9 مصاحف الكتاب الاسلامي

9 مصاحف هيتميل 9 و 12 مصحف

 

الجمعة، 12 أغسطس 2022

الجعاد والاساري لقاسم بن سلام

 


بسم الله الرحمن الرحيم 

الجعاد والاساري لقاسم بن سلام

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :

فإن الجهاد في سبيل الله عز وجل ذروة سنام هذا الدين العظيم ، وهو أفضل نوافل الطاعات والعبادات على الإطلاق كما هو متفق عليه لدى العلماء .

ولا سبيل للأمة للنهوض من كبوتها ، وعصمة دماء المسلمين المراقة في أرجاء المعمورة ، ومن ثم قيادتها للأمم قاطبة إلا بالجهاد الذي هو طريقها إلى العزة والكرامة والقوة والمنعة كما جاء في الحديث الصحيح عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :

(إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لاينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم) أخرجه أبو داود في سننه .

فالحل هو الرجوع إلى الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى ، ولا يمكن أن يقول مسلم عاقل إن الحل في الإسلام من غير جهاد ، وهل الجهاد ليس من الإسلام ؟ بل الإسلام يرشد إلا أن الحل الصحيح لاستعادة مقدسات الأمة المسلوبة المنهوبة ، وتحريرها من أيد الغاصبين ، إنما هو بالجهاد الذي هو الطريق الواجب المصير إليه لتكون كلمة الله هي العليا ، ويتبين ذلك بالفهم الصحيح المستقى من أقوال سلف الأمة من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله ، وليس بأفهام الخلوف من علماء السوء1.

ونظراً لأن المعتبر في الأحكام الشرعية هو الناسخ وليس المنسوخ والناسخ هو الحكم المتأخر في النزول وهو المحكم الذي يجب أن يعمل به ، أما المنسوخ فإنه إما أن ينسخ حكمه ورسمه ، وإما أن ينسخ حكمه ويبقى رسمه في المصحف يتلى ويتعبد بقراءته ، ولأن الجهاد من أكثر العبادات في الإسلام التي مرت بمراحل تشريعية كثيرة متعددة قد تخفى على البعض2.

ومن هذا المنطلق رأيت أن أقوم بنسخ ما يتعلق بالجهاد (وهي أبواب الجهاد والأسارى والمغانم) الصفحات (190-218) من كتاب الناسخ والمنسوخ لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي رحمه الله
(متوفى سنة 224هـ) على صيغة ملف الوورد ، لينتفع بما فيه من العلم أكبر عدد ممكن من المسلمين .

وها أنا ذا هنا أعتذر من الأخ محقق الكتاب الشيخ/محمد بن صالح المديفر جزاه الله خيراً  واستميحه عذراً في إنزال هذه الأبواب من الكتاب في شبكة الانترنت .

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .. والسلام عليكم  كتبه أخوكم/ أبو خالد آل حمدان

جزيرة العرب_الرياض (رجب عام 1426هـ)


ترجمة مختصرة لمؤلف كتاب الناسخ والمنسوخ

نسبه وشهرته :

هو أبو عبيد القاسم بن سلام (بتشديد اللام) التركي الخراساني الهروي المولد والمنشأ ، الأزدي الأنصاري الخزاعي بالولاء ، الجمحي البغدادي اللغوي الشافعي القاضي .

مولده :

ولد أبو عبيد بهراة سنة أربع وخمسين ومائة ، وقيل سنة خمسين ومائة ، وقيل سبع وخمسين ومائة .

مكانته وثناء العلماء عليه :

قال إسحاق بن راهويه : الحق يحبه الله عز وجل أبو عبيد القاسم بن سلام أفقه مني وأعلم مني ، وقال : أبو عبيد أوسعنا علماً وأكثرنا جمعاً ، إنا نحتاج إلى أبي عبيد وأبو عبيد لا يحتاج إلينا .

وقال الإمام أحمد : أبو عبيد القاسم بن سلام ممن يزداد كل يوم عندنا خيراً .

وقال حمدان بن سهل : سألت يحيى بن معين عن الكتابة عن أبي عبيد والسماع منه فتبسم وقال : مثلي يسأل عن أبي عبيد ؟! أبو عبيد يسأل عن الناس ، لقد كنت عند الأصمعي يوماً إذ أقبل أبو عبيد فشق إليه بصره حتى اقترب منه فقال : أترون هذا المقبل ؟ قالوا : نعم . قال : لن تضيع الدنيا أو لن يضيع الناس ما حيي هذا .

وقال القاضي أحمد بن كامل : أبو عبيد فاضل في دينه وعلمه متفنن في أصناف علوم الإسلام من القرآن والفقه والعربية والأخبار ، حسن الرواية صحيح النقل لا أعلم أحداًَ من الناس طعن عليه في شيء من أمر دينه .

وقال الهلال بن العلاء الرقي : منَّ الله تعالى على هذه الأمة بأربعة في زمانهم : بالشافعي تفقه في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبالإمام أحمد ثبت في المحنة ولولا ذلك لكفر الناس أو قال ابتدعوا ، وبيحيى بن معين نفى الكذب عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبأبي عبيد القاسم بن سلام فسر غريب الحديث ولولا ذلك لاقتحم الناس الخطأ .

وقال الحاكم : هو الإمام المقبول عند الكل .

وقال عمرو بن بحر الجاحظ : ومن المعلمين ثم الفقهاء والمحدثين ، ومن النحويين والعلماء بالكتاب والسنة والناسخ والمنسوخ وبغريب الحديث ، وإعراب القرآن ، وممن جمع صنوفاً من العلم أبو عبيد القاسم بن سلام ، وكان مؤدباً لم يكتب الناس أصح من كتبه ولا أكثر فائدة .

وبالغ السيوطي في الثناء عليه فقال : كان أبو عبيد إمام أهل عصره في كل فن من العلم .

وفاته :

ذكرت أغلب المصادر المترجمة لأبي عبيد أن وفاته كانت في سنة أربع وعشرين ومائتين في البلد الحرام مكة حرسها الله ، ولما مات أبو عبيد نُعي إلى عبدالله بن طاهر فرثاه بقصيدة قال فيها :

يا طالب العلم قد مات ابن سلام         وكان فارس علم غير محجام

مات الذي كان فيكم ربع أربعة          لم يلف مثلهم إسناد إحكـام

حبر البرية عبد الله أولهــم           وعامر ولنعم الثاويا عامـي

هما اللذان أنافا فوق غيرهما           والقاسمان ابن معن وابن سلام


باب الجهاد وناسخه ومنسوخه

قال أبو عبيد :

وجدنا نسخ الجهاد في أربع خلال : منها اثنتان في القتال وثالثة في الأسارى ورابعة في المغانم .

فأما اللتان في القتال فإن الأولى منهما إذن الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم وللمسلمين في جهاد المشركين بعد أن كان ذلك ممنوعاً منهياً عنه قبل الهجرة ثم أذن الله عز وجل فيه بعدها .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا محمد بن كثير عن معمر بن راشد عن الزهري قال :

أول آية نزلت في القتال قول الله عز وجل (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير) إلى قوله (إن الله لقوي عزيز) قال ثم ذكر القتال في آي كثير من القرآن .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا عبدالله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله (لست عليهم بمسيطر) وقوله عز وجل (وما أنت عليهم بجبار) وقوله عز وجل (فاعف عنهم) وقوله عز وجل (قل للذين آمنوا يغفروا للذين لايرجون أيام الله) .

قال : نسخ هذا كله قوله (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) وقوله عز وجل (قاتلوا الذين لايؤمنون بالله ولا باليوم الآخر) إلى قوله (وهم صاغرون) .

قال أبو عبيد : ثم ندب الله عز وجل المؤمنين إلى الجهاد وحضهم عليه بأكثر من الإذن حتى عاتب أهل التخلف عنه وإن كان تخلفهم باستئذان منهم النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا عبدالله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله (إنما يستأذنك الذين لايؤمنون بالله واليوم الآخر) قال : هذا تعيير للمنافقين حين استأذنوه في القعود عن الجهاد من غير عذر ، وعذر الله المؤمنين ، فقال (وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه) .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا حجاج عن ابن جريج وعثمان بن عطاء عن عطاء الخراساني عن ابن عباس في هذه الآية قال الله عز وجل (إنما يستأذنك الذي لايؤمنون بالله واليوم الآخر) قال نسختها (وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه) الآية قال : فجعل الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم بأعلى النظرين في ذلك .

قال أبو عبيد : ثم وكّد الله عز وجل الجهاد على المؤمنين حتى أوجب على كل رجل منهم مجاهدة عشرة من الكفار ، فلما صار إلى التخفف عنهم ووصفهم بالضعف نسخ ذلك بأن ألزم كل رجل من أهل الإيمان لقاء رجلين من أهل الشرك ولم يرض منهم بأقل منه .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا حجاج عن ابن جريج وعثمان بن عطاء عن عطاء الخراساني عن ابن عباس في قوله : (إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين) الآية قال : فنسخها قوله عز وجل (الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً) إلى قوله (مع الصابرين) .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا عبدالله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في هذه الآية ، قال : أمر الله عز وجل الرجل من المؤمنين أن يقاتل عشرة من الكفار فشق ذلك عليهم فرحمهم فقال : (إن تكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين) الآية .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا إسماعيل بن ابراهيم عن ابن أبي نجيح عن عطاء عن ابن عباس قال : أيما رجل فرَّ من ثلاثة فلم يفرَّ فإن فرَّ من اثنين فقد فرَّ .

قال أبو عبيد :

معنى هذا الحديث تأويل هذه الآية ، ثم زاد الله الجهاد بعد هذا كله تغليظاً وتوكيداً بأن قطع الموادعات التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين من عاهد من المشركين ، فأمره أن يؤذنهم في براءة بالحرب بعد انقضاء المدة التي وقتها لهم وهي الأربعة الأشهر .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا حجاج عن ابن جريج وعثمان بن عطاء عن عطاء الخراساني عن ابن عباس في قوله : (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله) قال : نسختها (قاتلوا الذين لايؤمنون بالله) إلى قوله : (وهم صاغرون) .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا عبدالله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله عز وجل : (فسيحوا في الأرض أربعة أشهر) قال : حدَّ الله عز وجل للذين عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة أشهر يسيحون فيها حيث شاءوا وأجَّل من ليس له عهد انسلاخ الأشهر الحرم خمسين ليلة ، وقال : (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم) قال : وأمره إذا انسلخ الأشهر الحرم أن يضع السيف فيمن عاهد إن لم يدخلوا في الإسلام ونقض ما سمى لهم من العهد والميثاق فأذهب الشرط الأول ثم قال : (إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام) يعني أهل مكة ، (فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين) .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا حجاج عن ابن جريج عن مجاهد في هذه الآية قال : فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعلياً فطافا في الناس بذي المجاز وأمكنتهم التي كانوا فيها يتبايعون فيها كلها والموسم كله فآذنوا أصحاب العهد أن يأمنوا أربعة أشهر فهي الأشهر الحرم المنسلخات المتواليات من عشر ذي الحجة إلى عشر يخلون من ربيع الآخر ثم لا عهد لهم ، قال : وهي الحرم من أجل أنهم أأمنوا فيها حتى يسيحونها ، وآذن الله الناس كلهم بالقتال إن لم يؤمنوا .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا أبو اليمان عن شعيب بن أبي حمزة عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب : أن النبي صلى الله عليه وسلم أمَّر أبا بكر على تلك الحجة وأمره أن يؤذِّن ببراءة ، قال ابن شهاب : فأخبرني حميد بن عبدالرحمن عن أبي هريرة قال : بعثني أبو بكر رضي الله عنه في مؤذنين بعثهم يوم النحر : ألا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ، قال حميد : ثم أردف النبي صلى الله عليه وسلم علياً رضي الله عنه وأمره أن يؤذن بذلك .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن المغيرة عن الشعبي عن المحرر بن أبي هريرة عن أبيه : نحو ذلك ، وزاد فيه ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فأجله أربعة أشهر ، فإذا مضت الأربعة أشهر فإن الله بريء من المشركين ورسولُهُ .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد : حدثنا حجاج عن بن جريج وعثمان بن عطاء عن عطاء الخراساني عن ابن عباس (إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق) إلى قوله (فما جعل الله لكم عليهم سبيلا) وفي قوله (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم) قال : ثم نسخت هذه الآيات (براءة من الله ورسوله) إلى قوله (ونفصل الآيات لقوم يعلمون) .

قال أبو عبيد : فكانت براءة هي الناسخة للهدنة والقاطعة للعهود والمشخصة الناس للجهاد ، بذلك وصفتها العلماء .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن  ابراهيم قال : خرج عبدالرحمن بن يزيد وهو يريد أن يجاعل في بعث خرج عليه ثم أصبح يتجهز فقلت : ألم تكن أردت أن تجاعل قال : بلى ، ولكن قرأت البارحة سورة براءة فسمعتها تحث على الجهاد .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا حجاج وأبو اليمان كلاهما عن حَرِيز بن عثمان عن عبدالرحمن بن ميسرة أو ابن بلال عن أبي راشد الحُبْراني أنه وافى المقداد بن الأسود بحمص على تابوت من توابيت الصيارفة وقد فضل عنه عظماً ، قال : فقلت يا أبا الأسود قد أعذر الله إليك أو قال : قد عذرك الله – يعني في القعود عن الغزو- فقال : أبت علينا سورة براءة (انفروا خفافاً وثقالاً) .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا إسماعيل بن ابراهيم عن أيوب عن ابن سيرين أن أبا أيوب شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لم يتخلف عن غزاة للمسلمين إلا عاماً واحداً فإنه استعمل على الجيش رجل شاب ، ثم قال بعد ذلك : وما على من استعمل علي ، وكان يقول : قال الله عز وجل : (انفروا خافاً وثقالاً) فلا أجدني إلا خفيفاً أو ثقيلاً .

حدثنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا يزيد عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس أن أبا طلحة قرأ هذه الآية (انفروا خفافاً وثقالاً) فقال : ها أرى الله ألا يستنفرنا إلا شباباً وشيوخاً ، جهزوني فجهزوه فركب البحر فمات في غزاته تلك ، قال : فما وجدنا له جزيرة ندفنه أو قال يدفنونه فيها إلا بعد سابعة .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا حجاج عن ابن جريج عن مجاهد في هذه الآية قال : قالوا فينا الثقيل وذو الحاجة والضعيف والمتيسر عليه أمره فأنزل الله (انفروا خفافاً وثقالاً) .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا يزيد عن اسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح (انفروا خفافاً وثقالاً) قال الشاب والشيخ .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا خالد بن عمرو عن سفيان عن منصور عن ابراهيم فيها قال : مشاغيل وغير مشاغيل .

قال أبو عبيد : ثم نزل مع براءة آيٌ كثير كلها تحض على الجهاد وتوجبه على الناس منها قوله (كتب عليكم القتال وهو كره لكم) .

وقوله (فلا تهنوا وتدعوا إلى السَّلم وأنتم الأعلون) .

وقوله (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله) في آيات يطول ذكرها 0

ثم جاءت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيان ذلك وتصديقه في آثار متتابعة منها :

قوله (لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا) .

وقوله (الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة لا يروه جور جائر ولا عدل عادل) .

وقوله (حتى يقاتل آخر عصابة من أمتي الدجال) .

وقوله (الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة) .

إنما تأويله عندنا خيل الغزاة في سبيل الله ، والحديث في هذا أكثر من أن يحاط به ثم تكلمت العلماء بَعْدُ من لدن الصحابة ومن بعدهم في وجوب الجهاد واختلفوا فيه .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا علي بن معبد عن أبي المليج الرقِّي عن ميمون بن مهران قال : كنت عند ابن عمر فجاء رجل إلى عبدالله بن عمرو بن العاص فسأله عن الفرائض وابن عمر جالس حيث يسمع كلامه فقال : الفرائض شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام رمضان والجهاد في سبيل الله قال : فكأن ابن عمر غضب من ذلك ثم قال : الفرائض شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام رمضان ، وتَرَكَ الجهادَ .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي عن حنظلة بن أبي سفيان عن عكرمة بن خالد قال : قال رجل لابن عمر : ألا تغزو قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت) .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا يزيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن رجل عن ابن عمر مثل ذلك غير مرفوع .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا حجاج عن ابن جريج قال : قلت لعطاء أواجب الغزو على الناس ؟ فقال : هو وعمرو بن دينار ما علمناه .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا حجاج عن ابن جريج قال : قال معمر كان مكحول يستقبل القبلة ثم يحلف عشرة أيمان : أن الغزو واجب ، ثم يقول إن شئتم زدتكم .

أخبرنا علي قال : حدثنا أو عبيد قال : حدثنا عبدالله بن صالح عن معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث أو غيره عن ابن شهاب قال : كتب الله الجهاد على الناس غزوا أو قعدوا فمن قعد ، فهو عدة إن استعين به أعان وإن استنفر نفر وإن استغني عنه قعد .

قال أبو عبيد : وأحسب قول الأوزاعي مثل قول ابن شهاب .

وأما سفيان الثوري فكان يقول : ليس بفرض ولكن لا يسع الناس أن يجمعوا على تركه ويجزئ فيه بعضهم عن بعض .

قال أبو عبيد : وهذا هو القول عندنا في الجهاد لأنه حق لازم للناس غير أن بعضهم يقضي ذلك عن بعض وإنما وسعهم هذا للآية الأخرى ، قوله (وما كان المؤمنون لينفروا كافة) فإنها فيما يقال ناسخة لفرض الجهاد.

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا حجاج عن ابن جريج وعثمان بن عطاء عن عطاء الخراساني عن ابن عباس في قوله : (فانفروا ثبات أو انفروا جميعاً) وفي قوله (انفروا خفافاً وثقالاً) قال : نسختها (وما كان المؤمنون لينفروا كافة) الآية ، قال : تنفر طائفة وتمكث طائفة مع النبي صلى الله عليه وسلم قال : فالماكثون هم الذين يتفقهون في الدين وينذرون إخوانهم إذا رجعوا إليهم من الغزو بما نزل من قضاء الله وكتابه وحدوده .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا عبدالله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في هذه الآية قال : يعني السرايا كانت ترجع وقد نزل بعدهم قرآن تعلمه القاعدون من النبي صلى الله عليه وسلم فتمكث السرايا يتعلمون ما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم بعدهم وتبعث سرايا أخرى ، قال : فذلك قوله : (ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم) .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا حجاج عن ابن جريج عن مجاهد نحو ذلك .

قال أبو عبيد : فلولا هذه الآية لكان الجهاد حتماً واجباً على كل مؤمن في خاصَّة نفسه وماله كسائر الفرائض ، ولكن هذه الآية جعلت للناس الرخصة في قيام بعضهم بذلك عن بعض ، ومع هذا أنا قد وجدنا في الحقوق الواجبة نظائر للجهاد ، منها عيادة المريض وحضور الجنائز وردُّ السلام وتشميت العاطس فهذه كلها لازمة للمسلمين غير أن بعضهم يقوم بذلك دون بعض ولكن الفضيلة والتبريز لقاضيها دون المقضي عنه فكذلك الجهاد إن شاء الله على أن الله عز وجل قد كان اشترط فيه شرطاً حين أمر به فجعله محظوراً في بعض الشهور فقال عز وجل : (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم) وقال عز وجل (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير) هو في التفسير أن القتال فيه عند الله عظيم كبير ، ثم اختلف العلماء في نسخ تحريمها وإباحة القتال فيها .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا حجاج عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : ما لهم إذ ذاك لم يكن يحل لهم أن يغزوا في الشهر الحرام ثم غزوهم بعد قال : فحلف لي بالله ما يحل للناس أن يغزوا في الحرم ولا في الشهر الحرام إلا أن يُقاتَلوا وما نسخت .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا حجاج عن ليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر قال : لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو في الشهر الحرام إلا أن يغزى وإذا حضر ذلك أقام حتى ينسلخ .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا عبدالله بن صالح عن الليث عن أبي الزبير عن جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله غير أنه قال : إلا أن يغزى أو يغزو .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا أبو الأسود عن ابن لهيعة عن مخرمة بن بكير عن أبيه بكير بن عبدالله بن الأشج عن سعيد بن المسيب أنه سئل : هل يصلح للمسلمين أن يقاتلوا الكفار في الشهر الحرام ؟ قال : نعم ، قال : وقال ذلك سليمان بن يسار .

قال أبو عبيد :

والناس اليوم بالثغور جميعاً على هذا القول يرون الغزو مباحاً في الشهور كلها حلالها وحرامها لا فرق بين ذلك عندهم ، ثم لم أر أحداً من علماء الشام ولا العراق ينكره عليهم وكذلك أحسب قول أهل الحجاز .

والحجة في إباحته عند علماء الثغور قول الله تبارك وتعالى (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) .

قال أبو عبيد :

فهذه الآية هي الناسخة عندهم لتحريم القتال في الشهر الحرام .

فهذا ناسخ القتال ومنسوخه .


باب الأسارى

 

قال أبو عبيد : وأما أمر الأسارى في الفداء والمن والقتل .

فإن عبدالله بن صالح حدثنا عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قول الله عز وجل : (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض) قال : ذلك يوم بدر والمسلمون يومئذ قليل فلما كثروا واشتد سلطانهم أنزل الله عز وجل بعد هذا في الأسارى (فإما منَّاً بعدُ وإما فداءً) فجعل الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين في الأسارى بالخيار إن شاءوا قتلوهم وإن شاءوا فادوهم وإن شاءوا استعبدوهم ، شك أبو عبيد في استعبدوهم .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا ابن مهدي وحجاج بن محمد كلاهما عن سفيان قال : سمعت السدي يقول في قوله عز وجل : (فإما منَّاً بعدُ وإما فداءً) قال : هي منسوخة نسختها قوله عز وجل (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا حجاج عن ابن جريج فيها قال : هي منسوخة قد قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم عقبة بن أبي معيط يوم بدر صبراً .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا حجاج عن شريك عن سالم عن سعيد بن جبير قال : يقتل أسرى المشركين ولا يفادون حتى يثخن فيهم القتل وقد قال (حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منَّاً بعدُ وإما فداءً) . وفيه قول آخر .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا حجاج عن المبارك بن فضالة عن الحسن أنه كره قتل الأسير وقال : منَّ عليه أو فاده .

أخبرنا علي قال : حدثنا أو عبيد قال : حدثنا حجاج عن ابن جريج عن عطاء مثل ذلك أيضاً أو نحوه .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا هشيم قال : أخبرنا أشعث قال : سألت عطاء عن قتل الأسير فقال : مُنَّ عليه أو فاده ، قال وسألت الحسن فقال : تصنع به ما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسارى بدر يمُنَّ عليه أو يفادي .

قال أبو عبيد :

فأرى العلماء قد اختلفت في تأويل آيات الأسارى ففي حديث ابن عباس أن آية الفداء هي المحكمة الناسخة بقتلهم وإلى مذهبه ذهب سعيد بن جبير ، وفي قول السدي وابن جريج أن آية القتل هي المحكمة الناسخة للفداء والمنِّ وإلى هذا ذهب الحسن وعطاء .

قال أبو عبيد :

والقول عندنا أن الآيات جميعاً محكمات لا منسوخ فيهن ، يبين ذلك ما كان من أحكام رسول الله صلى الله عليه وسلم الماضية فيهم وذلك أنه كان عاملاً بالآيات كلها من القتل والفداء والمنِّ حتى توفاه الله عز وجل على ذلك ولا نعلم نسخ منها شيء ، فكان أول أحكامه فيهم يوم بدر فعمل بها كلها يومئذ ، بدأ بالقتل فقتل عقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث في قفوله ثم قدم المدينة فحكم في سائرهم بالفداء والمنِّ .

ثم كان يوم الخندق إذ سارت إليه الأحزاب فقاتلهم حتى صرفهم الله عز وجل عنه وخرج إلى بني قريظة لممالأتهم لأنهم كانت للأحزاب ، فحاصرهم حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ فحكم فيهم فقتل المقاتلة وسبى الذرية فصوب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيه وأمضى فيهم حكمه ومنَّ على الزبير بن باطا من بينهم لتكليم ثابت بن قيس بن شمَّاس إياه فيه حتى كان الزبير هو المختار لنفسه القتل .

ثم كانت غزاة المريسيع وهي التي سبى فيها بني المصطلق رهط جويرية بنت الحارث من خزاعة فاستحياهم جميعاً وأعتقهم فلم يقتل أحداً منهم علمناه .

ثم كانت خيبر فافتتح حصون الشق ونطاة عنوة بلا عهد فمنَّ عليهم ولا نعلمه قتل أحداً منهم صبراً بعد فتحها ثم سار إلى بقية حصون خيبر الكثيبة والوطيحة وسلالم فأخذها أو أخذ بعضها صلحاً على أن لا يكتمه آل أبي الحقيق شيئاًَ من أموالهم فنكثوا العهد وكتموه فاستحل بذلك دماءهم وضرب أعناقهم ولم يمنَّ على أحد منهم .

ثم كان فتح مكة بعد هذا كله فأمر بقتل هلال بن خطل ومقِيس بن صبابة ونفر سماهم وأطلق الباقين فلم يعرض لهم .

ثم كانت حنين فسبى فيها هوازن ومكث سبيهم في يديه أياماً حتى قدم عليه وفدهم فوهبهم لهم من عند آخرهم امتناناً منه عليهم .

ثم كانت أمور كثيرة فيما بين هذه الأيام مضت فيها أحكامه الثلاثة من القتل والمنِّ والفداء من ذلك قتله أبا عزَّة الجمحي يوم أحد وقد كان منَّ عليه يوم بدر ، وفيها إطلاقه ثمامة بن أثال ومنها مفاداته بالمرأة الفزارية التي سباها سلمة بن الأكوع برجلين من المسلمين كانا أسيرين بمكة قبل الفتح في أشياء كثيرة يطول بها الكتاب لم يزل صلى الله عليه وسلم قَبْلُ عاملاً بها على ما أراه الله عز وجل من الأحكام التي أباحها له في الأسارى وجعل الخيار والنظر فيها إليه حتى قبضه الله عز وجل على ذلك صلى الله عليه وسلم .

ثم قام بعده أبو بكر رضي الله عنه فسار في أهل الردة بسيرته من القتل والمنِّ ، فأما الفداء لم يحتج إليه أبو بكر الصديق رضي الله عنه لأن الله عز وجل أظهر الإسلام على الردة حتى عاد أهلها مسلمين بالطوع والكره إلا من أباده القتل ، فكان ممن استحياه أبو بكر رضي الله عنه عيينة بن حصن الفزاري وقرة بن هبيرة القشيري وكان قدم بهما عليه خالد بن الوليد موثقين فمنَّ عليهما وأطلقهما ، وكذلك الأشعث بن قيس بعث به إليه زياد بن لبيد الأنصاري موثقاً ، وقد نزل على حكم أبي بكر رضي الله عنه فخلَّى سبيله ومنَّ عليه وأنكحه ، وكان ممن قتله أبو بكر رضي الله عنه في الردة الفجاءة في رجالٍ من بني سليم وذلك لسوء آثارهم كان في المسلمين ، وبمثل ذلك كتب إلى خالد بن الوليد يأمره باصطلام بني حنيفة إن ظفر بهم ، وكتب إلى زياد بن لبيد والمهاجر بن أبي أمية بالمنِّ على كندة الذين حوصروا بحصن النجير ، ثم لم تزل الخلفاء على مثل ذلك .

قال أبو عبيد :

وعليه الأمر عندنا في الأسارى أنه لم ينسخ من أحكامهم شيء ولكن الإمام يخير في الذكور والمدركين بين أربع خلال وهي :

القتل ، والاسترقاق ، والفداء ، والمنِّ .

إذا لم يدخل بذلك ميل بهوى في العفو ولا طلب الذّحل في العقوبة ولكن على النظر للإسلام وأهله .


باب في المغانم

 

قال أبو عبيد : وأما نسخ المغانم .

فإن حجاجاً حدثنا عن ابن جريج عن مجاهد في قول الله عز وجل : (يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول) قال ثم نسختها : (واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول) قال ابن جريج : أخبرني بذلك ليث ابن أبي سليم عن مجاهد .

أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا عبدالله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : (يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول) قال : الأنفال الغنائم التي كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة ، ليس لأحد فيها شيء ، ثم أنزل الله عز وجل : (واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول) قال : ثم قسم ذلك الخمس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولذي القربى يعني قرابة النبي صلى الله عليه وسلم ولليتامى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وجعل أربعة أخماسه الناس فيه سواء للفرس منه سهمان ولصاحبه سهم وللراجل سهم .

 

انتهت أبواب (الجهاد ، والأسارى ، والمغانم)

من كتاب الناسخ والمنسوخ

لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي

رحمه الله

ولا تنسوا من قام بنسخه على ملف الوورد

من صالح دعاءكم بظهر الغيب

والله الموفق



[1] ) انظر كتاب (ما رواه الأساطين في عدم المجيء إلى السلاطين) للحافظ/جلال الدين السيوطي رحمه الله .

[2] ) انظر كتاب (مراحل تشريع الجهاد) للشيخ/عبدالآخر حماد الغنيمي حفظه الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

غاية الشوق لفضل بر الوالدين والعتق -الشيخ / محمد صفوت نور الدين - رحمه الله -

غاية الشوق لفضل بر الوالدين والعتق  تأليف فضيلة الشيخ / محمد صفوت نور الدين - رحمه الله -   مقدمة 1. الحمد لله، والصلاة والسل...