها ولو وردها جميع أهل الأرض وإياها عنى أبو
النجم العجلي حيث قال من نحت عاد في الزمان الأول وفي كتاب الخالع ماوية ماءة لبني
العنبر ببطن فلج وقد أنشد ابن الأعرابي تبيت الثلاث السود وهي مناخة على نفس من
ماء ماوية العذب النفس الماء الرواء
ماهان إن كان عربيا فهو تثنية الماء الذي يشرب لأن أصله الهاء وإلا فهو فارسي وهو
تثنية الماه وهي القصبة كما يذكر في ماه البصرة بعده والماهان الدينور ونهاوند
وماهان مدينة بكرمان بينها وبين السيرجان مدينة كرمان مرحلتان وبينها وبين خبيص
خمس مراحل والعرب تسميها بالجمع فتقول الماهات قال القعقاع بن عمرو جدعت على
الماهات آنف فارس بكل فتى من صلب فارس خادر هتكت بيوت الفرس يوم لقيتها وما كل من
يلقى الحروب بثائر حبست ركاب الفيرزان وجمعه على فتر من جرينا غير فاتر هدمت بها
الماهات والدرب بغتة إلى غاية أخرى الليالي الغوابر وقال أيضا هم هدموا الماهات
بعد اعتدالها بصحن نهاوند التي قد أمرت بكل قناة لدنة برمية إذا أكرهت لم تنثني
واستمرت وأبيض من ماء الحديد مهند وصفراء من نبع إذا هي رنت
ماه البصرة الماه بالهاء خالصة قصبة البلد ومنه قيل ماه البصرة وماه الكوفة وماه
فارس ويقال لنهاوند وهمذان وقم ماه البصرة قال الأزهري كأنه معرب ويجمع ماهات قال
البحتري أتاك بفتحي مولييك مبشرا بأكبر نعمى أوجبت أكثر الشكر بما كان في الماهات
من سطو مفلح وما فعلت خيل ابن خاقان في مصر وقد ذكرت السبب في هذه التسمية بنهاوند
قال
الزمخشري
ماه وجور اسما بلدتين بأرض فارس وأهل البصرة يسمون القصبة بماه فيقولون ماه البصرة
وماه الكوفة كما يقولون قصبة البصرة وقصبة الكوفة وللنحويين ههنا كلام وذلك أنهم
يقولون إن الاسم إذا كان فيه علتان تمنعان الصرف وكان وسطه ساكنا خفيفا قاومت
الخفة إحدى العلتين فيصرفونه وذلك نحو هند ونوح لأن في هند التأنيث والعلمية وفي
نوح العجمة والعلمية فإذا صاروا إلى ماه وجور وسموا به بلدة أو قصبة أو بقعة منعوه
الصرف وإن كان أوسطه ساكنا لأن فيه ثلاث علل وهي التأنيث والتعريف والعجمة فقاومت
خفته بسكون وسطه إحدى العلل الثلاث فبقي فيه علتان منعتاه من الصرف والنسبة إليها
ماهي وماوي ويجمع ماهات تذكر وتؤنث
ماه بهراذان وما أظنها إلا ناحية الراذانين وقد شرح في ماه دينار
ماه دينار هي مدينة نهاوند وإنما سميت بذلك لأن حذيفة بن اليمان لما نازلها اتبع
سماك العبسي رجلا في حومة الحرب وخالطه ولم يبق إلا قتله فلما أيقن بالهلاك ألقى
سلاحه واستسلم فأخذه العبسي أسيرا فجعل يتكلم بالفارسية فأحضر ترجمانا فقال اذهبوا
بي إلى أميركم حتى أصالحه عن المدينة وأؤدي إليه الجزية وأعطيك أنت مهما شئت فقد
مننت علي إذ لم تقتلني فقال له ما اسمك قال دينار فانطلقوا به إلى حذيفة فصالحه
على الخراج والجزية وأمن أهلها على أموالهم وأنفسهم وذراريهم فسميت نهاوند يومئذ
ماه دينار وقد ذكر حمزة بن الحسن في كتاب الموازنة ما خالف هذا كله فقال ماسبذان
واسم هذه الكورة مضاف إلى اسم القمر وهو ماه وكان في ممالك الفرس عدة مدن مضافة
الأسماء إلى اسم القمر وهو ماه نحو ماه دينار وماه نهاوند وماه بهراذان وماه
شهرياران وماه بسطام وماه كران وماه سكان وماه هروم فأما ماه دينار فهو اسم كورة
الدينور وقيل إن أصله ديناوران لأن أهلها تلقوا دين زردشت بالقبول ونهاوند اسم
مختصر من نيوهاوند ومعناه الخير المضاعف وماه شهرياران اسم الكورة التي فيها الطزر
والمطامير والزبيدية والمرج وهو دون حلوان وماه بهراذان في تلك الناحية ولا أدري
كيف أخذه وبالقرب من هذه الناحية موضع يلي وندنيكان فعرب على البندنيجان وماه
بسطام أقدر تقديرا لا سماعا أنه بسطام التي هي حومة كورة قومس وماه كران هو الذي
اختصروه فقالوا مكران وكران اسم لسيف البحر وماه سكان اسم لسجستان وسجستان يسمى
سكان وماسكان أيضا ولذلك يقال للفانيذ من ذلك الصقع الفانيذ الماسكاني وماه هروم
اسم كورة الجزيرة وعلى ذلك سموا جين التي هي الصين ماه جين أيضا وأقدر تقديرا لا
سماعا أن ماه الذي هو اسم القمر إنما يقحمونه على اسم كل بلد ذي خصب لأن القمر هو
المؤثر في الأنداء والمياه التي منها الخصب
ماه شهرياران قد شرح في ماه دينار
ماه الكوفة هي الدينور وقد ذكر السبب في هذه التسمية في نهاوند
ماهياباذ بالهاء ثم الياء المثناة من تحت وباء موحدة وألف وذال معجمة محلة كبيرة
على باب مرو شبه القرية منفصلة عن سورها من شرقيها
ماهيان بكسر الهاء وياء وآخره نون قرية بينها وبين مرو نحو فرسخين ينسب إليها أبو
محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن أبي الفضل الماهياني
كان
فقيها فاضلا وسمع الحديث ورواه ومات بماهيان في شوال سنة 945 ومولده في رجب سنة
294 وجماعة سواه
مائد من ماد يميد فهو مائد إذا تمايل متثنيا متبخترا وهو جبل باليمن ويروى بالباء
الموحدة وقد تقدم ذكره وأنشد بعضهم يمانية أحيا لها مظ مائد وآل قراس صوب أرمية
كحل
مايدشت بالشين المعجمة قلعة وبلد من نواحي خانقين بالعراق
مائر من مار يمور مورا أي دار فهو مائر والمائر الناقة النشيطة قال الحازمي مائر
صقع أحسبه عمانيا
مائق الدشت ومعنى الدشت بالفارسية الصحراء وآخر الكلمة الأولى منه قاف بعد الياء
المثناة من تحتها قرية من ناحية أستوا من نواحي نيسابور ينسب إليها أبو عمرو عبد
الوهاب بن عبد الرحمن بن محمد بن سليمان السلمي المائقي الاستوائي ابن خال أبي
القاسم القشيري وصهره على ابنته وشريكه في الإرادة والانتماء إلى أبي علي الدقاق
وهو من شيوخ الطريقة وله كلام وشعر بالفارسية وروى الحديث عن أبي طاهر الزيادي
وغيره روى عنه حفيده أبو الأسعد هبة الرحمن بن أبي سعيد القشيري وغيره وتوفي في
حدود سنة 074
مايمرغ بفتح الياء وضم الميم وسكون الراء والغين معجمة من قرى بخارى على طريق نسف
ينسب إليها أبو نصر أحمد بن علي بن الحسين بن علي المقري الضرير المايمرغي سمع أبا
عمرو محمد بن محمد بن صابر وأبا سعيد الخليل بن أحمد وأبا أحمد الحاكم البخاريين
روى عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي نصر النسفي وأبو نصر عبد العزيز بن
محمد النخشي الحافظ وغيرهما وكان صدوقا ثقة توفي في سنة 304 وولادته سنة 243
ومايمرغ أيضا من قرى سمرقند بالقرب منها يتصل عملها بعمل الدرغم قال وليس برساتيق
سمرقند رستاق أشد اشتباكا في القرى والأشجار من مايمرغ وينسب إليها أبو العباس
الفضل بن نصر المايمرغي يروي عن العباس بن عبد الله السمرقندي روى عنه بكر بن محمد
بن أحمد الفقيه وغيره قال أبو سعد ومايمرغ أيضا بلد على طرف جيحون وكان به جماعة
من الفضلاء
مائين بعد الألف ياء مهموزة وياء ساكنة ونون بلد من أعمال فارس من نواحي شيراز خرج
منها جماعة من أهل العلم منهم أبو القاسم فارس بن الحسين بن شهريار المائيني روى
عن أبي بكر بن محمد الفارسي روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الشيرازي
الحافظ توفي بعد سنة 574
باب الميم والباء وما يليهما
المبارك اسم نهر بالبصرة احتفره خالد بن عبد الله القسري أمير العراقين لهشام بن
عبد الملك ينسب إليه أبو زكرياء يحيى بن يعقوب بن مرداس بن عبد الله البقال
المباركي روى عن سويد بن سعيد وغيره روى عنه عبد الصمد بن علي الطبسي وأبو بكر
الشافعي وأبو قاسم الطبراني
والمبارك أيضا نهر وقرية فوق واسط بينهما ثلاثة فراسخ وقيل هو الذي احتفره خالد
وقال الفرزدق إن المبارك كاسمه يسقى به حرث السواد ولاحق الجبار ولما قدم خالد بن
عبد الله القسري واليا على العراق
جعل
على شرطة البصرة مالك بن المنذر بن الجارود العبدي وكان عبد الأعلى بن عبد الله بن
مالك يدعي على مالك قرية فأبطلها خالد بن عبد الله وحفر نهرا سماه المبارك فقال
الفرزدق وأهلكت مال الله في غير حقه على النهر المشؤوم غير المبارك وتضرب أقواما
صحاحا ظهورهم وتترك حق الله في ظهر مالك أإنفاق مال الله في غير كنهه ومنعا لحق
المرملات الضرائك وقال المفرج بن المرفع وقيل الفرزدق أيضا كأنك بالمبارك بعد شهر
تخوض غماره بقع الكلاب كذبت خليفة الرحمن عنه وسوف يرى الكذوب جزا الكذاب وقال
هلال بن المحسن المبارك قرية بين واسط وفم الصلح ينسب إليها كورة منها الصلح جميعه
وينسب إليها أبو داود سليمان بن محمد المباركي وقيل سليمان بن داود يروي عن أبي
شهاب الحناط وعامر بن صالح وغيرهما روى عنه مسلم بن الحجاج وأبو زرعة الرازي ومات
سنة 132
المباركة قرية من قرى خوارزم
المباركية حصن بناه المبارك التركي أحد موالي بني العباس وبها قوم من مواليه
مبايض بالضم وآخره معجم موضع كان فيه يوم للعرب قتل فيه طريف بن تميم فارس بني
تميم قتله حميصة بن جندل وقتل فيه أبو جدعاء الطهوي وكان من فرسان تميم وقال عبدة
بن الطبيب كأن ابنة الزيدي يوم لقيتها هنيدة مكحول المدامع مرشق يراعي خذولا ينفض
المرد شادنا ينوش من الضال القذاف ويعلق وقلت لها يوما بوادي مبايض ألا كل عان غير
عانيك يعتق يصادف يوما من مليك سماحة فيأخذ عرض المال أو يتصدق وذكرنيها بعدما قد
نسيتها ديار علاها وابل متبعق بأكناف شمات كأن رسومها قضيم صناع في أديم منمق
مبرك بالفتح ثم السكون وفتح الراء وآخره كاف موضع بتهامة برك فيه الفيل لما قصد به
مكة بعرنة وهو بقرب مكة عن الأصمعي
مبركان قال كثير إليك ابن ليلى تمتطي العيس صحبتي ترامى بنا من مبركين المناقل قال
ابن حبيب في تفسيره مبركان قريب من المدينة وقال ابن السكيت مبركان أراد مبركا
ومناخا وهما نقبان ينحدر أحدهما على ينبع بين مضيق يليل وفيه طريق المدينة من هناك
ومناخ على قفا الأشعر والمناقل المنازل أحدها منقل
مبرة بفتح أوله وثانيه وتشديد الراء بوزن المبرة من البر موضع وجدته بخط ابن باقية
مبرة بضم الميم وكسر الباء وتشديد الراء في قول كثير حي المنازل قد عفت أطلالها
وعفال الرسوم بمورهن شمالها
فقرأ
وقفت بها فقلت لصاحبي والعين يسبق طرفها إسبالها أقوى الغياطل من حراج مبرة فخبوت
سهوة قد عفت فرمالها
مبعوق موضع بالحجاز قال أبو صخر الهذلي إن المنى بعدما استيقظت وانصرفت ودارها بين
مبعوق وأجياد
مبلت البلت بالتاء المثناة القطع وهذا مفعل منه موضع
مبهل مفعل من استبهلته إذا أهملته وهو ماء في ديار بني تميم وقرأته بخط أبي علي بن
الهبارية مبهل بفتح الباء وتشديد الهاء وفي كتاب الأصمعي ذكر ذا العشيرة فيما
ذكرناه ثم قال وفوق ذي العشيرة مبهل الأجرد واد لبني عبد الله بن غطفان وفوق مبهل
معدن البئر
مبين بالضم ثم الكسر وآخره نون من أبان الشيء يبين فهو مبين أي ظاهر اسم موضع قال
يا ريها اليوم على مبين
باب الميم والتاء وما يليهما
متالع بضم أوله وكسر اللام يجوز أن يكون من التلعة واحدة التلاع وهي مجاري الماء
من الأسناد والنجاف والمواضع العلية والجبال وتلعة الجبل إن الماء يجيء فيجد فيه
فيحفره حتى يخلص منه ولا تكون التلاع في الصحارى والتلعة ربما جاءت من أبعد من
خمسة فراسخ من الوادي وإذا جرت من الجبال ووقعت في الصحارى حفرت فيها كهيئة
الخنادق قال وإذا عظمت التلعة حتى تكون مثل نصف الوادي أو ثلثه فهي سيل ويجوز أن
يكون من التليع وهو الطويل ومنه عنق تليع قال الأصمعي متالع جبل بنجد وفيه عين
يقال لها الخرارة وهو الذي يقول فيه صدقة بن نافع العميلي وكان بالجزيرة أرقت
بحران الجزيرة موهنا لبرق بدا لي ناصب متعالي بدا مثل تلماع الفتاة بكفها ومن دونه
نأي وعبر قلال فبت كأن العين تكحل فلفلا وبي عس حمى بين وملال فهل يرجعن عيش مضى
لسبيله وأظلال سدر تالع وسيال وهل ترجعن أيامنا بمتالع وشرب بأوشال لهن ظلال وبيض
كأمثال المها تستبينها بقيل وما مع قيلهن فعال ومتالع جبل بناحية البحرين بين
السودة والأحساء وفي سفح هذا الجبل عين يسيح ماؤها يقال لها عين متالع ولذلك قال
ذو الرمة نحاها لثأج نحوة ثم إنه توخى بها العينين عيني متالع قال الحفصي وهو جبل
وعنده ماء وهو لبني مالك بن سعد وقيل متالع جبل لغني وقال الزمخشري متالع لبني
عميلة قال صدقة بن نافع العميلي وهل ترجعن أيامنا بمتالع وشرب بأوشال لهن ظلال
وقال السكوني أبو عبيد الله متالع ماء في شرقي الظهران عند الفوارة في جبل القنان
وقال كثير
بكى
سائب لما رأى رمل عالج أتى دونه والهضب هضب متالع بكى إنه سهو الدموع كما بكى عشية
جاوزنا نجاد البدائع
المتثلم بضم أوله وفتح ثانيه وثاء مثلثة ولام مشددة مكسورة كأنه من ثلم الوادي وهو
أن يتثلم جرفه والمتثلم موضع في أول أرض الصمان في قول عنترة العبسي بالحزن
فالصمان فالمتثلم وقال ابن الأعرابي في نوادره المتثلم جبل في بلاد بني مرة
متريس بليد من أران بينه وبين برذعة عشرون فرسخا
متلجتم بضم أوله وسكون ثانيه وكسر اللام وفتح الجيم وتاء مثناة من فوق ساكنة وميم
قرية بالأندلس لأبي محمد أحمد بن علي بن حزم الحافظ المصنف الأندلسي
متن بالفتح ثم السكون ثم النون بلفظ متن الظهر والمتن من الأرض ما ارتفع وصلب
والجمع المتان ومتن كل شيء ما ظهر منه ومتن ابن عليا بمكة شعب عند ثنية ذي طوى
متوث بالفتح ثم التشديد والضم وسكون الواو وآخره ثاء مثلثة قلعة حصينة بين الأهواز
وواسط قد نسب إليها جماعة من أهل العلم والحديث قال أبو الفرج الأصبهاني متوث
مدينة بين سوق الأهواز وبين قرقوب اجتزت بها سنة 723 ونسب المحدثون إليها جماعة
منهم محمد بن عبد الله بن زياد بن عباد القطان المتوثي والد أبي سهل حدث عن
إبراهيم بن الحجاج وعبد الله بن الجارود السلمي وغيرهما روى عنه ابنه أبو سهل
وحليم بن يحيى المتوثي حدث عن الحسن بن علي بن راشد الواسطي روى عنه الطبراني وأبو
القاسم البغوي ويحيى بن محمد بن صاعد حدث عنه أبو القاسم التنوخي وعبد الله بن
محمد الصريفيني في آخرين
المتوكلية مدينة بناها المتوكل على الله قرب سامرا بنى فيها قصرا وسماه الجعفري
أيضا سنة 426 وبها قتل في شوال سنة 742 فانتقل الناس عنها إلى سامرا وخربت
متيجة بفتح أوله وكسر ثانيه وتشديده ثم ياء مثناة من تحت ثم جيم بلد في أواخر
إفريقية من أعمال بني حماد قال البكري الطريق من أشير إلى جزائر بني مزغناي ومن
أشير إلى المدية وهي بلد جليل قديم ومنها إلى اقزرنة وهي مدينة على نهر كبير عليه
الأرحاء والبساتين ويقال إنها متيجة ولها مزارع ومسارح وهي أكثر تلك البلاد كتانا
ومنها يحمل وفيها عيون سائحة وطواحين ومنها إلى مدينة أغزر ومنها إلى جزائر بني
مزغناي ينسب إليها أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن عيسى المتيجي سمع أبا الفضل
عبد الحميد بن الحسين بن يوسف بن دليل الخطي وعبيدة سمع منه ابن نقطة بالاسكندرية
باب الميم والثاء وما يليهما
المثاني أرض بين الكوفة والشام
مثحص
مثر بالتحريك وآخره راء لم أجد له أصلا في العربية وهو موضع بقرب من الشام من ديار
بلقين بن جسر
مثعلب قال أبو سعد ومن جبال الضباب مثعلب وإنما سمي مثعلبا لكثرة ثعالبه
مثعر
يروى بالغين والعين والفتح ثم السكون ثم الفتح والعين مهملة وآخره راء ويحتمل أن
يكون من الثعر وهو الثآليل لحجارته أو شيء شبه به أو يكون من الثعرور وهي رؤوس
الطراثيث واد من أودي القبلية وهو ماء لجهينة معروف إلى جنب منتخر قال ابن هرمة يا
أثل لا غيرا أعطى ولا قودا علام أو فيم إسرافا هرقت دمي إلا تريحي علينا الحق
طائعة دون القضاة فقاضينا إلى حكم صادتك يوم الملا من مثعر عرضا وقد تلاقي المنايا
مطلع الأكم بمقلتي ظبية أدماء خاذلة وجيدها يتراعى ناضر السلم ما أنجزت لك موعودا
فتشكرها ولا أنالتك منها برة القسم
مثقب بالكسر ثم السكون وفتح القاف والباء موحدة يجوز أن يكون اسم الآلة من ثقب
الزند أو من ثقبت الشيء إذا نفذته كأنه يثقب بالسير فيه تلك الصحارى أو كأنه الآلة
التي تقدح النار لحره وشدته قال أبو المنذر إنما سمي طريق مثقب باسم رجل من حمير
يقال له مثقب وكان بعض ملوك حمير بعثه على جيش كثير وكان من أشراف حمير فأخذ ذلك
الطريق متوجها إلى الصين فسمي به لأخذه فيه وهو اسم للطريق التي بين مكة والمدينة
قال أبو منصور طريق العراق من الكوفة إلى مكة يقال لها مثقب وقال الأصمعي مثقب
بالفتح فيكون على هذا اسم المكان من النفوذ والزند وقال ابن دريد مثقب بكسر الميم
طريق في حرة أو غلظ وكان فيما مضى طريق ما بين اليمامة والكوفة يسمى مثقبا وأنشد
إن طريق مثقب لحوبي وقال جندل بن المثنى الطهوي الراجز يصف إبلا يهوين من أفجة شتى
الكور من مثقب ومجدل ومنكدر ومثلهم من بصرة ومن هجر
مثقب هو مفعل بتشديد القاف وبفتحها وهو في أربعة مواضع أحدها صقع باليمامة عن
الحازمي وقال هو بفتح الميم
والمثقب حصن على ساحل البحر قرب المصيصة سمي المثقب لأنه في جبال كلها مثقبة فيه
كوى كبار كان أول من بنى حصن المثقب هشام بن عبد الملك على يد حسان بن ماهويه
الأنطاكي ووجد في خندقه حين حفر عظم ساق مفرط الطول فبعث به إلى هشام
والمثقب ماء بين تكريت والموصل
والمثقب ماء بين رأس عين والرقة معروف ولا أدري أأحد هذه أراد طرفة أم موضعا آخر
بقوله ظللت بذي الأرطى فويق مثقب ببينة سوء هالكا في الهوالك تكف إلي الريح ثوبي
قاعدا على صدفي كالحنية بارك صدفي منسوب إلى الصدف هو حي من همدان
المثل بكسر أوله وسكون ثانيه ولام وهو الشبه موضع بنجد ذكره مالك بن الريب في
قصيدته حيث قال فيا ليت شعري هل تغيرت الرحا رحل المثل أم أضحت بفلج كما هيا
فيا
ليت شعري هل تغييرت الرحا رحا المثل أم أضحت بفلج كما هيا إذا القوم حلوها جميعا
وأنزلوا بها بقرا حور العيون سواجيا
المثلم بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد اللام من ثلمت الشيء إذا كسرت جنبه
المثناة بالضم ثم الفتح وتشديد النون من ثنيت الشيء إذا أطريته موضع في قول الأعشى
دعا رهطه حولي فجاؤوا لنصره وناديت حيا بالمثناة غيبا
مثوب مفعل بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الواو وآخره باء من ثاب يثوب إذا رجع فمعناه
مرجع بلد باليمن عن أبي بكر بن موسى
مثوة من حصون بني زبيد باليمن
باب الميم والجيم وما يليهما
مجاح موضع من نواحي مكة قال كثير إذا أمسيت بطن مجاح دوني وعمق دون عزة فالبقيع
فليس بلائمي أحد يصلي إذا أخذت مجاريها الدموع وفي حديث الهجرة عن ابن إسحاق إن
دليلهما جاز بهما مدلجة لقف ثم استبطن بهما مدلجة محاج كذا ضبطه بفتح الميم وحاء
مهملة وآخره جيم قال ابن هشام ويقال مجاج بجيمين وكسر الميم والصحيح عندنا فيه غير
ما روياه جاء في شعر ذكره الزبير بن بكار وهو مجاح بفتح الميم ثم جيم وآخره حاء
مهملة والشعر هو قول محمد بن عروة بن الزبير لعن الله بطن لقف مسيلا ومجاجا وما
أحب مجاحا لقيت ناقتي به وبلقف بلدا مجدبا وأرضا شحاحا وأنا أحسب أن هذه هي رواية
ابن إسحاق وإنما القلب على كاتب الأصل فأراد تقديم الجيم فقدم الحاء والله أعلم
المجاز بالفتح وآخره زاي يقال جزت الطريق جوازا ومجازا وجوزا والمجاز الموضع وكذلك
المجازة وذو المجاز موضع سوق بعرفة على ناحية كبكب عن يمين الإمام على فرسخ من
عرفة كانت تقوم في الجاهلية ثمانية أيام وقال الأصمعي ذو المجاز ماء من أصل كبكب
وهو لهذيل وهو خلف عرفة وقال حسان بن ثابت يخاطب أبا سفيان في شأن أبي أزيهر وكان
الوليد بن المغيرة المخزومي قتله وكان أبو سفيان صهره فأراد حقن الدماء وأدي عقله
ولم يطلب بدمه فقال غدا أهل ضوجي ذي المجاز كليهما وجار ابن حرب بالمغمس ما يغدو
ولم يمنع العير الضروط ذماره وما منعت مخزاة والدها هند كساك هشام بن الوليد ثيابه
فأبل وأخلق مثلها جددا بعد وقال المتوكل الليثي للغانيات بذي المجاز رسوم في بطن
مكة عهدهن قديم لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم والمجاز أيضا
موضع قريب من ينبع والقصيبة قال الشاعر
تراني
يا علي أموت وجدا ولم أرع القرائن من رئام ولم أرع الكرى فمشت وطاءت وأوردها
المجاز وهي ظوامي
المجازة مثل الذي قبله في المعنى والوزن إلا أنه بزيادة هاء في آخره قال أبو منصور
المجازة موسم من المواسم فإما أن يكون لغة في الذي قبله أو هو غيره وذو المجازة
منزل من منازل طريق مكة بين ماوية وينسوعة على طريق البصرة
والمجازة واد وقرية من أرض اليمامة ساكنه بنو هزان من عنزة بن أسد بن ربيعة بن
نزار وبها أخلاط من الناس من موالي قريش وغيرهم سكنوها بعد قتلة مسيلمة الكذاب
لأنها لم تدخل في صلح خالد بن الوليد لما صالح أهل اليمامة وبها جبل يقال له شهوان
يصب فيه نعام وبرك ووراء المجازة فلج الأفلاج وقال السكري المجازة موضع بين ذات
العشيرة والسمينة في طريق البصرة وهو أول رمل الدهناء قال جرير ألا أيها الوادي
الذي بان أهله فساكن مغناه حمام ودخل فمن راقب الجوزاء أو بات ليله طويلا فليلي
بالمجازة أطول بكى دوبل لا يرقىء الله عينه ألا إنما يبكي من الذل دوبل وأنشد ابن
الأعرابي في نوادره فإن بأعلى ذي المجازة سرحة طويلا على أهل المجازة عارها ولو
ضربوها بالفؤوس وحرقوا على أصلها حتى تأرث نارها وكان به يوم لنجدة الحروري في
أيام عبد الله بن الزبير حين هزم عسكر ابن الزبير فقال عبد الله بن الطفيل ولا
تعذليني في الفرار فإنني على النفس من يوم المجازة عاتب ويوم المجازة من أيام
العرب قال بعضهم ويوما بالمجازة والكلندى ويوما بين ضنك وصومحان
مجالخ بالضم وكسر اللام وآخره خاء معجمة الجلاخ الوادي العميق وكذلك الجلواخ وهو
نهر بتهامة في شعر كثير
مجانة بالفتح وتشديد الجيم وبعد الألف نون بلد بإفريقية فتحه بسر بن أرطاة وهي
تسمى قلعة بسر وبها زعفران كثير ومعادن حديد وفضة بينها وبين القيروان خمس مراحل
ومعدن المرتك والحديد والرصاص في جبل من جنوبها وتقلع حجارة للطواحين تحمل إلى
القيروان وغيرها من مدن المغرب
المجتبية ماء لبني سلول في الضمرين
مجبست بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الباء الموحدة وسين مهملة وتاء مثناة من فوق من
قرى بخارى ويقال لها أو لغيرها من قرى بخارى مجبس
مجداباذ بفتح أوله وآخره باذ كإضافة وهي قرية من قرى همذان
مجدل بكسر الميم وسكون الجيم وفتح الدال واللام وهو القصر المشرف وجمعه مجادل اسم
بلد طيب بالخابور إلى جانبه تل عليه قصر وفيه
أسواق
كثيرة وبازار قائم ينسب إليه مسعود بن أبي بكر ابن ملكدار المجدلي شاعر حي في
عصرنا مدح الملك الأشرف بن العادل فأكثر وقال في خياط من أبيات وسرت عنه وأشواقي
تجاذبني إليه وافرقي من عظم فرقته لو كنت من عظم سقمي والنحول به خيطا لما ضاق عني
خرم إبرته إن حال في الحب عما كنت أعهده وغيرته الليالي عن مودته فربما خيطت أيام
ألفته ما قص من وصلنا مقراض جفوته وقيل مجدل بفتح الميم اسم موضع في بلاد العرب
قالت سودة بنت عمير بن هذيل نغاور في أهل الأراك وتارة نغاور أصراما بأكناف مجدل
كذا ضبطه الحازمي وقال البراء بن قيس في زوجته حذفة بنت الحمحام بن أوس الحميري
وهو محبوس عند كسرى أنوشروان يا دار حذفة باللوى فالمجدل فجنوب أسنمة فقف العنصل
بل لا يغرك من حليل صالح إن لم يلاقك بعد عام الأول كانت إذا غضبت علي تظلمت وإذا
كرهت كلامها لم تثقل وإذا رأت لي جنة عملت لها ومتى تعن بعلم شيء تسأل
مجدليابة بعد اللام ياء مثناة من تحتها وبعد الألف باء موحدة قرية قرب الرملة فيها
حصن محكم قال بطليموس مدينة مجدليابة طولها ثمان وسبعون درجة وخمس وأربعون دقيقة
وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وخمسون دقيقة وارتفاعها سبعون درجة من الإقليم الرابع
خارجة عن البرج داخلة تحت السرطان عشر درجة تقابلها وسط سمائها اثنتا عشرة درجة من
الحمل عاقبتها مثلها من الميزان
مجدوان بالفتح والسكون ثم دال مهملة مضمومة وآخره نون من قرى نسف ينسب إليها أبو
جعفر محمد بن النضر بن رمضان المؤذن الزاهد المجدواني كان عابدا صالحا أديبا سمع
غريب الحديث لأبي عبيد من أبي الحسن محمد بن طالب بن علي النسفي وغيره وسمع منه
أبو العباس المستغفري وتوفي في شوال سنة 783
مجدول قرية من ديار قمودة بإفريقية من البربر وإليها ينسب أبو بكر عتيق بن عبد
العزيز المذحجي الشاعر مدح المعز بن باديس ومات سنة 904 عن أربعين سنة وكان شاعرا
شريرا معجبا بما صنعه ذكره ابن رشيق
مجدون كأنه جمع صحيح لمجد من قرى بخارى وقد روي بكسر ميمها ينسب إليها أبو محمد
عبد الله ابن محمد المجدوني المؤذن الأزدي سمع الحديث ورواه عنه أبو عبد الله
غنجار
المجدية بضم أوله وسكون ثانيه وكسر الدال وياء خفيفة وهو بمعنى المغنية من الجداء
وهو الغناء يقال لا يجدي كذا عنك أي لا يغني وهو اسم موضع جاء ذكره في المغازي
مجذونية بفتح أوله وسكون ثانيه وذال معجمة ونون وياء مشددة موضع عن العمراني
مجر
بالفتح ثم السكون والمجر الكثير المتكاثف ومنه جيش مجر والمجر أن يباع البعير أو
غيره بما في بطن الناقة وهو بيع فاسد نهى عنه عليه الصلاة و السلام وهو غدير كبير
في بطن قوران يقال له ذو مجر من ناحية السوارقية وقيل هضبات مجر قال الشاعر بذي
مجر أسقيت صوب الغوادي ولا يستقيم البيت حتى يفتح الجيم من مجر ليصير من بحر
الطويل الثالث ويقطع الألف أيضا وإن كان من المتقارب فمع الوصل قاله عرام
المجرة بلفظ مجرة السماء وهو في اللغة بمنزلة الشيء الذي يجر به أو يجر فيه موضع
مجريط بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر الراء وياء ساكنة وطاء بلدة بالأندلس ينسب إليها
هارون بن موسى بن صالح بن جندل القيسي الأديب القرطبي أصله من مجريط يكنى أبا نصر
سمع من أبي عيسى الليثي وأبي علي القالي روى عنه الخولاني وكان رجلا صالحا صحيح
الأدب وله قصة مع القالي ذكرتها في أخباره من كتاب الأدباء ومات المجريطي لأربع
بقين من ذي القعدة سنة 104 قاله ابن بشكوال
المجزل بضم الميم وفتح الجيم وتشديد الزاي ولام جبل أو روضة باليمامة وثم جبل يقال
له بلبول والجزل القطع والمجزل المقطع
مجسد بفتح الميم وسكون ثانيه وفتح السين موضع الجسد جاء في شعر بعضهم
المجمر الموضع الذي ترمى فيه الجمار قال كثير وخبرها الواشون أني صرمتها وحملها
غيظا علي المحمل وإني لمنقاد لها اليوم بالرضى ومعتذر من سخطها متنصل أهيم بأكناف
المجمر من منى إلى أم عمرو إنني لموكل وقال حذيفة بن أنس الهذلي فلو أسمع القوم
الصراخ لقوربت مصارعهم بين الدخول وعرعرا وأدركهم شعث النواصي كأنهم سوابق حجاج
توافي المجمرا
المجمعة موضع بوادي نخلة من بلاد هذيل
مجنب بكسر الميم وسكون الجيم وفتح النون وآخره باء كسر الميم يدل على أنه آلة
فيكون الشيء الذي يجنب به والمجنب الترس قال الحازمي اسم لما بين سواد العراق وأرض
اليمن
مجنح اسم المكان من جنح يجنح وهو إمالة الشيء عن وجهه من مخاليف اليمن
مجنقون أظنه موضعا بالأندلس ينسب إليه إبراهيم بن محمد الأنصاري الضرير المجنقوني
أبو إسحاق سكن قرطبة وأصله من طليطلة أخذ عن أبي عبد الله المغامي المقري وسمع
الحديث على أبي بكر جماهر بن عبد الرحمن المحجمي وكان يقرأ القرآن ويجوده وتوفي في
عقيب شعبان سنة 915 قاله ابن بشكوال
مجنة بالفتح وتشديد النون اسم المكان من الجنة وهو الستر والإخفاء ويقال به جنون
وجنة ومجنة وأرض مجنة كثيرة الجن ومجنة اسم سوق للعرب كان في الجاهلية وكان ذو
المجاز ومجنة وعكاظ أسواقا في الجاهلية قال الأصمعي وكانت مجنة بمر الظهران قرب
جبل يقال له الأصفر
وهو
بأسفل مكة على قدر بريد منها وكانت تقوم عشرة أيام من آخر ذي القعدة والعشرون منه
قبلها سوق عكاظ وبعد مجنة سوق ذي المجاز ثمانية أيام من ذي الحجة ثم يعرفون في
التاسع إلى عرفة وهو يوم التروية وقال الداودي مجنة عند عرفة وقال أبو ذؤيب سلافة
راح ضمنتها إداوة مقيرة ردف لمؤخرة الرحل تزودها من أهل بصرى وغزة على جسرة مرفوعة
الذيل والكفل فوافى بها عسفان ثم أتى بها مجنة تصفو في القلال ولا تغلي وقيل مجنة
بلد على أميال من مكة وهو لبني الدئل خاصة وقال الأصمعي مجنة جبل بني الدئل خاصة
بتهامة بجنب طفيل وإياه أراد بلال فيما كان يتمثل ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بواد
وحولي إذخر وجليل وهل أردن يوما مياه مجنة وهل يبدون لي شامة وطفيل
المجيث هكذا رواه العمراني بالثاء المثلثة ولا أصل له في كلام العرب ورواه
الزمخشري بالباء الموحدة في آخره وأنشد للطرماح لحراش المجيب بكل نيق يقصر دونه
نبل الرميا حراش جمع حارش وهو الذي يحرش الضب وهو جبل بأجإ وأبوابه أبواب أجإ
وسلمى
مجيرة بضم أوله وكسر ثانيه أصله من أجاره يجيره ويجمع بما حوله فيقال مجيرات ويضاف
إليها الضباع فيقال ضباع مجيرات عن الأديبي قال محرز بن المكعبر الضبي دارت رحانا
قليلا ثم صبحهم ضرب تصيح منه حلة الهام ظلت ضباع مجيرات يلذن بهم وألحموهن منهم أي
إلحام حتى حذنة لم تترك بها ضبعا إلا لها جزر من شلو مقدام
المجيمر تصغير المجمر وهو ما يجتمر به فمن أنثه ذهب به إلى النار ومن ذكره عنى به
الموضع جبل بأعلى مبهل قال امرؤ القيس كأن ذرى رأس المجيمر غدوة من السيل والغثاء
فلكة مغزل وقيل المجيمر أرض لبني فزارة وقال عباد بن عوف المالكي ثم الأسدي لمن
ديار عفت بالجزع من رمم إلى قصائرة فالجفر فالهدم إلى المجيمر والوادي إلى قطن كما
يخط بياض الرق بالقلم
باب الميم والحاء وما يليهما
محا أرض لكندة باليمن
المحالب بليدة وناحية دون زبيد من أرض اليمن
المحاقرة من قرى سخان من أرض اليمن
محبل بالضم ثم السكون وكسر الباء الموحدة ولام موضع في ديار بني سعد قرب اليمامة
ومحبل من ديار غسان بالشام قال بشير أبو النعمان بن بشير تقول وتذري الدمع عن حر
وجهها تعلل نفسي قبل نفسك باكر
تربع
في غسان أكناف محبل إلى حارث الجولان فالشيء قاهر
محبلة بالفتح وبعد الحاء باء موحدة وذو محبلة ماء عذب قرب صفينة قريب من مكة
محتد بالفتح ثم السكون وتاء مثناة من فوق مكسورة ودال مهملة قال ابن الأعرابي
المحتد والمحفد والمحقد والمحكد الأصل يقال إنه لكريم المحتد موضع
محتد بالفتح ثم السكون وتاء مثناة من فوق مكسورة ودال مهملة قال ابن الأعرابي
المحتد والمحفد والمحقد والمحكد الأصل يقال إنه لكريم المحتد موضع
محجر بالضم ثم الفتح وكسر الجيم المشددة وقد تفتح وهو اسم الفاعل من حجر عليه يحجر
حجرا إذا منعه من أن يوصل إليه ومنه حجر الحكام على الأيتام والحجرة من الدور
والتشديد فيه للمبالغة والكثرة وقد روي محجر بفتح الجيم فيكون مبينا للمفعول وهو
من مواضع منها في أقبال الحجاز وجبل في ديار طيء قال طفيل الغنوي وهن الأولى أدركن
تبل محجر وقد جعلت تلك التبابيل تنشب وجبل في ديار يربوع وقرن من أسفله جرعة بيضاء
في ديار أبي بكر بن كلاب بفرع السرة وقرن في ديار عذرة وجبيل في ديار نمير وجبل
لبني وبر قال بشر بن أبي خازم معالية لا هم إلا محجر وحرة ليلى السهل منها فلوبها
وقال زيد الخيل الطائي نحن صبحناهم غداة محجر بالخيل محقبة على الأبدان نزجي المطي
منعلا أخفافها والجرد مرسلة بلا أرسان حتى وقعنا في سليم وقعة في شر ما يخشى من
الحدثان فاسأل غراب بني فزارة عنهم واسأل غنيا يوم نعف محجر واسأل غنيا يوم نعف
محجر واسأل كلابا عن بني نبهان نرمي بهن بغمرة مكروهة حتى يغبن بنا إلى الأذقان
وقال الحفصي محجر قرية في واد باليمامة قال يحيى بن أبي حفصة حي المحجر ذات الحاضر
البادي وانعم صباحا سقيت الغيث من واد
محجن بكسر أوله وسكون ثانيه وآخره نون وأصله الحجن وهو الاعوجاج والمحجن عصا في
طرفها عقافة وهو الذي تسميه العجم جوكان وهو موضع لبني ضبة بالدهناء
المحجة من قرى حوران بها حجر يزار زعموا أن النبي صلى الله عليه و سلم جلس عليه
والصحيح أنه عليه الصلاة و السلام لم يجاوز بصرى وذكروا أن بجامعها سبعين نبيا
المحدث بالضم ثم السكون وفتح الدال وآخره ثاء مثلثة اسم المفعول من أحدثت الشيء
إذا ابتدعته ولم يكن قبل وهو اسم ماء لبني الدئل بتهامة ووجدته في كتاب الأصمعي
المحدث بفتح الميم
والمحدث أيضا منزل في طريق مكة بعد النقرة لأم جعفر على ستة أميال من النقرة فيه
قصر وقباب متفرقة وفيه بركة وبئران ماؤهما عذب
المحدثة وهو مؤنث الذي قبله ماء ونخل في بلاد العرب ولها جبل يسمى عمود المحدثة
ومحدثة
سواج
ماءة في أودية عضاه لبني كعب بن عبد بن أبي بكر قرب العفلانة وقد ذكرت في العفلانة
المحدود هو اسم نهر بأرض العراق قرب الأنبار في جانب الديار الغربي منها أمرت
بحفره الخيزران أم الخلفاء وسمته المربان وكان وكيلها قد جعله أقساما وحد كل قسم
ووكل بحفره قوما فسمي المحدود لذلك
محراج بكسر أوله وسكون ثانيه وآخره جيم مفعال من الحرج وهو الضيق جبل ذكره ابن
ميادة فقال صقر أحم غذا بلحم أفرخا في ذي شواهق من ذرى محراج وقال جميل وإني من
المحراج أبصرت نارها وكيف من الرمل المنطق بالهضب
المحرق صنم كان بسلمان لبكر بن وائل وسائر ربيعة وكانوا قد جعلوا في كل حي من
ربيعة له ولدا فكان في عنزة بلج بن المحرق وكان في عمرو غفيلة عمرو بن المحرق وكان
سدنته أولاد الأسود العجليون
المحرقة بالضم وتشديد الراء والقاف اسم المفعول من حرقه إذا بالغ في إحراقه بالنار
من قرى اليمامة قال ابن السكيت هي قران وقال غيره المحرقة قرية باليمامة من جهة
مهب الشمال من حجر اليمامة والعرض في مهب الجنوب عنه فالمحرقة في قبلة العرض والعرض
في قبلة حجر اليمامة وحجر في قبلة الشط بين الوتر والعرض وهي للبادية وهم بنو زيد
ولبيد وقطن بني يربوع بن ثعلبة بن الدئل بن حنيفة وهم على شفير الوتر وإنما سميت
المحرقة لأن عبيد بن ثعلبة الذي ذكر أمره في حجر اليمامة ولد ستة أرقم وزيدا وسلمة
ومسلمة ووهبا وسيارا فلما هلك عبيد كان ابنه أرقم غائبا عند أخواله عنزة بن أسد بن
ربيعة فاقتسم إخوته حجرا على خمسة أقسام ولم يسهموا لأرقم معهم بشيء فلما قدم
سألهم شيئا فلم يعطوه فخرج حتى حرق قرية البادية ليلقي بين إخوته الحرب فلم يبالوا
بذلك وأغضوا عليه فسميت المحرقة ثم أحرق منفوحة فقام بنو سعد ابن قيس بن ثعلبة
فأحرقوا الشط عوضا من إحراق منفوحة فلذلك قال الأعشى وأيام حجر إذ تحرق نخله
ثأرناكم يوما بتحريق أرقم كأن نخيل الشط عند حريقه مآتم سود سلبت عند مأتم
محرمة بالفتح وهو اسم المكان من الحرم وهو من الحرمة والمهابة ومنه حرم مكة وهو
حاضر من محاضر سلمى جبل طيء وبه نخل ومياه
المحروم بالفتح يجوز أن يكون مفعولا من الذي قبله وأن يكون من حرمه إذا منعه الخير
قال العمراني المحروم مدينة بها سلطان ولم يبن
محريط بالفتح ثم السكون وكسر الراء وياء وآخره طاء مهملة مدينة بوادي الحجارة اختطها
محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد
الملك ينسب إليها سعيد بن سالم الثغري ساكن محريط يكنى أبا عثمان سمع بطليطلة من
وهب بن عيسى وبوادي الحجارة من وهب بن مسرة وغيرهما وكان فاضلا وقصد للسماع عليه
ومات لعشر خلون من شهر ربيع الآخر سنة 736 قاله ابن الفرضي
محسر
بالضم ثم الفتح وكسر السين المشددة وراء هو اسم الفاعل من الحسر وهو كشطك الشيء
وكشفك إياه يقال حسر عن ذراعيه وحسر البيضة عن رأسه ويجوز أن يكون من الحسر بمعنى
الإعياء تقول حسرت الدابة والعين إذا أعيت ويجوز أن يكون من حسر فلان حسرا وحسرة
إذا اشتدت ندامته وهو موضع ما بين مكة وعرفة وقيل بين منى وعرفة وقيل بين منى
والمزدلفة وليس من منى ولا المزدلفة بل هو واد برأسه قال عمر بن أبي ربيعة يا
صاحبي قفا نقض لبانة وعلى الظعائن قبل بينكما اعرضا ومقالها بالنعف نعف محسر
لفتاتها هل تعرفين المعرضا هذا الذي أعطى مواثق عهده حتى رضيت وقلت لي لن ينقضا
وقال الفضل بن عباس بن عتبة اللهبي أقول لأصحابي بسفح محسر ألم يأن منكم للرحيل
هبوب فيتبعكم بادي الصبابة عاشق له بعد نوم العاشقين نحيب
المحصب بالضم ثم الفتح وصاد مهملة مشددة اسم المفعول من الحصباء أو الحصب وهو
الرمي بالحصى وهي صغار الحصى وكباره وهو موضع فيما بين مكة ومنى وهو إلى منى أقرب
وهو بطحاء مكة وهو خيف بني كنانة وحده من الحجون ذاهبا إلى منى وقال الأصمعي حده
ما بين شعب عمرو إلى شعب بني كنانة وهذا من الحصباء التي في أرضه والمحصب أيضا
موضع رمي الجمار بمنى وهذا من رمي الحصباء قال عمر بن أبي ربيعة نظرت إليها
بالمحصب من منى ولي نظر لولا التحرج عارم فقلت أشمس أم مصابيح بيعة بدت لك تحت
السجف أم أنت حالم بعيدة مهوى القرط إما لنوفل أبوها وإما عبد شمس وهاشم ومد عليها
السجف يوم لقيتها على عجل تباعها والخوادم فلم أستطعها غير أن قد بدا لنا عشية
راحت كفها والمعاصم إذا ما دعت أترابها فاكتنفنها تمايلن أو مالت بهن المآكم طلبن
الصبا حتى إذا ما أصبنه نزعن وهن المسلمات الظوالم
محصن بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الصاد وآخره نون كذا ذكره الأديبي وهو القفل في
اللغة إن كان منقولا منه أو مشبها به فجائز وإن كان من الحصانة والمنعة فقياسه
محصن لأنه من حصن يحصن واسم المكان منه محصن دارة محصن وقد ذكرت في الدارات من هذا
الكتاب
محضر بالفتح اسم المكان من الحضر ضد البادية وهي قرية بأجإ لصخر وعمرو وجوين وشمجى
بطون من طيء وقال مرداس بن أبي عامر أجن بليلى قلبه أم تذكرا منازل منها حول قرى
ومحضرا
محضرة وهو تأنيث الذي قبله ماء لبني عجل بين طريق الكوفة والبصرة إلى مكة
محضوراء
بالفتح وآخره ممدود وهو مفعولاء من الذي قبله ومده للتأنيث ماء من مياه بني كلاب
ثم لأبي بكر منهم وقال أبو زياد مخضوراء لبني سلول وهو في كتابه بالخاء المعجمة
المحضة بالفتح ثم السكون ومحض الشيء خالصه قرية في لحف آرة بين مكة والمدينة
والمحضة من نواحي اليمامة
المحلبيات هي المحلبية المذكورة بعد هذا قال الأخطل كروا إلى حرتيهم يعمرونهما كما
تكر إلى أوطانها البقر فأصبحت منهم سنجار خالية فالمحلبيات فالخابور فالسرر
المحلبية بالفتح ثم السكون واللام مفتوحة ثم باء موحدة والياء مشددة كأنه اسم
المكان من حلب يحلب أو يكون اسم بقعة نسبت إلى المحلب وهو شيء من العطر وهي بليدة
بين الموصل وسنجار قصبة كورة الفرج من تل أعفر وجميعها أملاك لأهلها وليس للسلطان
فيها إلا خراج يسير قال بعضهم أيا جبلي سنجار ما كنتما لنا مقيظا ولا مشتى ولا
متربعا فلو جبلا عوج شكونا إليهما جرت عبرات منهما أو تصدعا بكى يوم تل المحلبية
صابىء وألهى عويدا بثه فتقنعا
محلم بالضم ثم الفتح وكسر اللام المشددة عين محلم وقد ذكرت اشتقاقه وأمره في عين
محلم وقد يضاف ولا يضاف وقال خبال بن شبة بن غيث بن مخزوم بن ربيعة بن مالك بن
قطيعة بن عبس جاهلي أبني جذيمة نحن أهل لوائكم وأقلكم يوم الطعان جبانا كانت لنا
كرم المواطن عادة تصل السيوف إذا قصرن خطانا وبهن أيام المشقر والصفا ومحلم يبكي
على قتلانا وقال الأعشى ونحن غداة العين يوم فطيمة منعنا بني شيبان شرب محلم وقال
الحفصي محلم بالبحرين وهو نهر لعبد القيس قال عبد الله بن السبط سقيت المطايا ماء
دجلة بعد ما شربن بفيض من خليجي محلم
المحلة بالفتح والمحل والمحلة الموضع الذي يحل به وهي مدينة مشهورة بالديار
المصرية وهي عدة مواضع منها محلة دقلا وهي أكبرها وأشهرها وهي بين القاهرة ودمياط
ومحلة أبي الهيثم أظنها بالحوف من ديار مصر
ومحلة شرقيون بمصر أيضا وهي المحلة الكبرى وهي ذات جنبين أحدهما سندفا والآخر
شرقيون
ومحلة منوف وهي مدينة بالغربية ذات سوق
ومحلة نقيدة بالحوف الغربي بمصر
ومحلة الخلفاء ولا أدري إلى أيها ينسب رضي الدولة داود بن مقدام بن مظفر المحلي
رجل من أبناء الجند تأدب وقال الشعر فأجاده ذكره ابن الزبير في كتاب الجنان وقال
كان أسير حرفة الأدب وله شعر كثير منه قصيدة ضمن فيها
شعرا
للمتنبي أجاده وهي زرت المهذب ليلا فاستربت به ومن شروط كمون الريبة الظلم وقد نزا
عنه عبد كان أعمله حتى تبين فيه العجز والسأم وقام في إثره يعدو فقلت له وذلك
الأسود الزنجي منهزم أكلما رمت عبدا فانثنى هربا تقسمت بك في آثاره الهمم فقال وهو
مجد غير مكترث بيتا وإضماره السودان لا البهم علي جمعهم في كل معركة وما علي بهم
عار إذا انهزموا وقال أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن الساعاتي يتشوق المحلة سقى
الله أطلال المحلة ما صبا إلى ربعها المأنوس قلب مشوق فطلت دموعا أو عيونا بتربها
سيوف لحاظ أو سيوف بروق إذا ما الصبا هبت على الروض قبلت خدود أقاح أو خدود شقيق
وإن خطرت في يانع الدوح عانقت قدود غصون وشحت بعقيق وإن جنحت شمس الأصيل حسبتها
غرائس نخل ضمخت بخلوق صحبت بها الأيام من خمرة الصبا وتيه الفتى نشوان غير مفيق
وما خانني إلا الشباب فإنني وثقت بعهد منه غير وثيق وقال أيضا ولقد نزلت من المحلة
منزلا ملك العيون وحاز رق الأنفس وجمعت بين النيرين تجمعا أمن المحاق فأصبحا في
مجلس
المحلة بفتح الميم وكسر الحاء قرية من قرى ذمار بأرض اليمن
محمداباذ قرية على باب نيسابور بينهما فرسخ
المحمديات موضع بدمشق قال الحافظ أبو القاسم ينسب إلى محمد بن الوليد بن عبد الملك
بن مروان وقد ذكر في دير محمد
المحمدية أصله مفعل مشدد للتكثير والمبالغة من الحمد وهو اسم مفعول منه ومعناه أنه
يحمد كثيرا وهو اسم لموضع منها قرية من نواحي بغداد من كورة طريق خراسان أكثر
زرعها الأرز
والمحمدية أيضا ببغداد من قرى بين النهرين منها أبو علي محمد بن الحسين بن أحمد بن
الطيب الأديب كتب عنه هبة الله الشيرازي وقال أنشدنا الأديب محمد بن الحسين لنفسه
بالمحمدية من العراق فقال إذا اغترب الحر الكريم بدت له ثلاث خصال كلهن صعاب تفرق
أحباب وبذل لهيبة وإن مات لم تشقق عليه ثياب والمحمدية أيضا من أعمال برقة من
ناحية الإسكندرية
والمحمدية مدينة بنواحي الزاب من أرض المغرب
ومدينة المسيلة بالمغرب يقال لها أيضا المحمدية اختطها محمد بن المهدي الملقب
بالقائم في أيام أبيه وذلك أن أباه أنفذه في جيش حتى بلغ
تاهرت
فقتل وتملك ومر بموضع المسيلة فأعجبه فخط برمحه وهو راكب فرسه صفة مدينة وأمر علي
بن حمدون الأندلسي ببنائها وسماها المحمدية باسمه وكانت خطة لبني كملان قبيلة من
البربر فأمر بنقلهم إلى فحص القيروان فهم كانوا أصحاب أبي يزيد الخارجي عليه
فأحكمها ونقل إليها الذخائر وذلك في سنة 513
والمحمدية مدينة بكرمان في الإقليم الثالث طولها تسعون درجة وعرضها إحدى وثلاثون
درجة ونصف وربع قال البلاذري الإيتاخية تعرف بإيتاخ التركي ثم سماها المتوكل
المحمدية باسم ابنه محمد المنتصر وكانت تعرف أولا بدير أبي الصفرة وهم قوم من
الخوارج وهي بقرب سامرا ووقع لي بمرو كتاب اسمه تمام الفصيح لابن فارس وبخطه وقد
كتب في آخره وكتب أحمد بن فارس بن زكرياء بخطه في شهر رمضان سنة 093 بالمحمدية
فعبرت دهرا أسأل عن موضع بنواحي الجبال يعرف بهذا الاسم فلم أجده لأن ابن فارس في
هذه الأيام هناك كان حيا حتى وقعت على كتاب محمد بن أحمد بن الفقيه فذكر فيه قال
جعفر بن محمد الرازي لما قدم المهدي الري في خلافة المنصور بنى مدينة الري التي
بها الناس اليوم وجعل حولها خندقا وبنى فيها مسجدا جامعا وجرى ذلك على يد عمار بن
أبي الخصيب وكتب اسمه على حائطها وتم عملها سنة 851 وجعل لها فصيلا يطيف به فارقين
آخر وسماها المحمدية فأهل الري يدعون المدينة الداخلة المدينة ويسمون الفصيل
المدينة الخارجة والحصن المعروف بالزبيدية في داخل المدينة بالمحمدية وقد كان
المهدي نزله أيام كونه بالري وكان مطلا على المسجد الجامع ودار الإمارة ثم جعل بعد
ذلك سجنا ثم خرب فعمره رافع بن هرثمة في سنة 872 ثم خربه أهل الري بعد خروج رافع
عنها فلما وقفت على هذا فرج عني وإن كان في ألفاظ هذا الخبر اختلال إلا أن الغرض
حصل أنها محلة بالري وقرأت في تاريخ أبي سعد الآبي أن المهدي لما قدم الري بنى بها
المسجد الجامع فذكر أنه لما أخذ في حفر الأساس أتى إلى أساس قديم في أبواب بيوت قد
رسخت في الأرض كان السيل قد أتى عليها فطمها ودفنها فأخبر المهدي بذلك فنادى من
كان له ههنا دار فليأت فإن شاء باع وإن شاء عوض عنها دارا فأتاه ناس كثير فاختار
بعضهم الثمن فقبضوه وبعضهم اختار العوض فبنى لهم المحلة المعروفة بمهدي أباذ ووقع
الفراغ من بناء جميع ذلك في سنة 851 فسميت الري المحمدية باسم المهدي وسميت البيوت
المدينة الداخلة والفصيل المدينة الخارجة
محمر بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الميم فيكون بلفظ الآلة التي يحمر بها كذا صفته
عن أبي عمرو والمحمر المحلأ الحديد أو الحجر الذي يقشر به ما على الإهاب من لحم
ووسخ ويقال للهجين ولمطية السوء محمر ورجل محمر لا يعطي إلا على الكد والإلحاح وهو
صقع قرب مكة بين مر وعلاف من منازل خزاعة وقال عبد الله بن إبراهيم الجمحي راوية
شعر هذيل محمر بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر الميم اسم المكان من حمرت الجلد أحمره
إذا قشرته مثل جلس يجلس والمكان المجلس قرية بين علاف ومر في خبر حذيفة بن أنس
الهذلي
محمة بفتح أوله وثانيه وتشديد الميم ويقال للأرض التي يكثر بها الحمى محمة وكذلك
الطعام الذي يحم عليه من يأكله يقال له محمة قال والقياس أحمت الأرض إذا صارت ذات
حمى كثيرة وهي قرية بالصعيد قرب قنا والمحمة أيضا في كورة
الشرقية
من مصر أيضا
والمحمة أيضا من ضواحي الإسكندرية
محنب بالضم ثم الفتح وتشديد النون مكسورة وباء موحدة وهو الاعوجاج في الساقين من
صفات الخيل وهو اسم الفاعل من الحنب وهو الاعوجاج بئر وأرض بالمدينة على طريق
العراق
محنة بالفتح ثم السكون ونون والمحن القشر ومنه فيما أحسب الامتحان وهو منزل بين
الكوفة ودمشق
محواش قرية من قرى مخلاف سنحان باليمن
محورة موضع في بلاد مراد قال كعب بن الحارث المرادي أقفر الحوف والمحورة كل من
ذباب إذ قد ترش علينا
المحول اشتقاقه واضح من حولت الشيء إذا نقلته من موضع إلى موضع بليدة حسنة طيبة
نزهة كثيرة البساتين والفواكه والأسواق والمياه بينها وبين بغداد فرسخ
وباب محول محلة كبيرة هي اليوم منفردة بجنب الكرخ وكانت متصلة بالكرخ أولا وإلى
باب محول ينسب أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان بن بسام الآجري المحولي صنف
التصانيف الكثيرة الغالب عليها الحكايات والأشعار روى عن الزبير بن بكار وأحمد بن
منصور الزيادي ومحمد بن أبي السري الأزدي وابن أبي الدنيا وغيرهم روى عنه الحافظ
أبو أحمد ابن عدي وأبو عمرو بن حيويه الخراز وعيسى بن موسى المتوكل وغيرهم ومات
سنة 903
المحو بالفتح ثم السكون والواو صحيحة وهو إذهاب أثر الشيء يقال محاه يمحوه محوا
وطيء تقول محيته محيا وهو اسم موضع من ناحية ساية وقيل هو واد لا ينبت شيئا قالت
الخنساء لتجر المنية بعد الفتى ال مغادر بالمحو أذلالها وقال كثير متى أرين كما قد
أرى لعزة بالمحو يوما حمولا بقاع النقيع فحصن الحمى يباهين بالرقم غيما مخيلا
محياه اسم المفعول من حياه الله قال الأصمعي وأسفل من أبان الأسود غير بعيد هضبة
يقال لها محياة لبني أسد قال الراعي ونكبن زورا عن محياة بعدما بدا الأثل أثل
الغينة المتجاور قال الأصمعي في كتاب جزيرة العرب قال رويشد الأسدي الذي جر
المهاجرة بين بني أسامة وهم من والبة وعامر بن عبد الله وهم من بني عمرو بن قعين
قول يسار الأسامي نحن بنو سام يسار الشاه فينا رفيع وأبو محياه وعسعس نعم الفتى
تبياه أي يأتيه لحاجة ينتحيه وبأبي محياة سميت محياة وهي ماءة لأهل النبهانية
المحيصر تصغير المحصر من الحصار كذا ضبطه بخط ابن أخي الشافعي موضع في قول جرير
قال بين المحيصر فالعزاف منزلة كالوحي من عهد موسى في القراطيس وبين العزاف
والمدينة اثنا عشر ميلا عن السكري
محيص
موضع بالمدينة قال الشاعر اسل عمن سلا وصالك عمدا وتصابى وما به من تصابي ثم لا
تنسها على ذاك حتى يسكن الحي عند بئر رئاب فإلى ما يلي العقيق إلى الج ما وسلع
فمسجد الأحزاب فمحيص فواقم فصؤار فإلى ما يلي حجاج غراب
محيلات موضع في شعر امرىء القيس فجزع محيلات كأن لم تقم به سلامة حولا كاملا وقذور
المحيلية تصغير محلية من حلاه عن الشيء إذا صده موضع عن جار الله عن علي
باب الميم والخاء وما يليهما
المخا موضع باليمن بين زبيد وعدن بساحل البحر وهو مقصور
المخابط بالفتح والباء الموحدة مكسورة هي أرض بحضرموت قال أبو شمر الحضرمي عفا عن
سليمى روضتا ذي المخابط إلى ذي العلاقي بين خبت خطائط العلاقي شجر وهي شجرة العلقى
والخطيطة أرض لم تمطر ومطر ما حولها
مخاشن بضم أوله وبعد الألف شين معجمة ونون وهو جبل على البشر بالجزيرة قال جرير لو
أن جمعهم غداة مخاشن يرمى به حضن لكاد يزول
مخاليف اليمن وهي بمنزلة الكور والرساتيق وقد فسرنا اشتقاقه في أول الكتاب وقد
ذكرنا ما أضيف مخلاف إليه في مواضعه من الكتاب وهي أسماء قبائل اليمن
مخلاف أبين هو قرب عدن فيه حصون وقلاع وبلدان
مخلاف لحج بالقرب من أبين وله سواحل وأكثر سكانه بنو أصبح رهط مالك بن أنس وغيرهم
وفيه بلدان وقرى
مخلاف بيحان وله طريقان الصدارة واد يهريق في بيحان منه شربهم وأهله الرضاويون من
طيء وهم بنو عبد رضا وواد آخر وسكان بيحان مراد إلى العطف أسفل بيحان والعطف يسكنه
المعاجل من سبأ ثم وراء ذلك الغائط إلى مرخة
مخلاف شبوة يسكنه الأشباء والآبرون ومن مداورها
مخلاف المعافر بن يعرف بن مالك بن الحارث بن مرة بن أدد بن هميسع وكورتها جبأ
وملوك المعافر آل الكرندي من سبأ الأصغر وينتمون إلى ولادة الأبيض بن حمال
ومنازلهم بالجبل من قاع جبأ ومشرب الجميع من عين تنحدر من رأس جبل صبر يقال لها
أنف أخف ماء وأطيبه ويصلح عليه الشيء ويكثر ويفضي قاع جبأ في المنحدر إلى ناحية
بلد بني محيد إلى كثير من قرى المعافر مثل حرازة وسفلي المعافر أهل تمتمة في
المنطق وأهل رقا وسحر سيما من كان هناك من السكاسك وهو بلد واسع وهم أهل جد ونجدة
وهم ممن يدين للقرامطة بل قتلوا أحمد بن فضيل ولم يزالوا مشاقين للملوك لقاحا لا
يدينون لأحد وقال محمد بن أبان بن ميمون بن جرير
حلوا
معافر دار الملك فاعتزموا صيد مقاولة من نسل أحرار من ذي رعين ومن حي الأرون ومن
حي الكلاع إذا يلوي بها الجار في ذي حرازة أو ريمان كان لهم عز منيع وفي القصرين
سمار
مخلاف اليحصبيين يتصل بالسحول من شماليها إلى سمت متوسط السراة يحصب السفل وبحذتها
قصد الشمال يحصب العلو وساكنها بنو يحصب بن دهمان واليحصبيون والسفليون من همدان
فالسفل الواديان الصنع وشيعان موضع الورس النفيس وسوق عبدان ووادي حمض وأهل حمض
أجد حمير جدا وأرماهم وبيحصب ثمانون سدا وفيه قال تبع وبالربوة الخضراء من أرض
يحصب ثمانون سدا تقلس الماء سائلا
مخلاف العود وهو مخلاف يسكنه العدويون من ذي رعين وغيرهم من أقيال حمير وفيه جبل
جبأ وسحلان ووراخ وهو لبني موسى بن الكلاع
مخلاف السحول بن سوادة وساكنه معهم شرعب بن سهل ووحاظة بن سعد وبطون الكلاع وجبأ
الذي ينسب إليه جبأ المعافر وبعدان وريمان والسلف بن زرعة وبه من البلدان تعكر
وريمة ومذيخرة ومن أسفلها جبال نخلة وأشراف حبيش من وادي الملح
مخلاف رعين منه مصانع رعين ووادي خبان وحصن كحلان وحصن مثوة وكهال إلى ما حاذى
جيشان فيحصب العلو من ناحية ظفار فراجعا إلى مخلاف ميثم وخدود مذحج من بني حبيش
وجعل صالح من أرض الربعيين والزياديين ولا يسكنه إلا آل ذي رعين
مخلاف جيشان وجيشان من مدن اليمن وقد مر نسب جيشان في موضعه لم يزل بها علماء
وفقهاء ومن شعرائهم ابن حبران وهو من شعراء الرافضة وصاحب الكلمة المحرضة على
المسلمين منها وليس حي من الأحياء نعلمه من ذي يمان ولا بكر ولا مضر إلا وهم شركاء
في دمائهم كما تشارك أيسار على جزر وهذا يروى لدعبل ومن جيشان كان مخرج القرامطة
باليمن ومن الجند ويعد منه حجر وبدر وبلد بني حبيش وجانب بلد العدويين من حب
وسحلان والعود ووراخ
مخلاف رداع وثات رداع وثات والعروش وبشران وبلد ردمان وكومان بلد واسع يسكنه كومان
وقوم من روق وصنابح
مخلاف مأرب كان بها نخل كثير وأكثر تمر صنعاء منها وفي جنوبي مأرب ومساقط في
شماليها إلى نهج الحوف العواهل وهبتا وضرواح ومأرب بحذاء صنعاء شرقا وفيها جبل
الملح وليس بجبل منتصب ولكنه جبل في الأرض يحفر عليه ويمعن في الأرض ويبقى منه
أساطين تحمل ما استقل من تلك المحافر وربما انهدم على الجماعة فذهبوا وهي أرض لا
نبات فيها فيحمل إليها الماء والزاد والحطب والعلف ويتحفظ على الماء من أجل الغراب
أن ينسر السقاء فيذهب ماؤه وهو من مأرب على ثلاث مراحل خفاف
مخلاف جبلان ريمة ذكر في جبلان
مخلاف ذمار ذمار قرية جامعة بها زروع وآبار قريبة ينال ماؤها باليد ويسكنها بطون
من حمير
وأفناء
من الأبناء وبها بعض قبائل عبس وهو مخلاف نفيس كثير الخير عتيق الخيل كثير الأعناب
والمزارع به بينون وهكر وغيرهما من القصور وفيه جبل إسبيل وقد ذكر في موضعه وذمار
مسماة بذمار بن يحصب بن دهمان بن سعد بن عدي بن مالك بن سدد بن حمير بن سبأ
مخلاف ألهان إخوة همدان وهو مخلاف واسع وفيه قرى كثيرة
مخلاف مقرى ينسب إلى مقرى بن سبيع بن الحارث بن عمرو بن غوث بن سعد بن عوف بن عدي
بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن
الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ وهذا المخلاف
مخالط مخلاف ألهان وفيه وادي رمع وفيه محفر البقران وريمة الصغرى وهما في غربي
ذمار
مخلاف حراز وهوزن وهما قبيلتان من حمير ذكرهما ابن الكلبي وهي سبعة أسباع أي سبعة
بلاد حراز وهوزن وكرار وإليها تنسب البقر الكرارية وصعقان ومشار ولهاب ومجنح وشبام
ويجمع الجميع اسم حراز وهوزن وهما ابن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي ويتصل بنسب مقرى
وحراز مختلطة من غربيها بأرض لعسان وعك
مخلاف حضور وهو حضور بن عدي بن مالك اتصل بالذي قبله ومن ولده شعيب النبي عليه
السلام ابن مهدم بن ذي مهدم بن المقدم بن حضور وهو الذي قتله قومه وليس بصاحب موسى
عليه السلام
مخلاف مادن منسوب إلى مادن من آل ذي رعين
مخلاف أقيان بن زرعة بن سبأ الأصغر شبام أقيان قرية بها مملكة بني حوال وفيها عيون
تخرج منها تشق بين المنازل والبساتين وفي رأس الجبل منها مما يطل عليها قصر كوكبان
مخلاف ذي جرة وخولان أما مشرف صنعاء الذي يقع بينها وبين مأرب فإنه مخلاف خولان بن
عمرو بن مالك بن الحارث بن مرة بن أدد وهم خولان العالية التي ذكرها رسول الله صلى
الله عليه و سلم وفرق بينها وبين خولان قضاعة فقال اللهم صل على السكاسك والسكون
وعلى الأملوك أملوك ردمان وعلى خولان خولان العالية ويتصل بمخلاف خولان مخلاف
إخوتهم ذي جرة بن ركلان بن عمرو بن مالك بن الحارث بن مرة بن أدد من جنوبيه إلى ما
يحاذي بلد عبس والحذاء من مراد ومخلاف ذي جرة وخولان يسمى خزانة اليمن وذمار ورعين
والسحول مصر اليمن لأن الذرة والشعير والبر تبقى في هذه المواضع المدة الكثيرة قال
ورأيت بجبل مسور برا أتى عليه ثلاثون سنة لم يتغير وهو مخلاف واسع وبه أودية وقرى
كثيرة
مخلاف همدان هو ما بين الغائط وتهامة والسراة في شمال صنعاء ما بينها وبين صعدة من
بلد خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة وهو منقسم بخط عرضي ما بين صنعاء وصعدة
فشرقيه لبكيل وغربيه لحاشد
مخلاف جهران بقرب من صنعاء ويعد في بلاد همدان وفيه قرى منها ضاف وتفاضل وقرن عسم
وقرن تراحب وقرن قبابل ينسب إلى جهران بن يحصب بن دهمان بن سعد بن عدي بن مالك بن
زيد بن سدد بن حمير بن سبأ حدثني القاضي المفضل بن أبي الحجاج قال حدثني راشد بن
منصور الزبيدي
أن
قبر روبيل بن يعقوب بظاهر جهران وقال اللحجي جهران من بلاد عبس
مخلاف البون وهما بونان وفيه قرى وهو من أوسع قيعان نجد اليمن ومن قراه ريدة
مخلاف صعدة قال مدينة خولان العظمى صعدة وصعدة بلد الدباغ في الجاهلية لأنها في
وسط بلد القرظ
مخلاف وادعة من ناحية نجد وهو وادعة بن عمرو بن ناشج ومن قراه بقعة وعمران وأعلى
وادي نجران
مخلاف يام ليام وطن بنجران نصف ما مع همدان منها
مخلاف جنب وهي ست قبائل منبه والحارث والغلى وسنحان وشمران وهفان بنو يزيد بن حرب
بن علة بن جلد بن مالك بن أدد جانبوا إخوتهم صداء وحالفوا سعد العشيرة فسموا جنبا
مخلاف سنحان وهم من جنب أيضا ولهم مخلاف مفرد ومخلاف جنب وما بين منقطع سراة خولان
بحذاء بلد وادعة إلى جرش وفيها قرى ومساكن ومزارع وهو شبيه بالعارض من أرض اليمامة
وله أودية تهامية ونجدية ولهم الجبل الأسود ومن ديارهم راحة ومحلاة واديان يصبان
من الجبل الأسود إلى نجد شرقا
مخلاف زبيد منه قلاع وهو واد فيه نخل غير التي في جبال خثعم
مخلاف نهد وقريتهم الهجير ولهم محال كثيرة
مخلاف شهاب يقال هم بنو شهاب بن خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة وقيل شهاب بن
الأزمع ابن خولان وقال ابن الحائك بنو شهاب من كندة وقيل شهاب بن العاقل بن هانىء
بن خولان
مخلاف أقيان بن سبأ بن يعرب بن قحطان
مخلاف جعفي بن سعد العشيرة بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بينه وبين صنعاء
اثنان وأربعون فرسخا
مخلاف جعفر باليمن وجعفر مولى زياد الذي اختط مدينة زبيد وقد ذكرنا قصة زياد في
زبيد وقصة جعفر هذا في المذيخرة فأغنى
مخلاف عنة باليمن أيضا
مخايل بالضم وبعد الألف ياء مثناة من تحت ولام كأنه من خايل يخايل فهو مخايل إذا
أراك خياله أو ما أشبه هذا التأويل اسم موضع في عقيق المدينة قال الشاعر ألا قالت
أثالة يوم قو وحلو العيش يذكر في السنين سكنت مخايلا وتركت سلعا شقاء في المعيشة
بعد لين
المختار قصر كان بسامرا من أبنية المتوكل ذكر أبو الحسن علي بن يحيى المنجم عن
أبيه قال أخذ الواثق بيدي يوما وجعل يطوف الأبنية بسامرا ليختار بها بيتا يشرب فيه
فلما انتهى إلى البيت المعروف بالمختار استحسنه وجعل يتأمله وقال لي هل رأيت أحسن
من هذا البناء فقلت يمتع الله أمير المؤمنين وتكلمت بما حضرني وكانت فيه صور عجيبة
من جملتها صورة بيعة فيها رهبان وأحسنها صورة شهار البيعة فأمر بفرش الموضع وإصلاح
المجلس وحضر الندماء والمغنون وأخذنا في الشرب فلما انتشى في الشرب أخذ سكينا
لطيفا وكتب على حائط البيت
ما
رأينا كبهجة المختار لا ولا مثل صورة الشهار مجلس حف بالسرور وبالنر جس والآس
والغنا والزمار ليس فيه عيب سوى أن ما في ه سيفنى بنازل الأقدار فقلت يعيذ الله
أمير المؤمنين ودولته من هذا ووجمنا فقال شأنكم وما فاتكم من وقتكم وما يقدم قولي
خيرا ولا يؤخر شرا قال أبو علي فاجنزت بعد سنيات بسر من رأى فرأيت بقايا هذا البيت
وعلى حائط من حيطانه مكتوب هذي ديار ملوك دبروا زمنا أمر البلاد وكانوا سادة العرب
عصى الزمان عليهم بعد طاعته فانظر إلى فعله بالجوسق الخرب وبزكوار وبالمختار قد
خلتا من ذلك العز والسلطان والرتب وبزكوار بيت بناه المتوكل
المختارة محلة كبيرة بين باب أبرز وقراح القاضي والمقتدية ببغداد بالجانب الشرقي
مختاران كأنه جمع مختار بالفارسية محلة بهمذان
مخدرة من قرى ذمار باليمن
المخراف وهو من المخارف واحدها مخرف وهو جنى النخل وإنما سمي مخرفا لأنه يخترف منه
أي يجتنى والمخراف حائط أي بستان لسعد
مخرفة من قرى اليمامة لم تدخل في صلح خالد يوم قتل مسيلمة
المخرفين بلفظ التثنية من قرى سنحان باليمن
المخرم هو اسم رجل وهو كثير التخريم وهو إنفاذ الشيء إلى شيء آخر بضم أوله وفتح
ثانيه وكسر الراء وتشديدها وهي محلة كانت ببغداد بين الرصافة ونهر المعلى وفيها
كانت الدار التي يسكنها السلاطين البويهية والسلجوقية خلف الجامع المعروف بجامع
السلطان خربها الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين أبو العباس أحمد أطال الله
تعالى بقاءه في سنة 785 وكانت هذه المحلة بين الزاهر والرصافة وهي منسوبة إلى مخرم
بن يزيد بن شريح بن مخرم بن مالك بن ربيعة بن الحارث بن كعب كان ينزله أيام نزول
العرب السواد في بدء الإسلام قبل أن تعمر بغداد بمدة طويلة فسمي الموضع باسمه وقال
ابن الكلبي سمعت قوما من بني الحارث بن كعب يقولون إن المخرم إقطاع من عمر بن
الخطاب رضي الله عنه في الإسلام لمخرم بن شريح بن مخرم بن زياد بن الحارث بن مالك
بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب ذكر ذلك في كتاب أنساب البلدان وعلى الحاشية بخط
جحجح قال أبو بكر أحمد بن أبي سهل الحلواني الذي رويناه أن كسرى أقطعه إياها وقدم
أعرابي بغداد فلم تطب له فقال هل الله من بغداد يا صاح مخرجي وأصبح لا تبدو لعيني
قصورها وأصبح قد جاوزت بابي مخرم وأسلمني دولابها وجسورها وميدانه المذري علينا
ترابه إذا هاجه بالعدو يوما حميرها فنضحي بها غبر الرؤوس كأننا أناسي موتى نبش
عنها قبورها وقال دعبل بن علي الخزاعي يهجو الحسن بن الرجاء
وابني
هشام أحمد وعليا ودينار بن عبد الله الذي تنسب إليه دار دينار محلة معروفة ببغداد
واليوم يسمونها درب دينار ويحيى بن أكثم وهؤلاء كانوا ينزلون المخرم فقال ألا
فاشتروا مني ملوك المخرم أبع حسنا وابني هشام بدرهم وأعطي رجاء بعد ذاك زيادة
وأدفع دينارا بغير تندم فإن رد من عيب علي جميعهم فليس يرد العيب يحيى بن أكثم
وكان بها جماعة من المحدثين نسبوا إليها منهم أبو الحسن خلف بن سالم المخرمي يروي
عن يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي وكان من الحفاظ المتقنين روى عنه أحمد
بن الحسين بن عبد الجبار الصقلي ومات آخر شهر رمضان سنة 132 وأنشد إسحاق الموصلي
لأبي مروان الثقفي من قلب متيم بغزال منعم مر في قرطق علي ه يمان مسهم بين باب الربيع
يم شي وباب المخرم قد رضينا إذا مرر ت بنا أن تسلم يعني جارية لأسماء بنت عيسى بن
علي وكانت تغني وكان يرجو حوراء يتعشقها أيضا وهو الذي عنى بهذا الشعر
مخرمة مثل الذي قبله وزيادة هاء موضع
مخرىء مفعل من الخرء وهو النجو قال ابن إسحاق لما توجه رسول الله صلى الله عليه و
سلم إلى بدر فلما استقبل الصفراء وهي قرية بين جبلين سأل عن جبليها ما اسماهما
فقالوا يقال لأحدهما هذا مسلح وقالوا للآخر هذا مخرىء فكره رسول الله صلى الله
عليه و سلم المرور بينهما فتركهما يسارا وسلك ذات اليمين ولتسمية هذين الجبلين
بهذه الأسماء سبب وهو أن عبدا لغفار كان يرعى بهما غنما لسيده فرجع ذات يوم من
المرعى فقال له سيده لم رجعت فقال إن هذا الجبل مسلح للغنم وإن هذا مخرىء لها
فسميا بهما وذلك قرىء بخط الجاحظ
مخضوراء بالفتح ثم السكون وضاد معجمة وواو ساكنة وراء وألف ممدود والخضرمة ماءتان
لبني سلول وقال أبو زياد لبني الحليس من خثعم وهم مجاورو بني سلول لهم من المياه
مخضوراء والخضرمة
مخطط بالضم ثم الفتح والطاء مكسورة مشددة اسم موضع كان فيه يوم من أيامهم وقال
مالك بن نويرة في يوم الغبيط حين هزمت يربوع بني شيبان ولم يشهده وإلا أكن لاقيت
يوم مخطط فقد خبر الركبان ما أتودد أتاني بنقد الخبر لما لقيته رزين وركب حوله
متصعد فأقررت عيني يوم ظلوا كأنهم ببطن الغبيط خشب أثل مسند صريع عليه الطير تنقر
عينه وآخر مكبول يمان مقيد وقال امرؤ القيس وقد عمر الروضات حول مخطط إلى اللخ
مرأى من سعاد ومسمعا
مخفق بضم أوله وفتح ثانيه وكسر الفاء ثم قاف هو اسم فاعل من خفق يخفق فهو مخفق شدد
لكثرة السراب إذا تلألأ أو من الخفق وهو الاضطراب
وهو
رمل في أسفل الدهناء من ديار بني سعد قال الخطيم اللص لها بين ذي قار فرمل مخفق من
القف أو من رملة حين أبردا أواعس في برث من الأرض طيب وأودية ينبتن سدرا وغرقدا
أحب إلينا من قرى الشام منزلا وأجبالها لو كان أنأى توددا
المخلدية بالفتح ثم السكون وهو من أخلد إليه إذا ركن إليه وهو اسم رجل كانت له
قرية بالخابور
المخلفة كأنه اسم المكان من أخلف عليه موضع أسفل مكة
مخمد بالضم ثم السكون وفتح الميم اسم المفعول من خمدت النار اسم واد باليمن
مخمر بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الميم وراء وهو من الخمر وهو ما واراك من شجر
وغيره وهو واد في ديار بني كلاب وقيل مخمر بضم أوله وتشديد ميمه
مخمر بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الميم وفتحها وهو من الخمر الذي قبله واد لبني
قشير عن أبي زياد قال يزيد بن الطثرية خليلي بين المنحنى من مخمر وبين اللوى من
عرفجاء المقابل قفا بين أعناق اللوى لمرية جنوب تداوي غل شوق مماطل لكيما أرى
أسماء أو لتمسني رياح برياها لذاذ الشمائل لقد حادلت أسماء دونك باللوى خصوم العدى
سقيا لها من محادل وقال أبو زياد ومن ثهلان ركن يسمى دغنان وركن يسمى مخمرا
مخمسة ماءة بالبياض من أرض اليمامة
المخمص بخاء معجمة طريق في جبل عير إلى مكة قال أبو صخر الهذلي فجلل ذا عير ووالى
رهامه وعن مخمص الحجاج ليس بناكب
مخيض بلفظ المخيض من اللبن جاء ذكره في غزوة النبي صلى الله عليه و سلم لبني لحيان
قال عبد الملك بن هشام سلك رسول الله صلى الله عليه و سلم على غراب ثم على مخيض ثم
على البتراء
مخيط بكسر الميم وسكون الخاء وفتح الياء المثناة من تحت وآخره طاء مهملة وهو
الإبرة اسم جبل قال ألا ليت شعري هل تغير بعدنا صرائم جنبي مخيط وجنائبه في أبيات
ذكرت في الحومان
مخيل بالفتح ثم الكسر وادي مخيل وهو حصن قرب برقة بالمغرب فيه جامع وسوق عامرة
وحواليه جباب ماء وبرك وليس ينبط فيه وهو وادي الشعر بينه وبين أجدابية خمس مراحل
وكذلك بينه وبين انطابلس مدينة برقة
المخيم بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة مثناة من تحت مرتجل فيما أحسب بوزن المضيم إلا
أن يكون من الخيم وهو السجية واد وقيل جبل قال أبو ذؤيب ثم انتهى عنهم بصرى وقد
بلغوا بطن المخيم فقالوا الجو أو راحوا قالوا من القيلولة والجو موضع آخر
باب
الميم والدال وما يليهما
مداخل بالفتح والدال مهملة والخاء معجمة جمع مدخل ثماد وعندها هضب وله سفوح وهو
منطق بأرض بيضاء يشرف على الريان من شرقيه يقال له هضب مداخل
المدار بالفتح اسم المكان من دار يدور موضع بالحجاز في ديار عدوان أو غدانة
مدالة يجوز أن يكون من التداول والدولة وهو الانتقال من حال إلى حال أو الدالة وهو
الشهرة وهو اسم المكان أو الزمان منها اسم موضع
مدام من قرى صنعاء باليمن
المدان بفتح وآخره نون وهو اسم المكان أو الزمان من دان يدين أي ذل واستهان نفسه
في العبادة وغيرها قال ابن دريد هو اسم صنم ومنه عبد المدان وأنكره ابن الكلبي
والمدان واد في بلاد قضاعة بناحية حرة الرجلاء وقيل الرجلى يسيل مشرقا من الحرة
قال إبراهيم بن سعد في غزوة زيد بن حارثة بني جذام بناحية حسمى فلما سمعت بذلك بنو
الضبيب والجيش بفيفاء مدان ركب حسان بن ملة وذكر الحديث
المدائن قال بطليموس طول المدائن سبعون درجة وثلث وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وثلث
بالفتح جمع المدينة تهمز ياؤها ولا تهمز وإن أخذت من دان يدين إذا أطاع لم تهمز
إذا جمع على مداين لأنه مثل معيشة وياؤه أصلية إن أخذت من مدن بالمكان إذا أقام به
همزت لأن ياءها زائدة فهي مثل قرينة وقرائن وسفينة وسفائن والنسبة إليها مدائني
وإنما جاز النسبة إلى الجمع بصيغته لأنه صار علما بهذه الصيغة وإلا فالأصل أن يرد
المجموع إلى الواحد ثم ينسب إليه والنسبة إلى مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم
مدني وربما قيل مديني والنسبة إلى مدينة أصبهان مديني لا غير وربما نسب إلى غيرها
هذه النسبة كبغداد ومرو ونيسابور والمدائن العظام قال يزدجرد بن مهبندار الكسروي
في رسالة له عملها في تفضيل بغداد فقال في تضاعيفها ولقد كنت أفكر كثيرا في نزول
الأكاسرة بين أرض الفرات ودجلة فوقفت على أنهم توسطوا مصب الفرات في دجلة هذا أن
الإسكندر لما سار في الأرض ودانت له الأمم وبنى المدن العظام في المشرق والمغرب
رجع إلى المدائن وبنى فيها مدينة وسورها وهي إلى هذا الوقت موجودة الأثر وأقام بها
راغبا عن بقاع الأرض جميعا وعن بلاده ووطنه حتى مات قال يزدجرد أما أنوشروان بن
قباذ وكان أجل ملوك فارس حزما ورأيا وعقلا وأدبا فإنه بنى المدائن وأقام بها هو
ومن كان بعده من ملوك بني ساسان إلى أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد ذكر في
سير الفرس أن أول من اختط مدينة في هذا الموضع أردشير بن بابك قالوا لما ملك
البلاد سار حتى نزل في هذا الموضع فاستحسنه فاختط به مدينة قال وإنما سميت المدائن
لأن زاب الملك الذي بعد موسى عليه السلام ابتناها بعد ثلاثين سنة من ملكه وحفر
الزوابي وكورها وجعل المدينة العظمى المدينة العتيقة فهذا ما وجدته مذكورا عن
القدماء ولم أر أحدا ذكر لم سميت بالجمع والذي عندي فيه أن هذا الموضع كان مسكن
الملوك من الأكاسرة الساسانية وغيرهم فكان كل واحد منهم إذا ملك بنى لنفسه مدينة
إلى جنب التي قبلها
وسماها
باسم فأولها المدينة العتيقة التي لزاب كما ذكرنا ثم مدينة الإسكندر ثم طيسفون من
مدائنها ثم اسفانبر ثم مدينة يقال لها رومية فسميت المدائن بذلك والله أعلم وكان
فتح المدائن كلها على يد سعد بن أبي وقاص في صفر سنة 16 في أيام عمر بن الخطاب رضي
الله عنه قال حمزة اسم المدائن بالفارسية توسفون وعربوه على الطيسفون والطيسفونج
وإنما سمتها العرب المدائن لأنها سبع مدائن بين كل مدينة إلى الأخرى مسافة قريبة
أو بعيدة وآثارها وأسماؤها باقية وهي اسفابور ووه أردشير وهنبو شافور ودرزنيدان ووه
جنديوخسره ونونيافاذ وكردافاذ فعرب اسفابور على اسفانبر وعرب وه أردشير على بهرسير
وعرب هنبو شافور على جنديسابور وعرب درزنيدان على درزيجان وعرب وه جنديوخسره على
رومية وعرب السادس والسابع على اللفظ فلما ملك العرب ديار الفرس واختطت الكوفة
والبصرة انتقل إليهما الناس عن المدائن وسائر مدن العراق ثم اختط الحجاج واسطا
فصارت دار الإمارة فلما زال ملك بني أمية اختط المنصور بغداد فانتقل إليها الناس
ثم اختط المعتصم سامرا فأقام الخلفاء بها مدة ثم رجعوا إلى بغداد فهي الآن أم بلاد
العراق فأما في وقتنا هذا فالمسمى بهذا الاسم بليدة شبيهة بالقرية بينها وبين
بغداد ستة فراسخ وأهلها فلاحون يزرعون ويحصدون والغالب على أهلها التشيع على مذهب
الإمامية وبالمدينة الشرقية قرب الإيوان قبر سلمان الفارسي رضي الله عنه وعليه
مشهد يزار إلى وقتنا هذا وقال رجل من مراد دعوت كريبا بالمدائن دعوة وسيرت إذ ضمت
علي الأظافر فيال بني سعد علام تركتما أخا لكما يدعوكما وهو صابر أخا لكما إن
تدعواه يجبكما ونصركما منه إذا ريع فاتر وقال عبدة بن الطبيب هل حبل خولة بعد
الهجر موصول أم أنت عنها بعيد الدار مشغول وللأحبة أيام تذكرها وللنوى قبل يوم
البين تأويل حلت خويلة في دار مجاورة أهل المدائن فيها الديك والفيل يقارعون رؤوس
العجم ظاهرة منها فوارس لا عزل ولا ميل من دونها لعتاق العيس إن طلبت خبت بعيد
نياط الماء مجهول وقال رجل من الخوارج كان مع الزبير بن الماخور وكانوا أوقعوا
بأهل المدائن فقال ونجى يزيدا سابح ذو علالة وأفلتنا يوم المدائن كردم وأقسم لو
أدركته إذ طلبته لقام عليه من فزارة مأتم والمدائن أيضا اسم قريتين من نواحي حلب
في نقرة بني أسد إليها فيما أحسب ينسب أبو الفتح أحمد بن علي المدائني الحلبي قرأت
بخط عبد الله بن محمد بن سنان الخفاجي الحلبي على جزء من كتاب الحيوان للجاحظ
ابتعته من تركة أبي الفتح أحمد المدائني في جمادى الآخرة سنة 954
المدجج بالضم ثم الفتح وجيمان وهو اللابس للسلاح كأنه من الديجوج وهو الظلام كأنه
يختفي
في
الظلام كما يختفي في السلاح وهو واد بين مكة والمدينة زعموا أن دليل رسول الله صلى
الله عليه و سلم تنكبه لما هاجر إلى المدينة عن أبي بكر الهمداني
مدبج قرية ما بين الموصل والعراق قتل بها صالح بن مسرح الخارجي في أيام بشر بن
مروان في وقعة وقعت بينه وبين أصحاب بشر قتله الحارث بن عميرة بن ذي الشهاب
الهمداني
المدراء بالفتح ثم السكون وآخره ممدود وهو من المدر وهو قطع الطين اليابس الواحدة
مدرة والمدر تطيينك وجه الأرض وأرض مدراء من ذلك اسم ماء بنجد لبني عقيل وآل
الوحيد بن كلاب وماءة لبني نصر بن معاوية بركبة وبنعمان هذيل جبل يقال له المدراء
مدرى بفتح أوله وثانيه والقصر هو فعلى من الذي قبله جبل بنعمان قرب مكة
مدرى بالفتح ثم السكون والقصر يجوز أن تكون الميم زائدة فيكون من درى يدري اسما
لمكان منه موضع في قول علقة بن جحوان العنبري لمن إبل أمست بمدرى وأصبحت بفردة
تدعو يال عمرو بن جندب تخطى إليها علقة الرمل فاللوى وأهل الصحارى من مريح ومغرب
وقال أبو زياد ومن مياه الضباب المدرى على ثلاث ليال من حمى ضرية من جهة الجنوب
وهو الذي ذكره مدرك بن العيزار الضبابي من بني خالد بن عمرو بن معاوية ولم يذكر
كيف ذكره
المدراة هو تأنيث الذي قبله ويروى بكسر الميم وهو اسم واد
مدران موضع في طريق تبوك من المدينة فيه مسجد للنبي صلى الله عليه و سلم ويقال له
ثنية مدران
مدرج بالضم ثم الفتح ثم راء مشددة مفتوحة وجيم اسم مفعول من درجه إلى كذا أي رفعه
ويجوز أن يكون من درج السلم وهو من مياه عبس
مدر بفتح أوله وثانيه وهو في اللغة قطع الطين اليابس وكل ما بني بالطين واللبن من
القرى والمدن يسمى مدرة وجمعه مدر وهو قرية باليمن على عشرين ميلا من صنعاء ذكرها
في حديث العبسي
المدر بالفتح ثم الكسر وهو الموضع الكثير المدر اسم جبل أو واد
المدرة كل ما بني من الطين واللبن من القرى فهو مدرة وذو المدرة موضع
مدفار موضع في بلاد بني سليم أو هذيل
مدفع أكنان بالفتح ثم السكون وفتح الفاء وأكنان بفتح الهمزة وسكون الكاف ونونين
موضع في قول عمر بن أبي ربيعة حيث قال على أنها قالت غداة لقيتها بمدفع أكنان أهذا
المشهر قفي فانظري أسماء هل تعرفينه أهذا المغيري الذي كان يذكر أهذا الذي أطريت
نعتا فلم أكد وعيشك أنساه إلى يوم أقبر ومدفع الملحاء موضع آخر بالحاء المهملة
مدرك موضع في قول مزاحم العقيلي من النخل أو من مدرك أو ثكامة بطاح سقاها كل أوطف
مسبل
المدركة
بالضم ثم السكون وراء مفتوحة وكاف ماء لبني يربوع قال عرام إذا خرجت من عسفان لقيت
البحر وانقطعت الجبال والقرى إلا أودية مسماة بينك وبين مر الظهران يقال لواد منها
مسيحة ولواد آخر مدركة وهما واديان كبيران بهما مياه كثيرة منها ماء يقال له
الحديبية بأسفله مياه تنصب من رؤوس الحرة مستطيلين إلى البحر
مدع من حصون حمير باليمن
مدعا قال أبو زياد وإذا خرج عامل بني كلاب مصدقا من المدينة فأول منزل ينزله يصدق
عليه أريكة ثم العناقة ثم يرد مدعا لبني جعفر بن كلاب وقال في موضع آخر من كتابه
ومن مياه بني جعفر بن كلاب بالحمى حمى ضرية مدعا وهي خير مياه جعفر وهو متوح مطوية
بالحجارة وكل ركية تحفر بنجد مطوية بالحجارة أو مفروشة بالخشب
ومدعا بالوضح يذكر في موضعه
المدلاء بالفتح ثم السكون وآخره لام ممدود والمدل الخسيس من الرجال والمرأة مدلاء
وهي رملة قرب نجران شرقيها لبني الحارث بن كعب قال الأعور بن براء لأونس بالمدلاء
ركبا عشية على شرف أو طالعين الملاويا
المدور حصن حصين مشهور بالأندلس بالقرب من قرطبة لهم فيه عدة وقائع مشهورة
مدلين بفتح أوله وثانيه وكسر اللام وياء مثناة من تحت ونون حصن من أعمال ماردة
بالأندلس
مديانكث بالفتح ثم السكون وياء مثناة من تحتها ونون ساكنة يلتقي عندها ساكنان وفتح
الكاف وثاء مثلثة قرية من قرى بخارى وراء وادي الصغد
المديبر تصغير مدبر ضد المقبل موضع قرب الرقة له ذكر في المازحين فيما تقدم قال
جرير كأني بالمديبر بين زكا وبين قرى أبي صفرى أسير كفى حزنا فراقهم وإني غريب لا
أزار ولا أزور أجدي فاشربي بحياض قوم عليهم في فعالهم خبير وينسب إليها زيد بن
سيار التميمي المديبري حراني روى عن مساير بن يقظان ذكره ابن مندة عن علي بن أحمد
الحراني
المديدان قال المتقي المديبري في ظهور السخال وهو ظهر عارض اليمامة جبلان يقال
لهما المديدان وأنشد كم غادروا يوما نقا المديد بالقاع من سعد ومن سعيد فقيل
بالفتح من مددت الشيء موضع قرب مكة
مدين بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الياء المثناة من تحت وآخره نون قال أبو زيد مدين
على بحر القلزم محاذية لتبوك على نحو من ست مراحل وهي أكبر من تبوك وبها البئر
التي استقى منها موسى عليه السلام لسائمة شعيب قال ورأيت هذه البئر مغطاة قد بني
عليها بيت وماء أهلها من عين تجري ومدين اسم القبيلة وهي في الإقليم الثالث طولها
إحدى وستون درجة وثلث وعرضها تسع وعشرون درجة وهي مدينة قوم شعيب سميت بمدين بن
إبراهيم عليه السلام قال القاضي أبو عبد الله القضاعي مدين وحيزها من كورة مصر
القبلية وقال الحازمي بين وادي القرى والشام وقيل مدين اتجاه تبوك بين المدينة
والشام على ست مراحل وبها استقى موسى
عليه
السلام لبنات شعيب وبها بئر قد بني عليها بيت وقيل مدين اسم القبيلة ولهذا قال
الله تعالى وإلى مدين أخاهم شعيبا وقيل مدين هي كفر سندة من أعمال طبرية وعندها
أيضا البئر والصخرة وقد ذكر ذلك في كفر مندة قال كثير رهبان مدين والذين عهدتهم
يبكون من حذر العقاب قعودا لو يسمعون كما سمعت حديثها خروا لعزة ركعا وسجودا وقال
كثير أيضا يا أم خرزة ما رأينا مثلكم في المنجدين ولا بغور الغاير رهبان مدين لو
رأوك تنزلوا والعصم في شعف الجبال الفادر وقال ابن هرمة يمدح عبد الواحد بن سليمان
بن عبد الملك ومعجب بمديح الشعر يمنعه من المديح ثواب المدح والشفق لأنت والمدح
كالعذراء يعجبها مس الرجال ويثني قلبها الفرق لكن بمدين من مفضى سويمرة من لا يذم
ولا يثنى له خلق أهل المدائح تأتيه فتمدحه والمادحون بما قالوا له صدقوا يكاد بابك
من جود ومن كرم من دون بوابه للناس يندلق
مدينة إصبهان هي المعروفة بجي وهي الآن تعرف بشهرستان وهي على ضفة نهر زندروذ
بينها وبين إصبهان اليوم وهي اليهودية نحو الميل أو أكثر وليس بها اليوم أحد خربت
عن قرب وهي كانت أجل موضع بإصبهان وعلى بابها قبر حممة الدوسي صاحب رسول الله صلى الله
عليه و سلم وبها قبر الراشد بن المسترشد أمير المؤمنين وقبر أبي القاسم سلمان بن
أحمد الطبراني ينسب إليها خلق من أصحاب الحديث كثير ذكرهم أبو الفضل في كتابه
مرتبين على حروف المعجم ومدينة إصبهان عنى الرستمي الشاعر بقوله لله عيش بالمدينة
فاتني أيام لي قصر المغيرة مألف حجي إلى البيت العتيق وقبلتي باب الحديد وبالمصلى
الموقف أرض حصاها عسجد وترابها مسك وماء المد فيها قرقف واسم جي بالمدينة قديم قيل
كان الزبير بن الماخور الخارجي ورد إصبهان شاريا فخرج إليه أهلها فقاتلوه وذلك في
أيام عبد الله بن الزبير فقال عمرو بن مطرف التميمي ولم أك بالمدينة ديدبانا أرجم
في حوائطها الظنونا وآثرت الحياء على حياتي ولم أك في كتيبة ياسمينا وكان عتاب بن
ورقاء الرياحي والي إصبهان خرج في قتالهم في كتيبة وأم ولد له اسمها ياسمين في
كتيبة فلذلك قال عمرو ما قال
مدينة الأنبار تكتب في المتفق والمفترق
مدينة بخارى نسب إليها أبو سعد محمود بن أبي بكر بن محمد بن علي بن يوسف بن عمر
الصابوني المروزي ثم البخاري المديني أبا أحمد من أهل بخارى وكان
يسكن
مدينتها الداخلة سمع أبا عمرو عثمان بن إبراهيم الفضلي وغيره روى عنه أبو سعد وذلك
في سنة 584 ولم يذكر وفاته
مدينة جابر ويقال قصر جابر بين الري وقزوين من ناحية دستبى منسوبة إلى جابر أحد
بني زمان بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة بن صعب علي بن بكر بن وائل
مدينة السلام وهي بغداد واختلف في سبب تسميتها بذلك فقيل لأن دجلة يقال لها وادي
السلام وقال موسى بن عبد الرحيم النسائي كنت جالسا عند عبد العزيز بن أبي رواد
فأتاه رجل فقال له من أين أنت فقال من بغداد قال لا تقل بغداد فإن بغ صنم وداد
أعطى ولكن قل مدينة السلام فإن الله هو السلام والمدائن كلها له فكأنهم قالوا
مدينة الله وقيل سماها المنصور مدينة السلام تفاؤلا بالسلامة وقال الحافظ أبو موسى
روى أبو بكر محمد بن الحسن النقاش عن يحيى بن صاعد فدلسه فقال حدثنا يحيى بن محمد
بن عبد الملك المديني يعني مدينة السلام ذكره الخطيب وأورده كذا قال أبو موسى
مدينة سمرقند قد نسب إليها جماعة من المحدثين منهم إسماعيل بن أحمد المديني
السمرقندي أبو بكر روى عن أبي عمر الحوضي روى عنه محمد بن عيسى الغزال السمرقندي
ذكره الإدريسي في تاريخ سمرقند ومحمد بن عبيد الله بن محمد أبو محمد السمرقندي
المديني حدث عنه الإدريسي وعبد الله بن محمد بن صالح بن مساور البزار المديني
السمرقندي أبو محمد يروي عن عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي وطبقته وعبد الله بن
محمد القسام المديني أبو محمد السمرقندي وعلي بن إسحاق المفسر المديني عن سفيان
ابن عيينة وطبقته ومحمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن سهل أبو محمد المديني يعرف
بحافد أبي محمد البلخي عن أبيه وغيره ومحمد بن عون المديني السمرقندي عن محاضر بن
المورع ومحمد بن عيسى بن قريش بن فرقد الغزال المديني السمرقندي عن عبد الله بن
عبد الرحمن السمرقندي ومحمد بن عامر بن محمد المديني السمرقندي
مدينة قبرة ناحية من نواحيها يقال لها إقليم المدينة بالأندلس
مدينة المبارك هي بقزوين استحدثها مبارك التركي وبها قوم من مواليه وأظن مباركا من
موالي المعتصم أو المأمون ينسب إليها أبو يعقوب يوسف بن حمدان الزمن المديني قال
الخليل بن عبد الله القزويني فيما أنبأنا عنه ابنه واقد قال كان يسكن مدينة
المبارك مات سنة 303 وفي تاريخ قزوين أنه مات في سنة 992 سمع أبا حجر ومحمد بن
حميد الرازي وغيرهما روى عنه علي بن محمد بن مهرويه وغيره
مدينة محمد بن الغمر هي من نواحي البحرين
مدينة مرو وقد نسب إليها قوم من أهل الحديث منهم أبو يزيد محمد بن يحيى بن خالد بن
يزيد بن متى روى عنه أبو العباس المعداني وقال هو من المدينة الداخلة بمرو حدث عن
أحمد بن سعيد الرباطي وأبو روح بن يوسف المديني المروزي العابد روى عن عبد الله بن
المبارك روى عنه محمد بن أحمد الحكيمي
مدينة مصر ذكر محمد بن الحسن المهلبي في كتاب العزيزي ومن مشاهير خطط مصر خطة عبد
العزيز بن مروان وهي التي في سوق الحمام غربي الجامع
تسمى
الآن المدينة وأظن أن أبا صادق المديني المصري إليها ينسب لأنه كان إمام مسجد
الجامع وكان منزله في هذا الموضع وسألت عن ذلك بمصر فلم يتحقق لي شيء ولو كان
منسوبا إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم لقيل فيه مدني والله أعلم بذلك
وقال الحافظ أبو القاسم العكاوي الحسن بن يوسف بن أبي ظبية أبو علي المصري القاضي
منسوب إلى مدينة مصر سمع بدمشق هشام بن عمار وبغيرها أحمد بن صالح المصري وعمرو بن
ثور القيسراني روى عنه علي بن عمر الحربي ومحمد بن المظفر وأبو بكر المفيد وذكره
الخطيب فقال الحسن بن يوسف أبو علي المديني ثم قال الحسن بن أبي ظبية القاضي
المصري وفرق بين الترجمتين وجعلهما رجلين وهما رجل واحد
مدينة موسى بقزوين كان موسى الهادي سار إلى الري في حياة أبيه المهدي وقدم منها
إلى قزوين فأمر ببناء مدينة بإزاء قزوين فبنيت فهي تدعى مدينة موسى الهادي وابتاع أرضا
تدعى رستماباذ فوقفها على مصالح المدينة
مدينة النحاس ويقال لها مدينة الصفر ولها قصة بعيدة من الصحة لمفارقتها العادة
وأنا بريء من عهدتها إنما أكتب ما وجدته في الكتب المشهورة التي دونها العقلاء ومع
ذلك فهي مدينة مشهورة الذكر فلذلك ذكرتها قال ابن الفقيه ومن عجائب الأندلس أمر
مدينة الصفر التي يزعم قوم من العلماء أن ذا القرنين بناها وأودعها كنوزه وعلومه
وطلسم بابها فلا يقف عليها أحد وبنى داخلها بحجر البهتة وهو مغناطيس الناس وذلك أن
الإنسان إذا نظر إليها لم يتمالك أن يضحك ويلقي نفسه عليها فلا يزايلها أبدا حتى
يموت وهي في بعض مفاوز الأندلس ولما بلغ عبد الملك بن مروان خبرها وخبر ما فيها من
الكنوز والعلوم وأن إلى جانبها أيضا بحيرة بها كنوز عظيمة كتب إلى موسى بن نصير
عامله على المغرب يأمره بالمسير إليها والحرص على دخولها وأن يعرفه ما فيها ودفع
الكتاب إلى طالب بن مدرك فحمله وسار حتى انتهى إلى موسى بن نصير وكان بالقيروان
فلما أوصله إليه تجهز وسار في ألف فارس نحوها فلما رجع كتب إلى عبد الملك بن مروان
بسم الله الرحمن الرحيم أصلح الله أمير المؤمنين صلاحا يبلغ به خير الدنيا والآخرة
أخبرك يا أمير المؤمنين أني تجهزت لأربعة أشهر وسرت نحو مفاوز الأندلس ومعي ألف
فارس من أصحابي حتى أوغلت في طرق قد انطمست ومناهل قد اندرست وعفت فيها الآثار
وانقطعت عنها الأخبار أحاول بناء مدينة لم ير الراؤون مثلها ولم يسمع السامعون
بنظيرها فسرت ثلاثة وأربعين يوما ثم لاح لنا بريق شرفها من مسيرة خمسة أيام
فأفزعنا منظرها الهائل وامتلأت قلوبنا رعبا من عظمها وبعد أقطارها فلما قربنا منها
إذ أمرها عجيب ومنظرها هائل كأن المخلوقين ما صنعوها فنزلت عند ركنها الشرقي وصليت
العشاء الأخيرة بأصحابي وبتنا بأرعب ليلة بات بها المسلمون فلما أصبحنا كبرنا
استئناسا بالصبح وسرورا به ثم وجهت رجلا من أصحابي في مائة فارس وأمرته أن يدور مع
سورها ليعرف بابها فغاب عنا يومين ثم وافى صبيحة اليوم الثالث فأخبرني أنه ما وجد
لها بابا ولا رأى مسلكا إليها فجمعت أمتعة أصحابي إلى جانب سورها وجعلت بعضها على
بعض لينظر من يصعد إليها فيأتيني بخبر ما فيها فلم تبلغ أمتعتنا ربع الحائط
لارتفاعه وعلوه فأمرت عند ذلك باتخاذ السلالم فاتخذت ووصلت بعضها إلى بعض بالجبال
ونصبتها
على الحائط وجعلت لمن يصعد إليها ويأتيني بخبرها عشرة آلاف درهم فانتدب لذلك رجل من أصحابي ثم تسنم السلم وهو يتعوذ ويقرأ فلما صار على سورها وأشرف على ما فيها قهقه ضاحكا ثم نزل إليها فناديناه أخبرنا بما عندك وبما رأيته فلم يجبنا فجعلت أيضا لمن يصعد إليها ويأتيني بخبرها وخبر الرجل ألف دينار فانتدب رجل من حمير فأخذ الدنانير فجعلها في رحله ثم صعد فلما استوى على السور قهقه ضاحكا ثم نزل إليها فناديناه أخبرنا بما وراءك وما الذي ترى فلم يجبنا ثم صعد ثالث فكانت حاله مثل حال اللذين تقدماه فامتنع أصحابي بعد ذلك من الصعود وأشفقوا على أنفسهم فلما أيست ممن يصعد ولم أطمع في خبرها رحلت نحو البحيرة وسرت مع سور المدينة فانتهيت إلى مكان من السور فيه كتابة بالحميرية فأمرت بانتساخها فكانت هذه ليعلم المرء ذو العز المنيع ومن يرجو الخلود وما حي بمخلود لو أن حيا ينال الخلد في مهل لنال ذاك سليمان بن داود سالت له العين عين القطر فائضة فيه عطاء جليل غير مصرود وقال للجن انشوا فيه لي أثرا يبقى إلى الحشر لا يبلى ولا يودي فصيروه صفاحا ثم ميل به إلى البناء بإحكام وتجويد وأفرغوا القطر فوق السور منحدرا فصار صلبا شديدا مثل صيخود وصب فيه كنوز الأرض قاطبة وسوف تظهر يوما غير محدود لم يبق من بعدها في الأرض سابغة حتى تضمن رمسا بطن أخدود وصار في قعر بطن الأرض مضطجعا مضمنا بطوابيق الجلاميد هذا ليعلم أن الملك منقطع إلا من الله ذي التقوى وذي الجود ثم سرت حتى وافيت البحيرة عند غروب الشمس فإذا هي مقدار ميل في ميل وهي كثيرة الأمواج وإذا رجل قائم فوق الماء فناديناه من أنت فقال أنا رجل من الجن كان سليمان بن داود حبس ولدي في هذه البحيرة فأتيته لأنظر ما حاله قلنا له فما بالك قائما على وجه الماء قال سمعت صوتا فظننته صوت رجل يأتي هذه البحيرة في كل عام مرة فهذا أوان مجيئه فيصلي على شاطئها أياما ويهلل الله ويمجده قلنا فمن تظنه قال أظنه الخضر عليه السلام ثم غاب عنا فلم ندر أين أخذ فبتنا تلك الليلة على شاطىء البحيرة وقد كنت أخرجت معي عدة من الغواصين فغاصوا في البحيرة فأخرجوا منها حبا من صفر مطبقا رأسه مختوما برصاص فأمرت به ففتح فخرج منه رجل من صفر على فرس من صفر بيده مطرد من صفر فطار في الهواء وهو يقول يا نبي الله لا أعود ثم غاصوا ثانية وثالثة فأخرجوا مثل ذلك فضج أصحابي وخافوا أن ينقطع بهم الزاد فأمرت بالرحيل وسلكت الطريق التي كنت أخذت فيها وأقبلت حتى نزلت القيروان والحمد لله الذي حفظ لأمير المؤمنين أموره وسلم له جنوده فلما قرأ عبد الملك هذا الكتاب كان عنده الزهري فقال له ما تظن بأولئك الذين صعدوا السور كيف استطيروا من السور وكيف كان حالهم قال الزهري
خبلوا
يا أمير المؤمنين فاستطيروا لأن بتلك المدينة جنا قد وكلوا بها قال فمن أولئك
الذين كانوا يخرجون من تلك الحباب ويطيرون قال أولئك الجن الذين حبسهم سليمان بن
داود عليه السلام في البحار
مدينة نسف وقد ذكرنا نسف في موضعها ينسب إليها جماعة منهم أبو محمد حامد بن شاكر
بن سورة بن ونوشان الوراق المديني النسفي رجل ثقة جليل روى عن محمد بن إسماعيل
البخاري الجامع الصحيح وروى عن أبي موسى الترمذي وغيرهما سمع منه أبو يعلى عبد
المؤمن بن خلف النسفي كتاب الصحيح ومات سنة 113 في ذي القعدة
مدينة نيسابور فهذه ومدينة مرو ومدينة سمرقند ليست بأعلام فيما أحسب إنما هي واحد
من الجنس غلب على المنسوبين إليها للتمييز بينهم وبين من هم من الرستاق فأما
الباقي فهي أعلام لا تعرف إلا بذلك وقد نسب إلى هذه أبو عبد الله محمد بن الحسين
بن عمارة المديني سمع إسحاق بن راهويه ومحمد بن رافع وغيرهما ومحمد بن نعيم بن عبد
الله أبو بكر النيسابوري المديني سمع قتيبة بن سعيد ومحمد بن عبد الملك بن أبي
الشوارب وغيرهما روى عنه من الأقران محمد بن إسماعيل البخاري وأبو العباس السراج
وبعدهما أبو حامد بن الشرقي ومكي بن عبدان وسليمان بن محمد بن ناجية المديني روى
عن أحمد بن سلمة النيسابوري ومحمد بن محمد بن سعد بن أيوب أبو الحسن المديني سمع
أبا بكر بن خزيمة وأبا العباس السراج روى عنه والذي قبله الحاكم أبو عبد الله
مدينة يثرب قال المنجمون طول المدينة من جهة المغرب ستون درجة ونصف وعرضها عشرون
درجة وهي في الإقليم الثاني وهي مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم نبدأ أولا
بصفتها مجملا ثم نفصل أما قدرها فهي في مقدار نصف مكة وهي في حرة سبخة الأرض ولها
نخيل كثيرة ومياه ونخيلهم وزروعهم تسقى من الآبار عليها العبيد وللمدينة سور والمسجد
في نحو وسطها وقبر النبي صلى الله عليه و سلم في شرقي المسجد وهو بيت مرتفع ليس
بينه وبين سقف المسجد إلا فرجة وهو مسدود لا باب له وفيه قبر النبي صلى الله عليه
و سلم وقبر أبي بكر وقبر عمر والمنبر الذي كان يخطب عليه رسول الله صلى الله عليه
و سلم قد غشي بمنبر آخر والروضة أمام المنبر بينه وبين القبر ومصلى النبي صلى الله
عليه و سلم الذي كان يصلي فيه الأعياد في غربي المدينة داخل الباب وبقيع الغرقد
خارج المدينة من شرقيها وقباء خارج المدينة على نحو ميلين إلى ما يلي القبلة وهي
شبيهة بالقرية وأحد جبل في شمال المدينة وهو أقرب الجبال إليها مقدار فرسخين
وبقربها مزارع فيها نخيل وضياع لأهل المدينة ووادي العقيق فيما بينها وبين الفرع
والفرع من المدينة على أربعة أيام في جنوبيها وبها مسجد جامع غير أن أكثر هذه
الضياع خراب وكذلك حوالي المدينة ضياع كثيرة أكثرها خراب وأعذب مياه تلك الناحية
آبار العقيق ذكر ابن طاهر بإسناده إلى محمد بن إسماعيل البخاري قال المديني هو
الذي أقام بالمدينة ولم يفارقها والمدني الذي تحول عنها وكان منها والمشهور عندنا
أن النسبة إلى مدينة الرسول مدني مطلقا وإلى غيرها من المدن مديني للفرق لا لعلة
أخرى وربما رده بعضهم إلى الأصل فنسب إلى مدينة الرسول أيضا مديني وقال
الليث المدينة اسم لمدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم خاصة والنسبة للإنسان مدني فأما العير ونحوه فلا يقال إلا مديني وعلى هذه الصيغة ينسب أبو الحسن علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي المعروف بابن المديني كان أصله من المدينة ونزل البصرة وكان من أعلم أهل زمانه بعلل حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم والمقدم في حفاظ وقته روى عن سفيان بن عيينة وحماد بن زيد وكتب عن الشافعي كتاب الرسالة وحملها إلى عبد الرحمن بن مهدي وسمع منه ومن جرير بن عبد الحميد وعبد العزيز الدراوردي وغيرهم من الأئمة روى عنه أحمد بن حنبل ومحمد بن سعيد البخاري وأحمد بن منصور الرمادي ومحمد بن يحيى الذهلي وأبو أحمد المرئي وغيرهم من الأئمة وقال البخاري ما انتفعت عند أحد إلا عند علي بن المديني وكان مولده سنة 161 بالبصرة ومات بسامرا وقيل بالبصرة ليومين بقيا من ذي القعدة سنة 432 ولهذه المدينة تسعة وعشرون اسما وهي المدينة وطيبة وطابة والمسكينة والعذراء والجابرة والمحبة والمحببة والمحبورة ويثرب والناجية والموفية وأكالة البلدان والمباركة والمحفوفة والمسلمة والمجنة والقدسية والعاصمة والمرزوقة والشافية والحيرة والمحبوبة والمرحومة وجابرة والمختارة والمحرمة والقاصمة وطبابا وروي في قول النبي صلى الله عليه و سلم رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق قالوا المدينة ومكة وكان على المدينة وتهامة في الجاهلية عامل من قبل مرزبان الزارة يجبي خراجها وكانت قريظة والنضير اليهود ملوكا حتى أخرجهم منها الأوس والخزرج من الأنصار كما ذكرناه في مأرب وكانت الأنصار قبل تؤدي خراجا إلى اليهود ولذلك قال بعضهم نؤدي الخرج بعد خراج كسرى وخرج بني قريظة والنضر وروى أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صبر على أوار المدينة وحرها كنت له يوم القيامة شفيعا شهيدا وقال صلى الله عليه و سلم حين توجه إلى الهجرة اللهم إنك قد أخرجتني من أحب أرضك إلي فأنزلني أحب أرض إليك فأنزله المدينة فلما نزلها قال اللهم اجعل لنا بها قرارا ورزقا واسعا وقال عليه الصلاة و السلام من استطاع منكم أن يموت في المدينة فليفعل فإنه من مات بها كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة وعن عبد الله بن الطفيل لما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة وثب على أصحابه وباء شديد حتى أهمدتهم الحمى فما كان يصلي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا اليسير فدعا لهم وقال اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة واجعل ما كان بها من وباء بخم وفي خبر آخر اللهم حبب إلينا المدينة كا حببت إلينا مكة وأشد وصححها وبارك لنا في صاعها ومدها وانقل حماها إلى الجحفة وقد كان هم صلى الله عليه و سلم أن ينتقل إلى الحمى لصحته وقال نعم المنزل الحمى لولا كثرة حياته وذكر العرض وناحيته فهم به وقال هو أصح من المدينة وروي عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال عن بيوت السقيا اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك ورسولك دعاك لأهل مكة وإن محمدا عبدك ونبيك ورسولك يدعوك لأهل المدينة بمثل ما دعاك إبراهيم أن تبارك في صاعهم ومدهم وثمارهم اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة واجعل ما بها من وباء بخم اللهم إني قد
حرمت ما بين لابتيها كما حرم إبراهيم خليلك وحرم رسول الله صلى الله عليه و سلم شجر المدينة بريدا في بريد من كل ناحية ورخص في الهش وفي متاع الناضح ونهى عن الخبط وأن يعضد ويهصر وكان أول من زرع بالمدينة واتخذ بها النخل وعمر بها الدور والآطام واتخذ بها الضياع العماليق وهم بنو عملاق بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام وقيل في نسبهم غير ذلك مما ذكر في هذا الكتاب ونزلت اليهود بعدهم الحجاز وكانت العماليق ممن انبسط في البلاد فأخذوا ما بين البحرين وعمان والحجاز كله إلى الشام ومصر فجبابرة الشام وفراعنة مصر منهم وكان منهم بالبحرين وعمان أمة يسمون جاسم وكان ساكنو المدينة منهم بنو هف وسعد بن هفان وبنو مطرويل وكان بنجد منهم بنو بديل بن راحل وأهل تيماء ونواحيها وكان ملك الحجاز الأرقم بن أبي الأرقم وكان سبب نزول اليهود بالمدينة وأعراضها أن موسى بن عمران عليه السلام بعث إلى الكنعانيين حين أظهره الله تعالى على فرعون فوطىء الشام وأهلك من كان بها منهم ثم بعث بعثا آخر إلى الحجاز إلى العماليق وأمرهم أن لا يستبقوا أحدا ممن بلغ الحلم إلا من دخل في دينه فقدموا عليهم فقاتلوهم فأظهرهم الله عليهم فقتلوهم وقتلوا ملكهم الأرقم وأسروا ابنا له شابا جميلا كأحسن من رأى في زمانه فضنوا به عن القتل وقالوا نستحييه حتى نقدم به على موسى فيرى فيه رأيه فأقبلوا وهو معهم وقبض الله موسى قبل قدومهم فلما قربوا وسمع بنو إسرائيل بذلك تلقوهم وسألوهم عن أخبارهم فأخبروهم بما فتح الله عليهم قالوا فما هذا الفتى الذي معكم فأخبروهم بقصته فقالوا إن هذه معصية منكم لمخالفتكم أمر نبيكم والله لادخلتم علينا بلادنا أبدا فحالوا بينهم وبين الشام فقال ذلك الجيش ما بلد إذ منعتم بلدكم خير لكم من البلد الذي فتحتموه وقتلتم أهله فارجعوا إليه فعادوا إليها فأقاموا بها فهذا كان أول سكنى اليهود الحجاز والمدينة ثم لحق بهم بعد ذلك بنو الكاهن بن هارون عليه السلام فكانت لهم الأموال والضياع بالسافلة والسافلة ما كان في أسفل المدينة إلى أحد وقبر حمزة والعالية ما كان فوق المدينة إلى مسجد قباء وما إلى ذلك إلى مطلع الشمس فزعمت بنو قريظة أنهم مكثوا كذلك زمانا ثم إن الروم ظهروا على الشام فقتلوا من بني إسرائيل خلقا كثيرا فخرج بنو قريظة والنضير وهدل هاربين من الشام يريدون الحجاز الذي فيه بنو إسرائيل ليسكنوا معهم فلما فصلوا من الشام وجه ملك الروم في طلبهم من يردهم فأعجزوا رسله وفاتوهم وانتهى الروم إلى ثمد بين الشام والحجاز فماتوا عنده عطشا فسمي ذلك الموضع ثمد الروم فهو معروف بذلك إلى اليوم وذكر بعض علماء الحجاز من اليهود أن سبب نزولهم المدينة أن ملك الروم حين ظهر على بني إسرائيل وملك الشام خطب إلى بني هارون وفي دينهم أن لا يزوجوا النصارى فخافوه وأنعموا له وسألوه أن يشرفهم بإتيانه فأتاهم ففتكوا به وبمن معه ثم هربوا حتى لحقوا بالحجاز وأقاموا بها وقال آخرون بل علماؤهم كانوا يجدون في التوراة صفة النبي صلى الله عليه و سلم وأنه يهاجر إلى بلد فيه نخل بين حرتين فأقبلوا من الشام يطلبون الصفة حرصا منهم على اتباعه فلما رأوا تيماء وفيها النخل عرفوا صفته وقالوا هو البلد الذي نريده فنزلوا وكانوا أهله حتى أتاهم تبع فأنزل معهم بني عمرو بن عوف والله أعلم أي ذلك كان قالوا فلما كان من سيل العرم ما كان
كما ذكرناه في مأرب قال عمرو بن عوف من كان منكم يريد الراسيات في الوحل المطعمات في المحل المدركات بالدخل فليلحق بيثرب ذات النخل وكان الذين اختاروها وسكنوها الأنصار وهم الأوس والخزرج ابنا حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرىء القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد وأمهم في قول ابن الكلبي قيلة بنت الأرقم بن عمرو بن جفنة ويقال قيلة بنت هالك بن عذرة من قضاعة وقال غيره قيلت بنت كاهل بن عذرة بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة ولذلك سمي بنو قيلة فأقاموا في مكانهم على جهد وضنك من العيش وكان ملك بني إسرائيل يقال له الفيطوان وفي كتاب ابن الكلبي الفطيون بكسر الفاء والياء بعد الطاء وكانت اليهود والأوس والخزرج يدينون له وكانت له فيهم سنة ألا تزوج امرأة منهم إلا أدخلت عليه قبل زوجها حتى يكون هو الذي يفتضها إلى أن زوجت أخت لمالك بن العجلان بن زيد السالمي الخزرجي فلما كانت الليلة التي تهدى فيها إلى زوجها خرجت على مجلس قومها كاشفة عن ساقيها وأخوها مالك في المجلس فقال لها قد جئت بسوءة بخروجك على قومك وقد كشفت عن ساقيك قالت الذي يراد بي الليلة أعظم من ذلك لأنني أدخل على غير زوجي ثم دخلت إلى منزلها فدخل إليها أخوها وقد أرمضه قولها فقال لها هل عندك من خير قالت نعم فماذا قال أدخل معك في جملة النساء على الفطيون فإذا خرجن من عندك ودخل عليك ضربته بالسيف حتى يبرد قالت افعل فتزيا بزي النساء وراح معها فلما خرج النساء من عندها دخل الفطيون عليها فشد عليه مالك بن العجلان بالسيف وضربه حتى قتله وخرج هاربا حتى قدم الشام فدخل على ملك من ملوك غسان يقال له أبو جبيلة وفي بعض الروايات أنه قصد اليمن إلى تبع الأصغر ابن حسان فشكا إليه ما كان من الفطيون وما كان يعمل في نسائهم وذكر له أنه قتله وهرب وأنه لا يستطيع الرجوع خوفا من اليهود فعاهده أبو جبيلة أن لا يقرب امرأة ولا يمس طيبا ولا يشرب خمرا حتى يسير إلى المدينة ويذل من بها من اليهود وأقبل سائرا من الشام في جمع كثير مظهرا أنه يريد اليمن حتى قدم المدينة ونزل بذي حرض ثم أرسل إلى الأوس والخزرج أنه على المكر باليهود عازم على قتل رؤسائهم وأنه يخشى متى علموا بذلك أن يتحصنوا في آطامهم وأمرهم بكتمان ما أسره إليهم ثم أرسل إلى وجوه اليهود أن يحضروا طعامه ليحسن إليهم ويصلهم فأتاه وجوههم وأشرافهم ومع كل واحد منهم خاصته وحشمه فلما تكاملوا أدخلهم في خيامه ثم قتلهم عن آخرهم فصارت الأوس والخزرج من يومئذ أعز أهل المدينة وقمعوا اليهود وسار ذكرهم وصار لهم الأموال والآطام فقال الرمق بن زيد بن غنم بن سالم بن مالك بن سالم بن عوف بن الخزرج يمدح أبا جبيلة لم يقض دينك مل حسا ن وقد غنيت وقد غنينا الراشقات المرشقا ت الجازيات بما جزينا أشباه غزلان الصرا ئم يأتزرن ويرتدينا الريط والديباج وال حلي المضاعف والبرينا وأبو حبيلة خير من يمشي وأوفاهم يمينا
وأبرهم
برا وأع لمهم بفضل الصالحينا أبقت لنا الأيام وال حرب المهمة يعترينا كبشا له زر
يف ل متونها الذكر السنينا ومعاقلا شما وأس يافا يقمن وينحنينا ومحلة زوراء تج حف
بالرجال الظالمينا ولعنت اليهود مالك بن العجلان في كنائسهم وبيوت عبادتهم فبلغه
ذلك فقال تحايا اليهود بتلعانها تحايا الحمير بأبوالها وماذا علي بأن يغضبوا وتأتي
المنايا بأذلالها وقالت سارة القرظية ترثي من قتل من قومها بأهلي رمة لم تغن شيئا
بذي حرض تعفيها الرياح كهول من قريظة أتلفتهم سيوف الخزرجية والرماح ولو أذنوا
بأمرهم لحالت هنالك دونهم حرب رداح ثم انصرف أبو جبيلة راجعا إلى الشام وقد ذلل
الحجاز والمدينة للأوس والخزرج فعندها تفرقوا في عالية المدينة وسافلتها فكان منهم
من جاء إلى القرى العامرة فأقام مع أهلها قاهرا لهم ومنهم من جاء إلى عفا من الأرض
لا ساكن فيه فبنى فيه ونزل ثم اتخذوا بعد ذلك القصور والأموال والآطام فلما قدم
رسول الله صلى الله عليه و سلم من مكة إلى المدينة مهاجرا أقطع الناس الدور
والرباع فخط لبني زهرة في ناحية من مؤخر المسجد فكان لعبد الرحمن بن عوف الحصن
المعروف به وجعل لعبد الله وعتبة ابني مسعود الهذليين الخطة المشهورة بهم عند
المسجد وأقطع الزبير بن العوام بقيعا واسعا وجعل لطلحة بن عبيد الله موضع دوره
ولأبي بكر رضي الله عنه موضع داره عند المسجد وأقطع كل واحد من عثمان بن عفان
وخالد بن الوليد والمقداد وعبيد والطفيل وغيرهم مواضع دورهم فكان رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقطع أصحابه هذه القطائع فما كان في عفا من الأرض فإنه أقطعهم
إياه وما كان من الخطط المسكونة العامرة فإن الأنصار وهبوه له فكان يقطع من ذلك ما
شاء وكان أول من وهب له خططه ومنازله حارثة بن النعمان فوهب له ذلك وأقطعه وأما
مسجد النبي صلى الله عليه و سلم فقال ابن عمر كان بناء المسجد على عهد رسول الله
صلى الله عليه و سلم وسقفه جريد وعمده خشب النخل فلم يزد فيه أبو بكر شيئا فزاد
فيه عمر وبناه على ما كان من بنائه ثم غيره عثمان وبناه بالحجارة المنقوشة والقصة
وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه ساجا وزاد فيه
وكان لما بناه رسول الله صلى الله عليه و سلم جعل له بابين شارعين باب عائشة
والباب الذي يقال له باب عاتكة وبابا في مؤخر المسجد يقال له باب مليكة وبنى بيوتا
إلى جنبه باللبن وسقفها بجذوع النخل وكان طول المسجد مما يلي القبلة إلى مؤخره
مائة ذراع فلما ولي عمر بن عبد العزيز زاد في القبلة من موضع المقصورة اليوم وكان
بين المنبر وبين الجدار في عهد النبي صلى الله عليه و سلم قدر ما تمر الشاة وكان
طول المسجد في عهد عمر
رضي الله عنه مائة وأربعين ذراعا وارتفاعه أحد عشر ذراعا وكان بنى أساسه بالحجارة إلى أن بلغ قامة وجعل له ستة أبواب وحصنه وروي أن عمر أول من حصن المسجد وبناه سنة 71 حين رجع من سرع وجعل طول جداره من خارج ستة عشر ذراعا وكان أول عمل عثمان إياه في شهر ربيع الأول سنة 92 وفرغ من بنائه في المحرم سنة 03 فكانت مدة عمله عشرة أشهر وقتل عثمان وليس له شرافات فعملها والمحراب عمر بن عبد العزيز ولما ولي الوليد بن عبد الملك واستعمل عمر بن عبد العزيز على المدينة أمره بهدم المسجد وبنائه فاستعمل عمر على ذلك صالح بن كيسان وكتب الوليد إلى ملك الروم يطلب منه عمالا وأعلمه أنه يريد عمارة مسجد النبي صلى الله عليه و سلم فبعث إليه أربعين رجلا من الروم وأربعين من القفط ووجه إليه أربعين ألف مثقال ذهبا وأحمالا من الفسيفساء فهدم الروم والقفط المسجد وخمروا النورة للفسيفساء سنة وحملوا القصة من بطن نخل وعملوا الأساس بالحجارة والجدار والأساطين بالحجارة المطابقة وجعلوا عمد المسجد حجارة حشوها عمد الحديد والرصاص وجعل عمر المحراب والمقصورة من ساج وكان قبل ذلك من حجارة وجعل طول المسجد مائتي ذراع وعرضه في مقدمه مائتين وفي مؤخره مائة وثمانين وهو سقف دون سقف قال صالح بن كيسان ابتدأت بهدم المسجد في صفر سنة 78 وفرغت منه لانسلاخ سنة 98 فكانت مدة عمله ثلاث سنين وكان طوله يومئذ مائتي ذراع في مثلها فلم يزل كذلك حتى كان المهدي فزاد في مؤخره مائة ذراع وترك عرضه مائتي ذراع على ما بناه عمر بن عبد العزيز وأما عبد الملك بن شبيب الغساني في سنة 160 فأخذ في عمله وزاد في مؤخره ثم زاد فيه المأمون زيادة كثيرة ووسعه وقرىء على موضع زيادة المأمون أمر عبد الله بعمارة مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم سنة 202 طلب ثواب الله وطلب كرامة الله وطلب جزاء الله فإن الله عنده ثواب الدنيا والآخرة وكان الله سميعا بصيرا والمؤذنون في مسجد المدينة من ولد سعد الفرط مولى عمار بن ياسر ومن خصائص المدينة أنها طيبة الريح وللعطر فيها فضل رائحة لا توجد في غيرها وتمرها الصيحاني لا يوجد في بلد من البلدان مثله ولهم حب اللبان ومنها يحمل إلى سائر البلدان وجبلها أحد قد فضله رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أحد جبل يحبنا ونحبه وهو على باب من أبواب الجنة وحرم رسول الله صلى الله عليه و سلم شجر المدينة بريدا في بريد من كل ناحية واستعمل على الحمى بلال بن الحارث المزني فأقام عليه حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية وفي أيامه مات وكان عمر بن عبد العزيز يقول لأن أوتى برجل يحمل خمرا أحب إلي من أن أوتى به وقد قطع من الحرم شيئا وكان عمر بن الخطاب ينهى أن يقطع العضاه فتهلك مواشي الناس وهو يقول لهم عصمة وأخبار مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم كثيرة وقد صنف فيها وفي عقيقها وأعراضها وجبالها كتب ليس من شرطنا ذكرها إلا على ترتيب الحروف وقد فعلنا ذلك وفيما ذكرناه مما يخصها كفاية والله يحسن لنا العافية ولا يحرمنا ثواب حسن النية في الإفادة والاستفادة بحق محمد وآله وأما المسافات فإن من المدينة إلى مكة نحو عشر مراحل ومن الكوفة إلى المدينة نحو عشرين مرحلة وطريق البصرة إلى المدينة نحو من ثماني عشرة مرحلة ويلتقي مع طريق الكوفة بقرب
معدن
النقرة ومن الرقة إلى المدينة نحو من عشرين مرحلة ومن البحرين إلى المدينة نحو خمس
عشرة مرحلة ومن دمشق إلى المدينة نحو عشرين مرحلة ومثله من فلسطين إلى المدينة على
طريق الساحل ولأهل مصر وفلسطين إذا جاوزوا مدين طريقان إلى المدينة أحدهما على شغب
وبدا وهما قريتان بالبادية كان بنو مروان أقطعوهما الزهري المحدث وبها قبره حتى
ينتهي إلى المدينة على المروة وطريق يمضي على ساحل البحر حتى يخرج بالجحفة فيجتمع
بهما طريق أهل العراق وفلسطين ومصر
باب الميم والذال وما يليهما
المذاد بالفتح وآخره دال مهملة وهو اسم المكان من ذاده يذوده إذا طرده قال ابن
الأعرابي المذاد والمزاد المرتفع موضع بالمدينة حيث حفر الخندق النبي صلى الله
عليه و سلم قال كعب بن مالك فليأت مأسدة تسل سيوفها بين المذاد وبين جزع الخندق
وقيل المذاد واد بين سلع وخندق المدينة
المذار بالفتح وآخره راء وهي عجمية ولها مخرج في العربية أن يكون اسم مكان من
قولهم ذره وهو يذره ولا يقال وذرته أماتت العرب ماضيه أي دعه وهو يدعه فميمه على
هذا زائدة ويجوز أن تكون الميم أصلية فيكون من مذرت البيضة إذا فسدت ومذرت نفسه أي
خبثت وغثت والمذار في ميسان بين واسط والبصرة وهي قصبة ميسان بينها وبين البصرة
مقدار أربعة أيام وبها مشهد عامر كبير جليل عظيم قد أنفق على عمارته الأموال
الجليلة وعليه الوقوف وتساق إليه النذور وهو قبر عبد الله بن علي بن أبي طالب
ويقال إن الحريري أبا محمد القاسم بن علي صاحب المقامات قد مات بها وأهلها كلهم
شيعة غلاة طغام أشبه شيء بالأنعام وفيه قال الشاعر أيها الصلصل المغذ إلى المد فع
من نهر معقل فالمذار وكان قد فتحها عتبة بن غزوان في أيام عمر بن الخطاب بعد
البصرة قال البلاذري ولما فتح عتبة بن غزوان الأبلة سار إلى الفرات فلما فرغ منها
سار إلى المذار فخرج إليه مرزبانها فقاتله فهزمه الله وغرق عامة من معه وأخذ
مرزبانها فضرب عنقه ثم سار إلى دستميسان وكانت بالمذار وقعة لمصعب بن الزبير على
أحمد بن سميط النخلي ينسب إليها جماعة منهم محمد بن أحمد بن زيد المذاري حدث عن
عمرو بن عاصم الكلابي روى عنه أحمد بن يحيى بن زهير التستري ومحمد بن محمد بن
سليمان الباغندي وغيرهما وأبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عثمان
المذاري سكن والده بغداد وبها ولد أبو الحسن وسمع الحديث من أبي طالب علي بن طالب
المكي مولى يعلى بن الفراء وحدث عن أبي الحسين محمد بن الحسين بن موسى بن حمزة بن
أبي يعلى وغيرهم ومات سنة 585 روى عنه أبو المعمر الأنصاري ويحيى بن أسعد بن نوش
ومولده سنة 156 وأخوه أبو المعالي أحمد سمع من أبي علي البناء وأبي القاسم علي بن
أحمد الميسري في ثاني عشر جمادى الأولى سنة 456 وأخوهما أبو السعود عبد الرحمن بن
محمد حدث عن عاصم بن الحسن ومطهر بن أحمد بن البانياسية
المذارع
بلفظ جمع مذرعة وهي البلاد التي بين الريف والبر مثل القادسية والأنبار ومذارع
البصرة نواحيها
المذارع بلفظ جمع مذرعة وهي البلاد التي بين الريف والبر مثل القادسية والأنبار
ومذارع البصرة نواحيها
المذاهب من نواحي المدينة في شعر ابن هرمة ومنها بشرقي المذاهب دمنة معطلة آياتها
لم تغير فصرنا بها لما عرفنا رسومها أزمة سمحات المعاطف ضمر
مذحج بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر الحاء المهملة وجيم قال ابن دريد ذحجه وسحجه
بمعنى قال ذحجته الريح أي جرته قال ابن الأعرابي ولد أدد بن زيد بن يشجب مرة
والأشعر وأمهما ذلة بنت ذي منشجان الحميري فهلكت فخلف على أختها مذلة بنت ذي
منشجان فولدت له مالكا وطيئا واسمه جلهمة ثم هلك أدد فلم تتزوج مذلة وأقامت على
ولدها مالك وطيء فقيل أذحجت على ولدها أي أقامت فسمي مالك وطيء مذحجا قال ابن
الكلبي ولد أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن
قحطان مرة ونبتا وهو الأشعر ومالكا وجلهمة وهو طيء وأمهما ذلة بنت ذي منشجان وهي
مذحج وكانت قد ولدتهما عند أكمة يقال لها مذحج فلقبت بها فولد مالك وطيء كلهم يقال
لهم مذحج وليس من ولد مرة من يقال له مذحجي كما قال ابن الأعرابي وقال ابن إسحاق
مذحج بن يحابر بن مالك بن زيد بن كهلان ولم يتابع على ذلك وقد ذهب قوم إلى طيئا
ليست من مذحج وأن مذحجا ولد مالك بن أدد فقط فعلى قول ابن الكلبي بنو الحارث بن
كعب كلهم وسعد العشيرة وجعفى والنخع ومراد وجنب وصداورها وعنس بالنون كل هؤلاء من
ولد مالك بن أدد وطيء على شعب قبائلها كلها من مذحج والكلام في شعب هذه القبائل
ليس كتابي هذا مؤسسا عليه ولي عزم إن ساعدني الأجل ومد بضبعي التوفيق أن أعمل فيه
كتابا شافيا سهل المأخذ حتى لا يفتقر النساب بعده إلى غيره
المذر بالتحريك وآخره راء المذر التفرقة ومنه قولهم شذر مذر ويقال الماء إذا صب
على اللبن يتمذر أي يتفرق ومذرت البيضة مذرا إذا فسدت وهو اسم جبل أو واد
المذرى جبل بأجأ أحد الجبلين قال كثير وحض الذي ولى على الصبر والتقى ولم يهمم
البالي بأن يتخشعا ولو نزلت مثل الذي نزلت به بركن المذرى من أجا لتصدعا
مذر بفتح أوله وسكون ثانيه وراء يصلح أن يشتق من الذي قبله وهو عجمي من قرى بلخ
مذعر بالكسر وفتح العين وهو من الذعر وهو الفزع إلا أن كسر ميمه في المكان شاذ
لأنه من شروط الآلات وهو اسم ماء لبني جعفر بن كلاب
مذعى بالكسر ثم السكون والقصر قالوا والمذع السيلان من العيون التي في شعفات
الجبال وهو ماء لغني بينه وبين ماء لهم يقال له زقا قدر ضحوة قال إلا أن مذعى لبني
جعفر اشتروها من بعض بني غني قال بعضهم يهددني ليأخذ حفر مذعى ودون الحفر غول
للرجال وبين مذعى واللقيطة يومان قال بعضهم
أشاقتك
المنازل بين مذعى إلى شعر فأكناف الكؤود قال أبو زياد إذا خرج عامل بني كلاب مصدقا
من المدينة فأول منزل ينزله يصدق عليه أريكة ثم العناقة ثم يرد مذعى لبني جعفر ثم
يرد الصلوق وعلى مذعى عظيم بني جعفر وكعب بن مالك وغاضرة بن صعصعة
مذفار بالكسر ثم السكون والفاء وآخره راء وهو منقول من الذفر وهو حدة الرائحة طيبة
كانت أو خبيثة وليس باسم المكان منه ولو كان كذلك لكان مذفر بالفتح فهو مل المقراض
من القرض كأن شيئا من الآلة المنقولة سمي به ثم نقل إلى هذا المكان وهو اسم موضع
في قول الهذلي لهامهم بمذفار صياح يدعي بالشراب بني تميم وهذا كقول الآخر يا عمرو
إن لم تدع شتمي ومنقصتي أضربك حتى تقول الهامة اسقوني
المذنب جبل وقال الحفصي المذنب قرية لبني عامر باليمامة في شعر لبيد قال طرب
الفؤاد وليته لم يطرب وعناه ذكرى خلة لم تصقب سفها ولو أني أطيع عواذلي فيما يشرن
به بسفح المذنب لزجرت قلبا لا يريع لزاجر إن الغوي إذا غوى لم يعتب
مذود بالكسر ثم السكون وفتح الواو ودال مهملة مذود الثور الوحشي قرنه يذود به عن
نفسه ومذود الرجل لسانه مثله والمذود معلف الدابة ومذود جبل قال أبو دؤاد الإيادي
في ذلك يصف فرسا يتبعن مشترفا ترمي دوابره رمي الأكف بترب الهائل الخصب كأن هاديه
جذع برايته من نخل مذود في باق من الشذب وهذا يدل على أنه موضع معمور فيه نخل لا
جبل فإن النخل ليس من نبات الجبال
مذيامجكث بالفتح ثم السكون وياء مثناة من تحت وميم ساكنة وجيم مفتوحة وكاف مفتوحة
وثاء مثلثة قرية من قرى كرمينية من أعمال سمرقند
مذيانكن بالفتح ثم السكون وياء مثناة من تحت ونون ساكنة بعد الألف يلتقي فيها
ساكنان وفتح الكاف ونون قرية من قرى بخارى
مذيح بضم أوله وفتح ثانيه وياء مثناة من تحت شديدة وحاء مهملة الذي جاء على هذا
ذوح إبله إذا بددها والذوح السير العنيف فقياسه مذوح فيكون مرتجلا على هذا وهو ماء
ببطن مسحلان قال ابن حريق لقد علمت ربيعة أن بشرا غداة مذيح مر التقاضي
المذيخرة كأنه تصغير المذخرة بالخاء معجمة والراء وهو اسم قلعة حصينة في رأس جبل
صبر وفيها عين في رأس الجبل يصير منها نهر يسقي عدة قرى باليمن وهي قريبة من عدن
يسكنها آل ذي مناخ وبها كان منزل أبي جعفر المناخي من حمير قال عمارة بن أبي الحسن
المذيخرة من أعمال صنعاء وهو جبل بلغني أن أعلاه نحو عشرين فرسخا فيه المزارع
والمياه ونبت الورس وفي شفيره الزعفران ولا يسلك
إلا
من طريق واحد وهو في مخلاف السحول وذكر عمارة بن أبي الحسن بن زياد اليمني في
كتابه ولما ملك الزيادي اليمن واختط زبيد كما ذكرناه في زبيد وحج من اليمن جعفر
مولى زياد بمال وهدايا في سنة 502 وسار إلى العراق فصادف المأمون بها وعاد جعفر
هذا في سنة 026 إلى زبيد ومعه ألف فارس فيها من مسودة خراسان سبعمائة فعظم أمر ابن
زياد وتقلد إقليم اليمن بأسره الجبال والتهائم وتقلد جعفر هذا الجبل واختط به
مدينة يقال لها المذيخرة ذات أنهار ورياض واسعة والبلاد التي كانت لجعفر تسمى
اليوم مخلاف جعفر والمخلاف عند أهل اليمن عبارة عن قطر واسع وكان جعفر هذا من
الدهاة الكفاة وبه تمت دولة بني زياد ولذلك يقولون ابن زياد وجعفر
مذينب بوزن تصغير المذنب وأصله مسيل الماء بحضيض الأرض بين تلعتين وقال ابن شميل
المذنب كهيئة الجدول يسيل عن الروضة ماؤها إلى غيرها فتفرق ماءها فيها والتي يسيل
عليها الماء مذنب أيضا وقال ابن الأعرابي مذنب الوادي والمذنب الطويل الذنب
والمذنب الضب والمذنب المغرفة ومذينب واد بالمدينة وقيل مذينب يسيل بماء المطر
خاصة وقد روى مالك في موطئه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال في سيل مهزور ومذينب
يمسك حتى الكعبين ثم يرسل الأعلى على الأسفل
باب الميم والراء وما يليهما
مرآة بالفتح ثم السكون وفتح الهمزة وألف ساكنة وهاء بوزن مرعاة من الرؤية قرية قرب
مأرب كانت ببلاد الأزد التي أخرجهم منها سيل العرم
المرابد جمع المربد يذكر بعد وهو موضع بعينه يقال له ذات المرابد بعقيق المدينة
قال معن بن أوس فذات الحماط خرجها وطلوعها فبطن البقيع قاعه فمرابده قال ثم مواضع
يقال لها مرابد يغادر فيها السيل
مرابض بالفتح وبعد الألف باء موحدة وضاد معجمة جمع مربض وقد تقدم اشتقاقه في الربض
وهو موضع في قول المتلمس ألك السدير وبارق ومرابض ولك الخورنق
المراح بالكسر وآخره حاء مهملة يصلح أن يكون جمع مرح وهو الفرح وهي ثلاثة شعاب
ينظر بعضها إلى بعض وهي شعاب بتهامة تصب من دآة وهو الجبل الذي يحجز بين النخلتين
لهذيل قال مرة بن عبد الله اللحياني تركنا بالمراح وذي سحيم أبا حيان في نفر منافي
المراحضة حصن من أعمال صنعاء بيد ابن الهرش
مراخ بالضم وآخره معجم يجوز أن يكون اسم المفعول من راخ يريخ إذا استرخى أو راخ
يريخ إذا تباعد ما بين فخذيه والمراخ موضع قريب من المزدلفة وقيل هو من بطن كساب
جبل بمكة وقد روي بالحاء المهملة قال عبد الله بن إبراهيم الجمحي في شعر هذيل في
يوم الأحث في قصة وجهنا الظعن إلى كساب وذي مراخ نحو الحرم حرم مكة فقال أبو قلابة
الهذلي يئست من الحذية أم عمرو غداة إذ انتحوني بالجناب
يصاح
بكاهل حولي وعمرو وهم كالضاريات من الكلاب يسامون الصبوح بذي مراخ وأخرى القوم تحت
خريق غاب فيأسا من صديقك ثم يأسا ضحى يوم الأحث من الإياب وقال الفضل بن العباس
اللهبي وإنك والحنين إلى سليمى حنين العود في الشول النزاع تحن ويزدهيها الشوق حتى
حناجرهن كالقصب اليراع ليالي إذ نخالف من نحاها إذ الواشي بنا غير المطاع تحل
الميث من كنفي مراخ إذا ارتبعت وتسرب بالرقاع
مراد بالضم وآخره دال مهملة من أراد يريد والشيء مراد اسم المفعول منه حصن قريب من
قرطبة بالأندلس
المرار بالضم وتكرير الراء المرارة بقلة مرة وجمعها مرار وقال الأصمعي إذا أكلت
الإبل المرار قلصت عنه مشافرها وبه سمي آكل المرار قال ابن إسحاق في عام الحديبية
وخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا سلك ثنية المرار بركت ناقته فقال
الناس خلأت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما خلأت ولا هو لها بخلق وإنما
حبسها حابس الفيل قال وثنية المرار مهبط الحديبية وخلأت الناقة إذا بركت ولم تقم
المرار بالفتح والتشديد فعال من المرارة واد
مرازم بالضم وبعد الألف زاي مكسورة وميم وأظنه من رازم القوم دارهم إذا أطالوا
المقام بها أو من رزم الشتاء رزمة شديدة إذا برد وهو رازم ومرازم هو الجبل المشرف
على حق آل سعيد بن العاصي عن الأصمعي في كتاب جزيرة العرب
المراضان تثنية المراض بلفظ جمع مريض ثني بعد أن سمي قال أبو منصور قال الليث
المراضان واديان ملتقاهما واحد قال المراضان والمرايض مواضع في ديار تميم بين
كاظمة والنقيرة فيها أحساء ليست من باب المرض والميم فيها ميم مفعل من استراض
الوادي إذا استنقع فيه الماء ويقال أرض مريضة إذا ضاقت بأهلها قال جرير كما اختب
ذئب بالمراضين لاغب
المراض بالكسر جمع مريض يجوز أن يكون من قولهم أرض مريضة إذا ضاقت بأهلها وأرض
مريضة إذا كثر بها الهرج وبخط الترمذي في شعر الفضل بن عباس اللهبي المراض بالفتح
وهو في قوله أتعهد من سليمى درس نؤي زمان تخللت سلمى المرضا كأن بيوت جيرتهم قباب
على الأزمات تحتل الرياضا ورواه الخالع مراض بفتح الميم فيكون من راض يروض والموضع
مراض ويجوز أن يكون من الروضة أو من الرياضة وبالفتح قرأته بخط ابن باقلاء وهو
الصحيح إذ هو في قول كثير فأصبح من تربي خصيلة قلبه له ردة من حاجة لم تصرم
كذا
الطلع إن يقصد عليه فإنه يهم وإن تحزق به يتيمم وما ذكره تربي خصيلة بعدما ظعن
بأحواز المراض فيعلم وهو واد في شعر الشماخ عن الأديبي وقال غيره مراض موضع على
طريق الحجاز من ناحية الكوفة وهناك لقي الوليد بن عقبة بن أبي معيط بجادا مولى
عثمان بن عفان رضي الله عنه فأخبره بقتل عثمان فقال يوم لاقيت بالمراض بجادا ليت
إني هلكت قبل بجاد
مراغة بالفتح والغين المعجمة بلدة مشهورة عظيمة أعظم وأشهر بلاد أذربيجان طولها
ثلاث وسبعون درجة وثلث وعرضها سبع وثلاثون درجة وثلث قالوا وكانت المراغة تدعى
أفراز هروذ فعسكر مروان بن محمد بن مروان بن الحكم وهو وإلى أرمينية وأذربيجان
منصرفه من غزو موقان وجيلان بالقرب منها وكان فيها سرجين كثير فكانت دوابه ودواب
أصحابه تتمرغ فيها فجعلوا يقولون ابنوا قرية المراغة وهذه قرية المراغة فحذف الناس
القرية وقالا مراغ وكان أهلها ألجؤوها إلى مروان فابتناها وتألف وكلاؤه أهلها
فكثروا فيها للتقرر وعمروها ثم إنها قبضت مع ما قبض من ضياع بني أمية وصارت لبعض
بنات الرشيد فلما عاث الوجناء ابن رواد الأزدي وأفسد وولي خزيمة بن خازم أرمينية
وأذربيجان في خلافة الرشيد بنى سورها وحصنها ومصرها وأنزل بها جندا كثيفا ثم إنهم
لما ظهر بابك الخرمي بالبذ لجأ الناس إليها فنزلوها فسكنوها وتحصنوا فيها ورم
سورها في أيام المأمون عدة من عماله منهم أحمد بن محمد بن الجنيد فرزندا وعلي بن
هشام ثم نزل الناس بربضها وينسب إلى المراغة جماعة منهم جعفر بن محمد بن الحارث
أبو محمد المراغي أحد الرحالين في طلب الحديث وجمعه سكن نيسابور وسمع بدمشق وغيرها
جماهير بن محمد الزملكاني وابن قتيبة محمد بن الحسن العسقلاني وأبا يعلى الموصلي
وجعفر بن محمد القيرواني وعبد الله بن محمد بن ناجية ومحمد بن يحيى المروزي وأبا
خليفة الفضل بن الحباب وزكرياء الساجي وعبدان الجواليقي وأحمد بن يحيى بن زهير
والمنصور بن إسماعيل الفقيه وأبا العباس الدغولي وعلي بن عبدان وغيرهم روى عنه أبو
علي الحافظ وأبو عبد الله الحاكم وعبد الرحمن بن محمد السراج وأبو عبد الرحمن
السلمي وأبو بكر المقري قال أبو عبد الله الحافظ جعفر بن محمد بن الحارث أبو محمد
المراغي مريد نيسابور شيخ الرحالة في طلب الحديث وأكثرهم جهادا وجمعا كتب الحديث
نيفا وستين سنة ولم يزل يكتب إلى أن توفاه الله وكان من أصدق الناس فيه وأثبتهم
سمع ببغداد القرباني وابن ناجية ومحمد بن يحيى المروزي وأقرانهم وذكر جماعة في
بلاد شتى قال ومات يوم الاثنين السادس والعشرين من رجب سنة 536 بنيسابور وهو ابن
نيف وثمانين سنة ولم تزل قصبتها وبها آثار وعمائر ومدارس وخانكاهات حسنة وقد كان
فيها أدباء وشعراء ومحدثون وفقهاء قال ابن الكلبي في مراغة هجر سوق لأهل نجد معروف
قال الخارزنجي المراغة ردهة لأبي بكر ولذلك قال الفرزدق في مواضع من شعره يا ابن
المراغة نسبه إلى هذا الموضع كما يقال ابن بغداد وابن الكوفة وهذا خلف من القول
والذي ذهب إليه الحذاق أن المراغة الأتان فكان ينسبه إليها على أن في بلاد العرب
موضعا يقال له
المراغة
من منازل بني يربوع قال الأصمعي وذكر مياها ثم قال ومن هذه الأمواه من صلب العلم
وهي المردمة رداه منها المراغة من مياه البقة قال أبو البلاد الطهوي وكان قد خطب
امرأة فزوجت من بني عمرو بن تميم فقتلها وهرب ثم قال ألا أيها الربع الذي ليس
بارحا جنوب الملابين المراغة والكدر سقيت بعذب الماء هل أنت ذاكر لنا من سليمى إذ
نشدناك بالذكر لعمرك ما قنعتها السيف عن قلى ولا سأمان في الفؤاد ولا غمر ولكن
رأيت الحي قد غدروا بها ونزغ من الشيطان زين لي أمري وإنا أنفنا أن ترى أم سالم
عروسا تمشى الخيزلى في بني عمرو وإنا وجدنا الناس عودين طيبا وعودا خبيثا لا يبض
على العصر تزين الفتى أخلاقه وتشينه وتذكر أخلاق الفتى حيث لا يدري
مراقية بالفتح والقاف المكسورة والياء مخففة إذا قصد القاصد من الإسكندرية إلى
إفريقية فأول بلد يلقاه مراقية ثم لوبية ينسب إليها أبو محمد عبد الله بن أبي
رومان عبد الله بن يحيى بن هلال الإسكندري المراقي سكن الإسكندرية روى عن أبيه وعن
ابن وهب وهو ضعيف روى المناكير ومات سنة 526
المراقب موضع في ديار هذيل بن مدركة قال مالك بن خالد الخناعي ثم الهذلي وقلت لوهب
حين زالت رحاؤهم هلم تغنينا ردى فالمراقب كأنهم حين استدارت رحاؤهم بذات اللظى أو
أدرك القوم لاعب إذا أدركوهم يلحقون سراتهم بضرب كما جد الحصير الشواطب في أبيات
المراكب موضع في قول أبي صخر الهذلي يصف سحابا مصر شآميه في الحمى ودون يمانيه
جبال المراكب
مراكش بالفتح ثم التشديد وضم الكاف وشين معجمة أعظم مدينة بالمغرب وأجلها وبها
سرير ملك بني عبد المؤمن وهي في البر الأعظم بينها وبين البحر عشرة أيام في وسط
بلاد البربر وكان أول من اختطها يوسف بن تاشفين من الملثمين الملقب بأمير المسلمين
في حدود سنة 074 وبينها وبين جبل درن الذي ظهر منه ابن تومرت المسمى بالمهدي ثلاثة
فراسخ وهو في جنوبيها وكان موضع مراكش قبل ذلك مخافة يقطع فيه اللصوص على القوافل
كان إذا انتهت القوافل إليه قالوا مراكش معناه بالبربرية أسرع المشي وبقيت مدة
يشرب أهلها من الآبار حتى جلب إليها ماء يسير من ناحية أغمات يسقي بساتين لها وكان
أول من اتخذ بها البساتين عبد المؤمن بن علي يقولون إن بستانا منها طوله ثلاثة
فراسخ
مرامر بالضم والميم الثانية مكسورة في شعر الأسود بن يعفر حيث قال ولقد غدوت لعازب
متنادر أحوى المذانب مؤنق الرواد
جادت
سواريه فآزر نبته نفأ من الصفراء والزباد بالجو فالأمراج حول مرامر فبضارج فقصيمة
الطراد
مران بالفتح ثم التشديد وآخره نون يجوز أن يكون من مر الطعام يمر مرارة ويمر أيضا
أو من مر يمر من المرور ويجوز أن يكون من مرن الشيء يمرن مرونا إذا استمر وهو لين
في صلابة ومرنت يد فلان على العمل أي صلبت قال السكري هو على أربع مراحل من مكة
إلى البصرة وقيل بينه وبين مكة ثمانية عشر ميلا وفيه قبر تميم بن مر بن أد بن
طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وقبر عمرو بن عبيد قال جرير يعرض
بابن الرقاع قد جربت عركي في كل معترك غلب الرجال فما بال الضغابيس وابن اللبون
إذا ما لز في قرن لم يستطع صولة البزل القناعيس إني إذا الشاعر المغرور حربني جار
لقبر على مران مرموس قال أراد قبر تميم بن مر إذا حربني أي أغضبني يموت فيصير جارا
لمن هو مدفون هناك ويصدق ذلك قوله قد كان أشوس أباء فأورثني شغبا على الناس في
أبنائه الشوس نحمي ونغتصب الجبار نجنبه في محصد من حبال القد مخموس وقال الحازمي
بين البصرة ومكة لبني هلال من بني عامر وقيل بين مكة والمدينة وقال عرام عند ذكره
الحجاز وقرية يقال لها مران قرية غناء كبيرة كثيرة العيون والآبار والنخيل
والمزارع وهي على طريق البصرة لبني هلال وجزء لبني ماعز وبها حصن ومنبر ناس كثير
وفيها يقول الشاعر أبعد الطوال الشم من آل ماعز يرجي بهران القرى ابن سبيل مررنا
على مران ليلا فلم نعج على أهل آجام بها ونخيل وقال ابن قتيبة قال المنصور أمير
المؤمنين يرثي عمرو بن عبيد صلى الإله عليك من متوسد قبرا مررت به على مران قبرا
تضمن مؤمنا متحنفا صدق الإله ودان بالقرآن لو أن هذا الدهر أبقى صالحا أبقى لنا عمرا
أبا عثمان وقال ابن الأعرابي على هذا النمط من جملة أبيات أيا نخلتي مران هل لي
إليكما على غفلات الكاشحين سبيل أمنيكما نفسي إذا كنت خاليا ونفعكما لولا الفناء
قليل وما لي شيء منكما غير أنني أحن إلى ظليكما فأطيل
مران بالضم كأنه فعلان من المرارة للمبالغة أو تثنية المر والمران القنا سمي بذلك
للينه هو موضع بالشام قريب من دمشق ذكر في دير مران
المران تثنية المر ضد الحلو ماءان لغطفان عند جبل لهم أسود
مرانة
بالفتح وبعد الألف نون هو فعالة من مرن على الشيء مرونا إذا اعتاده واستمر قال أبو
منصور في قول ابن مقبل يا دار ليلى خلاء لا أكلفها إلا المرانة حتى تعرف الدينا
المرانة هضبة من هضبات بني العجلان يريد لا أكلفها أن تبرح ذلك المكان وتذهب إلى
مكان آخر وقال الأصمعي المرانة اسم ناقة هادية للطريق وقيل المرانة السكوت الذي
مرنت عليه الدار وقيل المرانة معرفتها ومما يقوي أن المرانة اسم موضع قول لبيد لمن
طلل تضمنه أثال فسرحة فالمرانة فالخيال وقال بشر بن أبي خازم وأنزل خوفنا سعدا
بأرض هنالك إذ نجير ولا نجار وأدنى عامر حيا إلينا عقيل بالمرانة والوبار
المراوزة بالفتح وبعد الواو زاي هي نسبة إلى المروزيين نسبة إلى مرو مثل المهالبة
والمسامعة والبغاددة وهي محلة كانت ببغداد متصلة بالحربية خربت الآن كان قد سكنها
أهل مرو فنسبت إليهم ونسب إليها أبو عبد الله محمد بن خلف بن عبد السلام الأعور
المروزي روى عن علي بن الجعد ويحيى بن هاشم السمسار روى عنه أبو عمرو بن السماك
وأبو بكر الشافعي وغيرهما وتوفي سنة 182
والمراوزة أيضا قرية كبيرة قرب سنجار ذات بساتين ومياه جارية وبها خانقاه حسنة على
رأس تل يصعد الراكب إليها على فرسه
مراهط بالفتح كأنه جمع مرهط اسم المكان من الرهط كقولهم مشجر من الشجر ولو جمع
لقيل مشاجر وهو ذو مراهط موضع عن الأزهري
مرأة بالفتح بلفظ المرأة من النساء قرية بني امرىء القيس بن زيد مناة بن تميم
باليمامة سميت بشطر اسم امرىء القيس بينها وبين ذات غسل مرحلة على طريق النباج
ولما قتل مسيلمة وصالح مجاعة خالدا على اليمامة لم تدخل مرأة في الصلح فسبي أهلها
وسكنها حينئذ بنو امرىء القيس بن زيد مناة بن تميم فعمروا ما والاها حتى غلبوا
عليها وكان ذو الرمة الشاعر نزل عليها فلم يدخلوا رحله ولم يقروه فذمهم ومدح بهنس
صاحب ذات غسل وهو مرئي أيضا وذات غسل قرية له فقال ذو الرمة فلما وردنا مرأة اللؤم
غلقت دساكر لم تفتح لخير ظلالها ولو عبرت أصلابها عند بهنس على ذات غسل لم تشمس
رحالها وقد سميت باسم امرىء القيس قرية كرام غوانيها لئام رجالها تظل الكرام
المرملون بجوها سواء عليهم حملها وحيالها إذا ما امرؤ القيس بن لؤم تطعمت بكاس
الندامى خيبتها سبالها وقال عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير ويوم مرأة إذ وليتم
رفضا وقد تضايق بالأبطال واديه
المرايض بالفتح وهو من استراض الوادي إذا استنقع فيه الماء ومنه سميت الروضة وهي
مواضع
في
ديار بني تميم بين كاظمة والنقيرة
المرايغ جمع مراغ الإبل وهو متمرغها كورة بصعيد مصر في غربي النيل فيها عدة قرى
آهلة عامرة جدا
مرباط بالكسر ثم السكون وباء موحدة وآخره طاء مهملة فرضة مدينة ظفار بينها وبين
ظفار على ما حدثني رجل من أهلها مقدار خمسة فراسخ ولما لم تكن ظفار مرسى ترسى فيه
المراكب وكان لمرباط مرسى جيد كثر ذكره على أفواه التجار وهي مدينة مفردة بين
حضرموت وعمان على ساحل البحر لها سلطان برأسه ليس لأحد عليه طاعة وقرب مدينته جبل
نحو ثلاثة أيام في مثلها فيه ينبت شجر اللبان وهو صمغ يخرج منه ويلقط ويحمل إلى
سائر الدنيا وهو غلة الملك يشارك فيه لاقطيه كما ذكرناه في ظفار وأهلها عرب وزيهم
زي العرب القديم وفيهم صلاح مع شراسة في خلقهم وزعارة وتعصب وفيهم قلة غيرة كأنهم
اكتسبوها بالعادة وذلك أنه في كل ليلة تخرج نساؤهم إلى ظاهر مدينتهم ويسامرن
الرجال الذين لا حرمة بينهم ويلاعبنهم ويجالسنهم إلى أن يذهب أكثر الليل فيجوز
الرجل على زوجته وأخته وأمه وعمته وإذا هي تلاعب آخر وتحادثه فيعرض عنها ويمضي إلى
امرأة غيره فيجالسها كما فعل بزوجته وقد اجتمعت بكيش بجماعة كثيرة منهم رجل عاقل
أديب يحفظ شيئا كثيرا وأنشدني أشعارا وكتبتها عنه فلما طال الحديث بيني وبينه قلت
له بلغني عنكم شيء أنكرته ولا أعرف صحته فبدرني وقال لعلك تعني السمر قلت ما أردت
غيره فقال الذي بلغك من ذلك صحيح وبالله أقسم إنه لقبيح ولكن عليه نشأنا وله مذ
خلقنا ألفنا ولو استطعنا أن نزيله لأزلناه ولو قدرنا لغيرناه ولكن لا سبيل إلى ذلك
مع ممر السنين عليه واستمرار العادة به
مربالا ناحية قرب خلاط لها ذكر في كتاب الفتوح إن حبيب بن مسلمة نزلها فجاءه بطريق
خلاط بكتاب عياض بن غنم بأنه قد أمنه على نفسه وبلاده وقاطعه على إتاوة فأمضى حبيب
بن مسلمة ذلك
مربخ بضم أوله وسكون ثانيه وكسر الباء الموحدة وخاء معجمة قال أبو منصور مربخ رمل
بالبادية بعينه وقال أبو الهيثم سمي جبل مربخ مربخا لأنه يربخ الماشي فيه من التعب
والمشقة أي يذهب عقله كالمرأة الربوخ التي يغشى عليها من شدة الشهوة وقال الليث
ربخت الإبل في المربخ أي فترت في ذلك الرمل من الكلال وأنشد بعضهم أمن جبال مربخ
تمطين لا بد منه فانحدرن وارقين أو يقضي الله رمايات الدين وقال نصر مربخ رمل
مستطيل بين مكة والبصرة
ومربخ أيضا جبل آخر عند ثور مما يلي القبلة وقال العمراني مربخ بفتح الميم والباء
رمل من رمال زرود وعن جار الله بضم الميم وكسر الباء
المربد بالكسر ثم السكون وفتح الباء الموحدة ودال مهملة وهذا اسم موضع هكذا وليس
بجار على فعل على أن ابن الأعرابي روى أن الرابد الخازن ولو كان منه لقيل المرابد
على زنة اسم المفعول مثل المقاتل من القاتل فمجيئه على غير جريان الفعل دليل على
أنه موضع هكذا وذهب القاضي عياض إلى أن أصله من ربد بالمكان إذا أقام به فقياسه
على هذا أن يكون مربد بفتح الميم وكسر الباء فلم يسمع فيه ذلك فهو أيضا غير قياس
ودخل أبو
القاسم
نصر بن أحمد الحميري على أبي الحسين بن المثنى في آخر حريق كان في سوق المربد فقال
له أبو الحسين بن المثنى يا أبا القاسم ما قلت في حريق المربد قال ما قلت شيئا
فقال له وهل يحسن بك وأنت شاعر البصرة والمربد من أجل شوارعها وسوقه من أجل
أسواقها ولا تقول فيه شيئا فقال ما قلت ولكني أقول وارتجل هذه الأبيات أتتكم شهود
الهوى تشهد فما تستطيعون أن تجحدوا فيا مربديون ناشدتكم على أنني منكم مجهد جرى
نفسي صعدا نحوكم فمن أجله احترق المربد وهاجت رياح حنيني لكم وظلت به ناركم توقد
ولولا دموعي جرت لم يكن حريقكم أبدا يخمد وفي حديث النبي صلى الله عليه و سلم أن
مسجده كان مربدا ليتيمين في حجر معاذ بن عفراء فاشتراه منهما معوذ بن عفراء فجعله
للمسلمين فبناه رسول الله صلى الله عليه و سلم مسجدا قال الأصمعي المربد كل شيء
حبست فيه الإبل ولهذا قيل مربد النعم بالمدينة وبه سمي مربد البصرة وإنما كان موضع
سوق الإبل وكذلك كل ما كان من غير هذا الموضع أيضا إذا حبست فيه الإبل وأنشد
الأصمعي يقول أتيت بأبواب القوافي كأنني أصيد بها سربا من الوحش نزعا عواصي إلا ما
جعلت وراءها عصا مربد يغشى نحورا وأذرعا قال يعني بالمربد ههنا عصا جعلها معترضة
على الباب تمنع الإبل من الخروج سماها مربدا لهذا وهو أنكر ذلك عليه وقيل إنما
أراد عصا معترضة على باب المربد فأضاف العصا المعترضة إلى المربد ليس أن العصا
مربد
والمربد أيضا موضع التمر مثل الجرين
و مربد النعم موضع على ميلين من المدينة وفيه تيمم ابن عمر
و مربد البصرة من أشهر محالها وكان يكون سوق الإبل فيه قديما ثم صار محلة عظيمة
سكنها الناس وبه كانت مفاخرات الشعراء ومجالس الخطباء وهو الآن بائن عن البصرة
بينهما نحو ثلاثة أميال وكان ما بين ذلك كله عامرا وهو الآن خراب فصار المربد
كالبلدة المفردة في وسط البرية وقدم أعرابي البصرة فكرهها فقال هل الله من وادي
البصيرة مخرجي فأصبح لا تبدو لعيني قصورها وأصبح قد جاوزت سيحان سالما وأسلمني
أسواقها وجسورها ومربدها المذري علينا ترابه إذا سحجت أبغالها وحميرها فنضحي بها
غبر الرؤوس كأننا أناسي موتى نبش عنها قبورها وينسب إليها جماعة من الرواة منهم
سماك بن عطية المربدي البصري يروي عن الحسن وأيوب روى عنه حماد بن زيد حديثه في
الصحيحين وأبو الفضل عباس بن عبد الله بن الربيع بن راشد مولى بني هاشم المربدي
حدث عن عباس بن محمد وعبد الله بن محمد بن شاكر حدث عنه ابن المقري وذكر أنه سمع
منه بمربد البصرة والقاضي أبو عمرو القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي البصري
قال
السلفي
كان ينزل المربد حدث عن أبيه وأبي علي محمد بن أحمد اللؤلؤي وعلي بن إسحاق
الماذراني حدث عنه أبو بكر الخطيب ووثقه وتوفي في ذي القعدة سنة 314
المربع بفتح أوله وسكون ثانيه ثم باء موحدة مفتوحة وعين مهملة جبل قرب مكة قال
الأبح بن مرة الهذلي أخو ابن خراش لعمرك ساري بن أبي زنيم لأنت بعرعر الثأر المنيم
يريد سارية وهو الذي ناداه عمر على المنبر يا سارية الجبل
عليك بنو معاوية بن صخر وأنت بمربع وهم بضيم وقيل مربع موضع بالبحرين عن أبي بكر
بن موسى
مربع بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الباء الموحدة مال مربع بالمدينة في بني حارثة
وكان به أطم
مربعة الخرسي أما مربعة فكأنه يراد به الموضع المربع وأما الخرسي فبضم الخاء وراء
ساكنة وسين مهملة وهي نسبة إلى خراسان يقال خرسي وخراسي وخراساني عن صاحب كتاب
العين وهي محلة في شرقي بغداد فكان الخرسي هذا صاحب شرطة بغداد وأظنه في أيام
المنصور
مربعة أبي العباس أيضا ببغداد بين الحربية وباب البصرة متصلة بشارع باب الشام
منسوبة إلى أبي العباس الفضل بن سليمان الطوسي أحد النقباء السبعين
مربعة الفرس بضم الفاء وسكون الراء وسين مهملة جمع فارسي ببغداد أيضا متصلة بمربعة
أبي العباس وهم قوم أقطعهم المنصور هذا الموضع لما اختط بغداد
مربله بالفتح ثم السكون وباء موحدة ولام مشددة مضمومة وهاء ساكنة هي ناحية من
أعمال قبرة بالأندلس
مربوط بالفتح ثم السكون وباء موحدة وآخره طاء مهملة من قرى الإسكندرية
المربوع موضع بنواحي سلمية بالشام
مربولة موضع في شعر امرىء القيس حيث قال عفا شطب من أهله فغرور فمربولة إن الديار
تدور فجزع محيلات كأن لم تقم بها سلامة حولا كاملا وقدور
مربيطر بالضم ثم السكون وباء موحدة مفتوحة وياء مثناة من تحت ساكنة وطاء مفتوحة
وراء مدينة بالأندلس بينها وبين بلنسية أربعة فراسخ وفيها الملعب وهو إن صح ما
ذكروه من أعجب العجائب وذلك أن الإنسان إذا صعد فيه نزل وإذا نزل فيه صعد ينسب
إليها قاضيها ابن خيرون المربيطري وسفيان بن العاصي بن أحمد بن عباس بن سفيان بن
عيسى بن عبد الكبير بن سعيد الأسدي المربيطري سكن قرطبة يكنى أبا بحر روى عن أبي
عمر بن عبد البر الحافظ وأبي العباس العذري وأكثر عنه وعن أبي الليث نصر بن الحسن
السمرقندي وأبي الوليد الباجي وغيرهم جماعة وكان من أجلة العلماء وكبار الأدباء من
أهل الرواية والدراية سمع الناس منه كثيرا وحدث عنه جماعة ولقيه ابن بشكوال وحدث
عنه ومات لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة 520 ومولده سنة 440
مرت
بفتح الميم والراء والتاء فوقها نقطتان هي قرية بينها وبين أرمية منزل واحد في
طريق تبريز وهي كبيرة ذات بساتين وفي أهلها شجاعة وجماعة
مرتج بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر التاء المثناة من فوق وجيم هكذا ضبطه الحازمي ولم
أجد له على هذا اشتقاقا إلا أن يكون من قولهم رتج في منطقه إذا استغلق وهو بعيد من
الأماكن فإن ضممت الميم صار من أرتج الخصب إذا عم فلم يغادر موضعا إلا أخصبه واسم
الفاعل مرتج وهو موضع قرب ودان وقيل هو في صدر نخلى واد لحسن بن علي بن أبي طالب
المرتاحية من كور مصر البحرية
مرتحوان بالفتح ثم السكون وتاء فوقها نقطتان وحاء مهملة من نواحي حلب
المرتمى بالضم ثم السكون وتاء مثناة من فوقها هو بئر بين القرعاء وواقصة ممرة
رشاؤها نيف وأربعون قامة لكنها عذبة قليلة الماء ولها حوض وقباب خراب ثم أحساء بني
وهب على خمسة أميال من المرتمى قال أبو صخر الهذلي عفا سرف من جمل فالمرتمى قفر
فشعب فأدبار الثنيات فالغمر فخيف منى أقوى خلاف قطينه فمكة وحش من جميلة فالحجر
تبدت بأجياد فقلت لصحبتي ءالشمس أضحت بعد غيم أم البدر وأظن هذا المرتمى غير ذلك
والله أعلم
مرجانة سفح مرجانة في جبل أروند فيه شعر في أروند ينقل إلى ههنا يا أيها المغتدي
نحو الجبال
مرج بالفتح ثم السكون والجيم وهي الأرض الواسعة فيها نبت كثير تمرج فيها الدواب أي
تذهب وتجيء وأصل المرج القلق ويقال مرج الخاتم في يدي مرجا إذا قلق وهي في مواضع
كثيرة كل مرج منها يضاف إلى شيء أذكره مرتبا على الحروف
مرج الأطراخون بالخاء المعجمة وآخره نون قرب المصيصة
مرج الخطباء موضع بخراسان خطب فيه جماعة من الخطباء فغلب عليه ذلك قال المدائني
قدم عبد الله بن عامر بن كريز إلى أبرشهر فامتنعت عليه فشخص عنها فنزل مرج الخطباء
وهو على يوم من نيسابور فقال معتق بن قلع العشري أيها الأمير لا تقتلنا بالشتاء
فإنه عدو كلب وارجع إلى أبرشهر فإني أرجو أن يفتحها الله عليك فرجع ففتحها عنوة
فقال ابن أخي معاوية يفخر بمشورة معتق بالمرج قد مرجوا وارتج أمرهم حتى إذا قلدوه معتقا
عتقوا أشار بالأمر والرأي السديد ولم يعيا به فيهم والخير متسق فذاك عمي والأخبار
نامية وخير ما حدث الأقوام ما صدقوا
مرج حسين بالثغور الشامية منسوب إلى حسين بن سليم الأنطاكي كانت له به وقعة ونكاية
بالعدو فسمي بذلك
مرج
الخليج من نواحي ثغر المصيصة
مرج الديباج واد عجيب المنظر نزه بين الجبال بينه وبين المصيصة عشرة أميال
مرج راهط بنواحي دمشق وهو أشهر المروج في الشعر فإذا قالوه مفردا فإياه يعنون وقد
ذكر في راهط
مرج الصفر بالضم وتشديد الفاء بدمشق ذكر أيضا قال شهدت قبائل مالك وتغيبت عني
عميرة يوم مرج الصفر وقال خالد بن سعيد بن العاصي وقتل بمرج الصفر هل فارس كره
النزال يعيرني رمحا إذا نزلوا بمرج الصفر
مرج عذراء بغوطة دمشق ذكر في عذراء
مرج عيون بسواحل الشام
مرج فريش بكسر الفاء والراء المشددة وشين معجمة من الأندلس
مرج القلعة بينه وبين حلوان منزل وهو من حلوان إلى جهة همذان قال سيف وإنما سمي
بذلك لأن النعمان بن مقرن حيث سير لقتال من اجتمع بالماهين وهي نهاوند ولما انتهى
أهل الكوفة وكانوا من عسكره إلى حلوان
وإياه عنت علية بنت المهدي بقولها وكانت قد خرجت إلى خراسان صحبة أخيها الرشيد
فاشتاقت إلى بغداد فكتبت على مضرب أخيها ومغترب بالمرج يبكي لشجوه وقد غاب عنه
المسعدون على الحب إذا ما تراءى الركب من نحو أرضه تنشق يستشفي برائحة الركب فلما
وقف عليه الرشيد قال حنت علية إلى الوطن وأمرها بالرجوع إلى بغداد
مرج الموصل ويعرف بمرج أبي عبيدة عن جانبها الشرقي موضع بين الجبال في منخفض من
الأرض شبيه بالغور فيه مروج وقرى ولاية حسنة واسعة وعلى جباله قلاع قيل إنما سمي
بالمرج لأن خيل سليمان بن داود عليهما السلام كانت ترعى فيه فرجعت إليه خصبة فدعا
للمرج أن يخصب إذا أجدبت البلاد وهو كذلك ينسب إليه أبو القاسم نصر بن أحمد بن
محمد بن الخليل المرجي سكن بعض آبائه الموصل وولد أبو القاسم بها يروي عن أبي يعلى
الموصلي وغيره روى عنه جماعة آخرهم أحمد بن عبد الباقي بن طوق
مرج بني هميم بالصعيد من مصر شرقي النيل يسكنه قبيلة من العرب أظنها من بلي
مرج قرابلين على مرحلة من همذان في جهة أصبهان كانت به عدة وقائع للسلجوقية
مرج الضيازن بالجزيرة قرب الرقة منسوب إلى الضيزن بن معاوية بن الإحرام بن سعد بن
سليح صاحب الحضر وهو الذي قتله سابور ذو الأكتاف كما ذكرناه في الحضر قال عبيد
الله بن قيس الرقيات فقلت لهما سيري ظعين فلن تري بعينك ذلا بعد مرج الضيازن وسيري
إلى القوم الذين أبوهم بمكة يغشى بابه والبراشن وقال أيضا لن تري بعد مرج آل أبي
الضي زن ضيما وإن أفاد حنينا
مرج
عبد الواحد بالجزيرة قال أحمد بن يحيى بن جابر قال أبو أيوب الرقي سمعت أن عبد
الواحد الذي نسب المرج إليه عبد الواحد بن الحارث بن الحكم بن العاصي وهو ابن عم
عبد الملك بن مروان كان على المرج فجعله حمى للمسلمين وهو الذي مدحه القطامي فقال
أهل المدينة لا يحزنك شأنهم إذا تخطاك عبد الواحد الأجل وقيل كان حمى للمسلمين قبل
أن يبنى الحدث وزبطرة فلما بنيا استغني عنه فضمه الحسين الخادم إلى الأحراز أيام
الرشيد ثم وثب الناس عليه فغلبوا على مزارعه حتى قدم عبد الله بن طاهر إلى الشام
فرده إلى الضياع
مرجبى ناحية بين الري وقزوين ذات قرى كثيرة وعمارة ونبت كثير وفيها قلعة حصينة
شهيرة وأهلها يسمونها مركبويه وتكتب في الديوان كما كتبناه
مرجح في حديث الهجرة بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر الجيم والحاء مهملة قال ابن إسحاق
ثم سلك بهما الدليل من محاج إلى مرجح محاج ثم تبطن بهما في مرجح من ذي العضوين قال
المكشوح المرادي وكان عمرو بن أمامة وهو ابن المنذر بن ماء السماء الملك نزل على
مراد مراغما لأخيه عمرو بن هند فتجبر عليهم فقتله المكشوح فقال نحن قتلنا الكبش إذ
ثرنا به بالخل من مرجح إذ قمنا به بكل سيف جيد يعصى به يختصم الناس على اغترابه
وقال قيس بن مكشوح لعمرو بن معدي كرب كلا أبوي عم وخال كما بينته للمجد نام
وأعمامي فوارس يوم لحج ومرجح إن شكوت ويوم شام
مرجم بالكسر ثم السكون وجيم مفتوحة موضع في بلاد بني ضمرة قال كثير أفي رسم أطلال
بشطب فمرجم دوارس لما استنطقت لم تكلم وقال فيروز الديلمي هاجتك دمنة منزل بين
المراض فمرجم وكأنما نسج التراب سفا الرياح بمعلم
مرحب هو صنم كان بحضرموت وكان سادنه ذا مرحب وبه سمي ذا مرحب
ومرحب طريق بين المدينة وخيبر ذكره في المغازي قال الراوي في غزوة خيبر إن الدليل
انتهى برسول الله صلى الله عليه و سلم إلى موضع له طريق إلى خيبر فقال يا رسول
الله إن لها طرقا تؤتى منها كلها فقال صلى الله عليه و سلم سمها لي وكان صلى الله
عليه و سلم يحب الفأل والاسم الحسن ويكره الطيرة والاسم القبيح فقال الدليل لها
طريق يقال له حزن قال لا نسلكها قال لها طريق يقال له شاس قال لا نسلكها فقال لها
طريق يقال له حاطب قال لا نسلكها قال بعض رفقائهم ما رأيت كالليلة أسماء أقبح من
أسماء سميت لرسول الله قال لها طريق واحدة ولم يبق غيرها يقال لها مرحب قال صلى
الله عليه و سلم نعم أسلكها فقال عمر رضي الله عنه ألا سميت هذه الطريق أول مرة
مرحض من مخاليف اليمن
مرجيق
بالضم ثم السكون وكسر الجيم وياء تحتها نقطتان ساكنة وقاف حصن من أعمال أكشونية
بالأندلس قال ابن بشكوال محمد بن عبد الواحد بن علي بن سعيد بن عبد الله من أهل
مرجيق من المغرب يكنى أبا عبد الله أخذ عن القاضي أبي الوليد كثيرا من روايته
وتآليفه وصحبه واختص به وكان من أهل العلم والمعرفة والفهم عالما بالأصول والفروع
واستقضى بإشبيلية وحمدت سيرته ولم يزل يتولى القضاء بها إلى أن توفي سنة 305
مرحيا بفتح أوله وثانيه والحاء مهملة مفتوحة أيضا وياء تحتها نقطتان مشددة وألف
مقصورة من المرح وهو البطر والفرح رواه الخارزنجي بكسر الحاء بوزن برديا اسم موضع
في بلاد العرب قال رعت مرحيا في الخريف وعادة لها مرحيا كل شعبان تخرف
مرخة بلد باليمن له عمل ورستاق ومن نواحيه أوله عيرة لبني لقيط من صداء التختاخة
واد كثير النخل والعلوب لبني شداد المكا لبني شداد المديد لبني سليم من صداء حوزة
والحجر الحرساء لبني مغامر من حمير
المرختان تثنية المرخة بالخاء المعجمة وهي واحدة المرخ شجر كثير النار اسم موضع في
أخبار هذيل خرج منها عمرو بن خويلد الهذلي في نفر من قومه يريدون بني عضل وهم
بالمرخة القصوى اليمانية حتى قدم أهلا له من بني قريم بن صاهلة وهم بالمرخة
الشامية فهاتان مرختان كما هناك نخلتان اليمانية والشامية
مرخ بالفتح ثم السكون وخاء معجمة واد باليمن واحد الذي قبله موضع ذكره بعض الأعراب
فقال من كان أمسى بذي مرخ وساكنه قرير عين لقد أصبحت مشتاقا أرى بعيني نحو المشرق
كل ضحى دأب المقيد منى النفس إطلاقا وقال كثير بعزة هاج الشوق فالدمع سافح مغان
ورسم قد تقادم ماصح بذي المرخ من ودان غير رسمها ضروب الندى ثم اعتفتها البوارح
قالوا في شرحه ذو المرخ من الحوراء وهو في ساحل البحر قرب ينبع
مرخ بالتحريك والخاء معجمة وذو مرخ هو واد بين فدك والوابشية خضر نضر كثير الشجر
قال فيه الحطيئة في رواية بعضهم ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ زغب الحواصل لا ماء ولا
شجر وذكر الزبير في كتاب العقيق بالمدينة قال هو مرخ وذو مرخ وأنشد لأبي وجزة يقول
واحتلت الجو فالأجزاع من مرخ فما لها من ملاحاة ولا طلب وقال الحفصي في كتابه
الخارجة قرية لبني يربوع باليمامة وفيها يمر ذو مرخ وفيها يقول الحطيئة وذكر البيت
والرواية المشهورة بذي أمر وقد ذكر وأظن الوادي قرب فدك هوذو مرخ بسكون الراء
مرداء بفتح أوله وسكون ثانيه ودال مهملة والمد يجوز أن يكون مفعالا من الرد وهو
الهلاك ويجوز أن يكون فعلاء قال الأصمعي أرض مرداء وجمعها مرادي وهي رمال منبطحة
لا نبت فيها ومنه قيل للغلام أمرد وهو موضع بهجر وقال
ابن
السكيت مرداء هجر رملة دونها لا تنبت شيئا قال الراجز هلا سألتم يوم مرداء هجر
وقال فليتك حال البحر دونك كله ومن بالمرادي من فصيح وأعجم والمرادي ههنا جمع
مرداء هجر وقال أبو النجم هلا سألتم يوم مرداء هجر إذ قاتلت بكر وإذ فرت مضر مرداء
مضر أيضا قرية كان بها يوم بين أبي فديك الخارجي وأمية بن عبد الله بن خالد بن
أسيد ففر أمية أقبح فرار
ومردا أيضا قرية قرب نابلس إلا أن هذه لا يتلفظ بها إلا بالقصر
مردان بالفتح وآخره نون فعلان والمرد ثمر الأراك قبل أن ينضج قال ابن إسحاق وكانت
مساجد رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما بين المدينة وتبوك معلومة مسماة مسجد
تبوك ومسجد ثنية مردان وذكر الباقي
المردات هو المرداء الذي قبله سواء في المعنى إلا أن أبا عمرو رواه هكذا قال عامر
بن الطفيل وإنك لو رأيت أميم قومي غداة قراقر لنعمت عينا وهن خوارج من حي كلب وقد
شفي الحزازة واشتفينا وقد صبحن يوم عويرضات قبيل الشرق باليمن الحصينا وبالمردات
قد لاقين غنما ومن أهل اليمامة ما بغينا
المردمة بالفتح ثم السكون ودال مفتوحة وميم وبعدها هاء هو اسم المكان من ردم
الحائط بردمه إذا سده مثل المشرقة والمغربة وهو جبل لبني مالك بن ربيعة بن أبي بكر
بن كلاب أسود عظيم ويناوحه سواج ودارة المردمة ذكرت وقال أبو زياد مما يذكر من
بلاد أبي بكر بن كلاب مما فيه مياه وجبال المردمة وهي بلاد واسعة وفيها جبلان
يسميان الأخرجين
مر بالفتح ثم التشديد والمر والممر والمرير الحبل الذي قد أحبك فتله وأنشد ابن
الأعرابي ثم شددنا فوقه بمر ويجوز أن يكون منقولا من الفعل من مر يمر ثم صير اسما
وذكر عبد الرحمن السهيلي في اشتقاقه شيئا عجيبا قال وسمي مرا لأنه في عرق من
الوادي من غير لون الأرض شبه الميم المدورة بعدها راء خالفت كذلك ويذكر عن كثير
أنه قال سميت مرا لمرارتها قال ولا أدري ما صحة هذا
ومر الظهران ويقال مر ظهران موضع على مرحلة من مكة له ذكر في الحديث وقال عرام مر
القرية والظهران هو الوادي وبمر عيون كثيرة ونخل وجميز وهو لأسلم وهذيل وغاضرة قال
أبو صخر الهذلي يصف سحابا وأقبل مرا إلى مجدل سياق المقيد يمشي رسيفا أي استقبل
مرا قال الواقدي بين مر وبين مكة خمسة أميال ويقال إنما سميت خزاعة بن حارثة بن
عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن الغطريف من الأزد لأنهم تخزعوا من ولد عمرو بن
عامر حين أقبلوا من مأرب يريدون الشام فنزلوا بمر
الظهران أقاموا بها أي انقطعوا عنهم قال عون بن أيوب الأنصاري الخزرجي في الإسلام فلما هبطنا بطن مر تخزعت خزاعة منا في حلول كراكر حمت كل واد من تهامة واحتمت بصم القنا والمرهفات البواتر خزاعتنا أهل اجتهاد وهجرة وأنصارنا جند النبي المهاجر وسرنا إلى أن قد نزلنا بيثرب بلا وهن منا وغير تشاجر وسارت لنا سيارة ذات منظر بكوم المطايا والخيول الجماهر يرومون أهل الشام حتى تمكنوا ملوكا بأرض الشام فوق المنابر أولاك بنو ماء السماء توارثوا دمشق بملك كابرا بعد كابر وقال عمر بن أبي ربيعة أباكرة في الظاعنين رميم ولم يشف متبول الفؤاد سقيم عشية رحنا ثم راحت كأنها غمامة دجن تنجلي وتغيم فقلت لأصحابي انفروا إن موعدا لكم مر فليرجع علي حكيم رميم التي قالت لجارات بيتها ضمنت ولكن لا يزال يهيم ضمنت ولكن لا يزال كأنه لطيف خيال من رميم غريم وقالت له مستنكر أن تزورنا وتشريف ممشانا إليك عظيم وقال أبو عبد الله السكوني مر ماءة لبني أسد بينها وبين الخوة يوم شرقي سميراء وقال العجير السلولي يرثي ابن عم له يقال له جابر بن زيد وكان كريما مفضالا قال فيه العجير إن ابن عمي لابن زيد وإنه لبلال أيدي جلة الشول بالدم وكان الناس يقولون لابن زيد ما لك لا تكثر إبلك يا ابن زيد فيقول إن العجير لم يدعها أن تكثر وكان ينحرها ويطعمها للناس لأجل ما قال فيه العجير ثم سافر ابن زيد فمات بمكان يقال له مر فقال العجير يرثيه تركنا أبا الأضياف في ليلة الدجى بمر ومردى كل خصم يناضله ثوى ما أقام العيكتان وعريت دقاق الهوادي محدثات رواحله أخو سنوات يعلم الجوع أنه إذا ما تبيا أرجل القوم قاتله خفاف كنصل المشرفي وقد عدا على الحي حتى تستقر مراجله ترى جازريه بين عيدان ناره عليها عداميل الهشبم وصامله يحزان ثنيا خيرها عظم جاره بصير به لم تعد عنه مشاغله إذا القوم أموا بيته طلب القرى لأحسن ما ظنوا به فهو فاعله فتى ليس لابن العم كالذئب إن رأى بصاحبه يوما دما فهو آكله لسانك خير وحده من قبيلة وما عد بعدا في الفتى فهو فاعله
سوى
البخل والفحشاء واللؤم إنه أبت ذلكم أخلاقه وشمائله تبيا أي تبوأ أي تخير وتبيا
لغة سلول وخثعم وأهل تلك النواحي
مر بالضم بلفظ المر ضد الحلو واد في بطن إضم وقيل هو بطن إضم كذا ضبطه الحازمي
والمر أيضا أرض بالنجد من بلاد مهرة بأقصى اليمن
مرز بالفتح ثم السكون وزاي والمرز القرص بأطراف الأصابع برفق ليس بالأظفار قال
العمراني هي قرية معروفة وإليها ينسب المرزي من المحدثين
المرزى بالفتح والزاي بعد الراء قرية بالبحرين يصلى فيها يوم العيد وهي رملة لبني
محارب
مرزنكى بعد الراء الساكنة زاي مفتوحة ثم نون ساكنة وكاف
مرزوها بليدة بالديلم بها كان الحسن بن فيروزان صاحب جرجان تارة مع آل بويه وتارة
مع الجيل وتارة مع آل سامان
مرس بالتحريك والسين مهملة موضع بالمدينة في نونية ابن مقبل والمرس الحبل والمرس
شدة العلاج ينسب إليه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل العلوي
المرسي المديني روى عن أبيه عن جده قال ابن مقبل واشتقت القهب ذات الخرج من مرس شق
المقاسم عنه مدرع الردن وقالوا في تفسيره قال خالد الخرج ببلاد اليمامة ومرس لبني
نمير
مرست بفتح أوله وثانيه وسين مهملة ساكنة إحدى القرى الخمس ببنج ده ينسب إليها أبو
سعيد عثمان بن علي بن شرف بن أحمد المرسي من أهل بنج ده كان فقيها فاضلا سمع من
أستاذه القاضي حسين وأبي مسعود محمد بن عبد الله الحافظ وغيرهما وانقطع إلى
العبادة إلى أن توفي سنة 256 ببنج ده ومولده سنة 534
مرسى الخرز بالفتح ثم السكون والسين مهملة والقصر وأصله مفعل من رست السفينة إذا
ثبتت والموضع مرسى والخرز بفتح الخاء المعجمة والراء ثم الزاي واحدته خرزة موضع
معمور على ساحل إفريقية بينه وبين بونة ثلاثة أيام منه يستخرج المرجان يجتمع
التجار فيستأجرون أهل تلك المواضع على استخراجه من قعر البحر وليس في ذلك على مستخرجه
مشقة ولا لسلطان فيه حصة فإنه يتخذ لاستخراجه صليب من خشب طوله قدر الذراع ثم يشد
في طول ذلك الصليب حجر ويشد فيه حبل ويركب صاحبه في قارب ويبعد عن الساحل قدر نصف
فرسخ وفي قعر تلك المسافة ينبت المرجان فيرسل ذلك الصليب في الماء إلى أن ينتهي
إلى القرار ثم يمر بالقارب ذراعايمينا وشمالا ومستديرا إلى أن يعلق المرجان في
ذوائب الصليب ثم يقتلعه بقوة ويرقيه إليه فيخرج وقد علق في ذلك الصليب جسم مشجر
إلى القصر ما هو أغبر القشر فإذا حل عنه قشره خرج أحمر اللون فتفصله الصناع
مرسى الدجاج بينها وبين أشير أربعة أيام وهي مدينة قد أحاط بها البحر من ثلاث نواح
وقد ضرب بسور من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية ومن هناك يدخل إليها وأسواقها
ومسجد جامعها من داخل ذلك السور له باب واحد ولها مرفأ غير مأمون لضيقه يسكنها
الأندلسيون وقبائل من كتامة
وبشرقيها
مدينة بني جناد وهي أصغر منها
مرسى الزيتونة من نواحي إفريقية بينه وبين ميلة يوم واحد
مرسى علي مدينة على سواحل جزيرة صقلية
المرسلية من مياه بني كليب بن يربوع باليمامة أو ما يقاربها عن محمد بن إدريس بن
أبي حفصة
مرسية بضم أوله والسكون وكسر السين المهملة وياء مفتوحة خفيفة وهاء وهو من الذي
قبله مدينة بالأندلس من أعمال تدمير اختطها عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد
الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان وسماها تدمير بتدمر الشام فاستمر
الناس على اسم موضعها الأول وهي ذات أشجار وحدائق محدقة بها وبها كان منزل ابن
مردنيش وانعمرت في زمانه حتى صارت قاعدة الأندلس وإليها ينسب أبو غالب تمام بن
غالب اللغوي المرسي يعرف بابن البناء صنف كتابا كبيرا في اللغة
مرشانة بالفتح ثم السكون وشين معجمة وبعد الألف نون مدينة من أعمال قرمونة
بالأندلس ينسب إليها أحمد بن سيد الخبير بن داود بن أبي داود أبو عمر سمع بقرطبة
من وهب بن مسرة الحجازي وكان معتنيا بالمسائل عاقدا للوثائق توفي بمرشانة سنة 736
وغيره
مرصفا بالفتح ثم السكون وصاد مهملة وفاء مقصورة قرية كبيرة في شمالي مصر قرب منية
غمر نسب إليها قوم من أهل العلم
المرعدة من مياه عمرو بن كلاب عن أبي زياد
مرعش بالفتح ثم السكون والعين مهملة مفتوحة وشين معجمة مدينة في الثغور بين الشام
وبلاد الروم لها سوران وخندق وفي وسطها حصن عليه سور يعرف بالمرواني بناه مروان بن
محمد الشهير بمروان الحمار ثم أحدث الرشيد بعده سائر المدينة وبها ربض يعرف
بالهارونية وهو مما يلي باب الحدث وقد ذكرها شاعر الحماسة فقال فلو شهدت أم القديد
طعاننا بمرعش خيل الأرمني أرنت عشية أرمي جمعهم بلبانه ونفسي وقد وطنتها فاطمأنت
ولاحقة الآطال أسندت صفها إلى صف أخرى من عدى فاقشعرت وبلغني عنها في عصرنا هذا
شيء استحسنته فأثبته وذلك أن السلطان قلج أرسلان بن سلجوق الرومي كان له طباخ اسمه
إبراهيم وكان قد خدمه منذ صباه سنين كثيرة وكان حركا وله منزلة عنده فرآه يوما
واقفا بين يديه يرتب السماط وعليه لبسة حسنة ووسطه مشدود فقال له يا إبراهيم أنت
طباخ حتى تصل إلى القبر فقال له هذا بيدك أيها السلطان فالتفت إلى وزيره وقال له
وقع له بمرعش وأحضر القاضي والشهود لأشهدهم على نفسي بأني قد ملكته إياها ولعقبه
بعده ففعل ذلك وذهب فتسلمها وأقام بها مدة ثم مرض مرضا صعبا فرحل إلى حلب ليتداوى
بها فمات بها فصارت إلى ولده من بعده فهي في يدهم إلى يومنا هذا
المرغابان بالفتح ثم السكون وغين معجمة وبعد الألف باء موحدة وآخره نون تثنية
مرغاب وأكثر ما يقال بالياء مرغابين أجري مجرى نصيبين وهو اسم علم موضوع لنهر
بالبصرة عن الأزهري
مرغاب بالغين معجمة وآخره باء موحدة قرية من قرى هراة ثم من قرى مالين قال أبو سعد
في
التحبير
محمد بن خلف بن يوسف بن محمد الأديب الصوفي أبو عبد الله الهروي كان قد سكن قرية
مرغاب سمع أبا عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي أجاز للسمعاني سمع منه ابن الوزير
الدمشقي في المحرم سنة 035
والمرغاب اسم نهر بمرو الشاهجان والمرغاب نهر بالبصرة قال البلاذري وحفر بشير بن
عبيد الله بن أبي بكرة المرغاب وسماه باسم مرغاب مرو وكانت القطيعة التي فيها
المرغاب لهلال بن أحوز المازني أقطعه إياها يزيد بن عبد الملك وهي ثمانية عشر ألف
جريب فحفر بشير المرغاب والسواقي والمعترضات بالتغلب وقال هذه قطيعة لي وخاصمه
حميري بن هلال فكتب خالد بن عبد الله القسري إلى مالك بن المنذر بن الجارود وهو
على أحداث البصرة أن خل بين حميري وبين المرغاب وأرضه وذلك أن بشيرا شخص إلى خالد
وتظلم إليه فقبل قوله وكان عمرو بن يزيد الأسيدي يعنى بحميري ويعينه فقال لمالك بن
المنذر ليس هذا خل إنما هو حل بين حميري وبين المرغاب وذكر عن بشير بن عبيد الله
بن أبي بكرة أنه قال لسالم بن قتيبة لا تخاصم فإنها تضع الشرف وتنقص المروءة فقام
وصالح خصماءه ثم رآه يخاصم فقال له ما هذا يا بشير تنهاني عن شيء وتفعله فقال له
بشير ليس هذا ذاك هذه المرغاب ثمانية عشر ألف جريب الخصومة فيها شرف
مرغبان بالفتح ثم السكون وغين معجمة ثم باء موحدة قرية من قرى كس ينسب إليها أبو
عمرو محمد بن أحمد بن أبي النجوي الحسن بن أحمد بن الحسن المروزي المرغباني من أهل
مرو سكن مرغبان فنسب إليها سمع أبا العباس الغداني وأبا الفضل الخلادي وأزهر بن
أحمد السرخسي سمع منه جماعة وتوفي بعد سنة 034
مرغبون بالباء الموحدة وآخره نون قرية من قرى بخارى
مرغريطة بالفتح ثم السكون وغين معجمة وراء مكسورة وياء ساكنة وطاء مهملة حصن من
أعمال جيان بالأندلس
مرغة بالفتح ثم السكون وغين معجمة والمرغة الروضة والعرب تقول تمرغنا أي تنزهنا
وهو موضع بينه وبين مكة بريدان في طريق بدر
مرغينان بالفتح ثم السكون وغين معجمة مكسورة والياء ساكنة ونون وآخره نون أخرى
بلدة بما وراء النهر من أشهر البلاد من نواحي فرغانة خرج منها جماعة من الفضلاء
مرفض الحبي
مرفق بالضم ثم السكون والفاء مكسورة وقاف موضع في قوله وقد طالعتنا يوم روضة مرفق
برود الثنايا بضة المتجرد
المرقب بالفتح ثم السكون والقاف وباء موحدة وهو اسم الموضع الذي يرقب فيه بلد
وقلعة حصينة تشرف على ساحل بحر الشام وعلى مدينة بلنياس قال أبو غالب همام بن
المهذب المعري في تاريخه وفي سنة 454 فيها عمر المسلمون الحصن المعروف بالمرقب بساحل
جبلة وهو حصن يحدث كل من رآه أنه لم ير مثله وأجمع رأي أصحابه على الحيلة بالروم
فباعوهم الحصن بمال عظيم وبعثوا شيخا منهم وولديه رهينة إلى أنطاكية على قبض المال
وتسليم النصن فلما قبضوا المال وقدم عليهم نحو ثلاثمائة لتسلم الحصن قتلوهم وأسروا
آخرين كثيرين فباعوهم أنفسهم بمال آخر ثم فدوا ذلك الشيخ وولديه بمال يسير
وحصل
المسلمون على الحصن والمال وقال يزيد بن معاوية يذكره طرقتك زينب والركاب مناخة
بجنوب خبت والندى يتصبب بثنية العلمين وهنا بعدما خفق السماك وجاورته العقرب فتحية
وسلامة لخيالها ومع التحية والسلامة مرحب أنى اهتديت ومن هداك وبيننا فلج فقلة
منعج فالمرقب وزعمت أهلك يمنعونك رغبة عني فأهلي بي أضن وأرغب في أبيات قال الحفصي
بحذاء الحفيرة قرية باليمامة جبل يقال له المرقب
المرقبة بالفتح ثم السكون وقاف وباء جبل كان فيه رقباء هذيل بين يسوم والضهيأتين
المرقدة بالضم والسكون وكسر القاف من الرقاد اسم ماء في جبل قال الأصمعي ومن مياه
أبي بكر بن كلاب في أعالي نجد المرقدة
مرق بالتحريك قرية كبيرة على طريق نصيبين من الموصل تنزلها القوافل بينها وبين
الموصل يومان
وبئر مرق بالمدينة ذكر في حديث الهجرة ويروى بسكون الراء
مرقية بفتح أوله وثانيه وكسر القاف والياء مشددة قلعة حصينة في سواحل حمص كانت
خربت فجددها معاوية ورتب فيها الجند وأقطعهم القطائع وفي تاريخ دمشق إبراهيم بن
هبة الله بن إبراهيم أبو إسحاق القرشي الطرابلسي المرقاني قدم دمشق وحدث بها عن
أبي جعفر أحمد بن كليب الطرسوسي روى عنه عبد العزيز الكيال وأبو سعد إسماعيل بن
علي بن لؤي السمان وأبو الحسن الحنائي وما أظنه منسوبا إلا إلى مرقية هذه
مركلان بالفتح ثم السكون وآخره نون والركل الضرب بالرجل والركل الكراث وهو موضع عن
ابن دريد
مركوب واد خلف يلملم أعلاه لهذيل وأسفله لكنانة وهو محرم أهل اليمن
مركوز جبل في شعر الراعي قال يصف نساء وسرب نساء لو رآهن راهب له ظلة في قلة ظل
رانيا جوامع أنس في حياء وعفة يصدن الفتى والأشمط المتناهيا بأعلام مركوز فعنز
فغرب مغاني أم الوبر إذ هي ما هيا
مركه بالفتح ثم السكون وكاف مدينة بالزنجبار لبربر السودان وليس ببربر المغرب
مركيش حصن من أعمال إشبيلية عن ابن دحية حجاج بن محمد بن عبد الملك بن حجاج اللخمي
المركيشي من أهل إشبيلية يكنى أبا الوليد له رحلة إلى المشرق روى فيها عن أبي
الحسن القابسي والراودي والرادعي وكان له عناية بالحديث وعلومه ومات في شعبان سنة
924 عن اثنتين وستين سنة قاله ابن بشكوال
مرماجنة بالفتح ثم السكون وبعد الألف جيم ونون مشدد قرية بإفريقية لهوارة قبيلة من
البربر عن أبي الحسن الخوارزمي وقال المهلبي بين مرماجنة والأربس مرحلة
المرمى
بكسر الميم مقصور بلد من ناحية ذمار باليمن
مرمى مدينة بين جبل نفوسة وزويلة قال البكري ومن أراد المسير من جبل نفوسة إلى
مدينة زويلة فإنه يخرج إلى مدينة جادو ثم يسير ثلاثة أيام في صحراء ورمال إلى موضع
يسمى تيرا وهو في سفح جبل فيه آبار كثيرة ونخيل ثم يصعد في ذلك الجبل فيمشي في
صحراء مستوية نحو أربعة أيام لا يجد ماء ثم ينزل على بئر تسمى أو درب ومن هناك
يلقى جبالا شامخة تسمى تارغين يسير فيها الذاهب ثلاثة أيام حتى يصل إلى بلد يسمى
مرمى فيه نخيل كثيرة يسكنه بنو قلدين وفزانة وعندهم غريبة وهي أن السارق إذا سرق
عندهم كتبوا كتابا يتعارفونه فلا يزال السارق يضطرب في موضعه لا يسكن عنه ذلك ولا
يفتر حتى يقر ويرد ما أخذ ولا يسكن عنه ما به حتى يمحى ذلك الخط ويسير من هذا
البلد إلى بلد يسمى سباب يومين وهو كثير النخل يزدرعون النيل ثم يسير في صحراء ذات
رمل رقيق يوما إلى زويلة
مرمل مخلاف باليمن منه خرجت النار التي أحرقت الجنة التي ذكرها الله في كتابه
مرند بفتح أوله وثانيه ونون ساكنة ودال من مشاهير مدن أذربيجان بينها وبين تبريز
يومان قد تشعثت الآن وبدأ فيها الخراب منذ نهبها الكرج وأخذوا جميع أهلها قال
بطليموس طولها ثلاث وسبعون درجة وسدس وعرضها سبع وثلاثون درجة وربع قال البلاذري
كانت مرند قرية صغيرة فنزلها جليس أبو البعيث ثم حصنها البعيث ثم ابنه محمد بن
البعيث وبنى بها محمد قصرا وكان قد خالف في خلافة المتوكل فحاربه بغا الصغير حتى
ظفر به وحمله إلى سر من رأى وهدم حائط مرند وذلك القصر وكان البعيث هذا من ولد
عتيب بن عمرو بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة ويقال عتيب بن أسلم بن جذام ويقال
عتيب بن عوف بن سنان والعتبيون يقولون ذلك وينسب إليها كثير من العلماء منهم محمد
بن عبد الله بن بندار بن عبد الله بن محمد بن كاكا أبو عبد الله المرندي حدث بدمشق
سنة 334 عن الدارقطني وابن شاهين وأبي حفص الكناني وغيرهم روى عنه عبد العزيز
الكناني وأبو القاسم بن أبي العلاء وأبو الحسن علي بن الحسن بن حرور وغيرهم وأبو
الوفاء خليل بن أحمد المرندي حدث عن أبي بصير محمد بن محمد الزينبي سمع منه أبو
بكر وقال توفي سنة 621 وأبو عبد الله محمد بن موسى المرندي وراق أبي نعيم الجرجاني
سمعب إبراهيم بن الحسين الهمداني سمع منه شيوخ قزوين وأثنوا عليه منهم محمد بن أبي
الخليل عبد الرحمن بن أبي حاتم وقال كتبت عليه أكثر من خمسمائة جزء
مروان هو فعلان من المرو وهو حجارة بيضاء براقة تكون فيها النار اسم جبل وقال ابن
موسى أحسبه بأكناف الربذة وقيل جبل وقيل حصن وكان مالكه الشليل جد جرير بن عبد
الله البجلي صاحب النبي صلى الله عليه و سلم وقال عمرو بن الخثارم البجلي ينتمي
إلى معد في قصة لقد فرقتم في كل قوم كتفريق الإله بني معد وكنتم حول مروان حلولا
جميعا أهل مأثره ومجد ففرق بينكم يوم عبوس من الأيام نحس غير سعد
المروان
تثنية مرو يراد به مرو الشاهجان ومرو الروذ قال الشاعر يرثي يزيد بن المهلب أبا
خالد ضاعت خراسان بعدكم وقال ذوو الحاجات أين يزيد فما لسرور بعد فقدك بهجة ولا
لجواد بعد جودك جود فلا قطرت بالري بعدك قطرة ولا اخضر بالمروين بعدك عود
المروت بالفتح ثم التشديد والضم وسكون الواو وتاء مثناة إن كانت منتقلا فمن المروت
جمع المرت وهي الأرض التي لا تنبت شيئا وإلا فهو مرتجل وهو اسم نهر وقيل واد
بالعالية كانت به وقعة بين تميم وقشير قال سرت من لوى المروت إلى آخره وقال
الحازمي المروت من ديار ملوك غسان وموضع آخر قرب النباج من ديار بني تميم به كانت
الواقعة التي قتل فيها بجير بن عبد الله بن عكبر بن سلمة بن قشير قتله قعنب بن
الحارث بن عمرو بن همام بن يربوع وهزموا جيشه وأسروا أكثرهم وقال أوس بن بجير يرثي
أباه لعمر بني رياح ما أصابوا بما احتملوا وعيرهم السقيم بقتلهم امرأ قد أنزلته
بنو عمرو وأوهته الكلوم فإن كانت رياحا فاقتلوها وآل بجيلة الثأر المنيم فإنهم على
المروت قوم ثوى برماحهم ميت كريم وحدث ابن سلام قال قال جرير بالكوفة قد قادني من
حب ماوية الهوى وما كانت ألقى للحبيبة أقودا أحب ثرى نجد وبالغور حاجة أغار الهوى
يا عبد قيس وأنجدا أقول له يا عبد قيس صبابة بأي ترى مستوقد النار أوقدا فقال
أراها أرثت بوقودها بحيث استفاض الجزع شيحا وغرقدا فأعجب أهل الكوفة بهذه الأبيات
فقال جرير كأنكم بابن القين قد قال أعد نظرا يا عبد قيس فإنما أضاءت لك النار
الحمار المقيدا فلم يلبثوا أن جاءهم قول الفرزدق يقول هذا البيت وبعده حمار بمروت
السخامة قاربت وظيفيه حول البيت حتى ترددا كليبية لم يجعل الله وجهها كريما ولم
يسنح لها الطير أسعدا فتناشد الناس هذه الأبيات وعجبوا من اتفاقهما فقال الفرزدق
كأنكم بابن المراغة قد قال وما عبت من نار أضاء وقودها فراسا وبسطام بن قيس مقيدا
وأوقدت بالسيدان نارا ذليلة وأشهدت من سوآت جعثن مشهدا فكان هذا من أعجب ما اتفقا
عليه
المروحة موضع بالسواد كانت فيه وقائع بين المسلمين والفرس وهي وقعة قس الناطف
ويقال لها المروحة
أيضا
لأن قس الناطف على شاطىء الفرات الشرقي والمروحة على شاطئها الغربي
المرود بالفتح ثم التشديد والضم وسكون الواو ودال مهملة موضع بين الجحفة وودان من
ديار بني ضمرة من كنانة وهناك رابغ
مروذ بالفتح ثم التشديد والضم وسكون الواو وذال معجمة وهو مدغم من مرو الروذ هكذا
يتلفظ به جميع أهل خراسان
مروراة بالفتح الكلام فيه مثل الكلام في قرورى إلا أن في آخلا هذا ياء ومرورات
بالتاء كأنه جمع مرورة وليس في الكلام مثل هذا البناء وهو مما ضعفت فيه العين
واللام فهو فعلعلة مثل صمحمحة والألف فيه منقلبة عن ياء أصلية وهو قول سيبويه جعل
مثل شجوجاة وأبطل أن يكون من باب عقوقل وقال ابن السراج في قطوطاة هو مثل مروراة
فهو فعوعل مثل عقوقل وقال سيبويه فيه إنه من باب صمحمحة فالياء زائدة على قول ابن
السراج ووزنه عنده فعوعلة موضع كان فيه يوم المروراة ظفر فيه ذبيان ببني عامر قال
زهير تربص فإن تقو المروراة منهم وداراتها لا تقو منهم إذا نخل بلاد بها نادمتهم
وألفتهم فإن تقويا منهم فإنهم بسل
مرو الروذ المرو الحجارة البيض تقتدح بها النار ولا يكون أسود ولا أحمر ولا تقتدح
بالحجر الأحمر ولا يسمى مروا والروذ بالذال المعجمة هو بالفارسية النهر فكأنه مرو
النهر وهي مدينة قريبة من مرو الشاهجان بينهما خمسة أيام وهي على نهر عظيم فلهذا
سميت بذلك وهي صغيرة بالنسبة إلى مرو الأخرى خرج منها خلق من أهل الفضل ينسبون
مروروذي ومروذي ومات المهلب بن أبي صفرة بمرو الروذ فقال نهار بن توسعة ألا ذهب
الغزو المقرب للغنى ومات الندى والعرف بعد المهلب أقاما بمرو الروذ رهن ثوائه وقد
حجبا عن كل شرق ومغرب وينسب إليها من المتأخرين أبو بكر خلف بن أحمد بن أبي أحمد
بن محمد بن متويه المرو الروذي وأخوه أبو عمرو الفضل كانا من أهل الفضل والحديث
مات خلف في رجب سنة 056 ذكره أبو سعد في التحبير وقال أجاز لي ومن الأعيان الأكابر
المتقدمين القاضي أبو حامد أحمد بن عامر بن يسر المرو الروذي من كبار أصحاب
الشافعي نزل البصرة ودرس بها وشرح كتاب المزني وكان من أكابر الأعيان وأفراد
العلماء توفي سنة 362 وأبو بكر أحمد بن محمد بن صالح بن حجاج المروذي صاحب أحمد بن
حنبل قيل كان خوارزميا وأمه مروذية وهو مقدم أصاب أحمد بن حنبل وكان يأنس به
وينبسط إليه خرج إلى الغزو وشيعه الناس إلى سامرا فجعل يردهم ولا يرجعون قال
فحزروا بسامرا سوى من رجع من دونها نحو خمسين ألف إنسان فقيل له يا أبا بكر أحمد
الله هذا علم قد نشر لك فبكى وقال هذا العلم ليس لي هذا العلم لأحمد بن حنبل ومات
في بغداد سنة 572 ودفن قرب تربة أحمد بن حنبيل رضي الله عنه ومرو الروذ في الإقليم
الخامس طولها خمس وثمانون درجة وثلثان وعرضها ثمان وثلاثون درجة وخمسون دقيقة
مرو الشاهجان هذه مرو العظمى أشهر مدن خراسان وقصبتها نص عليه الحاكم أبو عبد الله
في
تاريخ نيسابور مع كونه ألف كتابه في فضائل نيسابور إلا أنه لم يقدر على دفع فضل هذه المدينة والنسبة إليها مروزي على غير قياس والثوب مروي على القياس وبين مرو ونيسابور سبعون فرسخا ومنها إلى سرخس ثلاثون فرسخا وإلى بلخ مائة واثنان وعشرون فرسخا اثنان وعشرون منزلا أما لفظ مرو فقد ذكرنا أنه بالعربية الحجارة البيض التي يقتدح بها إلا أن هذا عربي ومرو ما زالت عجمية ثم لم أر بها من هذه الحجارة شيئا ألبتة وأما الشاهجان فهي فارسية معناها نفس السلطان لأن الجان هي النفس أو الروح والشاه هو السلطان سميت بذلك لجلالتها عندهم وقد روي عن بريدة بن الحصيب أحد أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم يا بريدة إنه سيبعث من بعدي بعوث فإذا بعثت فكن في بعث المشرق ثم كن في بعث خراسان ثم كن في بعث أرض يقال لها مرو إذا أتيتها فانزل مدينتها فإنه بناها ذو القرنين وصلى فيها عزير أنهارها تجري بالبركة على كل نقب منها ملك شاهر سيفه يدفع عن أهلها السوء إلى يوم القيامة فقدمها بريدة غازيا وأقام بها إلى أن مات وقبره بها إلى الآن معروف عليه راية رأيتها قال بطليموس في كتاب الملحمة مدينة مرو الرقة كذا قال طولها سبع وستون درجة وعرضها أربعون درجة في الإقليم الخامس طالعها العقرب تحت ثماني عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها في الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان كذا قال بطليموس وقد تقدم ذكرها عن ذكر الأقاليم أنها في الإقليم الرابع قال أبو عون إسحاق بن علي في زيجه مرو في الإقليم الرابع طولها أربع وثمانون درجة وثلث وعرضها سبع وثلاثون درجة وخمس وثلاثون دقيقة وشنع على أهل خراسان وادعي عليهم البخل كما زعم ثمامة أن الديك في كل بلد يلفظ ما يأكله من فيه للدجاجة بعد أن حصل إلا ديكة مرو فإنها تسلب الدجاج ما في مناقيرها من الحب وهذا كذب بين ظاهر للعيان لا يقدم على مثله إلا الوقاع البهات الذي لا يتوقى الفضوح والعار وما ديكة مرو إلا كالديكة في جميع الأرض قالوا ولما ملك طهمورث بنى قهندز مرو وبنى مدينة بابل وبنى مدينة ابرايين بأرض قوم موسى ومدينة بالهند في رأس جبل يقال له أوق قال وأمرت حماي بنت أردشير بن اسفنديار لما ملكت ببناء الحائط الذي حول مرو وقال إن طهمورث لما بنى قهندز برو بناه بألف رجل وأقام لهم سوقا فيها الطعام والشراب فكان إذا أمسى الرجل أعطي درهما فاشترى به طعامه وجميع ما يحتاج إليه فتعود الألف درهم إلى أصحابه فلم يخرج له في البناء إلا ألف درهم وقال بعضهم مياسير مرو من يجود لضيفه بكرش فقد أمسى نظيرا لحاتم ومن رس باب الدار منكم بقرعة فقد كملت فيه خصال المكارم يسمون بطن الشاة طاووس عرسهم وعند طبيخ اللحم ضرب الجماجم فلا قدس الرحمن أرضا وبلدة طواويسهم فيها بطون البهائم وكان المأمون يقول يستوي الشريف والوضيع من مرو في ثلاثة أشياء الطبيخ النارنك والماء البارد لكثرة الثلج بها والقطن اللين وبمرو الرزيق
بتقديم الراء على الزاي والماجان وهما نهران كبيران حسنان يخترقان شوارعها ومنهما سقي أكثر ضياعها وقال إبراهيم بن شماس الطالقاني قدمت على عبد الله بن المبارك من سمرقند إلى مرو فأخذ بيدي فطاف بي حول سور مدينة مرو ثم قال لي يا إبراهيم من بنى هذه المدينة قلت لا أدري يا أبا عبد الرحمن قال مدينة مثل هذه لا يعرف من بناها وقد أخرجت مرو عن الأعيان وعلماء الدين والأركان ما لم تخرج مدينة مثلهم منهم أحمد بن محمد بن حنبل الإمام وسفيان بن سعيد الثوري مات وليس له كفن واسمه حي إلى يوم القيامة وإسحاق بن راهويه وعبد الله بن المبارك وغيرهم وكان السلطان سنجر بن ملك شاه السلجوقي مع سعة ملكه قد اختارها على سائر بلاده وما زال مقيما بها إلى أن مات وقبره بها في قبة عظيمة لها شباك إلى الجامع وقبتها زرقاء تظهر من مسيرة يوم بلغني أن بعض خدمه بناها له بعد موته ووقف عليها وقفا لمن يقرأ القرآن ويكسو الموضع وتركتها أنا في سنة 616 على أحسن ما يكون وبمرو جامعان للحنفية والشافعية يجمعهما السور وأقمت بها ثلاثة أعوام فلم أجد بها عيبا إلا ما يعتري أهلها من العرق المديني فإنهم منه في شدة عظيمة قل من ينجو منه في كل عام ولولا ما عرا من ورود التتر إلى تلك البلاد وخرابها لما فارقتها إلى الممات لما في أهلها من الرفد ولين الجانب وحسن العشرة وكثرة كتب الأصول المتقنة بها فإني فارقتها وفيها عشر خزائن للوقف لم أر في الدنيا مثلها كثرة وجودة منه خزانتان في الجامع إحداهما يقال لها العزيزية وقفها رجل يقال له عزيز الدين أبو بكر عتيق الزنجاني أو عتيق بن أبي بكر وكان فقاعيا للسلطان سنجر وكان في أول أمره يبيع الفاكهة والريحان بسوق مرو ثم صار شرابيا له وكان ذا مكانة منه وكان فيها اثنا عشر ألف مجلد أو ما يقاربها والأخرى يقال لها الكمالية لا أدري إلى من تنسب وبها خزانة شرف الملك المستوفي أبي سعد محمد بن منصور في مدرسته ومات المتسوفي هذا في سنة 494 وكان حنفي المذهب وخزانة نظام الملك الحسن بن إسحاق في مدرسته وخزانتان للسمعانيين وخزانة أخرى في المدرسة العميدية وخزانة لمجد الملك أحد الوزراء المتأخرين بها والخزائن الخاتونية في مدرستها والضميرية في خانكاه هناك وكانت سهلة التناول لا يفارق منزلي منها مائتا مجلد وأكثر بغير رهن تكون قيمتها مائتي دينار فكنت أرتع فيها وأقتبس من فوائدها وأنساني حبها كل بلد وألهاني عن الأهل والولد وأكثر فوائد هذا الكتاب وغيره مما جمعته فهو من تلك الخزائن وكثيرا ما كنت أترنم عند كوني بمرو بقول بعض الأعراب أقمرية الوادي التي خان إلفها من الدهر أحداث أتت وخطوب تعالي أطارحك البكاء فإننا كلانا بمرو الشاهجان غريب ثم أضفت إليها قول أبي الحسين مسعود بن الحسن الدمشقي الحافظ وكان قدم مرو فمات بها في سنة 345 أخلاي إن أصبحتم في دياركم فإني بمرو الشاهجان غريب أموت اشتياقا ثم أحيا تذكرا وبين التراقي والضلوع لهيب فما عجب موت الغريب صبابة ولكن بقاه في الحياة عجيب
إلى أن خرجت عنها مفارقا وإلى تلك المواطن ملتفتا وامقا فجعلت أترنم بقول بعضهم ولما تزايلنا عن الشعب وانثنى مشرق ركب مصعد عن مغرب تيقنت أن لا دار من بعد عالج تسر وأن لا خلة بعد زينب ويقول الآخر ليال بمرو الشاهجان وشملنا جميع سقاك الله صوب عهاد سرقناك من ريب الزمان وصرفه وعين النوى مكحولة برقاد تنبه صرف الدهر فاستحدث النوى وصيرنا شتى بكل بلاد ولن تعدم الحسناء ذاما فقد قال بعض من قدمها من أهل العراق فحن إلى وطنه وأرى بمرو الشاهجان تنكرت أرض تتابع ثلجها المذرور إذ لا ترى ذا بزة مشهورة إلا تخال بأنه مقرور كلتا يديه لا تزايل ثوبه كل الشتاء كأنه مأسور أسفا على بر العراق وبحره إن الفؤاد بشجوه معذور وكنا كتبنا قصيدة مالك بن الريب متفرقة وأحلنا في كل موضع على ما يليه ولم يبق منها إلا ذكر مرو وبها تتم فإنه قال بعد ما ذكر في السمينة ولما تراءت عند مرو منيتي وحل بها سقمي وحانت وفاتيا أقول لأصحابي ارفعوني فإنني يقر بعيني إن سهيل بدا ليا فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا برابية إني مقيم لياليا أقيما علي اليوم أو بعض ليلة ولا تعجلاني قد تبين شانيا وقوما إذا ما استل روحي فهيئا لي السدر والأكفان ثم ابكيانيا وخطا بأطراف الأسنة مضجعي وردا على عيني فضل ردائيا ولا تحسداني بارك الله فيكما من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا خذاني فجراني ببردي إليكما فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا وقد كنت عطفا إذا الخيل أحجمت سريعا لدى الهيجا إلى من دعانيا وقد كنت محمودا لدى الزاد والقرى وعن شتم ابن العم والجار وانيا وقد كنت صبارا على القرن في الغوى ثقيلا على الأعداء عضبا لسانيا وطورا تراني في رحى مستديرة تخرق أطراف الرماح ثايبيا وما بعد هذه الأبيات ذكر في الشبيك وبمرو قبور أربعة من الصحابة منهم بريدة بن الحصيب والحكم بن عمرو الغفاري وسليمان بن بريدة في قرية من قراها يقال لها فني ويقال لها فنين وعليه علم رأيت ذلك كله والآخر نسيته فأما رستاق مرو فهو أجل من المدن وكثيرا ما سمعتهم يقولون رجال مرو من قراها وقال بعض الظرفاء يهجو
أهل
مرو لأهل مرو أباد مشهورة ومروه لكنها في نساء صغارهن الصبوه يبذلن كل مصون على
طريق الفتوه فلا يسافر إليها إلا فتى فيه قوه وإليها ينسب عبد الرحمن بن أحمد بن
عبد الله أبو بكر القفار المروزي وحيد زمانه فقها وعلما رحل إلى الناس وصنف وظهرت
بركته وهو أحد أركان مذهب الشافعي وتخرج به جماعة وانتشر علمه في الآفاق وكان
ابتداء اشتغاله بالفقه على كبر السن حدثني بعض فقهاء مرو بفنين من قراها أن القفال
الشاشي صنع قفلا ومفتاحا وزنه دانق واحد فأعجب الناس به جدا وسار ذكره وبلغ خبره
إلى القفال هذا فصنع قفلا مع مفتاحه وزنه طسوج وأراه الناس فاستحسنوه ولم يشع له
ذكر فقال يوما لبعض من يأنس إليه ألا ترى كل شيء يفتقر إلى الحظ عمل الشاشي قفلا
وزنه دانق وطنت به البلاد وعملت أنا قفلا بمقدار ربعه ما ذكرني أحد فقال له إنما
الذكر بالعلم لا بالأقفال فرغب في العلم واشتغل به وقد بلغ من عمره أربعين سنة
وجاء إلى شيخ من أهل مرو وعرفه رغبته فيما رغب فيه فلقنه أول كتاب المزني وهو هذا
كتاب اختصرته فرقي إلى سطحه وكرر عليه هذه الثلاثة ألفاظ من العشاء إلى أن طلع
الفجر فحملته عينه فنام ثم انتبه وقد نسيها فضاق صدره وقال أيش أقول للشيخ وخرج من
بيته فقال له امرأة من جيرانه يا أبا بكر لقد أسهرتنا البارحة في قولك هذا كتاب
اختصرته فتلقنها منها وعاد إلى شيخه وأخبره بما كان منه فقال له لا يصدنك هذا عن
الاشتغال فإنك إذا لازمت الحفظ والاشتغال صار لك عادة فجد ولازم الاشتغال حتى كان
منه ما كان فعاش ثمانين سنة أربعين جاهلا وأربعين عالما وقال أبو المظفر السمعاني
عاش تسعين سنة ومات سنة 714 ورأيت قبره بمرو وزرته رحمه الله تعالى وأبو إسحاق
إبراهيم بن أحمد بن إسحاق المروزي أحد أئمة الفقهاء الشافعية ومقدم عصره في الفتوى
والتدريس رحل إلى أبي العباس بن شريح وأقام عنده وحصل الفقه عليه وشرح مختصر
المزني شرحين وصنف في أصول الفقه والشروط وانتهت إليه رياسة هذا المذهب بالعراق
بعد ابن شريح ثم انتقل في آخر عمره إلى مصر وتوفي بها لسبع خلون من رجب سنة 043
ودفن عند قبر الشافعي رضي الله عنه
المروة واحدة المرو الذي قبله جبل بمكة يعطف على الصفا قال عرام ومن جبال مكة
المروة جبل مائل إلى الحمرة أخبرني أبو الربيع سليمان بن عبد الله المكي المحدث أن
منزله في رأس المروة وأنها أكمة لطيفة في وسط مكة تحيط بها وعليها دور أهل مكة
ومنازلهم قال وهي في جانب مكة الذي يلي قعيقعان وقد ثناه جرير وهو واحد في قوله
فلا يقربن المروتين ولا الصفا ولا مسجد الله الحرام المطهرا وذو المرو قرية بوادي
القرى وقيل بين خشب ووادي القرى نسبوا إليها أبا غسان محمد بن عبد الله بن محمد
المروي سمع بالبصرة أبا خليفة الفضل بن الحباب روى عنه أبو بكر محمد بن عبدوس
النسوي سمع منه بذي المروة وقد نصيب مكة فأتى المسجد الحرام ليلا فجاءت ثلاث نسوة
فجلسن قريبا منه وجعلن يتحدثن ويتذاكرن الشعر والشعراء
فقالت
إحداهن قاتل الله جميلا حيث قال وبين الصفا والمروتين ذكرتكم بمختلف من بين ساع
وموجف وعند طوافي قد ذكرتك ذكرة هي الموت بل كادت على الموت تضعف فقالت الأخرى
قاتل الله كثير عزة حيث قال طلعن علينا بين مروة فالصفا يمرن على البطحاء مور
السحائب فكدن لعمر الله يحدثن فتنة لمختشع من خشية الله تائب فقلت الأخرى بل قاتل
الله نصيبا ابن الزانية حيث قال إلام على ليلى ولو أستطيعها وحرمة ما بين البنية
والستر لملت على ليلى بنفسي ميلة ولو كان في يوم التحالف والنفر فمال إليهن
فأنشدهن فأعجبن به وقلن له بحق هذا البيت من أنت قال أنا ابن المقذوفة بغير جرم
نصيب فرحبن به واعتذرن إليه وحادثهن بقية ليلته
مريجز بضم أوله وفتح ثانيه وآخره زاي بلفظ تصغير مرجز ويحتمل أن يشتق من الرجز وهو
عمل الشيطان وأصله تتابع الحركات ومنه ناقة رجزاء إذا كانت قوائمها ترتعد إذا قامت
ومنه رجز الشعر وهو ماء لبني ربيعة
مريح آخره حاء مهملة تصغير المرح وهو الفرح اسم أطم بالمدينة لبني قينقاع من
اليهود عند منقطع جسر بطحان على يمينك وأنت تريد المدينة
مريخ تصغير المرخ آخره خاء معجمة وهو شجر النار اسم ماء بجنب المردمة لبني أبي بكر
بن كلاب
ومريخ أيضا قرن أسود قرب ينبع بين برك وودعان وفي كتاب الأصمعي مريخة والممها
ماءتان يقال لهما الشعبان وهما إلى جنب المردمة كما ذكرنا في الشعبان وأنشد لبعضهم
ومر على ساقي مريخة فالتمس به شربة يسقيكها أو يبيعها
المريداء تصغير المرداء تأنيث الأمرد وهو الذي لا نبات فيه وهي قرية بالبحرين لبني
عامر بن الحارث بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس
مريد أظنه تصغير الترخيم لمارد الحصن المذكور شبه به وهو أطم بالمدينة لبني خطمة
وعرف بهذه النسبة عرفة المريدي حدث عن أبي العلاء البحراني روى عنه عود بن عمارة
البصري
المرير كأنه تصغير المر اسم ماء من مياه بني سليم بنجد قال هو المرير فاشربيه أو
ذري إن المرير قطعة من أخضر يعني البحر
المريرة تصغير المرة ماء لبني عمرو بن كلاب
والمريرة ماء لبني نمير ثم لبطن من بني عامر بن نمير يقال لهم العجاردة والمريرة
باليمامة من وادي السليع لبني سحيم قال الحفصي المريرة مويه وبه نخيلات ببطن
الحمادة وهي لبني مازن وفيها يقول عمارة كأن نخيلات المريرة غدوة ظعائن محل جاليات
إلى مصر وقال رجل ابن بني كلاب
أيا
نخلتي حسي المريرة هل لنا سبيل إلى ظليكما وجناكما أيا نخلتي حسي المريرة ليتني
أكون طوال الدهر حيث أراكما
المريزجان بالضم ثم الفتح وياء ساكنة بعدها زاي مكسورة وجيم وآخره نون موضع بفارس
المريسة بفتح أوله وتخفيف الراء وياء ساكنة وسين مهملة جزيرة في بلاد النوبة كبيرة
يجلب منها الرقيق
مريسة بالفتح ثم الكسر والتشديد وياء ساكنة وسين مهملة قرية بمصر وولاية من ناحية
الصعيد إليها ينسب الحمر المريسية وهي من أجود الحمير وأمشاها ينسب إليها بشر بن
غياث المريسي صاحب الكلام مولى زيد بن الخطاب أخذ الفقه عن أبي يوسف القاضي صاحب
أبي حنيفة ثم اشتغل بالكلام وجرد القول بخلق القرآن وحكي عنه أقوال شنيعة كقوله إن
السجود للشمس والقمر ليس بكفر وكان مرجئا روى عن حماد بن سلمة وسفيان بن عيينة
توفي سنة 812 وببغداد درب يعرف بدرب المريسي ينسب إليه
المريسيع بالضم ثم الفتح وياء ساكنة ثم سين مهملة مكسورة وياء أخرى وآخره عين
مهملة في الأشهر ورواه بعضهم بالغين معجمة كأنه تصغير المرسوع وهو الذي انسلقت
عينه من السهر وهو اسم ماء في ناحية قديد إلى الساحل سار النبي صلى الله عليه و
سلم في سنة خمس وقال ابن إسحاق في سنة ست إلى بني المصطلق من خزاعة لما بلغه أن
الحارث بن أبي ضرار الخزاعي قد جمع له جمعا فوجدهم على ماء يقال له المريسيع
فقاتلهم وسباهم وفي السبي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعي زوجة النبي صلى
الله عليه و سلم وفي هذه الغزوة كان حديث الإفك
المريط تصغير المرط وهو نتف الريش والشعر والصوف عن الجسد كأنه لخلوه من النبت سمي
بذلك قال الشاعر كأن بصحراء المريط نعامة تبادرها جنح الظلام نعائم
مريع بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الياء وعين مهملة وهو من الريع والنماء اسم موضع
بين نجران وتثليث على طريق المختصر من حضرموت وهو لبني زبيد قال أبو زياد مريع هي
جبال وثنايا وأودية من بلاد بني زبيد قال القحيف العقيلي أمن أهل الأراك هدى تريع
نعم شقنا لهم لو نستطيع زيارتهم ولكن أحصرتنا حروب لا نزال لها نشيع خليل وامق شفق
عليها له منها ابن أربعة رضيع مريع منهم وطن فشقنا بعيد من له وطن مريع وقال
العمراني المريع واد باليمن في ميمية ابن مقبل
مريفق اسم قرية في سواد باهلة من أرض اليمامة عن الحفصي وقد أنشد ألا يا حمام
الشعب شعب مريفق سقتك الغوادي من حمام ومن شعب سقتك الغوادي رب خود غريرة أصاخت
لخفض من عنانك أو نصب
فإن
يرتحل صحبي بجثمان أعظمي يقم قلبي المحزون في منزل الركب وقال أبو زياد مريفق من
مياه أبي بكر بن كلاب بشراين وشراين جبلان
مرين بضم الميم وفتح الراء وياء ساكنة مثناة من تحت ونون قرية من قرى مرو ويقال
لها مرين دست ينسب إليها أحمد بن تميم بن عباد بن سلم المريني المروزي يروي عن
أحمد بن منيع وعلي بن حجر توفي سنة ثلاثمائة عن اثنتين وتسعين سنة
مريمين قال القاضي عبد الصمد بن سعيد في تاريخ حمص قال أحمد بن محمد سألت أبا
معاوية السلمي عن مسجد عرباض بن سارية السلمي فقال منزله خارج حمص في قرية من قرى
حمص يقال لها مريمين وولده بها إلى اليوم وكان ينزلها أيضا قدامة بن عبد الله بن
مهجان وغزا الصايفة مع منصور بن الزبير
ومريمين أيضا من قرى حلب مشهورة
مرين بالضم ثم الكسر وياء ساكنة ونون بلفظ جمع التصحيح من المر ناحية من ديار مضر
عن الحازمي
مريوط قرية من قرى مصر قرب الإسكندرية ساحلية تضاف إليها كورة من كور الحوف الغربي
قال ابن زولاق ذكر بعضهم أنه كشف الطوال الأعمار فلم يجد أطول أعمارا من سكان
مريوط وهي كورة من كور الإسكندرية
المرية بالفتح ثم الكسر وتشديد الياء بنقطتين من تحتها يجوز أن يكون من مرى الدم
يمري إذا جرى والمرأة مرئية ويجوز أن يكون من الشيء المري فحذفوا الهمزة كما فعلوا
في خطية وردية وهي مدينة كبيرة من كورة إلبيرة من أعمال الأندلس وكانت هي وبجانة
بابي الشرق منها يركب التجار وفيها تحل مراكب التجار وفيها مرفأ ومرسى للسفن
والمراكب يضرب ماء البحر سورها ويعمل بها الوشي والديباج فيجاد عمله وكانت أولا
تعمل بقرطبة ثم غلبت عليها المرية فلم يثقف في الأندلس من يجيد عمل الديباج إجادة
أهل المرية ودخلها الأفرنج خذلهم الله من البر والبحر في سنة 245 ثم استرجعها
المسلمون سنة 255 وفيها يكون ترتيب الأسطول الذي للمسلمين ومنها يخرج إلى غزو
الأفرنج قال أبو عمر أحمد بن دراج القسطلي متى تلحظوا قصر المرية تظفروا ببحر ندى
ميناه در ومرجان وتستبدلوا من موج بحر شجاكم ببحر لكم منه لجين وعقيان وقال ابن
الحداد في أبيات ذكرت في تدمير أخفي اشتياقي وما أطويه من أسف على المرية والأنفاس
تظهره ينسب إليها أبو العباس أحمد بن عمر بن أنس العذري ويعرف بالدلائي المري رحل
إلى مكة وسمع من أبي العباس أحمد بن الحسين الرازي وطبقته وبمصر جماعة أخرى وهو
مكثر سمع منه الحميدي وابن عبد البر وأبو محمد بن حزم وكانا شيخيه سمع منهما قديما
فلما رجع من الشرق سمعا منه وله تآليف حسان منها كتاب في أعلام النبوة وكتابه
المسمى بنظام المرجان في المسالك والممالك ومولده في ذي القعدة سنة 393 وتوفي سنة
746 وقيل 874 ببلنسية وينسب إليها أيضا محمد بن خلف بن سعيد بن وهب المري أبو عبد
الله المعروف بابن المرابط من أهل الفقه والفضل سمع أبا القاسم المهلب
وأبا
الوليد بن مقبل وألف كتابا في شرح البخاري مفيدا كبيرا روى عنه القاضي أبو الإصبع
بن سهل والقاضي أبو عبد الله التميمي وغيرهما وتوفي بالمرية سنة 584 ومحمد بن حسين
بن أحمد بن محمد الأنصاري المري أبو عبد الله روى عن جماعة وتحقق بعلم الحديث
ومعرفته وله كتاب حسن في الجمع بين صحيحي البخاري ومسلم أخذه الناس عنه مات في
محرم سنة 285 ومولده سنة 546
والمرية أيضا مرية بلش بفتح الباء الموحدة وكسر اللام المشددة وشين معجمة بلدة
أخرى بالأندلس أيضا من أعمال رية على ضفة النهر كانت مرسى يركب منه في البحر إلى
بلاد البربر في العدوة من البر الأعظم
والمرية أيضا قرية بين واسط والبصرة قرب نهر دقلا من ناحية البصرة في أجم القصب
بقربها قرية يقال لها الهنيئة
باب الميم والزاي وما يليهما
المزاج بكسر أوله وآخره جيم المزج خلط الشيء بالشيء والمزاج الطبيعة قال عمارة
المزاج موضع على متن القعقاع من طريق الكوفة وقيل المزاج موضع في شرق المغيثة قال
جرير ولا تقعقع ألحي العيس قاربة بين المزاج ورعني رجلتي بقر كلها مواضع
مزاحم بالضم والحاء مهلمة اسم أطم بالمدينة قال قيس بن الخطيم ولما رأيت الحرب
حربا تجردت لبست مع البردين ثوب المحارب مضاعفة يغشى الأنامل ريعها كأن قتبريها
عيون الجنادب وكنت امرأ لا أبعث الحرب ظالما فلما أبوا أشعلتها كل جانب رجال متى
يدعوا إلى الموت يسرعوا كمشي الجمال المسرعات المصاعب صبحنا بها الآجام حول مزاحم
قوانس أولى بيضها كالكواكب لو أنك تلقي حنظلا فوق بيضنا تدحرج عن ذي سامه المتقارب
المزاهر ظراب في قول عدي بن الرقاع يا من يرى برقا أرقت لضوئه أمسى تلألأ في
حواركه العلا فأصاب أيمنه المزاهر كلها واقتم أيسره أثيدة فالحثا
مزج بالضم ثم السكون والجيم يجوز أن يكون جمع المزج وهو الشهد وهو غدير يفضي إليه
سيل النقيع ويمر به أيضا وادي العقيق فهو أبدا ذو ماء بينه وبين المدينة ثلاثون
فرسخا أو نحوها قال الأحوص بن محمد الأنصاري وأنى له سلمى إذا حل وانتوى بحلوان
واحتلت بمزج وجبجب ولولا الذي بيني وبينك لم نجب مسافة ما بين البويب ويثرب
المزدرع بالضم مفتعل من الزرع مخلاف باليمن
المزدلفة بالضم ثم السكون ودال مفتوحة مهملة ولام مكسورة وفاء اختلف فيها لم سميت
بذلك فقيل مزدلفة منقولة من الازدلاف وهو الاجتماع وفي التنزيل وأزلفنا ثم الآخرين
وقيل الازدلاف الاقتراب لأنها مقربة من الله وقيل
لازدلاف
الناس في منى بعد الإفاضة وقيل لاجتماع الناس بها وقيل لازدلاف آدم وحواء بها أي
لاجتماعهما وقيل لنزول الناس بها في زلف الليل وهو جمع أيضا وقيل الزلفة القربة
فسميت مزدلفة لأن الناس يزدلفون فيها إلى الحرم وقيل إن آدم لما هبط إلى الأرض لم
يزدلف إلى حواء أو تزدلف إليه حتى تعارفا بعرفة واجتمعا بالمزدلفة فسميت جمعا
ومزدلفة وهو مبيت للحاج ومجمع الصلاة إذا صدروا من عرفات وهو مكان بين بطن محسر
والمأزمين والمزدلفة المشعر الحرام ومصلى الإمام يصلي فيه العشاء والمغرب والصبح
وقيل لأن الناس يدفعون منها زلفة واحدة أي جميعا وحده إذا أفضت من عرفات تريده
فأنت فيه حتى تبلغ القرن الأحمر دون محسر وقزح الجبل الذي عند الموقف وهي فرسخ من
منى بها مصلى وسقاية ومنارة وبرك عدة إلى جنب جبل ثبير قال ابن حجاج اسقني بالرطل
في مزدلفه فهوة قد جاوزت حد الصفه ودع الأخبار في تحريمها تلك أخبار أتت مختلفه يا
أبا القاسم باكرني بها لا تكن شيخا قليل المعرفه إنما الحج لمن حل منى ولمن قد بات
بالمزدلفه وهي منقولة من أبيات نسبها المبرد إلى محمد بن هارون بن مخلد بن أبان
الكاتب باكر الصهباء يوم عرفه وكميتا جاوزت حد الصفة إنما النسك لمن حل منى ولمن
أصبح بالمزدلفة واشرب الراح ودع صوامها لا تكونن ردي المعرفه
المزدقان بليدة من نواحي الري معروفة أخرجت قوما من أهل العلم وهي بين الري وساوه
ومزدقان مدينة صغيرة من مدن قهستان قاله السلفي في كتاب معجم السفر قال شهيق بن
شروين بن محمد بن الفرج الأرموي بمزدقان وكان يخدم الصوفية برباط بمزدقان ويعني
بقهستان ناحية الجبل فهما واحد
المزرفة بالفتح ثم السكون وراء مفتوحة وفاء قرية كبيرة فوق بغداد على دجلة بينها
وبين بغداد ثلاثة فراسخ وإليها ينسب الرمان المزرفي كان فيها قديما فأما اليوم
فليس بها بستان ألبتة ولا رمان ولا غيره وهي قريبة من قطربل ينسب إليها أبو الهيثم
خالد بن أبي يزيد وقيل ابن يزيد المرزفي روى عنه شعبة وحماد بن زيد ومندل بن علي
روى عنه محمد بن إسحاق الصاغاني وعباس المروزي وأبو بكر محمد بن الحسن المزرفي
المقري حدث عن أبي جعفر بن المسلمة وأبي الحسين بن النقور وأبي الغنائم بن المأمون
وأبي الحسين بن المهدي في آخرين وهو ثقة صالح سمع منه الخفاف بن ناصر وابن عساكر
وأبو العلاء الهندي وكان والده قد خرج إلى المزرفة في الفتنة ثم عاد فقيل له
المزرفي توفي في مستهل المحرم سنة 725 وذكر من حدث عنه محمد بن أحمد المانداني
الواسطي سماعا
مزرنكن بالفتح ثم السكون وراء مفتوحة ونون ساكنة وكاف ونون أخرى من قرى
بخارى
ويعرب فيقال مزرنجن نسب إليها أبو نصر أحمد بن سهل بن أحمد المزرنجني الفقيه
الواعظ روى عن أبي كامل أحمد بن محمد المصري روى عنه أبو بكر بن علي النوجاباذي
مزرين بالفتح ثم السكون وراء وياء بنقطتين من تحت والنون من قرى بخارى أيضا
مزن بالضم ثم السكون وآخره نون بلفظ جمع مزنة وهو السحاب
من قرى سمرقند على ثلاثة فراسخ منها أو أربعة ينسب إليها بعض الرواة قال أبو الفضل
التي بسمرقند يقال لها مزنة وتحرك النسبة إليها وتسكن منها أحمد بن إبراهيم بن
العيزار المزني روى عن علي بن البيكندي
ومزن أيضا بلدة بنواحي الديلم كانت من ثغور المسلمين وكان يسكنها بندار سفجان أخو
بندار هرمز قال أبو سعد الإدريسي في تاريخ سمرقند أحمد بن إبراهيم بن العيزار
المزني من قرية من عند سمرقند على ثلاثة فراسخ منها يقال لها مزن روى عن علي بن
الحسين البيكندي وجعفر بن محمد بن مسعدة السمرقندي وغيرهما روى عنه محمد بن جعفر
بن الأشعث الكبوذنجكثي ومحمد بن الفضل النيسابوري
مزنوى بالفتح ثم السكون ونون وواو مفتوحتين وألف قرية بينها وبين سمرقند أربعة
فراسخ
المزون جمع مازن وهو الذاهب في الأرض يقال مزن في الأرض إذا ذهب فيها يقال هذا يوم
مزن إذا كان يوم فرار من العدو والمزون البعد ويجوز أن يروى بفتح الميم إذا نظر
إلى المواضع لا إلى الفعل وهو من أسماء عمان ولذلك قال الكميت فأما الأزد أزد أبي
سعيد فأكره أن أسميها المزونا أبو سعيد هو المهلب بن أبي صفرة يقول أكره أن أنسبه
إلى المزون وهي أرض عمان يقول هم من مضر وقال أبو عبيدة أراد بالمزون الملاحين
وكان أردشير بن بابك جعل الأزد ملاحين بشحر عمان قبل الإسلام بستمائة سنة وقال
جرير وأطفأت نيران المزون وأهلها وقد حاولوها فتنة أن تسعرا
المزهد من حصون اليمن من ناحية البحار
المزة بالكسر ثم التشديد أظنه عجميا فإني لم أعرف له في العربية مع كسر الميم معنى
وهي قرية كبيرة غناء في وسط بساتين دمشق بينها وبين دمشق نصف فرسخ وبها فيما يقال
قبر دحية الكلبي صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم ويقال لها مزة كلب قال ابن
قيس الرقيات حبذا ليلتي بمزة كلب غال عني بها الكوانين غول بت أسقي بها وعندي مصاد
إنه لي وللكرام خليل مقديا أحله الله للنا س شرابا وما تحل الشمول عندنا المشرفات
من بقر الإن س هواهن لابن قيس دليل
مزيد بالفتح ثم السكون وفتح الياء بنقطتين من تحت حلة بني مزيد ذكرت في حلة
المزيرعة
تصغير المزرعة قرية بالبحرين لبني عامر بن الحارث بن عبد القيس
المزيرين ماء لبني كليب بن يربوع بأرض اليمامة أو ما قاربها
باب الميم والسين وما يليهما
المسات بالضم وآخره تاء فوقها نقطتان ماء لكلب قال بين خبت إلى المسات
المسامعة محلة بالبصرة تنسب إلى القبيلة وهي نسبة جماعة المسمعيين وهو مسمع بن
شهاب بن عمرو بن عباد بن ربيعة بن جحدر بن ربيعة بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن
عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل كما قالوا في النسبة إلى المهلبيين المهالبة
وقد نسبوا إلى هذه المحلة جماعة منهم إبراهيم بن محمد بن إسماعيل بن أبي إسحاق
المسمعي البصري حدث ببغداد عن أبي الوليد الطيالسي وعمرو بن مرزوق وغيرهما روى عنه
عبد الصمد بن علي الطستي وأبو بكر الشافعي ذكره الدارقطني وقال ضعيف ومن العلماء
محمد بن شداد بن عيسى أبو يعلى المسمعي يعرف بزرقان أحد المتكلمين المعتزلة سمع
يحيى بن سعيد القطان وعون بن عمارة وروح بن عبادة وغيرهم روى عنه الحسن بن صفوان
البرذعي وأبو بكر الشافعي ومكرم بن أحمد القاضي وكان ضعيفا لا يحتج به وقال
الدارقطني لا يكتب حديثه ومات ببغداد سنة 802 أو 902
مسانة بالفتح ثم التشديد وبعد الألف نون من نواحي أكشونية بالأندلس ومن أقاليم
إستجة أيضا
مسبر بالفتح ثم السكون وباء موحدة مفتوحة قرية بالصعيد في غربي النيل
المستجار موضع بفارس
المستحيرة موضع فى شعر هذيل قال مالك بن خالد الخناعي أشق جواز البيد والوعث معرضا
كأني لما أيبس الصيف حاطب ويممت قاع المستحيرة إنني بأن يتلاحوا آخر اليوم آرب
المستراد موضع في سواد العراق من منازل إياد قال أبو دؤاد أمن رسم يعفى أو رماد
وسفع كالحمامات الفراد وأنشاء يلحن على ركي بنقع مليحة فالمستراد
المستريون من قرى مصر في كورة الشرقية ويقال لها الحباسة أيضا
المستشرف بلفظ المستفعل من الموضع الذي يشرف منه في شعر عنترة بفتح الراء
المستنج مدينة بالسند من ناحية يقال لها السرار بينها وبين قندابيل أربع مراحل
وبينها وبين بست سبعة أيام أو نحوها من جهة الشرق والعجم يقولون مستنك والله أعلم
في أي لغة تكون
المستوى بوزن اسم الفاعل من استوى يستوي هو موضع
مستينان بالفتح ثم السكون وكسر التاء وياء تحتها نقطتان ونون وآخره نون أخرى من
قرى بلخ
المسجدان إذا أطلق هذا اللفظ أريد به مسجدا مكة والمدينة وأما مساجد المدن الجوامع
فتذكر
مع
المدن
مسجد ابن رغبان في غربي بغداد كان مزبلة قال بعض الدهاقين مر بي رجل وأنا واقف عند
المزبلة التي صارت مسجد ابن رغبان قبل أن تبنى بغداد فوقف عليها وقال ليأتين على
الناس زمان من طرح في هذا الموضع شيئا فأحسن أحواله أن يحمل ذلك في ثوبه فضحكت
تعجبا فما مرت إلا أيام حتى رأيت مصداق ما قال
مسجد التقوى قيل لما قدم النبي صلى الله عليه و سلم مهاجرا نزل بقباء على بني عمرو
بن عوف فأقام فيهم يوم الإثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس وأسس
مسجده ثم أخرجه الله من بين أظهرهم يوم الجمعة وذكر ابن أبي خيثمة أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم حين أسسه كان هو أول من وضع حجرا بيده في قبلته ثم جاء أبو
بكر بحجر فوضعه ثم جاء عمر بحجر فوضعه إلى جنب حجر أبي بكر ثم أخذ الناس في
البنيان وهذا المسجد أول مسجد بني في الإسلام وفيه وفي أهله نزلت فيه رجال يحبون
أن يتطهروا وهو على هذا المسجد الذي أسس على التقوى وإن كان روى أبو سعيد الخدري
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى فقال هو
المسجد هذا وفي رواية أخرى قال وفي الآخر خير كثير وقد قال لبني عمرو بن عوف حين
نزل لمسجد أسس على التقوى من أول يوم ما الطهور الذي أثنى الله به عليكم فذكروا له
الاستنجاء بالماء بعد الاستجمار قال هو ذاكم فعليكموه وليس بين الحديثين تعارض
كلاهما أسس على التقوى غير أن قوله من أول يوم يقتضي مسجد قباء لأن تأسيسه كان في
أول يوم من حلول رسول الله صلى الله عليه و سلم دار هجرته وهو أول التاريخ للهجرة
المباركة ولعلم الله تعالى بأن ذلك اليوم سيكون أول يوم من التاريخ سماه أول يوم
أرخ فيه في قول بعض الفضلاء وقد قال بعضهم إن ههنا حذف مضاف تقديره تأسيس أول يوم
والأول أحسن
المسجد الحرام الذي بمكة كان أول من بناه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولم يكن له
في زمن النبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر جدار يحيط به وذاك أن الناس ضيقوا على
الكعبة وألصقوا دورهم بها فقال عمر إن الكعبة بين الله ولا بد للبيت من فناء وإنكم
دخلتم عليها ولم تدخل عليكم فاشترى تلك الدور وهدمها وزادها فيه وهدم على قوم من
جيران المسجد أبوا أن يبيعوا ووضع لهم الأثمان حتى أخذوها بعد واتخذ للمسجد جدارا
دون القامة فكانت المصابيح توضع عليه ثم كان عثمان فاشترى دورا أخر وأغلى في ثمنها
وأخذ منازل أقوام أبوا أن يبيعوها ووضع لهم الأثمان فضجوا عليه عند البيت فقال
إنما جرأكم علي حلمي عنكم وليني لكم لقد فعل بكم عمر مثل هذا فأقررتم ورضيتم ثم أمر
بهم إلى الحبس حتى كلمه فيهم عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص فخلى سبيلهم
ويقال إن عثمان أول من اتخذ الأروقة حين وسع المسجد وزاد في سعة المسجد فلما كان
ابن الزبير زاد في إتقانه لا في سعته وجعل فيه عمدا من الرخام وزاد في أبوابه
وحسنها فلما كان عبد الملك بن مروان زاد في ارتفاع حائط المسجد وحمل إليه السواري
من مصر في البحر إلى جدة واحتملت من جدة على العجل إلى مكة وأمر الحجاج بن يوسف
فكساها الديباج فلما ولي الوليد بن عبد الملك زاد في حليتها وصرف في
ميزابها
وسقفها ما كان في مائدة سليمان بن داود عليه السلام من ذهب وفضة وكانت قد حملت على
بغل قوي فتفسخ تحتها فضرب منها الوليد حلية الكعبة وكانت هذه المائدة قد احتملت
إليه من طليطلة بالأندلس لما فتحت تلك البلاد وكان لها أطواق من ياقوت وزبرجد فلما
ولي المنصور وابنه المهدي زادا أيضا في إتقان المسجد وتحسين هيئته ولم يحدث فيه
بعد ذلك عمل إلى الحين وفي اشتراء عمر وعثمان الدور التي زاداها في المسجد دليل
على أن رباع أهل مكة ملك لأهلها يتصرفون فيها بالبيع والشراء والكراء إذا شاؤوا
وفيه اختلاف بين الفقهاء
مسجد سماك بالكوفة منسوبة إلى سماك بن مخرمة بن حمين بن بلث الأسدي من بني الهالك
بن عمرو ابن أسد بن خزيمة بن مدركة وفي سماك هذا يقول الأخطل إن سماكا بنى مجدا
لأسرته حتى الممات وفعل الخير يبتدر قد كنت أحسبه قينا وأخبره فاليوم طير عن
أثوابه الشرر
المسحاء موضع في شعر معر قرب شرف بين مكة والمدينة من مخاليف الطائف أو مكة قال
بعضهم عفا وخلا ممن عهدت به خم وشاقك بالمسحاء من شرف رسم
مسحلان بالضم ثم السكون ثم حاء مهملة مضمومة وآخره نون أظنه مأخوذا من الإسحل وهو
من الشجر المساويك كأنه لكثرته بهذا المكان سمي بذلك وشاب مسحلاني يوصف بالطول
وحسن القوام وهو اسم موضع في قول النابغة ليت قيسا كلها قد قطعت مسحلانا فحصيدا
فتبل وقال الحطيئة عفا من سليمى مسحلان فحامره تمشى به ظلمانه وجآذره ويوم مسحلان
من أيامهم
المسد مفعل من سددت الشيء قيل هو ملتقى نخلتي بستان ابن معمر قال ألفيت أغلب من
أسد المسد حدي د الناب أخذته عفر فتطريح وقيل هو ملتقى النخلتين اليمانية والشآمية
وقيل بطن نخلة بناحية مكة على مرحلة بينها وبين مغيثة الماوان وهو المكان الذي
تسميه العامة بستان ابن عامر ويروى بكسر الميم وقيل هو بستان ابن معمر والناس
يسمونه بستان ابن عامر
مسرابا في تاريخ دمشق أحمد بن ضياء ويقال أحمد بن زياد بن ضياء بن خلاج بن كثير
أبو الحسن النخلي المسرابي من قرية مسرابا روى عن أبي الجماهر وعبد الله بن سليمان
البعلبكي العبدي وسليمان بن حجاج الكسائي روى عنه أبو الطيب بن الحوراني وأبو عمر
بن فضالة وأبو علي بن آدم الفزاري
مسرقان بالفتح ثم السكون والراء مضمومة وقاف وآخره نون هو نهر بخوزستان عليه عدة
قرى وبلدان ونخل يسقي ذلك كله ومبدؤه من تستر كان أول من حفره أردشير بهمن بن
اسفنديار وهو أردشير الأقدم وقال حمزة مسرقان اسم نهر حفره سابور بن أردشير وسماه
أردشير وهو النهر الممتد الجاري بباب تستر المتوسط لعسكر مكرم والمنحدر إلى قرب
مدينة هرمشير ومزاحمة الميم الأولى في هذا
الاسم
لما عربوه خارجة عن كل قياس وحفر أكثر أنهار الأهواز قال أبو زيد والمسرقان رطب
يسمى الطن يقال ذلك الرطب إذا أكله الإنسان وشرب ماء المسرقان لم تخطه الحمى وقال
يزيد بن المفرغ يذكره تعلق من أسماء من قد تعلقا ومثل الذي لاقى من الوجد أرقا
وحسبك من أسماء نأي وأنها إذا ذكرت هاجت فؤادا معلقا سقى هزم الأرعاد منبجس العرى
منازلها من مسرقان فسرقا إلى حيث يرفى من دجيل سفينه ودجلة أسقاها سحابا مطبقا
فتستر لا زالت خصيبا جنابها إلى مدفع السلان من بطن دورقا وله أيضا عرفت بمسرقان
فجانبيه رسوما للخمامة قد بلينا ليالي عيشنا جذل بهيج نسر به ونأتي ما هوينا
المسرقانان نهران بالبصرة كانت لأبي بكرة قطيعة سميت بالمسرقان الذي بخوزستان
مسروح في شعر الفضل بن عباس اللهبي من خط اليزيدي قال وقلن لحر اليوم لما وجدنه
بمسروح واد ذي أراك وتنضب كما كنست عين بوجرة لم تخف قنيصا ولم تفزع لصوت المكلب
مسطاسة بالكسر ثم السكون وطاء وسين أخرى حصن من أعمال أوريط بالأندلس من أعمال فحص
البلوط وبه معدن زيبق
ومسطاسة قبيلة من قبائل البربر
مسطح بالكسر ثم السكون وفتح الطاء وحاء مهملة لغة في سطيحة الماء والمسطح عود من
عيدان الخباء والمسطح حصير يصنع من خوص الدوم والمسطح صفيحة عريضة من الصخر يحوط
عليها لماء السماء والمسطح أيضا مكان مستو يجفف عليه التمر ومسطح اسم موضع في جبلي
طيء وقال حاتم ليالي نمشي بين جو ومسطح نشاوى لنا من كل سائمة جزر وقال امرؤ القيس
ألا إن في الشعبين شعب بمسطح وشعب لنا في بطن بلطة زيمرا وقال أيضا تظل لبوني بين
جو ومسطح تراعي الفراخ الدارجات من الحجل
مسعط نقب في عارض اليمامة عن الحفصي
المسعودة محلتان ببغداد إحداهما بالمأمونية وأخرى في عقار المدرسة النظامية ينسب
إلى مسعودة المأمونية عثمان بن أبي نصر بن منصور أبو الفتوح الواعظ المسعودي تفقه
على أبي الفتح بن المنى وسمع منه ومن الكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج وغيرهما وهو
حي في سنة 622
مسفرا بالفتح ثم السكون والفاء مفتوحة وراء هي قرية كبيرة في طرف نواحي مرو من
ناحية طريق خوارزم ومنها يدخل في الرمل كانت أولا تدعى هرمزفره ينسب إليها أبو
جعفر محمد بن علي
المسفراني
المروزي أحد الحفاظ حدث عن خلف بن عبد العزيز قاله ابن مندة
المسفلة من قرى الخرج باليمامة
مسقط بالفتح وسكون السين وفتح القاف مسقط الرمل في طريق البصرة بينها وبين النباج
وهو واد يأتي من وراء طريق الكوفة من قبل السماوة ثم يقطع طريق الكوفة إلى طريق
البصرة حتى يصب في البحر في بلاد بني سعد من يبرين ومسقط أيضا مدينة من نواحي عمان
في آخر حدودها مما يلي اليمن على ساحل البحر
ومسقط أيضا رستاق بساحل بحر الخزر دون باب الأبواب جيله مسلمون لهم قوة وشوكة بين
باب الأبواب واللكز كان أول من أحدثه كسرى أنوشروان بن قباذ لما بنى باب الأبواب
مسكر بالفتح ثم السكون كأنه من سكرت الماء أسكره إذا منعته من الجريان قال الحازمي
واد فيما أحسب
مسكن بالفتح ثم السكون وكسر الكاف ونون قال أبو منصور يقال للموضع الذي يسكنه الإنسان
مسكن ومسكن فهذا الموضع منقول من اللغة الثانية وهو شاذ في القياس لأنه من سكن
يسكن فالقياس مسكن بفتح الكاف وإنما جاء هذا شاذا في أحرف منها المسجد والمنسك
والمنبت والمجزر والمطلع والمشرق والمغرب والمسقط والمفرق والمرفق لا يعرف
النحويون غير هذه لأن كل ما كان على فعل يفعل أو فعل يفعل فاسم المكان منه مفعل
بفتح العين قياسا مطردا وهو موضع قريب من أوانا على نهر دجيل عند دير الجاثليق به
كانت الوقعة بين عبد الملك بن مروان ومصعب بن الزبير في سنة 27 فقتل مصعب وقبره
هناك معروف وقال عبيد الله بن قيس الرقيات يرثيه إن الرزية يوم مس كن والمصيبة
والفجيعه يابن الحواري الذي لم يعده يوم الوقيعه غدرت به مضر العرا ق فأمكنت منه
ربيعه وأصبت وترك يا ربي ع وكنت سامعة مطيعه يا لهف لو كانت لها بالدير يوم الدير
شيعه أولم يخونوا عهده أهل العراق بنو اللكيعه لوجدتموه حين يغ دو لا يعرس بالمضيعه
قتله عبيد الله بن زياد بن ظبيان وقتل معه إبراهيم بن مالك الأشتر النخعي وقدم
مصعب أمامه ابنه عيسى فقتل بعد أن قال له وقد رأى الغدر من أصحابه يا بني انج
بنفسك فلعن الله أهل العراق أهل الشقاق والنفاق فقال لا خير في الحياة بعدك يا
أباه ثم قاتل حتى قتل وكان مصعب قد قتل نائي بن زياد بن ظبيان أخا عبيد الله بن
زياد بن ظبيان بن الجعد بن قيس بن عمرو بن مالك بن عائش بن مالك بن تيم الله بن
ثعلبة بن عكابة فنذر عبيد الله ليقتلن به مائة من قريش فقتل ثمانين ثم قتل مصعبا
وجاء برأسه حتى وضعه بين يدي عبد الملك بن مروان فلما نظر إليه عبد الملك سجد فهم
عبيد الله أن يفتك به أيضا فارتد عنه وقال هممت ولم أفعل وكدت وليتني فعلت ووليت
البكاء حلائله
هكذا
أكثر ما يروى والصحيح أن عبيد الله لم يقتله وإنما وجده قد ارتث بكثرة الجراحات
فاحتز رأسه وقد قال عبيد الله يرى مصعب أني تناسيت نائيا وبئس لعمر الله ما ظن
مصعب ووالله لا أنساه ما ذر شارق وما لاح في داج من الليل كوكب وثبت عليه ظالما
فقتله فقهرك مني شر يوم عصبصب قتلت به من حي فهر بن مالك ثمانين منهم ناشئون وأشيب
وكفي لهم رهن بعشرين أو يرى علي من الإصباح نوح مسلب أأرفع رأسي وسط بكر بن وائل
ولم أر سيفي من دم يتصبب ثم ضاقت به البصرة فهرب إلى عمان فاستجار بسليمان بن سعيد
بن الصقر بن الجلندى فلما أخبر بفتكه خشيه وتذمم أن يقتله علانية فبعث إليه بنصف
بطيخة قد سمها وكان يعجبه البطيخ وقال هذا أول شيء رأيناه من البطيخ وقد أكلت
نصفها وأهديت لك نصفها فلما أكلها أحس بالموت فدخل عليه سليمان يعوده فقال له أيها
الأمير ادن مني أسر إليك قولا فقال له قل ما بدا لك فما بعمان عليك من أذن واعية
ولم يستجر أن يدنو منه فمات بها وقال عبيد الله بن الحر يخاطب المختار لقد زعم
الكذاب أني وصحبتي بمسكن قد أعيت علي مذاهبي فكيف وتحتي أعوجي وصحبتي على كل صهميم
الثميلة شارب إذا ما خشينا بلدة قربت بنا طوال متون مشرفات الحواجب وقد ذكر
الحازمي أن مسكن أيضا بدجيل الأهواز حيث كانت وقعة الحجاج بابن الأشعث وهو غلط منه
مسكة بلفظ تأنيث المسك الذي يشم وهما قريتان على البليخ قرب الرقة يقال لهما مسكة
الكبرى ومسكة الصغرى ومسكة أيضا قرية من قرى عسقلان ينسب إليها جماعة بمصر منهم
شيخنا عبد الخالق بن صالح بن علي بن زيدان المسكي وعبد الله بن خلف بن رافع المسكي
أبو محمد المصري سمع من أبي طاهر السلفي الحافظ وأبي الحسين الكاملي وغيرهما وكان يحفظ
وجمع تاريخا لمصر أجاد فيه ومات وهو في مسوداته قد عجز أن يبيضها لفقره فبيع على
العطارين لصر الحوائج كأن لم يكن بمصر من يعينه على تبييضه ولا ذو همة يشتريه
فيبيضه وبالله المستعان ويقال إن التفاح المسكي بمصر إليها ينسب ونقله إليها منها
الوزير اليازوري لأن يازور قرية من مسكة
مسكى ناحية تتصل بنواحي كرمان وهي مدينة تغلب عليها في حدود سنة 043 رجل يعرف
بمظفر بن رجاء وهو لا يخطب لغير الخليفة ولا يطيع أحدا من الملوك الذين يصاقبون
حدود عمله هذا على نحو ثلاث مراحل وفيها نخيل قليلة وفيها شيء من فواكه الصرود على
أنها من الجروم
المسلح بالفتح ثم السكون وفتح اللام والحاء مهملة اسم موضع من أعمال المدينة عن
القتبي قال ابن شميل مسلحة الجند خطاطيف لهم بين أيديهم ينفضون لهم الطريق
ويتجسسون خبر العدو ويعلمون لهم علمهم لئلا يهجم عليهم ولا يدعون أحدا من
العدو
يدخل بلاد المسلمين وإن جاء جيش أنذروا المسلمين والواحد مسلحي
مسلح بضم الميم وسكون السين وكسر اللام قال ابن إسحاق في غزوة بدر فلما استقبل
الصفراء وهي قرية بين جبلين سأل عن جبليها ما اسماهما فقالوا هذا مسلح وهذا مخزىء
فكره رسول الله صلى الله عليه و سلم المرور بينهما فسار ذات اليمين
مسلح بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد اللام وكسرها وحاء مهملة شعب بجبلة دخلته بنو
عامر يوم جبلة فحصنوا فيه نساءهم وذراريهم
ومرج مسلح بالعراق ذكره عاصم بن عمرو التميمي في شعر له أيام الفتوح فقال يذكر
نكاية المسلمين في الفرس لعمري وما عمري علي بهين لقد صبحت بالخزي أهل النمارق
بأيدي رجال هاجروا نحو ربهم يجوسونهم ما بين درتا وبارق قتلناهم ما بين مرج مسلح
وبين الهوافي من طريق البذارق
مسلحة بضم أوله وفتح ثانيه وكسر اللام وتشديدها والحاء مهملة كذا ضبطه أبو أحمد
العسكري ورواه غيره بفتح اللام يوم مسلحة من أيامهم وهو يوم غزا فيه قيس بن عاصم
وبنو تميم على بني عجل وغيرة بالنباج وتيتل إلى جنب مسلحة قال جرير لهم يوم الكلاب
ويوم قيس أقام على مسلحة المزارا
مسلوق بالفتح ثم السكون وضم اللام وآخره قاف موضع كانت فيه وقعة لهم وهو يوم مسلوق
مسلية بضم أوله وسكون ثانيه وكسر اللام وتخفيف الياء المثناة من تحتها محلة
بالكوفة سميت باسم القبيلة وهي مسلية بن عامر بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن
أدد بن زيد بن يشجب ومالك هو مذحج وقد نسب إلى هذه المحلة أبو العباس أحمد بن يحيى
بن الناقة المسلي سكن المحلة فنسب إليها وكان فاضلا شاعرا سمع الحديث الكثير وجمع
فيه كتابا سمع أبا البقاء المعمر بن محمد بن علي بن الحبال وأبا الغنائم أبي
النرسي ذكره أبو سعد في شيوخه
المسمارية
مسنان بالكسر وبعد السين نون وآخره نون أخرى قرية من قرى نسف ينسب إليها عمران بن
العباس بن موسى المسناني يروي عن محمد بن حميد الرازي ومحمد بن فضيل بن غزوان
وغيرهما روى عنه مكحول بن الفضل النسفي وغيره توفي سنة 182
المسناة قال الكميت بن معروف وقلت لندماني والحزن بيننا وشم الأعالي من خفاف نوازع
أنار بدت بين المسناة فالحمى لعينيك أم برق من الليل ساطع فإن يك برقا فهو برق
سحابة لها ريق لم يخل في الشم لامع وإن تك نارا فهي نار تشبها قلوص وتزهاها الرياح
الزعازع
مسور حصن من أعمال صنعاء اليمن قال شاعر يمني
ولم
نتقدم في سهام ويأزل وبيش ولم نفتح مشارا ومسورا
مسوس بالفتح ثم الضم وسينين مهملتين بينهما واو قرية من قرى مرو
مسولا بالفتح ثم الضم وسكون الواو ولام مفتوحة وألف مقصورة وهو أحد فوائد كتاب
سيبويه قال ابن جني ينبغي أن يكون مقصورا من مسولا بمنزلة جلولا في كتاب نصر بأقصى
شراء الأسود الذي لبني عقيل بأكناف غمرة في أقصاه جبلان وقيل قريتان وراء ذات عرق
فوقهما جبل طويل يسمى مسولا قال المرار أإن هب علوي يعلل فتية بنخلة وهنا فاض منك
المدامع فهاج جوى في القلب ضمنه الهوى ببينونة تنأى بها من توادع وهاج المعنى مثل
ما هاج قلبه عليك بنعمان الحمام السواجع فأصبحت مهموما كأن مطيتي بجنب مسولا أو
بوجرة ظالع
المسيب بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وباء موحدة يجوز أن يكون من السيب وهو العطاء
أو من السيب وهو مجرى الماء وهو اسم واد
مسيحة بالفتح ثم الكسر والياء ساكنة من السيح وهو الماء الفائض اسم ماء قال عرام
إن فصلت من عسفان لقيت البحر وتذهب عنك الجبال والقرى إلا أودية مسماة بينك وبين
مر الظهران يقال لواد منها مسيحة وقال أبو جندب الهذلي فأبلغ معقلا عني رسولا
مغلغلة وواثلة بن عمرو إلى أي نساق وفد بلغنا ظماء من مسيحة ماء بثر
المسيلة بالفتح ثم الكسر والياء ساكنة ولام مدينة بالمغرب تسمى المحمدية اختطها
أبو القاسم محمد بن المهدي في سنة 513 وهو يومئذ ولي عهد أبيه وأبو القاسم هذا هو
الذي يلقب بالقائم بعد المهدي من المنتسبين إلى العلويين الذين كانوا بمصر ينسب
إليها أبو العباس أحمد بن محمد بن حرب المقري بمصر قرأ القرآن ورحل إلى بطليوس
فلقي بها أبا بكر محمد بن مزاحم الخزرجي وقرأ عليه أبو حميد عبد العزيز بن علي بن
محمد بن سلمة السيحاني المقري
مسينان من قرى قهستان
مسيني بالفتح ثم السين المشددة مكسورة وياء تحتها نقطتان ساكنة ونون مكسورة وياء
ساكنة بليدة على ساحل جزيرة صقلية مما يلي الروم مقابل ريو وهو بلد في بر
القسطنطينية الواقف في مسيني يرى من في ريو قال ابن حمديس الصقلي وأظل أنشد حين
أنشد صاحبي من ذا يمسيني على مسيني وحللتها وحللت عقد عزائمي بيدي إلى السيد
المبادر دوني فأقامني تسعين يوما لم تزل نفسي بها في عقدة التسعين بتحلق لا يستقل
جناحه ولو استطار بريشتي جبرين برد جرى في معطفيه وفكه وكلامه وعجانه المعجون ثم
استقلت بي على علاتها مجنونة سحبت على مجنون
هوجاء
تقسم والرياح تقودها بالنون إنا من طعام النون قال بطليموس مدينة مسينة صقلية
طولها تسع وثلاثون درجة وعرضها ثمان وثلاثون درجة وثمان وأربعون دقيقة من أول
الإقليم الخامس طالعها القوس تسع درجات وسبع وعشرون دقيقة بيت حياتها الجوزاء
وفيها المنكب واليد والكف وفيها منكب الفرس والجوزاء داخلة في السماك خارجة من
الجنوب
باب الميم والشين وما يليهما
مشاحج حصن من معارف ذمار باليمن
مشار قلة في أعلى موضع من جبال حراز منه كان مخرج الصليحي في سنة 844 وجاهر فيه لم
يكن فيه بناء فحصنه وأتقنه وأقام به حتى استفحل أمره وقال شاعر الصليحي كأنا وأيام
الحصيب وسردد درادم عقرن الأجل المظفرا ولم نتقدم في سهام ويأزل وبيش ولم نفتح
مشارا ومسورا
المشارف جمع مشرف قرى قرب حوران منها بصرى من الشام ثم من أعمال دمشق إليها تنسب
السيوف المشرفية رد إلى واحده ثم نسب إليه قال أبو منصور قال الأصمعي السيوف
المشرقية منسوبة إلى مشارف وهي قرى من أرض العرب تدنو من الريف وحكى الواحدي هي
قرى باليمن وقال أبو عبيدة سيف البحر شطه وما كان عليه من المدن يقال لها المشارف
تنسب إليها السيوف المشرفية والمشارف من المدن على مثل مسافة الأنبار من بغداد
والقادسية من الكوفة ومشارف الأرض أعاليها وفي مغازي ابن إسحاق في حديث موتة ثم
مضى الناس حتى إذا كانوا بتخوم البلقاء لقيتهم جموع هرقل من الروم والعرب بقرية من
قرى البلقاء يقال لها مشارف فهذا قد جعلها قرية بعينها
المشاش بالضم قال عرام ويتصل بجبال عرفات جبال الطائف وفيها مياه كثيرة أوشال
وعظائم قني منها المشاش وهو الذي يجري بعرفات ويتصل إلى مكة
المشافر موضع قال الراعي تؤم وصحراء المشافر دونها سنا نارنا أنى يشب وقودها
المشان بالفتح وآخره نون هي بليدة قريبة من البصرة كثيرة التمر والرطب والفواكه وما
أبعد أن يكون أصلها الضم لأن الرطب المشان ضرب منه طيب فيه جرى المثل بعلة الورشان
يأكل رطب المشان فغيرته العامة ومنها تحكي العوام قيل لملك الموت أين نطلبك إذا
أردناك قال عند قنطرة حلوان قيل فإن لم نجدك قال ما أبرح من مشرعة المشان وإلى
الآن إذا سخط ببغداد على أحد ينفى إليها ومنها كان أبو محمد القاسم بن علي الحريري
صاحب المقامات وكتب سديد الدولة ابن الأنباري إلى الحريري كتابا صدره بهذين
البيتين سقى ورعى الله المشان فإنها محل كريم ظل بالمجد حاليا أسائل من لاقيت عنه
وحاله فهل يسألن عني ويعرف حاليا
مشان بالكسر وآخره نون اسم جبل عن العمراني
المشترك
آخره كاف من قرى المحلة المزيدية ينسب إليها علي بن غنيمة بن علي المقري قدم بغداد
وقرأ القرآن بالسبع على الشيخ أبي محمد بن علي بن أبي منصور أحمد الخياط وغيره وأم
بمسجد الريحانيين المعروف بمسجد أنس وتلقى عليه خلق من الأعيان ومات في رمضان سنة
275
مشتلة بالفتح ثم السكون وتاء فوقها نقطتان ولام قرية من قرى أصبهان ينسب إليها
عامر بن حمدونة المشتلي الزاهد روى عن سفيان الثوري وشعبة وغيرهما روى عنه إبراهيم
بن أيوب وعقيل بن يحيى
مشتول بالفتح ثم السكون وتاء مثناة من فوقها وواو ساكنة ولام قريتان مشتول
الطواحين ومشتول القاضي وكلتاهما من كورة الشرقية قال المهلبي مر بينهما طريقان
فالأيمن منهما إلى مشتول الطواحين وهي مدينة حسنة العمارة جليلة الارتفاع بها عد
طواحين تطحن الدقيق الحوارى وتجهز إلى مصر وإليها ينسب أبو علي الحسن بن علي بن موسى
المشتولي من مشايخ الصوفية تخرج من القاهرة إلى عين شمس إلى الكوم الأحمر إلى
مشتول ثمانية عشر ميلا
مشحاذ بالكسر والحاء المهملة وآخره ذال معجمة من شحذت السكين إذا حددتها علم شمالي
قطن
مشحلا بالحاء مهملة والقصر قرية من نواحي عزاز من أعمال حلب يقال إن فيها قبر داود
النبي عليه السلام
مشخرة بكسر الخاء المعجمة وهي بلد باليمن من ناحية ذمار
مشرجة بالضم ثم الفتح والراء شديدة والجيم لعله مأخوذ من الشرج وهو مجرى الماء وهو
منزل من واسط للقاصد إلى مكة
مشرد قرية باليمامة عن الحفصي
مشرف بالضم ثم السكون وكسر الراء والفاء هو رمل بالدهناء قال ذو الرمة إذا ظعن
يقطعن أجواز مشرف شمالا وعن أيمانهن الفوارس الفوارس أيضا موضع وقال ذو الرمة أيضا
رعت مشرفا فالأجبل العفر حوله إلى ركن حزوى في أوابد همل تتبع جزرا من رخامى وخطرة
وما اهتز من ثدائها المتربل
مشرف قال ابن السكيت في تفسير قول كثير أحاطت يداه بالخلافة بعدما أراد رجال آخرون
اغتيالها فما أسلموها عنوة عن مودة ولكن بحد المشرفي استقالها العنوة بلغة أهل
الحجاز وهم خزاعة وهذيل الطوع ولغة باقي العرب القسر وقال ابن السكيت مرة أخرى
العنوة في سائر الكلام القسر والقهر قال والمشرفي منسوب إلى المشارف وهي قرى للعرب
تدنو من الريف قال الفزاري هي حزون وأودية وضمار مديرة بأرض الثلوج من الشام فإذا
أصاب الناس الثلج ساقوا أموالهم إليها فيقال نزل الناس مشارفهم وقال أبو عبيدة
ينسب إلى مشرف وهو جاهلي وقال ابن الكلبي هو المشرف بن مالك بن دعر بن حجر بن
جزيلة بن لخم بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن
كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان
مشرف
هو جبل قال قيس بن العيزارة الهذلي فإما أعش حتى أدب على العصا فوالله أنسى ليلتي
بالمسالم فإنك لو عاليته في مشرف من الصفر أو من مشرفات التوائم
المشرق بالفتح ثم السكون وكسر الراء وآخره قاف بلفظ ضد المغرب جبل من جبال الأعراف
بين الصريف والقصيم من أرض ضبة وجبل آخر هناك
ومخلاف المشرق باليمن
المشرق بضم أوله وفتح ثانيه والراء مفتوحة مشددة وقاف يجوز أن يكون من شرق بريقه
ومن الشرق ضد الغرب قال ابن السكيت الشرق الشمس بالتحريم والشرق بالسكون المكان
الذي تشرق منه الشمس والمشرق موضع الشمس في الشتاء على الأرض بعد طلوعها وهو سوق
بالطائف عن أبي عبيدة وقيل هو مسجد بالخيف وقيل هو جبل البرام قال الأصمعي المشرق
المصلى ومسجد الخيف وحكي عن شعبة أنه قال خرجت أقود سماك بن حرب فقال أين المشرق
يعني مسجد العيدين وإياه عنى أبو ذؤيب بقوله يذكر بنيه الخمسة أودى بني وأعقبوا لي
حسرة بعد الرقاد وعبرة ما تقلع فالعين بعدهم كأن حداقها سملت بشوك فهي عور تدمع
ولقد حصرت بأن أدافع عنهم وإذا المنية أقبلت لا تدفع وإذا المنية أنشبت أظفارها
ألفيت كل تميمة لا تنفع وتجلدي للشامتين أريهم أني لريب الدهر لا أتضعضع حتى كأني
للحوادث مروة بصفا المشرق كل يوم تقرع
مشرق بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الراء وكسرها واد بين العذيب وعين شمس في عدوتيه
الدنيا منهما إلى العذيب والقصوى منهما من العذيب ومن عين شمس دفن فيهما شهداء يوم
القادسية من المسلمين وقد قال شاعر في نقل سعد إياهم إلى هنالك جزى الله أقواما
بجنب مشرق غداة دعا الرحمن من كان داعيا جنانا من الفردوس والمنزل الذي يحل به م
الخير من كان باقيا قال ودفن شهداء ليلة الهرير من ليالي القادسية وقتلى يوم
القادسية وهو آخر أيام القادسية حول قديس من وراء العقيق وكانوا ألفين وخمسمائة
بحيال مشرق ودفن شهداء ما كان قبل ليلة الهرير على مشرق
مشرقين بكسر القاف علم مرتجل لاسم موضع
مشروح بالفتح وآخره حاء مهملة موضع بنواحي المدينة في شعر كثير وأخرى بذي المشروح
من بطن بيشة بها لمطافيل النعاج جؤار
مشروق موضع باليمن منه معدي كرب المشروقي الهمذاني يروي عن علي وابن مسعود روى عنه
أبو إسحاق الهمذاني
مشريق بالكسر بوزن معطير موضع
المشعر الحرام هو في قول الله تعالى فاذكروا الله عند المشعر الحرام وهو مزدلفة
وجمع يسمى بهما جميعا والمشعر العلم المتعبد من متعبداته وهو
بين
الصفا والمروة وهو من مناسك الحج وقد روى عياض في ميمه الفتح والكسر والصحيح الفتح
والمشاعر في غير هذا كل موضع فيه أشجار كثيرة
مشعل بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح العين المهملة موضع بين مكة والمدينة من الرويثة قال
الشنفري خرجنا من الوادي الذي بين مشعل وبين الجبا هيهات أنسأت سربتي
مشغرى بالفتح ثم السكون وغين معجمة وراء قرية من قرى دمشق من ناحية البقاع ينسب
إليها أبو الجهم أحمد بن الحسين بن أحمد بن طلاب بن كثير ابن حماد بن الفضل مولى
عيسى بن طلحة بن عبيد الله وقيل مولى يحيى بن طلحة أبو الجهم المشغراني أصله من
بيت لهيا تعلم بها ثم انتقل إلى مشغرى قرية على سفح جبل لبنان فصار بها إمامهم
وخطيبهم روى عن أحمد بن أبي الحواري وهشام بن عمار وهشام بن خالد الأزرق وطبقتهم
كثيرا روى عنه أبو الحسين الرازي وعبد الوهاب الكلابي والحاكم أبو أحمد النيسابوري
وأبو سليمان بن زبر وجماعة أخرى كثيرة وكان ثقة ومات بدمشق في ذي الحجة سنة 713
سقط عن دابته فمات لوقته ودفن بالباب الصغير والقرشي المشغراني الدمشقي سمع هشام
بن عمار وأحمد بن أبي الحوارى روى عنه أبو القاسم الطبراني وأبو حاتم بن حبان وعلي
بن الحسين بن عبد الرزاق أبو الحسن المشغراني الدمشقي حدث بصيداء عن أبي الحسين بن
شاب بن نظيف وعلي بن محمد النيسابوري روى عنه عمر الدهستاني
المشقر بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد القاف وراء كأنه مأخوذ من الشقرة وهي الحمرة أو
من الشقر وهي شقائق النعمان قال ابن الققيه هو حصن بين نجران والبحرين يقال إنه من
بناء طسم وهو على تل عال ويقابله حصن بني سدوس ويقال إنه من بناء سليمان بن داود
عليهما السلام وقال غيره المشقر حصن بالبحرين عظيم لعبد القيس يلي حصنا لهم آخر
يقال له الصفا قبل مدينة هجر والمسجد الجامع بالمشقر وبين الصفا والمشقر نهر يجري
يقال له العين وهو يجري إلى جانب مدينة محمد بن الغمر ولذلك قال يزيد بن المفرغ
يهجو المنذر بن الجارود وكان قد أجاره فحقد عبيد الله بن زياد جواره وأخذه منه
فنكل به ونسب المشقر إلى عبد القيس وهم أهل البحرين فقال تركت قريشا أن أجاور فيهم
وجاورت عبد القيس أهل المشقر أناسا أجارونا فكان جوارهم أعاصير من فسو العراق
المبذر فهلا بني اللفاء كنتم بني استها فعلتم فعال العامري ابن جعفر حمى جاره بشر
بن عمرو بن مرثد بألف كمي في الحديد مكفر وخاض حياض الموت من دون جاره كهولا
وشبانا كجنة عبقر وأداه موفورا وقد جمعت له كتائب خضر للهمام بن منذر ولما قدمت
عبد القيس البحرين وبها إياد أخرجوهم منها قهرا ونزلوها فاستقروا بها إلى الآن قال
عمرو بن أسوى العبقسي ألا بلغا عمرو بن قيس رسالة فلا تجزعن من نائب الدهر واصبر
شحطنا
إيادا عن وقاع وقلصت وبكرا نفينا عن حياض المشقر وفيه حبس كسرى بني تميم وقد روي
أن المشقر جبل لهذيل فيمن روى قول أبي ذؤيب وهو ابن الأعرابي حتى كأني للحوادث
مروة بصفا المشقر كل يوم تقرع قال الأصمعي ولهذيل جبل يقال له المشقر وهذا الذي
قال فيه أبو ذؤيب وذكر البيت ثم قال وبعض المشقر لخزاعة هذا نص قوي على أن المشقر
في موضعين ويروى المشرق وقال الحازمي المشقر أيضا واد بأجإ وقد قال امرؤ القيس في
قصيدته التي يذكر فيها الشام فذكر فيها عدة مواضع ثم قال أو المكرعات من نخيل ابن
يامن دوين الصفا اللائي يلين المشقرا ولعله شبه موضعا بالشام به أو أراد أنه رحل
من هناك إلى الشام وقال عرفطة بن عبد الله المالكي ثم الأسدي لقد كنت أشقى بالغرام
فشاقني بليلي على بنيان حمل مقدر فقلت وقد زال النهار كوارع من الثاج أو من نخل
يثرب موقر أو المكرعات من نخيل ابن يامن دوين الصفا اللائي يحف المشقر
المشقق قال ابن إسحاق في غزوة تبوك وكان في الطريق ماء يخرج من وشل ما يروي الراكب
والراكبين والثلاثة بواد يقال له المشقق فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من
سبقنا إلى هذا الماء فلا يستقين منه شيئا حتى نأتيه قال فسبقه إليه نفر من
المنافقين فاستقوا ما فيه فلما أتاه رسول الله صلى الله عليه و سلم وقف عليه فلم
ير فيه شيئا فقال من سبقنا إلى هذا الماء فقيل له يا رسول الله فلان وفلان فقال
أولم أنههم أن يستقوا منه شيئا حتى آتيهم ثم لعنهم رسول الله صلى الله عليه و سلم
ودعا عليهم ثم نزل فوضع يده تحت الوشل فجعل يصب في يده ما شاء الله أن يصب ثم نضحه
به ومسحه بيده ودعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بما شاء أن يدعو به فانخرق من
الماء كما يقول من سمعه ما إن له حسا كحس الصواعق فشرب الناس واستقوا حاجتهم فقال
رسول الله صلى الله عليه و سلم لئن بقيتم أو من بقي منكم لتمسعن بهذا الوادي وهو
أخصب ما بين يديه وما خلفه
مشقلقيل بالضم وقافين ولامين قرية على غربي النيل من الصعيد
مشكاذين قرية من قرى الري كانت بها وقعة بين أصحاب الحسن بن زيد العلوي وبين عبد
الله بن عزيز صاحب الطاهرية انهزم فيها العلويون وذلك في سنة 152
مشكان بالضم ثم السكون وآخره نون قرية من نواحي روذبار من أعمال همذان ينسب إلى
مشكان أبو عمرو عثمان بن محمد المشكاني الصوفي روى عنه السلفي بالكسر قال كان من
أهل الصلاح وولد بمشكان من مدن قهستان وهو يسمى بلاد الجبل قهستان وصاحب في سفره
مشايخ الشام والعراق ومصر والحجاز وتأهل بمصر وأقام بها إلى أن مات وكان سمع الكثير
ومشكان أيضا بليدة بفارس من ناحية كورة إصطخر
مشكويه من أعمال الري بليدة بينها وبين الري مرحلتان على طريق ساوه
المشلل
بالضم ثم الفتح وفتح اللام أيضا والشل الطرد وهو جبل يهبط منه إلى قديد من ناحية
البحر قال العرجي ألا قل لمن أمسى بمكة قاطنا ومن جاء من عمق ونقب المشلل دعوا
الحج لا تستهلكوا نفقاتكم فما حج هذا لعام بالمتقبل وكيف يزكى حج من لم يكن له
إمام لدى تجهيزه غير دلدل يظل أليفا بالصيام نهاره ويلبس في الظلماء سمطي قرنفل
المشوكة قلعة باليمن في جبل قلحاح
المشيرب وجدته في مغازي ابن إسحاق المشترب وهو ماء ببطحاء ابن أزهر وكان قد شرب
منه النبي صلى الله عليه و سلم
باب الميم والصاد وما يليهما
المصامة بالفتح كأنه من الصوم وهو الإمساك والقيام والمصامة المقامة كأنه الموضع
الذي يقام فيه وهو موضع في شعر عامر بن الطفيل
المصامة بالفتح كأنه من الصوم وهو الإمساك والقيام والمصامة المقامة كأنه الموضع
الذي يقام فيه وهو موضع في شعر عامر بن الطفيل
المصانع كأنه جمع مصنع قال المفسرون في قوله تعالى وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون
المصانع الأبنية وقال بعضهم هي أحباس تتخذ للماء واحدها مصنعة ومصنع ويقال للقصور
أيضا مصانع قال لبيد بلينا وما تبلى النجوم الطوالع وتبلى الديار بعدنا والمصانع
والمصانع اسم مخلاف باليمن يسكنه آل ذي حوال وهم ولد ذي مقار منهم يعفر بن عبد
الرحمن بن كريب الحوالي قال عنترة العبسي وفي أرش المصانع قد تركنا لنا بفعالنا
خبرا مشاعا أقمنا بالذوابل سوق حرب وأظهرنا النفوس لها متاعا حصاني كان دلال
المنايا فخاض غبارها وشرى وباعا وسيفي كان في البيدا طبيبا يداوي رأس من يشكو
الصداعا ولو أرسلت سيفي مع جبان لكان بهيبتي يلقى السباعا من قصيدة وقال امرؤ
القيس وألحق بيت أحوال بحجر ولم ينفعهم عدد ومال وقال بعضهم أزال مصانعا من ذي أراش
وقد ملك السهولة والجبالا وبأعمال صنعاء حصن يقال له المصانع
والمصانع أيضا قرية من قرى اليمامة التي لم تدخل في صلح خالد بن الوليد أيام قتل
مسيلمة الكذاب وهو نخل لبني ضور بن رزاح قاله الحفصي
المصامدة هو مثل المهالبة نسبة إلى مصمودة وهي قبيلة بالمغرب فيه موضع يعرف بهم
وبينهم كان محمد بن تومرت صاحب دعوة بني عبد المؤمن حتى تم له بالمغرب ما تم من
الاستيلاء على البلاد والغلبة
المصحبية من مياه بني قشير عن أبي زياد
مصراثا بالفتح والسكون والثاء مثلثة قرية من سواد بغداد تحت كلواذي
المصران
بالكسر تثنية المصر وإذا أطلق هذا اللفظ يراد به البصرة والكوفة
مصر بفتح أوله وثانيه وتشديد الراء يجوز أن يكون مفعلا من أصر على الشيء إذا عزم
أو من صر الجندب أو من صرير الباب وهو واد بأعلى حمى ضرية وقد تكسر الصاد عن
الحازمي
مصر سميت مصر بمصر بن مصرايم بن حام بن نوح عليه السلام وهي من فتوح عمرو بن العاص
في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد استقصينا ذلك في الفسطاط قال صاحب الزيج
طول مصر أربع وخمسون درجة وثلثان وعرضها تسع وعشرون درجة وربع في الإقليم الثالث
وذكر ابن ما شاء الله المنجم أن مصر من إقليمين من الإقليم الثالث مدينة الفسطاط
والإسكندرية ومدن إخميم وقوص واهناس والمقس وكورة الفيوم ومدينة القلزم ومدن أتريب
وبنى وما والى ذلك من أسفل الأرض وإنعرض مدينة الإسكندرية وأتريب وبنى وما والى
ذلك ثلاثون درجة وإن عرض مصر وكورة الفيوم وما والى ذلك تسع وعشرون درجة وإن عرض
مدينة اهناس والقلزم ثمان وعشرون درجة وإن عرض إخميم ست وعشرون درجة ومن الإقليم
الرابع تنيس ودمياط وما والى ذلك من أسفل الأرض وإن عروضهن إحدى وثلاثون درجة قال
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله تعالى وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين قال
يعني مصر وإن مصر خزائن الأرضين كلها وسلطانها سلطان الأرضين كلها ألا ترى إلى قول
يوسف عليه السلام لملك مصر اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ففعل فأغاث الله
الناس بمصر وخزائنها ولم يذكر عز و جل في كتابه مدينة بعينها بمدح غير مكة ومصر
فإنه قال أليس لي ملك مصر وهذا تعظيم ومدح وقال اهبطوا مصرا فمن لم يصرف فهو علم
لهذا الموضع وقوله تعالى فإن لكم ما سألتم تعظيم لها فإن موضعا يوجد فيه ما يسألون
لا يكون إلا عظيما وقوله تعالى وقال الذي اشتراه من مصر لأمرأته وقال ادخلوا مصر
إن شاء الله آمنين وقال وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا وسمى الله
تعالى ملك مصر العزيز بقوله تعالى وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها
عن نفسه وقالوا ليوسف حين ملك مصر يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر فكانت هذه تحية
عظمائهم وأرض مصر أربعون ليلة في مثلها طولها من الشجرتين اللتين كانتا بين رفح
والعريش إلى أسوان وعرضها من برقة إلى أيلة وكانت منازل الفراعنة واسمها
باليونانية مقدونية والمسافة ما بين بغداد إلى مصر خمسمائة وسبعون فرسخا وروى أبو
ميل أن عبد الله بن عمر الأشعري قدم من دمشق إلى مصر وبها عبد الرحمن بن عمرو بن
العاص فقال ما أقدمك إلى بلدنا قال أنت أقدمتني كنت حدثتنا أن مصر أسرع الأرض
خرابا ثم أراك قد اتخذت فيها الرباع واطمأننت فقال إن مصر قد وقع خرابها دخلها
بختنصر فلم يدع فيها حائطا قائما فهذا هو الخراب الذي كان يتوقع لها وهي اليوم
أطيب الأرضين ترابا وأبعدها خرابا لن تزال فيها بركة ما دام في الأرض إنسان قوله
تعالى فإن لم يصبها وابل فطل هي أرض مصر إن لم يصبها مطر زكت وإن أصابها أضعف
زكاها وقالوا مثلت الأرض على صورة طائر فالبصرة ومصر الجناحان فإذا خربتا خربت
الدنيا وقرأت بخط أبي
عبد الله المرزباني حدثني أبو حازم القاضي قال قال لي أحمد بن المدبر أبو الحسن لو عمرت مصر كلها لوفت بالدنيا وقال لي مساحة مصر ثمانية وعشرون ألف ألف فدان وإنما يعمل فيها في ألف ألف فدان وقال لي كنت أتقلد الدواوين لا أبيت ليلة من الليالي وعلي شيء من العمل وتقلدت مصر فكنت ربما بت وعلي شيء من العمل فأستتمه إذا أصبحت قال وقال لي أبو حازم القاضي جبى عمرو بن العاص مصر لعمر بن الخطاب رضي الله عنه اثني عشر ألف ألف دينار فصرفه عثمان وقلدها عبد الله بن أبي سرح فجباها أربعة عشر ألف ألف فقال عثمان لعمرو يا أبا عبد الله أعلمت أن اللقحة بعدك درت فقال نعم ولكنها أجاعت أولادها وقال لنا أبو حازم إن هذا الذي رفعه عمرو بن العاص وابن أبي سرح إنما كان عن الجماجم خاصة دون الخراج وغيره ومن مفاخر مصر مارية القبطية أم إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يرزق من امرأة ولدا ذكرا غيرها وهاجر أم إسماعيل عليه السلام وإذا كانت أم إسماعيل فهي أم محمد صلى الله عليه و سلم وقال النبي صلى الله عليه و سلم إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم صهرا وقرأت بخط محمد بن عبد الملك النارنجي حدثني محمد بن إسماعيل السلمي قال قال إبراهيم بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف وهو ابن عم أبي عبد الله محمد بن إدريس بن العباس الشافعي قال كتبت إلى أبي عبد الله عند قدومه مصر أسأله عن أهله في فصل من كتابي إليه فكتب إلي وسألت عن أهل البلد الذي أنا به وهم كما قال عباس بن مرداس السلمي إذا جاء باغي الخير قلن بشاشة له بوجوه كالدنانير مرحبا وأهلا ولا ممنوع خير تريده ولا أنت تخشى عندنا أن تؤنبا وفي رسالة لمحمد بن زياد الحارثي إلى الرشيد يشير عليه في أمر مصر لما قتلوا موسى بن مصعب يصف مصر وجلالتها ومصر خزانة أمير المؤمنين التي يحمل عليها حمل مؤنة ثغوره وأطرافه ويقوت بها عامة جنده ورعيته مع اتصالها بالمغرب ومجاورتها أجناد الشام وبقية من بقايا العرب ومجمع عدد الناس فيما يجمع من ضروب المنافع والصناعات فليس أمرها بالصغير ولا فسادها بالهين ولا ما يلتمس به صلاحها بالأمر الذي يصير له على المشقة ويأتي بالرفق وقد هاجر إلى مصر جماعة من الأنبياء وولدوا ودفنوا بها منهم يوسف الصديق عليه السلام والأسباط وموسى وهارون وزعموا أن المسيح عليه السلام ولد بأهناس وبها نخلة مريم وقد وردها جماعة كثيرة من الصحابة الكرام ومات بها طائفة أخرى منهم عمرو بن العاص وعبد الله بن الحارث الزبيدي وعبد الله بن حذافة السهمي وعقبة بن عامر الجهني وغيرهم قال أمية يكتنف مصر من مبدئها في العرض إلى منتهاها جبلان أجردان غير شامخين متقاربان جدا في وضعهما أحدهما في ضفة النيل الشرقية وهو جبل المقطم والآخر في الضفة الغربية منه والنيل منسرب فيما بينهما من لدن مدينة أسوان إلى أن ينتهيا إلى الفسطاط فثم تتسع مسافة ما بينهما وتنفرج قليلا ويأخذ المقطم منها شرقا فيشرف على فسطاط مصر ويغرب الآخر على وراب من مسلكيهما وتعريج مسلكيهما فتتسع أرض مصر من الفسطاط إلى ساحل البحر الرومي الذي عليه الفرما وتنيس ودمياط ورشيد والإسكندرية
ولذلك
مهب الشمال يهب إلى القبلة شيئا ما فإذا بلغت آخر مصر عدت ذات الشمال واستقبلت
الجنوب وتسير في الرمل وأنت متوجه إلى القبلة فيكون الرمل من مصبه عن يمنيك إلى
إفريقية وعن يسارك من أرض مصر الفيوم منها وأرض الواحات الأربع وذلك بغربي مصر وهو
ما استقبلته منه ثم تعرج من آخر الواحات وتستقبل المشرق سائرا إلى النيل تسير
ثماني مراحل إلى النيل ثم على النيل صاعدا وهي آخر أرض الإسلام هناك وتليها بلاد
النوبة ثم تقطع النيل وتأخذ من أرض أسوان في الشرق منكبا على بلاد السودان إلى
عيذاب ساحل البحر الحجازي فمن أسوان إلى عيذاب خمس عشرة مرحلة وذلك كله قبلي أرض
مصر ومهب الجنوب منها ثم تقطع البحر الملح من عيذاب إلى أرض الحجاز فتنزل الحوراء
أول أرض مصر وهي متصلة بأعراض مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم وهذا البحر
المذكور وهو بحر القلزم وهو داخل في أرض مصر بشرقية وغربية فالشرقي منه أرض
الحوراء وطبة فالنبك وأرض مدين وأرض أيلة فصاعدا إلى المقطم بمصر والغربي منه ساحل
عيذاب إلى بحر القلزم إلى المقطم والبحري مدينة القلزم وجبل الطور وبين القلزم
والفرما مسيرة يوم وليلة وهو الحاجز بين البحرين بحر الحجاز وبحر الروم وهذا كله
شرقي مصر من الحوراء إلى العريش وذكر من له معرفة بالخراج الدواوين أنه وقف على
جريدة عتيقة بخط أبي عيسى المعروف بالنويس متولي خراج مصر يتضمن أن قرى مصر
والصعيد وأسفل الأرض ألفان وثلثمائة وخمس وتسعون قرية منها الصعيد تسعمائة وسبع
وخمسون قرية وأسفل أرض مصر ألف وأربعمائة وتسع وثلاثون قرية والآن قد تغير ذلك
وخرب كثير منه فلا تبلغ هذه العدة وقال القضاعي أرض مصر تنقسم قسمين فمن ذلك
صعيدها وهو يلي مهب الجنوب منها وأسفل أرضها وهو يلي مهب الشمال منها فقسم الصعيد
عشرون كورة وقسم أسفل الأرض ثلاث وثلاثون كور فأما كورة الصعيد فأولاها كورة
الفيوم وكورة منف وكورة وسيم وكورة الشرقية وكورة دلاص وكورة بوصير وكورة أهناس
وكورة الفشن وكورة البهنسا وكورة طحا وكورة جير وكورة السمنودية وكورة بويط وكورة
الأشمونين وكورة أسفل أنصنا وأعلاها وكورة قوص وقاو وكورة شطب وكورة أسيوط وكورة
قهقوة وكورة إخميم وكورة دير أبشيا وكورة هو وكورة إقنا وكورة فاو وكورة دندرا
وكورة قفط وكورة الأقصر وكورة إسنا وكورة أرمنت وكورة أسوان
ثم ملك مصر بعد وفاة أبيه بيصر ابنه مصر ثم قفط بن مصروذكر ابن عبد الحكم بعد قفط
اشمن أخاه ثم أخوه أتريب ثم أخوه صا ثم ابنه تدارس بن صا ثم ابنه ماليق بن تدارس
ثم ابنه حربتا بن ماليق ثم ابنه ملكي بن حربتا فملكه نحو مائة سنة ثم مات ولا ولد
له فملك أخوه ماليا بن حربتا ثم ابنه طوطيس بن ماليا وهو الذي وهب هاجر لسارة زوجة
إبراهيم الخليل عليه السلام عند قدومه عليه ثم مات طوطيس وليس له إلا ابنة اسمها
حوريا فملكت مصر فهي أول امرأة ملكت مصر من ولد نوح عليه السلام ثم ابنة عمها
زالفا وعمرت دهرا طويلا فطمع فيهم العمالقة وهم الفراعنة وكانوا يومئذ أقوى أهل
الأرض وأعظمهم ملكا وجسوما وهم ولد عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام
فغزاهم الوليد بن دوموز وهو أكبر
الفراعنة وظهر عليهم ورضوا بأن يملكوه فملكهم خمسة من ملوك العمالقة أولهم الوليد بن دوموز هذا ملكهم نحوا من مائة سنة ثم افترسه سبع فأكل لحمه ثم ملك ولده الريان صاحب يوسف عليه السلام ثم دارم بن الريان وفي زمانه توفي يوسف عليه السلام ثم غرق الله دارما في النيل فيما بين طرا وحلوان ثم ملك بعده كاتم بن معدان فلما هلك صار بعده فرعون موسى عليه السلام وقيل كان من العرب من بلي وكان أبرش قصيرا يطأ في لحيته ملكها خمسمائة عام ثم غرقه الله وأهلكه وهو الوليد بن مصعب وزعم قوم أنه كان من قبط مصر ولم يكن من العمالقة وخلت مصر بعد غرق فرعون من أكابر الرجال ولم يكن إلا العبيد والإماء والنساء والذراري فولوا عليهم دلوكة كما ذكرناه في حائط العجوز فملكتهم عشرين سنة حتى بلغ من أبناء أكابرهم وأشرافهم من قوي على تدبير الملك فملكوه وهو دركون بن بلوطس وفي رواية بلطوس وهو الذي خاف الروم فشق من بحر الظلمات شقا ليكون حاظرا بينه وبين الروم ولم يزل الملك في أشراف القبط من أهل مصر من ولد دركون هذا وغيره وهي ممتنعة بتدبير تلك العجوز نحو أربعمائة سنة إلى أن قدم بختنصر إلى بيت المقدس وظهر على بني إسرائيل وخرب بلادهم فلحقت طائفة من بني إسرائيل بقومس بن نقناس ملك مصر يومئذ لما يعلمون من منعته فأرسل إليه بختنصر يأمره أن يردهم إليه وإلا غزاه فامتنع من ردهم وشتمه فغزاه بختنصر فأقام يقاتله سنة فظهر عليه بختنصر فقتله وسبى أهل مصر ولم يترك بها أحدا وبقيت مصر خرابا أربعين سنة ليس بها أحد يجري نيلها في كل عام ولا ينتفع به حتى خربها وخرب قناطرها والجسور والشروع وجميع مصالحها إلى أن دخلها إرميا النبي عليه السلام فملكها وعمرها وأعاد أهلها إليها وقيل بل الذي ردهم إليها بختنصر بعد أربعين سنة فعمروها وملك عليها رجلا منهم فلم تزل مصر منذ ذلك الوقت مقهورة ثم ظهرت الروم وفارس على جميع الممالك والملوك الذين في وسط الأرض فقاتلت الروم أهل مصر ثلاثين سنة وحاصروهم برا وبحرا إلى أن صالحوهم على شيء يدفعونه إليهم في كل عام على أن يمنعوهم ويكونوا في ذمتهم ثم ظهرت فارس على الروم وغلبوهم على الشام وألحوا على مصر بالقتال ثم استقرت الحال على خراج ضرب على مصر من فارس والروم في كل عام وأقاموا على ذلك تسع سنين ثم غلبت الروم فارس وأخرجتهم من الشام وصار صلح مصر كله خالصا للروم وذلك في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم في أيام الحديبية وظهور الإسلام وكان الروم قد بنوا موضع الفسطاط الذي هو مدينة مصر اليوم حصنا سموه قصر اليون وقصر الشام وقصر الشمع ولما غزا الروم عمرو بن العاص تحصنوا بهذا الحصن وجرت لهم حروب إلى أن فتحوا البلاد كما نذكره إن شاء الله تعالى في الفسطاط وجميع ما ذكرته ههنا إلا بعض اشتقاق مصر من كتاب الخطط الذي ألفه أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي وقال أمية ومصر كلها بأسرها واقعة من المعمورة في قسم الإقليم الثاني والإقليم الثالث معظمها في الثالث وأما سكان أرض مصر فأخلاط من الناس مختلفو الأصناف من قبط وروم وعرب وبربر وأكراد وديلم وأرمن وحبشان وغير ذلك من الأصناف والأجناس إلا أن جمهورهم قبط والسبب في اختلاطهم تداول المالكين لها والمتغلبين عليها من العمالقة واليونانيين والروم والعرب وغيرهم فلهذا اختلطت أنسابهم واقتصروا من
الانتساب على ذكر مساقط رؤوسهم وكانوا قديما عباد أصنام ومدبري هياكل إلى أن ظهر دين النصرانية بمصر فتنصروا وبقوا على ذلك إلى أن فتحها المسلمون في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأسلم بعضهم وبقي البعض على دين النصرانية وغالب مذهبهم يعاقبه قال أما أخلاقهم فالغالب عليها اتباع الشهوات والانهماك في اللذات والاشتغال بالتنزهات والتصديق بالمحالات وضعف المرائر والعزمات قالوا ومن عجائب مصر النمس وليس يرى في غيرها وهو دويبة كأنها قديدة فإذا رأت الثعبان دنت منه فيتطوى عليها ليأكلها فإذا صارت في فمه زفرت زفرة وانتفخت انتفاخا عظيما فينقد الثعبان من شدته قطعتين ولولا هذا النمس لأكلت الثعابين أهل مصر وهي أنفع لأهل مصر من القنافذ لأهل سجستان قال الجاحظ من عيوب مصر أن المطر مكروه بها قال الله تعالى وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته يعني المطر وهم لرحمة الله كارهون وهو لهم غير موافق ولا تزكو عليه زروعهم وفي ذلك يقول بعض الشعراء يقولون مصر أخصب الأرض كلها فقلت لهم بغداد أخصب من مصر وما خصب قوم تجدب الأرض عندهم بما فيه خصب العالمين من القطر إذا بشروا بالغيث ريعت قلوبهم كما ريع في الظلماء سرب القطا الكدر قالوا وكان المقوقس قد تضمن مصر من هرقل بتسعة عشر ألف ألف دينار وكان يجبيها عشرين ألف ألف دينار وجعلها عمرو بن العاص عشرة آلاف ألف دينار أول عام وفي العام الثاني اثني عشر ألف ألف ولما وليها في أيام معاوية جباها تسعة آلاف ألف دينار وجباها عبد الله بن سعد بن أبي سرح أربعة عشر ألف ألف دينار وقال صاحب الخراج إن نيل مصر إذا رقي ستة عشر ذراعا وافى خراجها كما جرت عادته فإن زاد ذراعا آخر زاد في خراجها مائة ألف دينار لما يروي من الأعالي فإن زاد ذراعا آخر نقص من الخراج الأول مائة ألف دينار لما يستبحر من البطون قال كشاجم يصف مصر أما ترى مصر كيف قد جمعت بها صنوف الرياح في مجلس السوسن الغص والبنفسج وال ورد وصنف البهار والنرجس كأنها الجنة التي جمعت ما تشتهيه العيون والأنفس كأنما الأرض ألبست حللا من فاخر العبقري والسندس وقال شاعر آخر يهجو مصر مصر دار الفاسقينا تستفز السامعينا فإذا شاهدت شاهد ت جنونا ومجونا وصفاعا وضراطا وبغاء وقرونا وشيوخا ونساء قد جعلن الفسق دينا فهي موت الناسكينا وحياة النائكينا وقال كاتب من أهل البندنيجين يذم مصر هل غاية من بعد مصر أجيئها للرزق من قذف المحل سحيق
لم يأل من حطت بمصر ركابه للرزق من سبب لديه وثيق نادته من أقصى البلاد بذكرها وتغشه من بعد بالتعويق كم قد جشمت على المكاره دونها من كل مشتبه الفجاج عميق وقطعت من عافي الصوى متخرقا ما بين هيت إلى مخارم فيق فعريش مصر هناك فالفرما إلى تنيسها ودميرة ودبيق برا وبحرا قد سلكتهما إلى فسطاطها ومحل أي فريق ورأيت أدنى خيرها من طالب أدنى لطالبها من العيوق قلت منافعها فضج ولاتها وشكا التجار بها كساد السوق ما إن يرى فيها الغريب إذا رأى شيئا سوى الخيلاء والتبريق قد فضلوا جهلا مقطمهم على بيت بمكة للإله عتيق لمصارع لم يبق في أجداثهم منهم صدى بر ولا صديق إن هم فاعلهم فغير موفق أو قال قائلهم فغير صدوق شع شيع الضلال وحزب كل منافق ومضارع للبغي والتنفيق أخلاق فرعون اللعينة فيهم والقول بالتشبيه والمخلوق لولا اعتزال فيهم وترفض من عصبة لدعوت بالتغريق وبعد هذا أبيات ذكرتها في رحا البطريق وما زالت مصر منازل العرب من قضاعة وبلي واليمن ألا ترى إلى جميل حيث يقول إذا حلت بمصر وحل أهلي بيثرب بين آطام ولوب مجاورة بمسكنها تجيبا وما هي حين تسأل من مجيب وأهوى الأرض عندي حيث حلت بجدب في المنازل أو خصيب وبمصر من المشاهد والمزارات بالقاهرة مشهد به رأس الحسين بن علي رضي الله عنه نقل إليها من عسقلان لما أخذ الفرنج عسقلان وهو خلف دار المملكة يزار وبظاهر القاهرة مشهد صخرة موسى بن عمران عليه السلام به أثر أصابع يقال إنها أصابعه فيه اختفى من فرعون لما خافه وبين مصر والقاهرة قبة يقال إنها قبر السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ومشهد يقال إن فيه قبر فاطمة بنت محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق وقبر آمنة بنت محمد الباقر ومشهد فيه قبر رقية بنت علي بن أبي طالب ومشهد فيه قبر آسية بنت مزاحم زوجة فرعون والله أعلم وبالقرافة الصغرى قبر الإمام الشافعي رضي الله عنه وعنده في القبة قبر علي بن الحسين بن علي زين العابدين وقبر الشيخ أبي عبد الله الكيراني وقبور أولاد عبد الحكم من أصحاب الشافعي وبالقرب منها مشهد يقال إن فيه قبر علي بن عبد الله بن القاسم بن محمد بن جعفر الصادق وقبر آمنة بنت موسى الكاظم في مشهد ومشهد فيه قبر يحيى بن الحسين بن
زيد
بن الحسين بن علي بن أبي طالب وقبر أم عبد الله بنت القاسم بن محمد بن جعفر الصادق
وقبر عيسى بن عبد الله بن القاسم بن محمد بن جعفر الصادق ومشهد فيه قبر كلثم بنت
القاسم بن محمد بن جعفر الصادق وعلى باب الكورتين مشهد فيه مدفن رأس زيد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب الذي قتل بالكوفة وأحرق وحمل رأسه فطيف به الشام ثم حمل
إلى مصر فدفن هناك وعلى باب درب معالي قبة لحمزة بن سلعة القرشي وعلى باب درب
الشعارين المسجد الذي باعوا فيه يوسف الصديق عليه السلام وبها غير ذلك مما يطول
شرحه منهم بالقرافة يحيى بن عثمان الأنصاري وعبد الرحمن بن عوف والصحيح أنه
بالمدينة وقبر صاحب انكلوته وقبر عبد الله بن حذيفة بن اليمان وقبر عبد الله مولى
عائشة وقبر عروة وأولاده وقبر دحية الكلبي وقبر عبد الله بن سعد الأنصاري وقبر
سارية وأصحابه وقبر معاذ بن جبل والمشهور أنه بالأردن وقبر معن بن زائدة والمشهور
أنه بسجستان وقبر ابنين لأبي هريرة ولا أعرف اسميهما وقبر روبيل بن يعقوب وقبر
اليسع وقبر يهوذا بن يعقوب وقبر ذي النون المصري وقبر خال رسول الله صلى الله عليه
و سلم وهو أخو حليمة السعدية وقبر رجل من أولاد أبي بكر الصديق وقبر أبي مسلم
الخولاني وهو بغباغب من أعمال دمشق ويقال الخولاني عند داري وقبر عبد الله بن عبد
الرحمن الزهري وبالقرافية أيضا قبر أشهب وعبد الرحمن بن القاسم وورش المدني وقبر
أبي الثريا وعبد الكريم بن الحسن ومقام ذي النون النبي وقبر شقران وقبر الكر وأحمد
الروذباري وقبر الزيدي وقبر العبشاء وقبر علي السقطي وقبر الناطق والصامت وقبر
زعارة وقبر الشيخ بكار وقبر أبي الحسن الدينوري وقبر الحميري وقبر ابن طباطبا
وقبور كثير من الأنبياء والأولياء والصديقين والشهداء ولو أردنا حصرهم لطال الشرح
مصقلاباذ قرية أظنها بنواحي جرجان لأن الزمخشري أنشد لعبد القاهر النحوي الجرجاني
مجيئي من فضلة وقت له مجيء من شاب الهوى بالبروع ثم ترى جلسة مستوفز قد شددت
أحماله بالنسوع ما شئت من زهزهة والفتى بمصقلاباذ لسقي الزروع قال أنشدت هذه
الأبيات إلى الشريف المكي
فقال حقه أن يقول قد حزمت أحماله بالنسوع
مصقلة بلد بصقلية في طرف جبل النار
مصلحكان بالحاء المهملة وكاف وآخره نون محله بالري
مصلوق بالفتح ثم السكون وآخره قاف المصلوق المصدوم وهو اسم ماء من مياه عريض وعريض
قنة منقادة بطرف البئر بئر بني غاضرة قال ابن هرمة لم ينس ركبك يوم زال مطيهم من
ذي الحليف فصبحوا مصلوقا وقال أبو زياد ومن مياه بني عمرو بن كلاب المصلوق فإذا
خرج مصدق المدينة يرد أريكة ثم العناقة ثم مدعا ثم المصلوق فيصدق عليه بطونا قال
ولم يحللها أحد ويصدق إلى الرنية بني ربيعة بن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن
كلاب قوم المحلق
المصلى
بالضم وتشديد اللام موضع الصلاة وهو موضع بعينه في عقيق المدينة قال إبراهيم بن
موسى بن صديق ليت شعري هل العقيق فسلع فقصور الجماء فالعرصتان فإلى مسجد الرسول
فما جا ز المصلى فجانبي بطحان فبنو مازن كعهدي أم لي سوا كعهدي في سالف الأزمان
وقال شاعر طربت إلى الحور كالربرب تداعين في البلد المخصب عمرن المصلى ودور البلاط
وتلك المساكن من يثرب
مصنعة بني بداء من حصون مشارف ذمار لبني عمران بن منصور البدائي
ومصنعة أيضا حصن من حصون بني حبيش
ومصنعة بني قيس من نواحي ذمار ومصنعة من نواح سنحان من ذمار أيضا
المصنعتين من حصون اليمن ثم من حصون الظاهرين
مصياب حصن حصين مشهور للإسماعيلية بالساحل الشامي قرب طرابلس وبعضهم يقول مصياف
المصيخ بضم الميم وفتح الصاد المهملة وياء مشددة وخاء معجمة يقال له مصيخ بني البرشاء
وهو بين حوران والقلت وكانت به وقعة هائلة لخالد على بني تغلب فقال التغلبي يا
ليلة ما ليلة المصيخ وليلة العيش بها المديخ أرقص عنها عكن المشيخ وقد شدد الياء
ضرورة القعقعاع بن عمرو فقال سائل بنا المصيخ تغلبا وهل عالم شيئا وآخر جاهل
طرقناهم فيه طروقا فأصبحوا أحاديث في أفناء تلك القبائل وفيهم إياد والنمور وكلهم
أصاغ لما قد عزهم للزلازل ومصيخ بهراء هو ماء آخر بالشام ورده خالد بن الوليد بعد
سوى في مسيره إلى الشام وهو بالقصواني فوجد أهله غارين في مسيره إلى الشام وهو
بالقصواني فوجد أهله غارين وقد ساقهم بغيهم فقال خالد احملوا عليهم فقام كبيرهم
فقال ألا يا ابصبحاني قبل جيش أبي بكر لعل منايانا قريب وما ندري فضربت عنقه
واختلط دمه بخمره وغنم أهلها وبعث بالأخماس إلى أبي بكر رضي الله عنه ثم سار إلى
اليرموك وقال القعقاع يذكر مصيخ بهراء قطعنا أباليس البلاد بخيلنا نريد سوى من
آبدات قراقر فلما صبحنا بالمصيخ أهله وطار أباري كالطيور النوافر أفاقت به بهراء
ثم تجاسرت بنا العيس نحو الأعجمي القراقر
مصيرة بالفتح ثم الكسر كأنه فعيلة من المصر وهو الحد بين الشيئين جزيرة عظيمة في
بحر عمان فيها عدة قرى المصيصة بالفتح ثم الكسر والتشديد وياء ساكنة وصاد أخرى كذا
ضبطه الأزهري وغيره من اللغويين بتشديد الصاد الأولى هذا لفظه وتفرد
الجوهري
وخالد الفارابي بأن قالا المصيصة بتخفيف الصادين والأول أصح طولها ثمان وستون درجة
وعرضها سبع وثلاثون درجة وهي في الإقليم الخامس وقال غيره في الرابع طالعها خمس وعشرون
درجة من العقرب لها قلب العقرب وجفاء الحية والمرزمة ولها شركة في كوكب الجوزاء
تحت ثلاث عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل
بيت عاقبتها مثلها من الميزان وقال أبو عون في زيجه طولها تسع وخمسون درجة وعرضها
ست وثلاثون درجة قال في الإقليم الرابع وهي مدينة على شاطىء جيحان من ثغور الشام
بين أنطاكية وبلاد الروم تقارب طرسوس وهي الآن بيد ابن ليون وولده بعده منذ أعوام
كثيرة وكانت من مشهور ثغور الإسلام قد رابط بها الصالحون قديما وبها بساتين كثيرة
يسقيها جيحان وكانت ذات سور وخمسة أبواب وهي مسماة فيما زعم أهل السير باسم الذي
عمرها وهو مصيصة بن الروم بن اليمن بن سام بن نوح عليه السلام قال المهلبي ومن
خصائص الثغر أنه كانت تعمل ببلد المصيصة الفراء تحمل إلى الآفاق وربما بلغ الفرو
منها ثلاثين دينارا والمصيصة أيضا قرية من قرى دمشق قرب بيت لهيا قال أبو القاسم
يزيد بن أبي مريم الثقفي المصيصي من أهل مصيصة دمشق ولاه هشام بن عبد الملك عاربة
الشحر ولم تكن ولايته محمودة فعزله وينسب إلى المصيصة كثير في كتاب النسب للسمعاني
منهم أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي العلاء السلمي المصيصي الفقيه الشافعي
سمع أبا محمد بن أبي نصر بدمشق غير كثير وسمع ببغداد أبا الحسن بن الحماني وأبا
القاسم بن بشران والقاضي أبا الطيب الطبري وعليه تفقه وسمع منه الخطيب وأبو الفتح
المقدسي وغيرهما كثير وولد في رجب سنة 004 ومات بدمشق سنة 784 وكان فقيها مرضيا من
أصحاب القاضي أبي الطيب وكان مسندا في الحديث وكان مولده بمصر وفي خبر أبي العميطر
الخارج بدمشق بإسناد عن عمرو بن عمار أنه لما أخذ أصحاب أبي العميطر المصيصة قرية
على باب دمشق دخل عليه بعض أصحابه فقال يا أمير المؤمنين قد أخذنا المصيصة فخر أبو
العميطر ساجدا وهو يقول الحمد لله الذي ملكنا الثغر وتوهم بأنهم قد أخذوا المصيصة
التي عند طرسوس
مصيل من قرى مصر كانوا ممن أعانوا على عمرو بن العاص فسباهم وحملهم إلى المدينة
فردهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه على شرط القبط
باب الميم والضاد وما يليهما
المضارج جمع مضرج وهو الأحمر مواضع معروفة
المضاجع جمع مضجع ويروي بالضم فيكون اسم فاعل منه اسم موضع أيضا ذكر في المضجع قال
أبو زياد الكلابي خير بلاد أبي بكر وأكبرها المضاجع وواحدها المضجع وقال رجل من
بني الحارث بن كعب وهو ينطق بامرأة من بني كلاب أريتك أن أم الضياء نحا بها نواك
وحق البين ما أنت صانع كلابية حلت بنعمان حلة ضرية أدنى ذكرها فالمضاجع
المضاعة بالكسر وهو ماء
المضجع بالفتح ثم السكون والجيم مفتوحة قال أبو زيد الكلابي في نوادره خير بلاد
أبي بكر
وأكبرها
المضاجع وواحدها المضجع
المضل اسم الفاعل من الإضلال ضد الهداية موضع بالقاع قصبة في إجإ
المضمار حصن من حصون اليمن لحمير على ميل ونصف من صنعاء حيث يجري الخيل ذكره في
حديث العنسي
مضنونة كأنه يضن بها أي يبخل من أسماء زمزم ويروى أن عبد المطلب رأى في النوم أن
احفر المضنونة ضنا بها إلا عنك
المضياح بالكسر كأنه من الموضع الضاحي للشمس أو من الضياح وهو اللبن الخاثر وهو
جبل
المضياع في شعر أبي صخر الهذلي وماذا ترجي بعد آل محرق عفا منهم وادي رهاط إلى رحب
فسمي فأعناق الرجيع بسابس إلى عنق المضياع من ذلك السهب
المضياعة قال الأصمعي يذكر بلاد أبي بكر بن كلاب فقال سواج جبل ثم المضياعة ما بين
تلال حمر قال والمضياعة جبل يقال له المضياع وهو لبني هوذة وهو من خير بلاد بني
كلاب
المضيح بالضم ثم الفتح والياء مشددة وحاء مهملة والمضيح اللبن المخثر يصب فوقه ماء
حتى يرق قال القتال عفا لفلف من أهله فالمضيح فليس به إلا الثعالب تضبح لفلف
والمضيح جبلان في بلاد هوازن قال الطرماح وليس بأدمان الثنية موقد ولا نابح من آل
ظبية ينبح لئن مر في كرمان ليلي فربما حلا بين تلي بابل فالمضيح وقال أبو موسى
المضيح جبل بنجد على شط وادي الجريب من ديار ربيعة بن الأضبط بن كلاب كان معقلا في
الجاهلية في رأسه متحصن وماء وقيل هو هضب وماء في غربي حمى ضرية في ديار هوازن
وماء لمحارب بن خصفة من أرض اليمن وقيل في قوله كثير فأصبحن باللعباء يرمين بالحصى
مدى كل وحشي لهن ومستم موازنة هضب المضيح واتقت جبال الحمى والأخشبين بأخرم إن
المضيح والأخشبين مواضع بمصر وقال أبو زياد ومن مياه وبر بن الأضبط بن كلاب المضيح
المضبيق قرية في لحف آرة بين مكة والمدينة أغارت بنو عامر ورئيسهم علقمة بن علاثة
على زيد الخيل الطائي فالتقوا بالمضيق فأسرهم زيد الخيل عن آخرهم وكان فيهم
الحطيئة فشكا إليه الضايقة فمن عليه فقال الحطيئة إلا يكن مالي ثوابا فإنه سياتي
شيائي زيدا ابن مهلهل فما نلتنا غدرا ولكن صبحتنا غداة التقينا في المضيق بأخيل
كريم تفادى الخيل من وقعاته تفادى خشاش الطير من وقع أجدل والمضيق فيما قيل موضع
مدينة الزباء بنت عمرو بن ظرب بن حسان بن أذينة السميدع بن هوير العمليقي قاتلة
جذيمة قالوا وهي بين بلاد الخانوقة وقرقيسيا على الفرات
المضيقة
موضع في شعر المخبل السعدي حيث قال فإن تك نالتنا كلاب بغزة فيومك منهم بالمضيقة
أبرد هم قتلوا يوم المضيقة مالكا وشاط بأيديهم لقيط ومعبد
باب الميم والطاء وما يليهما
المطابخ موضع في مكة مذكور في قصة تبع قال بعضهم أطوف بالمطابخ كل يوم مخافة أن
يشردني حكيم يريد حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج بن
ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور
المطاحل موضع قرب حنين في بلاد عطفان قال عبد مناف بن ربع الهذلي هم منعوكم من
حنين ومائه وهم أسلكوكم أنف عاذ المطاحل
مطارب كأنه من الطرب ومطارب من مخاليف اليمن
مطار بالضم كأنه اسم المفعول من طار يطير قرية من قرى الطائف بينها وبين تبالة
ليلتان عن عرام
مطار بالفتح والبناء على الكسر كأنه اسم الأمر من أمطر يمطر كقولهم نزال بمعنى
انزل ودراك بمعنى أدرك موضع بين الدهناء والصمان عن أبي منصور قال جرير ما هاج
شوقك من رسوم ديار بلوى عنيق أو بصلب مطار
مطارة يجوز أن تكون الميم زائدة فيكون من طار يطير أي البقعة التي يطار منها وهو
اسم جبل ويضاف إليه ذو قال النابغة وقد خفت حتى ما تزيد مخافتي على وعل من ذي
مطارة عاقل قال الأصمعي يقول قد خفت حتى ما تزيد مخافة الوعل على مخافتي فلم يمكنه
فقلب
ومطاره أيضا من قرى البصرة على ضفة دجلة والفرات في ملتقاهما بين المذار والبصرة
المطارد باليمامة كأنه جمع مطرد وهي جبال قال يحيى بن أبي حفصة غداة علا الحادي
بهن المطارد
المطافل جمع المطفل وهي الناقة إذا كان معها ولدها موضع ويروى في موضع المطاحل
المطالي بالفتح كأنه جمع مطلى وهو الموضع الذي تطلى فيه الإبل بالقطران والنفط وهو
موضع بنجران قال بعضهم سقى الله ليلى والحمى والمطاليا وقال آخر وحلت بنجد
واحتللنا المطاليا وقال القتال الكلابي وآنست قوما بالمطالي وجاملا أبابيل هزلى بين
راع ومهمل وقال أبو زياد ومما يسمى من بلاد أبي بكر بن كلاب تسمية فيها خطها من
المياه والجبال المطالي وواحدها المطلى وهي أرض واسعة وقال رجل من اليمن وهو نهدي
ألا
إن هندا أصبحت عامرية وأصبحت نهديا بنجدين نائيا تحل الرياض في نمير بن عامر بأرض
الرباب أو تحل المطاليا
مطامير جمع مطمورة وهي حفرة أو مكان تحت الأرض وقد هيء خفيا يطمر فيه الطعام أو
المال اسم قرية بحلوان العراق منها أبو الجوائز مقدار بن المختار المطاميري الشاعر
اتفق حضور مقدار هذا وأبي عبد الله للسنبسي الشاعر عند سيف الدولة صدقة بن منصور
بن مزيد بالحلة فأنشده السنبسي قي عرض المحادثة لنفسه فقال فوالله ما أنسى عشية
بيننا ونحن عجال بين ساع وراجع وقد سلمت بالطرف منها فلم يكن من الرد إلا رجعنا
بالأصابع فعدنا وقد روى السلام قلوبنا ولم يجر منا في خروق المسامع ولم يعلم
الواشون ما دار بيننا من السر إلا صحرة في المدامع فطرب لها سيف الدولة ولم يرضها
مقدار فقال له سيف الدولة ويلك يا مقدار ما عندك في هذه الأبيات فقال أقول في هذه
الساعة بديها أجود منها ثم أنشد ارتجالا ولما تناجوا بالفراق غديوة رموا كل قلب
مطمئن برائع وقفنا فمبد أنة إثر أنة تقوم بالأنفاس عوج الأضالع مواقف تدمي كل
عشواء ثرة صدوق الكرى إنسانها غير هاجع أمنا بها الواشين أن يلهجوا بنا فلن نتهم
إلا وشاة المدامع قال فازداد سيف الدولة استحسانا لهذه واستدناه ومن وأكرمه وجعله
من ندمائه
وذات المطامير بلد بالثغور الشامية له ذكر في كتاب الفتوح في أيام المهدي والمأمون
والمعتصم وذكره في الفتوح كثير ويقال له المطامير أيضا غير مضاف
مطبخ كسرى ذكر مسعر بن المهلهل أبو دلف الشاعر في رسالة له اقتص أحوال البلاد التي
شاهدها والعهدة عليه في هذه الحكاية قال وسرت من قصر اللصوص إلى موضع يعرف بمطبخ
كسرى أربعة فراسخ وهذا المطبخ بناء عظيم في صحراء لا شيء حوله من العمران وكان
أبرويز ينزل بقصر اللصوص وابنه شاه مردان ينزل بأسداباذ وبين المطبخ وقصر اللصوص
كما ذكرنا أربعة فراسخ وبينه وبين أسداباذ ثلاثة فراسخ فإذا أراد الملك أن يتغدى
اصطف الغلمان سماطين من قصر اللصوص إلى موضع المطبخ فيناول بعضهم بعضا الغضائر
وكذلك من أسداباذ إلى المطبخ لابنه شاه مردان وهذا بالكذب أشبه منه بالصدق لأنهم
لو طاروا بالطعام على أجنحة النسور في هذه المسافة لبرد وتأخر عن الوقت المطلوب
إلا أن يكون أطعمة بوارد ويبكر بحضورها ويكون القصد بها تأخير أنواع الطعام كلما أكل
نوعا أحضر نوعا آخر
مطر من أعمال اليمن يقال لها بنو مطر
مطرق بالضم ثم السكون وكسر الراء وقاف بلفظ اسم الفاعل من أطرق يطرق فهو مطرق وهو
سكوت مع استرخاء الجفون موضع قال ذو الرمة
تصيفن
حتى اصفر أنواع مطرق وهاجت لأعداد المياه الأباعر قال الحفصي ومن قلات العارض
المشهورة يعني عارض اليمامة الحمائم والحجائز والنظيم ومطرق قال مروان بن أبي حفصة
إذا تذكرت النظيم ومطرقا حننت وأبكاني النظيم ومطرق وقول امرىء القيس يدل على أنه
جبل فأتبعتهم طرفي وقد حال دونهم غوارب رمل ذي ألاء وشبرق على إثر حي عامدين لنية
فلحوا العقيق أو ثنية مطرق
المطرية من قرى مصر عندها الموضع الذي به شجر البلسان الذي يستخرج منه الدهن فيها
والخاصية في البئر يقال إن المسيح اغتسل فيها وفي جانبها الشمالي عين شمس القديمة
مختلطة ببساتينها رأيتها ورأيت شجر البلسان وهو يشبه بشجر الحناء والرمان أول ما
ينشأ ولها قوم يجرحونها ويستقطرون ماءها من سوقها في آنية لطيفة من زجاج ويجمعونه
بجد واجتهاد عظيم يتحصل منه في العام مائتا رطل بالمصري وهناك رجل نصراني يطبخه
بصناعة يعرفها لا يطلع عليها أحد ويصفي منها الدهن وقد اجتهد الملوك به أن يعلمهم
فأبى وقال لو قتلت ما علمته أحدا ما بقي لي عقب فأما إذا أشرف عقبي على الانقراض
فأنا أعلمه لمن شئتم وتكون الأرض التي ينبت فيها هذا نحو مد البصر في مثله محوط
عليه والخاصية في البئر التي يسقى منها فإنني شربت من مائها وهو عذب وتطعمت منه
دهنية لطيفة ولقد استأذن الملك الكامل أباه العادل أن يزرع شيئا من شجر البلسان
فأذن له فغرم غرامات كثيرة وزرعه في أرض متصلة بأرض البلسان المعروف فلم ينجح ولا
خلص منه دهن ألبتة فسأل أباه أن يجري ساقية من البئر المذكورة ففعل فأنجح وأفلح
وليس في الدنيا موضع ينبت فيه البلسان ويستحكم دهنه إلا بمصر فقط ولكن حدثني من
رأى شجر البلسان الذي بمصر وكان دخل الحجاز فقال هو شجر البشام بعينه إلا أنا ما
علمنا أن أحدا استخرج منه دهنا
مطعم بالضم وهو اسم الفاعل من أطعم يطعم فهو مطعم اسم واد في اليمامة حدث ابن دريد
عن أبي حاتم قال ذكر أبو خيرة الطائي أن رجلا من طيء كانت محلة أهله في منابت
النخل فتزوج امرأة محلة أهلها في منابت الطلح وشرط لأهلها أن لا يحولها من مكانها
فمكث عندهم حتى أجدبوا فقال لأهلها إني راحل لأهلي إلى الخصب ثم راجع إليكم إذا
أجنى الناس فأذن له فارتحل حتى إذا أشرف على أهله بأرضه نظرت زوجته إلى السدر
فسألته عنه فأخبرها ثم نظرت إلى النخل فلم تعرفه فسألته فأخبرها فقالت ألا لا أحب
السدر إلا تكلفا ولا لا أحب النخل لما بدا ليا ولكنني أهوى أراضي مطعم سقاهن رب
العرش مزنا عواليا فيا صاعد النخل العشية لو أتى بضغث ألاء كان أشفى لما بيا فلما
رأى زوجها ازدراءها النخل أطعمها الرطب فلما أكلته قالت نزلنا إلى ميل الذرى قطف
الخطى سقاهن رب العرش من سبل القطر
كراما
فلا يغشين جارا بريبة يمدن كما ماد الشروب من الخمر
المطلى واحد المطالي المذكورة قبل قال أعرابي أللبرق بالمطلى تهب وتبرق ودونك نيق
من دغانين أعتق وميض يرى في بهرة الليل بعدما هجعنا وعرض البيد بالليل مطبق وقال
شاعر آخر غنى الحمام على أفنان غيطلة من سدر بيشة ملتف أعاليها غنين لا عربيات
بألسنة عجم وأملح أنحاء نواحيها فقلت والعيس خوص في أزمتها يلوي بأثياب أصحابي
تباريها أرعى الأراك قلوصي ثم أوردها ماء الجزيرة والمطلى فأسقيها
مطلح بالضم ثم التشديد وروي بفتح اللام وكسرها وحاء مهملة ففتح اللام يحتمل أن
يكون اسم الموضع من سار على الناقة حتى طلحها أي أعياها وبعير طليح وناقة طليح
ويجوز أن يكون كثير الطلح وهو شجر أم غيلان ومن كسر فقد قال ابن الأعرابي المطلح
في الكلام البهات والمطلح في المال الظالم وهو موضع في قوله وقد جاوزن مطلحا
المطلع اسم المكان من طلع يطلع والمطلع الطلوع إذا ارتقى قرية بالبحرين لبني محارب
بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفضى بن عبد القيس
المطلع بالضم ثم الفتح والتشديد وفتح اللام وجدته في بعض النسخ بكسر اللام وهو من
الأضداد لأن المطلع هو موضع الاطلاع من إشراف إلى انحدار والمطلع المصعد من أسفل
إلى مكان عال ويقال مطلع هذا الجبل من مكان كذا وكذا والمطلع ماء لبني حريص بن
منقذ بن طريف بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد
مطلوب اسم بئر بين المدينة والشام بعيدة القعر يستقى منها بدلاء قال وأشطان مطلوب
وقيل جبل وقال أبو زياد الكلابي من مياه بني أبي بكر بن كلاب مطلوب وفيه يقول
القائل ولا يجيء الدلو من مطلوب إلا بنزع كرسيم الذيب ومطلوب اسم موضع بوادي بيشة
عمر في أيام هشام بن عبد الملك بن مروان وسمي المعمل وذكر في المعمل وقال رجل من
بني هلال يقال له رياح يا أثلتي بطن مطلوب هويتكما لو كانت النفس تدنى من أمانيها
واليكما نذر بالناس لا رحم تدنيه منهم ولا نعمى يجازيها محفوفتين بظل الموت أشرفتا
في رأس رابية صعب تراقيها كلتاهما قضب الريحان بينهما فاعتم بالناشق الريان ضاحيها
تندى ظلالكما والشمس طالعة حتى يواريها في الغور راعيها من يعطه الله في الدنيا
ظلالكما يبني له درجات عاليا فيها
قال
الأصمعي ومن مياه نخلى مطلوب وأنشد ولا يجيء الدلو من مطلوب إلا بشق النفس واللغوب
قال وقال اليمامي لصاحب مطلوب وهو عمرو بن سمعان القريظي عمرو بن سمعان على مطلوب
نعم الفتى وموضع التحقيب يعني ما تخلف من أمتعته قال محمد بن سلام حدثني أبو
العراف قال كان العجير السلولي دل عبد الملك بن مروان على ماء يقال له مطلوب كان
لناس من خثعم وأنشأ يقول لا نوم إلا غرار العين ساهرة إن لم أروع بغيظ أهل مطلوب
إن تشتموني فقد بدلت أيكتكم زرق الدجاج وتجفاف اليعاقيب قد كنت أخبرتكم أن سوف
يعمرها بنو أمية وعدا غير مكذوب فبعث عبد الملك فاتخذ ذلك الماء ضيعة فهو من خيار
ضياع بني أمية
مطمورة بلد في ثغور بلاد الروم بناحية طرسوس غزاه سيف الدولة فقال شاعره الصفري
وما عصمت تاكيس طالب عصمة ولا طمرت مطمورة شخص هارب
مطوعة تقديره متطوعة فأدغم موضع من نواحي البصرة
المطهر بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الهاء أيضا ضيعة بتهامة لقوم من بني كنانة في
جبل الوتر
المطهر بالضم ثم الفتح وتشديد الهاء قرية من أعمال سارية بطبرستان ينسب إليها أبو
إسحاق إبراهيم بن محمد بن موسى بن هارون بن الفضل بن زيد السروي المطهري الفقيه
الشافعي تفقه ببلده على أبي محمد بن أبي يحيى وببغداد على أبي حامد الأسفراييني
وصار مفتي بلده وولي التدريس والقضاء سمع أبا طاهر المخلص وأبا نصر الإسماعيلي
ومات سنة 854 عن مائة سنة
مطيرة بالفتح ثم الكسر فعيلة من المطر ويجوز أن يكون مفعلة اسم المفعولة من طار
يطير هي قرية من نواحي سامراء وكانت من متنزهات بغداد وسامراء قال البلاذري وبيعة
مطيرة محدثة بنيت في خلافة المأمون ونسبت إلى مطر بن فزارة الشيباني وكان يرى رأي
الخوارج وإنما هي المطرية فغيرت وقيل المطيرة وقد ذكرها الشعراء في أشعارهم فمن
ذلك قول بعضهم سقيا ورعيا للمطيرة موضعا أنواره الحيري والمنثور وترى البهار
معانقا لبنفسج فكأن ذلك زائر ومزور وكأن نرجسها عيون كحلت بالزعفران جفونها
الكافور تحيا النفوس بطيبها فكأنها طعم الرضاب يناله المهجور ينسب إليها جماعة من
المحدثين منهم أبو بكر محمد بن جعفر بن أحمد بن يزيد الصيرفي المطيري حدث عن الحسن
بن عرفة وعلي بن حرب وعباس الترتقي وغيرهم روى عنه أبو الحسن الدارقطني وأبو حفص
بن شاهين وأبو الحسين بن جميع وغيرهم كان
ثقة
وتوفي سنة 533 والخطيب أبو الفتح محمد بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد القزاز
المطيري توفي في سنة 463 جمع جزءا رواه عن أبي الحسن محمد بن جعفر بن محمد بن
هارون بن مرده بن ناجية بن مالك التميمي الكوفي يعرف بابن النجار سمعه سلبة أبو
البركات هبة الله بن المبارك السقطي
مطيطة بلفظ التصغير موضع في شعر عدي بن الرقاع حيث قال وكأن مخلا في مطيطة ثاويا
بالكمع بين قرارها وحجاها الكمع المطمئن من الأرض والحجى المشرف من الأرض
باب الميم والظاء وما يليهما
مظعن بضم أوله وسكون ثانيه وكسر العين المهملة وآخره نون واد بين السقيا والأبواء
عن يعقوب في قول كثير عزة إلى ابن أبي العاصي بدوة أدلجت وبالسفح من دار الربا فوق
مظعن
مظللة ماء لغني بن أعصر بنجد
مظلم يقال له مظلم ساباط مضاف إلى ساباط التي قرب المدائن موضع هناك ولا أدري لم
سمي بذلك قال زهرة بن حوية أيام الفتوح ألا بلغا عني أبا حفص آية وقولا له قول
الكمي المغاور بأنا أثرنا آل طوران كلهم لدى مظلم يهفو بحمر الصراصر
مظلومة قال ابن أبي حفصة في نواحي اليمامة السادة والمظلومة محارث وقال أبو زياد
ومن مياه بني نمير المظلومة
مظهران موضع
مظة بالفتح والمظ رمان البر وهي بلدة باليمن لآل ذي مرحب ربيعة بن معاوية بن معدي
كرب وهم بيت بحضرموت منهم وائل بن حجر صحابي
باب الميم والعين وما يليهما
المعا بالكسر والقصر يجوز أن يكون جمع معوة وهو أرطاب النخل كله قال الأصمعي إذا
أرطب النخل كله فذلك المعو وقد أمعى النخل وقياسه أن تكون الواحدة معوة ولم أسمعه
فهذا جمع على الأصل مثل كروة وكرى ومعا الجوف معروف قال الليث المعا من مذانب
الأرض كل مذنب بالحضيض ينادى مذنبا بالسند وقال أبو خيرة المعا مقصور الواحدة معاة
سهلة بين صلبين وقال الحفصي إذا أخذت من سعد من أرض اليمامة إلى هجر فأول ما تطأ
حمل الدهناء ثم جبالها ثم العقد ثم هريرة وهو آخر الدهناء ثم واحف ثم المعا قال ذو
الرمة قياما على الصلب الذي واجه المعا سواخط من بعد الرضا للمراتع وقال أبو زياد
الكلابي المعا جانب من الصمان وقال ذو الرمة تراقب بين الصلب من جانب المعا معا
واحف شمسا بطيا نزولها وهو مكان وقيل جبل قبل الدهناء قال الخطيم العكلي بني ظالم
إن تظلموني فإنني إلى صالح الأقوام غير بغيض
بني
ظالم إن تمنعوا فضل ما بكم فإن بساطي في البلاد عريض فإن المعا لم يسلب الدهر عزه
به العلجان المر غير أريض ويوم المعا من أيام العرب قتل فيه عبد الله بن الرائش
الكلبي فقال بدر بن امرىء القيس بن خلف بن بهدلة من أبيات ولقد رحلت على المكاره
واحدا بالصيف تنبحني الكلاب الحصر وطعنت عبد الله طعنة ثائر وبأيكم يوم المعا لم
أثأر فطعنته نجلاء يهدر فرعها سنن الفروع من الرباط الأشقر
المعابل جمع معبل وهو الموضع الذي عبلت أشجاره والعبل حت الورق وقيل أعبل الشجر
إذا طلع ورقه فهو من الأضداد يقال غضا معبل إذا طلع ورقه موضع
معاذ بالضم وآخره ذال معجمة سكة معاذ بنيسابور تنسب إلى معاذ بن مسلمة ينسب إليها
أبو الغيض مسلمة بن أحمد بن مسلمة الذهلي الأديب القاضي كان جده مسلمة بن مسلمة
أخا معاذ بن مسلمة يقال له المعاذي روى عنه الحاكم أبو عبد الله بن البيع
معاذة بالضم والذال معجمة كأنه البقعة التي يعاذ إليها ماءة لبني الأقيشر وبني
الضباب فوق قرن ظبي والسعدية عن الأصمعي وهي بطرف جبل يقال له أدقية
معافر بالفتح وهو اسم قبيلة من اليمن وهو معافر بن يعفر بن مالك بن الحارث بن مرة
بن أدد بن هميسع بن عمرو بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ لهم مخلاف باليمن
ينسب إليه الثياب المعافرية قال الأصمعي ثوب معافر غير منسوب فمن نسب وقال معافري
فهو عنده خطأ
وقد جاء في الرجز الفصيح منسوبا
معان بالفتح وآخره نون والمحدثون يقولونه بالضم وإياه عنى أهل اللغة منهم الحسن بن
علي ابن عيسى أبو عبيد المعني الأزدي المعاني من أهل معان البلقاء روى عن عبد
الرزاق بن همام روى عنه محمد وعامر ابنا خزيم وعمرو بن سعيد بن سنان المنبجي
وغيرهم وكان ضعيفا والمعان المنزل يقال الكوفة معاني أي منزلي قال الأزهري وميمه
ميم مفعل وهي مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء وكان النبي
صلى الله عليه و سلم بعث جيشا إلى موته فيه زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد
الله بن رواحة فساروا حتى بلغوا معان فأقاموا بها وأرادوا أن يكتبوا إلى النبي صلى
الله عليه و سلم عمن تجمع من الجيوش وقيل قد اجتمع من الروم والعرب نحو مائتي ألف
فنهاهم عبد الله بن رواحة وقال إنما هي الشهادة أو الطعن ثم قال جلبنا الخيل من
أجإ وفرع تغر من الحشيش لها العكوم حذوناهم من الصوان سبتا أزل كأن صفحته أديم
أقامت ليلتين من معان فأعقب بعد فترتها جموم فرحنا والجياد مسومات تنفس في مناخرها
السموم
فلا
وأبي مآب لآتينها وإن كانت بها عرب وروم فعبأنا أعنتها فجاءت عوابس والغبار لها
بريم بذي لجب كأن البيض فيها إذا برزت قوانسها النجوم
المعانيق جبال بنجد سميت بذلك لطولها في السماء
معاهر بالضم وبعد الألف هاء ثم راء والعاهر والمعاهر القاهر موضع
معبر بالضم ثم الفتح وباء موحدة مشددة مكسورة وراء اسم الفاعل من عبرت أعبر إذا
أجزت أو من عبرت الرؤيا جبل من جبال الدهناء قال معن بن أوس المزني توهمت ربعا
بالمعبر واضحا أبت قرتاه اليوم إلا تراوحا أربت عليه رادة حضرمية ومرتجز كأن فيه
المصابحا إذا هي حلت كربلاء فلعلعا فجوز العليب دونها فالنوائحا فبانت نواها من
نواك وطاوعت مع الشامتين الشامتات الكواشحا
معتق بالتاء منقوطة من فوقها قال الكلبي سميت بمعتق بن مر من بني عبيل ومنازلهم ما
بين طمية إلى أرض الشام إلى مكة إلى العذيب وهو جبل معتق كذا وجدته بخط جخجخ وقال
الأخطل فلما علونا الصمد شرقي معتق طرحن الحصى الحمصي كل مكان
معدن الأحسن بكسر الدال من قرى اليمامة لبني كلاب وعده ابن الفقيه في أعمال
المدينة وسماه معدن الحسن وقال هو لبني كلاب
معدن البئر وهو معدن قريب من بئر بني بريمة قال الأصمعي وفوق مبهل الأجرد كما
ذكرناه بئر بني بريمة وقريب منها معدن البئر وهو بريمة من بني عبد الله بن غطفان
معدن البرم بضم الباء وسكون الراء قال عرام قرية بين مكة والطائف يقال لها المعدن
معدن البرم كثيرة النخل والزروع والمياه مياه آبار يسقون زروعهم بالزرانيق قال أبو
الدينار معدن البرم لبني عقيل قال القحيف بن الحمير فمن مبلغ عني قريشا رسالة
وأفناء قيس حيث سارت وحلت بأنا تلاقينا حنيفة بعدما أغارت على أهل الحمى ثم ولت
لقد نزلت في معدن البرم نزلة فلأيا بلأي من أضاخ استقلت
معدن بني سليم هو معدن فران ذكر في فران وهو من أعمال المدينة على طريق نجد
معدن الهردة بنجد في ديار كلاب
المعدن بكسر الدال وآخره نون كالذي قبله قرية من قرى زوزن من نواحي نيسابور منها
أبو جعفر محمد بن إبراهيم المعدني
المعرسانيات في شعر الأخطل يصف غيثا حيث قال وبالمعرسانيات حل وأرزمت بروض القطا
منه مطافيل حفل
معراثا عدة قرى من قرى حلب والمعرة ذكرت في المتفق
المعرس
بالضم ثم الفتح وتشديد الراء وفتحها مسجد ذي الحليفة على ستة أميال من المدينة كان
رسول الله صلى الله عليه و سلم يعرس فيه ثم يرحل لغزاة أو غيرها والتعريس نومة
المسافر بعد إدلاجه من الليل فإذا كان وقت السحر أناخ ونام نومة خفيفة ثم يثور مع
انفجار الصبح لوجهته
معرش بالضم وآخره شين كأنه الموضع المعروش والعرش السقف موضع باليمامة
المعرف اسم المفعول من العرفان ضد الجهل وهو موضع الوقوف بعرفة قال عمر بن أبي
ربيعة يا ليتني قد أجزت الخيل دونكم خيل المعرف أو جاوزت ذا عشر كم قد ذكرتك لو
أجدى تذكركم يا أشبه الناس كل الناس بالقمر إني لأجذل أن أمسي مقابله حبا لرؤية من
أشبهت في الصور
المعرفة منهل بينه وبين كاظمة يوم أو يومان عن الحفصي
المعرقة بالضم ثم السكون وكسر الراء وقاف وقد روي بالتشديد للراء والتخفيف وهو
الوجه كأنه الطريق الذي يأخذ نحو العراق أو أن يكون يعرق الماء بها وهي الطريق
التي كانت قريش تسلكها إذا أرادت الشام وهي طريق تأخذ على ساحل البحر وفيها سلكت
عير قريش حتى كانت وقعة بدر وإياها أراد عمر بقوله لسلمان أين تأخذ إذا صدرت على
المعرقة أم على المدينة
المعركة بلفظ معركة الحرب وهو الموضع الذي تعترك فيه الأبطال أي تزدحم وهو موضع
بعينه عن ابن دريد
معروف قال الأصمعي وهو يذكر منازل بني جعفر فقال ثم معروف وهو ماء وجبال يقال لها
جبال معروف وأنشد غيره قول ذي الرمة وحتى سرت بعد الكرى في لويه أساريع معروف وصرت
جنادبه اللوي البقل حين ييبس أي صعدت الأساريع في اللوي بعد النوم وذلك وقت ييبس
البقل وقال الأصمعي ومن مياه الضباب معروف وهو بجبل يقال له كبشات وقال أبو زياد
ومن مياه بني جعفر بن كلاب معروف في وسط الحمى مطوي متوح
معرة مصرين بفتح أوله وثانيه وتشديد الراء قال ابن الأعرابي المعرة الشدة والمعرة
كوكب في السماء دون المجرة والمعرة الدية والمعرة قتال الجيش دون إذن الأمير
والمعرة تلون الوجه من الغضب وقال ابن هانىء المعرة في الآية أي جناية كجناية العر
وهو الجرب وقال محمد بن إسحاق المعرة الغرم وأما مصرين فهو بفتح الميم وسكون الصاد
المهملة وراء مكسورة وياء تحتها نقطتان ساكنة ونون كأنه جمع مصر كما قلنا في
أندرين والمصر بالفتح حلب بأطراف الأصابع وهي بليدة وكورة بنواحي حلب ومن أعمالها
بينهما نحو خمسة فراسخ وقال حمدان بن عبد الرحيم يذكرنا جادت معرة معصرين من الديم
مثل الذي جاد من دمعي لبينهم وسالمتها الليالي في تغيرها وصافحتها يد الآلاء
والنعم ولا تناوحت الأعصار عاصفة بعرصتيها كما هبت على إرم
حاكت
يد القطر في أفنانها حللا من كل نور شنيب الثغر مبتسم إذا الصبا حركت أنوارها
اعتنقت وقبلت بعضها بعضا فما بفم فطال ما نشرت كف الربيع بها بهار كسرى مليك العرب
والعجم
معرة النعمان ذكر اشتقاق المعرة في الذي قبله والنعمان هو النعمان بن بشير صحابي
اجتاز بها فمات له بها ولد فدفنه وأقام عليه فسميت به وفي جانب سورها من قبل البلد
قبر يوشع بن نون عليه السلام في برية فيما قيل والصحيح أن يوشع بأرض نابلس وبالمعرة
أيضا قبر عبد الله بن عمار بن ياسر الصحابي ذكر ذلك البلاذري في كتاب فتوح البلدان
له وهذا في رأيي سبب ضعيف لا تسمى بمثله مدينة والذي أظنه أنها مسماة بالنعمان وهو
الملقب بالساطع ابن عدي بن غطفان بن عمرو بن بريح بن خزيمة بن تيم الله وهو تنوخ
بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وهي مدينة كبيرة
قديمة ماؤهم من الآبار وعندهم الزيتون الكثير والتين ومنها كان أبو العلاء أحمد بن
عبد الله بن سليمان المعري القائل فيا برق ليس الكرخ داري وإنما رماني إليها الدهر
منذ ليال فهل فيك من ماء المعرة قطرة تغيث بها ظمآن ليس بسال ومن المعريين أيضا
القاضي أبو القاسم الحسن بن عبد الله ابن محمد بن عمرو بن سعيد بن محمد بن داود بن
المطهر ابن زياد بن ربيعة بن الحارث بن ربيعة بن أنور بن أرقم بن أسحم بن الساطع
وهو النعمان وبقاي النسب قد تقدم التنوخي المعري الحنفي العاجي ولد لثمان وعشرين
ليلة خلت من شهر ربيعب الأول سنة 943 وحدث وروي عنه وحج في سنة 914 على طريق دمشق
فمات بوادي مر لعشرين ليلة خلت من ذي القعدة من السنة وحمل إلى مدينة الرسول صلى
الله عليه و سلم ودفن بالبقيع وله مصنفات ووصايا وأشعار فمن شعره قوله إنع إلى من
لم يمت نفسه فإنه عما قليل يموت ولا تقل فات فلان فما في سائر العالم من لا يفوت
ألا ترى الأجداث مملوة لما خلت من ساكنيها البيوت فاقنع بقوت حسب من لم يكن مخلدا
في هذه الدار قوت ولا يكن نطقك إلا بما يعنيك في الذكرة أو في السكوت وله أيضا وكل
أداويه على حسب دائه سوى حاسدي فهي التي لا أنالها وكيف يداوي المرء حاسد نعمة إذا
كان لا يرضيه إلا زوالها
المعشوق المفعول من العشق وهو اسم لقصر عظيم بالجانب الغربي من دجلة قبالة سامراء
في وسط البرية باق إلى الآن ليس حوله شيء من العمران يسكنه قوم من الفلاحين إلا
أنه عظيم مكين محكم لم يبن في تلك البقاع على كثرة ما كان هناك من القصور غيره
وبينه وبين تكريت مرحلة عمره المعتمد
على
الله وعمر قصرا آخر يقال له الأحمدي وقد خرب قال عبد الله بن المعتز بدر تنقل في
منازله سعد يصبحه ويطرقه فرحت به دار الملوك فقد كادت إلى لقياه تسبقه والأحمدي
إليه منتسب من قبل والمعشوق يعشقه
المعصب بالضم ثم الفتح وتشديد الصاد المهملة وباء موحدة يجوز أن يكون مأخوذا من
العصبة أي أنه ذو عصب وهو موضع بقبا وقيل فيه العصبة وهو الموضع الذي نزل به
المهاجرون الأولون كذا فسره البخاري
معصوب في شعر سلامة بن جندل حيث قال يا دار أسماء بالعلياء من إضم بين الدكادك من
قو فمعصوب كانت لنا مرة دارا فغيرها مر الرياح بسافي الترب مجلوب هل في سؤالك عن
أسماء من حوب وفي السلام وإهداء المناسيب
معظم موضع في شعر بشر بن عمرو بن مرثد قال بل هل ترى ظعنا تحدى مقفية لها توال
وحاد غير مسبوق يأخذن من معظم فجا بمسهلة لرهوة في أعالي البشر زحلوق حار بن فيها
معدا واعتصمن بها إذ أصبح الدين دينا غير موثوق
معقر اسم المكان من عقرت البعير أعقره واد باليمن عند القحمة بالسن قرب زبيد من
تهامة ينسب إليه أبو عبد الله أحمد بن جعفر المقري وقيل أبو أحمد روى عن النضر بن
محمد الحراشي يروي عنه مسلم بن الحجاج ونسبه كذلك واختط في هذا الموضع مدينة حسين
بن سلامة أحد المتغلبين على اليمن في حدود سنة أربعمائة وبنيتي سنة خمسين قال
السلفي أبو الحسن أحمد بن جعفر المقري البزاز روى عن النضر بن محمد بن موسى
الحراشي وإسماعيل بن عبد الله الصغاني وقيس بن الربيع وسعيد ابن بشير وآخرين روى
عنه مسلم بن الحجاج النيسابوري في صحيحه ومحمد بن أحمد بن راجز الطومي اليماني
والمفضل بن العباس الفاكهي وغيرهم
وقال أبو الوليد بن الفرضي الأندلسي في كتاب مشتبه النسبة من تأليفه المعقري بضم
الميم وفتح العينوتشديد القاف ولم يعلم شيئا والصحيح معقر بفتح الميم وسكون العين
والقاف المكسورة وهي ناحية باليمن عن السلفي
معقلة بفتح أوله وسكون ثانيه وضم القاف وقياسه معقلة بكسر القاف قال سيبويه وما
جاء من ذلك على مفعلة كالمقبرة والمشرقة فأسماء غير مذهوب بها مذهب الفعل وهو اسم
موضع تنسب إليه الحمر وهي خبراء بالدهناء سميت بذلك لأنها تمسك الماء كما يعقل
الدواء البطن قال الأزهري وقد رأيتها وفيها خبارى كثيرة تمسك الماء دهرا طويلا
وبها جبال رمال متفرقة يقال لها الشماليل قال ذو الرمة جوارية أو عوهج معقلية ترود
بأعطاف الرمال الحرائر وقال يصف الحمر
وثبت
المشحج من عانات معقلة
المعلاة بالفتح ثم السكون موضع بين مكة وبدر بينه وبين بدر الأثيل
والمعلاة من قرى الخرج باليمامة
معلا موضع بالحجاز عن ابن القطاع في الأبنية قال موسى بن عبد الله لئن طال ليلى
بالعراق فقد مضت علي ليال بالنظيم قصائر إذ الحي مبداهم معلاء فاللوى فثغرة منهم
منزل فقراقر وإذ لا أريم البئر بئر سويقة وطئن بها والحاضر المتجاور
معلشايا بالفتح ثم السكون وبالثاء المثلثة وياء بليد له ذكر في الأخبار المتأخرة
قرب جزيرة ابن عمر من نواحي الموصل
معلق اسم حسي بزهمان ذكر زهمان في موضعه قال سالم بن دارة تركني فرقه في معلق
شأنزل جبل مرة وأرتقي عن مرة بن دافع وأتقي
معلولا إقليم من نواحي دمشق له قرى عن أبي القاسم الحافظ
معليا بالفتح ثم السكون وبعد اللام ياء تحتها نقطتان من نواحي الأردن بالشام
معمراش آخره شين معجمة موضع بالمغرب
معمران بالفتح وآخره نون والألف والنون كالنسبة في كلام العجم قرية بمرو منسوبة
إلى معمر
معمر بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الميم قيل موضع بعينه في قوله طرفة يا لك من قبرة
بمعمر خلا لك الجو فطيري واصفري ونقري ما شئت أن تنقري وقيل المعمر المنزل الذي يقام
فيه قال ساجعهم يبغيك في الأرض معمرا
المعمل بوزن معمر إلا أن آخره لام قرية من أعمال مكة قال أبو منصرو لبني هاشم في
وادي بيشة ملك يقال له المعمل وكان أول أمر المعمل أنه كان بنى من بيشة بين سلول
وخثعم فيحفر السلوليون ويضعون فيه الفسيل فيجيء الخثعميون ويتنزعون ذلك الفسيل
ويهدمون ما حفر السلوليون ويفعل مثل ذلك الخثعميون فيزيلون الفسيل ولا يزال بينهم
قتال وضرب فكان ذلك المكان يسمى مطلوبا فلما رأى ذلك العجير السلولي الشاعر تخوف
أن يقع بين الناس شر هو أعظم من ذلك فأخذ من طينه ومائه ثم ارتحل حتى لحق بهشام بن
عبد الملك ووصف له صفته وأتاه بمائة وطينه وماؤه عذب فقال له هشام كم بين الشمس
وبين هذا الماء قال أإبعدب ما يكون بعده قال فأين هذا الطين قال في الماء وأخبره
بماء جوف بيشة وبيشة من أعمال مكة مما يلي بلاد اليمن من مكة على خمس مراحل وأخبره
بما في بيشة والأودية التي معها من النخل والفسيل وأخبره أن ذلك يحتمل نقل عشرة
آلاف فسيلة في يوم واحد فأرسل هشام إلى أمير مكة أن يشتري مائتين زنجي ويجعل مع كل
زنجي امرأته ثم يحملهم حتى يعضهم بمطلوب وينقل إليهم الفسيل فيضعونه بمطلوب فلما
رأى الناس ذلك قالوا إن مطلوبا معمل يعمل فيه فذهب اسمه المعمل إلى اليوم قال
العجير السلولي
لا
نوم للعين إلا وهي ساهرة حتى أصيب بغيظ أهل مطلوب إن تشتموني فقد بدلت أيكتكم زرق
الدجاج وتجفاف اليعاقيب قد كنت أخبرتكم أن سوف يعمرها بنو أمية وعدا غير مكذوب
الأيكة جماعة الأراءك وذلك أنه نزع ووضع مكانه الفسيل
المعمورة اسم لمدينة المصيصة نفسها وذلك أنها قد خربت بمجاورة العدو فلما ولي
المنصور شحنها بثمانمائة رجلد فلما دخلت سنة 931 أمر بعمران المصيصة وكان حائطها
قد تشعث بالزلازل وأهلها قليلون في داخل المدينة فبنى سورها وسكنها أهلها في سنة
041 وسماها المعمورة وبنى فيها مسجدا جامعا
معنق بالضم ثم السكون وكسر النون وقاف أعنق الرجل فهو معنق إذا عدا وأسرع والمعنق
السابق المتقدم وبلد معنق أي بعيد والمعنق من الرمال جبل صغير بين أيدي الرمال
ومعنق قصر عبيد بن ثعلبة بحجر اليمامة وهو أشهر قصور اليمامة يقال إنه من بناء طسم
وهو على أكمة مرتفعة وفيه وفي الشموس يقول الشاعر أبت شرفات في شموس ومعنق لدى
القصر منا أن تضام وتضهدا
المعنية بالفتح ثم السكون وكسر النون وياء النسبة مشددة قال أبو عبد الله السكوني
المعنية بئر حرفها معن بن أوس عن يمين المغيثة للمتوجه إلى مكة من الكوفة وقال ابن
موسى المعنية بين الكوفة والشام على يوم وبعض آخر من القادسية هناك آبار حفرها معن
بن زائدة الشيباني فنسبت إليها
معوز بلدة بكرمان بينها وبين جيرفت مرحلتان على طريق فارس ومن معوز إلى ولاشكرد
مرحلة
معولة بطن معولة موضع في قول وهبان بضم الواو ابن القلوص العدواني يرثي عمرو بن
أبي لدم العدواني وقد قتلته بنو سليم أهلي فداء يوم بطن معولة على أن قراه القوم
لابن أبي لدم يسد على الآوى وفي كل شدة يزيدونه كلما ويصدر عن لمم
معونة بئر معونة بين أرض عامر وحر بني سليم ذكرت في الآبار وهي بفتح الميم وضم
العين وواو ساكنة ونون بعدها هاء والمعونة مفعولة في قياس من جعلها من العون وقال
آخرون المعونة فعولة من الماعون وقيل هو مفعلة من العون مثل مغوثة من الغوث
والمضوفة من أضاف إذا أشفق والمشورة من أشار يشير قال حسان يرثي من قتل بها من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان أبو براء عامر بن مالك قدم على رسول
الله صلى الله عليه و سلم المدينة وقال له لو أنفذت من أصحابك إلى نجد من يدعو
أهله إلى ملتك لرجوت أن يسلمواع وما كنت أخاف عليهم العدو فقال هم في جواري فبعث
معه أربعين رجلا فلما حصلوا بئر معونة استنفر عليهم عامر بن الطفيل بني سليم
وغيرهم فقتلوهم فقال حسان بن ثابت يرثيهم على قتلى معونة فاستهلي بدمع العين سحا
غير نزر على خيل الرسول غداة لاقوا ولاقتهم مناياهم بقدر في أبيات
معيط
بالفتح ثم السكون وفتح الياء كأنه اسم المكان من عاطت الناقة إذا ضربها الفحل فلم
تحمل أو من عاط الرجل إذا جلب وزعق أو من قولهم امرأة عيطاء ورجل أعيط الطويل
العنق وكأن قياسه معاط إلا أنه شذ كمريم ومزيد اسم رجل ولا يحمل على فعيل فإنه
مثال لم يأت وأما ضهيد فمصنوع مردود من لفظ قولهم يضطهد وهو اسم موضع في قول
الهذلي ساعدة بن جؤية قال يا ليت شعري ألا منجى من الهرم أم هل على العيش بعد
الشيب من ندم ثم أتى بجواب ليت بعد ثمانية وعشرين بيتا فقال هل اقتني حدثان الدهر
من أنس كانوا بمعيط لا وحش ولا قزم
معين بالفتح ثم الكسر والمعين الماء الصافي الجاري لك أن تجعله مفعولا من العيون
ولك أن تجعله فعيلا من الماعون أو من المعين يقال معن الماء يمعن إذا جرى والمعن
القليل ومعين اسم حصن باليمن وقال الأزهري معين مدينة باليمن تذكر في براقش وقد
ذكرنا شاهدا في براقش بأبسط من هذا قال عمرو بن معدي كرب ينادي من براقش أو معين
فأسمع واتلأب بنا مليع
معين باليمن في مخلاف سنحان قرية يقال لها معين
المعينة بتقديم الياء على النون من قرى مخلاف سنحان باليمن
المعي بالضم ثم الفتح والياء مشددة كأنه تصغير المعا وقد ذكرنا ما المعا قبل قال
الخارزنجي المعي موضع وأنشد وخلت أنقاء المعي ربربا
المعيي بلفظ اسم الفاعل من العي ويجوز أن يكون تصغير معاوية ثم نسب إليه وخففت
ياؤه لأن تصغير معاوية معية المعي من التعب موضع آخر وهو بضم أوله وفتح ثانيه
وتشديد الياء الأولى وسكون الثانية
باب الميم والغين وما يليهما
مغارب جمع مغرب يوم مغارب السماوة من أيام العرب
مغار بالضم وآخره راء موضع الغارة من أغار يغير قال الشاعر مغار ابن همام على حي
خثعما ويجوز أن يكون المغار في هذا الشعر والغارة بمعنى واحد وحبل مغار إذا كان
شديد الفتل ومغار جبل فوق السوارقية في بلاد بني سليم في جوفه أحساء منها حسي يقال
له الهدار يفور بماء كثير وهو سبخ بحذائه حاميتان سوداوان في جوف إحداهما ماءة
مليحة يقال لها الرفدة وواديها يسمى عريفطان وعليها نخيلات وآجام يستظل فيهن المار
وهي لبني سليم وهي على طريق زبيدة وتقول بنو سليم منقا زبيدة
مغار بالفتح قرية من قرى فلسطين ينسب إليها أبو الحسن محمد بن الفرج المغاري حدث
عن محمد بن عيسى الطباع حدث عنه العتابي محمد بن قتيبة العسقلاني
المغاسل بالضم وكسر السين المهملة موضع بعينه أودية قريبة من اليمامة وقرأت بخط
ابن نباتة السعدي المغاسل بفتح الميم في قول لبيد
وأسرع
فيها قبل ذلك حقبة ركاح فجنبا نقدة فالمغاسل
مغام ويقال مغامة بالفتح فيهما بلد بالأندلس ينسب إليها أبو عمران يوسف بن يحيى
المغامي ومحمد بن عتيق بن فرج بن أبي العباس بن إسحاق التجيبي المغامي المقري
الطليطلي أبو عبد الله لقي أبا عمرو الداني وعليه اعتمد وروى عن أبي الربيع سليمان
بن إبراهيم وأبي محمد بن أبي طالب المقري وغيرهم وكان عالما بالقراءة بوجوهها
إماما فيها ذا دين متين وكان مولده لتسع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة 224
ومات بإشبيلية في منتصف ذي القعدة سنة 584 وحبس كتبه على طلبة العلم بالعدوة
وغيرها وفيها معدن الطين الذي تغسل به الرؤوس ومنها ينتقل إلى سائر بلاد المغرب
وقد ذكرناه بالعين آنفا نقلا عن العمراني وهو خطأ منه والصواب ههنا
المغرب بالفتح ضد المشرق وهي بلاد واسعة كثيرة ووعثاء شاسعة قال بعضهم حدها من
مدينة مليانة وهي آخر حدود إفريقية إلى آخر جبال السوس التي وراءها البحر المحيط
وتدخل فيه جزيرة الأندلس وإن كانت إلى الشمال أقرب ما هي وطول هذا في البر مسيرة
شهرين فقد ذكرت تحديدها في ترجمة آسيا فينقل منها أو ينظر فيها من أراد النظر
مغرة بالفتح وهو الطين الأحمر قال الحازمي هو موضع بالشام في ديار كلب
مغز بالفتح ثم السكون وزاي معناه بالفارسية اللب ويسمون المخ أيضا مغزا وهي قرية
كبيرة كثيرة البساتين يسميها المستعربون أم الجوز لكثرته فيها بينها وبين بسطام
مرحلة وهي من نواحي قومس
المغسل بالفتح ثم السكون اسم المكان من غسل يغسل فهو مغسل بكسر السين واحدة
المغاسل وهي أودية قريبة من اليمامة قال الحفصي المغسل رمل واسع يمضي إلى الدام
وإلى البياض
المغسلة جبانة في طريق المدينة يغسل فيها الثياب
مغكان بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره نون من قرى بخارى بينها وبين المدينة خمسة
فراسخ على يمين الطريق الذي لبيكند بينها وبين الطريق نحو ثلاثة فراسخ
المغمس بالضم ثم الفتح وتشديد الميم وفتحها اسم المفعول من غمست الشيء في الماء
إذا غيبته فيه موضع قرب مكة في طريق الطائف مات فيه أبو رغال وقبره يرجم لأنه كان
دليل صاحب الفيل فمات هناك قال أمية بن أبي الصلت الثقفي يذكر ذلك إن آيات ربنا
ظاهرات ما يماري فيهن إلا الكفور حبس الفيل بالمغمس حتى ظل يحبو كأنه معقور كل دين
يوم القيامة عند ال له إلا دين الحنيفة بور وقال نفيل ألا حييت عنا يا ردينا
نعمناكم مع الإصباح عينا ردينة لو رأيت ولن تريه لدى جنب المغمس ما رأينا إذا
لعذرتني ورضيت أمري ولن تأسي على ما فات بينا
حمدت
الله أن أبصرت طيرا وخفت حجارة تلقى علينا وكل القوم عن نفيل كأن علي للحبشان دينا
قال السهيلي المغمس بضم أوله هكذا لقيته في نسخة الشيخ أبي بحر المقيدة على أبي
الوليد القاضي بفتح الميم الأخيرة من المغمس وذكر السكري في كتاب المعجم عن ابن
دريد وعن غيره من أئمة اللغة أن المغمس بكسر الميم الأخيرة فإنه أصح ما قيل فيه
وذكر أيضا أنه يروى بالفتح فعلى رواية الكسر هو مغمس مفعل كأنه اشتق من الغميس وهو
الغميز يعني النبات الأخضر الذي ينبت في الخريف من تحت اليابس يقال غمس المكان
وغمز إذا نبت فيه ذلك كما يقال مصوح ومشجر وأما على رواية الفتح فكأنه من غمست
الشيء إذا غطيته وذلك أنه مكان مستور إما بهضاب وإما بعضاة وإنما قلنا هذا لأن
رسول الله لما كان بمكة كان إذا أراد حاجة الإنسان خرج إلى المغمس وهو على ثلثي
فرسخ من مكة كذلك رواه أبو علي بن السكن في كتاب السنن له وفي السنن لأبي داود أن
رسول الله كان إذا أراد التبرز أبعد ولم يبين مقدار البعد وهو مبين من حديث ابن السكن
ولم يكن ليأتي المذهب إلا وهو مستور متحفظ فاستقام المعنى فيه على الروايتين جميعا
وقد ذكرته في رغال وقال ثعلبة بن غيلان الإيادي يذكر خروج إياد من تهامة ونفي
العرب إياها إلى أرض فارس تحن إلى أرض المغمس ناقتي ومن دونها ظهر الجريب وراكس
بها قطعت عنا الوذيم نساؤنا وغرقت الأبناء فينا الخوارس إذا شئت غناني الحمام
بأيكة وليس سواء صوتها والعرانس تجوب من الموماة كل شملة إذا أعرضت منها القفار
البسابس فيا حبذا أعلام بيشة واللوى ويا حبذا أجشامها والجوارس أقامت بها جسر بن
عمرو وأصبحت إياد بها قد ذل منها المعاطس
مغنان بالضم ثم السكون ونونان من قرى مرو
المغنقة بالضم ثم السكون وفتح النون والقاف قال العمراني موضع
مغون بضم أوله وثانيه وسكون الواو ونون قرية من قرى بشت من نواحي نيسابور ينسب
إليها عبدوس بن أحمد المغوني روى عنه إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد الجرجاني
المقري
مغونة بالفتح ثم الضم وسكون الواو ونون قال أبو بكر موضع قرب المدينة
المغيث بضم ثم الكسر وآخره ثاء مثلثة اسم الوادي الذي هلك فيه قوم عاد وقال أبو
منصور بين معدن النقرة والربذة ماء يعرف بمغيث ماوان ماء وشروب
المغيثة مفهومة المعنى إنه اسم الفاعل من غاثه يغيثه إذا أغاثه وغاث الله البلاد
إذا أنزل بها الغيث منزل في طريق مكة بعد العذيب نحو مكة وكانت أولا مدينة خربت
شرب أهلها من ماء المطر وهي لبني نبهان وبين المغيثة والقرعاء الزبيدية
وقال
الأزهري ركية بين القادسية والعذيب وقال غيره بينها وبين القرعاء اثنان وثلاثون
ميلا وبينها وبين القادسية أربعة وعشرون ميلا
والمغيثة أيضا قرية بنيسابور
المغيزل تصغير معزل علم جبل في بلاد بلعنبر قال أبو سعيد المغيزل جبل الصمان مشبه
بالمغزل لدقته وقال غيره هو طريق في الرغام معروف وقال جرير يقلن اللواتي كن قبل
يلمنني لعل الهوى يوم المغيزل قاتله
مغيلة بضم أوله ثم الكسر اسم الفاعل من الغيل وهو الماء الذي يجري على وجه الأرض
وقيل ما جرى من المياه في الأنهار إقليم من أعمال شذونة بالأندلس فيه قلعة ورد وفي
أرضه سعة
باب الميم والفاء وما يليهما
مفتح بالفتح ثم السكون وتاء بنقطتين من فوقها وحاء مهملة قرية بين البصرة وواسط
وهي من أعمال البصرة منها محمد بن يعقوب المفتحي يروي عن العلاء بن مصعب البصري
يروي عنه أبو الحسن عبد الله بن موسى بن الحسين بن إبراهيم البغدادي وغيره وبها
سمع الدارقطني من الحسين بن علي بن قوهي
ومفتح دجيل ناحية دجيل الأهواز ذكره في أخبار المعراج
المفترض مفتعل من الفرض وهو الواجب ماء عن يمين سميراء للقاصد مكة
المفجر بالفتح ثم السكون وفتح الجيم اسم المكان من فجرت الحوض وغيره إذا أسلته
موضع بمكة ما بين الثنية التي يقال لها الخضراء إلى خلف دار يزيد بن منصور عن
الأصمعي
مفحل بالفاء من نواحي المدينة فيما أحسب قال ابن هرمة تذكرت سلمى والنوى تستبيعها
وسلمى المنى لو أننا نستطيعها فكيف إذا حلت بأكناف مفحل وحل بوعساء الحليف تبيعها
باب الميم والقاف وما يليهما
مقابر الشهداء ببغداد إذا خرجت من قنطرة باب حرب فهي نحو القبلة عن يسار الطريق لا
أدري لم سميت بذلك
ومقابر الشهداء بمصر لما مات يزيد بن معاوية وابنه معاوية وتولى مروان بن الحكم
الخلافة واستقام أمره بالشام قصد مصر في جنوده وكان أهل مصر زبيرية فأوقع بأهلها
وجرت حروب قتل فيها بينهم قتلى فدفن المصريون قتلاهم في هذا الموضع وسموه مقابر
الشهداء وغلب عليها الاسم إلى هذه الغاية وكانت قتلى المصريين ستمائة ونيفا وقتلى
الشاميين ثمانمائة وذلك في سنة 65 للهجرة
مقابر قريش ببغداد وهي مقبرة مشهورة ومحلة فيها خلق كثير وعليها سور بين الحربية
ومقبرة أحمد بن حنبل رضي الله عنه والحريم الطاهري وبينها وبين دجلة شوط فرس جيد
وهي التي فيها قبر موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين
ابن الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب وكان أول من دفن فيها جعفر الأكبر بن
المنصور أمير المؤمنين في سنة 150 وكان المنصور أول من جعلها مقبرة لما ابتنى
مدينته سنة 149
المقاد
بالفتح وآخره دال هو جبل بني فقيم بن جرير بن دارم وسعد بن زيد مناة بن تميم قال
جرير أهاجك بالمقاد هوى عجيب ولجت في مباعدة غضوب أكل الدهر يوئس من رجاكم عدو عند
بابك أو رقيب فكيف ولا عداتك ناجزات ولا مرجو نائلكم قريب وقال أيضا أيقيم أهلك
بالستار وأصعدت بين الوريعة والمقاد حمول وقال الحفصي المقاد من أرض الصمان وأنشد
لمروان بن أبي حفصة قطع الصرائم والشقائق دوننا ومن الوريعة دوها فمقادها
مقاريب بالفتح وبعد الألف راء ثم ياء وباء موحدة جمع المقرب اسم موضع من نواحي
المدينة قال كثير ومنها بأجزاع المقاريب دمنة وبالسفح من فرعان آل مصرع
مقاس بالفتح ثم التشديد وآخره سين مهملة يقال تمقست نفسي بمعنى غثت قال نفسي تمقس
من سمانى الأقبر جبل بالخابور
المقاعد جمع مقعد عند باب الأقبر بالمدينة وقيل مساقف حولها وقيل هي دكاكين عند
دار عثمان بن عفان رضي الله عنه وقال الداودي هي الدرج
المقام بالفتح ومقامات الناس بالفتح مجالسهم الواحد مقام ومقامه وقيل المقام موضع
قدم القائم والمقام بالضم مصدر أقمت بالمكان مقاما وإقامة والمقام في المسجد
الحرام هو الحجر الذي قام عليه إبراهيم عليه السلام حين رفع بناء البيت وقيل هو
الحجر الذي وقف عليه حين غسلت زوج ابنه إسماعيل رأسه وقيل بل كان راكبا فوضعت له
حجرا من ذات اليمين فوقفت عليه حتى غسلت شق رأسه الأيمن ثم صرفته إلى الشق الأيسر
فرسخت قدماه فيه في حال وقوفه عليه وقيل هو الحجر الذي وقف عليه حتى أذن في الناس
بالحج فتطاول له وعلا على الجبل حتى أشرف على ما تحته فلما فرغ وضعه قبلة وقد جاء
في بعض الآثار أنه كان ياقوته من الجنة وقيل في قوله تعالى واتخذوا من مقام
إبراهيم مصلى المراد به هذا الحجر وقيل بل هي مناسك الحج كلها وقيل عرفة وقيل
مزدلفة وقيل الحرم كله وذرع المقام ذراع وهو مربع سعة أعلاه أربع عشرة إصبعا في
مثلها وفي أسفله مثلها وفي طرفيه طوق من الذهب وما بين الطرفين بارز لا ذهب عليه
طوله من نواحيه كلها تسع أصابع وعرضه عشر أصابع وعرضه من نواحيه إحدى وعشرون إصبعا
ووسطه مربع والقدمان داخلتان في الحجر سبع أصابع وحولهما مجوف وبين القدمين من الحجر
إصبعان ووسطه قد استدق من التمسح به والمقام في حوض مربع حوله رصاص وعلى الحوض
صفائح من رصاص ومن المقام في الحوض إصبعان وعليه صندوق ساج وفي طرفه سلسلتان
تدخلان في أسفل الصندوق ويقفل عليه قفلان وقال عبد الله بن شعيب بن شيبة ذهبنا
نرفع المقام في خلافة المهدي فانثلم وهو حجر رخو فخشينا أن
يتفتت
فكتبنا في ذلك إلى المهدي فبعث إلينا ألف دينار فصببناها في أسفله وفي أعلاه وهو
هذا الذهب الذي عليه اليوم وقال عبد الله بن عمرو بن العاص الركن والمقام ياقوتتان
من ياقوت الجنة طمس الله نورهما ولولا ذلك لأضاء ما بين المشرق والمغرب وقال
البشاري المقام بإزاء وسط البيت الذي فيه الباب وهو أقرب إلى البيت من زمزم يدخل
في الطواف في أيام الموسم ويكب عليه صندوق حديد عظيم راسخ في الأرض طوله أكثر من
قامة وله كسوة ويرفع المقام في كل موسم إلى البيت فإذا رفع جعل عليه صندوق خشب له
باب يفتح في أوقات الصلاة فإذا سلم الإمام استلمه ثم أغلق الباب وفيه أثر قدم
إبراهيم عليه السلام مخالفة وهو أسود وأكبر من الحجر الأسود
مقامي قرية لبني العنبر باليمامة تروى عن الحفصي
مقتد بالفتح يجوز أن يكون اسم الموضع من القتاد وهو شجر كثير الشوك موضع عن
الحازمي
المقترب قرية لبني عقيل باليمامة
مقد بالتحريك اختلف فيه فقال الأزهري حكاية عن الليث المقدي من الخمر منسوبة إلى
قرية بالشام وأنشد في تخفيف الدال مقديا أحله الله للنا س شرابا وما تحل الشمول
وقال عدي بن الرقاع وقد شدد الدال غشيت بعفر أو برجلتها ربعا رمادا وأحجارا بقين
بها سفعا فما رمتها حتى غدا اليوم نصفه وحتى سرت عيناي كلتاهما دمعا أسر هموما لو
تغلغل بعضها إلى حجر صلد تركن به صدعا أميد كأني شارب لعبت به عقار ثوت في سجنها
حججا سبعا مقدية صهباء تثخن شربها إذا ما أرادوا أن يروحوا بها صرعى عصارة كرم من
حديجاء لم تكن منابتها مستحدثات ولا قرعا وقال شمر سمعت أبا عبيدة يروي عن أبي
عمرو المقدي ضرب من الشراب بتخفيف الدال قال والصحيح عندي أن الدال مشددة قال
وسمعت رجاء بن سلمة يقول المقدي بتشديد الدال الطلاء المنصف مشبه بما قد بنصفين
ويصدقه قول عمرو بن معدي كرب وقد تركوا ابن كبشة مسلحبا وهم شغلوه عن شرب المقدي
وقيل مقدية قرية بناحية دمشق من أعمال أذرعات ينسب إليها الأسود بن مروان المقدي
يروي عن سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل الدمشقي أثنى عليه أبو القاسم
الطبراني ووثقه وروى عنه وقال الحازمي مقد قرية بحمص مذكورة بجودة الخمر وقال أبو
القاسم الطيب بن علي التميمي اللغوي المقدي من قرية مقد وقال أبو منصور أنبأنا
السعدي أنبأنا ابن عفان عن ابن نمير عن الأعمش عن منذر الثوري قال رأيت محمد بن
علي يشرب الطلاء المقدي الأصفر كان يرزقه إياه عبد الملك وكان في ضيافته يرزقه
الطلاء وأرطالا من اللحم ورواه ابن دريد بكسر الميم وفتحها وقال المقدية ضرب من
الثياب ولا أدري إلى ما تنسب وقال نفطويه المقد بتشديد الدال قرية بالشام وقال
غيره هي في طرف حوران قرب أذرعات
المقدس في اللغة المنزه قال المفسرون في قوله تعالى ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال الزجاج معنى نقدس لك أي نطهر أنفسنا لك وكذلك نفعل بمن أطاعك نقدسه أي نطهره قال ومن هذا قيل للسطل القدس لأنه يتقدس منه أي يتطهر قال ومن هذا بيت المقدس كذا ضبطه بفتح أوله وسكون ثانيه وتخفيف الدال وكسرها أي البيت المقدس المطهر الذي يتطهر به من الذنوب قال مروان قل للفرزدق والسفاهة كاسمها إن كنت تارك ما أمرتك فاجلس ودع المدينة إنها محذورة والحق بمكة أو ببيت المقدس وقال قتادة المراد بأرض المقدس أي المبارك وإليه ذهب ابن الأعرابي ومنه قيل للراهب مقدس ومنه قول امرىء القيس فأدركنه يأخذن بالساق والنسا كما شبرق الولدان ثوب المقدس وصبيان النصارى يتبركون به وبمسح مسحه الذي هو لابسه وأخذ خيوطه منه حتى يتمزق عنه ثوبه وفضائل بيت المقدس كثيرة ولا بد من ذكر شيء منها حتى يستحسنه المطلع عليه قال مقاتل بن سليمان قوله تعالى ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين قال هي بيت المقدس وقوله تعالى لبني إسرائيل وواعدناكم جانب الطور الأيمن يعني بيت المقدس وقوله تعالى وجعلنا ابن مريم وأمه آيتين واويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين قال البيت المقدس وقال تعالى سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى هو بيت المقدس وقوله تعالى في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه البيت المقدس وفي الخبر من صلى في بيت المقدس فكأنما صلى في السماء ورفع الله عيسى ابن مريم إلى السماء من بيت المقدس وفيه مهبطه إذا هبط وتزف الكعبة بجميع حجاجها إلى البيت المقدس يقال لها مرحبا بالزائر والمزور وتزف جميع مساجد الأرض إلى البيت المقدس أول شيء حسر عنه بعد الطوفان صخرة بيت المقدس وفيه ينفخ في الصور يوم القيامة وعلى صخرته ينادي المنادي يوم القيامة وقد قال الله تعالى لسليمان بن داود عليهما السلام حين فرغ من بناء البيت المقدس سلني أعطك قال يا رب أسألك أن تغفر لي ذنبي قال لك ذلك قال يا رب وأسألك أن تغفر لمن جاء هذا البيت يريد الصلاة فيه وأن تخرجه من ذنوبه كيوم ولد قال لك ذلك قال وأسألك من جاء فقيرا أن تغنيه قال لك ذلك قال وأسألك من جاء سقيما أن تشفيه قال ولك ذلك وعن النبي أنه قال لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام ومسجد البيت المقدس وإن الصلاة في بيت المقدس خير من ألف صلاة في غيره وأقرب بقعة في الأرض من السماء البيت المقدس ويمنع الدجال من دخولها ويهلك يأجوج ومأجوج دونها وأوصى آدم عليه السلام أن يدفن بها وكذلك إسحاق وإبراهيم وحمل يعقوب من أرض مصر حتى دفن بها وأوصى يوسف عليه السلام حين مات بأرض مصر أن يحمل إليها وهاجر إبراهيم من كوثى إليها وإليها المحشر ومنها المنشر وتاب الله على داود بها وصدق إبراهيم الرؤيا بها وكلم عيسى الناس في المهد بها وتقاد الجنة يوم القيامة إليها ومنها يتفرق
الناس إلى الجنة أو إلى النار وروي عن كعب أن جميع الأنبياء عليهم السلام زاروا بيت المقدس تعظيما له وروي عن كعب أنه قال لا تسموا بيت المقدس إيلياء ولكن سموه باسمه فإن إيلياء امرأة بنت المدينة وعن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله فلما فرغ سليمان من بناء بيت المقدس سأل الله حكما يوافق حكمه وملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه الله ذلك وعن ابن عباس قال البيت المقدس بنته الأنبياء وسكنته الأنبياء ما فيه موضع شبر إلا وقد صلى فيه نبي أو قام فيه ملك وعن أبي ذر قال قلت لرسول الله أي مسجد وضع على وجه الأرض أولا قال المسجد الحرام قلت ثم أي قال البيت المقدس وبينهما أربعون سنة وروي عن أبي بن كعب قال أوحى الله تعالى إلى داود ابن لي بيتا قال يا رب وأين من الأرض قال حيث ترى الملك شاهرا سيفه فرأى داود ملكا على الصخرة واقفا وبيده سيف وعن الفضيل بن عياض قال لما صرفت القبلة نحو الكعبة قالت الصخرة إلهي لم أزل قبلة لعبادك حتى إذا بعثت خير خلقك صرفت قبلتهم عني قال ابشري فإني واضع عليك عرشي وحاشر إليك خلقي وقاض عليك أمري وناشر منك عبادي وقال كعب من زار البيت المقدس شوقا إليه دخل الجنة ومن صلى فيه ركعتين خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وأعطي قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا ومن تصدق فيه بدرهم كان فداءه من النار ومن صام فيه يوما واحدا كتبت له براءته من النار وقال كعب معقل المؤمنين أيام الدجال البيت المقدس يحاصرهم فيه حتى يأكلوا أوتار قسيهم من الجوع فبينما هم كذلك إذ سمعوا صوتا من الصخرة فيقولون هذا صوته رجل شبعان فينظرون فإذا عيسى ابن مريم عليه السلام فإذا رآه الدجال هرب منه فيتلقاه بباب لد فيقتله وقال أبو مالك القرظي في كتاب اليهود الذي لم يغير إن الله تعالى خلق الأرض فنظر إليها وقال أنا واطىء على بقعتك فشمخت الجبال وتواضعت الصخرة فشكر الله لها وقال هذا مقامي وموضع ميزاني وجنتي وناري ومحشر خلقي وأنا ديان يوم الدين وعن وهب بن منبه قال أمر إسحاق ابنه يعقوب أن لا ينكح امرأة من الكنعانيين وأن ينكح من بنات خاله لابان بن تاهر بن أزر وكان مسكنه فلسطين فتوجه إليها يعقوب وأدركه في بعض الطريق الليل فبات متوسد حجرا فرأى فيما يرى النائم كأن سلما منصوبا إلى باب السماء عند رأسه والملائكة تنزل منه وتعرج فيه وأوحى الله إليه إني أنا الله لا إله إلا أنا إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وقد ورثتك هذه الأرض المقدسة وذريتك من بعدك وباركت فيك وفيهم وجعلت فيكم الكتاب والحكمة والنبوة ثم أنا معك حتى تدرك إلى هذا المكان فاجعله بيتا تعبدني فيه أنت وذريتك فيقال إنه بيت المقدس فبناه داود وابنه سليمان ثم أخربته الجبابرة بعد ذلك فاجتاز به شعيا وقيل عزير عليهما السلام فرآه خرابا فقال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه كما قص عز و جل في كتابه الكريم ثم بناه ملك من ملوك فارس يقال له كوشك وكان قد اتخذ سليمان في بيت المقدس أشياء عجيبة منها القبة التي فيها السلسلة المعلقة ينالها صاحب الحق ولا ينالها المبطل حتى اضمحلت بحيلة غير معروفة وكان من عجائب بنائه أنه بنى بيتا وأحكمه وصقله فإذا دخله الفاجر والورع تبين الفاجر من الورع لأن
الورع كان يظهر خياله في الحائط أبيض والفاجر يظهر خياله أسود وكان أيضا مما اتخذ من الأعاجيب أن ينصب في زاوية من زواياه عصا آبنوس فكان من مسها من أولاد الأنبياء لم تضره ومن مسها من غيرهم أحرقت يده وقد وصفها القدماء بصفات إن استقصيتها أمللت القارىء والذي شاهدته أنا منها أن أرضها وضياعها وقراها كلها جبال شامخة وليس حولها ولا بالقرب منها أرض وطيئة ألبتة وزروعها على الجبال وأطرافها بالفؤوس لأن الدواب لا صنع لها هناك وأما نفس المدينة فهي على فضاء في وسط تلك الجبال وأرضها كلها حجر من الجبال التي هي عليها وفيها أسواق كثيرة وعمارات حسنة وأما الأقصى فهو في طرفها الشرقي نحو القبلة أساسه من عمل داود عليه السلام وهو طويل عريض وطوله أكثر من عرضه وفي نحو القبلة المصلى الذي يخطب فيه للجمعة وهو على غاية الحسن والإحكام مبني على الأعمدة الرخام الملونة والفسيفساء التي ليس في الدنيا أحسن منها لا جامع دمشق ولا غيره وفي وسط صحن هذا الموضع مصطبة عظيمة في ارتفاع نحو خمسة أذرع كبيرة يصعد إليها الناس من عدة مواضع بدرج وفي وسط هذه المصطبة قبة عظيمة على أعمدة رخام مسقفة برصاص منمقة من برا وداخل بالفسيفساء مطبقة بالرخام الملون قائم ومسطح وفي وسط هذا الرخام قبة أخرى وهي قبة الصخرة التي تزار وعلى طرفها أثر قدم النبي وتحتها مغارة ينزل إليها بعدة درج مبلطة بالرخام قائم ونائم يصلى فيها وتزار ولهذا القبة أربعة أبواب وفي شرقيها برأسها قبة أخرى على أعمدة مكشوفة حسنة مليحة يقولون إنها قبة السلسلة وقبة المعراج أيضا على حائط المصطبة وقبة النبي داود عليه السلام كل ذلك على أعمدة مطبق أعلاها بالرصاص وفيها مغاور كثيرة ومواضع يطول عددها مما يزار ويتبرك به ويشرب أهل المدينة من ماء المطر ليس فيها دار إلا وفيها صهريج لكنها مياه ردية أكثرها يجتمع من الدروب وإن كانت دروبهم حجارة ليس فيها ذلك الدنس الكثير وبها ثلاث برك عظام بركة بني إسرائيل وبركة سليمان عليه السلام وبركة عياض عليها حماماتهم وعين سلوان في ظاهر المدينة في وادي جهنم مليحة الماء وكان بنو أيوب قد أحكموا سورها ثم خربوه على ما نحكيه بعد وفي المثل قتل أرضا عالمها وقتلت أرض جاهلها هذا قول أبي عبد الله محمد بن أحمد بن البناء البشاري المقدسي له كتاب في أخبار بلدان الإسلام وقد وصف بيت المقدس فأحسن فالأولى أن نذكر قوله لأنه أعرف ببلده وإن كان قد تغير بعده بعض معالمها قال هي متوسطة الحر والبرد قل ما يقع فيها ثلج قال وسألني القاضي أبو القاسم عن الهواء بها فقلت سجسج لا حر ولا برد فقال هذه صفة الجنة قلت بنيانهم حجر لا ترى أحسن منه ولا أنفس منه ولا أعف من أهلها ولا أطيب من العيش بها ولا أنظف من أسواقها ولا أكبر من مسجدها ولا أكثر من مشاهدها وكنت يوما في مجلس القاضي المختار أبي يحيى بهرام بالبصرة فجرى ذكر مصر إلى أن سئلت أي بلد أجل قلت بلدنا قيل فأيهما أطيب قلت بلدنا قيل فأيهما أفضل قلت بلدنا قيل فأيهما أحسن قلت بلدنا قيل فأيهما أكثر خيرات قلت بلدنا قيل فأيهما أكبر قلت بلدنا فتعجب أهل المجلس من ذلك وقيل أنت رجل محصل وقد ادعيت ما لا يقبل منك وما مثك إلا كصاحب
الناقة من الحجاج قلت أما قولي أجل فلأنها بلدة جمعت الدنيا والآخرة فمن كان من أبناء الدنيا وأراد الآخرة وجد سوقها ومن كان من أبناء الآخرة فدعته نفسه إلى نعمة الدنيا وجدها وأما طيب هوائها فإهن لا سم لبردها ولا أذى لحرها وأما الحسن فلا يرى أحسن من بنيانها ولا أنظف منها ولا أنزه من مسجدها وأما كثرة الخيرات فقد جمع الله فيها فواكه الأغوار والسهل والجبل والأشياء المتضادة كالأترج واللوز والرطب والجوز والتين والموز وأما الفضل فهي عرصة القيامة ومنها النشر وإليها الحشر وإنما فضلت مكة بالكعبة والمدينة بالنبي ويوم القيامة تزفان إليها فتحوي الفضل كله وأما الكبر فالخلائق كلهم يحشرون إليها فأي أرض أوسع منها فاستحسنوا ذلك وأقروا به قال إلا أن لها عيوبا يقال إن في التوراة مكتوبا بيت المقدس طست من ذهب مملوء عقارب ثم لا ترى أقذر من حماماتها ولا أثقل مؤنة وهي مع ذلك قليلة العلماء كثيرة النصارى وفيهم جفاء وعلى الرحبة والفنادق ضرائب ثقال وعلى ما يباع فيها رجالة وعلى الأبواب أعوان فلا يمكن أحدا أن يبيع شيئا مما يرتفق به الناس إلا بها مع قلة يسار وليس للمظلوم أنصار فالمستور مهموم والغني محسود والفقيه مهجور والأديب غير مشهور ولا مجلس نظر ولا تدريس قد غلب عليها النصارى واليهود وخلا المجلس من الناس والمسجد من الجماعات وهي أصغر من مكة وأكبر من المدينة عليها حصن بعضه على جبل وعلى بقيته خندق ولها ثمانية أبواب حديد باب صهيون وباب النية وباب البلاط وباب جب ارميا وباب سلوان وباب أريحا وباب العمود وباب محراب داود عليه السلام والماء بها واسع وقيل ليس ببيت المقدس أكثر من الماء والأذان قل أن يكون بها دار ليس بها صهريج أو صهريجان أو ثلاثة على قدر كبرها وصغرها وبها ثلاث برك عظام بركة بني إسرائيل وبركة سليمان وبركة عياض عليها حماماتهم لها دواع من الأزقة وفي المسجد عشرون جبا مشجرة قل أن تكون حارة ليس بها جب مسيل غير أن مياهها من الأزقة وقد عمد إلى واد فجعل بركتين تجتمع إليهما السيول في الشتاء وقد شق منهما قناه إلى البلد تدخل وقت الربيع فتدخل صهاريج الجامع وغيرها وأما المسجد الأقصى فهو على قرنة البلد الشرقي نحو القبلة أساسه من عمل داود طول الحجر عشرة أذرع وأقل منقوشة موجهة مؤلفة صلبة وقد بنى عليه عبد الملك بحجارة صغار حسان وشرفوه وكان أحسن من جامع دمشق لكن جاءت زلزلة في أيام بني العباس فطرحته إلا ما حول المحراب فلما بلغ الخليفة خبره أراد رده مثلما كان فقيل له تعيا ولا تقدر على ذلك فكتب إلى أمراء الأطراف والقواد يأمرهم أن يبني كل واحد منهم رواقا فبنوه أوثق وأغلظ صناعة مما كان وبقيت تلك القطعة شامة فيه وهي إلى حذاء الأعمدة الرخام وما كان من الأساطين المشيدة فهو محدث وللمغطى ستة وعشرون بابا باب يقابل المحراب يسمى باب النحاس الأعظم مصفح بالصفر المذهب لا يفتح مصراعه إلا رجلا شديد القوة عن يمينه سبعة أبواب كبار في وسطها باب مصفح مذهب وعلى اليسار مثلها وفي نحو المشرق أحد عشر بابا سواذج وخمسة عشر رواقا على أعمدة رخام أحدثها عبد الله بن طاهر وعلى الصحن من الميمنة أروقة على أعمدة رخام وأساطين وعلى المؤخر أروقة أزاج من الحجارة وعلى وسط المغطى جمل عظيم خلف قبة حسنة والسقوف كلها
إلا المؤخر ملبسة بشقاق الرصاص والمؤخر مرصوف بالفسيفساء الكبار والصحن كله مبلط وفي وسط الرواق دكة مربعة مثل مسجد يثرب يصعد إليها من أربع جهاتها بمراق واسعة وفي الدكة أربع قباب قبة السلسلة وقبة المعراج وقبة النبي وهذه الثلاث الصغار ملبسة بالرصاص على أعمدة رخام مكشوفة وفي وسط الدكة قبة الصخرة على بيت مثمن بأربعة أبواب كل باب يقابل مرقاة من مراقي الدكة وهي الباب القبلي وباب إسرافيل وباب الصور وباب النساء وهو الذي يفتح إلى المغرب جميعها مذهبة في وجه كل واحد باب مليح من خشب التنوب وكانت قد أمرت بعملها أم المقتدر بالله وعلى كل باب صفة مرخمة والتنوبية مطبقة على الصفرية من خارج وعلى أبواب الصفات أبواب أيضا سواذج داخل البيت ثلاثة أروقة دائرة على أعمدة معجونة أجل من الرخام وأحسن لا نظير لها قد عقدت عليه أروقة لاطئة داخلة في رواق آخر مستدير على الصخرة على أعمدة معجونة بقناطر مدورة فوق هذه منطقة متعالية في الهواء فيها طاقات كبار والقبة فوق المنطقة طولها غير القاعدة الكبرى مع السفود في الهواء مائة ذراع ترى من البعد فوقها سفود حسن طوله قامة وبسطة والقبة على عظمها ملبسة بالصفر المذهب وأرض البيت مع حيطانه والمنطقة من داخل وخارج على صفة جامع دمشق والقبة ثلاث سافات الأولى مروقة على الألواح والثانية من أعمدة الحديد قد شبكت لئلا تميلها الرياح ثم الثالثة من خشب عليها الصفائح وفي وسطها طريق إلى عند السفود يصعد منها الصناع لتفقدها ورمها فإذا بزغت عليها الشمس أشرقت القبة وتلألأت المنطقة ورؤيت شيئا عجيبا وعلى الجملة لم أر في الإسلام ولا سمعت أن في الشرك مثل هذه القبة ويدخل المسجد من ثلاثة عشر موضعا بعشرين بابا منها باب الحطة وباب النبي عليه الصلاة و السلام وباب محراب مريم وباب الرحمة وباب بركة بني إسرائيل وباب الأسباط وباب الهاشميين وباب الوليد وباب إبراهيم عليه السلام وباب أم خالد وباب داود عليه السلام وفيه من المشاهد محراب مريم وزكرياء ويعقوب والخضر ومقام النبي وجبرائيل وموضع المنهل والنور والكعبة والصراط متفرقة فيه وليس على الميسرة أروقة والمغطى لا يتصل بالحائط الشرقي وإنما ترك هذا البعض لسببين أحدهما قول عمر واتخذوا في غربي هذا المسجد مصلى للمسلمين فتركت هذه القطعة لئلا يخالف والآخر لو مد المغطى إلى الزاوية لم تقع الصخرة حذاء المحراب فكرهوا ذلك والله أعلم وطول المسجد ألف ذراع بالذراع الهاشمي وعرضه سبعمائة ذراع وفي سقوفه من الخشب أربعة آلاف خشبة وسبعمائة عمود رخام وعلى السقوف خمسة وأربعون ألف شقة رصاص وحجم الصخرة ثلاثة وثلاثون ذراعا في سبعة وعشرين وتحت الصخرة مغارة تزار ويصلى فيها تسع مائة وستين نفسا وكانت وظيفته كل شهر مائة دينار وفي كل سنة ثمانمائة ألف ذراع حصرا وخدامه مماليك له أقامهم عبد الملك من خمس الأسارى ولذلك يسمون الأخماس لا يخدمه غيرهم ولهم نوب يحفظونها وقال المنجمون المقدس طوله ست وخمسون درجة وعرضه ثلاث وثلاثون درجة في الإقليم الثالث وأما فتحها في أول الإسلام إلى يومنا هذا فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنفذ عمرو بن العاص إلى فلسطين ثم نزل البيت المقدس فامتنع عليه فقدم أبو عبيدة بن الجراح
بعد أن افتتح قنسرين وذلك في سنة 16 للهجرة فطلب أهل بيت المقدس من أبي عبيدة الأمان والصلح على مثل ما صولح عليه أهل مدن الشام من أداء الجزية والخراج والدخول فيما دخل فيه نظراؤهم على أن يكون المتولي للعقد لهم عمر بن الخطاب فكتب أبو عبيدة بذلك إلى عمر فقدم عمر ونزل الجابية من دمشق ثم صار إلى بيت المقدس فأنفذ صلحهم وكتب لهم به كتابا وكان ذلك في سنة 71 ولم تزل على ذلك بيد المسلمين والنصارى من الروم والإفرنج والأرمن وغيرهم من سائر أصنافهم يقصدونها للزيارة إلى بيعتهم المعروفة بالقمامة وليس لهم في الأرض أجل منها حتى انتهت إلى أن ملكها سكمان بن أرتق وأخوه ايلغازي جد هؤلاء الذين بديار بكر صاحب ماردين وآمد والخطبة فيها تقام لبني العباس فاستضعفهم المصريون وأرسلوا إليهم جيشا لا طاقة لهم به وبلغ سكمان وأخاه خبر ذلك فتركوها من غير قتال وانصرفوا نحو العراق وقيل بل حاصروها ونصبوا عليها المجانيق ثم سلموها بالأمان ورجع هؤلاء إلى نحو المشرق وذلك في سنة 194 واتفق أن الأفرنج في هذه الأيام خرجوا من وراء البحر إلى الساحل فملكوا جميع الساحل أو أكثره وامتدوا حتى نزلوا على البيت المقدس فأقاموا عليها نيفا وأربعين يوما ثم ملكوها من شماليها من ناحية باب الأسباط عنوة في اليوم الثالث والعشرين من شعبان سنة 294 ووضعوا السيف في المسلمين أسبوعا والتجأ الناس إلى الجامع الأقصى فقتلوا فيه ما يزيد على سبعين ألفا من المسلمين وأخذوا من عند الصخرة نيفا وأربعين قنديلا فضة كل واحد وزنه ثلاثة آلاف وستمائة درهم فضة وتنور فضة وزنه أربعون رطلا بالشامي وأموالا لا تحصى وجعلوا الصخرة والمسجد الأقصى مأوى لخنازيرهم ولم يزل في أيديهم حتى استنقذه منهم الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب في سنة 385 بعد إحدى وتسعين سنة أقامها في يد الأفرنج وهي الآن في يد بني أيوب والمستولي عليهم الآن منهم الملك المعظم عيسى ابن العادل أبي بكر بن أيوب وكانوا قد أحكموا سوره وعمروه وجودوه فلما خرج الأفرنج في سنة 616 وتملكوا دمياط استظهر الملك المعظم بخراب سوره وقال نحن لا نمنع البلدان بالأسوار إنما نمنعها بالسيوف والأساورة وهذا كاف في خبرها وليس كل ما أجده أكتبه ولو فعلت ذلك لم يتسع لي زماني وفي المسجد أماكن كثيرة وأوصاف عجيبة لا تتصور إلا بالمشاهدة عيانا ومن أعظم محاسنه أنه إذا جلس إنسان فيه في أي موضع منه يرى أن ذلك الموضع هو أحسن المواضع وأشرحها ولذا قيل إن الله نظر إليه بعين الجمال ونظر إلى المسجد الحرام بعين الجلال أهيم بقاع القدس ما هبت الصبا فتلك رباع الأنس في زمن الصبا وما زلت في شوقي إليها مواصلا سلامي على تلك المعاهد والربى والحمد لله الذي وفقني لزيارته وينسب إلى بيت المقدس جماعة من العباد الصالحين والفقهاء منهم نصر بن إبراهيم بن نصر بن إبراهيم بن داود أبو الفتح المقدسي الفقيه الشافعي الزاهد أصله من طرابلس وسكن بيت المقدس ودرس بها وكان قد سمع بدمشق من أبي الحسن السمسار وأبي الحسن محمد بن عوف وابن سعدان وابن شكران وأبي القاسم وابن الطبري وسمع بآمد هبة الله بن سليمان وسليم بن أيوب بصور وعليه تفقه وعلى محمد بن البيان الكازروني وروى عنه أبو بكر الخطيب وعمر بن عبد الكريم
الدهستاني
وأبو القاسم النسيب وأبو الفتح نصر الله اللاذقي وأبو محمد بن طاووس وجماعة وكان
قدم دمشق في سنة 17 في نصف صفر ثم خرج إلى صور وأقام بها نحو عشر سنين ثم قدم دمشق
سنة 08 فأقام بها يحدث ويدرس إلى أن مات وكان فقيها فاضلا زاهدا عابدا ورعا أقام
بدمشق ولم يقبل لأحد من أهلها صلة وكان يقتات من غلة تحمل إليه من أرض كانت له
بنابلس وكان يخبز له منها كل يوم قرص في جانب الكانون وكان متقللا متزهدا عجيب
الأمر في ذلك وكان يقول درست على الفقيه سليم من سنة 73 إلى سنة 04 ما فاتني فيها
درس ولا إعادة ولا وجعت إلا يوما واحدا وعوفيت وسئل كم في ضمن التعليقة التي صنفها
من جزء فقال نحو ثلثمائة جزء وما كتبت منها حرفا وأنا على غير وضوء أو كما قال
وزاره تاج الدولة تتش بن الب أرسلان يوما فلم يقم إليه وسأله عن أحل الأموال
السلطانية فقال أموال الجزية فخرج من عنده وأرسل إليه بمبلغ من المال وقال له هذا
من مال الجزية ففرقه على الأصحاب ولم يقبله وقال لا حاجة لنا إليه فلما ذهب الرسول
لامه الفقيه أبو الفتح نصر الله بن محمد وقال له قد علمت حاجتنا إليه فلو كنت
قبلته وفرقته فينا فقال لا تجزع من فوته فلسوف يأتيك من الدنيا ما يكفيك فيما بعد
فكان كما تفرس فيه وذكر بعض أهل العلم قال صحبت أبا المعالي الجويني بخراسان ثم
قدمت العراق فصحبت الشيخ أبا إسحاق الشيرازي فكانت طريقته عندي أفضل من طريقة الجويني
ثم قدمت الشام فرأيت الفقيه أبا الفتح فكانت طريقته أحسن من طريقتهما جميعا وتوفي
الشيخ أبو الفتح يوم الثلاثاء التاسع من المحرم سنة 094 بدمشق ودفن بباب الصغير
ولم تر جنازة أوفر خلقا من جنازته رحمة الله عليه ومحمد بن طاهر بن علي بن أحمد
أبو الفضل المقدسي الحافظ ويعرف بابن القيسراني طاف في طلب الحديث وسمع بالشام
وبمصر والعراق وخراسان والجبل وفارس وسمع بمصر من الجبائي وأبي الحسن الخلعي قال
وسمعت أبا القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ يقول أحفظ من رائية محمد بن
طاهر ما هو هذا إلى كم أمني النفس بالقرب واللقا بيوم إلى يوم وشهر إلى شهر وحتام
لا أحظى بوصل أحبتي وأشكو إليهم ما لقيت من الهجر فلو كان قلبي من حديد أذابه
فراقكم أو كان من صالب الصخر ولما رأيت البين يزداد والنوى تمثلت بيتا قيل في سالف
الدهر متى يستريح القلب والقلب متعب ببين على بين وهجر على هجر قال الحافظ سمعت
أبا العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني الحافظ ببغداد يذكر أن أبا الفضل ابتلي بهوى
امرأة من أهل الرستاق كانت تسكن قرية على ستة فراسخ فكان يذهب كل ليلة فيرقبها
فيراها تغزل في ضوء السراج ثم يرجع إلى همذان فكان يمشي كل يوم وليلة اثني عشر
فرسخا ومات ابن طاهر ودفن عند القبر الذي على جبلها يقال له قبر رابعة العدوية
وليس هو بقبرها إنما قبرها بالبصرة وأما القبر الذي هناك فهو قبر رابعة زوجة أحمد
بن أبي الحواري الكاتب وقد اشتبه على الناس
المقدسة فهي الأرض المقدسة أي المباركة النزهة قيل هي دمشق وفلسطين وبعض الأردن
وبيت
المقدس
منه
مقدشو بالفتح ثم السكون وفتح الدال وشين معجمة مدينة في أول بلاد الزنج في جنوب
اليمن في بر البربر في وسط بلادهم وهؤلاء البربر غير البربر الذين هم بالمغرب
هؤلاء سود يشبهون الزنوج جنس متوسط بين الحبش والزنوج وهي مدينة على ساحل البحر
وأهلها كلهم غرباء ليسوا بسودان ولا ملك لهم إنما يدبر أمورهم المتقدمون على
اصطلاح لهم وإذا قصدهم التاجر لا بد له من أن ينزل على واحد منهم ويستجير به فيقوم
بأمره ومنها يجلب الصندل والآبنوس والعنبر والعاج هذا أكثر أمتعتهم وقد يكون عندهم
غير ذلك مجلوبا إليهم
مقذ بالتحريك وتشديد الذال المعجمة المقذ في اللغة منقطع الشعر من مؤخر القفا وأصل
القذ القطع وهو اسم موضع جاء في الشعر
مقذونية بفتح أوله وثانيه وضم الذال المعجمة وسكون الواو وكسر النون وياء خفيفة
وهو اسم لمصر باليونانية القديمة هكذا ذكره ابن الفقيه وقال ابن البشاري مقذونية
بمصر وقصبتها الفسطاط وهو المصر ومن دونها الغربية والجيزية وعين شمس وقال ابن
خرداذبه وكانت مصر منازل الفراعنة ومن جملتهم ملك كان اسمه مقذونية ثم ذكر ابن
الفقيه في أخبار بلاد الروم فقال ثم عمل مقذونية وحده من المشرق السور الطويل ومن
القبلة بحر الشام ومن المغرب بلاد الصقالبة ومن ظهر القبلة بلاد برجان ومقام
الوالي حصن يقال له باندس فهذه الحدود تدل على أنه مع القسطنطينية في بر واحد
والله أعلم والسور الطويل بناء يقطع من بحر الشام إلى بحر الخزر وطوله أربعة أيام
وعرض هذه الولاية أعني مقذونية مسيرة خمسة أيام طولها ثلاث وستون درجة وعرضها ثمان
وأربعون درجة وعشر دقائق في الإقليم الخامس طالعها الأسد بيت حياتها السنبلة تحت
نقطة السرطان خارجة من المنطقة بأربع عشرة درجة يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها
مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان
مقرى بالضم ثم السكون وراء وألف مقصورة تكتب ياء لأنها رابعة من أقرت الناقة تقري
فهي مقرية والمكان مقرى إذا ثبت ماء الفحل في رحمها قرية على مرحلة من صنعاء وبها
معدن العقيق ينسب إليها فيما أحسب جبلة المقري وشريح بن عبيد المقري روى عن أبي
أمامة روى عنه جرير وأبو شعبة يونس بن عثمان المقري عن راشد بن سعد روى عن يحيى بن
صالح الوحاظي وقال الهمذاني ابن الحائك وهو مقرى بن سبيع بن الحارث بن مالك بن زيد
بن سدد بن حمير بن سبأ قال ومقرى على زنة معطى والكلبي يقول مقرى بن سبيع بن
الحارث بن زيد بن غوث بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس ابن
معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن غوث ابن قطن بن عريب وقد يوجد العقيق في غير
هذه إلا أن أجوده ما كان بها فذكر معالجوه أنهم يجدون منه القطعة فوق عشرين رطلا
فتكسر وتلقى في الشمس في أشد ما يكون من الحر ثم يسخن له تنانير بأبعار الإبل
ويجعل في أشياء تكنه عن ملامسة النارفينز منه ماء في مجرى يصنعونه له ثم يستخرجونه
ولم يبق منه إلا الجوهر وما عداه قد صار رمادا
مقرى بالفتح ثم السكون وراء وألف مقصورة تكتب ياء لمجيئها رابعة قرية بالشام من
نواحي
دمشق
هكذا وجدناه مضبوطا بخط أبي الحسن علي بن عبيد الكوفي المتقن الخط والضبط وكذا
نقله ابن عدي في كتابه والمحدثون وأهل دمشق على ضم الميم قال البحتري يمدح خمارويه
أما كان في يوم الثنية منظر ومستمع ينبي عن البطشة الكبرى وعطف أبي الجيش الجواد
بكرة مدافعة عن دير مران أو مقرى قال ابن سميفع في الطبقة الأولى ذو قربات جابر بن
أرذ بالتحريك وآخره ذال معجمة المقري وأم بكر بن أرذ المقرية روت عن زوجها عوسجة
بن أبي ثوبان وهي أم الهجرس بنت عوسجة وأم الهجرس أم صفوان بن عمرو وقال توفيق بن
محمد النحوي سقى الحيا أربعا تحيا النفوس بها ما بين مقرى إلى باب الفراديس قال
الحافظ الدمشقي راشد بن سعدي المقري ويقال الحراني الحمصي حدث عن ثوبان مولى رسول
الله صلى الله عليه و سلم ومعاوية بن أبي سفيان وأبي أمامة الباهلي ويعلى بن مرة
وعمرو بن العاص وعبد الله بن بشر السلمي المازني وأبي الدرداء والمقدام بن معدي
كرب وغيرهم روى عنه ثور بن يزيد الكلاعي وحريز بن عثمان الرحبي ومعاوية بن صالح
الحضرمي وشهد مع معاوية صفين وذهبت عينه يومئذ قال يحيى بن معين راشد بن سعد ثقة
وشريح بن عبيد بن عريب أبو الصلت وأبو الصواب المقري الحضرمي الحمصي حدث عن معاوية
وفضالة ابن عبيد وأبي ذر الغفاري وأبي زهير ويقال أبي النمير وعقبة بن عامر وعقبة
بن عبد السلام وبشير بن عكرمة وأبي أمامة والحارث بن الحارث والمقدام بن معدي كرب
وأبي الدرداء والعرباض بن سارية وأبي مالك الأشعري وثوبان مولى رسول الله صلى الله
عليه و سلم والمقداد بن الأسود الكندي وعبد الرحمن ابن جبير بن نفير وكثير بن مرة
وأبي راشد وأبي رهيم السماعي وشراحيل بن معشر العبسي ويزيد بن حمير وأبي طيبة
الكلاعي وأبي بحرية وغيرهم سئل محمد بن عوف فقيل له هل سمع شريح بن عبيد من أبي
الدرداء فقال لا فقيل له فهل سمع من أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم
فقال ما أظن ذلك لأنه لا يقول في شيء سمعت وهو ثقة
مقراة بالكسر ثم السكون وهو في اللغة شبه حوض ضخم يقرأ فيه ماء البئر أي يجيء إليه
وجمعها المقاري والمقاري أيضا الجفان التي تقرى فيها الأضياف والمقراة وتوضح في
قول امرىء القيس فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها لما نسجتها من جنوب وشمأل قريتان من
نواحي اليمامة وقال السكري في شرح هذا البيت الدخول فحومل وتوضح والمقراة مواضع ما
بين إمرة وأسود العين
المقرانة حصن باليمن
مقري بضمتين وتشديد الراء بلد بأرض النوبة افتتحه عبد الله بن سعد بن أبي سرح في
سنة 13
مقر بالفتح ثم السكون وهو في اللغة إنقاع السمك الملح في الماء موضع قرب فرات
بادقلا من ناحية البر من جهة الحيرة كانت بها وقعة للمسلمين وأميرهم خالد بن
الوليد في أيام أبي بكر رضي الله عنه فقال عاصم بن عمرو
ألم
ترنا غداة المقر فئنا بأنهار وساكنها جهارا قتلناهم بها ثم انكفأنا إلى الفرات بما
استجارا لقينا من بني الأحرار فيها فوارس ما يريدون الفرارا
المقر بكسر الميم وفتح القاف وتشديد الراء كذا ضبطه الحازمي علم مرتجل لاسم جبل
كاظمة في ديار بني دارم ولو كان من القرار والاستقرار لكان بفتح الميم وقال
العمراني مقر موضع بكاظمة وقيل أكمة مشرفة على كاظمة وفي شعر الراعي مقر وعليه
وأنضاء أنحن إلى سعيد طروقا ثم عجلن ابتكارا على أكوارهن بنو سبيل قليل نومهم إلا
غرارا حمدن مزاره ولقين منه عطاء لم يكن عدة ضمارا فصبحن المقر وهن خوض على روح
تلقين الحمارا وقال المقر موضع بالبصرة على مسيرة ليلتين وهو وسط كاظمة وعليه قبر غالب
أبي الفرزدق كذا ضبطه بفتح الميم والقاف وهذا مشتق قال العمراني والمقر جبل كاظمة
عن السكري بخط ابن أخي الشافعي قاله في شرح قول جرير تبدل يا فرزدق مثل قومي بقومك
إن قدرت على البدال فإن أصبحت تطلب ذاك فانقل شماما والمقر إلى وعال
مقرون من أقاليم الجزيرة الخضراء بالأندلس
مقرة تأنيث المقر بالفتح وتشديد الراء وهو الموضع الذي يستقر فيه كأنه أنث لأنه
بقعة أو أرض موضع
مقرة بالفتح ثم السكون وتخفيف الراء كأنه إن كان عربيا من الاستنقاع تقول مقرت
السمكة في الماء والملح مقرا إذا أنقعتها فيه ومقرة مدينة بالمغرب في بر البربر
قريبة من قلعة بني حماد بينها وبين طبنة ثمانية فراسخ وكان بها مسلحة للسلطان
ضابطة للطريق ينسب إليها عبد الله بن محمد بن الحسن المقري ذكره السلفي في تعاليقه
مقرية حصن من حصون اليمن بيد عبد علي بن عواض
المقس بالفتح ثم السكون وسين مهملة يقال مقسته في الماء مقسا إذا غططته فيه والمقس
كان في القديم يقعد عندها العامل على المكس فقلب وسمي المقس وهو بين يدي القاهرة
على النيل وكان قبل الإسلام يسمى أم دنين وكان فيه حصن ومدينة قبل بناء الفسطاط
وحاصرها عمرو بن العاص وقاتله أهلها قتالا شديدا حتى افتتحها في سنة 02 للهجرة
وأظنه غير قصر الشمع المذكور في بابه وفي بابليون
المقشعر اشتقاقه معلوم بضم أوله وسكون ثانيه وشين معجمة وعين مكسورة وراء مشددة من
جبال القبلية عن الزمخشري عن الشريف علي
مقص قرن جبل مطل على عرفات ذكر في قرن وأنشد ابن الأعرابي لابن عم خداش بن زهير عن
الأصمعي وكائن قد رأيت من أهل دار دعاهم رائد لهم فساروا
فأصبح
عهدهم كمقص قرن فلا عين تحس ولا إثار فإنك لا يضيرك بعد حول أظبي كان خالك أم حمار
فقد لحق الأسافل بالأعالي وعاج اللؤم واختلف النجار وعاد العبد مثل أبي قبيس وسيق
من المعلهجة العشار قال فإن قرنا جبل صعب أملس ليس فيه أثر ولا مقص يقال قرن مقص
للأثر يريد يقص فيه الأثر
المقطعة قال حمزة هو اسم قرية من قرى قم وقاشان وفارسيها أقجوى ويزعمون أن مزدك
الزنديق اشترى بقية هذه القرية بدراهم مقطعة تزلق من ثقب المنخل وتسمى أقجوى
المقطم بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الطاء المهملة وفتحها وميم وهو الجبل المشرف
على القرافة مقبرة فسطاط مصر والقاهرة وهو جبل يمتد من أسوان وبلاد الحبشة على
شاطىء النيل الشرقي حتى يكون منقطعه طرف القاهرة ويسمى في كل موضع باسم وعليه
مساجد وصوامع للنصارى لكنه لا نبت فيه ولا ماء غير عين صغيرة تنز في دير للنصارى
بالصعيد وقد ذكر قوم أنه جبل الزبرحد والله أعلم والذي يتصور عندي أن هذا اسم
أعجمي فإن كان عربيا فهو من القطم وهو العض بأطراف الأسنان والقطم تناول الحشيش
بأدنى الفم فيجوز أن يكون المقطم الذي قطم حشيشه أي أكل لأنه لا نبات فيه أو يكون
من قولهم فحل قطم وهو شدة اغتلامه فشبه بالفحل الأغلم لأنه اغتلم أي هزل فلم يبق
فيه دسم وكذلك هذا الجبل لا ماء فيه ولا مرعى قال الهنائي المقطم مأخوذ من القطم
وهو القطع كأنه لما كان منقطع الشجر والنبات سمي مقطما قلت وهذا شيء لم أكن وقعت
عليه عندما استخرجته وذكرته قبل ثم وقع لي قول الهنائي فقارب ما ذهبت إليه والله
أعلم والحمد لله على التوفيق وإياه أسأل الهداية في جميع ما أعتمده إلى سواء
الطريق وظهر لي بعد وجه آخر حسن وهو أن هذا الجبل كان عظيما طويلا ممتدا وله في كل
موضع اسم يختص به فلما وصل إلى هذا الموضع قطم أي قطع عن الجبال فليس بعده إلا
الفضاء هذا من طريق اللغة وأما أهل السير فقال القضاعي سمي بالمقطم بن مصر ابن
بيصر وكان عبدا صالحا انفرد بعبادة الله تعالى في هذا الجبل فسمي به وليس بصحيح
لأنه لا يعرف لمصر ابن اسمه المقطم وروى عبد الرحمن بن عبد الحكم عن الليث بن سعد
قال سأل المقوقس عمرو بن العاص أن يبيعه سفح المقطم بسبعين ألف دينار فتعجب عمرو
من ذلك وقال أكتب بذلك إلى أمير المؤمنين فكتب بذلك إلى عمر فكتب إليه أن سله لم
أعطاك به ما أعطاك وهي أرض لا تزرع ولا يستنبط فيها ماء ولا ينتفع بها فقال إنا
نجد صفتها في الكتب وأنها غراس الجنة فكتب إلى عمر بذلك فكتب إليه عمر إنا لا نجد
غراس الجنة إلا للمؤمنين فاقبر فيها من مات قبلك من المؤمنين ولا تبعه بشيء فكان
أول من قبر فيها رجل من المعافر يقال له عامر فقيل عمرت فقال المقوقس لعمرو ما على
هذا عاهدتني فقطع لهم الحد الذي بين المقبرة وبينهم يدفن فيه النصارى وقبر في
مقبرة المقطم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم عمرو بن العاص وعبد الله بن
الحارث الزبيدي وعبد الله بن حذافة السهمي وعقبة بن عامر الجهني وقد
روي
عن كعب أنه قال جبل مصر مقدس وليس بمصر غيره وقد ذكره أيمن بن خزيم في قوله يمدح بشر
بن مروان ركبت من المقطم في جمادى إلى بشر بن مروان البريدا ولو أعطاك بشر ألف ألف
رأى حقا عليه أن يزيدا وقال الوزير الكامل أبو القاسم الحسين بن علي المغربي وكان
الحاكم قتل أهله بمصر إذا كنت مشتاقا إلى الطف تائقا إلى كربلا فانظر عراض المقطم
ترى من رجال المغربي عصابة مضرجة الأوساط والصدر بالدم وقال أيضا يرثي أباه وعمه
وأخاه تركت على رغمي كراما أعزة بقلبي وإن كانوا بسفح المقطم أراقوا دماهم ظالمين
وقد دروا وما قتلوا غير العلى والتكرم فكم تركوا محراب آي معطلا وكم تركوا من خيمة
لم تتمم وقال شاعر يرثي إسحاق بن يحيى بن معاذ بن مسلم الجبلي والي مصر من قبل
المتوكل وكان بها في سنة 723 سقى الله ما بين المقطم فالصفا صفا النيل صوب المزن
حين يصوب وما بي أن تسقى البلاد وإنما أحاول أن يسقى هناك حبيب فإن كنت يا إسحاق
غبت فلم تؤب إلينا وسفر الموت ليس يؤوب فلا يبعدنك الله ساكن حفرة بمصر عليها جندل
وجبوب وقد ذكره المتنبي فقال يخاطب كافورا الإخشيدي ولو لم تكن في مصر ما سرت
نحوها بقلب المشوق المستهام المتيم ولا نبحت خيلي كلاب قبائل كأن بها في الليل
حملات ديلم ولا اتبعت آثارها عين قائف فلم تر إلا حافرا فوق منسم وسمنا بها
البيداء حتى تغمرت من النيل واستذرت بظل المقطم
مقلص موضع في شعر أبي دؤاد الإيادي حيث قال أقفر الخب من منازل أسما ء فجنبا مقلص
فظليم وترى بالجواء منها حلولا وبذات القصيم منها رسوم
مقلاص بالكسر ثم السكون وآخره صاد مهملة قرية من قرى جرجان
مقمل بالضم ثم الفتح وكسر الميم وتشديدها ولام مسجد للنبي صلى الله عليه و سلم
بحمى غرز النقيع
مقناص بعد القاف الساكنة نون موضع في بلاد العرب قال أعرابي من طيء متى تريان أبرد
حر قلبي بماء لم تخوضه الإماء من اللائي يصل بها حصاها جرى ماء بهن وزل ماء بأبطح
بين مقناص وإير تنفخ عن شرائعه السماء
مقنا
قرب أيلة صالحهم النبي صلى الله عليه و سلم على ربع عروكهم والعروك حيث يصطاد عليه
وعلى أن يعجل منهم ربع كراعهم وخلفتهم وقال الواقدي صالحهم على عروكهم وربع ثمارهم
وكانوا يهودا
المقنعة بالضم ثم الفتح وتشديد النون يقال قنعه الشيب إذا علاه وقنعه بالسوط إذا
علاه به أيضا وهو ماء لبني عبس وقال الأصمعي الفوارة قرية إلى جنب الظهران وحذاءها
ماء يقال له المقنعة لبني خشرم من بني عبس
مقولة من نواحي صنعاء اليمن
المقياس هو عمود من رخام قائم في وسط بركة على شاطىء النيل بمصر له طريق إلى النيل
يدخل الماء إذا زاد عليه وفي ذلك العمود خطوط معروفة عندهم يعرفون بوصول الماء
إليها مقدار زيادته فأقل ما يكفي أهل مصر لسنتهم أن يزيد أربعة عشر ذراعا فإن زاد
ستة عشر ذراعا زرعوا بحيث يفضل عندهم قوت عام وأكثر ما يزيد ثمانية عشر ذراعا
والذراع أربعة وعشرون إصبعا قال القاضي القضاعي وكان أول من قاس النيل بمصر يوسف
عليه السلام وبنى مقياسه بمنف وهو أول مقياس وضع وقيل إنه كان يقاس بأرض علوة
بالرصاصة قبل ذلك ثم لما صار الأمر إلى دلوكة العجوز التي ذكرتها في حائط العجوز
بنت مقياسا بأنصنا وهو صغير ومقياسا آخر بإخميم وقيل إنهم كانوا يقيسون الماء قبل
ذلك بالرصاصة قال ولم يزل المقياس فيما مضى قبل الفتح بقيسارية الأكسية ومعالمه
هناك باقية إلى أن ابتنى المسلمون بين الحصن والبحر أبنيتهم الباقية إلى الآن ثم
ابتنى عمرو بن العاص عند فتحه مصر مقياسا بأسوان ثم بني في أيام معاوية مقياس
بأنصنا ثم ابتنى عبد العزيز بن مروان مقياسا بحلوان وكانت منزله قال فأما المقياس
القديم الذي بالجزيرة فالذي وضع أساسه أسامة بن زيد التنوخي وهو الذي بنى بيت
المال بمصر في أيام سليمان بن عبد الملك وكان بناؤه المقياس في سنة 79 قال ابن
بكير أدركت المقياس يقيس الماء بمنف ويدخل زيادته كل يوم إلى الفسطاط ثم بنى بها
المتوكل مقاسا في سنة 742 وهو المقياس الكبير المعروف بالجديد وأمر أن يعزل
النصارى عن قياسه فجعل على المقياس أبا الرداد المعلم واسمه عبد الله بن عبد
السلام بن عبد الله بن أبي الرداد وأصله من البصرة ذكره ابن يونس وقال قدم مصر
وحدث بها وجعل على قياس النيل وأجرى عليه سليمان بن وهب صاحب خراج مصر يومئذ سبعة
دنانير في كل شهر فلم يزل المقياس منذ ذلك الوقت في يد أبي الرداد وولده إلى الآن
وتوفي أبو الرداد سنة 266 ثم ركب أحمد بن طولون سنة 952 ومعه أبو أيوب صاحب خراجه
وبكار بن قتيبة قاضيه فنظر إلى المقياس وأمر بإصلاحه وقدر له ألف دينار فعمر وبنى
الخازن في الصناعة مقياسا وأثره باق ولا يعتمد عليه
المقيلة بالفتح ثم الكسر موضع على الفرات قرب الرقة به كان معسكر سيف الدولة بن
حمدان في سنة 553 وعام الفداء الذي جمع فيه الأموال وفدى أسرى المسلمين من الروم
وكان فيهم أبو الفوارس ابن حمدان وغيره من أهله وأبى أن يفديهم ويترك غيرهم من
المسلمين
باب الميم والكاف وما يليهما
مكا بالفتح يقال مكيت يده تمكا مكا شديدا إذا غلظت ومكا جبل لهذيل
مكادة
بفتح أوله وتشديد ثانيه وبعد الألف دال مهملة مدينة بالأندلس من نواحي طليطلة هي
الآن للأفرنج قال ابن بشكوال سعيد بن يمن بن محمد بن عدل بن رضا بن صالح بن عبد
الجبار المرادي من أهل مكادة يكنى أبا عثمان روى عن وهب بن مسرة وعبد الرحمن بن
عيسى وغيرهما وتوفي في ذي القعدة سنة 734 وأخوه محمد بن يمن بن محمد بن عادل رحل
إلى المشرق روى عن الحسن بن رشيق وعمرو بن المؤمل وأبي محمد بن أبي زيد وغيرهم
وكان رجلا صالحا خطيبا بجامع مكادة حدث عنه جماعة ومات بعد سنة 054
المكتب من قرى ذي جبلة باليمن
مكتومة من الكتمان من أسماء زمزم
مكحول من مياه بني عدي بن عبد مناة باليمامة عن ابن أبي حفص
مكران بالضم ثم السكون وراء وآخره نون أعجمية وأكثر ما تجيء في شعر العرب مشددة
الكاف واشتقاقها في العربية أن تكون جمع ماكر مثل فارس وفرسان ويجوز أن تكون مكران
جمع مكر مثل وغد ووغدان وبطن وبطنان قال حمزة قد أضيفت نواح إلى القمر لأن القمر
هو المؤثر في الخصب فكل مدينة ذات خصب أضيفت إليه وذكر عدة مواضع ثم قال وماه
كرمان هو الذي اختصروه فقالوا مكران ومكران اسم لسيف البحر وقد شدد كافه الحكم بن
عمرو التغلبي وكان قد افتتحها في أيام عمر فقال لقد شبع الأرامل غير فخل بفيء
جاءهم من مكران أتاهم بعد مسغبة وجهد وقد صفر الشتاء من الدخان فإني لا يذم الجيش
فعلي ولا سيفي يذم ولا سناني غداة أرفع الأوباش رفعا إلى السند العريضة والمدان
ومهران لنا فيما أردنا مطيع غير مسترخي الهوان وفي كتاب أحمد بن يحيى بن جابر ولى
زياد بن أبي سفيان في أيام معاوية سنان بن سلمة المحبق الهذلي وكان فاضلا متألها
وهو أول من أحلف الجند بطلاق نسائهم أن لا يهربوا فأتى الثغر وفتح مكران عنوة
ومصرها وأقام بها وضبط البلاد وفيه قيل رأيت هذيلا أمعنت في يمينها طلاق نساء ما
تسوق لها مهرا لهان علي حلفة ابن محبق إذا رفعت أعناقها حلقا صفرا وقال ابن الكلبي
كان الذي فتح مكران حكيم بن جبلة العبدي ثم استعمل زياد على الثغر راشد بن عمرو
الجديدي الأزدي فأتى مكران ثم غزا القيقان فظفر ثم غزا السند فقتل وقام بأمر الناس
سنان بن سلمة فولاه زياد ابن أبيه الثغر وقام به سنتين وقال أعشى همدان في مكران
وأنت تسير إلى مكران فقد شحط الورد والمصدر ولم تك من حاجتي مكران ولا الغزو فيها
ولا المتجر وحدثت عنها ولم آتها فما زلت من ذكرها أخبر
بأن
الكثير بها جائع وأن القليل بها معور وهذا نظم قول حكيم بن جبلة العبدي وكان عثمان
بن عفان رضي الله عنه أمر عبد الله بن عامر أن يوجه رجلا إلى ثغر السند يعلم له
علمه فوجه حكيم بن جبلة فلما رجع أوفده إلى عثمان فسأله عن حال البلاد فقال يا
أمير المؤمنين قد عرفتها وخبرتها فقال صفها لي فقال ماؤها وشل وتمرها دقل ولصها
بطل إن قل الجيش فيها ضاعوا وإن كثروا جاعوا فقال عثمان أخابر أم ساجع فقال بل
خابر فلم يغزها أحد في أيامه وأول ما غزيت في أيام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
كما ذكرنا قال أهل السير سميت مكران بمكران بن فارك بن سام بن نوح عليه السلام أخي
كرمان لأنه نزلها واستوطنها لما تبلبلت الألسن في بابل وهي ولاية واسعة تشتمل على
مدن وقرى وهي معدن الفانيذ ومنها ينقل إلى جميع البلدان وأجوده الماسكاني أحد
مدنها وهذه الولاية بين كرمان من غربيها وسجستان شماليها والبحر جنوبيها والهند في
شرقيها قال الإصطخري مكران ناحية واسعة عريضة والغالب عليها المفاوز والضر والقحط
والمتغلب عليها في حدود سنة 043 رجل يعرف بعيسى بن معدان ويسمى بلسانهم مهرا
ومقامه بمدينة كيز وهي مدينة نحو من النصف من ملتان وبها نخل كثير وهي فرضة مكران
فأكبر مدينة بمكران القيربون وبها بيد وقصر فيد ودرك وفهلفهرة كلها صغار وهي جروم
ولها رساتيق تسمى الخروج ومدينتها راسك ورستاق يسمى جربان وبها فانيذ وقصب سكر
ونخيل وعامة الفانيذ الذي يحمل إلى الآفاق منها إلا شيء يسير يحمل من ناحية ماسكان
وطول عمل مكران من التيز إلى قصدار نحو اثنتي عشرة مرحلة وإياها عنى عمرو بن معدي
كرب بقوله قوم هم ضربوا الجبابر إذ بغوا بالمشرفية من بني ساسان حتى استبيح قرى
السواد وفارس والسهل والأجبال من مكران
مكران بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره نون هكذا وجدته في شعر الجميع منقذ بن طريف وهو
موضع في بلاد العرب فقال كأن راعينا يحدو بنا حمرا بين الأبارق من مكران فاللوب
فإن تقري بها عينا وتختفضي فينا وتنتظري كري وتقريبي
مكروثا بفتح أوله وسكون ثانيه وراء مهملة وثاء مثلثة موضع في ديار بني جحاش رهط
الشماخ قال كعب بن زهير صبحنا الحي حي بني جحاش بمكروثاء داهية نآدا
مكز بالزاي مدينة بمكران وبها مقام سلطانها كذا قال الراوي
مكس موضع بأرمينية من ناحية البسفرجان قرب قاليقلا قال البحتري مغلق بابه على جبل
القب ق إلى دارتي خلاط ومكس وفي الفتوح أن حبيب بن مسلمة سار إلى الصينانة فلقيه
صاحب مكس وهي ناحية من نواحي البسفرجان فقاطعه على بلاده
المكسر من أعمال المدينة قال الأحوص أمن عرفات آيات ودور تلوح بذي المكسر كالبدور
مكشحة
بضم أوله وفتح ثانيه وشين معجمة مشددة مفتوحة وحاء مهملة موضع باليمامة قال الحفصي
هو نخل في جزع الوادي قريبا من أشي قال زياد بن منقذ العدوي يا ليت شعري عن جنبي
مكشحة وحيث تبنى من الجناءة الأطم عن الأشاء هل زالت مخارمها وهل تغير من آرامها
إرم
مكمن بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر الميم الثانية ونون اسم الموضع من كمن يكمن قال
أبو عبد الله السكوني المكمن ماء غربي المغيثة والعقبة على سبعة أميال من اليحموم
واليحموم على سبعة أميال من السندية وهو ماء عذب ودارة مكمن في بلاد قيس قال
الراعي بدارة مكمن ساقت إليها رياح السيف آراما وعينا
مكناسة بكسر أوله وسكون ثانيه ونون وبعد الألف سين مهملة مدينة بالمغرب في بلاد
البربر على البر الأعظم بينها وبين مراكش أربع عشرة مرحلة نحو المشرق وهي مدينتان
صغيرتان على ثنية بيضاء بينهما حصن جواد اختط إحداهما يوسف بن تاشفين ملك المغرب
من الملثمين والأخرى قديمة وأكثر شجرها الزيتون ومنها إلى فاس مرحلة واحدة وقال
أبو الإصبع سعد الخير الأندلسي مكناسة حصن بالأندلس من أعمال ماردة قال وبالمغرب
بلدة أخرى مشهورة يقال لها مكناسة الزيتون حصينة مكينة في طريق المار من فاس إلى
سلا على شاطىء البحر فيه مرسى للمراكب ومنها تجلب الحنطة إلى شرق الأندلس
مكنونة بالفتح ثم السكون ونونان بينهما واو ساكنة كأنه من كننت الشيء وأكننته إذا
سترته وصنته وهو من أسماء زمزم
مكة بيت الله الحرام قال بطليموس طولها من جهة المغرب ثمان وسبعون درجة وعرضها
ثلاث وعشرون درجة وقيل إحدى وعشرون تحت نقطة السرطان طالعها الثريا بيت حياتها
الثور وهي في الإقليم الثاني أما اشتقاقها ففيه أقوال قال أبو بكر بن الأنباري
سميت مكة لأنها تمك الجبارين أي تذهب نخوتهم ويقال إنما سميت مكة لازدحام الناس
بها من قولهم قد امتك الفصيل ضرع أمه إذا مصه مصا شديدا وسميت بكة لازدحام الناس
بها قاله أبو عبيدة وأنشد إذا الشريب أخذته أكه فخله حتى يبك بكه ويقال مكة اسم
المدينة وبكة اسم البيت وقال آخرون مكة هي بكة والميم بدل من الباء كما قالوا ما
هذا بضربة لازب ولازم وقال أبو القاسم هذا الذي ذكره أبو بكر في مكة وفيها أقوال
أخر نذكرها لك قال الشرقي بن القطامي إنما سميت مكة لأن العرب في الجاهلية كانت
تقول لا يتم حجنا حتى نأتي مكان الكعبة فنمك فيه أي نصفر صغير المكاء حول الكعبة
وكانوا يصفرون ويصفقون بأيديهم إذا طافوا بها والمكاء بتشديد الكاف طائر يأوي
الرياض قال أعرابي ورد الحضر فرأى مكاء يصيح فحن إلى بلاده فقال ألا أيها المكاء ما
لك ههنا ألاء ولا شيح فأين تبيض فاصعد إلى أرض المكاكي واجتنب قرى الشام لا تصبح
وأنت مريض
والمكاء بتخفيف الكاف والمد الصفير فكأنهم كانوا يحكون صوت المكاء ولو كان الصفير هو الغرض لم يكن مخففا وقال قوم سميت مكة لأنها بين جبلين مرتفعين عليها وهي في هبطة بمنزلة المكوك والمكوك عربي أو معرب قد تكلمت به العرب وجاء في أشعار الفصحاء قال الأعشى والمكاكي والصحاف من الف ضة والضامرات تحت الرحال قال وأما قولهم إنما سميت مكة لازدحام الناس فيها من قولهم قد امتك الفصيل ما في ضرع أمه إذا مصه مصا شديدا فغلط في التأويل لا يشبه مص الفصيل الناقة بازدحام الناس وإنما هما قولان يقال سميت مكة لازدحام الناس فيها ويقال أيضا سميت مكة لأنها عبدت الناس فيها فيأتونها من جميع الأطراف من قولهم أمتك الفصيل أخلاف الناقة إذ جذب جميع ما فيها جذبا شديدا فلم يبق فيها شيئا وهذا قول أهل اللغة وقال آخرون سميت مكة لأنها لا يفجر بها أحد إلا بكت عنقه فكان يصبح وقد التوت عنقه وقال الشرقي روي أن بكة اسم القرية ومكة مغزى بذي طوى لا يراه أحد ممن مر من أهل الشام والعراق واليمن والبصرة وإنما هي أبيان في أسفل ثنية ذي طوى وقال آخرون بكة موضع البيت وما حول البيت مكة قال وهذه خمسة أقوال في مكة غير ما ذكره ابن الأنباري وقال عبيد الله الفقير إليه ووجدت أنا أنها سميت مكة من مك الثدي أي مصه لقلة مائها لأنهم كانوا يمتكون الماء أي يستخرجونه وقيل إنها تمك الذنوب أي تذهب بها كما يمك الفصيل ضرع أمه فلا يبقي فيه شيئا وقيل سميت مكة لأنها تمك من ظلم أي تنقصه وينشد قول بعضهم يا مكة الفاجر مكي مكا ولا تمكي مذحجا وعكا وروي عن مغيرة بن إبراهيم قال بكة موضع البيت وموضع القرية مكة وقيل إنما سميت بكة لأن الأقدام تبك بعضها بعضا وعن يحيى بن أبي أنيسة قال بكة موضع البيت ومكة هو الحرم كله وقال زيد بن أسلم بكة الكعبة والمسجد ومكة ذو طوى وهو بطن الوادي الذي ذكره الله تعالى في سورة الفتح ولها أسماء غير ذلك وهي مكة وبكة والنساسة وأم رحم وأم القرى ومعاد والحاطمة لأنها تحطم من استخف بها وسمي البيت العتيق لأنه عتق من الجبابرة والرأس لأنها مثل رأس الإنسان والحرم وصلاح والبلد الأمين والعرش والقادس لأنها تقدس من الذنوب أي تطهر والمقدسة والناسة والباسة بالباء الموحدة لأنها تبس أي تحطم الملحدين وقيل تخرجهم وكوثى باسم بقعة كانت منزل بني عبد الدار والمذهب في قول بشر بن أبي خازم وما ضم جياد المصلى ومذهب وسماها الله تعالى أم القرى فقال لتنذر أم القرى ومن حولها وسماها الله تعالى البلد الأمين في قوله تعالى والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين وقال تعالى لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد وقال تعالى وليطوفوا بالبيت العتيق وقال تعالى جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس وقال تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام وقال تعالى أيضا على لسان إبراهيم عليه السلام ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي
زرع عند بيتك المحرم الآية ولما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم من مكة وقف على الحزورة قال إني لأعلم أنك أحب البلاد إلي وأنك أحب أرض الله إلى الله ولولا أن المشركين أخرجوني منك ما خرجت وقالت عائشة رضي الله عنها لولا الهجرة لسكنت مكة فإني لم أر السماء بمكان أقرب إلى الأرض منها بمكة ولم يطمئن قلبي ببلد قط ما اطمأن بمكة ولم أر القمر بمكان أحسن منه بمكة وقال ابن أم مكتوم وهو آخذ بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يطوف يا حبذا مكة من وادي أرض بها أهلي وعوادي أرض بها ترسخ أوتادي أرض بها أمشي بلا هادي ولما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة هو وأبو بكر وبلال فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول كل امرىء مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله وكان بلال إذا انقشعت عنه رفع عقيرته وقال ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بفخ وعندي إذخر وجليل وهل أردن يوما مياه مجنة وهل يبدون لي شامة وطفيل اللهم العن الشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا من مكة ووقف رسول الله صلى الله عليه و سلم عام الفتح على جمرة العقبة وقال والله إنك لخير أرض الله وإنك لأحب أرض الله إلي ولو لم أخرج ما خرجت إنها لم تحل لأحد كان قبلي ولا تحل لأحد كان بعدي وما أحلت لي إلا ساعة من نهار ثم هي حرام لا يعضد شجرها ولا يحتش خلالها ولا تلتقط ضالتها إلا لمنشد فقال رجل يا رسول الله إلا الإذخر فإنه لبيوتنا وقبورنا فقال صلى الله عليه و سلم إلا الإذخر وقال صلى الله عليه و سلم من صبر على حر مكة ساعة تباعدت عنه جهنم مسيرة مائة عام وتقربت منه الجنة مائتين عام ووجد على حجر فيها كتاب فيه أنا الله رب بكة الحرام وضعتها يوم وضعت الشمس والقمر وحففتها بسبعة أملاك حنفاء لا تزال أخشابها مبارك لأهلها في الحمإ والماء ومن فضائله أنه من دخله كان آمنا ومن أحدث في غيره من البلدان حدثا ثم لجأ إليه فهو آمن إذا دخله فإذا خرج منه أقيمت عليه الحدود ومن أحدث فيه حدثا أخذ بحدثه وقوله تعالى وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا وقوله لتنذر أم القرى وما حولها دليل على فضلها على سائر البلاد ومن شرفها أنها كانت لقاحا لا تدين لدين الملوك ولم يؤد أهلها إتاوة ولا ملكها ملك قط من سائر البلدان تحج إليها ملوك حمير وكندة وغسان ولخم فيدينون للحمس من قريش ويرون تعظيمهم والاقتداء بآثارهم مفروضا وشرفا عندهم عظيما وكان أهله آمنين يغزون الناس ولا يغزون ويسبون ولا يسبون ولم تسب قرشية قط فتوطأ قهرا ولا يجال عليها السهام وقد ذكر عزهم وفضلهم الشعراء فقال بعضهم أبوا دين الملوك فهم لقاح إذا هيجوا إلى حرب أجابوا وقال الزبرقان بن بدر لرجل من بني عوف كان قد هجا أبا جهل وتناول قريشا
أتدري من هجوت أبا حبيب سليل خضارم سكنوا البطاحا أزاد الركب تذكر أم هشاما وبيت الله والبلد اللقاحا وقال حرب بن أمية ودعا الحضرمي إلى نزول مكة وكان الحضرمي قد حالف بني نفاثة وهم حلفاء حرب بن أمية وأراد الحضرمي أن ينزل خارجا من الحرم وكان يكنى أبا مطر فقال حرب أبا مطر هلم إلى الصلاح فيكفيك الندامى من قريش وتنزل بلدة عزت قديما وتأمن أن يزورك رب جيش فتأمن وسطهم وتعيش فيهم أبا مطر هديت بخير عيش ألا ترى كيف يؤمنه إذا كان بمكة ومما زاد في فضلها وفضل أهلها ومباينتهم العرب أنهم كانوا حلفاء متألفين ومتمسكين بكثير من شريعة إبراهيم عليه السلام ولم يكونوا كالأعراب الأجلاف ولا كمن لا يوقره دين ولا يزينه أدب وكانوا يختنون أولادهم ويحجون البيت ويقيمون المناسك ويكفنون موتاهم ويغتسلون من الجنابة وتبرأوا من الهربذة وتباعدوا في المناكح من البنت وبنت البنت والأخت وبنت الأخت غيره وبعدا من المجوسية ونزل القرآن بتوكيد صنيعهم وحسن اختيارهم وكانوا يتزوجون بالصداق والشهود ويطلقون ثلاثا ولذلك قال عبد الله بن عباس وقد سأله رجل عن طلاق العرب فقال كان الرجل يطلق امرأته تطليقة ثم هو أحق بها فإن طلقها ثنتين فهو أحق بها أيضا فإن طلقها ثلاثا فلا سبيل له إليها ولذلك قال الأعشى أيا جارتي بيني فإنك طالقه كذاك أمور الناس غاد وطارقه وبيني فقد فارقت غير ذميمة وموموقة منا كما أنت وامقه وبيني فإن البين خير من العصا وأن لا تري لي فوق رأسك بارقه ومما زاد في شرفهم أنهم كانوا يتزوجون في أي القبائل شاؤوا ولا شرط عليهم في ذلك ولا يزوجون أحدا حتى يشرطوا عليه بأن يكون متحمسا على دينهم يرون أن ذلك لا يحل لهم ولا يجوز لشرفهم حتى يدين لهم وينتقل إليهم والتحمس التشدد في الدين ورجل أحمس أي شجاع فحمسوا خزاعة ودانت لهم إذ كانت في الحرم وحمسوا كنانة وجديلة قيس وهم فهم وعدوان ابنا عمرو بن قيس بن عيلان وثقيفا لأنهم سكنوا الحرم وعامر بن صعصعة وإن لم يكونوا من ساكني الحرم فإن أمهم قرشية وهي مجد بنت تيم بن مرة وكان من سنة الحمس أن لا يخرجوا أيام الموسم إلى عرفات إنما يقفون بالمزدلفة وكانوا لا يسلأون ولا يأقطون ولا يرتبطون عنزا ولا بقرة ولا يغزلون صوفا ولا وبرا ولا يدخلون بيتا من الشعر والمدر وإنما يكتنون بالقباب الحمر في الأشهر الحرم ثم فرضوا على العرب قاطبة أن يطرحوا أزواد الحل إذا دخلوا الحرم وأن يخلوا ثياب الحل ويستبدلوها بثياب الحرم إما شرى وإما عارية وإما هبة فإن وجدوا ذلك وإلا طافوا بالبيت عرايا وفرضوا على نساء العرب مثل ذلك إلا أن المرأة كانت تطوف في درع مفرج المقاديم والمآخير قالت امرأة وهي تطوف بالبيت اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدا منه فلا أحله
أخثم مثل القعب باد ظله كأن حمى خيبر تمله وكلفوا العرب أن تفيض من مزدلفة وقد كانت تفيض من عرفة أيام كان الملك في جرهم وخزاعة وصدرا من أيام قريش فلولا أنهم أمنع حي من العرب لما أقرتهم العرب على هذا العز والإمارة مع نخوة العرب في إبائها كما أجلى قصي خزاعة وخزاعة جرهما فلم تكن عيشتهم عيشة العرب يهتبدون الهبيد ويأكلون الحشرات وهم الذين هشموا الثريد حتى قال فيهم الشاعر عمرو العلى هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف حتى سمي هاشما وهذا عبد الله بن جدعان التيمي يطعم الرغو والعسل والسمن ولب البر حتى قال فيه أمية بن أبي الصلت له داع بمكة مشمعل وآخر فوق دارته ينادي إلى ردح من الشيزي ملاء لباب البر يلبك بالشهاد وأول من عمل الحريرة سويد بن هرمي ولذلك قال الشاعر لبني مخزوم وعلمتم أكل الحرير وأنتم أعلى عداة الدهر جد صلاب والحريرة أن تنصب القدر بلحم يقطع صغارا على ماء كثير فإذا نضج ذر عليه الدقيق فإن لم يكن لحم فهو عصيدة وقيل غير ذلك وفضائل قريش كثيرة وليس كتابي بصددها ولقد بلغ من تعظيم العرب لمكة أنهم كانوا يحجون البيت ويعتمرون ويطوفون فإذا أرادوا الانصراف أخذ الرجل منهم حجرا من حجارة الحرم فنحته على صورة أصنام البيت فيحفى به في طريقة ويجعله قبلة ويطوفون حوله ويتمسحون به ويصلون له تشبيها له بأصنام البيت وأفضى بهم الأمر بعد طول المدة أنهم كانوا يأخذون الحجر من الحرم فيعبدونه فذلك كان أصل عبادة العرب للحجارة في منازلهم شغفا منهم بأصنام الحرم وقد ذكرت كثيرا من فضائلها في ترجمة الحرم والكعبة فأغنى عن الإعادة وأما رؤساء مكة فقد ذكرناهم في كتابنا المبدأ والمآل وأعيد ذكرهم ههنا لأن هذا الموضع مفتقر إلى ذلك قال أهل الإتقان من أهل السير إن إبراهيم الخليل لما حمل ابنه إسماعيل عليهما السلام إلى مكة كما ذكرنا في باب الكعبة من هذا الكتاب جاءت جرهم وقطوراء وهما قبيلتان من اليمن وهما ابنا عم وهما جرهم بن عامر بن سبأ بن يقطن بن عامر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام وقطوراء فرأيا بلدا ذا ماء وشجر فنزلا ونكح إسماعيل في جرهم فلما توفي ولي البيت بعده نابت بن إسماعيل وهو أكبر ولده ثم ولي بعده مضاض بن عمرو الجرهمي خال ولد إسماعيل ما شاء الله أن يليه ثم تنافست جرهم وقطوراء في الملك وتداعوا للحرب فخرجت جرهم من قعيقعان وهي أعلى مكة وعليهم مضاض بن عمرو وخرجت قطوراء من أجياد وهي أسفل مكة وعليهم السميدع فالتقوا بفاضح واقتتلوا قتالا شديدا فقتل السميدع وانهزمت قطوراء فسمي الموضع فاضحا لأن قطوراء افتضحت فيه وسميت أجياد أجيادا لما كان معهم من جياد الخيل وسميت قعيقعان لقعقعة السلاح ثم تداعوا إلى الصلح واجتمعوا في الشعب وطبخوا القدور فسمي المطابخ قالوا ونشر الله ولد إسماعيل فكثروا وربلوا ثم انتشروا في البلاد لا يناوئون قوما إلا ظهروا عليهم بدينهم ثم إن جرهما
بغوا بمكة فاستحلوا حراما من الحرمة فظلموا من دخلها وأكلوا مال الكعبة وكانت مكة تسمى النساسة لا تقر ظلما ولا بغيا ولا يبغي فيها أحد على أحد إلا أخرجته فكان بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة بن غسان وخزاعة حلولا حول مكة فآذنوهم بالقتال فاقتتلوا فجعل الحارث بن عمرو بن مضاض الأصغر يقول لاهم إن جرهما عبادك الناس طرف وهم تلادك فغلبتهم خزاعة على مكة ونفتهم عنها ففي ذلك يقول عمرو بن الحارث بن عمرو بن مضاض الأصغر كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا أنيس ولم يسمر بمكة سامر ولم يتربع واسطا فجنوبه إلى السر من وادي الأراكة حاضر بلى نحن كنا أهلها فأبادنا صروف الليالي والجدود العواثر وأبدلنا ربي بها دار غربة بها الجوع باد والعدو المحاصر وكنا ولاة البيت من بعد نابت نطوف بباب البيت والخير ظاهر فأخرجنا منها المليك بقدرة كذلك ما بالناس تجري المقادر فصرنا أحاديثا وكنا بغبطة كذلك عضتنا السنون الغوابر وبدلنا كعب بها دار غربة بها الذئب يعوي والعدو المكاثر فسحت دموع العين تجري لبلدة بها حرم أمن وفيها المشاعر ثم وليت خزاعة البيت ثلاثمائة سنة يتوارثون ذلك كابرا عن كابر حتى كان آخرهم حليل بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة وهو خزاعة بن حارثة بن عمرو مزيقياء الخزاعي وقريش إذ ذاك هم صريح ولد إسماعيل حلول وصرم وبيوتات متفرقة حوالي الحرم إلى أن أدرك قصي بن كلاب بن مرة وتزوج حبى بنت حليل بن حبشية وولدت بنيه الأربعة وكثر ولده وعظم شرفه ثم هلك حليل بن حبشية وأوصى إلى ابنه المحترش أن يكون خازنا للبيت وأشرك معه غبشان الملكاني وكان إذا غاب أحجب هذا حتى هلك الملكاني فيقال إن قصيا سقى المحترش الخمر وخدعه حتى اشترى البيت مه بدن خمر وأشهد عليه وأخرجه من البيت وتملك حجابته وصار رب الحكم فيه فقصي أول من أصاب الملك من قريش بعد ولد إسماعيل وذلك في أيام المنذر بن النعمان على الحيرة والملك لبهرام جور في الفرس فجعل قصي مكة أرباعا وبنى بها دار الندوة فلا تزوج امرأة إلا في دار الندوة ولا يعقد لواء ولا يعذر غلام ولا تدرع جارية إلا فيها وسميت الندوة لأنهم كانوا ينتدون فيها للخير والشر فكانت قريش تؤدي الرفادة إلى قصي وهو خرج يخرجونه من أموالهم يترافدون فيه فيصنع طعاما وشرابا للحاج أيام الموسم وكانت قبيلة من جرهم اسمها صوفة بقيت بمكة تلي الإجازة بالناس من عرفة مدة وفيهم يقول الشاعر ولا يريمون في التعريف موقعهم حتى يقال أجيزوا آل صوفانا ثم أخذتها منهم خزاعة وأجازوا مدة ثم غلبهم عليها بنو عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان وصارت إلى رجل منهم يقال له أبو سيارة أحد بني سعد بن وابش ابن زيد بن عدوان وله يقول الراجز
خلوا السبيل عن أبي سياره وعن مواليه بني فزاره حتى يجيز سالما حماره مستقبل الكعبة يدعو جاره وكانت صورة الإجازة أن يتقدمهم أبو سيارة على حماره ثم يخطبهم فيقول اللهم أصلح بين نسائنا وعاد بين رعائنا واجعل المال في سمحائنا وأوفوا بعهدكم وأكرموا جاركم واقروا ضيفكم ثم يقول أشرق ثبير كيما نغير ثم ينفذ ويتبعه الناس فلما قوي أمر قصي أتى أبا سيارة وقومه فمنعه من الإجازة وقاتلهم عليها فهزمهم فصار إلى قصي البيت والرفادة والسقاية والندوة واللواء فلما كبر قصي ورق عظمه جعل الأمر في ذلك كله إلى ابنه عبد الدار لأنه أكبر ولده وهلك قصي وبقيت قريش على ذلك زمانا ثم إن عبد مناف رأى في نفسه وولده من النباهة والفضل ما دلهم على أنهم أحق من عبد الدار بالأمر فأجمعوا على أخذ ما بأيديهم وهموا بالقتال فمشى الأكابر بينهم وتداعوا إلى الصلح على أن يكون لعبد مناف السقاية والرفادة وأن تكون الحجابة واللواء والندوة لبني عبد الدار وتعاقدوا على ذلك حلفا مؤكدا لا ينقضونه ما بل بحر صوفه فأخرجت بنو عبد مناف ومن تابعهم من قريش وهم بنو الحارث بن فهر وأسد بن عبد العزى وزهرة بن كلاب وتيم بن مرة جفنة مملوءة طيبا وغمسوا فيها أيديهم ومسحوا بها الكعبة توكيدا على أنفسهم فسموا المطيبين وأخرجت بنو عبد الدار ومن تابعهم وهم مخزوم بن يقظة وجمح وسهم وعدي بن كعب جفنة مملوءة دما وغمسوا فيها أيديهم ومسحوا بها الكعبة فسموا الأحلاف ولعقة الدم ولم يل الخلافة منهم غير عمر بن الخطاب رضي الله عنه والباقون من المطيبين فلم يزالوا على ذلك حتى جاء الإسلام وقريش على ذلك حتى فتح النبي صلى الله عليه و سلم مكة في سنة ثمان للهجرة فأقر المفتاح في يد عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار وكان النبي صلى الله عليه و سلم أخذ المفاتيح منه عام الفتح فأنزلت إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها فاستدعاه ورد المفاتيح إليه وأقر السقاية في يد العباس فهي في أيديهم إلى الآن وهذا هو كاف من هذا البحث وأما صفتها يعني مكة فهي مدينة في واد والجبال مشرفة عليها من جميع النواحي محيطة حول الكعبة وبناؤها من حجارة سود وبيض ملس وعلوها آجر كثيرة الأجنحة من خشب الساج وهي طبقات لطيفة مبيضة حارة في الصيف إلا أن ليلها طيب وقد رفع الله عن أهلها مؤونة الاستدفاء وأراحهم من كلف الاصطلاء وكل ما نزل عن المسجد الحرام يسمونه المسفلة وما ارتفع عنه يسمونه المعلاة وعرضها سعة الوادي والمسجد في ثلثي البلد إلى المسفلة والكعبة في وسط المسجد وليس بمكة ماء جار ومياهها من السماء وليست لهم آبار يشربون منها وأطيبها بئر زمزم ولا يمكن الإدمان على شربها وليس بجميع مكة شجر مثمر إلا شجر البادية فإذا جزت الحرم فهناك عيون وآبار وحوائط كثيرة وأودية ذات خضر ومزارع ونخيل وأما الحرم فليس به شجرة مثمر إلا نخيل يسيرة متفرقة وأما المسافات فمن الكوفة إلى مكة سبع وعشرون مرحلة وكذلك من البصرة إليها ونقصان يومين ومن دمشق إلى مكة شهر ومن عدن إلى مكة شهر وله طريقان أحدهما على ساحل البحر وهو أبعد والآخر يأخذ على طريق صنعاء وصعدة ونجران والطائف حتى ينتهي إلى مكة ولها طريق آخر على البوادي وتهامة وهو أقرب من الطريقين المذكورين أولا على أنها على أحياء
العرب
في بواديها ومخالفها لا يسلكها إلا الخواص منهم وأما أهل حضرموت ومهرة فإنهم
يقطعون عرض بلادهم حتى يتصلوا بالجادة التي بين عدن ومكة والمسافة بينهم إلى
الأمصار بهذه الجادة من نحو الشهر إلى الخمسين يوما وأما طريق عمان إلى مكة فهو
مثل طريق دمشق صعب السلوك من البوادي والبراري القفر القليلة السكان وإنما طريقهم
في البحر إلى جدة فإن سلكوا على السواحل من مهرة وحضرموت إلى عدن بعد عليهم وقل ما
يسلكونه وكذلك ما بين عمان والبحرين فطريق شاق يصعب سلوكه لتمانع العرب فيما بينهم
فيه
مكيمن تصغير مكمن يقال له مكيمن الجماء في عقيق المدينة وقد رده إلى مكبره سعيد بن
عبد الرحمن بن حسان بن ثابت في قوله عفا مكمن الجماء من أم عامر فسلع عفا منها
فحرة واقم وجاء به عدي بن الرقاع على لفظه فقال أطربت أم رفعت لعينك غدوة بين
المكيمن والزجيج حمول رجلا تراوحها الحداة فحبسها وضح النهار إلى العشي قليل
باب الميم واللام وما يليهما
الملا بالفتح والقصر وهو المتسع من الأرض والبصريون يكتبونه بالألف وغيرهم بالياء
وينشد ألا غنياني وارفعا الصوت بالملا فإن الملا عندي يزيد المدى بعدا وقد ذكر
بعضهم أن الملا موضع بعينه وأنشد قول ذي الرمة وقيل لامرأة تهجو مية ألا حبذا أهل
الملا غير أنه إذا ذكرت مي فلا حبذا هيا على وجه مي مسحة من ملاحة وتحت الثياب
الخزي لو كان باديا وقال ابن السكيت الملا موضع بعينه في قول كثير ورسوم الديار
تعرف منها بالملا بين تغلمين فريم وقال ابن السكيت في فسر قول عدي بن الرقاع نسيتم
مساعينا الصوابح فيكم وما تذكرون الفضل إلا توهما فإن تعدونا الجاهلية إننا لنحدث
في الأقوام بؤسا وأنعما فلا ذاك منا ابن المعدل مرة وعمرو بن هند عام أصعد موسما
يقود إلينا ابني نزار من الملا وأهل العراق ساميا متعظما فلما ظننا أنه نازل بنا
ضربنا ووليناه جمعا عرمرما قال وسمعت الطائي يقول الملا ما بين نقعاء وهي قرية
لبني مالك بن عمرو بن ثمامة بن عمرو بن جندب من ضواحي الرمل متصلة هي والجلد إلى طرف
أجأ وملتقى الرمل والجلد هنالك يقال له الخرانق وضربنا أي جمعنا قال الأصمعي الملا
برث أبيض ليس برمل ولا جلد ليست فيه حجارة ينبت العرفج والبركان والعلقى والقصيص
والقتاد والرمث والصليان والنصي والملا مدافع السبعان والسبعان واد لطيء يجيء بين
الجبلين والأجيفر في أسفل هذا الوادي وأعلاه الملا وأسفله الأجفر وهو لسواءة ونمير
من بني أسد وكانت الأجفر لبني
يربوع
فحلت عليها بنو جذيمة وذلك في أول الإسلام فانتزعتها منهم
ملاح بالكسر جمع ملح من قولهم ماء ملح ولا يقال مالح إلا في لغة ردية موضع قال
الشويعر الكناني واسمه ربيعة بن عثمان فسائل جعفرا وبني أبيها بني البرزي بطخفة
والملاح غداة أتتهم حمر المنايا يسقن الموت بالأجل المتاح وأفلتنا أبو ليلى طفيل
صحيح الجلد من أثر السلاح
ملاص بالصاد المهملة وأوله مكسور قلعة حصينة في سواحل جزيرة صقلية وإياها أراد ابن
قلاقس بقوله كيف الخلاص إلى ملاص وسورها من حيث درت به يدور قريني
ملاظ بالظاء المعجمة موضع في شعر عنترة العبسي حيث قال يا دار عبلة حول بطن ملاظ
فالغيقتين إلى بطون أراظ من حب عبلة إذا رأته بدلها أمسى يلذع قلبه بشواظ
ملاع بوزن قطام ويروى ملاع معرب لا ينصرف فأما الأول فهو اسم الفعل من الملع وهو
سرعة سير الناقة والثاني من الأرض المليع وهي الواسعة لا نبات بها ومن أمثالهم
ذهبت به عقاب ملاع وقال أبو عبيد من أمثالهم في الهلاك طارت به العنقاء وأودت به
عقاب ملاع قال ملاع أرض أضيف إليها العقاب وقيل هو من نعت العقاب وقيل هو اسم موضع
وقيل اسم هضبة وقيل اسم صحراء وقال أبو عبد الله محمد بن زياد الأعرابي الملع
السرعة في العدو ومنه اشتق ملاع قال أبو محمد بن الأعرابي الأسود هذا غلط وإنما هي
ملاع مثل حذام وقطام وهي هضبة عقبانها أخبث العقبان وإياها عنى المسيب بن علس حيث
قال أنت الوفي فما تذم وبعضهم يودي بذمته عقاب ملاع وقال أبو زياد ومن مياه بني
نمير الملاعة ولها هضبة لا نعلم بنجد هضبة أطول منها وهي تذكر وتؤنث فيقال ملاع
وملاعة قال والملاع الجبل والملاعة الماءة التي عنده قال وفيها أمثال من أمثال
العرب يقولون أبصر من عقاب ملاع
ملاق بالضم والتخفيف والقاف اسم نهر
ملالة بالفتح ثم التشديد قرية قرب بجاية على ساحل بحر المغرب
ملبران بالضم ثم السكون ثم باء موحدة مفتوحة وراء وآخره نون قرية من قرى بلخ
الملبط بالكسر ثم السكون وفتح الباء الموحدة وطاء مهملة من لبط فلان بفلان الأرض
إذا صرعه صرعا عنيفا ويوم الملبط من أيام العرب
ملتان بالضم وسكون اللام وتاء مثناة من فوقها وآخره نون وأكثر ما يكتب مولتان
بالواو هي مدينة من نواحي الهند قرب غزنة أهلها مسلمون منذ قديم وقد ذكرنا في
مولتان بأبسط من هذا
ملتذ بالضم ثم السكون وتاء مثناة من فوقها وذال معجمة ذكره الذهيم في كتاب العقيق
وأنشد لعروة بن أذينة فروضة ملتذ فجنبا منيرة فوادي العقيق انساح فيهن وابله
الملتزم
بالضم ثم السكون وتاء فوقها نقطتان مفتوحة ويقال له المدعى والمتعوذ سمي بذلك
لالتزامه الدعاء والتعوذ وهو ما بين الحجر الأسود والباب قال الأزرقي وذرعه أربعة
أذرع وفي الموطإ ما بين الركن والباب الملتزم كذا قال الباجي والمهلبي وهي رواية
ابن وضاح ورواه يحيى ما بين الركن والمقام الملتزم وهو وهم إنما هو الحطيم ما بين
الركن والمقام قال ابن جريج الحطيم ما بين الركن والمقام وزمزم والحجر وقال ابن
حبيب ما بين الركن الأسود إلى باب المقام حيث يتحطم الناس للدعاء وقيل بل كانت
الجاهلية تتحالف هنالك بالأيمان فمن دعا على ظالم أو حلف إثما عجلت عقوبته وقال
أبو زيد فعلى هذا الحطيم الجدار من الكعبة والفضاء الذي بين الباب والمقام وعلى
هذا اتفقت الأقاويل والروايات
ملتوى موضع قال ثعلب في تفسير قول الحطيئة كأن لم تقم أظعان هند بملتوى ولم ترع في
الحي الحلال ثرور
ملجان بفتح أوله وتشديد ثانيه وجيم وآخره نون ناحية بفارس بين أرجان وشيراز ذات
قرى وحصون
ملج بالضم ثم السكون وجيم والملج نوى المقل والملج الجداء الرضع والملج السمر من
الناس وملج ناحية من نواحي الأحساء بين الستار والقاعة عن ابن موسى قال الحفصي ملج
واد لبني مالك بن سعد
ملجكان بالضم ثم السكون وفتح الجيم وآخره نون قرية من قرى مرو
ملحاء بالفتح والحاء مهملة تأنيث الأملح وهو الذي فيه بياض وسواد واد من أعظم
أودية اليمامة ومدفع الملحاء موضع أظنه غيره وقال الحفصي الملحاء من قرى الخرج واد
باليمامة
ملحان بالكسر ثم السكون وحاء مهملة وآخره نون وشيبان وملحان في كلام العرب اسم
لكانون كأنهم يريدون بياض الأرض حتى تصير كالملح والشيب وهو مخلاف باليمن
وملحان أيضا جبل في ديار بني سليم بالحجاز
وملحا صعائد موضع في شعر مزاحم العقيلي حيث قال وسارا من الملحين قصد صعائد وتثليث
سيرا يمتطي فقر البزل فما قصرا في السير حتى تناولا بني أسد في دارهم وبني عجل
يقودون جردا من بنات مخالس وأعوج تفضي بالأجلة والرسل وقال ابن الحائك ملحان بن
عوف بن مالك بن يزيد بن سدد بن حمير وإليه ينسب جبل ملحان المطل على تهامة والمهجم
واسم الجبل ريشان فيما أحسب
ملحتان بالكسر والسكون تثنية ملحة من أودية القبيلة عن جار الله عن علي
ملح بالتحريك وهو داء وعيب في رجل الدابة موضع من ديار بني جعدة باليمامة وقيل
قرية بمسكن وقيل بسواد الكوفة موضع يقال له ملح وإياه عنى أبو الغنائم بن الطيب
المدائني شاعر عصري فيما أحسب حننت وأين من ملح الحنين لقد كذبتك يا ناق الظنون
وشاقك بالغوير وميض برق يلوح كما جلا السيف القيون
فأنت
تلفتين له شمالا ودون هواك من ملح يمين فهلا كان وجدك مثل وجدي وما منا به إلا
ضنين وعندي ما علائقه غرام له في كل جارحة دفين قسقى الدار من ملح ملث تحصحص في
أسرته الحصون إلى أن تكتسي زهرا قشيبا معالمها وتعتم الحزون فكم أهدت لنا خلسات
عيش وكم قضيت لنا فيها ديون وقال السكري ملح ماء لبني العدوية ذكر ذلك في شرح قول
جرير يا أيها الراكب المزجي مطيته بلغ تحيتنا لقيت حملانا تهدي السلام لأهل الغور
من ملح هيهات من ملح بالغور مهدانا أحبب إلي بذاك الجزع منزلة بالطلح طلحا
وبالأعطان أعطانا
ملح بكسر أوله بلفظ الملح الذي يصلح به الطعام موضع بخراسان
وقصر الملح على فراسخ يسيرة من خوار الري والعجم يسمونه ده نمك أي قرية الملح
وذات الملح موضع آخر قال زيد الخيل الطائي ولو كانت تكلم أرض قيس لأضحت تشتكي لبني
كلاب ويوم الملح يوم بني سليم جددناهم بأظفار وناب وقد علمت بنو عبس وبدر ومرة
أنني مر عقابي وقال الأخطل بمرتجز داني الرباب كأنه على ذات ملح مقسم لا يريمها
ملحة بالضم وهو في اللغة البركة والشيء المليح
ملحوب بالفتح ثم السكون وحاء مهملة وواو ساكنة وباء وطريق ملحوب أي واضح وسهل وهو
اسم موضع قال الكلبي عن الشرقي سمي ملحوب ومليحيب بابني تريم بن مهيع بن عردم بن
طسم
وملحوب اسم ماء لبني أسد بن خزيمة
ومليحيب علم على تل وقال الحفصي ملحوب ومليحب قريتان لبني عبد الله بن الدئل بن
حنيفة باليمامة وقال عبيد أقفر من أهله ملحوب فالقطبيات فالذنوب وقال لبيد بن
ربيعة وصاحب ملحوب فجعنا بموته وعند الرداع بيت آخر كوثر وصاحب ملحوب هو عوف بن
الأحوص بن جعفر بن كلاب مات بملحوب والرداع موضع مات فيه شريح بن الأحوص بن جعفر
بن كلاب وقال عامر بن عمرو الحصني ثم المكاري بسهلة دار غيرتها الأعاصر تراوحها
والعاديات البواتر قطار وأرواح فأضحت كأنها صحائف يتلوها بملحوب وابر وأقفرت
العبلاء والرس منهم وأوحش منهم يثقب فقراقر
ملزق
بالفتح والزاي والقاف والأكثر على كسر الميم موضع كان فيه يوم من أيامهم قال سلامة
بن جندل ونحن قتلنا من أتانا بملزق وقال الفرزدق ونحن تركنا عامرا يوم ملزق فباتت
على قبل البيوت هجومها ونجى طفيلا من علالة قرزل قوائم يحمي لحمه مستقيمها وقال
أوس بن مغراء السعدي ونحن بملزق يوما أبرنا فوارس عامر لما لقونا
ملشون من قرى بسكرة من ناحية إفريقية القصوى ينسب إليها أبو عبد الملك الملشوني
وابنه إسحاق عالمان يحمل عنهما العلم سمع أبا عبد الله بن ميمون ومقاتل وغيرهما
ذكرهما أبو العرب في تاريخ إفريقية قال حدثني أحمد بن يزيد عن إسحاق عن أبيه عن
مقاتل وعن غيره وحديثه يدل على ضعفه
ملطاط بالكسر ثم السكون وتكرير الطاء المهملة قال الليث الملطاط حرف من الجبل في
أعلاه والملطاط طريق على ساحل البحر وقال ابن دريد ملطاط الرأس جملته وقال ابن
النجار في كتاب الكوفة وكان يقال لظهر الكوفة اللسان وما ولي الفرات منه الملطاط
وأنشد لعدي بن زيد هيج الداء في فؤادك حور ناعمات بجانب الملطاط آنسات الحديث في
غير فحش رافعات جوانب الفسطاط ثانيات قطائف الخز والدي باج فوق الخدور والأنماط
موقرات من اللحوم وفيها لطف في البنان والأوساط شد ما ساءنا حداة تولوا حين حثوا
نعالها بالسياط فرق الله بينهم من حداة واستفادوا حمى مكان النشاط مثل ما هيجوا
فؤادي فأمسى هائما بعد نعمة واغتباط وقال عاصم بن عمرو في أيام خالد بن الوليد لما
فتح السواد وملك الحيرة جلبنا الخيل والإبل المهارى إلى الأعراض أعراض السواد ولم
تر مثلنا كرما ومجدا ولم تر مثلنا شنخاب هاد شحنا جانب الملطاط منا بجميع لا يزول
عن البعاد لزمنا جانب الملطاط حتى رأينا الزرع يقمع بالحصاد لنأتي معشرا ألبوا
علينا إلى الأنبار أنبار العباد
ملطمة بالكسر ماءه لبني عبس ولا أبعد أن تكون التي لطم عندها داحس في السباق
ملطية بفتح أوله وثانيه وسكون الطاء وتخفيف الياء والعامة تقوله بتشديد الياء وكسر
الطاء هي من بناء الإسكندر وجامعها من بناء الصحابة بلدة من بلاد الروم مشهورة
مذكورة تتاخم الشام وهي للمسلمين قال خليفة بن خياط في سنة 140 وجه
أبو
جعفر المنصور عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس
لبناء ملطية فأقام عليها سنة حتى بناها وأسكنها الناس وغزا الصائفة ذكرها المتنبي
فقال ملطية أم للبنين ثكول وقال أبو فراس وألهبن لهبي عرقة وملطية وعاد إلى موزار
منهن زائر قال بطليموس مدينة ملطية طولها إحدى وتسعون درجة وخمس دقائق وعرضها تسع
وثلاثون درجة وست دقائق في الإقليم الخامس طالعها سعد الذابح بيت حياتها ثماني
عشرة درجة من الدلو تحت طالعها سبع عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي
بيت ملكها مثلها من الحمل وقال صاحب الزيج طولها إحدى وستون درجة وعرضها تسع
وثلاثون درجة وقال أبو غالب همام بن الفضل بن مهذب المعري في تاريخه سنة 223 فيها
فتحت ملطية الوقعة الأولى فتحها الدمستق وهدم سورها وقصورها وقيل فيها أشعار كثيرة
منها قول بعضهم فلأبكين على ملطية كلما أبصرت سيفا أو سمعت صهيلا هدم الدمستق
سورها وقصورها فسمعت فيها للنساء عويلا والعلج يسحبها وتلطم كفه متوردا يقق البياض
جميلا قالوا الصليب بها بأمر ثابت قد أظهروا الصلبان والإنجيلا وينسب إلى ملطية من
الرواة محمد بن علي بن أحمد بن أبي فروة أبو الحسين الملطي المقرىء روى عن محمد بن
شمرل وابن مخلد الفارسي وأبي بكر وهب بن عبد الله الحاج وعبيد الله بن عبد الرحمن
بن الحسين الصابوني وأبي عبد الله الحسين بن علي بن العباس الشطبي والمظفر بن محمد
بن بشران الرقي وإبراهيم بن حفص العسكري وأبي النهي ميمون بن أحمد المغربي روى عنه
تمام بن محمد وأبو الحسن علي بن الحسن الربعي وعلي بن محمد الحنائي وأبو نصر بن
الجبان وإبراهيم بن الخضر الصائغ توفي سنة 404 وسليمان بن أحمد ابن يحيى بن سليمان
بن أبي صلابة أبو أيوب الملطي الحافظ حدث عن أحمد بن القاسم بن علي بن مصعب النخعي
الكوفي والحسن بن علي بن شبيب المعمري وأبي قضاعة ربيعة بن محمد الطائي روى عنه
السيد أبو الحسن محمد بن علي بن الحسين العلوي الهمذاني وأبو الفضل نصر بن محمد بن
أحمد الطوسي وأبو بكر محمد بن إبراهيم المقري قدم دمشق وحدث بها وروى عنه أبو
الحسين محمد بن عبد الله الرازي وابنه تمام
ملفون بالفتح ثم السكون والفاء وآخره نون مدينة بالمغرب عن العمراني
ملقاباذ بالضم ثم السكون والقاف وآخره ذال معجمة محلة بأصبهان وقيل بنيسابور ينسب
إليها أبو علي الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد البحتري الملقاباذي النيسابوري من
بين العدالة والتزكية سمع أبا الحسن أحمد بن محمد بن إسماعيل الشجاعي وأبا سعد
محمد بن المظهر بن يحيى العدل البحتري وغيرهما ذكره أبو سعد في التحبير وكانت
ولادته في سنة 074 ومات في شوال سنة 155 وعبد الله بن مسعود بن محمد بن منصور
الملقاباذي أبو سعيد النسوي العثماني حفيد عميد خراسان كان قد انقطع إلى العبادة
سمع
أبا بكر أحمد بن على الشيرازي وأبا المظفر موسى بن عمران الأنصاري سمع منه أبو سعد
وأبو القاسم وكانت ولادته سنة 462 بنيسابور وتوفي في سنة 045 أو 145
ملقس بالفتح وتشديد ثانيه وفتحه وقاف وآخره سين مهملة قرية على غربي النيل من
ناحية الصعيد
ملقونية بفتح أوله وثانيه وقاف وواو ساكنة ونون مكسورة وياء تحتها نقطتان خفيفة
بلد من بلاد الروم قريب من قونية تفسيره مقطع الرحى لأن من جبلها يقطع رحى تلك
البلاد
ملكان بلفظ تثنية الملك واحد الملائكة جبل بالطائف وقيل ملكان بكسر اللام واد
لهذيل على ليلة من مكة وأسفله لكنانة وحكى الأسود عن أبي الندى أن ملكان جبل في
بلاد طيء وكان يقال له ملكان الروم لأن الروم كانت تسكنه في الجاهلية وأنشد لبعضهم
أبى ملكان الروم أن يشكروا لنا ويوم بنعف القفر لم يتصرم وقال عامر بن جوين الطائي
أأظعان هند تلكم المتحمله لتحزنني أم خلتي المتدلله فما بيضة بات الظليم يحفها
ويفرشها زفا من الريش مخمله ويجعلها بين الجناح وزفه إلى جو جوجان بميثاء حومله
بأحسن منها يوم قالت ألا ترى تبدل خليلا إنني متبدله ألم تركم بالجزع من ملكاننا
وما بالصعيد من هجان مؤبله فلم أر مثلينا جباية واحد ونهنهت نفسي بعدما كدت أفعله
الجباية الغنيمة
ملك بالكسر ثم السكون والكاف واد بمكة ولد فيه ملكان بن عدي بن عبد مناة بن أد
فسمي باسم الوادي وقيل هو واد باليمامة بين قرقرى ومهب الجنوب أكثر أهله بنو جشم
من ولد الحارث بن لؤي بن غالب حلفاء بني زهران ومن ورائه وادي نساح
ملكوم اسم المفعول قال السهيلي ملكوم مقلوب والأصل ممكول من مكلت البئر إذا
استخرجت ماءها والمكلة ماء الركية وقد قالوا بئر عميقة ومعيقة فلا يبعد أن يكون
هذا اللفظ كذلك يقال فيه ممكول وملكوم في اللغة من لكمه إذا لكزه في صدره اسم ماء
بمكة قال بعضهم سقى الله أمواها عرفت مكانها جرابا وملكوما وبذر والغمرا
ملل بالتحريك ولامين بلفظ الملل من الملال وهو اسم موضع في طريق مكة بين الحرمين
قال ابن السكيت في قول كثير سقيا لعزة خلة سقيا لها إذ نحن بالهضبات من أملال قال
أراد ملل وهو منزل على طريق المدينة إلى مكة على ثمانية وعشرين ميلا من المدينة
وملل واد ينحدر من ورقان جبل مزينة حتى يصب في الفرش فرش سويقة وهو متبدأ ملك بني
الحسن بن علي بن أبي طالب وبني جعفر بن أبي طالب ثم ينحدر من الفرش حتى يصب في إضم
وإضم واد يسيل حتى يفرغ في البحر فأعلى إضم القناة التي تمر دوين المدينة قال ابن
الكلبي لما صدر تبع عن المدينة
يريد
مكة بعد قتال أهلها نزل ملل وقد أعيا ومل فسماها ملل وقيل لكثير لم سمي ملل مللا
فقال مل المقام وقيل فالروحاء قال لانفراجها وروحها قيل فالسقيا قال لأنهم سقوا
بها عذبا قيل فالأبواء قال تبوأوا بها المنزل قيل فالجحفة قال جحفهم بها السيل قيل
فالعرج قال يعرج بها الطريق قيل فقديد ففكر ساعة ثم قال ذهب به سيلة قدا وقيل أما
سمي ملل لأن الماشي إليه من المدينة لا يبلغه إلا بعد جهد وملل قال أبو حنيفة
الدينوري الملل مكان مستو ينبت العرفط والسيال والسمر يكون نحوا من ميل أو فرسخ
وإذا أنبت العرفط وحده فهو وهط كما يقال وإذا أنبت الطلح وحده فهو غول وجمعه غيلان
وإذا أنبت النصي والصليان وكان نحوا من ميلين قيل لمعة وبين ملل والمدينة ليلتان
وفي أخبار نصيب كانت بملل امرأة ينزل بها الناس فنزل بها أبو عبيدة بن عبد الله بن
زمعة فقال نصيب ألا حي قبل البين أم حبيب وإن لم تكن منا غدا بقريب لئن لم يكن
حبيك حبا صدقته فما أحد عندي إذا بحبيب تهام أصابت قلبه مللية غريب الهوى يا ويح
كل غريب وقرأت في كتاب النوادر الممتعة لابن جني أخبرني أبو الفتوح علي بن الحسين
الكاتب يعني الأصبهاني عن أبي دلف هاشم بن محمد الخزاعي رفعه إلى رجل من أهل
العراق أنه نزل مللا فسأله عنه فخبر باسمه فقال قبح الله الذي يقول على ملل يا لهف
نفسي على ملل أي شيء كان يتشوق من هذه وإنما هي حرة سوداء قال فقالت له صبية تلفظ
النوى بأبي أنت وأمي إنه كان والله له بها شجن ليس لك
ملمار بالفتح وميمين وآخره راء من إقليم أكشونية بالأندلس
ملنجة بالكسر ثم الفتح ونون ساكنة وجيم محلة بأصبهان ينسب إليها أحمد بن محمد بن
الحسن ابن البرد الملنجي أبو عبد الله المقرىء الأصبهاني حدث عن أبي بكر عبد الله
بن محمد القيار وأبي الشيخ الحافظ سمع منه جماعة منهم أبو بكر الخطيب وتوفي سنة
734 ومحمد بن محمد بن أبي القاسم المؤذن أبو عبد الله الملنجي سمع أبا الفضائل بن
أبي الرجاء الضبابي وأبا القاسم إسماعيل بن علي الحمامي وأبا طاهر المعروف بهاجر
وغيرهم وقدم بغداد حاجا وحدث بها في سنة 885 فسمع منه محمد بن المبارك وغيره بدمشق
وعاد إلى بلده ومات في سنة 621
الملوحة بالفتح ثم تشديد اللام وضمها وحاء مهملة قرية كبيرة من قرى حلب
ملود بالفتح ثم الضم وسكون الواو من قرى أوزجند من نواحي تركستان بما وراء النهر
ملوندة بضم أوله وثانيه وسكون الواو والنون ودال مهملة حصن من حصون سرقسطة
بالأندلس
ملوية اسم عقبة قرب نهاوند سميت بذلك لأن المسلمين وجدوا طريقها يدور بصخرة فسموها
بذلك
ملهم بالفتح ثم السكون وفتح الهاء قالوا الملهم في اللغة الكثير الأكل قال أبو
منصور ملهم وقران قريتان من قرى اليمامة معروفتان وقال السكوني هما لبني نمير على
ليلة من مرة وقال غيره ملهم قرية باليمامة لبني يشكر وأخلاط
من
بني بكر وهي موصوفة بكثرة النخل ويوم ملهم من أيامهم قال جرير كأن حمول الحي زلن
بيانع من الوارد البطحاء من نخل ملهما وقال أيضا أتبعتهم مقلة إنسانها غرق هل يا
ترى تارك للعين إنسانا كأن أحداجهم تحدى مقفية نخل بملهم أو نخل بقرانا يا أم
عثمان ما تلقى رواحلنا لو قست مصبحنا من حيث ممسانا وقال داود بن متمم بن نويرة في
يوم كان لهم على ملهم ويوم أبي حر بملهم لم يكن ليقطع حتى يدرك الذحل ثائره لدى
جدول النيرين حتى تفجرت عليه نحور القوم واحمر حائره
الملة العليا والملة السفلى قريتان من قرى ذمار باليمن
مليانة بالكسر ثم السكون وياء تحتها نقطتان خفيفة وبعد الألف نون مدينة في آخر
إفريقية بينها وبين تنس أربعة أيام وهي مدينة رومية قديمة فيها آبار وأنهار تطحن
عليها الرحى جددها زيري بن مناد وأسكنها بلكين
مليبار إقليم كبير عظيم يشتمل على مدن كثيرة منها فاكنور ومنجرور ودهسل يجلب منها
الفلفل إلى جميع الدنيا وهي في وسط بلاد الهند يتصل عمله بأعمال مولتان ووجدت في
تاريخ دمشق عبد الله بن عبد الرحمن المليباري المعروف بالسندي حدث بعذنون مدينة من
أعمال صيداء على ساحل دمشق عن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد الخشاب الشيرازي روى عنه
أبو عبد الله الصوري
مليج بالفتح ثم الكسر وياء تحتها نقطتان ساكنة وجيم قرية بريف مصر قرب المحلة منها
أبو القاسم عمران بن موسى بن حميد يعرف بابن الطيب المليجي روى عن يحيى بن عبد
الله بن بكير وعمرو بن خالد ومهدي بن جعفر روى عنه أبو سعيد بن يونس وأبو بكر
النقاش المقري البغدادي وذكر ابن يونس أنه مات بمصر في سنة 572 ومنها أيضا عبد
السلام بن وهيب المليجي كان من قضاة مصر وكان عارفا باختلاف الفقهاء متكلما
مليح بالفتح ثم الكسر بلفظ ضد القبيح ماء باليمامة لبني التيم عن أبي حفصة
ومليح أيضا قرية من قرى هراة منها أبو عمر عبد الواحد بن أحمد بن أبي القاسم
الملمحي الهروي حدث عن أبي منصور محمد بن محمد بن سمعان النيسابوري والخفاف
والمخلدي وأبي عمرو أحمد بن أبي الفراتي وأبي زكرياء يحيى بن إسماعيل الحيري
وغيرهم أخبرني عنه الإمام الحسين بن مسعود البغوي الفراء
مليح تصغير الملح واد بالطائف مر به النبي صلى الله عليه و سلم عند انصرافه من
حنين إلى الطائف ذكره أبو ذؤيب في قوله كأن ارتجاز الخثعميات وسطهم نوائح يشفعن
البكا بالأرامل غداة المليح يوم نحن كأننا غواشي مضر تحت ريح ووابل
مليحة تصغير ملحة اسم جبل في غربي سلمى أحد جبلي طيء وبه آبار كثيرة وملح وقيل
مليحة
موضع في بلاد تميم قال مرة بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان يا صاحبي ترحلا وتقربا
فلقد أنى لمسافر أن يطربا طال الثواء فقربا لي بازلا وجناء تقطع بالرداف السبسبا
أكلت شعير السيلحين وعضة فتحلبت لي بالنجاء تحلبا فكأنها بلوى مليحة خاضب شقاء
نقنقة تباري غيهبا وكان بمليحة يوم بين بني يربوع وبسطام بن قيس الشيباني فقال
عميرة بن طارق اليربوعي حلفت فلم تأثم يميني لأثأرن عديا ونعمان بن فيل وأيهما
وغلمتنا الساعين يوم مليحة وحومل في الرمضاء يوما مجرما
مليحيب علم على تل ذكر في ملحوب خبره
مليص موضع في ديار بكر بلفظ التصغير ذكره ابن حبيب عن ابن الأعرابي وأنشد حضرن روض
مليص واتبعن به أنف الربيع حمى من كل مغتشم
مليع بالفتح ثم الكسر هو الفضاء الواسع قال العمراني اسم طريق
المليل موضع في قول الجميح بن الطماح الأسدي يخاطب عامر بن الطفيل أعامر إنا لو
نشاء لغرتم كما غار من شمس النهار نجومها إلى أيما الحيين تركوا فإنكم ثقال الرحى
من تحتها لا يريمها وإن بأطراف المليل لنسوة ذلولا بأرداف ثقال رسيمها تركوا أي
تعزوا وتنسبوا ورسيمها رهزها
مليلة بالفتح ثم الكسر وياء تحتها نقطتان ولام أخرى مدينة بالمغرب قريبة من سبتة
على ساحل البحر
باب الميم والميم وما يليهما
الممالح في ديار كلب فيها روضة ذكر شاهدها في الرياض
ممدوداباذ قرية كبيرة قرب الزاب الأعلى بين إربل والموصل وهي من أعمال إربل
الممدور مفعول من المدر وهو حجارة من الطين موضع في ديار غطفان قال ابن ميادة
الرماح ألا حييا رسما بذي العش دارسا وربعا بذي الممدور مستعجما قفرا فأعجب دار
دارها غير أنني إذا ما أتيت الدار ترجعني صفرا عشية أثني بالرداء على الحشا كأن
الحشا من دونها أسعرت جمرا فبهرا لقومي إذ يبيعون مهجتي بجارية بهرا لهم بعدها
بهرا يدعو عليهم أن ينزل بهم ما يبهرهم كما يقال جدا وعقرا
ممروخ كأنه مفعول من المرخ الشجر الذي يضرب المثل بناره موضع ببلاد مزينة يضاف
إليه ذو قال معن بن أوس المزني وردت طريق الجفر ثم أضلها هواه وقالوا بطن ذي البئر
أيسر
وأصبح
سعد حيث أمست كأنه برابغة الممروخ زق مقير فما نومت حتى ارتمى بثقالها من الليل
قصوى لابة والمكسر
ممسى بالفتح ثم السكون والسين مهملة مقصور قرية بالمغرب
ممطير مدينة بطبرستان قال محمد بن أحمد الهمذاني مدينة طبرستان آمل وهي أكبر مدنها
ثم ممطير وبينهما ستة فراسخ من السهل وبها مسجد ومنبر وبين ممطير وآمل رساتيق وقرى
وعمارات كثيرة
الممنع بفتح النون وتشديدها موضع في شعر الحطيئة
الممهمى بكسر الميم الأولى وسكون الثانية وفتح الهاء والمهي ترقيق الشفرة والمها
بقر الوحش والمهي إرخاء الحبل ونحوه فيصح أن يكون مفعلا من هذا كله وهو ماء لبني
عبس قال الأصمعي من مياه بني عميلة بن طريف بن سعد الممهى وهي في جوف جبل يقال له
سواج وهو الذي يقول فيه الراجز يا ليتها قد جاوزت سواجا وانفرج الوادي بها انفراجا
وسواج من أخيلة الحمى
باب الميم والنون وما يليهما
منى بالكسر والتنوين في درج الوادي الذي ينزله الحاج ويرمي فيه الجمار من الحرم
سمي بذلك لما يمنى به من الدماء أي يراق قال الله تعالى من مني يمنى وقيل لأن آدم
عليه السلام تمنى فيها الجنة قيل منى من مهبط العقبة إلى محسر وموقف المزدلفة من
محسر إلى أنصاب الحرم وموقف عرفة في الحل لا في الحرم وهو مذكر مصروف وقد امتنى
القوم إذا أتوا منى عن يونس وقال ابن الأعرابي أمنى القوم ومنى الله الشيء قدره
وبه سمي منى وقال ابن شميل سمي منى لأن الكبش مني به أي ذبح وقال ابن عيينة أخذ من
المنايا وهي بليدة على فرسخ من مكة طولها ميلان تعمر أيام الموسم وتخلو بقية السنة
إلا ممن يحفظها وقل أن يكون في الإسلام بلد مذكور إلا ولأهله بمنى مضرب وعلى رأس
منى من نحو مكة عقبة ترمى عليها الجمرة يوم النحر ومنى شعبان بينهما أزقة والمسجد
في الشارع الأيمن ومسجد الكبش بقرب العقبة وبها مصانع وآبار وخانات وحوانيت وهي
بين جبلين مطلين عليها وكان أبو الحسن الكرخي يحتج بجواز الجمعة بها لأنها ومكة
كمصر واحد فلما حج أبو بكر الجصاص ورأى بعد ما بينهما استضعف هذه العلة وقال هذه
مصر من أمصار المسلمين تعمر وقتا وتخلو وقتا وخلوها لا يخرجها عن حد الأمصار وعلى
هذه العلة يعتمد القاضي أبو الحسن القزويني قال البشاري وسألني يوما كم يسكنها وسط
السنة من الناس قلت عشرون إلى ثلاثين رجلا قلما تجد فيه مضربا إلا وفيه امرأة
تحفظه فقال صدق أبو بكر وأصاب فيما علل قال فلما لقيت الفقيه أبا حامد البغوي
بنيسابور حكيت له ذلك فقال العلة ما نص به الشيخ أبو الحسن ألا ترى إلى قول الله
عز و جل ثم محلها إلى البيت العتيق وقال تعالى هديا بالغ الكعبة وإنما يقع النحر
بمنى وقد ذكر منى الشعراء فقال بعضهم ولما قضينا من منى كل حاجة ومسح بالأركان من
هو ماسح
أخذنا
بأطراف الأحاديث بيننا وسالت بأعناق المطي الأباطح وقال العرجي نلبث حولا كله
كاملا لا نلتقي إلا على منهج الحج إن حجت وماذا منى وأهله إن هي لم تحجج وقال
الأصمعي وهو يذكر الجبال التي حول حمى ضرية فقال ومنى جبل وأنشد أتبعتم مقلة
إنسانها غرق كالفص في رقرق بالدمع مغمور حتى تواروا بشعف والجمال بهم عن هضب غول
وعن جنبي منى زور
منابض موضع بنواحي الحيرة قال المسيب بن علس وقيل المتلمس ألك السدير وبارق ومنابض
ولك الخورنق والقصر من سنداد ذي الشرفات والنخل المنبق والثعلبية كلها والبدر من
عان ومطلق
مناذر بالفتح والذال معجمة مكسورة وإن كان عربيا فهو جمع منذر وهو من أنذرته
بالأمر أي أعلمته به وقد روي بالضم فيكون من المفاعلة كأن كل واحد ينذر الآخر
والأصح أنه أعجمي قال الأزهري مناذر بالفتح اسم قرية واسم رجل وهو محمد بن مناذر
الشاعر وذكر الغوري في اسم الرجل الفتح والضم وفي اسم البلد الفتح لا غير وهما
بلدتان بنواحي خوزستان مناذر الكبرى ومناذر الصغرى أول من كوره وحفر نهره أردشير
بن بهمن الأكبر بن اسفنديار بن كشتاسب ومما يؤكد الفتح ما ذكره المبرد أن محمد بن مناذر
الشاعر كان إذا قيل ابن مناذر بفتح الميم يغضب ويقول أمناذر الكبرى أم مناذر
الصغرى وهي كورتان من كور الأهواز إنما هو مناذر على وزن مفاعل من ناذر يناذر فهو
مناذر مثل ضارب فهو مضارب والمناذر ذكر في الفتوح وأخبار الخوارج قال أهل السير
ووجه عتبة بن غزوان حين مصر البصرة في سنة 81 سلمى بن القين وحرملة بن مريطة كانا
من المهاجرين مع النبي صلى الله عليه و سلم وهما من بلعدوية من بني حنظلة ونزلا
على حدود ميسان ودستميسان حتى فتحا مناذر وتيري في قصة طويلة وقال الحصين بن نيار
الحنظلي ألا هل أتاها أن أهل مناذر شفوا غللا لو كان للناس زاجر أصابوا لنا فوق
الدلوث بفيلق له زجل ترتد منه البصائر قتلناهم ما بين نخل مخطط وشاطي دجيل حيث
تخفى السرائر وكانت لهم فيما هناك مقامة إلى صيحة سوت عليها الحوافر
منارة الإسكندريه بالفتح وأصله من الإنارة وهي الإشعال حتى يضيء ومنه سميت منارة السراج
والمنار الحد بين الأرضين وقد استوفيت خبرها في الإسكندرية
منارة الحوافر وهي منارة عالية في رستاق همذان في ناحية يقال لها ونجر في قرية
يقال لها أسفجين قرأت خبرها في كتاب أحمد بن محمد بن إسحاق الهمذاني قال كان
سبب بنائها أن سابور بن أردشير الملك قال له منجموه إن ملكك هذا سيزول عنك وإنك ستشقى أعواما كثيرة حتى تبلغ إلى حد الفقر والمسكنة ثم يعود إليك الملك قال وما علامة عوده قالوا إذا أكلت خبزا من الذهب على مائدة من الحديد فذلك علامة رجوع ملكك فاختر أن يكون ذلك في زمان شبيبتك أو في كبرك قال فاختار أن يكون في شبيبته وحد له في ذلك حدا فلما بلغ الحد اعتزل ملكه وخرج ترفعه أرض وتخفضه أخرى إلى أن صار إلى هذه القرية فتنكر وآجر نفسه من عظيم القرية وكان معه جراب فيه تاجه وثياب ملكه فأودعه عند الرجل الذي آجر نفسه عنده فكان يحرث له نهاره ويسقي زرعه ليلا فإذا فرغ من السقي طرد الوحش عن الزرع حتى يصبح فبقي على ذلك سنة فرأى الرجل منه حذقا ونشاطا وأمانة في كل ما يأمره به فرغب فيه واسترجح عقل زوجته واستشارها أن يزوجه إحدى بناته وكان له ثلاث بنات فرغبت لرغبته فزوجه ابنته فلما حولها إليه كان سابور يعتزلها ولا يقربها فلما أتى على ذلك شهر شكت إلى أبيها فاختلعها منه وبقي سابور يعمل عنده فلما كان بعد حول آخر سأله أن يتزوج ابنته الوسطى ووصف له جمالها وكمالها وعقلها فتزوجها فلما حولها إليه كان سابور أيضا معتزلا لها ولا يقربها فلما تم لها شهر سألها أبوها عن حالها مع زوجها فاختلعها منه فلما كان حول آخر وهو الثالث سأله أن يزوجه ابنته الصغرى ووصف له جمالها ومعرفتها وكمالها وعقلها وأنها خير أخواتها فتزوجها فلما حولها إليه كان سابور أيضا معتزلا لها ولا يقربها فلما تم لها شهر سألها أبوها عن حالها مع زوجها فأخبرته أنها معه في أرغد عيش وأسره فلما سمع سابور بوصفها لأبيها من غير معاملة له معها وحسن صبرها عليه وحسن خدمتها له رق لها قلبه وحن عليها ودنا منها ونام معها فعلقت منه وولدت له ابنا فلما أتى على سابور أربع سنين أحب رجوع ملكه إليه فاتفق أنه كان في القرية عرس اجتمع فيه رجالهم ونساؤهم وكانت امرأة سابور تحمل إليه طعامه في كل يوم ففي ذلك اليوم اشتغلت عنه إلى بعد العصر لم تصلح له طعاما ولا حملت إليه شيئا فلما كان بعد العصر ذكرته فبادرت إلى منزلها وطلبت شيئا تحمله إليه فلم تجد إلا رغيفا واحدا من جاورس فحملته إليه فوجدته يسقي الزرع وبينها وبينه ساقية ماء فلما وصلت إليه لم تقدر على عبور الساقية فمد إليها سابور المر الذي كان يعمل به فجعلت الرغيف عليه فلما وضعه بين يديه كسره فوجده شديد الصفرة ورآه على الحديد فذكر قول المنجمين وكانوا قد حدوا له الوقت فتأمله فإذا هو قد انقضى فقال لامرأته اعلمي أيتها المرأة أنني سابور وقص عليها قصته ثم اغتسل في النهر وأخرج شعره من الرباط الذي كان قد رقطه عليه وقال لامرأته قد تم أمري وزال شقائي وصار إلى المنزل الذي كان يسكن فيه وأمرها بأن تخرج له الجراب الذي كان فيه تاجه وثياب ملكه فأخرجته فلبس التاج والثياب فلما رآه أبو الجارية خر ساجدا بين يديه وخاطبه بالملك قال وكان سابور قد عهد إلى وزرائه وعرفهم بما قد امتحن به من الشقاوة وذهاب الملك وأن مدة ذلك كذا وكذا سنة وبين لهم الموضع الذي يوافونه إليه عند انقضاء مدة شقائه وأعلمهم الساعة التي يقصدونه فيها فأخذ مقرعة كانت معه ودفعها إلى أبي الجارية وقال له علق هذه على باب القرية واصعد السور وانظر ماذا ترى ففعل ذلك وصبر ساعة ونزل وقال أيها الملك أرى خيلا كثيرة يتبع بعضها بعضا فلم يكن بأسرع مما وافت الخيل إرسالا فكان الفارس إذا رأى مقرعة سابور نزل عن فرسه وسجد حتى اجتمع خلق من
أصحابه
ووزرائه فجلس لهم ودخلوا عليه وحيوه بتحية الملوك فلما كان بعد أيام جلس يحدث
وزراءه فقال له بعضهم سعدت أيها الملك أخبرنا ما الذي أفدته في طول هذه المدة فقال
ما استفدت إلا بقرة واحدة ثم أمرهم بإحضارها وقال من أراد إكرامي فليكرمها فأقبل
الوزراء والأساورة يلقون عليها ما عليهم من الثياب والحلى والدراهم والدنانير حتى
اجتمع ما لا يحصى كثرة فقال لأبي المرأة خذ جميع هذا المال لابنتك
وقال له وزير آخر أيها الملك المظفر فما أشد شيء مر عليك وأصعبه قال طرد الوحش
بالليل عن الزرع فإنها كانت تعييني وتسهرني وتبلغ مني فمن أراد سروري فليصطد لي
منها ما قدر لأبني من حوافرها بنية يبقى ذكرها على ممر الدهر فتفرق القوم في صيدها
فصادوا منها ما لايبلغه العدد فكان يأمر بقطع حوافرها أولا فأولا حتى اجتمع من ذلك
تل عظيم فأحضر البنائين وأمرهم أن يبنوا من ذلك منارة عظيمة يكون ارتفاعها خمسين ذراعا
في استدارة ثلاثين ذراعا وأن يجعلوها مصمتة بالكلس والحجارة ثم تركب الحوافر حولها
منظمة من أسفلها إلى أعلاها مسمرة بالمسامير الحديد ففعل ذلك فصارت كأنها منارة من
حوافر فلما فرغ صانعها من بنائها مر بها سابور يتأملها فاستحسنها فقال للذي بناها
وهو على رأسها لم ينزل بعد هل كنت تستطيع أن تبني أحسن منها قال نعم قال فهل بنيت
لأحد مثلها فقال لا قال والله لأتركنك بحيث لا يمكنك بناء خير منها لأحد بعدي وأمر
أن لا يمكن من النزول فقال أيها الملك قد كنت أرجو منك الحباء والكرامة وإذ فاتني
ذلك فلي قبل الملك حاجة ما عليك فيها مشقة قال وما هي قال تأمر أن أعطى خشبا لأصنع
لنفسي مكانا آوي إليه لا تمزقني النسور إذا مت قال أعطوه ما يسأل فأعطي خشبا وكان
معه آلة النجارة فعمل لنفسه أجنحة من خشب جعلها مثل الريش وضم بعضها إلى بعض وكانت
العمارة في قفر ليس بالقرب منه عمارة وإنما بنيت القرية بقربها بعد ذلك فلما جاء
الليل واشتد الهواء ربط تلك الأجنحة على نفسه وبسطها حتى دخل فيها الريح وألقى
نفسه في الهواء فحملته الريح حتى ألقته إلى الأرض صحيحا ولم يخدش منه خدش ونجا
بنفسه قال والمنارة قائمة في هذه المدة إلى أيامنا هذه مشهورة المكان ولشعراء
همذان فيها أشعار متداولة قال عبيد الله الفقير إليه أما غيبة سابور من الملك
فمشهورة عند الفرس مذكورة في أخبارهم وقد أشرنا في سابور خواست ونيسابور إلى ذلك
والله أعلم بصحة ذلك من سقمه
منارة القرون هذه منارة بطريق مكة قرب واقصة كان السلطان جلال الدولة ملك شاه بن
ألب أرسلان خرج بنفسه يشيع الحاج في بعض سني ملكه فلما رجع عمل حلقة للصيد فاصطاد
شيئا كثيرا من الوحش فأخذ قرون جميع ذلك وحوافره فبنى بها منارة هناك كأنه اقتدى
بسابور في ذلك وكانت وفاة جلال الدولة هذا في سنة 584 والمنارة باقية إلى الآن
مشهورة هناك
المنارة واحدة المنائر إقليم المنارة بالأندلس قرب شذونة وعن السلفي أبو محمد عبد
الله بن إبراهيم بن سلامة الأنصاري المناري ومنارة من ثغور سرقسطة بالأندلس كان
يحضر عندي لسماع الحديث سنة 035 بعد رجوعه من الحجاز وذكر لي أنه سمع بالأندلس على
أبي الفتح محمد المناري وغيره وذكر أنه قرأ على أبي الوليد يونس بن أبي علي الآبري
وعلي
ابن
محمد المناري صاحب أبي عبد الله المغامي وسمع الموطأ وغيره بالمغرب
مناز جرد بعد الألف زاي ثم جيم مكسورة وراء ساكنة ودال وأهله يقولون مناز كرد
بالكاف بلد مشهور بين خلاط وبلاد الروم يعد في أرمينية وأهله أرمن وروم وإليه ينسب
الوزير أبو نصر المنازي هكذا كان ينسب إلى شطر اسم بلده وكان فاضلا أديبا جيد
الشعر وكان وزيرا لبعض آل مروان ملوك ديار بكر ومات في سنة 734 وهو القائل يصف
واديا ولم أسمع في معناه أحسن منه معنى وجزالة وقانا لفحة الرمضاء واد سقاه مضاعف
الغيث العميم نزلنا دوحه فحنا علينا حنو المرضعات على الفطيم يرد الشمس أنى
واجهتنا فيحجبها ويأذن للنسيم وأرشفنا على طمإ زلالا ألذ من المدامة للنديم تروع
حصاه حالية العذارى فتلمس جانب العقد النظيم ومن مشهور شعره أيضا إني ليعجبني
الزنامى سحرة ويروقني بالجاشرية زير وأكاد من فرط السرور إذا بدا ضوء الصباح من
السرور أطير وإذا رأيت الجو في فضية للغيم في أذيالها تكسير منقوشة صدر البزاة
كأنها فيروزج من فوقه بلور هذا وكم لي بالكنيسة سكرة أنا من بقايا شربها مخمور
باكرتها وغصونها مقرورة والماء بين فروجها مدغور في فتية أنا والنديم ومسمع والكاس
ثم الدف والطنبور
المنازل بالفتح جمع منزل قرن المنازل جبيل قرب مكة يحرم منه حاج نجد
المناشك بالفتح والشين معجمة مكسورة وكاف محلة بنيسابور
المناصب قالوا موضع في تفسير قول الأعلم الهذلي لما رأيت القوم بال علياء دون مدى
المناصب
المناصع بالفتح والصاد مهملة والعين مهملة قال أبو منصور قال أبو سعيد المناصع
المواضع التي تتخلى فيها النساء لبول ولحاجة والواحد منصع قال وقرأت في حديث أهل
الإفك وكان متبرز النساء بالمدينة قبل أن سويت الكنف المناصع وأرى أن المناصع موضع
بعينه خارج المدينة كان النساء يتبرزن إليه بالليل على مذاهب العرب في الجاهلية
قال ثعلب سألت ابن الأعرابي عن المناصع من أي شي أخذت فلم يعرفه قال أبو محمد
المناصع موضع بالمدينة قال وسمعت أبي قال سألت نوح بن ثعلب عن المناصع أي شيء هي
فضحك وقال تلك والله المجالس
المناصف جمع منصف وهو الخادم ويجوز أن يكون جمع منصف من الإنصاف ومنصف من
النصف
أو من المنصف وهذا من النهار والطريق وكل شيء وسطه وهو واد أو أودية صغار
المناظر جمع منظرة وهو الموضع الذي ينظر منه وقد يغلب هذا على المواضع العالية
التي يشرف منها على الطريق وغيره وقال أبو منصور المنظرة في رأس جبل فيه رقيب ينظر
العدو ويحرسه منه وهو موضع في البرية الشامية قرب عرض وقرب هيت أيضا وقال عدي بن
الرقاع وكأن مضطجع امرىء أغفى به لقرار عين بعد طول كراها حتى إذا انقشعت ضبابة
نومه عنه وكانت حاجة فقضاها ثم اتلأب إلى زمام مناخة كبداء شد بنسعتيه حشاها وغدت
تنازعه الحديد كأنها ببدانة أكل السباع طلاها حتى إذا يبست وإسحق ضرعها ورأت بقية
شلوه فشجاها قلقت وعارضها حصان خائض صهل الصهيل وأدبرت فتلاها بتعاوران من الغبار
ملاءة بيضاء محدثة هما نسجاها تطوى إذا علوا مكانا جاسيا وإذا السنابك أسهلت
نشراها حتى اصطلى وهج المقيظ وخانه أبقى مشاربه وشاب عثاها وثوى القيام على الصوى
وتذاكرا ماء المناظر قلبها وأضاها
مناع بوزن نزال وحكمه من المنع اسم هضبة في جبل طيء ويقال المناعان وهما جبلان
المناعة بالفتح وهو مصدر منع الشيء مناعة اسم جبل في شعر ساعدة بن جؤية الهذلي أرى
الدهر لا يبقى على حدثانه أبود بأطراف المناعة جلعد الأبود الآبد وهو المتوحش
والجلعد الشديد
مناف قال أبو المنذر كان من أصنام العرب صنم يقال له مناف وبه كانت قريش تسمي عبد
مناف ولا أدري أين كان ولا من كان نصبه ولم تكن الحيض من النساء يدنون من أصنامهم
ولا يتمسحن بها وإنما كانت تقف الواحدة ناحية منها وفي ذلك يقول بلعاء بن قيس بن
عبد الله بن يعمر ويعمر هو الشداخ الليثي تركت ابن الحريز على ذمام وصحبته تلوذ به
العوافي ولم يصرف صدور الخيل إلا صوائح من أيائيم ضعاف وقرن قد تركت الطير منه
كمعترك العوارك من مناف
المناقب جمع منقب وهو موضع النقب وهو اسم جبل معترض قالوا وسمي بذلك لأن فيه ثنايا
وطرقا إلى اليمن وإلى اليمامة وإلى أعالي نجد وإلى الطائف ففيه ثلاثة مناقب وهي
عقاب يقال لإحداها الزلالة وللأخرى قبرين وللأخرى البيضاء وقال أبو جؤية عابد بن
جؤية النصري ألا أيها الركب المخبون هل لكم بأهل العقيق والمناقب من علم
فقالوا
أعن أهل العقيق سألتنا ألي الخيل والأنعام والمجلس الفخم فقلت بلى إن الفؤاد يهيجه
تذكر أوطان الأحبة والخدم ففاضت لما قالوا من العين عبرة ومن مثل ما قالوا جرى دمع
ذي الحلم فظلت كأني شارب بمدامة عقار تمشى في المفاصل واللحم وقال عوف بن عبد الله
النصري الجذمي من بني جذيمة بن مالك بن قعين وخذل قومي حضرمي بن عامر وأمر الذي
أسدى إليه الرغائبا نهارا وإدلاج الظلام كأنه أبو مدلج حتى يحلوا المناقبا وقال
أبو جندب الهذلي أخو أبي خراش أقول لأم زنباع أقيمي صدور العيس شطر بني تميم وغربت
الدعاء وأين مني أناس بين مر وذي يدوم وحي بالمناقب قد حموها لدى قران حتى بطن ضيم
مناة لم أقف على أحد يقول في اشتقاقه وأنا أقول فيه ما يسنح لي فإن وافق الصواب
فهو بتوفيق الله وإلا فالمجتهد مصيب فلعله يكون من المنا وهو القدر وكأنهم أجروه
مجرى ما يعقل قال ومناه أي قدره ولا تقولن لشيء سوف أفعله حتى تبين ما يمني لك
الماني أي ما يقدر عليك فكما نسبوا الفعل إلى القدر نسبوه إليه وكأنهم أجروه مجرى
ما يعقل ويجوز أن يكون من المنا وهو الموت كأنه لما نسب الموت إليه سمي به ويجوز
أن يكون من مناه الله بحبها أي ابتلاه كأنه أراد أنه المبتلي ويجوز أن يكون من
منوت الرجل ومنيته إذا اختبرته أي أنه الخبير وألفه يجوز أن تكون منقلبة عن ياء
كقولهم مناه يمنيه في قدره يقدره وأن تكون منقلبة عن واو كقولهم في تثنيته منوان
وهذا اسم صنم في جهة البحر مما يلي قديدا بالمشلل على سبعة أميال من المدينة وكانت
الأزد وغسان يهللون له ويحجون إليه وكان أول من نصبه عمرو بن لحي الخزاعي وقال ابن
الكلبي كانت مناة صخرة لهذيل بقديد وكأن التأنيث إنما جاء من كونه صخرة وإليه أضيف
زيد مناة وعبد مناة وقال أبو المنذر هشام بن محمد كان عمرو بن لحي واسم لحي ربيعة
بن حارثة بن عمرو بن عامر الأزدي وهو أبو خزاعة وهو الذي قاتل جرهم حتى أخرجهم عن
حرم مكة واستولى على مكة وأجلى جرهم عنها وتولى حجابة البيت بعدهم ثم إنه مرض مرضا
شديدا فقيل له إن بالبلقاء من أرض الشام حمة إن أتيتها برأت فأتاها فاستحم بها
فبرأ ووجد أهلها يعبدون الأصنام فقال ما هذه فقالوا نستسقي بها المطر ونستنصر بها
على العدو فسألهم أن يعطوه منها ففعلوا فقدم بها مكة ونصبها حول الكعبة فلما صنع
عمرو بن لحي ذلك دانت العرب للأصنام وعبدوها واتخذوها فكان أقدمها كلها مناة وقد
كانت العرب تسمي عبد مناة وكان منصوبا على ساحل البحر من ناحية المشلل بقديد بين
المدينة ومكة وما قارب ذلك من المواضع يعظمونه ويذبحون له ويهدون له وكان أولاد
معد على بقية من دين إسماعيل وكانت ربيعة ومضر على بقية من دينه
ولم
يكن أحد أشد إعظاما له من الأوس والخزرج قال أبو المنذر وحدث رجل من قريش عن أبي
عبيدة عبد الله بن أبي عبيدة بن عمار بن ياسر وكان أعلم الناس بالأوس والخزرج قال
كانت الأوس والخزرج ومن يأخذ مأخذهم من عرب أهل يثرب وغيرها فكانوا يحجون ويقفون
مع الناس المواقف كلها ولا يحلقون رؤوسهم فإذا نفروا وأتوا مناة وحلقوا رؤوسهم
عنده وأقاموا عنده لا يرون لحجهم تماما إلا بذلك فلإعظام الأوس والخزرج يقول عبد
العزى بن وديعة المزني أو غيره من العرب إني حلفت يمين صدق برة بمناة عند محل آل
الخزرج وكانت العرب جميعا في الجاهلية يسمون الأوس والخزرج جميعا الخزرج فلذلك
يقول بمناة عند محل آل الخزرج ومناة هذه التي ذكرها الله تعالى في قوله عز و جل
ومناة الثالثة الأخرى وكانت لهذيل وخزاعة وكانت قريش وجميع العرب تعظمها فلم تزل
على ذلك حتى خرج رسول الله من المدينة في سنة ثمان للهجرة وهو عام الفتح فلما سار
من المدينة أربع ليال أو خمس ليال بعث علي بن أبي طالب إليها فهدمها وأخذ ما كان
لها وأقبل به إلى رسول الله وكان من جملة ما أخذه سيفان كان الحارث بن أبي شمر
الغساني أهداهما لها أحدهما يسمى مخذما والآخر رسوبا وهما سيفا الحارث اللذان
ذكرهما علقمة بن عبدة في شعره فقال مظاهر سربالي حديد عليهما عقيلا سيوف مخذم
ورسوب فوهبهما النبي لعلي رضي الله عنه فأحدهما يقال له ذو الفقار سيف الإمام علي
ويقال إن عليا وجد هذين السيفين في الفلس وهو صنم طيء حيث بعثه رسول الله فهدمه
وقد جرى ذكر ذلك في الفلس على وجهه وقال ابن حبيب كانت الأنصار وأزد شنوءة وغيرهم
من الأزد يعبدون مناة وكان بسيف البحر سدنته الغطاريف من الأزد قال الحازمي ومناة
أيضا موضع بالحجاز قريب من ودان
منبجس من نواحي اليمامة قرية لبني العنبر
منبج بالفتح ثم السكون وباء موحدة مكسورة وجيم وهو بلد قديم وما أظنه إلا روميا
إلا أن اشتقاقه في العربية يجوز أن يكون من أشياء يقال نبج الرجل ينبج إذا قعد في
النبجة وهي الأكمة والموضع منبج ويجوز أن يكون قياسا صحيحا ويقال نبج الكلب ينبج
بالجيم مثل نبح ينبح معنى ووزنا والموضع منبج ويجوز أن يكون من النبيج وهو طعام
كانت العرب تتخذه في المجاعة يخاض الوبر في اللبن فيجدح ويؤكل ويجوز أن يكون من
النبج وهو الضراط فأما الأول وهو الأكمة فلا يجوز أن يسمى به لأنه على بسيط من
الأرض لا أكمة فيه فلم يبق إلا الوجوه الثلاثة فليختر مختار منها ما أراد فقال ثكل
وغدر أنت بينهما فاختر فما فيهما حظ لمختار وذكر بعضهم أن أول من بناها كسرى لما
غلب على الشام وسماها من به أي أنا أجود فعربت فقيل له منبج والرشيد أول من أفرد
العواصم كما ذكرنا في العواصم وجعل مدينتها منبج وأسكنها عبد الملك بن صالح بن علي
بن عبد الله بن عباس وقال بطليموس مدينة منبج طولها إحدى وسبعون درجة وخمس عشرة
دقيقة
طالعها الشولة بيت حياتها تسع درج من الحوت لها شركة في كف الخضيب وأربعة أجزاء من رأس الغول تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي عاشرها مثلها من الحمل رابعها مثلها من الميزان وهي في الإقليم الرابع قال صاحب الزيج طولها ثلاث وستون درجة ونصف وربع وعرضها خمس وثلاثون درجة وهي مدينة كبيرة واسعة ذات خيرات كثيرة وأرزاق واسعة في فضاء من الأرض كان عليها سور مبني بالحجارة محكم بينها وبين الفرات ثلاثة فراسخ وبينها وبين حلب عشرة فراسخ وشربهم من قني تسيح على وجه الأرض وفي دورهم آبار أكثر شربهم منها لأنها عذبة صحيحة وهي لصاحب حلب في وقتنا ذا ومنها البحتري وله بها أملاك وقد خرج منها جماعة من الشعراء فأما المبرزون فلا أعرف غير البحتري وإياها عنى المتنبي بقوله قيل بمنبج مثواه ونائله في الأفق يسأل عمن غيره سألا وقال ابن قتيبة في أدب الكتاب كساء منبجاني ولا يقال أنبجاني لأنه منسوب إلى منبج وفتحت باؤه في النسب لأنه خرج مخرج منظراني ومخبراني قال أبو محمد البطليوسي في تفسيره لهذا الكتاب قد قيل أنبجاني وجاء ذلك في بعض الحديث وقال أنشد أبو العباس المبرد في الكامل في وصف لحية كالأنبجاني مصقولا عوارضها سوداء في لين خد الغادة الرود ولم ينكر ذلك وليس في مجيئه مخالفا للفظ منبج ما يبطل أن يكون منسوبا إليها لأن المنسوب يرد خارجا عن القياس كثيرا كمروزي ودراوردي ورازي ونحو ذلك قلت دراوردي هو منسوب إلى دار بجرد وقرأت بخط ابن العطار منبج بلدة البحتري وأبي فراس وقبلهما ولد بها عبد الملك بن صالح الهاشمي وكان أجل قريش ولسان بني العباس ومن يضرب به المثل في البلاغة وكان لما دخل الرشيد إلى منبج قال له هذا البلد منزلك قال يا أمير المؤمنين هو لك ولي بك قال كيف بناؤك به فقال دون بناء بلاد أهلي وفوق منازل غيرهم قال كيف صفتها قال طيبة الهواء قليلة الأدواء قال كيف ليلها قال سحر كله قال صدقت إنها لطيبة قال بل طابت بك يا أمير المؤمنين وأين يذهب بها عين الطيب وهي برة حمراء وسنبلة صفراء وشجرة خضراء في فياف فيح بين قيصوم وشيح فقال الرشيد هذا الكلام والله أحسن من الدر النظيم ورأيت في كتاب الفتوح أن أبا عبيدة بعد فتح حلب وأنطاكية قدم عياضا إلى منبج ثم لحقه صالح أهلها على مثل صلح أنطاكية فأنفذ ذلك وقال إبراهيم بن المدبر يتشوق إلى منبج وكان قد فارقها وله بها جارية يهواها وكان قد ولي الثغور الجزرية وليلة عين المرج زار خياله فهيج لي شوقا وجدد أحزاني فأشرفت أعلى الدير أنظر طامحا بألمح آماقي وأنظر إنساني لعلي أرى أبيات منبج رؤية تسكن من وجدي وتكشف أشجاني فقصر طرفي واستهل بعبرة وفديت من لو كان يدري لفداني ومثله شوقي إليه مقابلي وناجاه عني بالضمير وناجاني
وينسب
إلى منبج جماعة منهم عمر بن سعيد أحمد بن سنان أبو بكر الطائي المنبجي سمع بدمشق
رحيما والوليد بن عتبة وهشام بن عمار وهشام بن خالد وعبد الله بن إسحاق الأدرمي
وغيرهم سمع منه أبو حاتم محمد بن حبان البستي وأبو بكر محمد بن عيسى بن عبد الكريم
الطرسوسي وأبو القاسم عبدان بن حميد بن رشيد الطائي المنبجي وأبو العباس عبد الله
بن عبد الملك بن الإصبع المنبجي وغيرهم وقال ابن حبان إنه صام النهار وقام الليل
مرابطا ثمانين سنة فإرساله مقبول ومن منبج إلى حلب يومان ومنها إلى ملطية أربعة
أيام وإلى الفرات يوم واحد
منبسة بالفتح ثم السكون وباء موحدة وسين مهملة مدينة كبيرة بأرض الزنج ترفأ إليها
المراكب
منبوبة بالفتح ثم السكون وباء موحدة وبعد الواو باء أخرى قرية من قرى مصر أقطعها
صالح بن علي شرحبيل بن مديلفة الكلبي لما سود ودعا إلى بني العباس
منتاب حصن باليمن من حصون صنعاء
منت أشيون بالضم ثم السكون وتاء مثناة وبعد الألف شين معجمة وياء تحتها نقطتان
وآخره نون مدينة من أعمال أشبونة بالأندلس قال العبدري منت اسم جبل تنسب هذه
المواضع كلها إليه كما تقول جبل كذا وكذا
منت أفوط بالفاء حصن من نواحي باجة بالأندلس
منت أنيات بعد الألف نون مكسورة وياء وآخره تاء مثناة ناحية بسرقسطة
منت جيل بالجيم والإمالة والياء الساكنة ولام بلد بالأندلس ينسب إليه أحمد بن سعيد
الصدفي المنتجيلي أبو عمرو من أهل الفضل والعلم
منتخر بالضم ثم السكون وتاء مثناة من فوقها وخاء معجمة مكسورة مفتعل من نخر العظم
وغيره إذا بلي موضع بناحية فرش ملل من مكة على سبع ومن المدينة على ليلة وهو إلى
جانب مثغر
منت شون الشين معجمة وآخره نون حصن من حصون لاردة بالأندلس قديم بينه وبين لاردة
عشرة فراسخ وهو حصين جدا تملكه الأفرنج سنة 284
منت لون حصن بالأندلس من نواحي جيان
المنتضى بالضم ثم السكون وتاء مثناة وضاد معجمة من قولهم انتضيت السيف إذا سللته
أو من نضا الخضاب إذا نصل موضع في قول الهذلي أبي ذؤيب لمن طلل بالمنتضى غير حائل
عفا بعد عهد من قطار ووابل قال ابن السكيت المنتضى واد بين الفرع والمدينة قال
كثير فلما بلغن المنتضى بين غيقة ويليل مالت فاحزألت صدورها وقال الأصمعي المنتضى
أعلى الواديين
المنتهب بالضم على مفتعل من النهب قرية في طرف سلمى أحد جبلي طيء وتعد في نواحي
أجإ وهي لبني سنبس ويوم المنتهب من أيام طيء المذكورة وبها بئر يقال لها الحصيلية
قال لم أر يوما مثل يوم المنتهب أكثر دعوى سالب ومستلب
المنتهبة بكسر الهاء صحراء فوق متالع فيما بينه وبين المغرب
منتيشة بالفتح ثم السكون وكسر التاء المثناة من فوقها وياء وشين معجمة مدينة
بالأندلس قديمة
من
أعمال كورة جيان حصينة مطلة على بساتين وأنهار وعيون وقيل إنها من قرى شاطبة منها
أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن عياض المخزومي الأديب المقرىء الشاطبي ثم
المنتيشي روى عن أبي الحسن علي بن المبارك المقرىء الواعظ الصوفي المعروف بأبي
البساتين روى عنه أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدباغ الحافظ
منجان بالفتح ثم السكون وجيم وآخره نون من قرى أصبهان
منجح بضم أوله وسكون ثانيه وكسر الجيم والحاء مهملة اسم الفاعل من أنجح ينجح حبل
من حبال بالحاء المهملة بالدهناء
منجخ بضم أوله وسكون ثانيه وفتح الجيم والخاء معجمة اسم المفعول من نجخ السيل وهو
أن ينجخ في سند الوادي فيحذفه في وسط البحر اسم موضع بعينه قال أمن عقاب منجخ
تمطين
المنجشانية بالفتح ثم السكون وجيم مفتوحة وشين معجمة وبعد الألف نون وياء مشددة هو
من النجش وهو استثارة الشيء واستخراجه ومنه النجش المنهي عنه في قوله ولا تناجشوا
وهو أن يزيد الرجل في السلعة لا رغبة له فيها ولكن يسمعه ذو الرغبة فيزيد وهو منزل
وماء لمن خرج من البصرة يريد مكة وفي كتاب البصرة للساجي المنجشانية حد كان بين
العرب والعجم بظاهر البصرة قبل أن تخط البصرة وبها منظرة مثل العذيب تنسب إلى منجش
مولى قيس بن مسعود بن قيس بن خالد وبه سميت وهو ماء ومنزل وكانت في الجاهلية مسلحة
لقيس بن مسعود وقال أبو عمرو بن العلاء كان قيس بن مسعود الشيباني على الطف من قبل
كسرى فهو اتخذ المنجشانية على ستة أميال من البصرة وجرت على يد عضروط له يقال له
منجشان فنسبت إليه
منجل بالكسر ثم السكون وفتح الجيم ولام والمنجل ما يستنجل من الأرض أي يستخرج وقيل
المنجل الماء المستنقع اسم واد في شعر ابن مقبل أخالف ربع من كبيشة منجلا وجرت
عليه الريح أخول أخولا والمنجل موضع بغربي صنعاء اليمن له ذكر قال الشنفري أمسي
بأطراف الحماط وتارة تنفض رجلي مسبطيا معصفرا وأبغي بني صعب بحر ديارهم وسوف
ألاقيهم إن الله يسرا ويوم بذات الرس أو بطن منجل هنالك نبغي العاصر المتنورا
منجوران بالفتح ثم السكون وجيم وواو وراء وآخره نون قرية بينها وبين بلخ فرسخان
منجور أظنها التي قبلها لأنها أيضا من قرى بلخ منها علي بن محمد المنجوري أبو
الحسن كان من العباد توفي في ذي القعدة سنة 112 ذكره أبو عبد الله محمد بن جعفر
الوراق البلخي في تاريخه
المنحاة موضع في بلاد هذيل قال مالك بن خالد الهذلي لظمياء دار قد تعفت رسومها قفار
وبالمنحاة منها مساكن
منخر بكسر أوله وسكون ثانيه والخاء معجمة وراء منخرا الأنف خرقاه وللأنف منخر
ومنخر فمن قال منخر فهو اسم جاء على مفعل
على
القياس ومن قال منخركما في هذا الاسم قالوا كان في الأصل منخير على مفعيل فحذفوا
المدة كما قالوا منتن وكان في الأصل منتين وهو هضبة لبني ربيعة بن عبد الله
مندب بالفتح ثم السكون وفتح الدال والباء موحدة وهو من ندبت الإنسان لأمر إذا
دعوته إليه والموضع الذي يندب إليه مندب لأنه من ندبته أندبه سمي بذلك لما كان
يندب إليه في عمله وهو اسم ساحل مقابل لزبيد باليمن وهو جبل مشرف ندب بعض الملوك
إليه الرجال حتى قدوه بالمعاول لأنه كان حاجزا ومانعا للبحر عن أن ينبسط بأرض
اليمن فأراد بعض الملوك فيما بلغني أن يغرق عدوه فقد هذا الجبل وأنفذه إلى أرض
اليمن فغلب على بلدان كثيرة وقرى وأهلك أهله وصار منه بحر اليمن الحائل بين أرض
اليمن والحبشة والآخذ إلى عيذاب والقصير إلى مقابل قوص من بلد الصعيد وعلى ساحله
أيلة وجدة والقلزم وغير ذلك من البلاد والله أعلم ووجدت في خبر عبور الحبش وعبورهم
مع أبرهة وأرياط إلى اليمن أنهم عبروا عند المندب وكان يسمى ذا المندب فلما عبروا
عنده قالت الحبش دند مديند كلمة معناها هذا الجائع فقال أهل اليمن ليست ذات مطرب
إنما هي مندب فغلب عليها
مند قرية في مخلاف صداء باليمن من أعمال صنعاء
مندد بالفتح ثم السكون وفتح الدال وهو من ند يند بكسر النون لأنه لازم فاسم المكان
مندد بكسر الدال قياسا إلا أننا هكذا وجدناه مضبوطا في النسخ وهو اسم مكان باليمن
كثير الرياح شديدها في قول تميم بن أبي بن مقبل عفا الدار من دهماء بعد إقامة عجاج
بخلفي مندد متناوح الخلفان الناحيتان من قولهم فأس له خلفان
مندكؤر بالفتح ثم السكون وفتح الدال وسكون الكاف وهمزة على واو وراء مدينة وهي
قصبة لوهور من نواحي الهند في سمت غزنة
مندل بالفتح أيضا بلد بالهند منه يجلب العود الفائق الذي يقال له المندلي وأنشد
فيه إذا ما مشت نادى بما في ثيابها ذكي الشذا والمندلي المطير
مندوب بوزن المفعول من ندبت الميت أو ندبت فلانا إلى كذا يوم كانت لهم فيه وقعة
المندى بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الدال والقصر موضع في شعر علقمة بن عبدة حيث
قال وناجية أفنى ركيب ضلوعها وحاركها تهجر ودؤوب فأوردتها ماء كأن جمامه من الأجن
حناء معا وصبيب ترادى على دمن الحياض فإن تعف فإن المندى رحلة فركوب
منديس بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الدال وياء وسين مهملة من قرى الصعيد في غربي
النيل
منزر قرية من قرى اليمن من ناحية سنحان
منستير بضم أوله وفتح ثانيه وسكون السين المهملة وكسر التاء المثناة من فوقها وياء
وراء وهو موضع بين المهدية وسوسة بإفريقية بينه وبين كل واحدة منهما مرحلة وهي
خمسة قصور يحيط بها سور واحد يسكنها قوم من أهل العبادة والعلم قال البكري ومن
محارس سوسة المذكورة المنستير الذي جاء فيه الأثر ويقال إن الذي بنى القصر الكبير
بالمنستير هرثمة بن أعين سنة 180 وله في يوم
عاشوراء
موسم عظيم ومجمع كبير وبالمنستير البيوت الحجر والطواحين الفارسية ومواجل الماء
وهو حصن كبير عال متقن العمل وفي الطبقة الثانية مسجد لا يخلو من شيخ خير فاضل
يكون مدار القوم عليه وفيه جماعة من الصالحين المرابطين قد حبسوا أنفسهم فيه
منفردين عن الأهل والوطن وفي قبلته حصن فسيح مزار للنساء المرابطات وبها جامع متقن
البناء وهو آزاج معقودة كلها وفيه حمامات وغدر وأهل القيروان يتبرعون بحمل الأموال
إليهم والصدقات وبقرب المنستير ملاحة يحمل ملحها في المراكب إلى عدة مواضع قال
ومنستير عثمان بينه وبين القيروان ست مراحل وهي قرية كبيرة آهلة بها جامع وفنادق
وأسواق وحمامات وبئر لا تنزف وقصر للأول مبني بالصخر كبير وأرباب المنستير قوم من
قريش من ولد الربيع بن سليمان وهو اختطه عند دخوله إفريقية وبه عرب وبربر ومنه إلى
مدينة باجة ثلاث مراحل والمنستير في شرق الأندلس بين لقنت وقرطاجنة كتب إلي بذلك
أبو الربيع سليمان بن عبد الله المكي عن أبي القاسم البوصيري عن أبيه
المنشار بكسر أوله بلفظ المنشار الذي يشق به الخشب وهو حصن قريب من الفرات وقال
الحازمي منشار جبل أظنه نجديا
منشد بالضم ثم السكون وكسر الشين ودال مهملة بلفظ أنشد ينشد فهو منشد موضع بين
رضوى جبل بني جهينة وبين الساحل وجبل من حمراء المدينة على ثمانية أميال من طريق
الفرع وإياه أراد معن بن أوس المزني بقوله بعد ذكر منازل وغيرها تعفت مغانيها وخف
أنيسها من ادهم محروس قديم معاهده فمندفع الغلان من جنب منشد فعنف الغراب خطبه
وأساوده ومنشد بلد لبني سعد بن زيد مناة بن تميم ومنشد في بلاد طيء قال زيد الخيل
وكان يتشوقه وقد حضرته الوفاة سقى الله ما بين القفيل فطابة فما دون أرمام فما فوق
منشد
منشم بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر الشين المعجمة وميم والنشم شجر الجبال تعمل منه
القسي وليس هذا منشم بفتح الشين للعطر في قول زهير تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم
قال أبو عبيدة موضع
المنشية بضم الميم وسكون النون وكسر الشين والياء مشددة اسم لأربع قرى بمصر إحداها
من كورة الجيزية من الحبس الجنوبي والثانية من عمل قوص والثالثة من عمل إخميم يقال
لها منشية الصلعاء والصلعاء قرية إلى جانبها والرابعة المنشية الكبرى من كورة
الدنجاوية
منصح بالفتح ثم السكون وفتح الصاد من قولهم نصح الغيث البلاد إذا اتصل نبتها فلم
يكن فيه فضاء ولا خلل ومنصح من نصح ينصح لموضع حرف الحلق وهو واد بتهامة وراء مكة
قال امرؤ القيس بن عابس السكوني ألا ليت شعري هل أرى مرة يطالب سربا موكلا بغراز
أمام
رعيل أو بروضة منصح أبادر أنعاما وأجل صوار وقال ساعدة بن جؤية الهذلي لهن بما بين
الأصاغي ومنصح تعاو كما عج الحجيج الملبد
المنصحية مثل الذي قبله وزيادة ياء النسبة ماء لبني الدئل بتهامة
المنصرف بالضم وفتح الراء موضع بين مكة وبدر بينهما أربعة برد قال ابن إسحاق ثم
ارتحل من سجسج بالروحاء حتى إذا كان بالمنصرف ترك طريق مكة بيسار وسلك ذات اليمين
على النازية يعني النبي عليه السلام
المنصف بالفتح ثم السكون وفتح الصاد والفاء ورواه الحفصي بكسر الصاد وهو من النهار
والطريق وكل شيء وسطه وهو واد يسقي بلاد عامر من حنيفة باليمامة ومن ورائه وادي
قرقرى
المنصلية بضم الميم والصاد والنسبة إلى المنصل وهو من أسماء السيف موضع فيه ملح
كثير
المنصورة مفعولة من النصر في عدة مواضع منها المنصورة بأرض السند وهي قصبتها مدينة
كبيرة كثيرة الخيرات ذات جامع كبير سواريه ساج ولهم خليج من نهر مهران قال حمزة
وهمناباذ اسم مدينة من مدن السند سموها الآن منصورة وقال المسعودي سميت المنصورة
بمنصور بن جمهور عامل بني أمية وهي في الإقليم الثالث طولها من جهة المغرب ثلاث
وتسعون درجة وعرضها من جهة الجنوب اثنتان وعشرون درجة وقال هشام سميت المنصورة لأن
منصور بن جمهور الكلبي بناها فسميت به وكان خرج مخالفا لهارون وأقام بالسند وقال
الحسن بن أحمد المهلبي سميت المنصورة لأن عمرو بن حفص الهزارمرد المهلبي بناها في
أيام المنصور من بني العباس فسميت به وللمنصورة خليج من نهر مهران يحيط بالبلد فهي
منه في شبه الجزيرة وفي أهلها مروة وصلاح ودين وتجارات وشربهم من نهر يقال له
مهران وهي شديدة الحر كثيرة البق بينها وبين الديبل ست مراحل وبينها وبين الملتان
اثنتا عشرة مرحلة وإلى طوران خمس عشرة مرحلة ومن المنصورة إلى أول حد البدهة خمس
مراحل وأهلها مسلمون وملكهم قرشي يقال إنه من ولد هبار بن الأسود تغلب عليها هو
وأجداده يتوارثون بها الملك إلا أن الخطبة فيها للخليفة من بني العباس وليس لهم من
الفواكه لا عنب ولا تفاح ولا كمثرى ولا جوز ولهم قصب السكر وثمرة على قدر التفاح
يسمونها البهلوية شديدة الحموضة ولهم فاكهة تشبه الخوخ تسمى الأنبج يقارب طعمه طعم
الخوخ وأسعارهم رخيصة وكان لهم دراهم يسمونها القاهريات ودراهم يقال لها الطاطرى
في الدرهم درهم وثلث ومنها المنصورة مدينة كانت بالبطيحة عمرها فيما أحسب مهذب
الدولة في أيام بهاء الدولة بن عضد الدولة وأيام القادر بالله وقد خربت ورسومها
باقية ومنها المنصورة وهي مدينة خوارزم القديمة كانت على شرقي جيحون مقابل
الجرجانية مدينة خوارزم اليوم أخذها الماء حتى انتقل أهلها بحيث هم اليوم ويروى أن
النبي صلى الله عليه و سلم رآها ليلة الإسراء من مكة إلى المسجد الأقصى في خبر لم
يحضرني الآن ومنها المنصورة مدينة بقرب القيروان من نواحي إفريقية استحدثها
المنصور بن القائم بن المهدي الخارج بالمغرب سنة 733 وعمر أسواقها واستوطنها ثم
صارت منزلا للملوك الذين لهم والذين زعموا أنهم علويون وملكوا
مصر
ولم تزل منزلا لملوك إفريقية من بني باديس حتى خربتها العرب لما دخلت إفريقية
وخربت بلادها بعيد سنة 244 فكانت هي فيما خربت في ذلك الوقت وقيل سميت المنصورية
بالمنصور بن يوسف بن زيري بن مناد جد بني باديس وأكثر ما يسمون هذه التي بإفريقية
خاصة المنصورية بالنسبة ومنها المنصورة بلدة أنشأها الملك الكامل ابن الملك العادل
بن أيوب بين دمياط والقاهرة ورابط بها في وجهه الأفرنج لما ملكوا دمياط وذلك في
سنة 616 ولم يزل بها في عساكر وأعانه أخواه الأشرف والمعظم حتى استنقذ دمياط في
رجب سنة 681 ومنها المنصورة بلدة باليمن بين الجند وبقيل الحمراء كان أول من أسسها
سيف الإسلام طغتكين بن أيوب وأقام بها إلى أن مات فقال شاعره الأبي أحسنت في
فعالها المنصوره وأقامت لنا من العدل صوره رام تشييدها العزيز فأعطت ه إلى وسط
قبره دستوره
منضح بالكسر ثم السكون ثم الضاد معجمة مفتوحة علم منقول من نضحت الماء نضحا إذا
رششته ويجوز أن يكون من غير ذلك اسم معدن جاهلي بالحجاز عنده جوبة عظيمة يجتمع
فيها الماء
المنضحية قال الأصمعي ماءه بتهامة لبني الدئل خاصة
المنطبق صنم كان للسلف وعك والأشعرين وهو من نحاس يكلمون من جوفه كلاما لم يسمع
بمثله فلما كسرت الأصنام وجدوا فيه سيفا فاصطفاه رسول الله صلى الله عليه و سلم
وسماه مخذما قاله ابن حبيب
منظرة الحلبة موضع مشرف ينظر منه وهي منظرة محكمة البنيان في وسط السوق في آخر
محلة المأمونية ببغداد قرب الحلبة كان أول من بناها المأمون وكانت في أيامه تشرف
على البرية وأما الآن فهي في وسط البلد ثم أمر المستنجد بالله بنقضها وتجديدها على
ما هي عليه اليوم جعلت ليجلس فيها الخليفة ويستعرض الجيوش في أيام الأعياد
منظرة الريحانيين في السوق الذي يباع فيه الريحان والفواكه وتشرف على سوق الصرف
ببغداد كان أول من استحدثها المستظهر بالله أبو العباس أحمد بن المقتدي بالله وكان
هناك دار لخاتون بباب الغربة ودار للسيدة أخته بنت المقتدي فنقضهما وأضاف إليهما
من الريحانيين سوق السقط وهو اثنان وعشرون دكانا وخان كان خلفه ويعرف بخان عاصم
وثلاثة عشر دكانا من ورائه وسوق العطارين جميعه وكان عدد دكاكينه ثلاثة وأربعين
دكانا ودكاكين مد الذهب وكانت ستة عشر دكانا وعدة أرون من باب الحرم واستأنف
الجميع دارا واحدة ذات وجوه أربعة متقابلة وسعة صحنها ستمائة ذراع في وسطها بستان
وكان فيها ما يزيد على ستين حجرة وينتهي إلى باب في موضع يعرف بدركاه خاتون من باب
الحرم وفرغ من بنائها في سنة 705 ثم أوصل المستنجد بهذه الدار منظرة مشرفة على
الريحانيين في وسط السوق على باب بدر وهو أحد خواص الخدم وكان قبل ذلك يدعى بباب
الخاصة يدخل منه من سمت منزلته ثم سد منذ أيام الطائع وتلك الفتن وكان ابتداء
العمل في منظرة الريحانيين سنة 755
منعج بالفتح ثم السكون وكسر العين والجيم وهو من نعج ينعج إذا سمن وقياس المكان
فتح
العين
لفتح عين مضارعة ومجيئه مكسورا شاذ على أن بعضهم قد رواه بالفتح والمشهور الكسر
وهو واد يأخذ بين حفر أبي موسى والنباج ويدفع في بطن فلج ويوم منعج من أيام العرب
لبني يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم على بني كلاب قال جرير لعمرك لا
أنسى ليالي منعج ولا عاقلا إذ منزل الحي عاقل عاقل واد دون بطن الرمة وهو يناوح
منعجا من قدامه وعن يمينه أي يحاذيه وقيل منعج واد يصب من الدهناء وقال بعض
الأعراب ألم تعلمي يا دار ملحاء أنه إذا أجدبت أو كان خصبا جنابها أحب بلاد الله
ما بين منعج إلي وسلمى أن يصوب سحابها بلاد بها حل الشباب تميمتي وأول أرض مس جلدي
ترابها وقال أبو زياد الوحيد ماء من مياه بني عقيل يقارب بلاد الحارث بن كعب ومنعج
جانب الحمى حمى ضرية التي تلي مهب الشمال ومنعج واد لبني أسد كثير المياه وما بين
منعج والوحيد بلاد بني عامر لم يخالطها أحد أكثر من مسيرة شهر ولذلك قالت جمل حيث
ذهبت الفزر بإبلها بني الفزر ماذا تأمرون بهجمة تلائد لم تخلط بحيث نصابها تظل
لأبناء السبيل مناخة على الماء يعطى درها ورقابها أقول وقد ولوا بنهب كأنه قداميس
حوضى رملها وهضابها ألهفي على يوم كيوم سويقة شفى غل أكباد فساغ شرابها فإن لها
بالليث حول ضرية كتائب لا يخفى عليه مصابها إذا سمعوا بالفزر قالوا غنيمة وعوذة ذل
لا يخاف اغتصابها بني عامر لا سلم للفزر بعدها ولا أمن ما حنت لسفر ركابها فكيف
اجتلاب الفزر شولي وصبتي أرامل هزلى لا يحل اجتلابها وأربابها بين الوحيد ومنعج
عكوفا تراءى سربها وقبابها ألم تعلمي يا فزر كم من مصابة رهبنا بها الأعداء ناب منابها
وكل دلاص ذات نيرين أحكمت على مرة العافين يجري حبابها وأن رب جار قد حمينا وراءه
بأسيافنا والحرب يشرى ذبابها
منغ بفتح أوله وتشديد ثانيه وغين معجمة وكانت قديما تعرف بمنع بالعين المهملة
فعربوها وهي قرية كبيرة فيها منبر من نواحي عزاز من نظر حلب
المنفطرة من قرى اليمامة
منف بالفتح ثم السكون وفاء اسم مدينة فرعون بمصر قال القضاعي أصلها بلغة القبط
مافه فعربت فقيل منف قال عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم بإسناده أول من سكن
مصر بعد أن أغرق الله تعالى قوم نوح عليه السلام يبصر بن حام بن نوح فسكن منف وهي
أول مدينة عمرت بعد الغرق
هو
وولده وهم ثلاثون نفسا منهم أربعة أولاد قد بلغوا وتزوجوا فبذلك سميت مافه ومعنى
مافه بلسان القبط ثلاثون ثم عربت فقيل نف وهي المرادة بقوله تعالى ودخل المدينة
على حين غفلة من أهلها قال الهمذاني ذكر لي شيخ صدوق فيما يحكيه قال رأيت بمنف دار
فرعون ودرت في مجالسها ومساربها وغرفها وصفافها فإذا جميع ذلك حجر واحد منقور فإن
كان قد هندموه ولاحكوا بينه حتى صار في الملامسة بحيث لا يستبين فيه مجمع حجرين
ولا ملتقى صخرتين فهذا عجيب وإن كان جميع ذلك حجرا واحدا نقرته الرجال بالمناقير
حتى خرقت تلك المخاريق في مواضعها إنه لأعجب وآثار هذه المدينة وحجارة قصورها إلى
الآن ظاهرة بينها وبين الفسطاط ثلاثة فراسخ وبينها وبين عين شمس ستة فراسخ وقيل
إنه كان فيها أربعة أنهار يختلط ماؤها في موضع سريره ولذلك قال أليس لي ملك مصر
وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون وكانت منف أول مدينة بنيت بأرض مصر بعد
الطوفان لأن بيصر والد مصر قدم إلى هذه الأرض في ثلاثين نفسا من ولده وولد ولده
قال ابن زولاق وذكر بعضهم أن من مصر لمنف ثلاثين ميلا كانت بيوتا متصلة وفيها بيت
فرعون قطعة واحدة سقفه وفرشه وحيطانه حجر واحد أخضر قلت وسألت بعض عقلاء مصر عن
ذلك فصدقه إلا أنه قال يكون مقداره خمسة أذرع في خمسة أذرع حسب وذكر بعض عقلاء مصر
قال دخلت منف فرأيت عثمان بن صالح عالم مصر وهو جالس على باب كنيسة بمنف فقال
أتدري ما مكتوب على باب هذه الكنيسة قلت لا قال مكتوب عليها لا تلوموني على صغرها
فإني قد اشتريت كل ذراع بمائتي دينار لشدة العمارة قال عثمان بن صالح وعلى باب هذه
الكنيسة وكز موسى عليه السلام الرجل فقضى عليه وبها كنيسة الأسقف لا يعرف طولها
وعرضها مسقفة بحجر واحد حتى لو أن ملوك الأرض قبل الإسلام وخلفاء الإسلام جعلوا
همتهم على أن يعملوا مثلها لما أمكنهم وبمنف آثار الحكماء والأنبياء وبها كان منزل
يوسف الصديق عليه السلام ومن كان قبله ومنزل فرعون موسى وكانت له عين شمس والفسطاط
اليوم بين منف وعين شمس في منتهى جبل المقطم ومنقطعه وكان في قرنه المقطم موضع
يسمى المرقب وكان ابن طولون قد بنى عنده مسجدا يعرف به فكان فرعون إذا أراد الركوب
من عين شمس إلى منف أوقد صاحب المرقب بمنف فرآه صاحب المرقب الذي على جبل المقطم
فيوقد فيه فإذا رأى صاحب عين شمس ذلك الوقود تأهب لمجيئة وكذلك كان يصنع إذا أراد
الركوب من منف إلى عين شمس فلذلك سمي الموضع تنور فرعون
منفلوط بفتح الميم وسكون النون ثم فاء مفتوحة ولام مضمومة وآخره طاء مهملة بلدة
بالصعيد في غربي النيل بينها وبين شاطىء النيل بعد
منفوحة بالفتح كأنه اسم المفعول من نفح الطيب إذا فاح ونفحت الصبا إذا هبت كأن
الريح الطيبة أو الهواء الطيب موجود فيها قالوا بالعرض من اليمامة واد يشقها من
أعلاها إلى أسفلها وإلى جانبه منفوحة قرية مشهورة من نواحي اليمامة كان يسكنها
الأعشى وبها قبره وهي لبني قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل
نزلوها بعد قتل مسيلمة لأنها لم تدخل في صلح مجاعة لما صالح خالد بن الوليد على
اليمامة وقد قيل إنما سميت منفوحة لأن بني قيس بن ثعلبة قدمت اليمامة بعدما نزلها
عبيد
بن
ثعلبة كما ذكرنا في حجر وأنزل حوله بطون حنيفة فقالوا إنك أنزلتنا في ربعك فقال ما
من فضل غير أني سأنفحكم فأنزلهم هذه القرية قسميت منفوحة وهو من قولهم نفحه بشيء
أي أعطاه يقال لا تزال لفلان نفحات من المعروف قال ابن ميادة لما أتيتك أرجو فضل
نائلكم نفحتني نفحة طابت لها العرب أي طابت لها النفس وقال الأعشى فقاع منفوحة ذي
الحائر
منفية بالفتح ثم السكون وكسر الفاء ثم ياء مشددة هي بلدة مشهورة في ساحل بحر الزنج
المنقى بالضم وتشديد القاف من نقيت الشيء فهو منقى أي خالص طريق للعرب إلى الشام
كان في الجاهلية يسكنه أهل تهامة والمنقى بين أحد والمدينة قال ابن إسحاق وقد كان
الناس انهزموا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم أحد حتى انتهى بعضهم إلى
المنقى دون الأعوص وقال ابن هرمة كأني من تذكر ما ألاقي إذا ما أظلم الليل البهيم
سليم مل منه أقربوه وودعه المداوي والحميم فكم بين الأقارع والمنقى إلى أحد إلى
ميقات ريم إلى الجماء من خد أسيل عوارضه ومن دل رخيم
منقباط بالفتح ثم السكون وفتح القاف وباء موحدة وآخره طاء قرية على غربي النيل
بالصعيد قرب مدينة أسيوط
المنقدة قريتان من قرى ذمار يقال لإحداهما المنقدة العليا وللأخرى المنقدة السفلى
المنقدية أرض لبني القسيم باليمامة
منقشلاغ بالفتح ثم السكون وفتح القاف وسكون الشين المعجمة وآخره غين معجمة قلعة
حصينة في آخر حدود خوارزم وهي بين خوارزم وسقسين ونواحي الروس قرب البحر الذي يصب
فيه جيحون وهو بحر طبرستان قال أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي ثم الخوارزمي وكتب
بها إلى ابنه المؤيد وكان قد مضى إلى منقشلاغ أيا برق نجد هجت شوقي إلى نجد وأضرمت
في الأحشاء ثائرة الوجد خوارزم نجدي وهي غير بعيدة وقد حلئت عيسى برغمي عن الوخد
إذا غازلت ريح الشمال رياضها عقيب نداها خلتها جنة الخلد فلا وقد قلبي عين عيني
ناشف ولا عين عيني مطفىء الوهج والوقد فيا إخوتي هل تذكرون أخا لكم غريبا بمنقشلاغ
في شدة الجهد ألام بما أبدي من الشوق نحوكم على أن ما أخفيه أضعاف ما أبدي وله
أيضا في مدح خوارزم شاه اتسز وكان قد افتتحها أرسلت في شم منقشلاغ صاعقة من الظبي
صعقت منها أهاليها
منقل
المستعجلة على عشرة أميال من صعدة ذكره في حديث العنسي
المنقوشية من قرى النيل من أرض بابل منها أبو الخطاب محمد بن جعفر الربعي شاعر جيد
قدم بغداد وأصعد منها إلى ناحية الجزيرة فأقام عند الملك الأشرف ابن الملك العادل
مدة وتنقل في نواحي ديار بكر ومدح ملوكها وهو حي في أيامنا هذه وقد أنشدني من شعره
أشياء ضاعت مني
المنكب بالضم ثم الفتح وتشديد الكاف وفتحها وباء موحدة من نكبت الشيء فهو منكب
كأنك تعطيه منكبك وهو بلد على ساحل جزيرة الأندلس من أعمال إلبيرة بينه وبين
غرناطة أربعون ميلا
منكث بالفتح ثم السكون وفتح الكاف وثاء مثلثة بلدة من نواحي أسبيجاب ومنكث أيضا
قرية من قرى بخارى وكلتاهما بماء وراء النهر
ومنكث ناحية باليمن حصن بيد عبد علي بن عواض قال ابن الحائك منكث الحظيين وهم بقية
الملوك من آل الصوار ولهم كرم وشرف
منكثة بالفتح اسم المكان من نكث ينكث وهو أن يحل برم الأكسية المنسوجة ثم تغزل
ثانية ومنه نكث العهد وهو واد من أودية القبلية عن الزمخشري عن علي
المنكدر بالضم ثم السكون وهو اسم الفاعل من انكدر عليهم القوم إذا جاؤوا إرسالا
يتبع بعضهم بعضا وهو طريق يسلك بين الشام واليمامة وقيل طريق من الكوفة إلى
اليمامة قال جندل بن المثنى الطهوي يصف إبلا يهوين من أفجة شتى الكور من مجدل
ومثقب ومنكدر ومثلهم من بصرة ومن هجر ومن ثنايا يمن ومن قطر حتى أتى خوا على بني
سفر
منكف بالفتح ثم السكون وكسر الكاف وآخره فاء هو من نكفت أثره وانتكفته إذا اعترضته
أنكفه نكفا إذا علا ظلفا من الأرض غليظا لا يؤدي الأثر فاعترضه في مكان سهل وقياسه
منكف بفتح الكاف على هذا وهو اسم واد قال ابن مقبل عفا من سليمى ذو كلاف فمنكف
مبادي الجميع القيظ والمتصيف
منواث بالفتح ثم السكون وآخره ثاء مثلثة بليدة بسواحل الشام قرب عكة
منور بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الواو والراء جبل في قول بشر ذو بحار فمنور وقال
يزيد بن أبي حارثة إني لعمرك لا أصالح طيئا حتى يغور مكان رمح منور
منورقة بالفتح ثم الضم وسكون الواو وفتح الراء وقاف جزيرة عامرة في شرقي الأندلس
قرب ميورقة إحداهما بالنون والأخرى بالياء
منوف من قرى مصر القديمة لها ذكر في فتوح مصر ويضاف إليها كورة فيقال كورة رمسيس
ومنوف وهي من أسفل الأرض من بطن الريف ويقال لكورتها الآن المنوفية
منوقان بالقاف وآخره نون مدينة بكرمان
منونيا
قرية من قرى نهر الملك كانت أولا مدينة ولها ذكر في أخبار الفرس وهي على شاطىء نهر
الملك ينسب إليها من المتأخرين حماد بن سعيد أبو عبد الله الضرير المقرىء المنوني
قدم بغداد وقرأ القرآن وروي عنه أناشيد
منهات من حصون اليمن قريب من الدملوة
منهل بالضم ثم السكون وكسر الهاء اسم المفعول من نهل ينهل وهو شرب الإبل الأول اسم
ماء في بلاد سليم
المنهى بالفتح والقصر كأنه اسم مكان من نهاه ينهاه وهو اسم النهر الذي احتفره يوسف
الصديق يفضي إلى الفيوم مأخذه من النيل وقد ذكر في الفيوم قال العمراني المنهى
موضع جاء في الشعر
المنيب بالضم ثم الكسر ثم ياء ساكنة وباء موحدة يقال للمطر الجمود منيب ماء من
مياه بني ضبة بنجد في شرقي الحزيز لغني
منيح جبل لبني سعد بالدهناء
منيحة بالفتح ثم الكسر ثم ياء وحاء مهملة واحدة المنايح وهو كالهبة والعطية
والمنيحة اسم لشاة يمنحها الرجل صاحبه عارية للبن خاصة والمنيحة من قرى دمشق بالغوطة
ينسب إليها أبو العباس الوليد بن عبد الملك بن خالد بن يزيد المنيحي حدث عن أبي
خليد عتبة بن حماد روى عنه أبو الحسن أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي وبها مشهد يقال
إنه قبر سعد بن عبادة الأنصاري والصحيح أن سعدا مات بالمدينة
منيذ بالفتح ثم الكسر ثم ياء وذال موضع بفارس عن العمراني ولعله صحفه وهو ميبذ
منيرة بالضم ثم الكسرة والياء آخر الحروف والراء ذكره الزبير في عقيق المدينة
المنيطرة مصغر بالطاء مهملة حصن بالشام قريب من طرابلس
منيع بفتح أوله وكسر ثانيه وسكون الياء المثناة من تحتها وعين مهملة الجامع
المنيعي بنيسابور عمره الرئيس أبو علي حسان بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن
عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي
المنيعي وكان كثير المال عظيم الرياسة والنسك وبنى غير الجامع مساجد ورباطات
ومدارس وسمع الحديث من أبي